الكامل في ضعفاء الرجال للامام الحافط أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني 277 - 365 ه الطبعة الاولى تحقيق الدكتور سهيل زكار الطبعة الثالثة قرأها ودققها على المخطوطات يحيى مختار غزاوي خريج جامعة أم القرى الطبعة الثالثة الجزء الاول دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
[ 2 ]
جميع حقوق اعادة الطبع محقوظة للناشر الطبعة الاولى 1404 ه - 1984 م الطبعة الثانية 1405 ه - 1985 م الطبعة الثالثة منقحة وبها تعليقات وزيادات كثيرة السبت 1 محرم 1409 ه - 13 آب (أغسطس) 1998 م
بيروت - لبنان المكاتب: البناية المركزية - هائف: 244739 - صرب: 7061 / 11 المطابع والمعمل: حارة حريك - شارع عبد النور - هائف: 390663 * 838202 - 837898 برقيا: فكسي. تلكس: 41392 فكر 41392 LE FIKR
[ 3 ]
(1) ابن تيمية. قالوا في ابن عدي وكتابه الكامل قال الامام السبكي: كتاب طابق اسمه معناه ووافق لفظه فحواه بصحته حكم المحكمون وإلى ما يقول رضي المتقدمون والمتاخرون طبقات الشافعية 3 / 315 / 12 قال الحافظ ابن كثير: له كتاب الكامل في الجرح والتعديل، لم يسبق إلى مثله، ولم يلحق في شكله. البداية والهاية 11 / 283 / 12 قال حمزة السهمي: سالت الدار قطني أن يضيف كتابا في الضعفاء فقال: أو ليس عندك كتاب ابن عدي ؟ ! قلت: نعم. قال: فيه كفاية ولا يزاد عليه.. تاريخ جرجان 226 قال ابن عدي: في كتابي هذا اثنا عشر ألف حدث مسند، واثنا عشر ألف مقطوع. نسخة الظاهرة ح 15 ل 258 ب
[ 4 ]
من ميزات الطبعة الثالثة * إعادة ضبط النص على مخشوطات الكتاب الاربع. * ضبط أسماء الرجال بالاعتماد على كتب التراجم والتعليق عليها.
* الاشارد إلى اللحن الذي وقع فيه ابن عدي. * ترقيم الاسماء المترجم لها. * إفراد فهرس الفبائي للرجال في كل جزء. * تخليص الكتاب من الاخطاء النسخية والمطبعية.
[ 6 ]
بسم الله الرحمن الرحيم كلمة التاسر ابن عدي وكتابه الكامل لا بد قبل البدء بترجمة علم من الاعلام، ولتكون دراسته مستقصية ما يحتاجه المطلع، من الوقوف ولو قليلا، على عصره وبيئته والمؤثرات التي أحاطت به وأثرت عليه، كما لا بد من خلاصة ولو مختصرة للعلم الذي نبغ فيه، أو الفن الذي عمل وأكب عليه. ومن هذا المنطلق نقف أمام عصر ابن عدي وبيئته أولا، ثم ننتقل إلى العلم الذي كان مجاله، النصل فيما بعد إلى حياة أبي أحمد ومؤلفاته، ونخص بالتوسيع منها كتابه الكامل: أولا - عصره وبيئته 1 - الحالة السياسية: عاش ابن عدي في القرنين الثالث والرابع للهجرة، إذ ولد سنة 277 ه وتوفي سنة 365 ه، وفي هذه الفترة كانت الدولة العباسية قد بدأت بالانهيار والانحلال، ونشات على قطع من أرضها دويلات كان قادتها يجدون من القوة ما يجعلهم يستهترون بامر الخليفة والخلافة، وإن كانول في اغلب الاحيان يبقون للخليفة العباسي الدعاء على منابر دويلاتهم أيام الجمعة والاعياد. ولا غرابة إذا قلنا بان الخليفة قد إضحى في كثير من الاحيان صورة لا أكثر ولا أقل، يمكن عزله يسهولة وتولية آخر بيسر. ومن هذه الدويلات: 1 - الدولة الصفارية، ومؤسسها يعقوب بن الليث،
ب - الدولة السامانية، ومؤسسها إسماعيل بن أحمد الساماني، وتقرع عنها: ج - الدولة الغزنوية، التي نبغ فيها السلطان محمود الغزنوي، صاحب فتوح الهند، د - دولة بني بويه: في فارس وهمذان وأصبهان، ه دولة بني حمدان، بالوصل وحلب.
[ 7 ]
و - الدولة الشولونية: بمصر. ز - الدولة الاخشيدية: بمصر. ح - الدولة الفاطمية: بمصر. ط - كل ذلك إضافة إلى استقلال الاندلس عن امير اطورية بني العباس. 2 - الحالة الاجتماعية: ولقد كان لظهور هذه الدويلات أثر كبير في الحالة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والفكرية والادبية. ففي الناحية الاجتماعية كان لهذه الدويلات أثر في تقدم الحضارة، ورقي المجتمع الاسلامي، وانتقال مركز الحضارة والرقي من بغداد عاصمة الدولة العباسية إلى مدن إخرى نافستها في كثير من المجالات، ومنها، قرطبة، وبخاري، وغزنة، وحلب. 3 - الحالة الاقتصادية: وساعد قيام هذه الدويلات على تدفق الثروات نتيجة لاهتمام القائمين على هذه الدول بوسائل توسيع بلادهم وازدهارها الاقتصادي، وعنايتهم بالزراعة والري والصناعة والتجارة، إضافة إلى اهتمامهم بالعمران الذي باغوافيه درجة التنافس. 4 - الناحية الفكرية: ولم يقتصر تنافس هذه الدويلات على الامور المادية فحسب، بل كان اهتمامهم بالامور المعنوية وتنافسهم فيها أشد وأقوى، ومن يرجع إلى الناحية الفكرية في دولة الحمدانيين في حلب، أو الدول التي قامت في الاندلس يلحظ ذلك بوضوح. 5 - الناحية الدينية: وكان لهذه الناحية الاهميه البالغة لدى الامراء والولاة والملوك، وشجع على ذلك ظهور المذاهب الدينية، فانتشرت مبادئ الشيعة، وخاصة الاسماعيلية في مناطق كثيرة من
أرض الدولة العباسية، وقد أثر ظهور الشيعة على حركة التاليف الديني ي هذه الفترة. كما ظهر مذهب الاعتزال، ونشات الصوفية. ولقد استطاعت الدولة العباسية أخيرا أن تقضي على هذه الحركات، ولكنها شغلت بها وأجهدت، ولعل ذلك كان سببنا من أسباب اضمحلال الدولة وانتهائها عام ه على أيدي التتار. * * *
[ 8 ]
ثانيا - مبحث في الرواية والرواة بقلم: فضيلة الشيخ خليل الميس مفتي البقاع ومدير أزهر لبنان ان الله تعالى ابتعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، وأنزل عليه القرآن الكريم تبيانا لكل شئ، قال سبحانه في محكم التنزيل (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم) النحل 444 وقال سبحانه (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفو فيه) النحل 64. 1 - فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين عن الله عز وجل أمره، وعن كتاب الله معاني ما خوطب به الناس، وما أراد الله عز وجل به وعني فيه، ولم يزل على ذلك حتى توفاه الله عز وجل. 2 - والسبيل لمعرفة معاني كتاب الله تعالى يكون بالآثار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه النجباء الذين شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل رضي الله عنهم. هذا، وإنما تعرف الآثار الحيحة منها والسقيمة ينقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عز وجل بهذه الفضيلة، ورزقهم هذه المعرفة، وشهد لهم أهل العلم بذلك. هذا ولا سبيل إلى معرفة شئ من معاني كتاب الله نولا من سنن رسوله عليه الصلاة والسلام إلا من چهة النقل، ولذا وجب أن نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم، وأهل الحفظ والثبت والاتقان منهم - وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب والختراع الاحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو ما جاءنا عن الله عز وجل، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة، حق علينا معرفتهم،
ووجب الفحص عن الناقلة ولبحث عن أحوالهم، لاثبات الذين عرفوا بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته، وأن يعزل عنهم الذين جرحهم أهل العدالة، وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم، وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ، وكثرة الغلط والسهو والاشتباه ليعرف به أدلة هذا الدين وأعلامه، وأمناء الله تعالى في أرضه على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيتمسك بالذي رووه ويعتمد عليه، ويحكم به.
[ 9 ]
- وليعرف أهل الكذب والغفلة والنسيان والغلط ورداءة الحفظ، فيكشف عن حالهم.. وهؤلاء هم أهل الجرح، فيسقط حديث من وجب منهم أن يسقط حديثه ولا يقبابه، ولا يعمل عليه. - ويكتب حديث من وجب كتب حديثه منهم على معنى الاعتبار. طبقات الرواة: من المعلوم تاريخيا أن المراحل التاريخية لتلقي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله في الصدور ثم حفظه جملة مدونا في المصنفات - يكن إجمالا بعد عصر النبي عليه الصلاة والسلام في طبقات ثلاث هي: 1 - طبقة الصحابة: هم - رضوان الله عليهم - الذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التفسير والتاويل، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه... فحفظوا عنه صلى الله عليه واله وسلم ما بلغهم عن الله عز وجل وما سن وشرع... ففقهوا الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده... وشرفهم الله عز وچل بما من عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة - فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والفخر، وسماهم عدول الامة، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) البقرة 143، والوسط: العدل، فكانوا عدول الامة وأئمة الهدى، وحجج الدين، ونقله الكتاب والسنة. 2 - طبقة التابعين: وهم الذين خلفوا بعد الصحابة، وحفظوا عنهم ما نشروه وبثوه من الاحكام والسنة والآثار،
وأفقنوه وعلموه وفقهوا فيه، وكانوا من الاسلام والدين، كما وصفهم المولى عز وچل في كتابه حيث قال: (والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) التوبة 100، فصاروا برضوان الله عز وجل عنهم وجميل ما أثنى عليهم - بامنزلة التي نزههم الله بها عن أن يلحقهم مغمز، أو تدركهم وصمة، وذلك لتيقظهم وتحرزهم وتثبتهم. 3 - طبقة أتباع التابعين: وهم الخلف الاخيار، وأعلام الامصار في دين الله عز وچل ونقل سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظه وإتفانه، وهم العلماء بالحلال والحرام.
[ 10 ]
هذا وقد جرت سنة امصنفين في هذا الفن أن يصنفوا الرواة إلى مراتب خمسة من حيث اللبول أو الردود لمروايتهم، وهي: الطبقة الاولى: فمنهم الثبت الحافط الورع المتقن الجهبذ الناقد للحديث - فهذا الذي لا يختلف فيه، ويعتمد على جرحه وتعديله، ويحتج بحديثه وكلامه في الرجال. الطبقة الثانية: ومنهم العدل في نفسه، الثبت في روايته، الصدوق في نقله، الورع في دينه، الحافط لحديثه، المتقن فيه، فذلك العدل الذي يحتج بحديثه ويوثق في نفسه. الطبقة الثالثة: ومنهم لصدوق، الورع، الثبت الذي يهم أحيانا - وقد قبله الجهابذة النقاد، وهذا يحتج بحديثه. الطبقة الرابعة: ومنهم الصدوق، الورع، المغفل، الغالب عليه الوهم والخطا والغلط والسهو. فهذا يكتب من حديثه الترغيب والترهيب والزهد والآداب. ولا يحتج بحديثه في احلال والحرام. الطبقة الخامسة: والخامس بعد هؤلاء - هو من قد ألصق نفسه بهم، ودلها بينهم ممن ليس من أهل الصدق والامامنة، ومن قد ظهر النقاد العلماء بالرجال أولي المعرفة منهم الكذب. فهذا يترك حديثه ويطرح روايته (1).
أئمة النقد للرواة: هذا وقد عرف جماعة من علماء السلف بانهم أئمة الجرح والتعديل، وهم طبقات أيضا. ومن أولئك العلماء الجهابذة، وهم قدوة في الدين ونقاد لناقلة الآثار. فمن الطبقد الاولى: بالحجاز، الامامان مالك بن أنس، وسفيان بن عينية. وبالعراق الائمة: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد. وبالشام: الامام عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الاوزاعي. وبذلك وردت شهادات الاعلام، منهم: عبد الرحمن بن مهدي، قال: أئمة الناس في زماننا أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والاوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة.
الرازي: الجرح والتعديل، المقدمة 1: 10 (*)
[ 11 ]
قاعدة في المؤرخين ولما كان تاريخ الرجال وخاصة رواة الحديث منه يدخل ضمن إطار المباحث التاريخية، لذلك كان لابد من عرض مقالة أهل الاختصاص بهذا الشان، عنيت ما ذكره الامام تاج الدين السبكي (771) ه صاحب الطبقات المشهورة حيث قال: إن أهل التاريخ ربما وضعوا من أناس ورفعوا أناسا إما لتغصب، أو لجهل، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به أو غير ذلك من الاسباب: والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهل الجرح والتعديل، وكذلك التعصب، قل أن رأيت تاريخا خاليا من ذلك. والرأي عندنا (السبكي) أن لا يقبل مدح، ولا ذم من المؤرخين إلا بما اشترطه إمام الائمة - والده - حيث قال: يشترط في المؤرخ: 1 - الصدق. 2 - إذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى.
3 - وأن يكون ذلك الذي نقله أخذه في المذاكرة، وكتبه بعد ذلك. 4 - وأن يسمي المنقول عنه فهذه شروط أربعة فيما ينقله. ويشترط فيه أيضا: لما يترجمه من عند نفسه، ولما عساه يطول في التراجم من النقول ويقصر. 1 - أن يكون عارفا بحال الترجمة، علما ودينا وغيرهما من الصفات. 2 - أن يكون حسن العبارة، عارفا بمدلولات الالفاظ. 3 - أن يكون حسن التصور، حتى يتصور حال ترجمته جميع حال ذلك الشخص ويعبر عنه بعبارة لا تزيد عله، ولا تنقص عنه. 4 - أن لا يغلبه الهوى، فيخليل إليه هواه الاطناب في مدح م يحبه، والتقصير في غيره. بل إما إن يكون مجردا عن الهوى هو عزيز. وإما أن يكون عنده من العدل ما يقهر به هواه، ويسلك طريق الانصاف. وأصعب هذه الشروط الاطلاع على حال الشخص في العلم، فانه يحتاج إلى المشاركة في علمه والقرب منه حتى يعرف مرتبته (1).
(1) السبكي: طبقات الشافعية الكبرى 1: 194. (*)
[ 12 ]
علم الجرح والتعديل نقدم لهذا البحت بعبارة ابن دقيق العبد (أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وقف عليها المحدثون والحكام) (1). نقول: وعلى الرغم من ذلك، فلا بد صيانة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخوض في هذا الميدان فنقول: - هو علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بالفاظ مخصوصة، وعند مراتب تلك الالفاظ. رتبته: هذا العلم من فروع علم رجال الحديث، والكلام في الرجال جرحا وتعديلا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عن كثير من الصحابة والتابعين، فمن بعدهم، جوز ذلك تورعا وصونا للشريعة
لا طعنا في الناس، وكما جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة، والتثبت في أمر الدين أولى من التثبت في الحقوق والاموال (2). وقال ابن عبد البر: هذا باب قد علط فيه كثير من الناس، وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها من ذلك. والصحيح في هذا أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته، وبانت ثقته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن ياتي في جرحته بينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات. والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب قوله من جهة الفف والنظر. - واما من لم تثبت إمامته، ولا عرفت عدالته، ولا صحت لعدم الحفظ والاتقان روايته، فانه ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه، ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه. والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور من جماهير المسلمين إماما في الدين - قول أحد من الطاعنين، أن السلف رضوان الله عليهم قد سبق من بعضهمكلام كثير في حال الغضب، ومنه ما حمل على الحسد، كما قال ابن عباس: استمعوا علم العلماء ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايرا من التيموس في زربها. وفي قول له: خذوا العلم حيث وجدتم، ولا تقبلوا قول الفقياء بعضهم على بع، فانهم يتغيرون تغاير التيموس في الزريبة. ومثل هذا القول نقل عن مالك بن دينار وأبي حازم الذي قال: سمعت أبي يقول: العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة. وإذا لقي من هو مثله ذاكره. وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه. حتى كان هذا الزمان، فسار الرجل يعيب من فوقه البتغاء أن
(1) الاقتراح 344. (2) كشف الظنون 1: 390. (*)
[ 13 ]
ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس بحاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهو على من هو دونه فهلك الناس.
- ومنه ما حمل على جهة التأويل مما لا يلزم القول فيه ما قاله القائل فيه. وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف تأويلا واجتهادا لا يلزم تقليدهم في شئ منه دون برهان ولا حجة توجبه (1). قال العز بن عبد السلام تحت فصل البدع ما نصه: البدعة فعل ما لم يعهد في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم. وقعد تقسيمه البدع: إلى بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة... قال: وللبدع الواجبة أمثلة، منها: الكلام في الجرح والتعديل لتمييز الصحيح من السقيم، وقد دلت قواعد الشريعة على أن حفظ الشريعة فرض كفاية فيما زاد على القدر المتعين، ولا يتاتى حفظ الشريعة إلا بما ذكرناه (2). واستدرك السخاوي على هذا القول بما يلي: وإذراجه لذلك (الجر والتعديل) في البدع ليس يحيد فقد قال صلى الله عليه وسلم: " نعم الرجل عبد الله، وبش أخو العشيرة ". في أشياء لذلك في الطرفين منها مما أورده الدارقطني في (الملل) من رواية ابن المسيب عن أبي هريرة رفعه: " إذا علم أحدگم من أخيه خيرا فليخبره به فانه تزداد رغبته في الخير " وقال: إنه لا يصح عن الزهري، وروي عن ابن المسيب مرسلا، ومنها ما للطبراني بسند ضعيف من حديث أسامة بن زيد رفعه " إذا مدح المؤمن ربا الايمان في قلبه " (3). ثالثا - المصنفات التي ألفت في الضعفاء والمجروحين قال هذا النوع من التاريخ حظه الاوفر من العلماء سلفا وخلفا، كان للامام البخاري صاحب الصحيح القدح المعلى في هذا الميدان، وتوالى العلماء من بعده ما بين موجز ومسهب. وها نحن ورد طائفة من أسماء المؤلفين وكتبهم المعروفة: 1 - كتاب الضعفاء الكبير للبخاري (مخطوط). 2 - كگتاب الضعفاء الصغير له (طبع).
(1) الجامع 2: 187. (2) قواعد الاحكام 1: 204. (3) السخاري، الاعلان بالتوبيخ 48. (*)
[ 14 ]
3 - الضعفاء والمتروكون للنسائي (طبع). 4 - الضعفاء والمتروكون لعلاء الدين علي بن عثمان المارديني. 5 - كتاب الضعفاء: للحافظ البرقي أبي عبد الله محمد بن عبد الله المصري (249) ه. 6 - كتاب الضعفاء: لابي حاتم بن حبان البستي (254) وهو كتاب كبير، وللدار قطني حواش عليه. 7 - كتاب الضعفاء: للعقيلي محمد بن عمرو الحافط المتوفى سنة (323) ه. 8 - كتاب أبي نعيم الجرجاني الاسترابادي عبد الملك بن محمد (323) ه. 9 - كتاب الفتح: الازدي محمد بن حسين الموصلي، تنزيل بغداد (374) ه، ومؤلفه قوي النفس في الجرح كما ذكره الذهبي في الضعفاء. 10 - كتاب الكامل لابن عدي الذي نقدم له، ذكر فيه كل من تكلم فيه ولو من رجال الصحيحين وذكر في ترجمة كل واحد حديثا، أو أكثر من غرائبه ومناكيره وهو من أكمل كتب الجرح، جمع أحاديثه ابن طاهر، ورتبها على حروف العجم في مؤلف، وذيل على الكامل ابن الرومية أبو العباس أحمد بن محمد الاندلسي المتوفى سنة 637 ه بكتاب سماه (الحافل في تكملة الكامل) ولابن طاهر ذيل عليه أيضا يسمى بتكملة الكامل. 11 - كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (597) ه وذيل عليه الذهبي، واختصره وذكر ما فاته في ميزان الاعتدال. 12 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي أبي عبد الله محمد بن أحمد المتوفى سنة (748) ه جمع فيه كتاب ابن الجوزي وما ذيل عليه، وسلك فيه مسلك الكامل لابن عدي بذكر كل من تكلم فيه ما عدا الائمة. ولابن گثير عليه كتاب التكملة، وهو نفيس. وللعراقي ذيل عليه في مجلد، وقد حرره وزاد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه: (لسان الميزان) ولم يذكر فيه من تقدم له ذكر في كتابه: (تهذيب التهذيب). ثم اختصره في: (التقويم
الميزان وتحرير اللسان). ولابي زيد الفاسي عبد الرحمن العراقي الفاسي المتوفى (234) مختصر الميزان. وللحافظ برهان الدين الحلبي كتاب (نقل الهميان في معيار الميزان). قال ابن حجر: لم يمعن النظر فيه. وللمناوي كتاب النقاه من اللسان بين فيه الموضوع والمنكر والمتروك ورتبه على حروف المعجم. 13 - كتاب المغني للذهبي، وهو مختصر يذكر فيه لكل واحد ما صح فيه بكلمة واحدة. 14 - كتاب (الضعفاء) والمنسوبون إلى البدعة من المحدثين لابي يحيى الساجي الفقيه البصري (1).
(1) تنزيه الشريعة، مقدمة المحقق (ي) ومقدمة الكامل 3. (*)
[ 15 ]
رابع - ترجمة ابن عدي (277 - 365 ه) نسبه: هو الامام الحافظ الكبير والناقد الخبير، أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الجرجاني. مولده: ولد يوم السبت غرة ذي القعدة سنة 277 ه. نشاته: نشا يحرجان وكتب الحديث بها سند 290 ه عن أحمد بنحفص السعدي وغيره. رحلاته: طاف البلاد في طلب اعلم كما هو الشان في علماء هذا الفن وكان أول ارتحاله سنة 297 ه فرحل إلى الحرمين والشام ومصر والعراق وخراسان. شيوخه: ذكر في معجه أن شيوخه زادوا على ألف شيخ. منهم عبد الرحمن بن القاسم الرواس، وأبو عقيل وأنس بن السلم، وبهلول بن إسحاق الانباري، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبو خليفة الجمحي، والحسن بن سفيان، وأبو عبد الرحمن النسائي، وعمران بن مجاشع، وعبدان الاهوازي، وأبو يعلى الموصلي، والحسن بن محمد المدني، والحسن بن الفرج الغزي، وأبو عروبة، وزكريا الساجي والباغندي وغيرهم.
تلاميذه: روى عنه خلق كثير منهم: أبو العباس بن عقدة، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، وحمزة السهمي، وأبو الحسين أحمد بن العالي، ومحمد بن عبد الله بن كويه. ثناء العلماء عليه: إن ثناء العلماء المعاصرين منهم أو غيرهم هي بمثابة التعديل والتزكية لمن عدل أو زكي، وأقوالهم لا تطلق جزافا إنما تعبر عن منزلة الرجل عند أهل العلم.. وكتاب الكامل... هو الانجاز الكبير الذي أطل من خلاله علماء العصر ومن تبعهم على ابن عدي... ولذلك.. إذا ذكر ابن عدي قيل: صاحب الكامل.. قال حمزة السهمي: وكان أبو أحمد بن عدي حافظا متقنا، لم يكن في زمانه مثله (1). وقال: سالت الدارقطني أن يضيف كتابا في الضعفاء فقال: أو ليس عندك كتاب ابن عدي ؟ ! قلت نعم.
(1) تايرخ جرجان 226. (*)
[ 16 ]
قال الخليلي: كان عديم النظر حفظا وجلالة، وسمعت ابن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أرى مث أبي أحمد بن عدي فكيف فوقه في الحفظ (1). وقال: سالت عبد الله بن محمد القاضي الحافط فقلت: كان ابن عدي احفظ ام ابن نافع ؟ فقال: ويحك زر قميص ابن عدي احفظ من عبد الباقي. قال ابن عساكر: كان ثقة على لحن فيه. وقال الامام الذهبي: أما في العلل والرجال فحافظ لا يجارى (2). وقال السبكي: الحافظ الكبير.. صاحب كتاب الكامل في للضعفاء (3). وقال ابن ناصر الدين: هو إمام حافظ كبير ثقة مامون، له كتاب في الجرح والتعديل سماه: الكامل، وهو كتاب جليل حافل (4). مؤلفاته: يغلب على مؤلفاته طابع (تاريخ الرجال) وما يستتبع هذا العلم كعلل الحديث مثلا،.. يبدو أنه كان قليل المشاركة في غير هذا العلم، ومما نقله المؤرخون في تبيان مصنفاته قالوا: له: 1 - الكامل في الضعفاء.. وهو في مقدمتها رتبة وذكرا.
2 - أسماء الصحابة. مخطوط. توجد منه نسخة في المدينة المنورة ونسخة في استامبول. 3 - أسامي من روى عنهم البخاري في الصحيح (مخطوط) محفوط في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم 389 4 - علل الحديث ثمانية أجزاء، بدو أن لم يعثر عليه. 5 - معجم شيوخه. مفقود. 6 - جمع أحاديث مالك بن أن، والاوزاعي، وسفيان الثوري، وشعبة، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة من المقلين. مفقود. 7 - الانتصار على مختصر المزني في فروع الشافعية. ذكره ابن ناصر الدين، وهو مفقود. وقال السبكي: وددت لو وقفت عليه. وفاته: توفي رحمه الله تعالى في جمادى الآخرة سنة 356 ه وصلى عليه أبو بكر الاسماعيلي الجرجاني.
(1) الارشاد وورقة رقم 155. (2) ميزان الاعتدال 1: 2. (3) طبقات الشافعية 3: 315. (4) مخطوط ورقة 113 ب. (5) أرخ له في: تاريخ جرجان رقم 443. تذكرة الحفاظ 3: 94، طبقات الشافعية 3: 315 شذرات الذهب 3: 51، كشف الظنون 1382. (*)
[ 17 ]
كتاب الكام كتبها الشيخ يحيى مختار غزاري خريج جامعتام القرى اسمه: سماه ابن عدي: الكامل في ضعفاء الرجال. وسمي: الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الاحاديث.
في النسختين الظاهرية والمصرية، عليهما سماعات وتقريرات وتعليقات كما ذكر اسمه في المنتخب كاملا حيث قال: المنتخب من الكامل في معرقة ضعفاء المحدثين وعلل أحاديثهم. نسبته لابن عدي: قال حمزة السهمي: صنف ابن عدي في معرفة ضعفاء المحدثين كتابا مقدار ستين جزءا سماه الكامل. وقال الذهبي: أبو أحمد بن عدي صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل. وهو خمسة أسفار كبار. وقال ابن كثير: الحافط... له كتاب الكامل في الجرح والتعديل. وقال السبكي: وكتابه الكامل، وقال: انب القطان أحد الائمة، وكتابه: الكامل. وقد ترجمه السند المذكور في النسخة المصرية لكتاب الكامل في التمهيد. ذكر من روى الكامل: 1 - حمزة بن يوسف بن ابراهيم بن موسى، أبو القامس القرشي، السهمي الجرجاني، من ذرية هشام بن العاص رضي الله عنه، الحافظ الامم الثبت الرحال، صنف التصانيف، وجرح وعدل، وصحح وعلل توفي سنة 427 (1). 2 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو سعد الانصاري الهروي الماليني الصوفي الحافظ العالم الزاهد، ويعرف أيضا بطاووس الفقراء، له رجلات، وكان ثقة متقنا صاحب حديث، توفي سنة 412 ه (2).
(1) التذكرة 3: 1089. (2) تاريخ جرجان 82 خط: 371 السير 301. (*)
[ 18 ]
3 - إسماعيل بن أحمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن العباس الاسماعيلي الجرجاني، شيخ الشافعية وابن شيخهم، صاحب فنون وتصانيف. قال السهمي: كان إمام زمانه، مقدما في الفقه، والاصول والعربية، وتخريج على يده جماعة مع الورع والمجاهدة والنصح للاسلام والسخاء وحسن الخلق. وقال
الشيخ أبو إسحاق: جمع بين رئاسة الدين والدنيا يجرجان، روى عن: والده، وابن العباس الاسم، وابن عدي، وابن دحيم، وعمر بن حفص. روى عنه: محمد بن أحمد الروياني، وأبو محمد الخلال، وعلي التنوخي. قال الخطيب: وكان ثقة فاضلا. ولد سنة 333 في شهر ربيع ليلة الجمعة، وصلى عليه أخوه (1). منهج ابن عدي في كتابه الكامل قال الحافظ ابن كثير: له كتاب الكامل في الجرح والتعديل، لم يسبق إلى مثله ولم يلحق في شكله (2). وهو كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى، فقد قدم ابن عدي لكتابه كلمات ذاخرة بالعلم والقواعد الحديثة، وبين في المقدسة عظم وهول وسوء عاقبة الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحري الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم في تحمل الحديث وروايته وأدائه، وردهم على من أخطا وكذب في الحديث. كما ترجم بعد ذلك لكبار أعلام الائمة الذين استجازوا الكلام في الرجال ذبا عن بيضة الدين، وحفظا من كل حاقد لثيم. رحمهم الله تعالى أجمعين. طريقة ايراده التراجم: قال ابن عدي: وذاكر في كتابي هذا كل من ذكر بضرب من الضعف ومن اختلف فيهم. (المقدمة). وقال أيضا: ولولا أني شرطت في كتابي هذا أن أذكر منه كل من تكلم فيه متكلم لكنت أجل أحمد بن صالح أن أذكره. وقال أيضا: ولم أر للمتقدمين فيه كلاما إلا أن أحايثه رأيتها ير محفوظة، فشرطت في أول الكتاب أن أذكر كل من هو بصورته.
(1) تاريخ جرجان 147، خط 6: 309، السير 17: 87. (2) البداية 11: 283.
[ 19 ]
قال الذهبي: ذكر في الكامل كل من تكلم فيه بادنى شئ ولو كان من رجال الصحيحين، ولكنه منتصر له إذا أمكن... وهو منصف في الرجال بحسب اجتهاده (1). قال ابن حجر: ومن عادته فيه أن يخرج الاحاديث التي أنكرت على الثقة (2). قال السخاوي: ولكن توسع لذكره كل من تكلم فيه وإن كان ثقة (3). فيتلخص من ذلك أن أنواع التراجم المذكورة في الكامل: 1 - ذكر الضعفاء. 2 - ذكر الثقات الذين تكلم فيهم أو أنكر عليهم أحاديث. 3 - ذكر من اختلف فيهم. 4 - ذكر من لم يتكلم فيه احد، مع العلم أن احاديثه غير محفوظة. ترتيب التراجم: قال ابن عدي: وسنفته على حروف المعجم ليكون أسهل على من طلب رواياتهم. وهو كما قال، لكنه التزم الحرف الاول فقط، فبدأ باحمد، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، ثم إسحاق، ثم أيوب، وهكذا فهو يجمع كل اسم من كل حرف مع بعضه، كما أنه أفرد في كل حرف بابا للمفردات حيث يقول: أسامي شتى (أو نحوها) ممن أول أساميهم حرف ج وهكذا. عناصر الترجمة: يبدأ ابن عدي رحمه الله تعالى باسم صاحب الترجمة وكنيته ولقبه ونسبه وبلده ويذكر أحيانا بعض ذلك بالسند، ثم يكر أقوال الائمة في الجرح والتعديل وغيرهم مدحا أونما، ونادرا ما يقوم حكمه على المترجم. ولم يمتمد في ذكره لاقوال العلماء نمطا معينا فمرة يقدم البخاري ومرة ابن معين، ومرة أحمد، ومرة علي بن المديني. ثم يتبع ذلك كما قال: " وذاكر لكل رجل منهم مما رواه، ما يضعف من أجله، أو يلحقه بروايته ". سواء كانت مرفوعة أو موقوفة أو مقطوعة. وبعد هذا يعلق، ويذكر العلل، ويوضح يحلاء عن مكانها وسببها وقد يترك التعليق، ويذكر أيضا للمتن أكثر من إسناد في بعض الاحيان، وقد يورد للاسناد الواحد أكثر من متن. كما أنه رحمه الله تعالى يورد أثناء الترجمة بعض ما نسب إليه من قصص أو حكايات - وهو في
هذا الباب متساهل.
ثم يختم الترجمة بملخص مفيد، وحكم شاف واف يظهر فيه رجاحة عقله وثاقب بصره، مع ورعه واعتداله، وقال: " ومرجح قول أحدهما مبلغ علمي من غير محاباة ". ألفاظ ابن عدي في الجرح والتعديل الواردة في الكامل واعتداله: قال الذهبي: وقسم كالبخاري وأحمد وأبي زرعة وابن عدي معتدلون منصفون (1) " ومنصف في الرجال حسب اجتهاده " (2). وقد تقدم قول ابن عدي في أحكامه أنه لا يحابي، وبين ذلك عندما قال: فلعل من قبح أمره أو حسنه تحامل عليه أو مال إليه. ويتبين على ألفاظه تورعه وهي مقاربة وساذكر بعضها: مشهور معروف من الثقات، وهو في نفسه صالح، وهو صدوق، أما في باب الرواية فانه صالح، من ثقات الناس، وهو عندي ممن يحب أن يقبل حديثه، كان لا يتعمد الكذب إنما كانت غفلة فيه وحديثه مضطرب، متماسك في الحديث لا باس به. لم يكن صاحب حديث، عامة ما يرويه منكر، منكر الحديث عن الثقات يسرق الحديث، وهو عندي لين، هو ممن يكتب حديثه، يكتب حديثه في الضعفاء. الخ... أهمية كتاب الكامل 1 - أوال العلماء: قال الخليلي (3): وله تصنف في الضعفاء ما صنف أحد مثله. قال السهمي (4): سالت أبا الحسن الدار قطني أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين ؟ فقال لي أليس
عندك كتاب ابن عدي ؟ فقلت: نعم، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه. قال الذهبي (5): ولابي أحمد بن عدي كتاب الكامل هو أكمل الكتب وأجلها في ذلك. قال ابن كثير (6): له كتاب الكامل... لم يسبق إلى مثله ولم يلحق في شكله. قال السبكي (7): كتابه الكامل طابق اسمه معناه ووافق لفظه فحواه.
(1) ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل 158: 159. (2) السير 16: 154 - 156. (3) الارشاد 2: 154. (4) ت جرجان 266. (5) الميزان 1: 2. (6) البداية 11: 283. (7) الطبقات 2: 233. (*)
[ 21 ]
قال ابن القطان (1): وكتابه الكامل واف بغرضه. وقال السخاوي (2): هو أكمل الكتب المصنفة قبله وأجلها. وتبرز أهمية الكتاب حيث وجدت في أول الجزء الخامس عشر ل 258 ب من نسخة الظاهرية. قول ابن عدي حيث قال: في كتابي هذا اثنا عشر ألف حديث مسند، واثنا عشر ألف مقطوع. 2 - اعتماد العلماء عليه: قال السبكي: من عينه انتجع المنتجعون وبشهادته حكم المحكومون، وإلى قوله رجع المتقدمون والمتاخرون. ويظهر ذلك في نقله واختصاره والتذييل عليه وترتيب أحاديثه والتعليق عليه. فقد اختصره: أبو العباس البناني المعروف بابن الرومية (3) ومحمد بن طاهر المقدسي (4)، وتقي الدين أحمد بن علي المقريزي (منه نسخة فريدة كاملة بخطه كاملا في مكتبة مراد ملا). ولاحمد بن أبيك الدمياطي سماه (عدة الفاضل في الختصار الكامل) (نسخة فريدة
بخطه في برلين). ويوجد في الظاهرية بخط الضياء المقدسي منتخب جاء في أربعين ورقة وتبدأ من الترجمة التي وقفت عندها نسخة الظاهرية للكامل وتنتهي باخر الكتاب. وقد ذيل عليه: أبو العباس البناني وسماه (الحافل ذيل على الكامل) وابن القيسراني وسماه (تكملة الكامل) (5). وقد فهرس أحاديثه ابن القسيراني بعنوان (ترتيب أحاديث الكامل) (6).
(1) بيان الوهم والايهام 2: 243 ب. (2) الاعلان 586. (3) الذيل والتكملة للمراكشي سفر اقسم 2: 512 - 513 وذكر الذهبي في التذكرة 4: 1435 الحاقل فقط. (4) هدية العارفين 2: 83. (5) الميزان 1: 2 والسخاري في الاعلان 586. (6) الرسالة المستطرفة للكتاني 109. (*)
[ 22 ]
وصف النسخ المخطوطة للكامل وسندها هذا الكتاب الذي نال إعجاب القدماء، وحظي عندهم بمكانة كبيرة، ونال ثقة أجلة العلماء والحفاظ الذين اهتموا بعلم الجرح والتعديل، وجدت منه مخطوطات في مكتبات العالم لابد من ذكرها، وذكر سندها لنذكر للاخ القارئ بعد عملنا، وما قمنا به من جهد في سبيل إخراج هذا الكتاب الفريد. اما المخطوطات فهي: 1 - المخطوطة الموجودة في مكتبة السلطان أحمد الثالث في استانبول (طاب قبو سراي) وقد 710 ه، وهي تحت رقم 2943، وهي نسخة كاملة في 1007 ورقات مكتوبة بخط نسخ جيد في أولها. إلا أن الخط لا يستمر بنفس الجودة.
وهذه المخطوطة خالية من سند النسخ، وكل ما ورد فيها أنها رواية أبي القاسم حمزة بن يوسف الجرجاني المتوفى سنة 427 ه. 2 - مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق، وهي أقرب من الاولى إلى عصر المؤلف، وبعض أجزائها من رواية أبي القاسم حمزة بن يوسف الجرجاني، والبعض الآخر من رواية أبي سعد إسماعيل بن أحمد بن ابراهيم الجرجاني المتوفى سنة 396 ه. وعدد أوراق هذه النسخة 388 ورقة، وعليها تاريخ 392 ه، وهذا ما يجعلها موثوقة ودقيقة. غير أنها غير كاملة فالمقدمة والاجزاء الثلاثة الاولى مفقودة. وهذا ما يجعل الاعتماد عليها غير ممكن إلا من أهل المراجعة والمقابلة. وهذه النسخة قد خلت أيضا من سند النسخ. 3 - نسخة موجودة في استانبول، وتوجد صورة لها في بغداد، وقد تناوب على كتابتها أكثر من واحد. وخطها ردئ أحيانا، وفيها بعض السقط. ولذا لا يمكن اعتمادها إلا في المراجعلة والمقابلة وضبط بعض النصوص. والجدير بالذكر أن هذه النسخة خالية من سند النسخ أيضا. 4 - النسخة المصرية، وهي النسخة الوحيدة التي يوجد فيها سند النسخ وهو: أخبرنا الشيخ الصالح الزاهد المسند أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن منصور بن المقير
[ 23 ]
البغدادي النجار، نزيل دمشق المحروسة بجامعها في شهور سنة ثلاث وثلاثين وستمائة: أخبرنا الشيخ الامام العالم شيخ الاسلام وقدوة المشايخ أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان ابن منصور الشهرزوري فيما أجازه لي في روايته عنه. أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني. ترجمة رجال السند
أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن العباس الاسماعيلي الجرجاني حدث عن أبيه، وعمه المفضل بن اسماعيل، وابن اليمن محمد بن علي الديباجي، وحمزة السهمي وابن نصر عبد الله بن أحمد بن عبدان وغيرهم. سمع منه أبو القاسم إسماعيل بن منصور الكرخي وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خبرون وأبو الحسن أحمد بن عبد الله الابنوسي وآخرون. قال السمعاني: هو من الكتاب المحتشمين والافاضل المتقدمين، نام المروءة، حسن الاخلاق، يعظ ويملي على دراى وفهم، سافر البلاد، وروى بها الحديث. ولد سنة 407 وتوفي بجرجان سنة 477 (1). أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان الشهرزوري البغدادي المقري (الامام العالم شيخ الاسلام وقدوة المشايخ). ولد في ربيع سنة 462 وتوفي في 22 ذي الحجة سنة 550 (2). أبو الحسن بن علي نب الحسين بن علي بن منصور بن المقير الازجي البغدادي الحنبلي النجار مسند الديار المصرية، ومسند الوقت، الشيخ الصالح الزاهد المسن المسند. ولد سنة 545 وتوفي في نصف ذي القعدة سنة 643 بالقاهرة (3).
عمل دار الفكر هذه هي الطبعة الثالثة لكتاب الكامل نقدمها إلى القراء الكرام والمختصين بهذا العم الجليل من الجرح والتعديل، وقد بذلنا في سبيل إخراج الكتاب خاليا من الخطا كل وسيلة. ولا بد أن نسرد خطواتنا في سبيل القرب من الكمال في هذا العمل الجاد المضني خطوة خطوة
منذ تفكيرناا بطبع الكتاب وحتى الانتهاء من هذه الطبعة التي نفخر بانها قد فاقت سابقاتها بالدقة والعناية. فاا ما قمنا به في الطبعة الاولى فحين أصدر العالم الفاضل الاستاذ صبحي البدري السامر ائي مقدمة كتاب الكامل (طبع بغداد، دون ذكر تاريخ الطبع) انتظرنا طويلا عسى أن يكمل الاستاذ الفاضل عمله، ويصدر بقية أجزاء الكتاب، ولكن ذلك لم يكن، وبلغنا أن بقية الاجزاء لن تصدر. ولما كان الكتاب ذا مكانة كبرى في بابه وضعنا نصب أعيننا خدمة أمتنا الاسلامية والعربية بتقديم هذا الكتاب جاهدين في إخراجه إخراجا علميا، وتحقيقه بحيت بقي بالغرض، ويكون خاليا من العيوب ما أمكن، ولو كلف ذلك الجهد المضني والعمل الطويل. وحصلنا على النسختين التركيتين والنسخة الظاهرية للكتاب، وبدأنا العمل الشاق واعتمدنا نسخة استانبول رغم رداءة خطها في بعض الاحيان لانها كاملة واعتمدنا النسختين الباقيتين للمطابقة والمراجعة، وكان عملنا: 1 - قام مختصون بمقارنة بين النسخ الثلاث. ب - استعنا بثقات لنسخ المخطوطة. ج - استعنا بثقات في تدقيق المنسوخ ومطابقته على النسخة الام. د - كلفنا الشيخ سليم يوسف إعادة التدقيق، فقام بذلك مشكورا. ثم قام الدكتور سهيل زكار استاذ التاريخ الاسلامي يجامعة دمشق بمراجعة الكتاب وعرف بكثير من الرجال الذين ترجم لهم ابن عدي، وشرح بعض مفردات اللغة وغريب الحديث معتمدا على كتب الرجال والتراجم وأمهات المعاجم وغريث الحديث المتوارة في مكتبته. وبعد ذلك بدأنا بالطبعة الاولى للكتاب، فقام الاستاذ يوسف الشيخ محمد البقاعي بتصحيح يروفات المطبعة، وصنف معجما للاحاديث التي وردت في الكامل بحسب بداياتها على الاحرف الهجائية.
[ 25 ]
ولا حقنا الكتاب في المطبعة وثابرنا على هذا العمل الجاد حتى طلعت الطبعة الاولى للكتاب
باجزائه السبعة ومعجم الاحاديث، وأصبحت بين أيدي الراغين والمهتمين بتراجم الرجال وعلى الخص بابن عدي وكتابه الكامل، فنفدت الطبعة الاولى بعد أسابيع قليلة من صدورها، واشتد الطلب على الكتاب مما اضطرنا إلى دفع الكتاب للطبع ثانية بعد أن قم الشيخ سليم يوسف جزاء الله خيرا بقراءة الكتاب فصحح بعض الاخطاء وخرج تراجم بعض الرجال. الطبعة الثالثة بعد نفاد الطبعة الثانية من الكتاب وجدنا أن هذا الكتاب الجليل يستاهل منا المزيد من الخدمة والعمل لتخليصه من كل شائبة. فقام الشيخ يحيى عثمان غزاوي جزاه الله خيرا وأعاد قراءة الكتاب على مخطوطتي استانبول ومخطوطة المكتبة الظاهرية والمخطوطة المصرية، وهذه الاخيرة لم يتسن لنا الحصول عليها عند الطبعة الاولى للكتاب. وبالفعل بعد هذه القراءة المقارنة: 1 - وجد سقطا فاستدركه، وألحقناه بالكتاب وكثيرا من الاخطاء في الاسماء فصححناها. 2 - وأضاف بعض الملاحظات والحواشي وقد أشرنا إليها بنجمة *. 3 - وقدم لنا ترجمة لابن عدي فاستفدنا منها وسندا للنسخ استله من المخطوطة المصرية للكتاب وترجمة لرجال السند. 4 - وأهم ما قدمه لنا هو أن أصبحت لدينا القناعة الكاملة أن طبعتنا الثالثة هذه للكتاب أصبحت مطابقة لاصول ابن عدي تماما. ولم نكتف بهذا، فالسنة الشريفة وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحقان الاخلاص والعمل الدائب والجهد المستمر، ووفاء للامانة العلمية وقبل دفع الكتاب للطبعة الثالثة قمنا بما بلي: 1 - أعاد قراءة الكتاب ثانية لتخليصه من كل خطا مطبعي. 2 - وتخريج المزيد من تراجم الرجال ممن لم يتسن لنا تخريجهم في الطبعتين السابقتين للكتاب. 3 - وأشرنا إلى اللحون والاخطاء اللغوية التي وقعت في الكتاب بحرف (ص). وأثبتنا الصواب في الحواشي أو في ملحق في نهاية كل جزء.
[ 26 ]
4 - ولم نشر إلى إعراب أسماء الاعلام لان ذلك كثير وكثير جدا عند ابن عدي وتركنا ذلك للقارئ. 5 - ورقمنا أسماء الرجال رقمين: الاول خاص بالحرف للاسم المترجم له والثاني رقم المسلسل العام لاسماء كل الرجال في الكتاب. 6 - ورتبنا فهرس كل جزء ترتيبا ألفبائيا على حروف المعجم لان ابن عدي تناول الاسماء في كل حرف على حدة، غير أنه لم يراع الترتيب الابجدي في سرد أسمائه كذلك وأوردنا كنى الرجال وألقابهم في الفهرس العام في بابي الكنى والالقاب، مشيرين إلى مكان ورودها في الكتاب. كما أوردنا الاسم مكررا في رقمه في حال اختلافه أو ختلاف اسم أبيه منبهين إلى ذلك بحرف (ر). وبهذا نكون قد قمنا بخدمة الكتاب خدمة تكاد تكون تامة شاكرين كل من دم لنا عملا في إخراج الكتاب ومع ذلك فنحن معترفون بان الانسان لا يصل إلى درجة الكمال، ونرجو من وجد خطا أن يرشدنا إليه ورحم الله من قال: " رحم الله امرا أهدى إلي عيوبي ". وبالله العون، ومنه التوفيق يوم الاثنين العاشر من شعبان 1408 ه الموافق الثامن والعشرين من شهر اذار / مارس 1988 الناسر
[ 27 ]
الصفحة الاولى من نسخة استامبول
[ 28 ]
من نسخة استامبول
[ 29 ]
نسخة المكبة الظاهرية
[ 30 ]
صفحة من نسخة المكتبة الظاهرية
[ 31 ]
أول صفحة من النسخة المصرية
[ 32 ]
صفحة من الجزء الثاني من النسخة المصرية من الكتاب.
[ 33 ]
من المخطوطة المصرية، سند النسخ =
[ 34 ]
وهذه المخطوطة تنفرد بهذا السند عن بقية المخطوطات.
[ 35 ]
أول الاسماء من النسخة المصرية للكتاب. الكامل في ضعفاء الرجال المقدمة
[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الكتاب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم قال الشيخ الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني رحمه الله: الحمد لله الاحد الصد الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصر، أحمده حمد من أقر بربوبيته وأذعن لعظمته، أحاظ بالاشياء علما، وأحصى كل شي عددا، خالق الخلق ومدير الامر، منزل القرآن العظيم على نبيه محمد صلى الله
عليه اصطفاه وارتضاه وختم به الرسل، وقرن طاعته بطاعته إذ يقول عز وجل في محكم كتابه: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (1). وقال عز وجل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (2). فبلغ ما أمر به، فكما أوجب الله علينا طاعته أوجب علينا الاقتداء به، واتباع اثاره وسبر روياة خباره لعرفان صحيحها من سقيمها وقويها من ضعيفها، والله عز وجل يقول: (إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا) (3) وقد تحج قوم من أصحابه صلى الله عليه وسلم من الرواية عنه خوفا من الزيادة والنقصان فيما سمعوا منه لئلا يكونوا داخلين في قوله عليه السلام: [ من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار ] (4). استحقاق العقوبة لمن رام الكذب عليه ليضل به، وذم من يتقول عليه ما لم يقله، وقد أقام الله عز وجل قوما من صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم والتابعين بعدهم وتابعي التابعين وإلى يومنا هذا من يبين أحوالهم وبنبه على الضعفاء منهم ويعتبر رواياتهم تعرف بذلك صحيح الاخبار من سقيمها حسبة منهم في ذلك، وحذرا أن لا يكونوا ممن قال صلى الله عليه وسلم: [ من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين ] (5). وهم في المرتبة التي يسمع ذلك منهم ويقبل قولهم فيهم لمعرفتهم بهم، إذ هو علم يدق ولا يحسنه إلا من فهمه الله ذلك. وأنا ذاكر أساميهم ومبين فيهم الوجه الذي استحقوا به قبول قولهم في رواة الاخبار. وذاكر في
(1) المائدة 92 (2) اللنساء 80 (3) الحجرات 49 (4) متفق عليه ورواء الامام احمد والترمذي والنسائي عن أنس كما رواه أبو هريرة، وابن مسعود، وجابره وزيد بن أرقم، وعلي. (5) رواه الترمذي 4: 143 عن المغيرة بن شعبة، وفي الباب عن علي بن أبي طالب وسمرة وغيرهم من الصحابة. (*)
[ 2 ]
كتابي هذا كل من ذكر بضرب من الضعف، ومن اختلف فيهم فجرحه البعض وعدله البعض الآخر، ومرجح قول أحدهما مبلغ علمي منغير محاباة، فلعل منقبح أمره أو حسنه تحامل عليه أو مال إليه. وذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يضعف من أجله، أو يلحقه بروايته، وله اسم الضعف لحاجة الناس إليها، لاقربه على الناظر فيه. وصنفته عليه حروف المعجم ليكون أسهل على من طلب راويا
منهم، ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكر هم إلا من هو ثقة أو صدوق وان كان ينسب إلى هوى وهو فيه متاول، وأرجو أني أشبع كتابي هذا وأشفي الناظر فيه، ومضمن ما لم يذكره أحد ممن صنف في هذا المعنى شيئا، وسميته: كتاب الكامل في ضعفاء الرجال، ملتمسا في كل ذلك رضى الله عز وجل وجزيل ثوابه، وبه أستعين، وعليه توكلي، وبه توفيقي، وهو حسبي، ونعم الوكيل. * * * أبواب جامعة في الكذب وتشديد المقوبة فيه
[ 3 ]
الباب الاول من اقلل الرواية عند مخافة الزلة اخبرنا محمد بن الحسين بنمكرم، حدثنا أبو حاتم داود بن حماد البلخي، أخبرنا عتاب بن محمد بن شوذب ابن أخي عبد الله بن شوذب، أنبانا كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قلت لابي قتادة: حدثني بشي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: إني أخشى أن يزل لساني بشئ لم يقله رسول الله، إني سمعته يقول: [ من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار ] (1). أخبرنا الفضل بن الحباب، أنبانا مسدد (2) أنبانا عبد الوارث (3)، أبنانا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: ما يمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ من يتعدمد علي الكذب فليتبوا مقعده من النار ] (4). أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان، أخبرنا عاصم بن علي، أخبرنا شعبة عن عتاب قال: جاء أنس إلى الحجاج. قال: فسمعته يقول: لولا إني أخشى أن أخطئ لحدثتكم باشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن رسول الله أ سمعتها من رسول الله وذاك أني سمعت رسول الله يقول: [ من كذب علي متعمدا قليتبوا مقعده من النار ]. أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان، حدثنا عصام بن علي، حدثنا ابن أبي الزناد، أخبرني ابي، عن عامر بن
سعد بن ابي وقاص قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: ما يمنعني أن أحدثعن رسول الله الا اكون أوعى أصحابه عنه ولكن أشهد سمعته يقول [ من قال علي ما لم أقل فليتبوا مقعده من النار ] (5). أخبرنا احمد بن علي بن المثنى، حدثنا قطن بن نسير، حدثنا جعفر بن سليمان، أخبرنا عمرو بن
حديث أبي قتادة رواه الدارمي 1: 67 وابن ماجة 1: 14. (2) مسدد بن مسرهد بن مسربل البصري الاسدي أبو الحسن الحافظ، صدوق ثقة، مات سنة 228 (تهذيب التهذيب) 10: 98 وكذا في المغني في الاسماء. (3) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري التنوري أبو عبيدة البصري، ثقة، مات سنة 189 (تهذيب التهذيب) 6: 391. (4) حديث أنس رواه الدارمي 1: 67. (5) حديث عثمان انظر الجامع الصغير 2: 180. (*)
[ 4 ]
دينار، عن بعض ولد صهيب قال: قال له بنوه - يعني لصهيب - يا أبانا مالك لا تحدثنا كما يتحدث أصحاب رسول الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه: [ من كذب علي كلف يوم القيامة ان يعقد بين شعيرتين ]، فذاك الذي يمنعني من الحديث. قال الشيخ: وعمرو بن دينار هذا هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير (1)، لا المكي (2)، ولم يحدثه عن شعيب غير جعفر بن سليمان. حدثنا ابراهيم بن اسباط بن السكن، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم، حدثنا ابن المبارك، أنبانا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كان عبد الله بن مسعود ياتي عليه الحول قبل أن يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث. أخبرنا احمد بن شعيب النسائي، أنبانا إسحاق بن موسى الانصاري، وحدثنا احمد بن الحسين ابن نصر الحذاء، ومحمد بن صالح بن ذريح، والحسين بن عبد الله بن يزيد، واسماعيل بن حماد قالوا: حدثنا إسحاق بن موسى، أنبانا معن بن عيسى، أنبانا مالك بن أنس، عن عبد الله بن ادريس
الاودي، عن شعبة، عن سعد بن ابراهيم، عن أبيه قال: بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الانصاري فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فحبسهم بالمدينة حتى استشهد. قال الشيخ: وهذا الحديث لا يرويه عن مالك إلا معن (3)، ومالك (4) لم يرو عن احد من الكوفيين إلا عن عبد الله بن ادريس (5)، وهو كوفي، وهو على مذهبه، وهذا الحديث عن عبد الله بن شعبة مشهور في تحريم المسكر وفي التشديد على الروافض، فروى عنه، وهذا الحديث عن عبد الله بن
(1) عمرو بن دينار البصري أبو يحيى الاعور قهرمان آل الزبير ابن شعيب البصري، ضعيف. قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وكذا قال النسائي والترمذي والدارقطني والساجي (تهذيب التهذيب) 8: 27، 28. وله ترجمة في ميزان الاعتدال 3: 259، وتاريخ البخاري الكبير 3: 329. (2) عمرو بن دينار المكي أبو محمد الاثرم الجمحي، احد الاعلام تابعي ثقة. ذكره ابن حبان في الثقات. (تهذيب التهذيب) 8: 26، 27 وتذكرة الحفاظ 1: 113 مات سنة 125 ه. (3) معن بن عيسى بن يحيى بن دينار القزاز المدني أحد أئمة الحديث، أخرج له الائمة الستة، مات سنة 198 ه. الجرح والتعديل 4 قسم 1: 277، تهذيب التهذيب: 10: 226. (4) الامام مالك بن أنس. (5) عبد الله بن ادريس بن يزيد بن عبد الرحمن الاودي الزعافري أبو محمد الكوفي، ثقة من أئمة المسلمين أخرج له الستة، مات سنة 192 ه. له ترجمة في: الجرح والتعديل: 2: قسم 2: 8، تذكرة الحفاظ 1: 282، وتهذيب التهذيب 5: 126.
[ 5 ]
شعبة مشهور، وقد قال مالك: كما لم يرو أولونا عن أوليهم كذلك لا يروي آخرونا عن آخريهم، ثم روى عنه. واخبرنا يحيى بن محمد البحيري، عن عبيد الله بن عاذ، عن أبيه، عن شعبة. حدثنا جعفر بن احمد بن عاصم الدمشقي، أنبانا هشام بن عمار، أنبانا محمد بن حبيب، أخبرني
مروان بن جناح، انبانا يونس بن ميسرة بن حابس، حدثني من سمع معاوية بن ابي سفيان على هذا المنبر - منبر دمشق - يقول: اقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وانتم تتحدثون لا محالة - فان كنتم متحدثين، فتحدثوا بما كان يتحدث به في عهد عمر بن الخطاب فانه كان يخيف الناس في الله. فان كنتم متحدثين، فتحدثوا بما كان يتحدث به في عهد عمر بن الخطاب فانه كان يخيف الناس في الله.
[ 6 ]
الباب الثاني وزر الكذب على رسول الله إذا أضل به النس حدثنا صالح بن ابي عصمة الدمشقي، اخبرنا هشام بن عمار، اخبرنا محمد بن عيسى بن سميع، اخبرنا محمد بن ابي ابزعيزعة قال: سمعت نا فعا يقول: قال ابن عمر: قال رسول الله: [ من انتفى من والديه أو ارى عينيه ما لم تر فليتبوا مقعده من النار ] (1). قال عبد الله: فلبثنا بذلك زمانا نخاف الزيادة في الحديث، إذ قال النبي: [ تحدثوا عني ولا حرج، فانما أنتم في ذلك كما قلت لكم في بني إسرائيل، تحدثوا عنهم ولا حرج، فانكم لم تبلغوا ما كانوا فيه من خير أو شر ألا ومن قال علي كذبا ليضل الناس بغير علم، فانه بين عيني جهنم يوم القيامة، وما قال من حسنة فالله ورسوله يامران بها، قال: (ان الله يامر بالعدل والاحسان) ] (2). قال الشيخ: وهذا الحديث يرويه عن محمد بن أبي الزعيزعة (3) محمد بن عيسى بن سميع، ويروي عنه أحاديث غير هذا. أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، أخبرنا الحكم بن موسى، أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، عن الفزاري، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من كذب علي فليتبوا مقعده من النار ] ثم قال بعد، [ من كذب علي متعمدا ليضل الناس فليتبوا مقعده من النار ] (4). قال الشيخ: وهذا الحديث بهذا الاسناد لا يرويه عن طلحة بن مصرف غير الفزاري، وهذا الفزاري هو محمد بن عبيد الله المرزمي الكوفي (5)، هكذا يخبر عنه محمد بن سلمة الحراني، في هذا
الحديث، وفي غيره، ولا يسميه لضعفه، ولا يروي هذا الحديث عن العرزمي، وهو الفزاري، إلا محمد بن سلمة الحراني.
(1) حديث ابن عمر. قال في مجمع الزوائد: رواه البزار ورجالة رجال الصحيح بلفظ: من افرى الفري من أرى عينيه ما لم تر، ومن افري الفري من قال علي ما لم أقل. مجمع الزوائد 1: 144. (2) رواه الدامي: السنن 1: 66. (3) محمد بن أبي الزعيزعة، ضعيف منكر الحديث ودجال. له ترجمة في: الجرح والتعديل: قسم 2: ج 3: 261، ميزان الاعتدال 3: 548. ولسان الميزان 0: 162. (4) حديث البراء بن عازب رواه الطبراني في الاوسط: مجمع الزوائد 1: 146. (5) محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان المرزمي الكوفي الغزاري أبو عبد الرحمن الكوفي: متروك مات سنة بضع وخمسين ومائة، له ترجمة في تقريب التهذيب 2: 187. وتهذيب التهذيب 9: 287. (*)
[ 7 ]
حدثنا بهلول بن إسحاق الانباري، أبرنا محمد بن عمرو بن حبان، أخبرنا بقية، أخبرنا محمد الكوفي، عن الاعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوا مقعده من النار ] (1). قال الشيخ ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه بهذا الاسناد غير بقية عن محمد، ومحمد الكوفي، ربما نسيه بقية (2) فقال: محمد بن عبد الرحمن وهو مجهول (3). حدثنا العباس بن احمد بن ابي شحمة الختلي، حدثنا محمد بن أبان أنبانا يونس بن بكير، عن الاعمش، عن طلحة - وهو ابن مصرف (4) - عن عمرو بن شرحبيل (5) عن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: عن علي بدل عبد الله، ويونس بن بكير جد إسناده. أخبرنا علي بن سعيد بن بشير، أنبانا سهل بن زنجلة، وابن حميد قالا: حدثنا الصباح بن محارب، عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة عن ابيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من كذب علي متعمدا ليضل به فليتبوا مقعده من النار ] (7).
قال الشيخ: وهذا الحديث بهذا الاسناد لا يرويه فيما علمت الا الصباح بن محارب (8).
(1) حديث جابر. رواه احمد في المسند 3: 303، والدارمي في سفنه 1: 66، وابن ماجة 1: 13 عن أبي الزبير عن جابر. (2) بقية بن الوليد بن صائد الكلاعي، ثقة في روايته عن الثقات، مات نة 197 ه. تاريخ بغداد 2: 127، تذكرة الحفاظ 1: 289، تهذيب التهذيب 1: 416 - 419، طبقات المدلسين 17، المغني في الضعفاء للذهبي 1: 109. (3) محمد بعد الرحمن القشيري الكوفي. وقال الذهبي: وفيه جهالة وهو متهم ليس بثقة. ميزان الاعتدال: 2: 623 رقم 7849. وعن حميد والاعمش هو كذاب مشهور (المغني في الضعفاء) للذهبي 2: 606. (4) طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب الهمداني اليامي أبو محمد أو أو عبد الله الكوفي تابعي ثقة من كبار القراء. مات ستة 113 ه. الثقات 3: 122، تهذيب: 181 التهذيب 5: 23. (5) عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة الكوفي تابعي ثقة ورى عن عمر وعي وابن مسعود وغيرهم. اخرج له الستة مات سند 63 ه. له ترجمة في: الثقات 3: 181، تهذيب التهذيب 8: 42، 43. (6) حديث عبد الله بن مسعود. قال الهيثمي: رواه البزار في مسنده، ورجاله رجال الصحيح، وهو عند الترمذي والنسائي دون قوله ليضل به الناس. مجمع الزوائد 1: 144. (7) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عمر بن عبد الله بن يعلي وهو مترروك الحديث. مجمع الزوائد والنسائي دون قوله ليضل به الناس. مجمع الزوائد 1: 144. (7) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى وهو متروك الحديث. مجمع الزوائد 1: 147. (8) صباح بن محارب التيمي الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات (تهذيب التهذيب) 4: 358، الجرح والتعديل 1: 442، ميزان الاعتدال 2: 305. (*)
[ 8 ]
الباب اآلثالث
شدة عقوبة من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحل الحرام ويحرم الحلال حدثنا محمد بن عبد الله بن فضيل الحمصي، أخبرنا ممد بن مصفى، أخبرنا بقية، عن محمد الكوفي، عن الاعمش، عن أبي سفيان، وهو طلحه بن نافع، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من كذب علي متعمدا ليحل حراما أو يحرم حلالا أو يضل الناس بغير علم فليتبوا مقعده من النار ] (1). أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، وإسحاق بن ابراهيم بن يونس، وابراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأحمد بن يوسف بن الضحاك قالوا: أخبرنا عمرو بن مالك، أخبرنا چارية بن هرم، أخبرنا عبد الله ابن بشر الحيراني، وقال ابن الضحاك: عن أبي راشد الحيراني، كناه وقالوا: عن أبي كبشة الانصاري (2) وكانت له صحبة، عن أبي بكر الصديق، وقال ابن الضحاك: سمعت أبا بكر يقول: قال رسول الله: [ من كذب علي متعمدا ]، وقال ابن الضحاك: [ من قال علي ما لم أق ]، وقالوا: [ أو رد علي شيئا مما أمرت به ]، وقال ابن الضحاك: [ حديثا قلته فليتبوا مقعده من النار ]، وقال إسحاق بن الضحاك: [ بيتا في جهنم ] (3). قال الشيخ: كل من روى هذا الحديث عن جارية بن هرم (4)، سرقه من يحيى بن بسطام المصغر (5)، والحديث له عن جارية، وعمرو بن مالك السكري حدث به، وعمر بن يحيى الايلي، وعلي بن قرين البغدادي، وسرقوه منه.
(1) حديث جابر ورد في مسند أحمد 3: 203. وابن ماجة 1: 12 بطريق آخر. (2) أبو كبشة الانماري المذحجي. صحابي قيل اسمه سعيد بن عمرو. وجزم الترمذي في الجامع أن اسمه عمرو ن سعد (تهذيب التهذيب) 12: 230 وكذا في الاصابة لابن حجر 4: 164. (3) حديث أبي بكر جاء في اوسط الطبراني ومسند أبي يعلى المجلد الول وغيرهما من المراجع النظر المعجم المفهرس 5: 549. (4) جارية بن هرم أبو شيخ الفقيمي، عن ابن جريج مترومك راه، وقال الدارقطني، ضعيف (المغني في الضعفاء للذهبي) 1: 126 وكذا في الاكمال لابن ماكولا 2: 2. (5) يحيى بن بسطام روى عن ابن لهيعة بصري، قال أبو حاتم صدوق وقال ابن حبان لا تحل الرواية عنه وقيل كان
قدريا (المغني في الضعفاء للذهبي) 2: 731 رقم الترجمة 6936 وله ترجمة في لسان الميزان 6: 243 ذكره العقيلي في الضعفاء وقال البخاري: يحيى بن بسطام المصغر كان يذكر بالقدر وكذا في ميزان الاعتدال 4: 366. (*)
[ 9 ]
الباب الرابع أعظم الكذب هو الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيره أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا ابراهيم بن الحجاج، أخبرنا عبد الواحد بن زياد، أخبرنا صدقة ابن المثنى النخعي، حدثني رياح به الحارث قال: كنا عند المغيرة بن شعبة. وهو في المسجد، وعنده أهل الكوفة، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فأوسع له المغيرة قال: ها هنا فاجلس، فاجلسه معه على السرير فقال سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار ] (1). قال الشيخ: وهذ الحديث لا أعلمه رواه غير صدقة بن المثنى (2). حدثنا الفضل بن الحباب، أخبرنا مسدد عن يحيى - هو - ابن سعيد القطان، عن سعد بن عبيدة، كذا قال لنا أبو خليفة، وانما هو سعيد بن عبيد (3)، قال: سمعت علي بن ربيعة قال: شهدت المغيرة بن شعبة رقي عيل المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال هذا النوح في الاسلام، وكان مات رجل من الانصار فنيح عليه ثم قال: سمعت رسول الله يقول: [ ان كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار ]، قال: وسمعت رسول الله يقول: [ من نيح عليه يعذب ] (4). أخبرنا القسم بن عبد الله بن مهدي، حدثنا أبو مصعب، حدثني محمد بن ابراهيم بن دينار، عن أامة بن زيد، عن عبد الوهاب بن بخت، عن عبد الواحد البصري، عن واثلة بن الاسقع (5) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ان من أفرى الفري ان يقول ما لم أقل، وان يري الانسان عينيه ما لم تر، وان يدعى إلى غير أبيه ].
(1) حديث سعيد بن زيد: وراه البزار وأبو يعلى في مسنده: المجلد الول: ورقة 61 قال الهيثمي: وله عندهما
اسنادان احدهما رجلاه موثقون مجمع الزوائد 1: 143. انظر الفتح الكبير للسيوطي 1: 402. (2) صدقة بن المثنى بن رياح بن الحارث النخعي، ثقة من السادسة، تهذيب التهذيب 4: 366، 367، تقريب التهذيب 1: 366. (3) سعيد بن عبيد الطائي أبو الهذيل الكوفي. ثقة اخرج حديثه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. له ترجمة في تهذيب التهذيب: 4: 5. (4) انظر فيض القدير للناري 2: 534، والفتح الكبير للسيوطي 1: 417. (5) واثلة بن الاسقع بن كعب بن عامر من بني ليث بن عبد ناة، ويقال اين الاسقع بن عبد الله بن عبد يا ليل من ناشب ويقال الاسقع لقب واسمه عبد الله، يكنز أبا قرصافة ويقال غير ذلك. وهو صحابي مات بدمشق ستة 83 وقيل 85 ه (الاصابة 3: 626 تهذيب التهذيب 11: 89، 90، وذكره الاصفهاني في أهل الصفة، حلية الاولياء 1 قسم 2 ص 21). (*)
[ 10 ]
الباب الخامس الكاذب على رسول الله لا يريح رائحة الجنة حدثنا بيان بن أحمد بن علوية القطان، أخبنا داود بن رشيد، أخبرنا اسماعيل بن عياش، حدثني عبد الرحمن بنعبد الله بن محيريز عن ابيه، عن أوس به أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من كذب على نبيه أو على عينيه أو على والديه فانه لا يريح رائحة الجنة ] (1). قال الشيخ، وهذا الحديث لا أعلم يرويه غير اسماعيل بن عياش (2). اخبرنا علي بن ابراهيم بن الهيثم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، أخبرنا عمرو بن أبي سلمة، املانا صدقة، حدثني محمد بن راشد عن النعمان بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ ثلاثة لا يريحون ريح الجنة: رجل ادعى لغير ابيه، ورجل كذب علي، ومن كذب على عينيه ] (3). قال الشيخ: وهذا الحديث من حديث الزهري لا يروى إلا بهذا الاسناد، وصدقة هذا هو:
صدقة بن عبد الله السمين (4) يكنى أبا معاوية، دمشقي ضعيف. * *
(1) حديث أوس بن أوس رواه الطبراني في المعجم الكبير، قال الهيثمي: واسناده حسن - مجمع الزوائد 1: 148. وأوس بن أوس صحابي (الاصابة) 1: 133 رقم 566، ويقال أوس بن أويس. الاستيعاب 1: 119. (2) اسماعيل بن عياش أبو عتبة الحمصي، عالم أهل الشام، ثقة مات سنة 81 ه أو بعدها، أخرج حديثه أهل السنن، له ترجمة في: ميزان الاعتدال 1: 240، تهذيب التهذيب 1: 280، تقريب التهذيب 1: 73. (3) حديث أبي هريرة بهذا اللفظ رواه البزار أيضا وفيه عبد الرزاق عن معمر (ممع الزوائد 1: 148). انظر فيض القدير 3: 327. (4) صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية الدمشقي، ضعيف له ترجمة في: الجرح والتعديل 2: قسم 1: 429. ميزان الاعتدل 3: 310، تهذيب التهذيب 4: 365، 366 والمغني في الضعفاء للذهبي 1: 307. (*) الباب السادس
[ 11 ]
ما يستوجب الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنة الله والملائكة والناس إجمعين حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس، أخبرنا موسى بن أيوب النصيبي، حدثنا عبد الله بن عصمة النصيبي، عن مقاتل، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من أحدث حدثنا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وعلى من كذب علي معتمدا ]. قال الشيخ: وهذا الحديث عن ابن سيرى لا يروى إلا عن مقاتل عنه، ومقاتل هو ابن سليمان صاحب التفسير ضعيف (1). حدثنا على بن الحسين بن علي، أخبرنا سلميمان بن الربيع بن هشام النهدي، حدثنا الفضل بن
عوف - عم الاحنف - حدثنا عبد الزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إذا كذب العبد تنحى الملك عنه ميلا ثم نتن ما جاء به ] (2). ويروى من هذا الوجه هذا الحديث. * *
(1) مقاتل بن سلمان البخلي المفسر كذبه وكيع والنسائي. المغني في الضعفاء 2: 675 وله ترجمة طويلة انظر تهذيب التهذيب. 10: 249 - 254. (2) حديث ابن عمر أورده الترمذي وأبو عيم في الحلية وآخره (من نتن ما جاء به) انظر الفتسح الكبير السيوطي 1: 152. (*)
[ 12 ]
الباب السابع اتقاء حدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما يعلمه إلا ما يعلمه ويعرفه ويتيقنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا معلى بن مهدي، أخبرنا أبو عوانة (1)، عن عبد الاعلى التغلبي، عن سعيد جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ اتقوا الحديث علي إلا ما قدم علمتم، فانه من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار ] (2). اخبرنا أبو العلاء الكوفي محمد بن أحمد بن جعفر، حدثنا أحمد بن صالح، ح. وأنبانا عبد الله بن محمد بن أسلم وأنبانا حرملة، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: وأخبرني عمرو ابن الحارث ان يحيى بن ميمون حدثه انوداعة الجمدي حدثه انه كان يخنب مالك بن عبدة وأبو موسى الغافقي، وعقبة بن عامر (3) يقص: قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقال مالك: ان صاحبكم غافل أو هالك، ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عهد الينا في حجد الوداع فقال: [ عليكم بالقرآن فانكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني فمن عقل شئا فليحدث به، ومن افترى علي كذبا فليتبوا بيتا أو مقعدا من جهنم ] (4)، لا أدري ايهما قال. قال الشيخ: وهذا الحديث يرويه عمرو بن الحارث (5) بهذا الاسناد.
اخبرنا احمد بن يحيى بن زهير التستري، أخبرنا الضل بن سهل، أخبرنا يحيى بن آدم، عن ابن أبي ذئب، عسن المقبري، عن ابيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ إذا حدثتم عني حدثنا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه فلا تصدقوا به ] (6).
(1) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري مولى يزيد بن عطاء أبو عوانة الواسطي البزار. قال ابن عبد البر: اجمعوا على انه ثقة ثبت حجد إذا حدث من كتابه وقال إذا حدث من حفظه ربما لظ، تهذيب التهذيب (11: 103 - 106). (2) حديث ابن عباس رواه الطبراني في المعجم الكبير، مجمع الزوائد 1: 147. (3) عقبة بن عامر الجهني صحابي مات سنة 58 ه (تهذيب التهذيب) 7: 216 - 217، الاصابة 2: 489. (4) حديث عقبة أورده أبو نعيم في المعرفة. انظر كنز العمال 10: 135. (5) عمرو بن الحارث بن يعقوب الانصاري مولى قيس، أبو أمية المصري، ثقة فقيه أديب، أخرج له الستة مات سنة 58 ه تهذيب التهذيب 8: 13 - 15. (6) حديث أبي هريرة رواه الحكيم الترمذي. انظر كنز العمال 10: 134. (*)
[ 13 ]
الباب الثامن ما الذي يستوجب من الاثم من يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كذبا لم يقله اخبرنا الحسن بن محمد المدني، أخبرنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني الليث عن ابن الهاد، عن عمر بن عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ من حدث عني كذبا فليتبوا مقعده من النار ] (1). قال الشيخ: وهذا الحديث يرويه الليث بن سعد، وابن لهيعة، وحيوة بن شريح (2) عن ابن الهاد. أنبانا علي بن ابراهيم بن الهيثم، أخبرنا أحمد بن علي الافطح، أبرنا يحيى بن زهدم بن الحارث، عن أبيه، عن العز بن أبي عميرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من كذب علي كذبة متعمدا فليتبوا مقعده من النار ].
قال الشيخ: وهذا الحديث ن العز بن أبي عميرة لا يروى إلا من هذا الطريق. أخبرنا القاسم بن أبي عبيد، عن سلمة بن الاكوع، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ من حدث عني حدييا لم اقله فليتبوا مقعده من النار ] (3). حدثنا محمد بن الضحاك، عن عمرو بن أبي عصام النبيل، أخبرنا عيسى بن عبد الله، وعمران بن عبد الرحيم، وابراهيم بن سهل قالوا: أخبرنا بكر بن بكار، أخبرنا عائذ بن شريح، عن أنس قال: قال رسول الله: [ من كذب علي - في رواية حديث - قليتبوا مقعده من النار ]. قال الشيخ: وهذا الحديث يرويه بكر بن بكار (4). عن عائذ (5).
(1) حديث عبد الله بن الزبير أخرجه البخاري في صحيحه. (2) حيوة بن شريح بن يزد الحضرمي الحمصي ثقة روى عنه البخاري وأبو داود. واخرج له الترمذي وابن ماجة مات سنة 224. تهذيب التهذيب 3: 62. (3) ورد في مسند أحمد 4 - 47 والبخاري باب العلم 1: 38. (4) بكر بن بكار القيسي أبو عمرو البصري ذكره ابن حبان في الثقات وذكره العقيلي وابن الجارود والساجي في الضعفاء. تهذيب التهذيب 1: 420 انظر أيضا المغني في الضعفاء 1: 112. (5) عائذ بن شريح صاحب أنس ضعفه أبو حاتم وقال ابن طاهر ليس بشئ (لسان الميزان) 3: 226، المغني في الضعفاء 1: 324. (*)
[ 14 ]
الباب التاسع تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، أخبرنا أيوب بن علي بن هيصم بن أيوب بن سلم بن حيثنة الكناني، أخبرنا زياد بن سيار، حدثتنا عزة بنت أبي قرصافة عن أبيها قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ حدثوا عني بما تسمعون ولا يحل لرجل أن يكذب علي فمن كذب علي أو قال علي غير ما قلت بني له بيت في جهنم يرتع فيه ] (1).
حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، أخبرنا أيوب بن علي قال: سمعت ابن زيادة بن سيار، يقول: كان اسم أبي قرصافة، جندرة بن خيشنة. قال الشيخ: وهذا الحديث عن أبي ي قرصافة: عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يروى إلا من هذا الطريق. أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، أخبرنا يوسف بن هارون، عن عصمة بن بشير، عن الفرع قال: سمعت المنقع قال: قدمت على النبي صلى الله عليه سولم فذكر حدثا فيه طول، قال: عن أبيه: رفع يده حق نظرت إلى بياض ابطيه ثم قال [ اللهم لاأحل لهم أن يكذبوا علي، يقولها ثلاثا ] (2)، قال المنقع (3): فلا أحدث عن رسول الله الحديث إلا حديثا ينطق به كتاب، أو جرت به سنة، أو يكذب عليه في حياته فكيف بعد موته. قال الشيخ: هذا الحديث بهذا الاسناد لا يرويه إلا سيف بن هارون البرجمي (4) وهو ضعيف.
(1) حديث عزة انظ راملعجم المفهرس 5: 549 وأبو قرصافة بكسر القا هو جندييرة بن خيشنة له صحية وعزة هي ينت ابنه عياض (تهذيب التهذيب) 2: 102. (2) حديث المنقع رواه ابن سعد في طبقاته 7: 63. (3) المنقع بن حصين بن يزيد بن شبل التميمي (طبقات ابن سعد) 7: 63. (4) سيف بن هارون البرجمي، ضعيف من صغار الثامنة، له ترجمة في: التاريخ الكبير: قسم 2 ج 3: 173، (4) سيف بن هارون البرجمي، ضعيف من صغار الثامنة 7 له ترجمة في: التاريخ الكبير: قسم 2 ج 3: 173، المجروحين: 11: 343 ميزان الاعتدال: 2: 258، المغني في الضعفاء 1: 292، وتهذيب التهذيب 261 4. (*)
[ 15 ]
الباب العاشر الراوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كذبا فهو احدهما وان كان الكاذب فيه غيره أنبانا الفضل بن الحباب، أخبرنا محمد بن كثير، أنبانا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن
سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من روى عني حديثا وهو يرى أن كذب فهو أحد الكاذيبن ]. اخبرنا الحسن بن علي بن سليمان القطان، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ من حدث بحديث، أو حدث عني حديثا، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ] (1). * *
(1) رواه البخاري 2: 102. (*)
[ 16 ]
الباب الحادي عشر من شدد من الصحابة الرواية عنه فرقا من الكذب فيه وقال: كبرنا ونسينا أخبنا أحمد بن علي بن المثنى، والحسن بن علي بن سليمان قالا: أنبانا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: كنا إذا أتينا زيد بن أرقم فقلنا له: حثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنا قد كبرنا ونسينا، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه سولم شديد. حدثنا محمد بن جعفر الامام، أنبانا يوسف بن موسى القطان، أخبرنا يعقوب بن محمد الزهري، عن حاتم بن اسماعيل، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد قال: صحبت عبد الرحمن بنعوف، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، والمقداد بن الاسود فلم أسمع أحدا منهم يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أني سمعت طلحة بن عبيد الله يتحدث عن يوم أحد. * * *
[ 17 ]
الباب الثاني عشر من كان منهم يقول: لان يخر من السماء احب إليه من أن يكذب عليه اخبرنا ابراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الاعمش عن خيثمة، عن سويد بن عقلة، عن علي، قال: إذا حدثتكم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فوالله لان أخر من السماء أحب إلي من أكذب عليه. أخبرنا ابراهيم بن عبد الله بن أيوب، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، أخبرنا عبد الرحيم الرازي، عن زكريا بن أبي زائة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن ذي حران، عن علي بن أبي طالب قال: إذا قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله لان أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عن رسول الله ما لم يقل. قال الشيخ: سمعت علي بن أحمد بن مروان يقول: سمعت جعفر بن أبي عثمان يقول: كنت عند يحيى بن معين فذكر علي بن المديني عنده فقال بعض من عنده: يكذب، فغضب وقال: لان يخر علي من السماء إلى الارض فتخطفه الرياح (1) باسنتها أحب إليه من أن يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. * * *
(1) كذا وردت الرياح ولعلها الرماح - المصحح. (*)
[ 18 ]
البا الثالث عشر من كان منهم إذا حدث عنه فزع، وقال: أو كما قال: تحرجا من الزيادة حدثنا يحيى بن محمد بن البختري، حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد قال: كان أنس قليل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فزع منه قال: أو كما قال رسول الله صلى الله وسلم (1). اخبرنا محمد بن بشر بن يوسف الدمشقي، أخبرنا هشام بن عمار، أخبرنا الخليل بن موسى، أخبرنا ابن عون، عن مسلم البطين، عن ابراهيم التيمي، عن أبيه، عن عمرو بن ميمون الاودي قال: كنت آتي ابن مسعود كل خميس فإذا قال: سمعت رسول الله انتفخت أو داجه ثم قلا: أو دون ذلك، أو فوق ذلك، أو قريب من ذلك، أو شبيه بذلك، أو كما قال (2). حدثنا علي بن محمد بن الحداد الحلبي، أخبرنا محمد بنعبد الله بن عبد الحكم، أنبانا أبي، عن مالك، أنه قال: ما كان من الحديث عن غير رسول الله فلا باس أن يؤتى به على المعنى وما كان عن رسول الله
فيؤتى اللفظ: كما قال (3). * *
(1) * اثر محمد بن سيرين عن أنس رواه الدارمي في مسنده 1: 73، والمحدث الفاضل 549، والكفاية 205، ورواه ابن ماجة 1: 11. (2) اثر ابن مسعود رواه الدارمي في مسنده 1: 72 رقم 276. وابن ماجة: المقدمة 1: 10 رقم 23. (3) أورده الخطيب في الكفاية في الكفاية ص 128 وما بعدها. (*)
[ 19 ]
الباب الرابع عشر إنكار من أنكر منهم على من أكثر منهم الرواية عنه لان لا يكذب عليه إخبرنا أحمد بنعلي بن المثنى، ومحمد بن يحيى بن سليمان قالا: حدثنا خلف بن هشام، أنبانا حماد بن زيد، عن رجاء بن أبي سلمة، أنبانا اسماعيل بن عبيد الله، أن معاوية نهى أن يحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث إلا حديث ذكر على عهد عمر فاقره عمر، إن عمر كان قد أخاف الناس في الحديث عن النبي صلى الله عليه سولم (1). اخبرنا القسم بنالليث الربيعي، أنبانا زياد بن يحيى، حدثنا حاتم بن وردان، أنبانا أيوب عن محمد ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: لولا آيد من كتاب الله ما حدثتكم بشئ، ثم تلا هذه الآية: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) (2). إلى اخر الآية. حدثنا إسحاق بنابراهيم بن أبي حسان، أخبرنا دحيم أنبانا ابن أبي فديك، أنبانا ابن أبي ذئب، عن المقبري عن أبي هريرة قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين، أما أحدهما فبئثته، وأما الآخر فلو بئثته قطع هذا الحلقوم (3). أنبانا القاسم بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو مصعب، حدثني محمد بن ابراهيم بن دينار، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أنه قال: إن الناس قالوا: قد أكثر أبو هريرة من الحديث عن رسول الله وإني كنت الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطني، قال: فلقيت رجلا فقلت له
باي سورة رأ رسولا لله ابارحة في العتمة ؟ قال: لا أدري، قال: فقلت: ألم تشهدها ؟ قال: بلى، قال: فقلب: ولكن ادري، قرأ رسول الله بسورة كذا وكذا (4). اخبرنا القاسم بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو مصعب، حدثني محمد بن ابراهيم بن دينار، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة أنه قال: قلت لرسول الله: [ إني أسمع منك حديثا أنساه، فقال: ابسط رداءك ؟ فبسطته، فغرف بيديه يه ثم قال: ضمه فضممته، فما نسيت حديثا قط ] (5).
(1) اثر معاوية في أمير المؤمنين عمر رواه الامام احمد في مسنده 4: 99. (2) اثر أبي هريرة رواه الامام البخاري في الجامع الصحيح: العلم 1: 40. (3) رواه البخاري في كتاب العلم 1: 41. (4) اثر أبي هريرة رواه الشيخان: البخاري في كتاب العلم 1: 40 ومسلم في فضائل الصحابة 4: 194. (5) حديث أبي هريرة رواه الشيخان، البخاري كتاب العلم 1: 40 ومسلم فضائل الصحابة 4: 166. (*)
[ 20 ]
اخبر القاسم بن عبد الله بن مهدي، حدثنا عمي محمد بن مهدي، أخبرنا عنبسة بن خالد عن يونس قال: قال ابن شهاب: حدثني عروة عن عائشة أنها قالت: ألا أعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله يسمعني ذلك. وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه أن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم (1). أخبرنا القاسم بن عبد الله بن مهدي، حدثنا أو عبيد الله المجزومي، أخبرنا سفيان، عن عمرو، عن وهب بن منبه، عن أخيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: ليس أحد من أصحاب محمد أكثر عنه حديثا مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص، فانه كان يكتب، وكنت لا أكتب (2). حدثنا محمد بن عبد الله بن فضيل الحمصي، أخبرنا يحيى بن عثمان، أخبرنا محمد بن كثير، عن ابن شوذب (3) عن عبد الله بن القاسم قال: كان أبو هريرة إذا مر بالسوق، قال: أيها الناس من
عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فانا أبو هريرة، أيها الناس: إني سمعت رسول الله يقول: [ من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار ] فدعوا أبا هريرة يتبوا مقعده من النار إن هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
(1) انظر صحيح مسلم 4: 167 وسنن الترمذي والنسائي وأبو داود. (2) أورده البخاري في كتاب العلم 1: 39، والترمذي 5: 40. (3) هو عبد الله بن شوذب الخراساني أبو عبد الرحمن البلخي ذكره ابن حبان في الثقات. قيل مات سنة 144، وقال ابن حبان: بل مات سنة 156. تهذيب التهذيب 5: 225. (4) رواه مسلم في المقدمة: 1: 10. (*)
[ 21 ]
الباب الخامس عشر من كان ياخذ منهم بالخب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره حفظا عند قصر الاسناد حدثنا عبد ان الاهوازي، حدثنا وهب، عن بقية، أنبانا خادل، عن الجريري عن أبي نضرة قال: قلت لابي سعيد: ألا تكتبنا فانا لا تحفظ ؟ قال: لا، ولكن احفظوا عنا كما حفظنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا محمد بن خلاد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم عن أبيه، عن عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد قال: استاذنا النبي صلى الله عليه سولم أن نكتب ما سمعنا، فلم ياذن لنا (1). قال الشيخ: حدث ابن عيينة، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بهذا الحديث، وحديث [ أحلت لنا ميتتان ودمان ] (2)، وابن عيينة أوثق منه. حدثنا عبد الله بن محم بن حيان بن مقير، حدثنا محمد بن أبان، أخبرنا عبد الله بن رجاء، عن هشام بن حسان قال: كتب حديثا قط، إلا حديثا واحدا إملى علي ابن سيرين فقال: إذا حفظته فامحه.
* *
(1) أورده الدارمي 10: 98 والترمذي 5: 54. (2) اورده ابن ماجة والبيهقي والحاكم. انظر الفتح الكبير 1: 54. (*)
[ 22 ]
الباب السادس عشر استئذائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتبوا عنه وإذه لهم لما كثر ومن دون بعدهم لما طال الاسناد اخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان، أخبرنا عاصم بن علي، أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبد الله، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال: كان عند رسول الله أناس من أصحابه وأنا معهم، وأنا أصغر القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار ]، فلما خرج القوم قلت لهم: كيف تحدثون عن رسول الله وقد سمعتم، قال: وأنتم تنهمكون في الحديث عن رسول الله ؟ قال: فضحكوا، فقال يا بن أخينا ان كل ما سمعنا منه، فهو عندنا في كتاب. حدثنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصاء - هو ابن جوصاء - أخبرنا محمد بن عمير بن حبان، أخبرنا بقية، أخبرنا ابن ثوبان، حدثني أبو مدرك، حدثني عباية بن رافع بن خديج، عن أبيه رافع بن خديج قال: قلت يا رسول الله: إنا نسمع منك أشياء فنكتبها ؟ قال: اكتبوها ولا حرج، حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام، أخبرنا عبد الله بن جعفر البرمكي، أخبرنا سفيان عن عمرو انب دينار، عن ابن منبه عن أخيه، عن أبي هريرة قال: لم يكن أحد أكثر حديثا مني إلا عبد الله ابن عمرو لانه كان يكتبه. اخبرنا علي بن سعيد بن بشير، أخبرنا عقوب بن حميد بن كاسب، أخبرنا عبد الله بن عبد الله الاموي، عن الخليل بن مرد، عن يحيى بن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا فاحب أن أحفظه فانساه، فقال رسول الله صلى الله عليه سولم: [ استعن بيمينك ] (1). حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، أخبرنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد،
أخبرنا عتبة بن أبي حكيم، أخبرنا هبيرة بن عبد الرحمن، عن أنس بن مالك قال: كان أنس إذا حدث يكثر الناس عليه في الحديث، جاء مجالس له فالقاها إليهم ثم قال: هذه أحاديث سمعتها فكتبتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم عرضتها عليه. حدثنا عبد الصمد بن عبد الله، ومحمد بن بشر القزاز الدمشقيان قالا: حدثنا هشام بن عمار أخبرنا أبو الخطاب معروف الخياط (ويخضب بحمرة) قال: رأيت واثلة بن الاسقع يملي على الناس الاحاديث وهم يكتبونها بين يديه.
(1) حديث " استعن بيمينك " رواه الترمذي عن أبي هريرة. انظر الفتح الكبير 1: 179، وفيض القدير للمناوي 1: 491. (*)
[ 23 ]
حدثنا حسين بن يوسف الغزنوي، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا ابن حميد (1) أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع قال: قال لي ابراهيم النخعي: إذا حدثتني: فحدثني عن أبي زرعة بن جرير (2) فانه حدثني مرة بحديث ثم سألته بعد ذلك بسنتين فما أجزم منه حرفا. حدثنا الحسين بن يوسف، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا عمرو بن علي، أخبرنا يحيى بن سعيد، أخبرنا سفيان، عن منصور قال: قلت لابراهيم (3): ما لسالم بن أبي الجعد أتم حديثا منك ؟ قال: لانه كان يكتب. حدثنا محمد بن جعفر الامام، أخبرنا ابراهيم بن سعيد، أخبرنا أبو أحمد، عن شريك، عن أبي صخرة قال: رأيت حماد (4) يكتب عند ابراهيم (5) يقول له: لا تكذب علي. حدثنا الحسين بن يوسف، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا عبد الجبار، عن سفيان قال: قال عبد الملك بن عمير: اني لاحدث بالحديث فما أدع منه حرفا. سمعت يحيى بن علي بن هاشم الخفاف، بحلب يقول: سمعت ابراهيم بن سعيد يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال لنا محمد بن عمرو (6): لا أحدثكم حتى تكتبوه، أخاف أن تكذبوا علي.
حدثنا أحمد بن محمد الحربي، أخبرنا سليمان بن معبد، حدثنا عبد الرزاق (7) قال: سمعت معمرا (8) يقول: اجتمعت أنا وشعبة والثوري وابن جريج فقدم علينا شيخ فاملى علينا أربعة آلاف حديث عن ظهر القلب فما أخطا إلا في موضعين، لم يكن الخطا منا ولا منه، إنما كان الخطا من فوق، فإذا جن الليل ختمنا الكتاب، فجعلناه تحت رؤوسنا، وكان الكاتب شعبة، ونحن ننظر في الكتاب، وكان الرجل طلحة بن عمرو (9).
(1) هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي له ترجمة كبيرة - انظر تهذيب التهذيب 9: 111 - 109 (الترجمة 180). (2) أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي تابعي ثقة ذكره ابن حبان في الثقات، وقيل اسمه هرم، تهذيب التهذيب 12: 109 ولسان الميزان 7: 463. (3) هو ابراهيم بن يزيد بن قيس بن الاسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 1: 155 - 156. (4) هو حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة الكوفي الفقيه، تهذيب التهذيب 3: 14 - 15. (5) ابراهيم النخعي. (6) هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي أبو عبد الله، تهذيب التهذيب 9: 333 - 334. (7) هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري صاحب المصنف، تهذيب التهذيب 6: 278 - 281. (8) معمر بن راشد الازدي الحداني أبو عروة بن أبي عمرو البصري أثني عليه الشافعي، مات سنة 154، ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 10: 218 - 220، وتذكرة الحفاظ: 190. (9) طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات وضعفه العجلي والدارقطني، تهذيب التهذيب 5: 21 - 22.
الباب السابع عشر
من اختار قلة الحديث وذم طلبه وكثرته طلب السلامة من الكذب أخبرنا محمد بن جعفر بن حفص الامام، حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: دخلت على العمري - يعني الرجل العابد عبد الله بن عبد العزيز (1) - فقال: ما أحد من الناس يدخل علي أحب إلي منك، إلا أن فيك فيبا، قلت: وما هو ؟ قال: تحب الحديث، اما انه ليس من راد الموت. حدثنا مغيرة بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد الموصلي، حدثني أخي زياد بن الخضر، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني ابن ليعة، عن قيس بن رافع، عن شفي الاصبحي (2) قال: يفتح على هذه الامة خزائن كل شئ، حتى خزائن الحديث. حدثنا يوسف بن الحجاج، أخبرنا أبو زرعة الدمشقي، أخبرنا ابن مسهر (3) قال: كتب إلينا ابن لهيعة يذكر عن يزيد بن أبي حبيب قال: قال لي شفي بن ماتع الاصبحي: يفتح على هذه الامة كل شئ حتى يفتح عليها خزائن الحديث. حدثنا علي بن ابراهيم بن الهيثم، حدثنا محمد بن غالب، أخبرنا مسلم، أخبرنا حماد، عن أيوب (4) قال: تذاكروا، فقال: ما قل من الحديث كان خيرا. اخبرنا الفضل بن الحباب، أخبرنا مسلم بن ابراهيم، عن قرة بن خالد، أخبرنا عون، قال: قال عبد الله (5): ليس العلم من كثرة الحديث ولكن العلم من الحشمة. سمعت منصور بن اسماعيل الفقيه يقول: سمعت بحر بن نصر يقول: سمعت أشهب بن
(1) عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري الزاهد المدني، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من أزهد أهل زمانه وأشدهم تخليا للعبادة. مات سنة 184 ه. له ترجمة في طبقات ابن سعد 5: 440، تهذيب التهذيب 5: 264... 265. (2) شفي بن ماتع ويقال ابن عبد الله الاصبحي أبو عثمان، تابعي ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن، مات سنة 105 ه. له ترجمة في الثقات 3: 114، المعرفة والتاريخ 2: 513، تهذيب التهذيب 4: 513 - 314. (3) علي بن مسهر (بضم الميم وكسر الهاء) القرشي أبو الحسن الكوفي الحافظ قاضي الموصل، ذكره ابن حبان في
الثقات، تهذيب التهذيب 7: 335 - 336. (4) أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني ثقة ثبت، تهذيب التهذيب 1: 348 - 349. (5) سيدنا عبد الله بن مسعود الصحابي الكبير. (*)
[ 25 ]
عبد العزيز (1) يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يجعله الله تعالى في القلب. اخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا وهب بن بقية، قال: سمعت خالد بن عبد الله يقول: سمعت ابن شبرمة يقول: أقلل الرواى تفقه. حدثنا محمد بن يحيى بن آدم المصري، حدثنا ابراهيم بن أبي داود، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا الليث عن ربيعة (2) قال: ان الخير ينقص والشر يزيد، فلو كانت هذه الاحاديث من الخير لنقصت كما ينقص الخير. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، أخبرنا أبو عمير، أخبرنا ضمرة، عن رجاء بن حميد قال: سالت ربيعة عن حديث فقال: علمت أني أروي أني رأيت الرأي أيسر علي تبعة من الحديث. حدثنا أحمد بن عبد الرحيم النسوي، أخبرنا أبو داود المروزي، سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت الثوري يقول: ما بعد طلبه - يعني الحديث - فضلا، ولو كان خيرا، لنقص كما ينقص الخير. حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الموصلي، حدثنا أبو سعيد الاشج، أخبرنا أبو خالد، حدثني شيخ منذ أربعين سند عن الضحاك (3) قال: ياتي على الناس زمان تكثر فيه الاحاديث، حتى يبقى المصحف معلقا بقع عليه الغبار. * *
(1) أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي الجعدي أبو عمرو فقيه الديار المصرية، تهذيب التهذيب 1: 314. (2) ربيعة الرأي بن أبي عبد الرحمن أبو عثمان ويقال أبو عبد الرحمن مدني، المعروف ببيعة الرأي. تاريخ بغداد 8: 420، ميزان الاعتدال 2: 42، تهذيب التهذيب 3: 223 - 224.
(3) رورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1: 65، والضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم العالم المفسر مات سنة 109 ه له ترجمة في تهذيب 4: 397 - 398. (*)
[ 26 ]
الباب الثامن عشر الكاذب يكتب عند الله تعالى كذابا ويهديه كذبه إلى الفجور حدثنا محمد بن منير بن معبد المطيري، أخبرنا عباد بن الوليد أبو بدر، حدثنا الوليد بن خالد الاعرابي، حدثنا شعبة، عن سليمان ومنصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند اله صديقا، وإن الرجل ليكذب يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ] (1). حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا عمرو بن ثابت، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر الصديق قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ عليكم بالصدق فانه يهدي الى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وإياكم والكذب فان الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، ولا يزال يكذب، حتى بكتب عند الله كذابا ] (2). قال الشيخ: وهذا الحديث عن اسماعيل بن أبي خاد (3) بهذا الاسناد مرفوع غريب لا أعلم يرويه غير عمرو بن ثابت (4) مع زيادة الالفاظ التي في متنه. حدثنا محمد بن سعيد بن هلال الرسعني، حدثنا معافى بن سليمان، أخبرنا زهير، أخبرنا أبو اسحاق، عن أبي الاحوص، عن عبد الله قال: الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وان الصدق يهدي إلى البر، وان البر يهدي إلى الجنة، وانه يقال للكاذب: كذب وفجر، ويقال للصادق: صدق وبر، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم أنبانا ان الرجل يكذب حتى يكتب كذابا، ويصدق حتى يكتب صديقا. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، إخبرنا ابراهيم بن مرزوق، أخبرنا وهب بن جرير، حدثنا
(1) رواه الشيخان. عند البخاري 8: 30 كتاب الادب، وعند مسلم في كتاب البر والصلة، راجع المعجم المفهرس 3: 271. (2) انظر فيض القدير 4: 343. (3) اسماعيل بن أبي خالد الاحمسي تابعي ثقة، تهذيب التهذيب 1. 254 - 255. (4) عمرو بن ثابت أبو المقدام بن هرمز الكوفي ضعيف مات سنة 172 ه. له ترجمة في: الجروحين 2: 75. ميزان الاعتدال 3: 249. (*)
[ 27 ]
شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، انه قال: انالكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، اقرؤوا ان شئتم: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (1) هل ترون في الكذب من رخصة لاحد ؟ حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان الرقي، أخبرنا اسحاق بن موسى، أخبرنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد امقبري، حدثني أخي عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: [ يا أيها الناس اجتنبوا الكذب، فان الكذب يهدي إلى الفجور، وان الفجور يهدي إلى النار، وإنه يقال: صدق وبر، كذب وفجر ]. * * *
(1) سورة التوبة 119. (*)
[ 28 ]
الباب التاسع عشر اجتناب الكذب في الحد والهزل وانه شر الرواية (1) وان الكاذب مخالف لموعده حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني، أنبانا يحيى بن رجاء بن أبي عبيدة، أخبرنا زهير، عن أبي اسحاق، عن ابي الاحوص، عن عبد الله انه قل: اياكم والرواية الكذب، فان الكذب لا يصلح بالجد والهزل، ولا يعد أحدكم صبيه، ثم لا ينجز له. سمعت محمد بن أحمد بن حماد يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: حدثني
هارون بن سفيان المستملي قال: قلت لابيك أحمد بن حنبل: كيف تعرف الكذابين ؟ قال: بمواعيدهم. * * *
(1) في الاصل الروايا. (*)
[ 29 ]
الباب العشرون الكذب يكون مجانبا للايمان حدثنا عمر بن سنان، أخبرنا هشام بن خالد، أخبرنا بقية، عن عمر بن موسى، عن القاسم، عن أبي أمامة (1)، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال [ إن الكذب من أبواب النفاق، وإن آية النفاق ان يكون الرجل جدلا خصما ]. حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي، وأحمد بن يوسف بن الضحاك، قالا: أخبرنا هارون بن حاتم، أخبرنا ابن أبي عتبة، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي بكر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ الكذب مجانب للايمان ] (2) ورواه أسيد بن زيد، عن جعفر الاحمر، عن ابن أبي خالد مرفوعا. حدثنا ابن صاعد، وابراهيم بن محمد الدستوائي، قالا: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة عنه. قال الشيخ: وهذا الحديث لا أعلمه رفعه عن اسماعيل بن أبي خالد غير ابن أبي عتبة (3) وجعفر الاحمر (4). أخبرنا محمد بن سعيد بن هلال، أخبرنا معافى بن سليمان، أخبرنا زهير، أخبرنا اسحاق واسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر، وهو على المنبر يقول: [ اياكم والكذب، فان الكذب مجانب للايمان ]. حدثنا أبو همام البكراوي سعيد بن محمد، أخبرنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا معتمر، عن ابن أبي خالد، مثله، موقوف. حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المداثني، حدثنا بحر بن نصر، أخبرنا يحيى بن سلام، أخبرنا
سفيان الثوري، عن اسماعيل بن أبي خالد، مثله، موقوف. حدثنا عبد الله بن حفص الوكيل، حدثنا داود بن رشيد، أخبرنا علي بن هاشم، عن الاعمش،
(1) أبو امامة البلوي الانصاري اسمه إياس بن ثعلبه وقيل غير ذلك - وهو صحابي، وتهذيب التهذيب 12: 16. (2) رواه البيهقي، الترغيب والترهيب 5: 204. (3) محمد بن عبيد بن عتبة بن عبد الرحمن بن بكير الكندي أبو جعفر الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات 3: 31 في تهذيب التهذيب 9: 924. (4) جعفر بن زياد الاحمر الكوفي صدوق ثبت، اخرج اصحاب السنن، تهذيب التهذيب 2: 79 - 80. (*)
[ 30 ]
عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ يطبع المؤمن على كل شئ إلا الخيانة والكذب ] (1). قال الشيخ: قال لي عبد الله بن حفص، قال داود بن رشيد: جاءني أبو خيثمة زهير بن حرب فجعل يتضرع إلي ويسالني عن هذا الحديث حتى حدثته به. قال الشيخ: وهذا الحديث عن الاعمش عن ابي إسحاق غريب، لا أعلمه رواه عن الاعمش غير علي بن هاشم، ولا عن علي غير داود (2). حدثنا محمد بن خرييم الدمشقي، حدثنا هشام بن عمار، أخبرنا سعيد بن يحيى، حدثنا عبيد الله ابن الوليد 7 عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، عن النبي قال: [ يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب ]. قال الشيخ: وهذا الحديث يرويه عبيد الله بن الوليد الوصافي (3) عن محارب (4). حدثنا ميمون بن سلمة أبو خولة البهراني، أخبرنا أبو التقي هشام بن عبد الملك، أخبرنا بقية، حدثني طلحة القرشي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي امامة قال: قال رسول الله: [ ان المؤمن ليطبع على خلال شتى على الجود والبخل وحسن الخلق، ولا يطبع المؤمن على الكذب، ولا يكون المؤمن كذابا ].
قال الشيخ: وطلحة القرشي، هو الذي يروي عنه بقية، هو طلحة بن زيد، أبو مسكين الرقي، ضعيف. سمعت محمد بن سعيد الحراني يقول: سمعت هلال بن العلاء يقول: سمعت أبا يوسف محمد بن أحمد الرقي يقول: إذا قال بقية (6). حدثنا أبو مسكين الرقي فاعلم أنه طلحة بن زيد.
(1) انظر فيض القدير 6: 462 والفتح الكبير للسيوطي 3: 426 رواه البيهقي عن ابن عمر. (2) داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي ثقة، تهذيب التهذيب 3: 159 - 160. (3) عبيد الله بن الوليد الوصافي أبو اسماعيل الكوفي العجلي ضعيف، ميزان الاعتدال 3: 16 والمغني في الضعفاء 2: 418. (4) هو محارب بن دثار بن كردوس السدوسي الكوفي - تابعي ثقة، تهذيب التهذيب 10: 45 - 46. (5) البهراني نسبة الى بهر بن عمرو بن الحاف (المغني في ضبط الاسما ص 48). (6) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز الكلاعي اميتمي أبو محمد الحمصي، له ترجمة كبيرة في تهذيب التهذيب 1: 416 - 419. (*)
[ 31 ]
الباب الحادي والعشرون من قال التلقين هو الذي يكذب فيه الراوي، وذكر بعض من لقن (1) حدثنا الحسين بن أبي معشر الحراني، أخبرنا محمد بن مصفى، وحدثنا محمد بن عبد الله بن وردان الدمشقي، حدثنا عبد بن ذكوان قالا: أخبرنا مروان، عن سعيد بن بشير، حدثنا قتادة قال: قال أبو الاسود الدبلي: ان سرك ان كيذب صاحبك فلقنه (2). حدثنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث، حدثنا يعقوب بن سفيان، أخبرنا عمرو بن عاصم، أخبرنا همام عن قتادة (3) قال: إذا أردت أن يكذبك صاحبه فلقنه. حدثنا أبو خولة البهراني، أخبرنا أبو نعيم الحلبي، حدثنا ابن المبارك عن محمد بن سليم عن قتادة قال: إذا سكر أن يكذبك الرجل فلقنه.
حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا أبو يعلى التوزي (4) حدثنا عبد المجيد بن أبي رواه، عن مران بن سالم، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: إذا أردت ان أكذب فلقني. قال الشيخ: وفي كتابي بخطي، عن ابن سيرين قال: إذا أردت ان أكذب فلقني. قال الشيخ: وفي كتابي يخطي، عن علي بن سعيد بن بشير، حدثنا محمد بن صدران، حدثنا المنذر بن زياد، حدثنا أيوب قال: قال لي ابن أبي مليكة (5): يا أيوب، إذا سرك أن يكذب العالم فلقنه. اخبرنا محمد بن جعفر بن حفص الامام، وأحمد بن علي بن المنثي، ومحمود بن محمد الواسطي
(1) التلقين صورته ان يلقن الشئ فيحدث به من غير أن يعلم انه من حديثه. وانظر الكفاية: ص 148 وما بعدها. (2) رورواه الخطيب في الكفاية: ص 148 وأبو الاسود الدؤلي هو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، ثابعي من مؤسسي علم النحو من الفقهاء الاعيان والشعراء، مات سنة 39 ه له ترجمة في: تهذيب ابن عساكر 7: 104، أنباه الرواة 1: 13، الاعلام. (3) قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمر بن الحارث بن مدوس أبو الخطاب السدوسي البصري كان يرمى بالقدر وقال ابن حبان في الثقات إلا أنه كان مدلسا، تهذيب التهذيب 8: 315 - 319، والمغني في الضعفاء 2: 522. (4) التوزي هو أبو يعلي ى محمد بن الصلت (المغني في الاسماء لابن طاهر). (5) هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب. ويقال أبو محمد التيمي المكي، كا قاضيا لابن الزبير، وروى عن العبادلة الاربعة، تابعي، ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 5: 268 - 269، النهاية في طبقات القراء 1: 430. (*)
[ 32 ]
قالوا: أخبرنا وهب بن بقية قال: سمعت حماد بن زيد يقول: لقنت سلمة بن علقمة حديثا، فحدثني
به ثم رجع عنه فقال: إذا سرك أن يكذب صاحبك فلقنه. أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثني أحمد بن محمد البغدادي، حدثنا عفان، أخبرنا همام، حدثنا قتادة، عن الحسن بن أبي بكرة، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولا ". وكان لقنه هذا الحديث إنسان، يقال له بسام، فلما فرغ من الحديث، قال: والله ما حدثكم هذا همام، ولا حدث قتادة بهذا هماما، ففكر عفان في نفسه، ثم علم انه قد أخطا، فمد يده إلى لحية بسام، وقال: ادعوا لي صاحب الزيغ يا ماص فما خلصوه الا.. اخبرنا الحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسين بن قتيبة، والحسين بن عبد الله الآمدي، قالوا: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار ] (1). سمعت عبدان الاهوازي يقول - وذكرت له هذا الحديث - فقال: رأيت البغداديين يلقنونه عبد الوهاب (2) فمنعتهم. أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا عبد لغفار بن عبد الله بن الزبير، حدثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ من أتى البهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة ]. قال الشيخ: قال لنا ابن المثنى: ثم بلغني أن عبد الغفار رجع عنه. حدثنا محمد بن حاتم الهزهاز المنبجي، حدثنا موسى بن سليمان المنبجي، حدثنا بقية، عن الزبيدي (3)، عن الزهري (4)، عن سالم (5) عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ إذا اقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتبوة ]. قال الشيخ: قال لنا محمد بن حاتم: لقنوه أصحاب الحديث، فتلقن، ثم رجع عنه.
(1) حديث سهل بن سعد، قال السيوطي: رواه الطبراني عن عقبة بن عامر وعصمة بن مالك، ورمز له بالضعف. وقال العراقي: سنده ضعيف، فيض القديرة: 324. (2) عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان السلمي أبو الحارق الحمصي ضعيف متروك مات سنة 145 ه، ميزان الاعتدال
2: 679 والمغني في الضعفاء 2: 212. (3) الزبيدي هو محمد بن الوليد، تهذيب التهذيب 12: 345. (4) الزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب. (5) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عبد الله المدني أحد فقهاء المدينة السبعة، ومن سادات التابعين، يشبه بابيه في الهدى والسمت، اخرج حديثه الستة، مات سنة 106 ه. له ترجمة في: طبقات ابن سعد 5: 144، ثقات ابن حبان 3: 91، تذكرة الحفاظ 1: 88. (*)
[ 33 ]
الباب الثاني والعشرون من قال: التدليس (1) من الكذب واخو الكذب حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، أخبرنا الميموني - هو عبد الملك بن عبد الحميد الرقي، صاحب أحمد بن حنبل - حدثنا خالد بن خداش، قال: سمعت حماد بن زيد يقول: التدليس كذب. حدثنا أحمد بن موسى بن القراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة قال: سمعت الحسن الحلواني يقول: سمعت أبا أسامة يقول: خرب الله بيوت المدلسين ما هم عندي إلا كاذبين. حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، حدثني أبو حفص بن مقلاص قال: سمعت أبي يقول: سمعت الشافعي يقول: قال شعبة: التدليس أخو الكذب. حدثنا عمر بن بكار الغافلاني، واسماعيل بن الحكمي، أخبرنا حنبل بن اسحاق قال: سمعت أبا نعيم يقول: وقال ابن الحكمي: قال أبو نعيم: سمعت شعبة يقول: والله لان أزني أحب إلي من أن أدلس. حدثنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي، حدثنا مؤمل بن إهاب قال: سمعت يزيد بن هارون (3) يقول: ما دلست حديثا، إلا حديثا واحدا عن عوف، فما بورك لي فيه. حدثنا أحمد بن علي المداثني، أخبرنا أبو أمية محمد بن ابراهيم، أخبرنا سليمان بن داود، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان، قال: سمعت مسعرا (4) يقول: التدليس من دناءة الاخلاق.
(1) التدليس لغة من الدلس بالتحريك، وهي الظلمة، والمدالسة هي المخادعة، ودلس في البيع إذا لم يبين عيبه، ومن هذا أخذ التدليس في الاسناد وهو أن يحدث المحدث عن الشيخ الاكبر وقد كان رآه، إلا أنه سمع ما استده إليه من غيره، والتدليس اقسام وهو تارة في الشيوخ وتارة في الاسناد، لسان العرب، مادة دلس. (2) عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري الاعرابي فقيه مات سنة 146 ه. تهذيب التهذيب 8: 148 - 149. وميزان الاعتدال 3: 305 (3) يزيد بن هارون بن زاذان الاسطي أبو خالد أحد أئمة الحديث والحفاظ المشاهير. مات سنة 206 ه، تذكرة الحفاظ 1: 317. وفي تهذيب التهذيب، 11: 321 - 321 ابن هارون بن وادي بن ثابت اللمي - ذكره ابن حبان في الثقات. (4) مسعر بن كدام ظهير بن عبيدة العامري الرواسي أبو سلمة الكوفي أحد الثقات الحفاظ الاعلام، أخرج له الستة، مات سنة 153 ه. تذكرد الحفاظ 1: 188، تهذيب التهذيب 10: 102 - 104. (*)
[ 34 ]
حدثنا أحمد بن موسى بن المراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة قال: سالت يحيى بن معين عن التدليس، فكرهه وعابه، قلت له: فيكون المدلس حجة فيما روى حتى يقول: حدثنا وأخبرنا ؟ قال: لا يكون حجة فيما دلس. حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم، وغيرهما قالوا: أخبرنا عباس بن محمد أخبرنا قراد قال: سمعت شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا، فهو خل وبقل. سمعت علي بن أحمد بن مروان يقول: سمعت عمر بن شيبة يقول: سمعت أبا عاصم النبيل (1) يقول: أقل حالات المدلس عندي أن يدخل في حديث النبي صلى الله عليه: [ المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ] (2). * * *
(1) أبو عاصم النبيل هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك الشيباني البصري ذكره ابن حبان في الثقات. قال البخاري مات سنة 214 ه، تهذيب التهذيب 4: 395 - 397.
(2) راجع مسند أحمد 6: 345 والبخاري في كتاب النكاح 6: 156. (*)
[ 35 ]
الباب الثالث والعشرون الكاذب يكذب صراحا من مهانة نفسه عليه والظريف لا يكذب حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد الوشاء، حدثنا أبو ابراهيم البرجماني، أخبرنا داود بن الزبرقان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن اوفى، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن من المعاريض لمندوحة عن الكذب ]. قال الشيخ: هذا الحديث لا اعلمه رواه عن سعيد بن أبي عروبة (1) أحد فرفعه غير داود ابن الزبرقال (2). حدثنا يعقوب بن ابراهيم بن يزيد الاصفرايين، حدثنا سعيد بن أبي زيدون النيسراني، حدثنا آدم بن أبي اياس، حدثنا أبو جزي نصر بن طريف، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن الحارث، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن في المعاريض ما يعف الرجل العاقل عن الكذب ]. قال الشيخ: وهذا الحديث لا أعلم يروى عن عطاء بن السائب (3) إلا من هذا الطريق. حدثنا محمد بن خريم الدمشقي، حدثنا هشام بن عمار، وحدثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، حدثنا هارون بن سعيد، وحدثنا عمر بن الحسن بن نصر الحلبي، حدثنا ابراهيم بن سعيد، وأخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم، حدثنا أحمد بن حرب قالوا: أخبرنا أبو ضمرة (3) أخبرني صالح بن حسان عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه. حدثنا كهمس بن معمر الجوهري، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، ح. وحدثنا عبد الصمد بن عبد الله، حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافري، قالا: حدثنا منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي، أخبرنا شبيب بن شيبة الخطيب قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: الكلام أوسع من أن يكذب ظريف.
(1) سعيد بن أبي عروية. اسمه مهران أبو النضر البصري وهو مهران العدوي مولى بني عدي وهو حافظ ثقة، تهذيب التهذيب 4: 56 - 59. (2) داود بن الزبرقان الرقاشي أبو عمرو البصري متروك مات سنة 180 ه نزل بغداد وحدث بها، ضعيف ومروك، تاريخ بغداد 8: 357 والمغني في الضعفاء 1: 217. (3) أبو ضمرة هو أنس بن عياض بن ضمرة، وقيل جعدبة وقيل عبد الرحمن، الليثي المدني مات سنة 200 وقيل 158 ه تهذيب التهذيب 1: 328 - 329. (*)
[ 36 ]
الباب ارابع والعشرون من أكبر الخيانة أن يحدثك حديثا هو فيه كاذب وأنت له مصدق حدثنا بهلول بن إسحاق بن بهلول الانباري، جدثنا أحمد بن حاتم الطويل، حدثنا عمر بن هارون، عن ثور (1) عن يزيد بن شريح (2) عن جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان (3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه: [ كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب ]. أخبرنا القاسم بن الليث الرسعني، حدثنا محمد بن مصفى، ح. واخبرنا أحمد بن عامر البرقعيدي، حدثنا سعيد بن عمرو قالا: حدثنا بقية: حدثنا بقية، حدثني أبو سريج ضبارة بن مالك الحضمي، أنه سمع أباه يحدث عن عبد الرحمن بن جبير، أن أباه حدثه عن سفيانب ن أسيد الحضرمي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ كبرت خيانة أنتحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب ]. قال الشيخ: وهذا الحديث: لا اعلم أحدا يرويه عن ضبارة غير بقية ومحمد بن ضبارة عن أبيه، حدثناه عبد الصمد بن سعيد، عن سليمان بن عبد الحميد عنه. * * *
(1) هو ثور بن يزيد بن زياد الكلاعي، ويقال الرحي أبو خالد الحمصي، قال ابن سعد كان ثقة في الحديث، إلا أنه
كان قدريا، وذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 50 ه وقيل 55 تهذيب التهذيب 2: 30 - 32. (2) يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 11: 294. (3) النواس بن سمعان بن خالد بن عمرو العامري الكلابي، له ولابيه صحبة، انظر الاصابة 3: 546. (*)
[ 37 ]
الباب الخامس والعشرون الاعانة على الكذابين بالنسيان وانه آفة العلم حدثنا علي بن أحمد بن علي بن عمران الجرجاني، بحلب، قال: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن القاسم (1) قال: اعاننا الله على الكذابين بالنسيان. حدثنا عبد الرحمن بن محمد القرشي، حدثنا محمد بن زياد بن معروف، أخبرنا عبد الرحمن ابن عبد الله بن سعد، أنبانا عمر بن هارون، عن عبد الله بن عون، عن القاسم بن محمد قال: أعاننا الله على الكذابين بالنسيان. حدثنا المغيرة بن أحمد الخاركي، حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عبد الله بن المختار (4) قال: آفة العلم الكذب، وآفته النسيان، واضاعته أن يحدث به من ليس هو له باهل. حدثنا أحمد بن علي المدادئني، حدثنا بحر بن نصر، حدثنا أبو اليسع هب، عن قيس بن الربيع (3) قال: كان يقال: نكد الحديث الكذب، وآفته النسيان، واضاعته أن تضعه عند غير أهله. حدثنا حذيفة بن الحسن التنيسي، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، حدثنا الاصمعي عبد الملك ابن قريب بن علي بن أصمع، حدثنا العلاء بن أسلم ابن أخي العلاء بن زياد، عن رؤبة بن العجاج (4) قال: أتيت نسابة البكري فقال لي: من أنت ؟ فقلت: رؤبة، قال: فبصرت والله وعرفت، لعلك كقوم عندي ان سكت عنهم لم يسالوني، وإن حدثتهم لم يعوا ؟ قال: قلت: ارجو أن لا اكون
(1) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه المدني التابعي الكبير والفقيه الورع الثقة العالم، مات سنة
101 ه أر بعدها، أخرج حديثه الستة. حلية الالياء 2: 183، طبقات ابن سعد 5: 139، تذكرة الحفاظ 1: 96، تهذيب التهذيب 8: 299 - 301. (2) عبد الله بن المختار البصري، روى عنه الحمادان وشعبة وشريك وغيرهم، وروى عنه مسلم وأبو داود والنسائي وكان ثقة، تهذيب التهذيب 6: 21. (3) قيس بن الربيع الاسدي أبو محمد الكوفي، صدوق مات سنة يضع وستين ومائة للهجرة. ميزان الاعتدال 3: 393، تهذيب 8: 350 - 353. (4) رؤبة بن العجاج التميمي البصري الراجز المعروف تابعي. اغفله المزي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي لا يتابع عليه. مات سنة 145 ه، لسان الميزان 2: 464، وفيات الاعيان 2: 203. الاعلام. (*)
[ 38 ]
كذلك، قال: إ للعلم آفة، ونكدا، وهجنة، وآفته النسيان، ونكده الكذب فيه، وهجنته (1) نشره عند غير أهله. حدثنا محمد بن عمر بن العلاء، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا عبد الله بن داود، قال: سمعت الاعمش يقول: آفة العلم النسيان واضاعته أن تحدث به من ليس له باهل. حدثنا محمد بن صالح بن دريح، حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا يعلي بن عيينة عن الافريقي (2) قال: سمعت أن لكل شئ آفة، وأن آفة العلم النسيان. حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الشناني الكوفي، حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدثنا عثمان بن سعد الزيات، حدثني محمد بن عبد الله أبو رجاء الحبطي، من أهل تستر، حدثنا شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن الحارث الاعور، عن علي قا: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ آفة الحديث الكذب وآفة العلن النسيان ] في حديث ذكره. قال الشيخ: ولا اعلم يرويه عن شعبة، غير محمد بن عبد الله أبي رجاء الحبطي، ورواه أبو كريب (3) عن عثمان بن سعيد (4) أيضا. اخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو الدرداء المروزي، أخبرنا أبو إسحاق الطالقاني قال:
قال الفضل بن موى، عنابن أبي ليلى قال: إذا كنت كذابا فكن ذاكرا. * * *
(1) الهجنة من الكلام ما يعيبه، لسان العرب. (2) هو عبد الرحمن بن زياد بن انهم أبو خالد الافريقي، تهذيب التهذيب 6: 157 - 160. (3) أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي أحد الحفاظ مات سنة 248 ه، تذكرة الحفاظ 2: 497. تهذيب التهذيب 9: 342 - 343. (4) عثمان بن سعيد الازدي، قال أبو حاتم لا باس به، تهذيب التهذيب 7: 109 - 110. (*)
[ 39 ]
الباب السادس والعشرون طلب غريب الحديث من علامة الكذب، والحراج في الكتابة من علامة الدصدق حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي، حدثني بشر بن الوليد قال: سمعت أبا يوسف (1) يقول: من طلب الدين بالكلام، تزندق، ومن طلب غريب الحديث، كذب، ومن طلب المال بالكيمياء، أفلس. حدثنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، إلا أن المعنز واحد. وهذه الحكاية بعينها بالفاظ غير ما ذكره الفريابي نحوه. حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا بشر بن الوليد، قال: سمعت أبا يوسف يقول: فذكر هذه الحكاية بعينها، بالفاظ غير ما ذكره الفريابي، إلا أن المعنى واحد. حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة العكبري، أخبرنا أحمد بن أبي يحيى، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل غير مرة: لا تكتبوا هذه الاحاديث الغرائب فانها مناكير وعامتها عن الضعفاء. سمعت الحسين بن أبي معشر، يقول: سمعت محمد بن عثمان بن كرامة يقول: سمعت أبا نعيم يقول: إذا كان الكتاب مسجوحا كان من علامة الصدق.
سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول. قال أبو نعيم: يدلك على صحة الكتاب وجودة السماع، كثرة الحراج فيه. * *
(1) أبو يوسف صاحب أبي حنيفة النعمان. وهو يعقوب بن ابراهيم بن حبيب الانصاري الكوفي القاضي مات سنة 182 ه، تاريخ بغداد 14: 242، ولسان الميزان 6: 300 ذكره ابن حبان في الثقات. (*)
[ 40 ]
الباب السابع والعشرون كل الكذب يكتب على ابن آدم، إلا ثلاث، واعظمها الكذب على رسول الله صلى الله عليه سولم حدثنا أبو همام البكراوي سعيد بن محمد، حدثنا عبد الاعلى بن حماد، حدثنا داود العطار، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت، سمعت رسول الله يخطب وهو يقول: [ يا أيها الناس: ما يحملكم على أن تتنابعوا في الكذب، كما يتابع الفراش في النار، كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال: رجل كذب في امرأته ليرضيها، أو رجل كذب بين امر أتين يصلح بينهما، أو رجل كذب في خدعة حرب ] (1). قال الشيخ: وهذا الحديث اختلفوا فيه على شهر بن حوشب (2) في قوله: الحرب خدعة، فمنهم من قال: شهر عن أبي هريرة، ومنهم من قال: عن شهر عن الزبرقان، عن النواس بن سمعان، ومنهم من رواه فلم يجعل بينهما الزيبرقان. ومنهم من أرسله عن شهر فقال: عن شهر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخبرنا عمر بن سنان، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة المنبجي *، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، أخبرنا يحيى بن خليف، حدثنا الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: الرجل يرضي امرأته، وفي الحرب، وفي صلح بين الناس ]. قال الشيخ: وهذا الحدديث غريب من حديث الثوري، ولا اعلم يرويه عن الثوري إلا يحيى بن
خليف، وعن يحيى ابراهيم بن سعيد.
(1) حديث اسماء بنت يزيد رواه الترمذي في سننه بلفظ: لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس: السنن، كتاب البر والصلة 4: 331 رقم الحديث 1939، ورواه ابن السني في علم اليوم واليلة، والطبراني انظر كنز العمال 3: 358. واسماء بنت يزيد بن السكن الانصارية. صحابية، روى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الانصاري، ومهاجرين أبي مسلم، وشهر بن حوشب، وكانت تكني أم سلمة، ويقال لها: خطيبة النساء، شهدت اليرموك، الاصابة 4: 229. (2) شهر بن حوشب الاشعري أبو سعيد ويقال أبو عبد الله الشامي مولى اسماء بنت يزيد بن السكن صدوق احتج به جماعة، وثقه الامام أحمد والنسائي. واخرج حديثه البخاري ومسلم وأهل السنن، مات سنة 100 ه، ميزان الاعتدال 2: 283، تهذيب التهذيب 4: 324 - 326. * لم أعثر على عائشة المنبجي، وإنما هي عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية أم عمران، امها أم كلثوم بنت أبي بكر. روى عنها كثيرون منهم ابن أخيها طلحة بن يحيى بن طلحة بن يحيى بن طلحة. تهذيب التهذيب ج 2، ص 464. (*)
[ 41 ]
الباب الثامن والعشرون اللسان الكاذب من أعظم الخطايا عند الله حدثنا يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم بن يزيد، أخبرنا أحمد بن المفرج، أخبرنا أيوب بن سويد، عن الثوري، عن ابن أبي (1) نجيح، عن طاوس (2)، عن ابن عباس قال: كان من خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن أعظم الخطيئة عند الله اللسان الكاذب ]. قال الشيخ: ولا أعلم يروي هذا الحديث عن الثوري غير أيوب بن سويد (3). حدثناه محمد بن أحمد بن عيسى الوراق، أخبرنا موسى بن سهل النسائي، أخبرنا أيوب بن سويد، حدثنا المثنى بن الصباح، عن عرو بن شعيب، عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته: [ إن أعظم الخطيئة عند الله اللسان الكاذب ]. قال الشيخ: وهذا أيضا يرويه أيوب بن سويد بهذا الاسناد.
حدثنا فارس بن خريز الانطاكي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني عبد الله بن ناع الصائغ، حدثني عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهني، عن أبيه عن جده زيد بن خالد قال: تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وقال فيه: ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وشر الرواية رواية الكذب. حدثنا محمد بن عبدة بن حرب، حدثنا ابن أبي الزرد الايلي، أخبرنا يعقوب بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن حمران، حدثنا عبد الله بن مصعب بن منظور، عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: [ وأعظم الخطايا اللسان الكاذب ]. حدثنا أحمد بن محمد بن زنجويه بمصر، أخبرنا أبو أمية محمد بن ابراهيم، أخبرنا يعقوب بن محمد باسناده وقال: شر الرواية رواية الكذب.
(1) ابن أبي نجيح هو عبد الله بن يسار، تهذى التهذيب 12: 336. (2) طاوس هو ابن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري الجندي - بفتح الجيم والنون - من ابناء الفرس، وقال ابن حبان كانت أمه فارسية وأبوه من النمر بن قاسط وقيل اسمه ذكوان - روى عن العبادلة الاربعة مات 101 وقيل 106، تهذيب التهذى 5: 8 - 10. (3) أيوب بن سويد الرملي أبو مسعود ميزان العتدال 1: 287 ضعيف. (*)
[ 42 ]
أخبرنا محمد بن الحسين بن حفص الاشناني الكوفي، أخبرنا عباد بن يعقوب، أنبانا عمرو بن ثابت، عن عبد الرحمن بن عابس، قال عباد: وأخبرني ابن نمير، عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال: حدثني ياسر، عن ابن مسعود أنه كان يقول في خطبته: إن أصدق الحديث كلام الله، وأعظم الخطايا اللسان الكاذب، وشر الرواية رواية الكذب. حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن، أنبانا أحمد بن عبد الله، أخبرنا يزيد بن هارون، أنبانا جرير ابن عثمان، عن سلمان بن نمير قال: قال رجل بطال لابي امامة: أخبرني عن الكذب كم قيراطا هو ؟ فقال: لافتينك، إن الكذب يذهبه الوضوء والصلاة، ولكن الذب من كذب على الله ورسوله.
حدثنا محمد بن أحمد بن وردان قال: سمعت أبا عمير يقول: حدثني نصر بن عمر قال: قلت للاصمعي: تحفظ من كلام العرب في الكذب ؟ قال: قلت لاعرابي: ما حملك على الكذب ؟ قال: لو ذقت حلاوته ما نسيته. وسمعت نصر يقول: سرت إلى منزل الاصمعي، خرجت إلي جارية له، فقلت لها ؟ اين مولاك ؟ فذكرت لكلاما: أظنه في البيت، تكذب على الاغراب. * * *
[ 43 ]
الباب التاسع والعشرون ذكر من ينشا آخر الزمان من الكذابين الذين يكذبون على الله ورسوله أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد، أخبرنا عبيد الله بن معاذ، أخبرنا أبي، ح. وأخبرنا سليمان بن الحسن أبو أيوب العطار، أخبرنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا اسماعيل بن جفر، جميعا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، كلهم يكذب على الله وعلى رسوله ]. اخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد، حدثنا عبد الله بن مسلمة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم انه رسول الله ]. اخرنا محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس، أخبرنا موسى بن أيوب النصيبي، أخبرنا عقبة بن علقمة البيروتي، عن أبي شريح، عن رجل، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح. وحدثنا محمد بن منير المطيري، حدثنا محمد بن الهيثم، حدثني ابن بكير، حدثني زين بن شعيب، وكان مالك (1) يعجبه وكان بصريا - قال: أخبرني أبو شريح عن شراحيل بن يزيد عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح. وأنبانا أبو العلاء الكوفي محمد بن أحمد بن جعفر، أخبرنا عمرو بن سواد، أخبرنا ابن وهب، حدثني
عبد الحمن بن شريح، انه سمع شراحيل بن يزيد يقول: حدثني مسلم بن يسار، انه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله: [ يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يحدثونكم من الاحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم ] (2). واللفظ لحديث ابن وهب. قال الشيخ: وهذا الحديث يحدثه عن ابن وهب: عمرو بن سواد (3) وحرملة (4)
(1) الامام مالك بن أنس امام دار الهجرة. (2) انظر مقدمة صحيح مسلم 1: 12. (3) عمرو بن سواد بن الاسود العامري أبو محمد المصري، ثقة مات سنة 245 تهذيب التهذيب 8: 41 - 42. (4) حرملة بن عمران التجيي أبو المصري ثقة مات سنة 160 ه، تهذيب التهذيب 2: 201. (*)
[ 44 ]
وابن أخي وهب (1). وهو في كتاب الدجال، والكتاب عند هؤلاء. حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، أخبرنا عمر بن محمد بن الحسن، أخبرنا أبي عن شريك، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله [ لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا منهم: ومسيلمة والمختار ] (2). قال الشيخ: وهذا الحديث، لا أعلم يرويه عن شريك غير التل محمد بن الحسن (3). * * *
(1) ابن أخي وهب (هكذا في الاصل) وأجد الصواب (ابن أخي ابن وهب) يؤيد ذلك ان ابن وهب هو عبد الله بن وهب وليس في كتب التراجم إلا واحد هو (ابن أخي عبد الله بن وهب) واسمه احمد بن عبد الرحمن بن وهب (لسان الميزان) 7: 503. (2) قتل الاسود العنسي ومسيلمة الكذاب في حروب الردة أيام أبي بكر، وقتل المختار بن أبي عبيد الثفي في الكوفة من بل مصعب بن الزبير. (3) محمد بن الحسن بن الزبير الاسدي، أبو عبد الله، ويقال أبو جعفر المعروف بالتل، الكوفي. قال البخاري: مات نسة 290 ه أو نحوها. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال ابن معين: ليس بشئ. تهذيب التهذيب ج 1
ص 102 - لمصحح. (*)
[ 45 ]
الباب الثلاثون ما يتوقع في آخر الزمان من ظهور الشياطيل للناس فيتحدثون ويفتنون حدثنا عمران بن موسى بن مجاشع، أخبرنا سويد بن سعيد، أخبرنا عبد الله بن يزيد المقري، عن سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبي، عن ابن عجلان (1)، عن عبد الواحد البصر، عن واثلة بن الاسقع قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لا تقوم الساعة حتى يطوف إبليس في الاسواق يقول: حدثني فلان بن فلان بكذا وكذا ]. حدثنا أبو عاصم جعفر بن إبراهيم الجزري، أخبرنا الحسن بن غالب الواسطي، أخبرنا محمد بن خالد، أخبرنا أبي، عن ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يوشك أن يظهر شياطين كان سليمان أو ثقهم في البحر، يصلون معكم في مساجد كم ويقرؤون معكم القرآن ويجادلونكم في الدين، وإنهم لشياطين الانس ] (2). قال الشيخ: رواه محمد بن خالد هذا عن أبيه، عن ليث مرفوعا وأوقفه غيره. وأخبرناه العلاء الكوفي حدثنا أحمد بن عمران الاخني قال: سالت عبد الرحمن المحاربي، أخبرنا ليث عن طاوس، عن عبد الله بن عمرو قال: [ يوشك أن الشياطين التي أوثقها سليمان في البحر تظهر حتى يقرؤوا القرآن مع الناس في المساجد ]. حدثنا الحسن بن الطيب البلخي، أخبرنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا الربيع بن بدر، عن يسار أبي المنهال، عن أبي العالية قال: لا تقوم الساعة حتى يمشي إبليس في الطرق والاسواق فيقول: حدثني فلان عن فالن عن فلان عن نبي الله بكذا وكذا. اخبرنا زكريا بن يحيى الساجي، أخبرنا محمد بن موسى الحرسي، أخبرنا معاذ بن معاذ، أخبرنا الاغضرف (3) - عمرو بن الوليد - قال: قلت لعباد بن منصور: من حدثك ان أبي بن كعب رد على ابن مسعود حديثه في القدر ؟ فقال: حدثني به رجل لا أعرفه، قال: فانا أعرفه، قال:
من هو ؟ قلت: الشيطان.
(1) ابن عجلان هو محمد بن عجلان المدني القرشي مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة أبو عبد الله أحمد العلماء العاملين، ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 9: 303 - 305. (2) انظر مقدمة صحيح مسلم 1: 12. (3) هو عمرو بن الوليد الاغضف، شيخ العبيدالل القواريري، لين الحديث (ميزان الاعتدال ج 3 ص 292) المصحح. (*)
[ 46 ]
حدثنا عمران بن موسى، أخبرنا محمد بن يوسف السراج قال: سمعت عيسى بن أبي فاطمة الرازي يقول: كنت جالسا عند شيخ في المسجد الحرام أكتب عنه، فقال الشيخ: حدثنا الشيباني فقال رجل: حدثنا الشيباني، فقال عن الشعبي، فقال: قد حدثني الشعبي، فقال: عن الحارث، فقال رأيت الحارث (1) وقد سمعت منه، قال: عن علي، قال: قد والله رأيت عليا وشهدت معه صفين، فلما رأيت ذلك قرأت اية الكرسي فلما قلت (ولا يؤوده حفظهما) التفت فلم أر شيئا. حدثنا محمد بن جعفر المطيري، حدثنا محمد بن يسوف بن عيسى الطباع، حدثني عمي أبو جعفر محمد بن عيسى، أخبرنا ابن يان (2): قال: سمعت سفيان الثوري، أخبرني رجل كان يرى الجن، انه رأى الشيطان في مسجد منى يحدث الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يكتبون. حدثنا محمد بن جعفر المطيري، حدثنا محمد بن اسماعيل الترمذي، حدثنا محمد بن الطيب الاسدي، أخبرنا ابن المبارك، أخبرني من رأى شيطانا يفتي في مسجد منى. أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت قراد (3) يقول: سمعت شعبة يقول: إذا حدث المحدث ولم يسر وجهه، فلا تصدقه لعله شيطان قد يتصور في صورته يقول: حدثنا وأخبرنا. * *
(1) الحارث بن عبد الله الاعور الهمداني الكوفي، تابعي ضعيف، كذبه الشعبي وعلي بن المديني. مات سنة 65 ه. له ترجمة في: التاريخ الكبير: 2 - 1: 273، المجروحين 216، الضعفاء للعقيلي ورقة 36، ميزان الاعتدال 1:
435، تهذى 2: 126 - 128. (2) ابن يمان هو يحيى بن يمان العجلي أبو زكرياء الكوفي مات سنة 188. ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 11: 267 - 268. (3) قراد: هو أبو نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان روى عنه شعبة وروى عنه عباس الدوري، لسان الميزان 4: 471. وفي تهذيب التهذيب 6: 223 - 225 هو عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي الضبي المعروف بقراد. قال الدارقطني في الجرح والتعديل: ثقة. (*)
[ 47 ]
ذكر من الستجاز تكذيب من تبين كذبه من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا رجلا رجلا فمن الصحابة: عمر بن الخطاب اخبرنا محمد بن يحيى بن الحسين العمي البصري، أخبرنا كثير بن يحيى، أخبرنا ثابت بن يزيد، عن عاصم، عن أبي مخلد ان أبيا قرأ: (من الذين استحق عليهم الاوليان) (1) فقال له عمر كذبت، فقال له أنت أكذب (2)، فقيل له تكذب أمير المؤمنين ؟ فقال: أنا أشد تعظيما الامير المؤمنين منك، فقال: إني كرهت اني أصدق في تكذيب كتاب الله، وأكذب في تصديق كتاب الله، فقال له عمر: صدقت. و: علي بن أبي طالب حدثنا سعيد بن عثمان بن سعيد الحراني، أخبرنا معين بن نفيل، أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق، حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عمن مولاه عبد الله بن الحارث قال: اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمن عمر، أو في زمن عثمان فذكره، فدخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا: يا أبا الحسن جئنا نسالك عن أمر يجب (3) أن تجيبنا، قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم انه أحدث الناس عهدا برسول الله ؟ قالوا. أجل، عن ذلك
جئنا نسالك، قال: كذب، أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس. و: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي، أخبرنا الحارث بن سريج النقال، حدثنا سفيان ابن عينية، حدثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: ان نوف البكالي (4) يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل، ليس صاحب الخضر، فقال: كذب عدو الله، حدثني أبي ابن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: [ قام موى خطيبا في بني إسرائيل، فقيل يا نبي الله: هل في الناس أحد هو أعلم منك ؟ ] فذكر الحديث بطوله.
(1) سورة المائدة 107. (2) كذب بمعنى أخطا. (3) يجب أن تكون نحب ولعلها جامت تصحيفا - المصحح. (4) نوف بن فضالة الحميري البكالي أبو يزيد، ذكره ابن حبان في الثقات تهذيب التهذيب 10: 436 - 437. (*)
[ 48 ]
حدثنا عبد الملك بن محمد، أخبرنا سعدان بن نضر، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، عن ابن عباس، أنه قال لبشير بن كعب، وبشير يحدثه: عد لحديث كذا وكذا، ثم قال: عد لحديث كذا، فقال له بشير بن كعب: ما أدر عرفت حديثي كله، وأنكرت ذا، أو أنكرت حديثي كله، وعرفت ذا ؟ قال ابن عباس: إنا كنا نحدث عن رسول الله إذ لم يكن يكذب عليه، فاما إذ ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه. حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا محمد بن مشكان، أخبرنا ابراهيم بن خالد، أخبرنا رباح عن معمر عن ابن طاوس (1) عن أبيه عن ابن عباس قال: كنا نحفظ الحديث، والحديث يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا ركبتم الصعب والذلول. و: عبد الله بن سلام (2) اخبرنا الحسن بن محمد المديني، حدثنا يحيى بن عبد الله، حدثني اليث، عن ابن الهاد (3) عن محمد
ابن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: أتيت الطور فوجدت بها كعب الاحبار (4)، فذكره بطوله فلقيت عبد الله بن سلام، فذكرت له اني قلت لكعب: قال رسول الله: [ ان في الجمعة ساعة لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة يسال الله شيئا إلا أعطاه إياه ]، فقال: ذاك يوما في كل سنة، فقال عبد الله بن سلام: كذب كعب، ثم ذكره إلى آخره.
(1) ابن طاوس هو عبد الله بن طاوس بن كيسان الياني أبو محمد ذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة 132 تهذى التهذيب 5: 234 - 235. (2) عبد الله بن سلام بن الحارث الاسرائيلي: صحابي قيل انه من نسل يوسف بن يعقوب أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان اسمه الحصين، فسماه الرسول عبد الله نزلت فيه آية (وشهد شاهد من بني اسرائيل)، تهذيب التهذيب: 219 - 220. الاعلام. (3) ابن الهاد هو يزيد ب عبد الله بن اسامة بن الهاد الليثي أبو عبد الله المدني، ذكره ابن حبان في الثقات تهذيب التهذيب 11 - 297. (4) كعب بن ماتع الحميري أبو اسحاق المعروف بكعب الاحبار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، روج للاسرائيلات في الاسلام، لم يثق به الصحابة مثل عمر ومعاوية وسواهما، ذكره ابن سعد في الطبعة الاولى من تابعي أهل الشام توفي في حمص حيث هرب إليها بعد اتهامه بالمشاركة في قتل عمر، مات سنة 32 وقيل 33 ه، تهذيب التهذيب 8: 393 - 394 تهذيب ابن عساكر 7: 446، وأعلام الزركلي. (*)
[ 49 ]
و: عبادة بن الصامت (1) أنبانا الحسين بن الفرج الغزي، أخبرنا يحيى بن عبد الله بن بكير، أخبرنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حيان، عن ابن محيريز (2) ان رجلا من بني كنانة لقي رجلا من الانصار، يقال له أبو محمد، فسأله عن الوتر، فال: إنه واجب، فقال الكناني: فلقيت عبادة بن الصامت فذكرت ذلك له، فقال: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله يقول: [ خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن، لم يضيع منهن شيئا، استخفافا بحقهن، كان له عند الله عهدا أن
يدخله الجنة ومن لم يات بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء الله عذبه، وإن شاء رحمه ]. و: انس بن مالك (3) أخبرنا محمد بن يوسف بن مطر الفربري، أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري، أخبرنا مسدد، حدثنا عبد الواحد، أخبرنا عاصم (4) قال: سالت أنس بن مالك عن القنوت فقال: قد كان القنوت، قلت: قبل الركوع أو بعده ؟ قال: قبله، قال: فان فلانا أخبرني عنك انك قلت بعد الركوع، فقال: كذب، " إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا " فذكره. و: عائشة ام المؤمنن اخبرنا الحسين بن الحسين بن سفيان الفارسي ببخارى، حدثنا محمد بن يحيى قال: سمعت أبا عاصم يقول: عن ابن جريج، عن زياد ان أبا نهيك أخبره عن بي الدرداء انه خطب، فقال: من أدركه الصبح فلا وترله، فذكر ذلك لعائشة فقالت: كذب الدرداء، " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح يوتر ". قيل لابي عاصم من دون زيد ؟ قال: أخبرنا ابن جريج أخبرني زياد.
(1) عبادة بن الصامت بن قيس الخزرجي الانصاري صحابي بدري مات سنة 34 ه، الاصابة 2: 260، تهذيب التهذيب 5: 97 - 98. (2) ابن محيريز: عبد الله بن محيريز بن جنادة بن وهب بن لوذان الجمحي، المكي، مات سنة 99، له صحبة، تهذيب التهذيب 6: 20 - 21. (3) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم أبو حمزة الانصاري البخاري المدني صحابي جليل كان خادم رسول الله صلى الله علهى وسلم، مات سنة 93 ه، طبقات ابن سعد 7: 10 الاصابة 10: 84، تهذيب ابن عساكر 3: 139. (4) هو عاصم بن سليمان الاحول أبو عبد الرحمن البصري، تهذيب التهذيب 5: 38 - 39.
[ 50 ]
ومن التابعين ممن تكلم فيهم: سعيد بن المسيب (1) حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، حدثنا محمد بن مصفى، أخبرنا أبو المغيرة، عن
الاوزاعي، أخبرنا عطاء، عن ابن عباس " ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم " (2). قال: وقال سعيد بن المسيب: وهم ابن العباس، وإن كانت خالته، ما توجها النبي صلى الله عليه وسلم إا بعدما أحل. أخبرنا الحسن بن محمد المديني، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني الليث، ح. وحدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الجرمي، أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن عمرو بن الحارث عن أيوب السختياني، عن القاسم، انه قال لسعيد بن المسيب: ان عطاء بن أبي رباح حدثني ان عطاء الخراساني (3) حدثه في الرجل الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أفطر في رمضان، أنه أمره بعتق ربقبة فقال: لا أجدها، قال: فاهد جزورا، قال: لا أجد، قال: فتصدق بعشرين صاعا من تمر، فقال سعيد، كذب الخراساني. حدثنا ابن قتيبة أخبرنا يزيد بن موهب، قال الليث: حدثني أيوب السختياني عن رجل فذكر من فضله وصدقه انه قال لسعيد بن المسيب، فذكر نحوه. حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، أخبرنا البخاري، أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد، حدثني أيوب، حدثني القاسم بن عاصم قال: قلت لسعيد بن المسيب: ان عطاء الخراساني حدثني عنك ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي وقع في رمضان بكفارة الظهار. فقال: كذب، ما حدثته، إنما بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم، قال: تصدق، تصدق (4). أخبرنا بهلول بن إسحاق الانباري، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم قال، بعت تمرا من التمارين سبعة آصع بدرهم، فصار لي على رجل منهم،
(1) سعيد بن المسيب بن خزن المخزومي أبو محمد سيد التابعين في المدينة، مات سنة 94 ه، تهذيب التهذيب 4: 74 - 77. الاعلام. (2) حديث ابن عباس اخرجه الجماعة، جامع الاصول 51: 1329. (3) عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو ايوب ويقال: أبو عثمان ويقال أبو محمد ويقال أبو صالح البلخي مولى المهلب ابن أبي صفرة وثقه الدارقطني وابن معين مات سنة 135 ه، تهذيب التهذيب 7: 190 - 192. (4) انظر التاريخ الكبير للبخاري 3: 475، صحيح مسلم 2: 781. (*)
[ 51 ]
فوجدت عند بعضهم تمرا بيعه أربعة آصع بدرهم، فسالت عكرمة (1) فقال: لا باس عليك تأخذ أقل مما بعت، فلقيت سعيد بن المسيب فاخبرته بقول عكرمة، فقال: كذب عبد ابن عباس: ما بعت مما يكال، فلا تأخذ مما يكال، إلا التمر، فقلت: فان فضل لي عنده الكسر ! قال: فاعطه أنت الكسر، وخذ منه الدراهم، قال: فرجعت، فإذا عكرمة يطلبني، فقال: ان الذي قلت لك: " هو حلال "، " هو حرام ". حدثنا محمد بن يحيى بن آدم المصري، أخبرنا إبراهيم بن أبي داود، أخبرنا حجاج الازرق قال: سمعت ابن عييينة، عن اسماعيل بن أمية قال: قال لي مكحول (2): كل ما أحدثك به، أو عامة ما أحدثك به، فهو عن سعيد بن المسيب، أو الشعبي. و: سعيد بن جبير (3) حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد، حدثنا محمد بن الهيثم، حدثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا إسرائيل، عن عبد الكريم - يعني الجزري - عن عكرمة، أنه كره إجارة الارض، فذكرت ذلك لسعيد بن جبير، فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: ان أمثل ما أنتم صانعون استئجار الارض البيضاء، سنة، سنة. حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثنا عناب عن خصيف قال: سالت سعيد بن جبير عن الذي روى نافع، عن ابن عمر، في قوله عز وجل (فاتوا حرثكم أنى شئتم) (4) ؟ فقال سعيد: كذب نافع، أو قال: أخطا نافع، ثم قال لي خصيف: إن ابن عمر لم يكن يرى العزل، فاي عز لأشد مما قال نافع ؟ ثم قال لي خصيف: ألا ترى انه قال: (فإذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله) يقول من حيث أمرت أن يعزل في المحيض. حدثنا يسر بن أنس، حدثنا يوسف بن موسى القطان، أخبرنا جرير عن أشعب بن اسحاق، قال: كان يقال لسعيد بن جبير: جهبذ العلماء.
(1) عكرمة مولى عبد الله بن عاس المدني تابعي اخرج له الستة، طبقات ابن سعد 5: 212. ولية الاولياء
3: 326. وتهذيب التهذيب 7: 234 - 242. الاعلام. (2) مكحول بن مسلم شهراب بن شاذل أبو عبد الله الهذلي بالولاء فقيه الشام، تابعي حافظ، فقيه أخرج له مسلم مات سنة 112 ه تذكرة الحفاظ 1: 107، وتهذيب التهذيب 10: 258 - 260. لاعلام الزركلي. (3) سعيد بن جبير الاسدي بالولاء أبو عبد الله الكوفي تابعي وعالم جليل، أخذ عن عبد الله بن عباس وابن عمر. قتله الحجاج سنة 95 ه. حلية الاولياء 4: 272. الاعلام للزركلي. (*)
[ 52 ]
و: عطاء بن ابي رباح (1) أخبرنا محمد بن خريم القزاز، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سعيد بن يحيى، أخبرنا فطر بن خليفة قال: قلت لعطاء ان عكرمة يقول: قال ابن عباس: سبق الكتاب الخفين، فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: لا باس بمسح الخفين وان دخلت الغائط. قال عطاء: والله ان كان بعضهم ليرى أن المسح على الخفين يجزي. حدثنا الحسن بن موسى بن خليفة الرسعني، حدثنا إسحاق بن زريق، حدثنا محمد بن أبي الخير المصري، حدثنا سلمة بن شبيب قالا: حدثنا عبد الله بن إبرايهم بن عمر بن كيسان، حدثني أبي قال: أذكرهم في زمان بني أمية يامروا إلى الحاج صائحا يحصيح ألا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح، فان لم يكن عطاء فعبد الله بن أبي نجيح (2). و: عروة بن الزبير بن العوام (3) حدثنا عبد الملك بن محمد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، أخبرنا الربيع بن سليمان، أنبانا الشافعي، أخبرني عمي محمد بن علي، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: اني لا مع الحديث فما يمنعني من ذكره إلا كراهية ان يسمع سامع، فيقتدي به، اسمعه من الرجل لا أثق به، قد حدثه عمن أثق، واسمعه من الرجل أثق به، قد حدث عمن لا أثق به. و: عبد الرحممن الاعرج (4) و: وابو صالح ذكوان (5) حدثنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، عن
(1) عطاء بن أبي رباح. هو عطاء بن مسلم بن صفوان المعروف بابن أبي رباح، تابعي من اجلاء الفقهاء، كان مفتي مكة ومحدثها، وتوفي فيها سنة 114 ه. حلية الاولياء 3: 110، والوفيات 1: 318 وفي وفاته 115. الاعلام للزركلي. (2) عبد الله بن أبي نجيح يسار الشقفي أبو يسار المكي مولى الاخنس بن شريق، ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 5: 187 - 188. (3) عروة بن الزبير بن العوام الاسدي القرشي تابعي، وأحد الفقهاء السبعة، اخذ الفقه عن خالته عائشة أم المؤمنين كان ثقة، حلية الاولياء 2: 176. الوفيات 10: 116. الاعلام. (4) عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني الاعرج، تابعي، حافظ كبير ثقة مقرى، سمع ابا هريرة وابا سعيد الخدري، وعبد الله بن بحينة وغيرهم، اخرج حديثه الستة، تحول آخر عمره الى ثغر الاسكندرية مرابطا، فتوفي في سنة 117 ه. طبقات ابن سعد: ج 5: 209، طبقات القراء للذهب 1: 63. تذكرة الحفاظ 1: 97. (5) أبو صالح السمان، ذكوان، مولى جويرية الغطفانية، بابعي ثقة ثبت كثير الحديث، سمع ابا هريرة، وعائشة، وابن عباس، وعدة من الصحابة، اخرج حديثه الستة مات سنة 101 ه. طبقات ابن سعد 5: 222، تذكرة الحفاظ 1: 97. ملاحظة: في الكلام هنا ركاكة وضعف وخطا نحوي، (المصحح). (*)
[ 53 ]
أبي إسحاق، قال: قال أبو صالح، والاعرج: ليس أحد يحدث عن أبي هريرة إلا علمنا صادق هو، أو كاذب. و: الحسن بن أبي الحسن البصري (1) أنبانا عمر بن سنان المنبجي، أخبرنا عبد الله بن محمد الضعيف، أخبرنا روح بن عباة ة، أخبرنا هشام ابن أبي عبد الله، عن شعيب ن الحبحاب، قال: انطلقت أنا وغيلان بن جرير إلى الحسن، فقال له غيلان: يا أبا سعيد: الرجل يحدث بالحديث، يحدثه كما سمعه، يزيد فيه، وينقص ؟ فقال الحسن: إنما الكذب على من تعمده.
حدثنا الحسين بن يوسف ابندار، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا بشر بن معاذ، أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز، حدثني أبي وعمي قالا: سمعنا الحسن يقول: إياكم ومعبد الجهني (2)، فانه ضال مضل. و: محمد بن سيرين (3) أخبرنا علي بن العباس، أخبرنا اسماعيل بن موسى، أخبرنا شريك، عن الاعمش، عن الحسن وابن سيرين، قالا: لقد بقي من هذا العلم عبرات في أوعية سوء. أخبرنا العباس بن محمد وعلان الصيقل المصريان، قالا: أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم، حدثنا سلم بن ابراهيم، أخبرنا الصلت أبو شعيب قال: سلات محمد بن سيرين عن عكرمة قال: فقال: ما يسوءني أن يكون من أهل الجنة، ولكنه كذاب.
(1) الحسن بن أبي الحسن أبو سعيد البصري، واسم أبيه يسار، بابعي، علامة امام، ولد لسنتين بقينا من خلافة امير المؤمنين عمر، نشا في مدينة رول الله، وحفظ القران، رأى وسمع، وحدث، وارسل عن جمع من الصحابة، وكان عالما رفيعا، ثقة حجة، عابدا مامونا، ناسكا كثير العلم، اخرج حديثه الستة، مات سنة 110 ه. الثقات 3: 33، تذكرة الحفاظ 1: 71. ميزان الاعتدال 1: 527، تهذيب التهذيب 2: 231 - 236. (2) معبد الجهني البصري يقال إنه ابن عبد الله بن عكيم ويقال ابن عريم وابن خالد ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية، تكلم بالقدر، وثقه العجلي وابن معين. تهذيب التهذيب 10: 200، البداية والنهاية 9: 34، وشذرات الذهب 1: 88. (3) محمد بن سيرين الانصاري أبو بكر البصري تابعي ثبت اخرج له الستة. تاريخ بغداد 5: 331. (*)
[ 54 ]
و: أنس بن سيرين (1) حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري، أخبرنا نصر بن علي، حدثني أبي، أخبرنا حماد بن زيد قال: أتينا أنس بن سيرين، فلما رآنا، قال: جاء اللقاطون، يعني أصحاب الحديث. و: أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران (2) حدثنا عبد الملك بن محمد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني،
أخبرنا عبد الرحمن بنغزوان، أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام، فافتقد صلاته، فان أجده يحسنها، ويقيمها أقمت عليه، وكتبت عنه، وإن أجده يضيعها، رحلت عنه، وقلت: هذا لغير الصلاة أضيع. حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف أبو غسان القلزمي، أخبرنا سلمة بن شبيب، ح. وأخبرنا عمرو بن حفص العممي ه، أخبرنا خشيش بن أصوم: قال: حدثنا عبد الرزاق، أنبانا معمر عن عاصم الاحوال قال: سمعت أبا العالية يقول: أنتم أكثر صلاة وصياما ممن كان قبلكم، ولكن الكذب، قد جرى على ألسنتكم. مالك بن دينار (3) حدثنا الحسن بن عمر التستري، أخبرنا الحسن بن إسحاق بن يزيد البغدادي بمكة، أخبرنا مسلم بن ابراهيم، أخبرنا الحسن بن أبي جعفر، عن مالك بن دينار قال: اقبل شهادة أصحاب الحديث في كل شئ أو شهادة القراء ما خلت خلف بعضهم بعض فانهم أشد تحاسدا من التيوس، تشد الشاة الصاوف، ثم يسرح عليها الفحل، فيهب هذا من هاهنا، وهذا من هاهنا. أخبرنا اسماعيل بن داود أخبرنا خالد بن مسكين، أخبرنا ابن وهب، حدثني مالك، عن عبد الله ابن يزيد بن هرمز، أنه كان يرى بعض من يطلب الاحاديث، فيقول: هذا حاطب ليل. (1) أنس بن سيرين الانصاري أبو موسى، وقيل في كنته غير ذلك، وهو اخو محمد بن سيرين المشهور، وثقه ابن معين، وأبو حاتم والنسائي. تهذيب الهذيب 1: 328 وهو تابعي. (2) في المخطوط يروز بن مهران وهو خطا والصواب هو رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي، أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسلتين، قال أبو زرعة، وابن معين، وأبو حاتم: ثقة، وقال اللالكائي: مجمع على ثقته. تهذيب التهذيب 3: 246 - 247. (3) مالك بن دينار البصري أبو يحيى، تابعي زاهد مات 131 ه حلية الاولياء 2: 357 ووفيات الاعيان 1: 440. الاعلام للزركلي. ملاحظة: أظنها العمي، نسبة إلى بطن من تميم. (المختلف والمؤتلف في القبائل).
ملاحظة خشيش بن أصرم بن الاسود أبو عاصم النسائي الحافظ. انظر تهذيب التهذيب 3: 122 - 123 (المصحح). (*)
[ 55 ]
و: عامر الشعبي (1) أنبانا أبو العلاء الكوفي، أنبانا أبو معمر، أخبرنا جرير عن مغيرة، قال: ذكروا قتادة (2) عند الشعبي، فقال: ذاك حاطب ليل. و: ابراهيم (3) - أو مسروق (4) حدثنا ابن أبي داود إخبرنا علي بن خشوم، أخبرنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي، عن عبدة (5) عن ابراهيم أو مسروق قال: كنا نتحدث قبل أن تلطخ الاحاديث. و: الربيع بن خثيم أبو زيد (6) حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أخبرنا أحمد بن حنبل، أخبرنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أمية، عن أبي يعلى، عن بكر بن ماعز، عن الربيع بن خثيم، ح. وأخبرنا عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي، حدثنا أحمد بن زنجويه، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أنبانا اسرائيل، عن سعد بن مسروق، عن منذر، عن الربيع بن خثيم، قال: وان من الحديث حديثا كله ظل مة، كأظلمة الليل تنكره، وان من الحديث حديثا له ضوء، كضوء النهار، تعرفه. و: حماد بن أبي سليمان (7) حدثنا عبد الله بن محمد بن يونس السمناني، أخبرنا عبدة الصفار، أخبرنا أبو داود، قال شعبة:
(1) عامر بن شراحيل الهمذاني الكوفي الشعبي الحميري، أبو عمر، تابعي كبير، أخرج له الستة. مات سنة 109 ه. طبقات ابن سعد 6: 171. تذكرة الحفاظ 9 1. تهذيب تاريخ ابن عساكر 7: 138. (2) هو قتادة بن دعامة السدوسي، تابعي ثقة - تقدم. (3) ابراهيم بن يزيد بن قيس بن الاسود النخعي أبوعمران الكوفي، تابعي، طبقات ابن سعد 6: 188. (4) مسروق بن عبد الرحمن الاجدع الهمداني أبو عائشة الكوفي تابعي ثقة، تهذيب التهذيب 10: 100 - 101. (5) عبدة هو ابن أبي لبابة الاسدي الغاضري أبو القاسم البزاز: تابعي فقيه. تهذيب التهذيب 6: 407 - 408.
(6) الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري أبو يزيد تابعي ثقة. الثقات 3: 63، وتهذيب التهذيب 3: 210. (7) حماد بن أبي سليمان أبو اسماعيل الكوفي الاشعري شيخ أبي حنيفة، تابعي فقيه كثير الحديث ثقة، مات سنة 120 ه. تهذيب التهذيب 3: 14 - 15. (*)
[ 56 ]
ذكرت هذا الحديث لحماد بن أبي سليمان، فقلت: أتتهم زبيدا، أتتهم منصورا، أتتهم الاعمش (1) ؟ كلهم حدثني عن أبي وائل (2)، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: [ سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر ] (3). قال: لا أتهم هؤلاء، ولكني أتهم أبا وائل. و: سعد بن ابراهيم الزهري (4) حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد المطيري، حدثنا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق، وفيها أجاز لنا ابن مكرم مشافهة، وأذن لنا في الرواية عنه. أخبرنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: أخبرنا زكريا بن عدي، أخبرنا عبد الله بن ادريس، عن شعبة قال: ما رأيت أحدا أوقع في رجال أهل المدينة من سعد بن ابراهيم، ما كنت أرفع له رجلا منهم، إلا كذبه. و: محمد بن مسلم الزهري (5) حدثنا أبو العلاء الكوفي، أخبرنا أحمد بن صالح، قال: وأخبرنا أحمد بن الحسين الصوفي أخبرنا حسين بن مهدي، وأخبرنا إسحاق بن ابراهيم بن يونس، أخبرنا محمود بن غيلان، قالوا: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال: سمعت - يعني الزهري - يقول: ان الحديث ليخرج من عندنا شبرا، فيرجع من عندهم ذراعا. قال الصوفي: من العراق ذراع. أخبرنا عمر بن سنان، أخبرنا ابن المصفى، حدثنا بقية، عن ابراهيم، عن محمد، عن الاوزاعي، عن الزهري، قال: كان إذا جاء الحديث لا يعرف، قال: سرق.
(1) زبيد بن الحارث، أبو عبد الرحمن الكوفي، مات سنة 122 ه. تهذيب التهذيب 3: 268. منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي
أبو عتاب الكوفي الامام الحافظ الثبت، اخرج حديثه الستة، مات سنة 132 ه. له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 1: 142، تهذيب التهذيب 10: 277 - 279. وسوف ياتي سليمان بن مهران الاعمش. (2) شقيق بن سلمة الاسدي أبو وائل الكوفي، عالم الكوفة، الثقة الثبت، أخرج حديثه الستة، مات سنة 82 ه. له ترجمة في تذكرة الحفاظ 1: 60، تهذيب التهذيب 4: 317 - 318. (3) حديث عبد الله بن مسعود رواه البخاري: الايمان 1: 19 عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. (4) سعد بن ابارهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو اسحاق. تابعي ثقة كثير الحديث، التاريخ الكبير: قسم 2 - ج 2: 52، الثقات 3: 89، تهذيب التهذيب 3: 402 - 404. (5) الامام التابعي أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري القرشي المدني، مات سنة 124 ه، جمع حديثه الامام أب عبد الله محمد بن يحيى بن خالد الذهلي المتوفى سنة 258 ه وسماه الزهريات. حلية الاولياء 3: 36، وفيات الاعيان 4: 177، تذكرد الحفاظ 1: 108، الوافي بالوفيات 5: 24. الاعلام. (*)
[ 57 ]
حدثنا موسى بن الحسن الكوفي، حدثنا عمرو بن سود، إخبرنا ابن وهب، حدثني يونس عن ابن شهاب، قال: إذا سرق الحديث، زيد فيه وحسن. حدثنا عبد الله بن محمد بن نصر، أخبرنا عبد الله بن ذكوان، حدثنا الوليد بن مسلم، ومروان، عن سلمة بن العباد - أبي مسلم الفزاري - حدثني من سمع الزهري، يقول: ما هذه الاحاديث التي ياتونا بها، ليست لها خطم ولا أزمة. حدثنا حمد بن أحمد بن حماد، أخبرنا أبو عمير، أخبرنا الوليد عن رجل، قال: سمعت الزهري، يقول: ما لا حاديثكم ليس لها أزمة ولا خطم - يعني الاساد. حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري، أخبرنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن النعمان بن راشد، قال: قال لي الزهري: عن من حدثتني حديث الجنب اغتسل فمات ؟ قلت: عن رجل من أهل الكوفة، قال: أفسدت، في حديث هل الكوفة دغل كثير.
محله في العلم الذي يجوز له إن يتكلم في الرجال أنبانا القاسم بنعبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو عبيد الله المخزومي، أخبرنا سفيان، عن عمرو، قال: ما رأيت أحدا أنص للحديث من الزهري. حدثنا ابن أبي داود، أخبرنا عبد الملك بن شعيب، أخبرنا ابن وهب، حدثني الليث قال: كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط، فنسيته. حدثنا محمد بن الربيع الحنوي، أخبرنا أبو عمر المقدمي، أخبرنا علي بن المديني، أخبرنا بهز بن أسد، عن وهيب قال: سمعت أيوب (1) يقول: ما رأيت أعلم من الزهري، قال: قلت ولا الحسن (2) ؟ قال: ما رأيت أعلم من الزهري. حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، حدثني موسى بن عيسى الحمصي، أخبرنا محمد بن زيد بن علي، أخبرنا أبي عن جعفر - يعني - بن برقان، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن عبد العزيز، قال: ما رأيت أحدا أحسن سوقا للحديث، إذا حديث، مثل الزهري. حدثنا إسحاق بن احمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: سمعت احمد بن حنبل يقول: الزهري احسن الناس حديثا، واحود الناس اسنادا.
(1) ايوب السختياني ستأتي ترجمته. (2) أي البصري. (*)
[ 58 ]
حدثنا احمد بن الحسين الصوفي، أخبرنا حسين بن مهدي، خبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مالك بن أنس، قال: مات يوم مات الزهري، وان كتبه حملت على البغال، ما لم يخرجها. حدثنا علي بن ابراهيم بن الهيثم، أخبرنا مالك بن عبد الله بن سيف، أخبرنا يحيى بن عبد اله، حدثني الليث، قال: قال ابن شهاب: ما صبر احد على العلم قط، صبري، ولا نشره أحد قط نشري، فاما عروة فبئر لاتكدره الدلاء، وأما ابن المسيب، فانتصب للناس فذهب اسمه [ كل ] مذهب.
قال: وحدثني الليث، قال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة ؟ ق لا: أما أعلمهم بقضايا النبي صلى الله عليه وسلم فابو بكر، وعمر، وعثمان، وأفقههم فقها، وأعلمهم بما مضى من أمر الناس، فابن المسيب، وأما أغزرهم حديثا، فعروة، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بحرا إلا فجرته. قال عراك، أما أعلمهم عندي جميعا فابن شهاب لانه قد جمع علمهم جميعا، الى علمه. أخبرنا محمد بن جعفر الامام، أخبرنا إسحاق بن ابراهيم المروزي، هو ابن أبي اسرائيل، قال: سمعت سفيان، يقول: قيل للزهري: لو جلست إلى سارية (1)، فقال لي: إذا فعلت ذلك، وطئ الناس عقبي، ولا ينبغي أن يقعد ذلك المقعد، إلا رجل زهد في الدنيا. حدثنا إحمد بن خالد الرازي، أخبرنا محمد بن يحيى، أخبرنا هرون بن معروف، قال: سمعت سفيان، يقول: مات الزهري يوم مات، وما أحد أعلم بالسنة منه. أنبانا أحمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة، أخبرنا الرياشي، أخبرنا العمي (2)، أخبرنا أبو يعقوب الخطابي، عن محمد بن شهاب، قال: الحديث ذكر، يحبه ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثوهم. أخبرنا محمد بن خلف، أخبرنا أبو عبد الله اليمامي، ح دثني للعتبي، أخبرنا سفيان بن عيينة، قال: قال الزهري: الحديث ذكر، يحبه ذكور الرجال، ويبغضه إناثهم. حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين الاهوازي، أخبرنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب، أخبرنا مرو بن عاصم، أأنبانا أبو بكر بن سلام، قال: قال لي الزهري: يا * (هاشم) * (1) أي من سواري المسجد النبوي في المدينة. (2) العمي هو زيد بن احواري القمي البصري قاضي هراة. قيل: سمي العمي لانه كان كلما سئل عن شئ قال: حتى اسال عمي، وقيل منسوب الى بني العم من تميم. تهذيب التهذيب 3: 351 - 352. ملاحظة: يقصد مات العلم يوم مات الزهري (المصحح) ملاحظة: انظر تهذيب التهذيب 6: 330 (المصحح) (*)
[ 59 ]
هذا يعجبك الحديث ؟ قلت: نعم، قال: أما انه كان يعجبه ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثيهم. أنبانا محمد بن خلف، أخبرنا محمد بن اسماعيل السلمي، أخبرنا الربيع بن روح، أخبرنا أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، قال: سمعت الزهري يقول: مكثت خمسة وأربعين سنة اختلف فيما بين الشام والحجاز ما سمعت أحدا يحدثني بحديث استظرفه. حدثنا محمد بن يحيى بن آدم، أخبرنا ابراهيم بن أبي داود، أخبرنا علي بن معبد، أخبرنا يزيد بن يزيد الهذلي، ع ن مكحول قال: إنما الزهري عندنا بمنزلة الجراب، يؤكل جوفه، ويقى طرفه. حدثنا احمد بن محمد بن عنبسة، حدثنا كثير بن عبد، أخبرنا بقية عن شعيب بن أبي حمزة، قال: قيل لمكحول: من أعلم من لقيت يا أبا عبد الله ؟ قال: ابن شهاب الزهري، قيل ثم من ؟ قال: ابن شهاب، قيل: ثم من ؟ قال: ابن شهاب. حدثنا حسين بن عبد الله بن يزيد، أخبرنا احمد بن أبي الحواري، أخبرنا الوليد قال: قال الاوزاعي عن الزهري: إنما يذهب العلم النسيان وقلة المذاكرة. حدثنا احمد بن الحسين الصوفي، أخبرنا أبو سعيد الاشج، أخبرنا يونس بن بكير، عن محمد بن اسحاق عن الزهري، قال: گن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العالم حتى يذهب علمه، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه، وهو أشد غوائله. حدثنا الحسين بن يوسف البندار، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا ابراهيم بن سعيد، حدثنا ابن عيينة قال:، قال أيوب ما علمت أحدا كان أعلم بحديث أهل المدينة بعد الزهري من يحيى ابن أبي كثير (1). اخبرنا القاسم بن عبد الله بن مهدي، أخ برنا حرملة، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن جعفر بن ربيعة، عن ابن شهاب قال: ليس بكذاب من درأ عن نفسه. و: ربيعة بن أبي عبد الرحمن. اخبرنا محمد بن بشر القزاز، أخبرنا أبو عمير، حدثنا ضمرة، عن رچاء بن جميل الايلي، قال:
سالت ربيعة عن حيث، فقال: ما علمت أني أروي. إني رأيت الرأي أيسر لعي من تبعة الحديث.
(1) يحيى بن أبي كثير، واسمه صالح بن المتوكل، أبو نصر اليمامي، تاابعي مات سند 129 ه. تذكرة الحفاظ 1: 127، تهذيب التهذيب 11: 235 - 237. * في المخطوط (شعبة) وهو خطا - وهو وبيعة بن ابي عبد الرحمن أبو عثمان المدني، ثقة فقيه مشهور. التقريب 1: 347. ملاحظة: الجملة ركيكة وفيها خطا تحوي ويجب أن تكون: أما إنه كان يحبه ذكور الرجال ويكرهه مؤنثوهم أو: أما إنه كان يمجيه ذكور الرجال، ويكره مؤنثيهم. (المصحح) (*)
[ 60 ]
و: أيوب بن ابي تميمة السختياني (1) انبانا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا حجاج بن الشاعر، أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد ابن زيد، قال: ذكر أيوب يوما رجلا، فقال: لم يكن مستقيم اللسان. انبانا زكريا الساجي، أنبانا أحمد بن محمد بن بكر فيما كتب إلي، أخبرنا أحمد بن ابراهيم، أخبرنا حماد بن زيد، قال: ذكر أيوب ثويرا (2) فقال: لم يكن مستقيم اللسان، وذكر آخر، فقال: كان يزيد في الرقم. حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، أخبرنا محمد بن الليث، حدثنا عبد الله بن عثمان قال: قال أبي: قال شعبة: كنت مع أيوب السختياني حتى أتى قريبا من باب شعبة، قال شعبة: حدثت أيوب بهذا الحديث: قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب، قال: فقال أيوب: هاتوا مثل هذا الاسناد، مثل هذا الحديث: قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله. حدثنا أحمد بن علي المديني، أخبرنا موسى بن النعمان، أخبرنا سعيد بن راشد، قال: جلس أبو حنيفة إلى أيوب، فقال: أبو حنيفة: حدثني سالم الافطس أن سعيد بن جبير لا يرى الارجاء. ومن فضائله: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا، أخبرنا حجاج بن النعمان، أخبرنا سعيد بن راشد قال: سمعت
الحسن (3) يقول: سيد شباب أهل البصرة أيوب. انبا أحمد بن علي بن الثنى، وحدثنا الهيثم بن خلف، قالا: حدثنا أحمد بن ابراهيم الموصلي، أخبرنا حماد بن زيد، عن أبي خشينة (4)، قال: حدثنا محمد بن سيرين يوما حديثا، فقلنا: يا أبا بكر من حدثك ؟ قال: حدثني أيوب السختياني، قال: عليك به. حدثنا علي بن أحمد بن مروان، أخبرنا أبو يوسف القلوسي، أخبرنا أبو همام قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ما بالعراق أحد يقدم على محمد بن سيرين وأيوب في زمانه، وهذا في زمانه. حدثنا علي بن أحمد بن مروان، أخبرنا أبو يوسف، أخبرنا أبو همام، أخبرنا حماد بن يحيى، قال: قال لي ابن أبي مليكة (5): تعرف أيوب ؟ قلت: نعم، قال: ما بالمشرق مثله.
(1) ايوب ابن أبي تميمة السختياني أبو بكر البصري تابعي تقدمت ترجمته يراجع تهذيب التهذيب 1: 348 - 349. (2) ثوير، هو ابن أبي فاختة أبو الجهم الكوفي، ضعيف، تهذيب التهذيب 2: 32 - 33 والمغني في الضعفاء 1: 124. (3) أي الحسن البصري. (4) أبو خشينة: هو حاجب بن عمر البصري الثقفي. تهذيب التهذيب 12: 93. (5) ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. تهذيب التهذيب 12: 334. (*)
[ 61 ]
حدثنا حسين بن يوسف البندار، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا محمد بن اسماعيل، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زياد، قال: كان ابن عون (1) يحدث، فإذا حدث عن أيوب بخلافه تركه، فاقول: قد سمعت، فيقول: إن أيوب كان أعلمنا بحديث محمد بن سيرين. حدثنا عبد اله بن محمد بن حسان بن مقتر، أخبرنا محمد بن أبان، أخبرنا عبد الوهاب (2) سمعت ابن عون يقول: عليكم بايوب فانه أعلم مني، قال: وسمعت يونس، يقول: عليكم بايوب فانه أعلم مني. اخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، أخبرنا عقبة بن كرم، أخبرنا أبو عاصم، عن الثوري قال: سمعت أيوب يقول: ليتني انقلت من هذا الامر كفاف.
اخبرنا العباس بن محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد، أخبرنا إسحاق بن فرات، أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب نحوه، وقال: العلم. اخبرنا زكريا الساجي، أخبرنا بندار، أخبرنا أبو الوليد، قال شعبة: أخبرنا أيوب سيد الفقهاء. حدثنا أحمد بن عامر بن عبد الواحد، حدثنا مؤمل بن اهاب، أخبرنا عبدالرزقا، عن معمر، قال: كان يحدثنا أيوب عن نافع وهو بالمدينة حي. حدثنا عبد الله بن محمد بن نصر، وعبد الله بن محمد بن سلم، قالا: ج دثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، قال: قال لنا ابن أبي أويس: سمعت مالكا يقول: لم يقدم علينا أحد من أهل العراق يشبه أيوب السختياني، قدم بلادنا فلم يسمع إلا ممن عندنا ثقة مامون، وقد كان غيره يقدم فيسمع ممن لا تجوز شهادتهم على حزمة كرات. فعلمنا أن علمه في الموضع الذي يعرف أنه نقي كما أنه في المضع الذي لا يعرف انه نقي. حدثنا محمد بن الحسن بن نجيب، أخبرنا الحسن بن الفضل، أخبرنا هيثم بن محمد الكوي الفقيه، إخبرنا حماد بن زيد، قال: كنت عند أبي هارون العبدي (3) فدخل أيوب فجلس عنده ساعة، ثم خرج، قال: فقال أبو هارون: ما أحسن هذا الفتى، من هو ؟ قالوا: هذا أيوب، قال: فقال له: يا أبا بكر كدت إن تخرج، ولا نعرفك، قال: فرجع أيوب فقعد عنده ساعة، وسلم عليه، قال: فرأيت أبا هارون يقبل يده.
(1) ابن عون: هو عبد الله بن عون الفقيه. تهذيب التهذيب 12: 329. (2) عبد الوهاب بن بخت الاهوي كان ممن روى عنهم أيوب، تهذيب التهذيب 6: 393 - 394. (3) عمارة بن جوين أبو هارون العبدي تابعي ضعيف توفي سنة 134 ه. تهذيب التهذيب 7: 361 - 362. (*)
[ 62 ]
حدثنا إسحاق بن ابراهيم بن يونس، أخبرنا أبو بكر الاثرم، أخبرنا أحمد، أخبرنا سفيان، قال: لم نر عراقيا أشبه أيوب في عمله، أو قال: في علمه.
حدثنا أحمد بن محمد بن عبيدة، قال: أخبرنا سليمان بن معبد المروزي، أخبرنا موسى بن اسماعيل، أخبرنا سلمان الحداد، قال: سمعت إباس بن معاوية يقول لايوب: مرحبا بك وبالسختيانيين كلهم مسلمهم وكافرهم، قال: قيل يا أبا واثلة، تقول هذا ؟ قال: إنما هي السمعة فراهبه. حدثنا أحمد بن محمد بن عبيدة، أخبرنا محمد بن اسماعيل، أخبرنا إسحاق الفروي، أخبرنا مالك، قال: كنا إذا دخلنا على أيوب السختياني فذكرنا له النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه، بكى حتى نرحمه، ونقول: ما رأينا أحدا أرق منه. سمعت قسطنطين بن عبد الله، مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين، قال: سمعت إسحاق بن ضيف، يقول: سمعت سليمان بن حرب، يقول: سمعت حماد بن زيد، يقول: الحمد لله الذي أكرمني بمجالسة أيوب. أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثني عبد العزيز بن سلام، حدثني ابن حمد، أخبرنا أبو تميلة، أخبرنا الحسين بن واقد، قال: ما رأيت أفقه أو أثبت - الشك مني - من أيوب السختياني. اخبرنا عبد الملك بن محمد، حدثنا عباس الدوري، أخبرنا سعيد بن عامر، أخبرنا وهيب عن أيوب أنه قال: إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل. حدثنا محمد بن صالح بن ذريح، أخبرنا أبو سعيد الاشج، أخبرنا أبو أسامة، عن حماد بن زيد، عن أيوب، قال: انه ليبغني ان الرجل من أهل السنة مات، فكانما أفقد بعض أعضائي. حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، أخبرنا خلف بن هشام، أخبرنا حماد بن زيد، فذكر نحوه. و: سليمان بن مهران الاعمش (1) أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي، أخبرني أحمد بن محمد بن بكر، فيا كتب إلي - أخبرنا محمد ابن خلف، قال: سمعت ضرار بن صرد، يقول: سمعت إبا بكر بن عياش يقول: كنا نسمي الاعمش سيد المحدثين، فكنا نمر به إذا انصر فنا من عند المشيخة، وكان يقول لنا: عند من كنتم اليوم ؟ فنقول: عند فلان، فيقول: جيد، ويقعد ثلثين ثم يقول: عند من كنتم اليوم ؟ فنقول: عند فلان، فيقول باصابعه، أي ما به باس، ويحرك أصابعه، فيقول: عند من كنتم اليوم ؟ فنقول: عند
(1) سليمان بن مهران المعروف بالاعمش الامام التابعي المشهور من كبار العلامء في الفقه والحديث، مات سنة 138 ه. له ترجمة في: تاريخ بغداد 9: 3، تذكرة الحفاظ 1: 145، الاعلام للزركلي. (*)
[ 63 ]
فلان، فيقول: باصابعه إلى فوق، طيار، فيقول: عند من كنتم ؟ فنقول: عند فلان، فيقول: طبل مخرق ليس له صوت. حدثنا صدقة بن منصور الحراني - أبو معمر، أخبرنا ابن نمير قال: سمعت الاعمش يقول: كان أصحابي أشرافا لا يكذبون، وصرنا مع قوم إن كان أحدهم ليحلف عشرين يمينا على قطعة سمك، إنها سمينة وهي مهزولة. حدثنا موسى نب العباس، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرنا عقبة، حدثني صدقة السمين، قال: دخلت الكوفة فلقيت بها الاعمش، فقال لي: ما جاء بك ؟ قال: قلت: جئت لاطلب الحديث، قال: والله لا تلقى بها إلا كذاب، حتى تخرج عنها. كتب إلي محمد بن الحسن بن علي بن بحر البري، أخبرنا أبو بكر بن نافع، أخبرنا سعيد بن الربيع، قال: قال شعبة: كنت إذا أتيت الكوفة يسالني الاعمش عن حديث قتادة، فقلت له يوما: حدثنا قتادة عن معاذة، قال: عن امرأة، اغرب اغرب. ومن اخباره وفضائله: انبانا محمد بن يوسف بن عاصم البخاري، أخبرنا مهنا بن يحيى، أخبرنا بقية، قال: قال لي شعبة: ما أشفاني أحد بالحديث، ما أشفاني إلا الاعمش. أخبرنا علي بن سعيد بن بشير، حدثني هارون بن حاتم، حدثنا رباح بن خالد، قال: سمعت شريك يقول: كنا ونحن شباب نقول: اذهبوا نتعلم العقل من الاعمش. اخبرنا عمر بن سنان، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، قال: قال عاصم الاحول: ليس أحد بالكوفة أعلم بحديث عبد الله (1) من الاعمش. حدثنا يوسف بن ابراهيم الطبري، حدثنا محمد بن اسماعيل، حدثنا أبو توبة، حدثنا عطاء بن
مسلم، عن الاعمش، قال: نسيت لابي صالح (2) ألف حديث. حدثنا أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا ابن قهزاد (3)، قال علي بن الحسين بن واقد: سمعت أبي يقول: سمعت الاعمش يقول: رويت اثني عشر ألف حديث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
(1) سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، انظر تاريخ بغداد 9: 10. (2) أبو صالح السمان ذكوان نقدمت ترجمته. (3) هو محمد بن عبد الله بن قهزاد. (*)
[ 64 ]
حدثنا علي بن الحسن بن هارون البلدي، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، حدثنا إسحاق ابن حجاج الرازي، عن جرير، عن بقية، قال: قلت للاعمش: إتيانك ذل، وتركك غبن، ولكن أنزلك بمنزلة دواء الشئ، من صبر عليه نفعه. حدثنا الحسين بن عبد الهه بن يزيد، حدثن سهل بن صالح، أخبرنا أبو داود، عن شعبة قال: قال لي الاعمش: يا شعبة أنت سئ الخلق، وأنا سئ الخلق. حدثنا علي بن الحسن القافلاني (1) حدثنا أحمد بن داود الايلي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة: رآني الاعمش وأنا أحدث قوما. فقال: ويلك يا شعبة، أتعلق اللؤلؤ في أعناق الخنازير ؟ أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الحسن بن حماد الوراق، أخبرني وهب بن بقية، عن أبي خالد الاحمر، عن سليمان الاعمش، قال: مر إبراهيم، قال: يا سليمان هذه دارك ؟ قلت: نعم، قال: ان هذه لدار رجل ما هو من القريتين عظيم. حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحيم، حدثنا علي بن الازهر بن عبد ربه، قال: سالت جرير قلت: من رأيت من المشايخ، من يستثنى في إيمانه ؟ قلت: الاعمش، قال: نعم. أخبرنا الحسين بن اسماعيل، أخبرنا علي بن حرب، حدثنا اسماعيل بن أبان، قال: قال عيسى ابن موسى لابن أبي ليلى: انظر رجالا من فقهاء الكوفة وأصدقائك لاصلهم، فبعث إلى رجلا من أهل الكوفة فيهم الاعمش، فاقبلوا قد لبسوا الثياب، فجعلوا يرفعون في المجلس على قدر الرواء، وجاء
الاعمش في هيئة بزيه، فجلس عند الباب بعيدا، فجعل عيسى يخاطب القوم على قدر هيئتهم، ولا يرفع بالاعمش رأسا، فاغتم الاعمش، فاراد أن يعرف عيسى موضعه، فصاح: يابن أبي ليلى (2)، يا محمد انظروا في حاجتنا، وإلا قمنا، فتعجب عيسى وقال لابن أبي ليلى: من هذا، يصوت بك باسمك ؟ قال: هذا استاذنا، وشيخنا سليمان الاعمش، قال: فما أقعده ثمة ؟ ارفعه إلينا، فجاء ابن أبي ليلى حتى أقعده فوق. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا أحمد بن محمد بن شبيب، أخبرنا زياد بن أيوب قال: سمعت هشيم يقول: ما رأيت أحدا أقرأ لكتاب الله من الاعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم إجابة هما سئل عنه من ابن شبرمة (3).
(1) كذا في المغني في الاسماء لابن طاهر الهندي ص 207. (2) ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. انظر تهذيب التهذيب. 5: 268 - 269. (3) عبد اله بن شبرمة بن حسان بن المنذر. انظر تهذيب التهذيب 9: 220 - 221. (*)
[ 65 ]
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن ميمون المؤدب، حدثا أبو الدرداء المروزي، حدثنا علي بن هاشم ابن مرزوق، حدثنا أبو معاوية عن الاعمش قال: كنت عند إبراهيم فحدث بستة أحاديث فحفظتها، وأتيت البيت، فقالت الجارية: يا مولاي ليس في البيت دقيق فنسيتهن. حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا يوسف القطان، حدثنا محمد بن عبيد قال: سمعت الاعمش قال: كنت أشتهي إذا رأيت الشيخ إن لم يكتب الحديث اشتهيت أن أصفع له. حدثنا محمد بن اسماعيل البصلاني أخبر أبو سعيد الاشج، أخبرنا ابراهيم بن حميد الرواسي قال: سمعت الاعمش يقول: لولا القرآن، والحديث، لكنت بقال من بقالة الكوفة أبيع * البصل. حثدنا أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا عبد الله بن سعيد الاشج، حدثنا حفص (1) عن الاعمش قال: كان يقال: من مات بالكوفة، مات مرابطا. حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا محمد بن عقبة، حدثني محمد بن أبي شبانة العجلي قال:
قدم موسى الاسواري من الكوفة، قالوا له: كيف رأيت الاعمش ؟ قال: رشناه ولشناه بدخين بدخوه، يقول قبيح سقيع سئ خلق، قبيح الوجه. و: أبو حصين عثمان بن عاصم الاسدي (2) أنبانا زكريا بن يحيى الساجي، أخبرنا عبد القدوس بن محمد، حدثنا سليمان بن داود، عن أبي بكر بن عياش، قال: سمعت أبا حصين يقول: لم نكن نعرف الكذابين حتى قدم علينا أبو إسحاق الهمداني (3) من خراسان، يريد انه حدث عنه. جلالته ومحله وحفظه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: سمعت الحارث بن سريج النقال، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لا ترى حافظ يختلف على أبي حصين.
(*) في الاصل كلمة غير مقروءة. (1) حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن تعلبة النخعي الكوفي قاضي الكوفة وبغداد، تهذيب الدهيب 2: 357 - 359. (2) عثمان بن عاصم بن حصين، ويقال زيد بن كثير بن زيد بن مرة أبو حصين الادي الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، وفي أتباع التابعين، تهذيب التهذيب 7: 116 - 117. (3) هو عمرو بن عبد الله الهمداني أبو اسحاق السبيعي والسبيع من همدان، ثقة، وقال العجلي: تابعي مسات سنة 126، تهذيب التهذيب 8: 56 - 59. (*)
[ 66 ]
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا إبراهيم بن سعيد، أخبرنا أبو أسامة، عن مالك بن مغول، عن الشعبي، قال: ما أنا بعالم، ولا أخالف عالما، وان أبا حصين لرجل صالح. سمعت كثير بن أحمد بن أبي هاشم الرفاعي، يقول: أخبرنا أبو سعيد الاشج، قال: قدم جرير ابن عبد الحميد من مكة، فاجتمع عليه أربعة آلاف، فقلت لابي بكر بن عياش، مجلس ما رأيته لاحد بالكوفة، فقال لي: غدا أخرج من مشايخي رجلا فلا يجتمع عليه رجلين ص، فاخرج من الغد
نسخة أبي حصين فما رأيت عند جرير أحدا.
ص: كذا في المخطوطة لا والصحيح: رجلان. (*)
[ 67 ]
ذكر تابعي التابعين من الائمة الذين يسمع قولهم في الرجال إذ هم أهل ذلك حدثنا محمد بن محمد سليمان لا باغندي من حفظه، أخبرنا عمرو بن علي، أخبرنا يحيى ابن سعيد القطان، قال: سالت لا اوزاعي، وسفيان، ومالك - وأظنه قال: - وشعبة عن الرجل يهم في الحديث ؟ فقالوا: بين بين. أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا الحجاج بن الشاعر، حدثنا عفان، حدثنا يحيى ابن سعيد، قال: سالت سفيان بن سعيد، وشعبة، ومالك، وابن عيينة، عن الرجل يتهم أولا يحفظ ؟ قالوا جميعا: بين أمره. حدثنا ابن أبي الحضرون، حدثنا أبو موسى (1)، أخبرنا عفان (2) نحوه. سمعت الحسن بن عثمان التستري يقول: أئمة الناس في زمانهم أربعة، حماد بن زيد بالبصرة، وسفيان بالكوفة، ومالك بن أنس بالحجاز، والاوزاعي بالشام. حدثنا محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا يزيد بن الهيثم، أخبرنا بشار الخفاف، قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: الائمة ممن أدركنا أربعة: الاوزاعي، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس. حدثنا يوسف بن الحجاج، أخبرنا أبو زرعة الدمشقي، قال: سمعت با مهر يسال عن رجل، يغلط، ويتهم، ويصحف ؟ قال: بين أمره، قلت له: أترى ذلك من الفتنة ؟ قال: لا. شعبة بن الحجاج (3) حدثنا الحسن بن علي بن زكريا، أخبرنا إبراهيم بن سليمان السلمي، قال: سمعت شعبة، يقول: لا تكتبوا عن الفقراء شيئا، فانهم يكذبون لكم. حدثنا محمد بن منير، أخبرنا أبو قلابة، حدثنا أبو صفوان القديري نصر بن قدير بن نصر بن يسار
الليثي، قال أبو عمرو بن حميد الشغافي: الاشراف لا يكذبون.
(1) أبو موسى هارون الحمال. (2) عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار أبو عثمان البصري، تهذيب التهذيب 7: 205 - 209. (3) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الازدي أبو بسطام الواسطي البصري، مولى الازد، قال عنه الثوري: شعبة أمير المؤمنين في الحديث، وهو حافظ ثقة عابد زاهد، مات سنة 106 ه وسمع من أربعمائة من التابعين. تاريخ بغداد 9: 255. تهذيب التهذيب 4: 297 - 303. (*)
[ 68 ]
حدثنا علي بن أحمد بن مروان، أخبرنا محمد بن يونس، أخبرنا محمد بن سنان العوفي، أخبرنا إسماعيل بن علية قال: قال لي شعبة: اكتب عن زياد بن مخراق، فانه موسر، ولكن لا يكذب. حدثنا أحمد بن محمد بن شبيب، حدثنا أحمد بن أسد، أبو جعفر، قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: سمعت شعبة يقول: ولو حابيت أحدا حابيت هشام بن حسان (1)، كان ختني، ولكن لم يكن يحفظ. حدثنا عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي، حدثنا أبو معاوية بن صالح أبو عبيد الله، حدثني أبو الوليد، قال: سمعت شعبة يقول: لان أخر من السماء أحب إلي من أن أقول: زعم فلان، ولم أسمع منه. أخبرنا الحسن بن عثمان التستري، أخبرنا سلمة بن شبيب، قال: سمعت شعبة يقول: أبو هريرة كان يدلس (2). حدثنا علي بن الحسن بن عبد الرحيم، أخبرنا أحمد بن الحسن الترمذي، أخبرنا نصر أبو الفتح، قال: سمعت ابن علية، قال: قال شعبة: لا يجئ الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ. حدثنا محمد بن يوسف بن عاصم، أخبرنا يعقوب الدورقي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: سمعت شعبة يقول: كنت أنظر إلى فم قتادة، فإذا قال: حدثنا، كتبت، وإذا
قال: حدثت، لم أكتبه. حدثنا محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا أبو قلابة، قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: شعبة أعلم الناس بحديث قتادة، ما سمع منه، وما لم يسمع منه، وهشام أحفظ، وسعيد أكثر. حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن العراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة، حدثني أحمد بن أبي الطيب، عن ابن قعنب قال: سمعت مالكا يقول: قلت لسفيان الثوري: لا تكتب عن رجال فيهم بعض ما فيهم، فغضب، قال: فقال شعبة: لا تأخذوا عن سفيان الثوري، إلا عن رجل تعرفون، فانه لا يبالي عمن حصل الحديث.
(1) هشام بن حسان أبو عبد الله القردوسي، صاحب الحسن وابن سيرين، ثقة امام، كبير الشان اخرج حديثه الائمة الستة، مات سنة 148 ه. تهذيب التهذب 11: 32 - 35، والكامل 4: 183 الاعلام للزركلي، والختن هو الصهر والنسيب. (2) يريد به ارسال أبي هريرة عن الصحابة من غير ذكر اسمائهم، لا التدليس العروف في المصطلح، ومرسل الصحابة مقبلو لانهم ثقات عدول. (*)
[ 69 ]
حدثنا محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا أبو قلابة، حدثني محسن بن عند ر عن أبيه، قال: جاء عبد الرحمن بن مهدي إلى شعبة، فقال: اكتب لي إلى سفيان، فاني أريد أن أخرج إليه، فقال له شعبة: اني أخفا أن يحدثك بما لم يسمع - يعني يدلس. اخبرنا زكريا الساجي، حدثنا أحمد بن محمد البغدادي، أخبرنا محمد بن سعيد، أخبرنا النضر ابن شميل، سمعت شعبة يقول: تعالوا حتى نغتاب في الله. أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا أبو بكر الاعين، وأخبرنا أحمد بن موسى بن العراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة قالا: حدثنا يحى بن أيوب قال: سمعت أسود بن سالم يقول: سمعت هشيما يقول: كنا ندع مجالسة شعبة، لانه كان يدخلنا في الغيبة. أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثني عبد العزيز بن سلام قال: سمعت أبا عبد الله العصار يقول:
سمعت يزيد بن هارون يقول: لو رأيتم شعبة لم تكتبوا عنه، كان غيابا، حتى كان يقول ابن مسعود، كان حلافا. حدثنا أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي، أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، أخبرنا شبانة، قال: سمعت شعبة يقول: إذا رأيتموني أتنحنح في الحديث، فاعلموا أنه عندي في كتاب، فانا أتطلع للكتاب، فلا أفلح فيه أبدا. أخبنا محمد بن جعفر الامام، والهيثم بن خلف، ومحمد بن الحسين بن مكرم، قالوا: أخبرنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، أخبرنا شعبة قال: حدثني الحكم بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب، بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو حدثتكم به لترقصتم كلكم، واله لا تسمعونه مني أبدا. قال الشيخ: وأظن، ابن مكرم قال: لترقصتم كلكم. حدثنا أحمد بن يحييى بن زهير، أخبرنا معمر بن سهل، قال: سمعت أبا الوليد يقول: كنت إذا أخرجت شعبة من الحديث، كان شرطي. شدة حرص شعبة وحسده في العلم حدثنا عبد الله بن جعفر بن أعين، أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أخبرنا محمد بن جابر، قال: قدمت البصرة فأتاني شعبة بن الحجاج، فسألني، فحدثته بحديث يس بن طلق، في مس الذكر. فقال أسالك بالله لا تحدث بهذا الحديث ما كنت بالبصرة. (*)
[ 70 ]
حدثنا الحسين بن يوسف بن البندار، قال. سمعت أبا عيسى الترمذي، يقلو: روى المومل هذا الحديث عن شعبة، يعني عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته " (1)، فقال شعبة:، لوددت أن عبد الله بن دينار أذن، حتى كنت أقوم إليه، فاقبل رأسه. حدثنا يحيى بن زكريا بن حيوة، أخبرنا أيوب بن إسحاق بن سافري، أخبرنا إبراهيم بن الحجاج ابن بنت أبان بن أبي عياش، قال: مر أبو عوانة (2) على شعبة وهو عند عمرو بن مرد (3)،
وكان لعمرو وفرة، فقال أو عوانة: من هذا الشيخ ؟ فقال: شيخ يروي أبيات للحطيئة، فلما مات عمرو قال شعبة لابي عوانة: يا وضاح ذلك الشيخ الذي رأيتني عنده هو عمرو بن مرة. أخبرنا ابن مكرم، أخبرنا العباس بن محد، قال: سمعت قراد يقول: سمعت شعبة يقول: من طلب الحديث أفلس، لقد أفلست، حتى بعت طستا لامي بسبعة دنانير. حدثنا أحمد بن حفص السعدي، أخبرنا أبو بكر الامين، وأحمد بن آدم قالا: حدثنا عبد الرحمن ابن يونس، مستملي ابن عيينة، أخبرنا ابن عيينة، قال: سمعت شعبة يقول: من طلب الحديث أفلس. لقد أفلست حتى بعت طستا لامي بسبعة دنانير. حدثثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، أخبرنا أبي، أخبرنا علي بن عاصم قال: جاء شعبة إلى خالد الحذاء (4) فقال: يا أبا منازل عندي حديث، حدثني به. وكان خالد عليل فقال له: أنا وجع فقال: إنما هو واحد، فحدثه به، فلما فرغ قال: مت إذا شئت. مسامحته في الرجال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن ميمون المؤدب، أخبرنا محمد بن منصور، أخبرنا حمزة بن زياد الطوسي قال: كان شعبة الثغ، وكان شيعيا، وكان يقول: ويه ويه لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة. كتب إلي محمد بن أيوب، أنبانا يحيى بن معين، أنبانا جرير، قال: لما ورد شعبة البصرة،
(1) حديث ابن عمر رواه الشيخان: البخاري في كتاب الفتن 3: 192، ومسلم 2: 145. (2) أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي حافظ ثقة 7 تاريخ بغداد 13: 460 الاعلام للزركلي. (3) عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي المرادي أبو عبد الله الكوفي الاعمى ثقة مات 188 ه، وكان له وفرة أي كان طويل الشعر، تهذيب التهذيب 8: 89 - 90. (4) خالد بن مهران الحذاء أبو المنازل البصري ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 142، تهذيب التهذيب 3: 104 - 195. (*)
[ 71 ]
قالوا: حدثنا عن ثقات أصحابك، قال: ان حدثتكم عن ثقات أصحابي، فانما أحدثكم عن نفر يسير، من هذه الشيعة: الحكم بن عتيبة (1) وسلمة بن كهيل (2) وحبيب بن أبي ثابت (3) ومنصور (4). أخبرنا الحسن بن عثمان، حدثنا عبد الرحمن بن عمروية قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: اختلفوا يوما عند شعبة، فقالوا: يا أبا بسطام، اجعل بيننا وبينك حكما. فقال: قد رضيت بالاحول - يعني يحيى بن سعيد القطان - فما برحنا حتى جاء يحيى فتحاكموا إليه فقضى على شبعة، فقال شعبة: يا أحول من يطيق نقدك، أو من له مثل نقدك. سمعت علي بن الحسين بن عبد الرحيم يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا داود عبد الصمد يقول: أدرك شعبة من أصحاب ابن عمر نيفا وخمسين رجلا. من سلم لشعبة مع الائمة كلامه في الرجال لمعرفته بهم حدثنا الحسين بن محمد الضحاك، وإبراهيم بن اسماعيل بن الفرج، وأحمد بن علي المداثني قالوا: أخبرنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا محمد بن حفص بن عمر بن الخطاب بن زياد بن الحارث العمري عن مواليهم قال: سمعت عبد الله بن اديس يقول، كان شعبة قبان المحدثين، زاد ابن الفرج: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما لزمت غيره. حدثنا علي بن ابراهيم بن الهيثم، ومحمد بن جعفر بن يزيد، قالا: أخبرنا علي بن سهل بن المغيرة، أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، قال: قال لنا أيوب: الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط يقال له شعبة، هو فارس الحديث، فإذا قدم فخذوا عنه، قال حماد: فلما قدم شعبة أخذنا عنه. حدثنا محمد بن أحمد بنحماد، حدثني عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: كان شعبة أمة وحده في هذا الشان - يعني في الرجال - ونظره في الحديث، وتثبته وتنقيته الرجال. حدثنا الحسين بن عبد الله بن زيد، حدثنا سهل بن صالح، حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة قال: قال لي سفيان الثوري: يا شعبة أنت أمير المؤمنين في الحديث.
(1) الحكم بن عتيبة الكندي ثقة ثبت فقيه، تهذيب التهذيب 2: 372 - 373، مات سنة 115 ه. (2) سلمة بن كهيل الحضرمي أبو يحيى الكوفي ثقة، تقريب التهذيب 1: 318.
(3) حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار الاسدي تابعي ثقة ماتسنة 119، طبقات ابن سعد 6: 223. تقريب التهذيب 1: 148. (4) منصور بن المعتمر السلمي أبو عتاب الكوفي حافظ ثقة، تهذيب التهذيب 10: 277 - 279. (*)
[ 72 ]
حدثا الحسين بن يوسف، حدثنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا محمد بن اسماعيل، حدثنا عبد الله ابن أبي الاسود، حدثنا ابن مهدي، قال سمعت سفيان يقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث. حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد، حدثنا سهل بن صالح، حدثنا أبو داود، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، أخبرنا محمد بن يحيى قال: سمعت أا قتيبة يقول: قدمت الكوفة فاتيت سفيان الثوري فقال: من أين أنت ؟ قلت: من أهل البصرة، قال: ما فعل استاذنا شعبة ؟ حدثنا محمد بن يحيى بن نصر، حدثنا غندر أحمد بن آدم، حدثنا حسن بن عيسى مولى ابن المبارك، قال: سمعت ابن المبارك يقول: كنت عند سفيان إذ جاءه موت شعبة، فقال: مات الحديث. حدثنا محمد بن يحيى بن نصر، حدثنا محمد بن بندار السباك، قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي، يقلو: اجمع شعبة إلى من شئت من الرجال، فانه هو المغلوب. حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، حدثنا الميموني قال: قال أبو الوليد: قلت ليحيى القطان: رأيت أحسن حديثا من شعب ؟ قال: لا. حدثنا أحمد بن علي بن بحر، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثني محمد بن عبد الرحمن العنبري، قال: سمعت يحيى القطان، يقول - وساله رجل -: من أحسن الناس ممن رأيت حديثا ؟ قال شعبة. حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، أخبرنا محمد بن ادريس - وراق الحميدي - أخبرنا سليمان بن حرب قال: زعم وهب بن جرير (1) أن رجلا جاء إلى شعبة فسأله عن حديث، من حديث أيوب، فقال له: يا مجنون تسألني عن حديث أيوب، وحماد إلى جنبك ؟ كتب إلي محمد بن الحسن بن علي بن بحر، أخبرنا عمرو بن علي، قل: سمعت رجلا من أصحابنا،
يقال له جماهر، سال يحيى عن حديث، فقال يحيى: هو عن شعبة وسفيان، فايهما أحب اليك ؟ قال: سفيان، قال: لم، لم. حدثنا الحسين بن يوسف الفربري، حدثنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا عبد القدوس، عن علي بن عبد الله، سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ليس أحد أحب إلي من شعبة، ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه سفيان، أخذت بقول سفيان، قلت ليحيى: أيهما كان أحفظ للاحاديث الطوال سفيان أو شعبة ؟ قال: كان شعبة أمهر فيها. قال يحيى: وكان شعبة أعلم بالرجال، فلان عن فلان، وكان سفيان صاحب أثواب.
(1) وهب بن جرير بن حازم الازدي أبو العباس البصري من الحفاظ مات سنة 206 ه. تهذيب التهذيب 11: 141 - 142. (*)
[ 73 ]
حدثنا الحسين بن يوسف، حدثنا أبو عيسى، حدثنا عبد القدوس، حدثني أبو الوليد، قال: سمعت حماد ابن زيد يقول: ما خالفني شعبة في حديث إلا تركته. وحدثني أبو الوليد قال: قال لي حماد بن سلمة: إذا أردت الحديث فعليك بشعبة. حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي، أخبرنا محمد بن يحيى، أخبرنا علي بن عبد الله: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ن شعبة كان من أهل الحظ والصدق، ولم يكن ممن يريد الباطل. اخبرنا إسحاق بن ابراهيم بن يونس، أخبرنا الزعفراني، قال: سمعت أحمد بن حنبل، يسال عفان (1): أيما إقل خطا: شعبة أو سفيان ؟ فقال، شعبة بكثير. حدثنا عبد الله بن محمد بن يونس الشهابي، أخبرنا حويرثة بن محمد، أخبرنا حماد بن مسعدة، قال: قلت لابن عون (2): مالك لا تحدث عن فلان ولقد لقيته ؟ قال: إن أبا بسطام (3) يتركه. حدثنا أبو عروبة الحراني، حدثنا محمد بن معدان، حدثنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا عيسى يعني ابن يونس (4) قال: قال لي شعبة، لم يسمع جدك من الحارث إلا أربع أحاديث، فقلت له: من أين علمت ؟ قال: هو قال لي.
حدثنا أبو عروبة، ويحيى بن صاعد قالا: أخبرنا سرار، أخبرنا أمية بن خالد، أخبرنا شعبة قال: كنت عند أبي اسحاق (5) فقال رجل لابي اسحاق: ان شعبة يقول: انك لم تسمع من علقمة (6) شئ، فقال: صدق. حدثنا أحمد بن علي المطيري، أخبنرا عبد الله بن الدورقي، حدثني محمد بن العنبري، حدثني أمية نحوه. حدثنا عمران بن موسى السختياني، أخبرنا سلمة بنشبيب، خبرنا حجاج، قال: سمعت شعبة يقول: لم يسمع أو عبد الرحمن من علي، ولا من عثمان.
(1) عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي أبو عثمان الصفار البصري، ثقة ثبت، تقريب التهذيب 2: 25. تهذيب التهذيب 7: 205 - 209. (2) جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخرزومي أبو عون الكوفي، ثقة، مات سنة 206 ه، تهذيب التهذيب 2: 86. (3) أي شعبة بن الحجاج. (4) عيسى بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي كوفي نزل الشام موابطا، ثقة مامون، مات سنة 187 ه. تهذيب التهذيب 8: 212 - 215. (5) هو عمر بن عبد الله الهمداني أبو اسحاق السبيعي تقدمت ترجمته. (6) هو علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل ويقال ابن المنتشر بن التخع الكوفي روى عن عمر وعثمان وعلي مات سنة 62 على رأي ابن معين وقيل غير ذلك. تهذيب التهذيب 8: 244 - 246. (*)
[ 74 ]
حدثنا محمد بن منير المطيري، حدثنا عمر بن شبة، أخبرنا يزيد بن يحيى الانماطي، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن أبي أو في قال: كان النبي إذا أتاه قوم بصدقتهم. فذكر الحديث. قال شعبة: فسمعت حجاج بن ارطاة يحدث عن عمرو بن مرة، فقلت له: سمعته من عمرو بن مرة ؟ فقال: إذا حدثني به ثقة مثلك لم أبال أن لا أسمعه.
أخبرنا أحمد بن الحسين الصوفي، حدثني بسطام أخو عارم - أملاه علي - أخبرنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، أخبرنا شعبة عن سماك، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: " قلت يا رسول الله إن أبي كان يقري الضعيف، ويصل الرحم، ويفعل كذا، ويفعل كذا، قال: [ إن أباك أراد أمرا فادركه ] ". قال عبد الملك: فرأيت شعبة، فقد نفسه، ثم قال: وأنا أردت أمرا فادركته. كتب إلي محمد بن أيوب الرازي، أخبرني حفص بن عمر قال: سمعت إبا داود يقول: رأيت رجلا يقول لشعبة: قل حدثني أو أخبرني، فقال له شعبة: فقدتك، وعدمتك، وهل جاء أحد قبلي ؟ حدثنا علي بن اسحاق بن رداء الطبراني، أخبرنا محمد بن زيد المستملي، أخبرنا اسحاق بن حليم، قال: وقال يحيى القطان: قال شعبة: ذاكرت قتادة بحديث، فقال: كانك ثقلع الصخر. حذثني محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا أبو قلابة، حدثني سليمان بن داود، حدثني أبو داود الطيالي، قال: سمعت شعبة يقول لعبد الله بن عمر: أذهب فقد رأستك على أصحاب الحديث. حدثنا إحمد بن الحسين الصوفي، أخبرنا الجراح بن مخلد، أخبرنا أبو داود، أخبرنا شعبة 7 عن عدي ن ثابت، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، قال: قلت له في السحور، أي ساعة هو ؟ قال: هو النهار غير أن الشمس لم تطلع، قال شعبة: جاء بالطامة الكبرى، رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم. تعب شعبة في الحديث وأخذه عمن يتقي كيفيته، وزهده وأده وغير ذلك أخبرنا محمد بن الحسين بن مركم، حدثنا محمد بن يزيد الاسقاطي، أخبرنا أبو داود الطيالسي قال: قيل للحجاج بن ارطاة (1): من رأيت أتعب الناس في الحديث ؟ قال: ذا البائس شعبة. أخبرنا الحسن بن عثمان، والقاسم بن يحيى بن نصر، وزكريا الساجي: قالوا: أخبرنا سلمة ن شبيب قال: سمعت الحسين بن الوليد، يقول: سمعت شعبة يقول: كم عصيدة فاتتني. وقال الساجي: كم من عصيدة جيدة فاتتني.
(1) الحجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة النخعي الكوفي القاضي، مات سنة 145 ه. تهذيب التهذيب 2: 172 - 174. (*)
[ 75 ]
سمعت الفضل بن الحباب يقول: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: سمعت شعبة يقول: إن هذا
الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون ؟ حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الذهبي البلخي، أخبرنا يعقوب بن ابراهيم قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت شعبة يقول: ان هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون ؟ حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، أخبرنا أبو الازهر، أخبرنا يزيد بن حباب، عن أبي خالد الاحمر، قال: كنا عند شعبة يوما، قال: مجالسة اليهود والنصارى خير من مجالستكم، إنكم لتصدون عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون ؟ حدثنا موسى بن العباس، أخبرنا أيوب بن سافري، قلا 6 سمعت محمد بن المنهال يقول: سمعت يزيد بن زريع يقول: سمعت شعبة يقول: من كانت عنده أربعة أحاديث، فانا خادمه. حدثنا جعفر بن أحمد بن بهمرد التستري، أخبرنا معمر بن سهل، أخبرنا أبو داود، سمعت شعبة يقول: ما من حديث، إلا وقد اختلفت إليه غير مرة. حدثنا الحسين بن يوسف، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا عبد بن حميد، أخبرنا أبو داود، قال: قال شعبة: ما رويت عن رجل حديثا واحدا إلا اثبته أكثر من مرة، والذي رويت عنه عشر أحاديث الثتبه أكثر من عشر مرات، والذي رويت عنه خمسين حديثا اثبته أكثر من خمسين مرة، والذي رويت عنه مئة حديث اثبته أكث من مئة مرة إلا حيان البارقي (1) فاني سمعت منه هذه الاحاديث ثم عدت إليه فوجدته قد مات. حدثنا محمد بن صالح بن ذريح، أخبرنا عصام بن الحكم أبو عصمة العكبري، أخبرني أبو عبد اله القلانسي، عن علي بن عاصم قال: ذاكرت شعة حديثا فقال: دلني على صاحبه، فقلت بالغداة، فقال: لا، الساعة، لا أدري ما يكون غدوه. اخبرنا محمد بن جعفر الامام، أخبرنا مؤمل بن شهاب، قال: سمعت أبا داود (2) يقول: سمعت شعبة يقول: ليس جاءهم جابر به، جءهم بالشعبي، لولا الشعر لجئناهم بالشعبي.
(1) حيان بن أياس البارقي الازدي، عن ابن عمر. وعنه شعبة، وثقه ابن حبان. الثقات 3: 48، تعجيل
المنفعة 110. (2) أبو داود الطيالسي ممن روى عن شعبة. (*)
[ 76 ]
حدثنا صدقة بن منصور الحراني، أخبرنا أبو معمر، أخبرنا سفيان قال: رأيت شعبة في صحراء عبد القيس، فقلت: اين تريد ؟ قال: الاسود بن قيس أستثبته أحاديث سمعتها منه. حدثنا عبد الرحمن بن محمد القرشي، أخبرنا محمد بن رجاء السندي، أخبرنا النضر بن شميل، قال سمعت شعبة يقول: شك ابن عون، أحب إلي من يقين غيره. أخبرنا جعفر بن محمد بن الليث الزيادي، قال سمعت أبا الوليد يقول: قومت حمار شعبة وثيابه دينارين. حدثنا جعفر بن أحمد بهمرد، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، قال: سمعت جدي غير مرة يقول: كان شعبة، ثيابه وحماره وسرجه لا يسوى دينارين ودانقين، كان ربما حرك ذراعيه، فخرج مثل الجص. حدثنا عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري بمكة على الصفا، أخبرنا أحمد بن الخليل وعباس الدوري، قالا: أخبرنا قراد قال: سمعت شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا، فهو خل وبقل. حدثنا جعفر بن أحمد بن بهمرد، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قال: سمعت جدي يقلو: جاء رجل إلى شعبة فسأله عن حديث اوس بن ضمعج، وعن حديث أبي عون عن ابن أبي ليلى: إن ناسا من الانصار سافروا فارملوا، وعن حديث عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة، قال: دخلت أنا ورجل من بني أسد على علي، الحديث، فحدثه ثم ولى الرجل، فقال شعبة: ما يبالي هذا متى مت. حدثنا جعفر بن أحمد بن بهمرد، والحسن بن علي بن زفر، ومحمد بن أحمد بن الحسين الاهوازي، قالوا: أخبرنا أبو الاشعث، أخبرنا سعيد بن الربيع، أخبرنا شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وهبته " قال شعبة: وهذا الحديث ثلث رأس مالي.
حدثنا الحسن بن علي بن زفر، وممحمد بن أحمد بن الحسين الاهوازي قالا: أخبرنا أبو الاشعث، أخبرنا أبو سعيد بن الربيع، أخبرنا شعبة، عن اسماعيل بن رجاء عن اوس بن ضمعج عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه سويم، قال: [ يؤم القوم أقرؤهم (1) ].. فذكره، قال شعبة: وهذا الحديث ثلث رأس مالي.
(1) حديث يؤم القوم.. راجع المعجم المفهرس 1: 86 واوس بن ضمعج راوي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كوفي حضر مي ويقال نخعي. ثقة مات سنة 74 ه، تهذيب التهذيب 1: 335. (*)
[ 77 ]
حدثنا الحسن بن علي بن زفر، ومحمد بن أحمد بن الحسين الاهوازي، قالا: أخبرنا أبو الاشعث، أخبرنا سعيد بن الربيع، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحجبه عن قراءة القرآن غير الجنابة " (1)، قال شعبة: وهذا الحديث ثلث رأس مالي، أخبرنا موسى بن العباس، أخبرنا ابن وارة قال: سمعت أبا الوليد، يقول: سال رجل شعبة عن حديث، فقال شعبة: لا، ولا نصف نصف حديث. أخبرنا موسى بن العباس، أنبانا ابن وارة، قال: سمعت أبا الوليد يقول: رأيت سيدا أهل البصرة جاءا إلى شعبة: يزيد بن زريع، وعبد الله بن عثمان، فسالا عن حديث صفوان بن عسال، فحدثهما به، ولولاهما ما سمعته. أخبرنا موسى بن العباس، أخبرنا ابن وارة قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت شعبة يقول: حدثنا مزاحم بن زفر (2)، وكان خير الرجال. قال: وسمعته يقول، أخبرنا علي بن زيد بن جدعان، وكان رفاعا. حدثنا محمد بن جفر المطيري، أخبرنا محمد بن عبد الملك، سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول، وذكر شعبة، أو ذكر عنده، فقال: شعبة يقول: حدثنا مزاحم بن زفر وكان كخير الرجال، وسمعته يقول: أخبرنا أيوب وكان سيد الفقهاء. حدثنا محمد بن الربيع بن منصور الاسفراييني، أخبرنا أبو عبد الله مولى بني هاشم قال: سمعت
شبابة (3) يقول: كان شعبة إذا حدث عن نعيم بن حكيم (4) بدأ بهذا، قال: حدثنا نعيم عن أبي مريم، قال: شهدت عليا، وسئل عن الوتر، إن رجلا نام عن الوتر، حتى أصبح أو نسي، فقال علي، يصلي إذا أصبح، إو متى ذكر، قال شبابة، وكان حديث نعيم بن حكيم ثلاثة عشر حديثا يرويها شعبة، فدم نعيم المدائن، فقال لي أصحابنا: اذهب إلى نعيم صاحب شعبة فاسمع منه، فاتيت نعيما، فسألته عنها، وخرج نعيم، فاتيت شعبة، فقلت له: يا أبا بسطام، حدثنا نعيم بكذا، فقال: وأين لقيت نعيم ؟ قلت: قدم فسمعت منه، وكان فيه حسد.
(1) راجع سنن أبي داود 1: 99. وابن ماجة 2: 295، والترمذي 1: 373. (2) مزاحم بن زفر بن الحارث الضبي ثقة، تهذيب التهذيب 10: 91. (3) شبابة بن سوار الفزاري مولاهم أبو عمرو المدائني قيل اسمه مروان كان ممن روى عن شعبة بن الحجاج وكان يرى الارجاء - ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 4: 264 - 26. (4) نعيم بن حكيم المدائني مات سنة 148 ه، تهذيب التهذيب 10: 408 - 413. (*)
[ 78 ]
حدثنا محمد بن الحسن النحاس، أخبرنا القامس بن محمد بن عباد، حدثني أبو عاصم، قال: سمعت شعبة يقول: لم يفقه رجل طلب الحديث على دابة. أخبرنا عبد الملك بن محمد، أخبرنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، حدثني حماد الخياط قال: قال شعبة: ما لقي ابراهيم (1) أبا عبد الله الجدلي (2). أخبرنا عبد الملك بن محد، أخبرنا صالح بن أحمد، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى قال: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد، حديث الطير: ان ابن عمر رأى قوما نصبوا طيرا يرمونه، قال شعبة: هذا الحديث حديث المنهال، وحدث به أبو الربيع السمان عن أبي بشر فانكره شعبة، فقال له هشيم (3) أنا سمعته من أبي بشر، ايش ينكر عليه. حدثنا محمد بن خلف، أخبرنا يوسف بن موسى قال: سمعت أبا الوليد يقول: قال حماد بن زيد: إذا خالفني شعبة في الحديث تبعته، قال: قلت له ولم يا أبا اسماعيل ؟ قال: ان شعبة كان
يسمع ويعيد ويبدي، وكنت أنا أسمع مرة واحدة. حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، أخبرنا محمد بن ادريس - يعني وراق الحميدي - أخبرنا سليمان بن حرب، قال: زعم وهب بن جرر أن رجلا جاء إلى شعبة فسأله عن حديث من حديث أيوب، فقال له: يا مجنون تسألني عن حديث أيوب ؟ وحماد إلى جنبك. حدثنا يوسف بن ابراهيم بن نصر، أخبرنا جعفر بن شاكر، أخبرنا عابس الازرق، أخبرنا أبو الربيع السمان قال: لقيت شعبة فقال: يا ابا الربيع: لزمت السوق فافلحت وأنجحت، ولزمت الحديث فافلست. حدثنا أحمد بن عبد الرحمن أبو الفوارس الحراني، أخبرنا أبو جعفر النفيلي، أخبرنا عبد الله ابن الدريس عن شعبة قال: رأيت الحسن البصري على سطح، وفي يده مروحة، حين خرج يزيد بن المهلب، وهو يقول: كلما أمر بامر تبعتموه كما فعل هذا الفاسق، يريد ابن المهلب، وليس لشعبة عن الحسن إلا هذه الرواية
(1) ابراهيم النخعي تقدم ذكره. (2) أبو عبد الله الجدلي، اسمه عبد الرحمن بن عبد، ثقة من الثالثة، اخرج له أبو داود والترمذي، تقريب التهذيب 2: 245. (3) هشيم بن بشير بن القاسم السلمي الواسطي، الحافظ الكبير، الثبت نزيل بغداد، اخرج حديثه الائمة الستة، مات سنة 183 ه. تاريخ بغداد 14: 85. (*)
[ 79 ]
سمعت عبد الله بن العباس الطيالسي يقول: سمت فضيل بن أبي حسان يقول: سمعت يعقوب ابن إسحاق يقفول: سمعت شعبة: يقول: ما سمعت من علي بن بذيمة (1) إلا حديثين، فمن حدثكم بثلاثة فكذبوه. حدثنا يسير بن أنس أبو الخير، أخبرنا العباس بن محمد، أخبرنا قراد، قال: سمعت شعبة يقول: لو أتيت محدثا عنده خمس أحاديث أصبت ثلاثة، لم يسمعها.
حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، أخبرنا نصر بن علي، أخبرني أبي، أخبرنا شعبة، قال: قال لي قتادة: عند أهل الكوفة مثل هذا الحديث - ثم حدث بحديث يونس بن جبير، عن خطاب ابن عبد الله، عن ابي موسى الاشعري، في التشهد - (2) ؟ فقلت: نعم، حدثنا الاعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه في التشهد، فقال لي قتادة: أنت مثلي في الاسناد، قال أبو عمرو: فحدثت به عبد الله بن داود، فقال لي: شعبة أسند من قتادة. حدثنا عبد الملك بن محمد، أخبرنا يحيى بن عبدك قال: سمعت حسان بن حسان يقول: سمعت شعبة يقول: تمنع أنفق لك. اخبرنا عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي، أخبرنا أيوب بن سافري، أخبرنا عفان. قال: سمعت شعبة يقول: أخبرنا خليد بن جفر (3)، وكان من أصدق الناس، وأشدهم أنفا. أخبرنا علي بن اسماعيل البزار، أخبرنا اسحاق بن ابراهيم بن حبيب بن الشهيد (4)، حدثني أبي قال: قال لي شعبة: ما كان أبوك بافلهم حديثا، ولكنه كان (5).... حدثنا علي بن أحمد بن سليمان بن علان المصري، أخبرنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا عبد الواحد الحداد قال: كان شعبة لا يحدث من حديثه إلا بما يحفظ، وإن كان مكتوبا في كتابه، قال: وكان يبعثني إلى أبي عوانة فآتيه بكتاب الشيوخ، فينظر فيه، فقلت: يا ابا بسطام: انت لا تحدث من حديثك إلا بما حفظت، وتنظر في كتاب أبي عوانة ؟ فقال لي: إذا نظرت إليه عد إلي حفظي، كاني سمعته من المحدث. حدثنا أحمد بن حفص السعدي، أخبرنا أحمد بن آدم - هو غندر الجرجاني - أخبرنا أبو زيد الهروي سعيد بن الربيع، قال: كنا عند شعبة فقال رجل: يا أبا بسطام، فقال شعبة: يحئ أحدهم،
(1) علي بن بذيمة الجزري، كوفي الاصل ثقة مت سنة بضع وثلاثين ومئة. تهذيب التهذيب 7: 252. (2) حديث أبي موسى الاشعري في التشهد رواه مسمل 1: 303. (3) خليد بن جعفر بن طريف الحنفي أبو سليمان البصري ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 3: 136. (4) اسحاق بن ابراهيم بن حبيب الشهيد الشهيدي أبو يعقوب البصري، ذكره ابن حبان في الثقات مات 257 ه،
تهذيب التهذيب 1: 187. (5) بياض في الاصل. (*)
[ 80 ]
ويقول: يا أبا بسطام، يا أبا بسطام كانما جاء ينظر إلى داري، لا حتى بصبر، كما صبر هذا، وأشار إلى روح بن عبادة (1)، جالس. سمعت حمزة بن داود الثقفي بالابلة يقول: سمعت الحارث بن الخضر القطان، يقول: سمعت سفيان بن عيينة 7 يقول: قال شعبة: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه ما زاد خوفه على رجائه، ولا رجاؤه على خوفه. حدثنا يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن يزيد، أخبرنا ابراهيم بن محمد بن اسحاق البصري، أخبرنا بو عمر الحوضي، قال: كان شعبة إذا فرغ من الحديث، قال: انقطع الوتر، صلى الله عليه محمد. سمعت محمد بن عتبة بن حرب يقول: سمعت نصر بن علي يقول: سمعت أبي يقول: كان شعبة ردئ اللسان. سفيان بن سعيد الثوري (2) أنبانا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا ابن زنجويه، أخبرنا محمد بن يوسف، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: وذكر هذا الحدث عن داود، فقال: هذا الحديث كذب، يعني حديث الحارث حين قدم على أبي مسعود من الشام. حدثنا بشر بن موسى الغزي، أخبرنا محمد بن حماد، قال: سمعت عبد الرزاق يقلو: كان سفيان إذا حدثنا عن شيخ، قلنا له: كيف هذا ؟ قال: كان حسن الخطاب. حدثنا أحمد بن عبد الله بن شجاع الصوفي، أخبرنا القاسم بن محمد المروزي، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أبي، قال: قال لي شعبة: أي شئ حملت عن سفيان ؟ قال: قلت: حدثنا عن اسماعيل ابن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ إذا توضأت فخلل بين
(1) روح بن عبادة بن العلاء القيسي أبو محمد. محدث ثقة من أهل البصرة، كان كثير الحديث، صنف كتبا في السنن والاحكام، وجمع تفسيرا وروى عنه، أحمد بن حنبل. تاريخ بغداد 8: 401. تهذيب التهذيب 3: 253 - 255. الاعلام للزركلي. (2) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي. قال الخطيب عنه: كان اماما من أئمة المسلمين وعلما من اعلام الدين مجمعا على ثقته مات بالبصرة سنة 161 ه، وقال النسائي: هو أجل من أن يقال فيه ثقة. 1: 210 طبقات ابن سعد 6: 257، تاريخ بغداد 9: 151، وفيات الاعيان 1: 210، تهذيب التهذيب 4: 99 - 102، الاعلام للزركلي. (*)
[ 81 ]
الاصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما ] / فقال شعبة: أوه دمغتني، لو جئتني بغير سفيان لقلت فيه. حدثنا أحمد بن صالح الفارسي، أخبرنا محمد بن أحمد بن داود البغدادي، أخبرنا عمر ابن اخت بشر بن الحارث، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سفيان الثوري امير المؤمنين في الحديث حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة أخبرنا عباس بن الحسن البلخي، قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: قال ابن المبارك: سمعت ابن عيينة يقول: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث. أخبرنا محمد بن خلف أخبرنا أحمد بن منصور، أخبرنا أبو الصلت قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: كان سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث، وكان سفيان بن عيينة صاحب شرطته. حدثنا عبد الله بن علي بن الجارود، أخبرنا محمد بن خلف الحدادي، سمعت يعقوب بن اسحاق الحضرمي يقول: كثير عن كثير - يعني شعبة عن الثوري - (حدثني العجم عن العجام: شعبة الخير أبو بسطام) سمعت شعبة يقول: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. حدثنا ابراهيم بن اسحاق بن عمران بمصر، أخبرنا سهل بن صالح، حدثنا أبو اسامة قال: ما
رأيت أربعة أحزن من سفيان الثوري. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، أخبرنا ابن عمير، أخبرنا أيوب - يعني - بن سويد، أخبرنا المثنى بن الصباح، وذكر سفيان الثوري، فقال، عالم الائمة وعابدها. حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت إلي يقول: قال عبد الله: لا أعلم على الارض أحدا أعلم من سفيان. حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا محمد بن بشر العبدي، قال: سمعت سفيان بن سعيد يقول: ليتني أنجو منه كفافا - يعني الحديث، قال محمد فحدثني بعض أصحابنا: قال سفيان: لو كان فيه من الخير، لقص كما ينتقص الخير. حدثني أحمد بن الحسن القمي، أخبرنا محمد بن الفضل السقطي قال: سمعت يعقوب بن ابراهيم يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت الثوري يقول: ما أخاف إلا هذا - يعني الحديث.
[ 82 ]
حدثنا يحيى بن محمد بن عمران البالسي، قال: سمعت لوين يقول: سمعت أبا الاحوص، يقول: سمعت سفيان يقول: وددت أن نجوت منه كفافا لا علي، ولا لي - يعني الحديث. حدثني أحمد بن الحسن القمي، أخبرنا محمد بن الفضل السقطي، قال: سمعت يعقوب بن ابراهيم يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، سمعت سفيان الثوري يقول: لو لا الحديث من كنا ؟ وسمعت الثوري يقول: ما أرجو شيئا غير هذا - يعني الحديث. حدثنا محمد بن سعيد بن معاوية النصيبي، أخبرنا سلمة بن شبيب، أخبرنا عبد الرزاق، قال: سمعت محمد بن مسلم الطائفي يقول: إذا رأيت سفيان الثوري، فاسال الله الجنة، وإذا رأيت عراقيا فاستعذ بالله من شره. حدثنا عبد الله بن محمد بن حيان بن مقير، أخبرنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود قال: رأيت جرير بن حازم (1) قائما على قبر سفيان وهو يقول:
من كان يبكي على قبر لمنزله * فابكي القداة على الثوري سفيانا حدثنا جعفر بن محمد بن العباس البابيافي، أخبرنا محمد بن عباد بن آدم، أخبرنا المؤمل قال: سمعت سفيان الثوري يقول: منعتني الشيعة أن أحدث بفضائل علي بن أبي طالب. حدثنا علي بن احمد بن مروان، أخبرنا الحسن بن عليك * العنزي، أخبرنا نصر بن علي، قال: سمعت عبد الله بن داود الخريبي قال: كان خط سفيان الثوري خرباش، يكتب طاوس: طواس. حدثنا احمد بن علي بن الحسن المدائني، أخبرنا محمد بن عمرو بن نافع، أخبرنا نعيم، أخبرنا حاتم، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إني لاحمل الحديث على ثلاثة أوجه: أسمع من الرجل الحديث اتخذه دينا، وأسمع من الرجل الحديث لا أستطيع جرحه أوقف أمره، واسمع الحديث من رجل لا أعبا بحديثه، أحب معرفته. حدثنا احمد بن هارون البرديجي، أخبرنا أبو سعيد الاشج، أخبرنا أبراهيم بن أعين قال: رأيت سفيان الثوري بعد موته فيما يرى النائم، فقلت له: ما فعل بك ربك ؟ قال: أنا مع السفرة، قلت: وما السرة ؟ قال: الكرام البررة.
(1) جرير بن حازم بن عبد الله بن شجاع الازدي العتكي البصري أبو النضر، ثقة امام حافظ أخرج حديثه الائمة * من هنا تبدأ النسخة المصرية. (*)
[ 83 ]
حدثنا يعقوب بن اسحاق، أخبرنا الصغاني، قال: سمعت أبا المعتمر يقول: كان سفيان فاضح القراء. حدثنا زكريا الساجي، قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، يقول: سمعت قتيبة ابن سعيد، يقول: لولا سفيان الثوري لمات الورع. حدثنا أحمد بن حفص، أخبرنا أبو همام الوليد بن شجاع، قال: سمعت ابن أبي غنية، يقول: ما رأيت رجلا أصفق وجها في ذات الله من سفيان الثوري رحمه الله.
حدثنا أحمد بن محمد بن مالك، حدثنا عمران بن فيروز الآملي، أخبرنا حامد المروزي، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: كتبت على ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان بن سعيد الثوري. حدثنا أحمد بن يحيى بن عبد لاصمد، أخبرنا أبو سعيد الاشج، أخبرنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان، يقول: هذا الحديث أكثر من الذهب، والفضة، ليس يدرك، قال: وسمعت سفيان يقول: فتنة الحديث، أسد من فتنة الذهب والفضة. حرص الثوري على العلم وحسده فيه أنبانا علي بن العباس، أخبرنا اسماعيل بن عبد الرحمن الازدي، قال: سمعت أبا عاصم يقول: ظننت أني قد حملت كل شي عند ابن جريج (1) فلما مات كنا على القبر فنظر إلي سفيان، فقال: باضحاك تحفظ عن عطاء، كره صلاة المكتوبة في قلب الكعبة ؟ قلت: لا. قال: حدثني صابح القبر، فحدثت ابن داود بهذا الديث فقال: كان سفيان صاحب ذا. ظننت - أي أنا ووكيع، ومحمد ابن بشر - لم نبق عند مسعر شيئا: فلما مات مسعر أخبرنا سفيان بثلاثة أحاديث عن مسعر، ليس مع أحد منا منها شئ. أخبرنا الحسين بن محمد بن بختويه، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن مفضل، أخبرنا أبو عاصم النبيل، قال: شهدت أنا وسفيان الثوري جنازة ابن جريج بمكة، فلما جهز، وصلي عليه، قال سفيان - وابن جريج على أيدي الرجال فيما بين اللحد والسرير -: يا أبا عاصم كتبت عن ابن جريج عن
(1) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أبو الوليد، ويقال أبو خالد، فقيه الحرم المكي، اول من صنف في العلم بمكة، رومي الاصل من موالي قريش، مكي المولد والوفاة. قال الذهبي: كان تبتا إلا انه كان يدلس. تاريخ بغداد 10: 400 صفة الصفوة 2: 122، وفيات الاعيان 1: 286، الاعلام للزركلي. (*)
[ 84 ]
عطاء انه كره صلاة الفريضة داخل البيت ؟ فقلت: لا، فعجبت من سفيان وورعه، غلب عليه الحديث، في ذلك الموضع.
انبانا محمد بن الحسين بن مكرم، أخبرنا حجاج الشاعر، قال: قال لي أبو عاصم: تذكر لي عن صاحبكم - يعني حجاج عن ابن جريج - حديث ؟ فجعلت اذكر له أحاديثا عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، فلم يعبا به، حتى قلت: ابن جريج عن عطاء ؟ قال: لا باس إن يكون للشاة الواحدة كلب، فاعجب به، وجعل يستعيذ منه. أخبرنا زكريا بن جعفر اللال، ويحيى بن زكريا بن حيويه قالا: أخبرنا أيوب بن سافري قال: قال يحيى بن معين: قال لي يحيى بن سعيد: كنت إذا حدثت سفيان بشئ ليس عنده اغتم. أخبرنا أحمد بن علي المطيري، أخبرنا عبد الله بن أحمد الدورقي، أخبرنا يحيى بن معين، قال: قال يحيى بن سعيد: كان الثوري يشتد عليه، إذا حدثته بما ليس عنده، وكان مسعر لا يبالي أن أحدثه بخمسين حديثا ليس عنده. أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، أخبرنا أحمد بن حسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو نعيم، قال: سمعت موسى بن قيس يقول: سمعت سلمة بن كهيل يقول: - وخرج من مسجده - ومعه سفيان الثوري، فقال: يا بني هذا من ثور أطحل. وأنتم ها هنا لا تسألوني عن شئ. أخبرنا عبد الله بن العباس الطيالسي، أخبرنا محمد بن عمرو بن العباس، أخبرنا أبو داود، قال: أخبرنا شعبة، قال: رأيت زكريا بن أبي زائدة يزاحمنا عند جابر، فقال لي الثوري: نحن شباب، هذا الشيخ ما يزاحمنا ها هنا. إخبرنا الحسين بن خلف القاضي الرسعيني، أخبرنا إسحاق بن عيسى، أخبرنا مسكين بن بكير، قال: سمعت الثوري يقول: لا نزال نتعلم ما وجدنا من يعلمنا. من سلم للثوري من الائمة كلامه في الرجال أخبرنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم، أخبرنا إبراهيم بن الجنيد، أخبرنا موسى بن جميل، أخبرنا أبو عمر الخراساني قال: قال سفيان الثوري: لما استعمل الرواة الكذب، استعملنا لهم التاريخ، أو كما قال أبو عمر.
أخبرنا عيسى بن سليمان وراق داد بن رشيد، قال: سمعت داود بن رشيد يقول: حدثني بعض
[ 85 ]
أصحابنا عن بشر بن الحارث، قال: قال سفيان بن عيينة: العلماء ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه. أنبانا محمد بن الحسين بن جعفر الاشناني، أخبرنا محمد بن عمر بن الوليد قال: سمعت وكيعا يقول: قال شعبة: سفيان احفظ مني، ما أفادني شيئا عن رجل إلا وجدته كما أفادني. أخبرنا حسين بن يوسف، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا حسين بن حريث، سمعت وكيعا يقول: قال شعبة: سفيان أحفظ مني، ما حدثني سفيان عن شيخ بشئ فسألته، إلا وجدته، كما حدثني. أنبانا زكريا الساجي، حدثني أحمد بن محمد البغدادي، أخبرنا حرمي بن حفص، قال: سمعت وهيب بن خالد يقول: ما أدرك الناس أحفظ من سفيان. حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي: أخبرنا عبد الله ابن عمر: حدثني ابن خالد بن سعيد بن العاص قال: قال لي سفيان بن عيينة: ويحك قد أتيت الحجاز، واليمن، والشام، وجالست الناس، لا والله ما رأيت أحدا قط أبصر، ولا أعلم بالحديث، من سفيان ابن سعيد الثوري. أخبرنا علي بن إسحاق بن رداء، أخبرنا محمد بن يزيد المستملي، أخبرنا إسحاق بن حكيم، قال: قال يحيى القطان: كان سفيان أحفظ من شعبة. أخبرنا أحمد بن علي المطيري، أخ برنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثني محمد بن عبد الرحمن المنبري، قال: سمعت يحيى بن سعيد، وقلت له: من أحفظ من رأيت ؟ قال: لم أر أحدا أحفظ من سفيان الثوري. أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا أحمد بن حازم قال: أنبانا الحسن بن قتيبة قال: قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: ما لك لا تحدث ؟ قال: أما وأنت حي، فلا. أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح، أخبرنا عبيد بن أسباط قال: سمعت أبي يقول: رأيت اسماعيل
ابن أبي خالد، وعدة من الكبراء من المحدثين ياتون سفيان الثوري. أخبرنا عمر بن سنان المنبجي، أخ برنا عيسى نب أحمد البغدادي، قال: سمعت علي بن قادم يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: وددت أن أنجو من الحديث، لا علي ولا لي. أنبانا عبد الله بن محمد بن مسلم، أخبرنا الرمادي قال: وحدثونا عن يحيى القطان، قال: قيل لسفيان بن سعيد: إن شعبة يخالغك في حديث المغيرة بن شعبة في العنين - يؤجل سنة - يعني، ويرويان عن الركين تقول أنت: أبو النعمان: ويقول هم: أبو طلق العائذي، فضحك سفيان وقال:
[ 86 ]
كنت أنا وشعبة عند الركين (1) فمر ابن لابي النعمان يقال له أبو طلق، فقال الركين: سمعت أبا أبي طلق، فذهب على شعبة أبا أبي طلق، فقال: أبو طلق. أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أخبرنا عبيد الله بن عمر القواريري، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني الركين، عن حصين بن قبيضة، قال: سمعت أبي يذكر عن عبد الله، قال: في العنين يؤجل سنة، فان دخل بها، وإلا فرق بينهما، قال وحدثني الركين قال: سمعت أبا طلق أن المغيرة بن شعبة، أجل العنين سنة. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أخبرنا عبيد الله بن عمر القواريري، أخبرنا يحيى ابن سعيد، قال: رأيت سفيان بن سعيد بعد موته في المنام كان على ظهره كتاب في غير موضع كتاب، كانه من جلد ليس بسواد (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، فيكفيكهم الله وهو السميع العليم) (2). أخبرنا جعفر بن أحمد بن بهمرد، أخ برناعبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، أخبرنا بركة الانصاري، حدثنا عطاء بن مسلم، قال: قلت لسفيان الثوري: رجل يقدم أبا بكر، وعمر، وعثمان، إلا أنه يحد لعلي في قبله ما لا يجد لهم ؟ قال: ذاك يريد أن يسقى شربة دواء حتى يسهله. أخبرنا شريح بن عقيل الاسفرائيني، أخبرنا ابن أبي عمر قال: سمعت يحيى بن سليم يقول: سالت سفيان الثوري عن الايمان، فقال: قول وعمل.
حدثنا محمود بن محمد الواسطي، أخبرنا أحمد بن زكريا الواسطي، قال: سمعت محمد بن عبيد يقول: قال: جاء رجل لسفيان الثوري فقال: يا أبا عبد الله رأيت في المنام كان رجلا على أعلى الكعبة ؟ فقال له سفيان: هذا رجل مشهور - يعني بالصلاح - فقال له الرجل: أنت هو، قال: فنكس سفيان رأسه. أخبرنا موسى بن العباس، أخبرنا فهد بن سليمان قال: سمعت أبا نعيم يقول: كان سفيان إذا ذكر الحديث عن الرجل الضعيف، قطب. أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، أنبانا إسماعيل ابن أبي أويس قال: قدم الثوري علينا المدينة، وكلمه مشايخنا أن يجلس لهم يوما، قال: قواعدهم
(1) ركين بن الربيع بن عميلة الفزاري أبو الربيع مت سنة 131 ه، تهذيب التهذيب 3: 248 - 249. (2) سورة البقرة 137. (*)
[ 87 ]
يوما يجلس لهم فيه، فجلس، فقال الشيخ في المجلس لا يحدثنا إلا عن ثقة، فقال: حدثني منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي عليه السلام. قال: إنه خشبي. فقال: حدثني ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبيدة (1) عن علي قال: كان اتبا بفارس فقال: حدثني أيوب السختياني، فقال: امض في حديثك. كتب إلي محمد بن الحسين بن علي بن بحر البري، من باب سير، حدثني عمرو بن علي قال: ذكر سفيان بن زياد ليحيى حديث اشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي، عن علقمة عن عبد الله ختامه مسك. فقال: يا أبا سعيد خالفه أربعة، قال: من ؟ قال: زائدة (2) وأبو الاحوص (3) واسرائيل (4) وشريك (5)، فقال يحيى: لو كان أربعة آلاف مثل هؤلاء كان سفيان أثبت منهم. أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي بن الجارود، أخبرنا عبد الله بن هاشم، قال: قال وكيع، (6) أيما أعجب إليكم الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله، أو سفيان، عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله ؟ فقال بعض القوم: الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله أقرب، فقال: الاعمش شيخ،
وأبو وائل شيخ. سفيان عن منصور عن ابراهيم عن علقمة فقهاء. و: عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي (7) حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المداني، أخبرنا محمد بن أصبغ بن الفرج، حدثني أبي، أخبرنا ضمام بن اسماعيل، عن الاوزاعي، انه كان إذا حدث فقيل له: عن من سمعته ؟ قال: ليس لك حملته، حملته لنفسي عن من أثق به.
(1) عبيدة بن عمرو ويقال ابن قيس بن عمرو السلماني نسبة إلى سلمان مدينة باذربيجان المرادي أبو عمرو الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات. تاريخ بغداد 11: 111. تهذيب التهذيب 7: 78 - 79. (2) زائدة بن قدامة الثقفي ثقة مات سنة 161 ه، تهذيب التهذيب 3: 264 - 265. (3) أبو الاحوص سلام بن سليم الحنفي. حافظ ثقة مات سنة 179، تهذيب التهذيب 4: 248، (4) اسرائيل بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات مات سند 162 ه، تهذيب التهذيب 1: 229 - 231. (5) شريك بن عبد الله النخعي أبو عبد الله الكوفي مات سنة 177. تاريخ بغداد 9: 279، تهذيب الهذيب 4: 293 - 296. (6) وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي الحافظ روى عن سفيان الثوري وعن غيره. وهو ثقة ثبت. تهذيب التهذيب 11: 109 - 114. (7) عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الاوزاعي من قبيلة الاوزاع امام الديار الشامية في الفقه والزهد ولد في بعلبك ونشا في البقاع ورابط في بيروت وتوفي بها سنة 157 ه. حلية الاولياء 6: 135. وفيات الاعيان 3: 127. الاعلام للزركلي. (*)
[ 88 ]
أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان، أخبرنا أحمد بن أبي مريم، أخبرنا خالد بن نزار قال: قلت للاوزاعي: حسان بن عطية عن من ؟ قال: فقال لي: مثل حسان كنا نقول له: عن من ؟ أنبانا زكريا الساجي، حدثني أحمد بن محمد قال: سمعت أحمد بن حنبل، وذكر أصحاب يحيى
ابن أبي كثير، فقال: هشام يرجع إلى كتاب، والاوزاعي حافظ، وذكر غيرهما. سمعت عبدان الاهوازي يقول: سمعت إبا زرعة الدمشقي يقول: سالت أحمد بن حنبل عن أصحاب يحيى بن أبي كثير (1) ؟ فقال: هشام، (2) قلت: ثم من ؟ قال: ثم أبان (3)، قلت: ثم من ؟ فذكر آخر، قال لنا عبدان: نسيته أنا، قال: قلت له فالاوزاعي ؟ قال: الاوزاعي امام. أخبرنا أحمد بن بشر بن حبيب الصوري، حدثني أحمد بن عبد الله الهروي، حدثنا الختلي قال: رأيت شيخا راكبا بمنى، وشيخ يقوده، وآخر يسوقه وهما يقولان: أو سعوا للشيخ، فقلت: من الراكب ؟ فقيل: الاوزاعي، قلت: من القائد ؟ قال: سفيان الثوري، قلت: فالسائق ؟ قال: مالك بن أنس. أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثني محمد بن مطهر، حدثني ابن مصفى، سمعت بقية، يقول: سمعت الاوزاعي، يقول: ندور مع السنة حيث ما دارت. أخبرنا عبد الله بن محمد بن ناجية، أخبرنا أبو همام قال: سمعت با أسامة، يقول: حدثني الفزاري (4) عن الاوزاعي، وكان والله اماما، إذ لا نصيب اليوم امام. أنبانا محمد بن جعفر المطيري، حدثني يزيد بن الهيثم، أخبرنا بشار الخفاف قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: الائمة ممن أدركنا أربعة: الاوزاعي، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، ومالك ابن أنس، وليس يامام من حدث بكل ما سمع، وحدث عن كل ما لقي، وحدث بكل ما يسال عنه، وحدث كل من يساله. أخبرنا بشر بن موسى الغزي، أخبرنا محمد بن حماد الظهر اني، قال: قال عبد الرزاق: أول من صنف الكتب ابن جريج، وصنف الاوزاعي، حين قدم على يحيى بن أبي كثير، كتبه.
(1) يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي واسم أبيه صالح وقيل غير ذلك، روى عن الامام الاوزاعي وروى الامام عنه. ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 11: 235 - 237. (2) هشام بن أبي عبد الله الدستوائي أبو بكر البصري ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 11: 40 - 41.
(3) أبان بن يزيد العطار أبو يزيد البصري ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 1: 87 - 88. (4) هو مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري الكوفي الحافظ الثقة. تذكرة الحفاظ 1: 295.
[ 89 ]
أنبانا العباس بن محمد بن العباس بمصر، أنبانا الحارث بن مسكين، أن ابن القاسم أخبره قال: رأيت في المنام كان رجلا أبيض، يقول لي: لا تأخذن العلم، ولا تكتب العلم إلا من أهله، فسالت عنه، فقيل لي: الاوزاعي. اخبرنا محمد بن بشر القزاز، أخبرنا أبو عمير، أخبرنا أيوب، عن الاوزاعي قال: إن هذا العلم كان كريما تلاقاه الرجال، فلما صار في الكتب صرت تجده عند العبد والاعرابي. أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي مقاتل، أخبرنا محمد بن الهيثم، أخبرنا محمد بن كثير، قال: سمعت الاوزاعي يقول: رحلت إلى الحسن، وابن سيرين، فوجدت الحسن قد مات، ودخلت على ابن سيرين، وهو مربض. و: مالك بن انس بن عبد الله أخبرنا أحمد بن الحسن بن إسحاق الصوفي، أخبرنا أبو موسى إسحاق بن موسى الانصاري، قال: سالت سفيان بن عيينة - وهو مختبى، بحيال الكعبة - فاخبرنا عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ يوشك أن يضرب الرجل أكباد الابل في طلب العلم، لا يجد عالما أعلم من عالم أهل المدينة ] (1). قال أبو موسى: سمعت سفيان بن عيينة يقول: لقي مالك بن أنس الزهري فعلم منه، ولقي نافع فعلم منه، ولقي عبد الله بن يزيد بن هرمز، فعلم منه، ولقي ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فعلم منه، ولقي يحيى بن سعيد، فعلم منه. قال الشيخ: ولا أعلم هذا الحديث يرويه عن ابن جريج غير ابن عيينة. أنبانا عمر بن سنان، أخبرنا يعقوب بن حميد بن كاسب، أخبرنا معن بن عيسى، حدثني زهير أبو منذر التميمي، أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الاشعري، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يخرج الناس من المشرق إلى المغرب في طلب العلم، يضرب إليه باكباد الابل، فلا يحدون أعلم من عالم أهل المدينة ]. قال الشيخ: ولا أعلم روى هذا الحديث عن عبيد الله غير زهير بن محمد (2) ولا عن زهير غير ممن بن عيسى (3).
(1) انظر سنن الترمذي 5: 47 كتاب العلم. (2) زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني المروزي، قدم الشام وسكن الحجاز، اخرج حديثه الستة، ثقة مات سنة 162 ه، تهذيب التهذيب 3: 301 - 302. (3) ممن بن عيسى بن يحيى بن دينار أحد أئمة الحديث، روى حديثه الستة مات 198 ه، بالمدينة، تهذيب التهذيب 10: 226 - 227. (*)
[ 90 ]
أنبانا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا أحمد بن ابراهيم الدورقي، حدثني خالد بن خراش قال: ودعت مالك بن أنس، فقال لي: عليك بتقوى الله، وطلب هذا الامر من عند أهله. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثني صاحل بن أحمد، حدثني علي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما كان أشد انتقاء مالك للرجال، وعلمه بهم. أخبرنا محمد بن أحمد بن حماد أخبرنا ابن أخي ابن وهب (1)، قال: سمعت عمي يقول: قال لي مالك: ان عندي لحديثا كثيرا ما حدثت به قط، ولا أتحدث به حتى أموت، قال: ثم قال لي: لا يكون العالم عالما حتى يخزن من علمه. حدثنا بشر بن موسى الغزي، أخبرنا يحيى بن سعيد، حدثنا يحيى بن بكير، أخبرنا ابن وهب، قال: دخلت على مالك بن أنس فسألني عن الليث بن سعد، فقال لي: كيف هو ؟ قلت: بخير، قال: كيف صدقه ؟ قال: قلت: يا أبا عبد الله إنه لصدوق، قال: أما إنه إن فعل متع بسمعه وبصره. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثني صالح بن أحمد، أخبرنا علي بن المثنى، سمعت يحيى بن
سعيد يقول: كان مالك بن أنس إماما في الحديث. اخبرنا علي بن أحمد بن سليمان، أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: قيل ليحيى بن معين: حديث مالك: [ اللقاج واحد ] ليس يرويه أحد غيره، قال: دع مالكا، أمير المؤمنين في الحديث، قال: وقد رواه ابن جريج. اخبرنا الحسين بن يوسف الفربري، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا عبد القدوس، عن علي بن عبد الله، قال: قال يحيى بن سعيد: مالك بن أنس، عن سعيد بن المسيب، أحب إلي من سفيان، عن إبراهيم النخعي، قال يحيى: ما في القوم أحد أصح من مالك، كان مالك إماما في الحديث. أخبرنا الحسين بن يوسف، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا أبو موسى الانصاري، حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قريم الانصاري، قاضي المدينة، قال: مر مالك بن أنس على أبي حازم، وهو جالس قفجازه، فقيل له: فقال إني لم أجد موضعا لا جلس فيه، وكرهب أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قائم. سمعت محمد بن سعيد الحراني يقول: سمعت عبد الملك الميموني يقول: سمعت أحمد بن حنبل،
(1) هو احمد بن عبد الرحمن ابن أخي عبد الله بن وهب. (*)
[ 91 ]
ويحيى بن معين، يقولان: لا تبالي أن لا نسال عن رجل حدث عنه مالك، إلا أن يحيى، قال: إلا رجل أو رجلين. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال: قال علي بن المديني: كل مدني لم يحدث عنه مالك، ففي حديثه شئ،، ولا أعلم مالكا ترك إنسانا، إلا إنسانا في حديثه شئ. أخبرنا ابن حماد، أخبرنا اسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني، حدثني بشر بن عمر الزهراني (1) قال: سالت مالكا عن رجل، فقال: هل رأيته في كتبي ؟ قلت: لا. قال: لو كان ثقة لرأيته.
أخبرنا حماد (2)، أخبرنا اسماعيل بن إسحاق، أخبرنا علي بن المديني، أخبرنا حبيب الوراق قال: قال لي مالك: يا حبيب أدركت هذا المسجد، وفيه سبعين شيخا ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن التابعين، فلم يحمل الحديث إلا عن أهله. أخبرنا محمد بن موسى الحلواني التمار، أخبرنا نصر بن علي، حدثنا الاصمعي، عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: أدركت بالمدينة مئة كلهم مامون، لا يؤخذ عنهم العلم، كان يقال ليس هم من أهله. أخبرنا ابن حماد، حدثني صالح بن أحمد، أخبرنا علي بن المديني، قال: سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول: أخبرني وهيب (3)، وكان من أبصر أصحابه بالحديث وبالرجال، إنه قدم المدينة، قال: فلم أر أحدا إلا وأنت تعرف وتنكر غير مالك، ويحيى بن سعيد. سمعت أحمد بن جشمرد يقول: سمعت الدارمي يقول: سمعت بشر بن عمر يقول: سمعت مالكا يقول: من بركة الحديث إفادة بعضهم بعضا. سمعت ابراهيم بن إسحاق بن عمر يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا جاء الحديث عن مالك فاشدد به يديك. أخبرنا يحى بن محمد بن عمران بن يونس بن أبي الصفير، أنبانا ابراهيم بن المنذر، أخبرنا
(1) بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة الزهراني الازدي أبو محمد البصري حافظ ثقة مات سنة 207 ه، تهذيب التهذيب 1: 399. (2) ابن حماد: هو محمد بن احمد بن حماد الحافظ أبو بشر الدولابي اناسخ من أهل الري، حدث عنه ابن عدي مات سنة 310 ه كان مقدما في العلم والرواية ومعرفة الاخبار، لسان الميزان: 41. (3) وهيب بن خالد بن عجلان أبو بكر البصري صاحب الكرابيسي، حافظ ثقة كثير الحديث مات سنة 165 ه. تهذيب التهذيب 11: 149 - 150. (*)
[ 92 ]
معن بن عيسى، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: لا يؤخذ العلم من أربعة، وخذوا ممن سوى ذلك: لا يؤخذ من سفيه معلن بالسفه، وإن كان أروى الناس، ولا من صحاب هوى يدعو الناس إلى هواه،
ولا من كذاب يكذب في أحاديث الناس، وان كنت لا تتهمه أن يكذب على رسول الله، ولا من شيخ له عبادة وفضل، إذا كان لا يعرف ما يحدث. قال أبو إسحاق: فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله اليساري، فقال: ما أدري ما هذا، ولكني أشهد لسمعت مالكا، وهو يقول: أدركت بهذا البلد مشيخة لهم فضل وعبادة يحدثوا، ما سمعت من واحد منهم حديثا قط، قيل له: ولم يا أبا عبد الله ؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يحدثون. انبانا الفضل بن الحباب، أخبرنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: قال لنا عبد الرحمن بن مهدي: هلم أحدثكم عن من لم ترعيناي مثله، ثم قال: حدثنا مالك عن الزهري، فذكره. انبانا العباس بن محمد بن العباس، أنبانا الحارث بن مسكين، أنه سمع بعض المحدثين يقول: قدم علينا وكيع بن الجراح فجعل يقول: حدثني الثبت، حدثني الثبت، فظننا انه اسم رجل، فقلنا: من هذا الثبت أصلحك الله ؟ قال: مالك بن أنس منهم. حدثنا الحسن بن إسحاق الخولاني، والحسين بن محمد الضحاك قالا: أخبرنا يونس بن عبد الاعلى قال: قال لي الشافعي: إذا جاء الاثر، فمالك النجم. وسمعته يقول: مالك وابن عيينة القرينان. اخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر قال: كنا عند حماد ابن زيد، يوما جلوسا، فجاء نعي مالك بن أنس، فبكى حماد حتى جعل يمسح عينيه بخرقة كانت معه، ثم قال: يرحم الله أبا عبد الله لقد كان من الاسلام بمكان. انبانا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا أحمد بن ابراهيم الدورقي، أخبرنا أبو داود، عن شعبة قال: قدمت المدينة بعد موت نافع (1) بسنة، ولمالك حلقة. اخبرنا محمد بن أحمد بن حماد، أخبرنا محمد بن خلف العسقلاني، أخبرنا حبيب (2) - كاتب
(1) نافع مولى عبد الله بن عمر، گ بو عبد الله المدني، الامام التابعي العلم اخرج حديثه الائمة الستة، مات سنة 117 ه. له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 1: 99، تهذيب التهذيب 10: 368 - 370.
(2) حبيب بن أبي حبيب ابراهيم أبو محمد المصري كاتب مالك مات سنة 218 ه. ميزان الاعتدال 1: 425، تهذيب التهذيب 3: 158 - 159. (*)
[ 93 ]
مالكا قال: جاءني قوم فجعلوا لي دينارا، على أن أسال مالكا عن عمر بن عبد الله، مولى غفرة، وعن حرام بن عثمان، وعن صالح مولى التوأمة (1)، لم ترك الرواية عنهم. قال: فاخذت منهم الدينار. قال: فقال لي ابن كنانة: هل لك تدخل مالك نصف للنهار في موردتين وتاخذ مني ثلث دينار وعشرة دراهم ؟ قال: فقلت: نعم، فاستاذنت على مالك نصف النهار في مرودتين فاذن لي، فدخلت وقلت: يا أبا عبد الله إن قوما جعلوا لي دينارا على أن أسالك عن مسالة، فان أنت أخبرتني وإلا رددت عليهم الدينار، وليس لاهلي طعام أو نحو ما قال: قال لي مالك: سل، قال: قلت: أخبرني عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، وعن حرام بن عثمان، وعن صالح مولى التوأمة، لم تركت الرواية عنهم ؟ فقال: أدركت في مسجدنا هذا ستين، أو سبعين من التابعين لم أكتب إلا عن من يعرف حلال الحديث وحرامه، وزيادته ونقصانه، قال: فخرجت من عنده، فاخبرتهم، فلما صلينا الظهر، قعد مالك، وقعدنا إليه، فقال له ابن كنانة: يا أبا عبد الله ألا تعجب إلى حبيب استاذن عليك في غير وقت وعليه موردتين ؟ فقال مالك: وما باس بذلك. قد كان محمد ابن المنكدر (2) يجلس لنا في موردتين فيحدثنا. أنبانا العباس بن محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن عمرو بن سرح، سمعت ابن وهب، يقول: لو أردت أنصرف كل يوم بالواحي ملاى عند مالك بن أنس فيما يسال، ويقول: لا أدري، انصرفت بها. قال ابن سرح: وقد صار لا إدري عند أهل زماننا هذا عيب ص. و: هشيم بن بشير (3) حدثني عبد الله بن موسى الصقر، أخبرنا أحمد بن ابراهيم الدورقي، سمعت إسحاق الازرق يقول: ما رأيت مع هشيم قط لا ألواح ولا غير، إنما يجئ فيسمع ثم يقول.
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن العراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة، حدثني ابراهيم بن هاشم، سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت أحفظ من هشيم، إلا سفيان الثوري، إن شاء الله.
(1) هو صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية بن خلف المديني، تهذيب التهذيب 355 - 356. (المصحح) (2) محمد بن المنكدر بن عبد الله التيمي أبو عبد الله أحد الائمة التابعين الاعلام، اخرج حديثه الائمة الستة، مات نة 131 ه. الثقات 3: 231، تذكرة الحافظ 1: 127. (3) هشيم بن بشير السامي أبو معاوية الواسطي. محدث ثقة. تاريخ بغداد 14: 85، الفهرست لابن النديم 332. ميزان الاعتدال 4: 306. (*)
[ 94 ]
انبانا العباس بن محمد بن العباس، سمعت أبا الاسد الحارث بن أسد، يقول: سمعت علي بن معبد، يقول: قال مالك بن أنس: وهل بالعراق إلا ذاك الرجل هشيم. اخبرنا علي بن أحمد بن سليمان، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا علي بن معبد، عن مالك، وذكر له حديث بعض أهل العراق، فقال للذي ساله، وهل عندكم أحد يحسن يحدث إلا ذاك الواسطي يريد هشيم ص. انبانا العباس بنمحمد بن العباس قال: سمعت أبا الاسود الحارث بن الاسود، يقول: سمعت علي بن معبد يقول: لما قدم هشيم العراق، قال شعبة: ان قال لكم هشيم: حدثني ابن عمر، فصدقوه، فجعل يغرب على شعبة، وقال شعبة: من حدثكم هذه الاحاديث ؟ قالوا: هشيم، قال: أكثر هشيم، فقالوا له نحن ناخذ بقولك الاول. قال ابن معبد (1): ما قرأت عليكم لهشيم قليلا. قال ابن أبي الاسود (2): هشيم سلمي. اخبرنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثني مصعب، عن عبد اله بن مصعب الواسطي، أخبرنا منصور بن مهاجر، أخبرنا أبو محصن الاعمى، قال: قال شعبة بن الحجاج: إن حدثكم هشيم عن عمر بن الخطاب فصدقوه، قال فقال عمران: انا والله سمعت شعبة يقول: ان حدثكم هشيم عن عيسى بن مريم فصدقوه.
اخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، سمعت جدي إحمد بن منيع، يقول: وذكر هشيم ومن روى عنه من الاكابر، فقال: روى عنه: شعبة وسفيان ومالك. فاما حديث سفيان فحدثني أبو كنانة مستملي وكيع، قال: لما قدم هشيم الكوفة، قال له الكوفيون: أخبرنا بحديث أبي بشر، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومته من الانصار، فان سفيان الثوري أخبرنا به عنك، أظنه قال: فحدثهم به هشيم. وأما حديث شعبة فقد روى شعبة عن هشيم أحاديث. وأما حديث مالك فحدثني جدي عن أبي الاحوص محمد بن حيان البغوي، عن مالك بن أنس عن هشيم بن أبي حازم، فذكر الحديث.
(1) ابن معبد. هو علي بن معبد بن شداد العبدي أبو الحسن ويقال أبو محمد الرقي، روى عن مالك بن أنس وغيره مات سنة 218 ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 7: 336. (2) ابن أبي الاسود: هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الاسود البصري حافظ ثقة مات سنة 223. تذكرة الحفاظ 2: 493، تاريخ بغداد 10: 62. (*)
[ 95 ]
اخبرنا أحمد بن الحسن الكرخي، أخبرنا محمد بن حاتم المؤدب قال: قيل لهشيم: كم كنت تحفظ يا أبا معاوية ؟ قال: كنت أحفظ في مجلس مئة، ولو سئت عنها بعد شهر لاجبت. انبانا محمد بن خلف، حدثثني محمد بن عبد الرحمن، أبو الاصبغ القرقساني قال: سمعت النفيلي (1) يقول: سمعت هشيم يقول: من لم يحفظ الحديث فليس هو من أصحاب الحديث، يحئ أحدهم بكتاب يحمله، كانه سجل مكاتب. اخبرنا حمزة بن داود الثقفي، أخبرنا الحسين بن مهدي، أخبرنا عبد الرزاق، حدثني عبد الله ابن المبارك، قال: قلت لهشيم: مالك تدلك، وقد سمعت ؟ قال: قد كان كبيراك يدلسان، فذكر سفيان الثوري والاعمش، وذكر أن الاعمش لم يسمع من مجاهد إلا أربعة أحاديث، وان الحجاج لم يسمع من الزهري شيئا.
حدثني أحمد بن سعيد بن فرضخ باخميم، حدثني إسحاق بن ابراهيم بن موى، عن سعيد ابن منصور قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله: ألزم أبا يوسف أو هشيم ؟ قال: هشيم. أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى بن العراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة، حدثني الحارث بن سريج، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد يقولان: هشيم في حصين، أثبت من سفيان وشعبة. أخبرنا ابن العراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة، قال: أخبرت عن إبراهيم بن عبد الله يقول: سمعت هشيما يقول: تزوجت بام شعبة على أربعة آلاف درهم، فكان لها أربعة بنين، فاعطيت كل واحد منهم ألفا، وقال: انما تزوجت لاغنيكم. أخبرنا ابن أبي عصمة، أخبرنا الفضل بن زياد، سمعت أحد بن حنبل يقول: هشيم أكبر من سفيان ابن عيينة بثلاث سنين. أخبرنا محمد بن هارون بن حميد، أخبرنا محمد بن حميد الرازي، أخبرنا الفرات بن خالد، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر الانصاري، عن هشيم بن بشير الواسطي بحديث. أخبرنا ابن أبي عصمة، أخبرنا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله يقول: هشيم أكبر من ابن عيينة بثلاث سنين، وقال: فارقنا يعلى بن عطاء سنة عشرين، وهشيم ابن ست عشرة سنة، وحج
(1) النفيلي: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بالتصغير بن زراع بن علي أبو جعفر النفيلي الحراني روى عن هشيم وغيره حافظ ثقة مات سنة 234 ه، تهذيب التهذيب 6: 15 - 16. (*)
[ 96 ]
الزهري سنة ثلاث وعشرين ومئة، وكتب عنه هشيم فيها بمكة، وولد لهشيم ولدان قبل وفاته بسنة أو سنتين، ومات سنة وثمانين وهو ابن تسع وتسعين، وولد سنة مئة وأربع ص. و: سفيان بن عيينة (1) أخبرنا محمد بن هارون بن حميد، أخبرنا الحسن بن علي الحلواني، أخبرنا هدبة بن عبد الوهاب، قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال: ذاك أحد
الا حدين، ما أغربه. اخبرنا محمد بن يوسف الفربري، أخبرنا عبد الكريم بن عبد الله المروزي. وأخبرنا علي بن الحسين بن عبد الرحيم، أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال: سمعنا علي بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال: ذاك أحد الا حدين. وأخبرنا محمد بن هارون بن حميد، وعبد الله بن محمد بن يونس، قالا: سمعنا عبد الرحممن بن بشر ابن الحكم يقول: سمعت بهزبن أسد يقول: ما رأيت مثل سفيان بن عيينة، فقيل له: ولا شعبة ؟ قال: لا شعبة ما رأيت مثل ابن عيينة وأجمع منه. أخبرنا الحسن بن إسحاق الخولاني، أخبرنا يونس بن عبد الاعلى، قال: قال لي الشافعي: ما رأيت أحدا - جمع الله به من أداة الفتيا، ما جمع في ابن عيينة - أوقف أو أجبن عن الفتيا منه. أخبرنا عبد الله بن محمد بن مرة البصري، أخبرنا نصر بن علي، أخبرني أبي قال: ذكر سفيان ابن عيينة عند شعبة فقال: قد رأيت هذا الغلام يكتب عند عمرو بن دينار في ألواح طويلة، كالواح السماكين، في أذنه قرط أو قال: شنف. أنبانا أحمد بن علي المطيري، أخبرنا عبد الله بن أحمد الدورقي، أخبرنا يحيى بن معين، حدثنا إبراهيم بن مهدي، سمعت حماد بن زيد يقول: رأيت سفيان بن عيينة غلاما له ذؤابة، ومعه ألواح عند عمرو بن دينار. أخبرنا محمد بن بشر القزاز الدمشقي، أخبرنا هارون بن سعيد، أخبرنا سعيد بن بيان وهو ابن
(1) سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي أبو محمد محدث الحرم المكي الثبت الحجة توفي في مكة سنة 198، له الجامع في الحديث وكتاب في التفسير. تاريخ بغداد 9: 174، وفيات الاعيان 2: 391، تهذيب التهذيب 4: 104 - 107. (*)
[ 97 ]
ابنة عقيل، قال: قال عقيل: جاء سفيان بن عيينة إلى ابن شهاب، وهو غلام في أذنه قرط فاخذه فادخله على أهله، فجعل يعجبهم تطلبه العلم على صغره.
أخبرنا ابراهيم بن سعيد القلانسي المنبجي، أخبرنا ابراهيم بن سعيد، أخبرنا سفيان قال: قال الزهري: ما رأيت طالبا للعلم أصغر منه - يعنيني - وسمعت وأنا ابن خمس عشرة. أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت وكيعا يقول: سمع سفيان من الزهري وهو ابن ست عشرة سنة، قال: وكان الزهري يجلسه على فخذه ويحدثه استظرفا له. اخبرنا محمد بشر القزاز، أخبرنا هارون بن سعيد، أخبرني ابراهيم بن عبيد الله بن أبي يزيد قال: قال لي أبي: يا بني ألا تطلب العلم، ألا ترى إلى هذا الغلام، سفيان بن عيينة، وطلبه له، وحركته فيه ؟ حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا محمد بن قدامة الجوهري، سمعت سفيان ابن عيينة يقول: كانت أحاديثي أهل الحجاز تمر بسفيان الثوري، فنحفظها فيسألني عنها ص. حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا محمد بن قدامة، سمعت علي بن الجعد (1) يقول: سمعت من قيس بن الربيع عن سفيان بن عيينة في زمان أبي جعفر. حدثنا محمد بن يوسف الفريري، حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه، سمعت أبا رجاء يعني قتيبة يقول: رأيت عبد الله بن المبارك جاثيا على ركبتيه، بين يدي سفيان بن عيينة. أنبانا عبد الملك بن محمد، حدثنا الرمادي، حدثنا عبد الرحمن بن يونس، سمعت ابن عيينة يقول: لم يسمع ابن جريج من مجاهد (2) إلا حديثا واحدا، وممن طاوس (3) إلا حديثا واحدا. حدثنا الحسين بن بندار بن سعد سمة اثنتين وتسعين ومائتين، أخبرني الحنبلي الحسن بن أحمد الاسفرائيني قال: قال أحمد بن حنبل: سمعت ابن عيينة يقول: إذا اختلفتم في أمر، فانظروا ما
(1) علي بن الجعد بن عبيد الجوهري البغدادي الحافظ الثبت المسند شيخ بغداد، مات سنة 230 ه. تاريخ بغداد 11: 360، تذكرة الحفاظ 1: 399. (2) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي مقرئ مفسر حافظ احد التابعين الاجلاء تهذيب التهذيب 10: 38 - 40 مات 104 ه. صفة الصفوة 2: 117، حلية الاولياء 3: 279 الاعلام.
(3) طاوس بن كيان الخولاني الهمداني من أكابر التابعين، مات اثناء الحج وصلى عليه هشام بن عبد الملك سنة 106 ه. تهذيب التهذيب 5: 8 - 9، وفيات الاعيان 1: 233، الاعلام. (*)
[ 98 ]
عليه أهل الجهاد، لان الله تعالى قال: (والذين جاهدوا فينا لندينهم سبلنا) قال الحسن بن بندار: وأجمع أهل الثغر ان اللفظية كلهم الجهمية. حدثنا شريح بن عقيل، حدثنا ابن أبي عمر، سمعت يحيى بن سليم يقول: سالت سفيان بن عيينة عن الايمان فقال: قول وعمل. و: يحيى بن سعيد القطان (1) حدثنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم، إخبرنا أبو طالب أحمد بن حميد، سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت مثل يحيى في الثبت والتثبت. حدثنا الحسن بن يوسف الفربري، حدثنا أبو عيسى الترمذي، سمعت أحمد بن الحسن يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت - يعني - مثل يحيى بن سعيد القطان. ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر الرازي عن عباس (2) سمعت يحيى (3) يقول: قال لي عبد الرحمن ابن مهدي: لا ترى بعينيك مثل يحيى بن سعيد القطان أبدا. حدثنا عمر بن سنان المنبجي، حدثنا سهل بن صالح قال: سالت أحمد بن حنبل فقلت: يحيى انب سعيد القطان وعبد الله بن المبارك اختلفا في حديث، بقول من تفصل ؟ قال: ليس نقدم نحن على يحيى أحدا. وفي كتابي بخطي عن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم بن يزيد حدثني أبو سليمان الطرسوسي سمعت أبا بكر بن خلاد يقول: دخلت على يحيى بن سعيد في مرضه فقال لي: يا أبا بكر ما تركت أهل البصرة يتكلمون ؟ قلت: يذكرون خيرا إلا أنهم يخافون عليك من كلامك في الناس، فقال: احفظ عني: لان يكون خصمي في الاخرة رجل من عرض الناس، أحب إلي من أن يكون خصمي في الآخرة النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: بلغك عني حديث وقع في وهمك إنه عني، غير صحيح -
يعني فلم تنكره.
(1) يحيى بن سعيد بن فروخ القطان التميمي أبو سعيد من حفاظ الحديث ثقة حجة، تهذيب التهذيب 11: 190 - 193، تذكرة الحفاظ 1: 274، الجواهر المضيئة 2: 212، الاعلام. (2) عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي الامام الحافظ مات سنة 271 ه. تاريخ بغداد 2: 142 تذكرة الحفاظ 2: 579. النجوم الزاهرة 2: 120. (3) الامام يحيى بن معين. (*)
[ 99 ]
أخبرا أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يحيى بن سعيد، وخالد بن الحارث، وعبد الرحمن بن مهدي، ثلاثة عدول. حدثنا علي بن إسحاق بن رداء، حدثنا محمد بن يزيد المستملي، حدثنا علي بن عبد الله، سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: إذا كان الشيخ يثبت على شئ واحد واحد خطا كان أو صوابا فلا باس به، وإذا كان الشيخ كل شئ يقال له يقول: فليس بشئ. قال الشيخ: وفيما أجار لي محمد بن الحسن بن مكرم مشافهة، وأذن لي في الرواية عنه، سمعت عمرو بن علي يقول: قال لي يحيى بن سعيد: لا تكتب عن كل تكتب عن كل أحمد ممن لا يعرف فنه لا يبالي عن من حدث. سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه، يقول: سمعت محمد بن الغصن يقول: سمعت علي بن المديني يقول: سالت يحيى بن سعيد القطان عن من أكتب تفسير مجاهد ؟ فقال: عن منصور، فقلت: منصور عن من ؟ قال: عن سفيان الثوري. أنبانا محمد بن الحسين بن مكرم، قال: سمعت القواريري يقول: كان يحيى إذا شك في حديث من حديث شعبة، قال لي: أو قال لبعضنا: انظر ما يقول غندر. أبناناعلي بن اسماعيل بن حماد، أخبرنا عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: جاءني شعبة فقال: حدثني بهذا الحديث. حديث موسى الجهني (1) فاني أريد أن أحدث به المهدي
قال يحيى: فبلغني انه حدث به المهدي، فقال له: أخبرنا يحيى بن سعيد عن موسى الجهني. اخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان الرسعني، أخبرنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث، أخبرنا يحيى بن حسان، وحدثنا العباس بن ابراهيم القراطيسي، حدثنا القام بن حيون المار، عن يحيى بن حسان عن عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا سفيان الثوري، أخبرنا يحيى القطان، أخبرنا سفان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: " لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم (لتعزروه) قال رسول الله:: [ فيم ذاكم ] ؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال: [ لتنصروه ] " (2). وروى ابراهيم بن سعيد الجوهري عن يحيى بن حسان.
(1) موسى بن عبد الله ويقال ابن عبد الرحمن الجهني أبو سلمة ويقال: إبو عبد الله الكوفي، ثقة قليل الحديث، مات سنة 144 ه. تهذيب التهذيب 10: 316. (2) الآية - لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا - سورة الفتح 9، والحديث رواه ابن مردويه والخطيب، وابن عساكر في تاريخ دمشق، الدر المنثور 6: 70. (*)
[ 100 ]
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري، قال: اعلم الناس بالثوري يحيى بن سعيد، لانه عرف صحيح حديثه من تدليسه. كتب إلي ابن بحر البري، أخبرنا عمرو بن علي، سمعت رجلا يحدث عبد الله بن مهدي، عن يحيى بن سعيد، عن نافع أن عبد الله بن عمر، كان يرد كل ما سلم عليه، فانكره عبد الرحمن وقال: إنما هذا حديث أبي جعفر القاري، فذكرته ليحيى فحدثني به، ثم رأيت يحيى ورآني عبد الرحمن في الجامع قال: انكرت حديث نافع، أنت سألتني عنه منذ ثلاثين سنة فسكت عبد الرحمن. حدثني ابن فرضخ، حدثني عمارة بن وثيمة، أخبرنا عبد الكريم بن أبي أيوب، عن يحيى بن معين قال: قال يحيى بن سعيد: إن لم ارو الا عن كل من أرضى، ما رويت عن خمسة أو نحو ذلك. سمعت عبد ان يقول: سالت أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن حديث جده يحيى بن سعيد، قال: ستة عشر ألف حديث.
حدثنا محمد بن موسى الحلواني، أخبرنا عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أدعو الله في سجودي لمعاذ بن معاذ (1) وخالد بن الحارث، وسمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت أو في من رجلين: شعبة وخالد بن الحارث. كتب إلي ابن بحر، أخبرنا عمرو بن علي، سمعت يحيى يقول: كنت آخذ العفو في الحديث، وكنت أنا ومعاذ وخالد نجتمع معا - يعني ما نختلف في شئ قط - وما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ، وما أبالي إذا تابعني من خالفني، وكنا ناتي ابن عون أنا ومعاذ وخالد، فيخرج ويقعد معاذ وخالد فيكتبان، وارجع فاكتبها في البيت، قال: وكان شعبة يحلف لا يحدث، فيستثني معاذ وخالد، وخالد ولد في سنة عشرين في أولها، وولد معاذ في سنة تسع عشرة، في آخرها وكان أكبر مني بشهرين. أخبرنا موسى بن العباس، أخبرنا محمد بن أحمد بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن غيلان يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما تركت حديث محمد بن اسحاق إلا لله. أخبرنا محمد بن موسى الحلواني، أخبرنا لفضل بن سهل، حدثنا علي بن المديني، سمعت يحيى ابن سعيد يقول: أمن رجل على مائة ألف درهم أحب إلي من أن آمن على حديث واحد.
(1) معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان الامام العلامة الحافظ أبو المثني قاضي البصرة، مات سنة 196 ه. قال احمد: إليه المنتهى في البصرة. تاريخ بغداد 13: 131، تذكرة الحفاظ 1: 324. (*)
[ 101 ]
عبد اله بن المبارك بن واضح (1) سمعت اباهيم الهسنجاني (2) يقول سمعت المسيب بن واضح يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك عندنا امام المسلمين. أخبرنا أبو يعلى، أخبرنا عمرو الناقد قال: قال لنا سفيان بن عيينة: ما رأيت أحدا ممن قدم علينا مثل عبد الله بن المبارك ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة. حدثنا ابن أبي العصمة، أخبرنا أبو نشيط قال: سمعت نعيم بن حماد، يقول 6 سمعت عبد
الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك. أنبانا عمر بن سنان، أخبرنا عبد الله بن محمد بالضعيف، سمعت عبد الله بن المبارك، وكان عندنا من أرفع أهل زمانه، وأعلمهم بالاختلاف. سمعت عمر بن نصر الحلبي يقول، إخبرنا إسحاق بن الضعيف، يقول: سمعت عبد الرزاق، يقول: ما رأيت أحدا من أهل المشرق، أفضل من ابن المبارك. اخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، أخبرنا محمد بن عبد الله العطار، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الخراساني ابن المبارك، فذكر حديثا. أخبرنا ابن الجنيد، أخبرنا البخاري، أخبرنا موسى بن اسماعيل يقول: سمعت سلام بن أبي مطيع يقول: لابن المبارك ما خلف بالمشرق مثله، وكنيته أبو عبد الرحمن المروزي مولى بني حنظلة. أخبرنا الدغولي (3)، أخبرنا ابن قهزاد (4)، سمعت عبد العزيز بن أبي رزمة يقول: قال لي شعبة: من أين أنت ؟ قال: قلت أنا من أهل مرو، قال: تعرف عبد الله بن المبارك ؟ قال: قلت: نعم، قال: ما قدم علينا مثله.
(1) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي بالولاء التميمي المروزي أبو عبد الرحمن الحافظ شيخ الاسلام، صاحب التصانيف والرحلات، وجمع الحديث والفقه والعربية، وأيام الناس والشجاعة والسخاء، له كتاب في الجهاد، وآخر في الرقائق، وغيرها، مات سنة 181 ه. حلية الاولياء 8: 162، شذرات الذهب 1: 295، تاريخ بغداد 10: 152 تهذيب التهذيب 5: 334 - 338. الاعلام للزركلي. (2) ابراهيم بن يوسف الرازي الهسنجاني أبو اسحاق حافظ ثقة من أهل هسنجان من قرى الري له مسند كبير في الحديث، شذرات الذهب 2: 235. ومعجم البلدان 8: 456. (3) الدغولي: هو محمد بن عبد الرحمن أبو العباس. تاريخ بغداد 10: 162. (4) ابن قهزاد: هو محمد بن عبد الله بن قهزاد. تاريخ بغداد 10: 162. (*)
[ 102 ]
كتب إلي محمد بن أيوب، أنبانا عثمان بن عيسى، سمعت حيان يقول: قال أبو عمران شيخ من
أصحاب ابن المبارك: ذكرت عبد الله عند ابن عيينة فقال: لا ترى عينك مثله. كتب ألي أبو أيوب، أنبانا عبد الله بن أحمد، سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: ما رأينا محدثا أجمع من عبد الله بن المبارك. أخبرنا أبو عصمة سهل بن هج ص ببخارى، أخبرنا أبو صفوان، سمعت المكي يقول: شيخ ابن جريج عبد الله بن المبارك، فقال صحبك الله، ما زلت موموقا، يعني معشوقا. وفيما أجاز لنا ابن مكرم مشافهة، سمعت يعقوب الدورقي، يقول: سئل عبد الرحمن بن مهدي عن المسح على الخفين، فقال: رأيت ابن المبارك يمسح على خفيه. أخبرنا ابن مسلم سمعت الحسين المروزي، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: لم أكتب كتاب يونس بن يزيد (1) إلا عن عبد الله بن المبارك، فانه أخبرني أنه كتبها عنه من كتابه. أخبرنا أحمد المدائني، أخبرنا الليث بن عبدة، حدثنا يحيى بن معين قال: ابن المبارك نائم ص أيقظ عندنا من الوليد (2). حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا الليث بن عبدة، قال: قال ابن أبي مريم ليحيى بن معين: من أثبت في حيوة (3) ابن المبارك أو ابن وهب ؟ قال: ابن المبارك أثبت منه في جميع ما يروي. ثم قال: ابن المبارك باية ص يحيى بن سعيد القطان. أخبرنا الدغولي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن قهزاد يقول: سمعت أبا اسحاق الطالقاني، يقول: سمعت ابن المبارك يقول: ومن يسلم من الوهم ؟ حدثنا محمد بن الضحاك وابن حماد قالا: أخبرنا العباس بن محمد: سمعت يحيى يقول: من لا يخطئ في الحديث فهو كذاب. حدثني ابن المرزبان، ويعقوب بن اسحاق قالا: سمعنا عباس يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لست أعجب ممن يحدث فيخطئ: إنما أعجب ممن يحدث فيصيب.
(1) يونس بن يزيد بن أبي النجاة الايلي، إبو يزيد، ثقة أخرج حديثه الستة مات سنة 159 ه. تهذيب التهذيب 11:: 395 - 397.
(2) الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي حافظ، اخرج حديثه الستة، مات سنة 195 ه. تهذيب التهذيب 11: 133 - 136. (3) حيوة بن شريح بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري الحافظ مات سنة 158 ه. تهذيب التهذيب 3: 61 - 62. (*)
[ 103 ]
أخبرنا أحمد بن جشمرد، أخبرنا عبد الله بن بشر بن عميرة قال: سمعت أبا بكر المستملي يقول: سمعت اسحاق بن الطباع يقول: قال ابن المبارك: إذا رأيت الرجل يطلب العلم فاعلم أنه يريد أن بسود، وإذا رأيت الرجل يطلب العربية فاعلم أنه يريد أن يعلم، وإذا رأيته يجمع السلاح فاعلم أنه يقاتل. حدثنا اسحاق بن أحمد بن جعفر، أخبرنا علي بن مسلم، أخبرنا أبو داود، قال: قال ابن المبارك: كنت أتفطن إلى كلام ابن عون (1)، وكان في كلامه قال، قال: اخبرنا اسحاق، أخبرنا علي بن مسلم، أخبرنا أبو داود، وذكر ابن عون، فقال: ازدحمنا عليه يوما حتى غشي عليه، فقالوا: الماء، الماء، وكنت من أقربهم إليه. أخبرنا يحيى بن زكريا بن حيويه، أخبرنا محمد بن الغصن قال: سمعت نعيم بن حماد (2) يقول: قيل لابن المبارك يا أبا عبد الرحمن: تكثر القعود في البيت وحدك، قال: أنا وحدي، وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه - يعني النظر في الحديث. سمعت جعفر بن بيان الغافقي بمصر يقول: سمعت نعيم بن حماد يقو: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول - وقد عابه قوم في كثرة طلبه للحديث، فقالوا له: إلى متى تسمع ؟ قال: إلى الممات. سمعت جعفر بن أحمد بن علي بن بيان، يقول: سمعت نعيم يقول: صمعت ابن المبارك يقول: إذا رويت عن الشيخ سبعة أحاديث فلا تبالي متى مات. أخبرن الحسين بن عثمان التستري، أخبرنا أبو زرعة الرازي، حدثني أحمد بن حنبل قال: دخلت مع ابن المبارك على المحاربي بالكوفة، فتذاكرا ساعة ثم ساره بشئ، فجعل ابن المبارك يقول: والله
لا أروي عنه، فلما خرجنا قلت له: أبا عبد الرحمن والله لا أروي عنه ايش كان ؟ قال: يامرني أن أروي عن فلان، وهو يتكلم في الناس، والتكلم في الناس، لا يخلو من خلتين: إما صادق، وإما أروي عن فلان، وهو يتكلم في الناس، والتكلم في الناس، لا يخلو من خلتين: إما صادق، وإما كاذب، فان گان صادقا فهو مغتاب، وإن كان كاذبا فهو بهات، فلا يحل لي أن أروي عن المغتاب، ولا عن البهات. اخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، أخبرنا أبو حاتم، أخبرنا عبدة بن سليمان المروزي قال: قيل لابن المبارك: هذه الاحاديث المصنوعة، قال: تعيش لها الجهابذة.
(1) جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخرومي أبو عون الكوفي، ثقة ثبت اخرج حديثه الستة، مات سنة 206 ه. تهذيب التهذيب 2: 86. (3) نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي أبو عبد الله الشهيد، مات بسامراء سنة 228 ه تاريخ بغداد 13: 306. (*)
[ 104 ]
أخبرنا أحمد بن حص السعدي، أخبرنا أحمد بن سعيد الدارمي، سمعت العلاء يقول: أخبرني رجل قال: رأيت عبد الله بن المبارك في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي برحلتي. اخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، أخبرنا ابن قهزاد، أخبرنا علي بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن المبارك عن سفيان بن عيينة عن ابن طاوس، عن أبيه قال: ليس في القلس وضوء (1). وأنبانا بهلول بن اسحاق الانباري، أخبرنا سعيد بن منصور، أخبرنا أبو الاحوص، أخبرنا أبو عبد الرحمن - ظننا أنه يريد ابن المبارك - عن جعفر بن برقان فذكره. حدثنا محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا أبو اسماعيل الترمذي، أخبرنا نعيم، أخبرنا معتمر، حدثني صاحب لنا، عن أيوب، عن الحسن قال: رميح كله رحمة، فقلت له: من هو ؟ قال: ابن المبارك. أخبرنا احمد بن سعيد، سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت موسى بن اسماعيل يقول: سمعت ابن المبارك يقول: حدثت سفيان الثوري بحديث ثم جئته بعد ذلك، فإذا هو يدلسه عني، فلما رآني استحى فقال: نروي عنك.
وحدث عبد الله بن المبارك رباح بن يزيد الصنعاني ص باحاديث. أخبرنا محمد بن أبي علي، حدثني أحمد بن عمير الطرسوسي، أخبرنا محمد بن خالد النصيبي، أخبرنا إبراهيم بن خالد الصنعاني، أخبرنا رباح بن يزيد ص، عن ابن المبارك، عن سفيان الثوري، عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أنس، أن أبا بكر وعمر قطعوا ص في مجن قيمته ثلاثة دراهم. أخبرنا الحسن بن عثمان التستري، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله البلخي، أخبرنا الوليد بن مسلم، قال: اجتمعت أنا وابن المبارك ومروان الفزاري عند سفيان الثوري، وسعيد بن سالم القداح، إذ جاء سفيان بن عيينة فتذاكرنا من العدل في الاسلام، فكلنا نظرنا إلى سفيان الثوري أن يتكلم، فبادر عبد الله بن المبارك، فقال: من رضيه أهل العلم فكتبوا عنه حديثه، فهو عدل جائز الشهادة، فتبسم سفيان الثوري، وقال: أحسن والله أبو عبد الرحمن. أخبرنا المدائني، أخبرنا الليث بن عبدة، أخبرنا اسماعيل بن مسلمة بن قعتب، أخبرنا محمد بن معتمر قال: قلت لابي: من فقيه العرب ؟ قال: سفيان الثوري، فلما مات سفيان، قلت له: من فقيه العرب ؟ قال: عبد الله بن المبارك.
(1) القلس لغة ما خرج من الحلق ملء الفلم اعاده صاحبه أو ألقاه فهو القئ ويقال القلس بالتحريك (لسان العرب مادة قلس). (*)
[ 105 ]
اخبرنا يعقوب بن إسحاق، أخبرنا أبو الخصيب أحمد بن المستنير المصيصي، سمعت عبدة يقول: سمعت ابن المبارك يقول: لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث ما حدثتكم. أخبرنا العباس بن أبي شحمة، أخبرنا محمد بن أبان، أخبرنا مؤمل بن اسماعيل قال: سمعت ابن المبارك يقول: اني لاسمع الحديث فاكتبه، وما من رأيي أن أعمل به، ولا أحدث به، ولكني أتخذه عدة لبعض أصحابي، اشتهي إن عمل به أقول عمل بالحديث. أخبرنا أحمد بن حفص السعدي، سمعت محمد بن عمرو زنيج الطلاس (1) يقول: لما قدم عبد الله ابن المبارك الري دس له إهل الرأي صبيا فقام فقال: يا أبا عبد الرحمن ما تقول فيمن يقول: " فتل
علي بن أبي طالب المؤمنين " ؟ فقال ابن المبارك: ما أدري ما أقول في هذا، ما أدري ما أقول في هذا، قتل طلحة والزبير المؤمنين ما أدري يا أهل الرأي أصغاركم شر، أم كباركم. أخبرنا محمد بن أبي علي، أخبرنا أحمد الكرابيسي الرقي، حدثني أحمد بن معمر الاصفهاني، أخبرنا محمد بن خالد، أخبرنا ابراهيم بن خالد، أخبرنا رباح بن يزيد ص عن أبي عبد الرحمن - يعني ابن المبارك، عن سفيان الثوري، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون الصلاة، القراءة " بالحمد لله رب العالمين " (2). اخبرنا الحسين بن موسى بن خلف، أخبرنا إسحاق بن زريق، أخبرنا إبراهيم بن خالد، اخبرنا رباح بن يزيد ص، عن ابي عبد الرحمن الخراساني - وهو ابن المبارك، عن هارون بن سلمان مولى عمرو بن حريث، قال: سمعت عمرو بن حريث، يقلو: سمعت عليا يقول على منبر الكوفة: خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر، والثاني عمر، ولو أشء أذكر الثالث ذكرته. جرير بن عبد الحميد (3) كتب إلي ابن أيوب، أنبانا أبو عسان - يعني زنيج - قال: سمعت بهز بن أسد، يقول: ما جلست إلى شيخ قط، أزكى قلبا من جرير، كانه غلام ابن أربع عشرة، قيل: ولا شعبة ؟ قال: ولا شعبة.
(1) كذا في الاصل: وهو محمد بن عمرو بن بكر بن سالم أبو عسان الرازي شهر بالطيالسي وعرف بزنيج ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 240 ه، تهذيب التهذيب 9: 328 - 329. (2) حديث أنس. متفق عليه، رواه الشيخان. (3) جرير بن عبد الحميد بن قوط الرازي الضبي محدث الري في عصره، رحل إليه المحدثون لسعة علمه، كان ثقة، مولده ثم وفاته في الري توفي سنة 188 ه. تارخي بغداد 7: 253. ميزان الاعتدال 1: 182. الاعلام للزركلي. (*)
[ 106 ]
الفضل بن موسى السيناني (1)
أنبانا الحسن بن سفيان، أخبرنا أبو الدرداء المروزي، أخبرنا صدقه بن الفضل، حدثنا الفضل بن موسى حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله يلاحظ في الصلاة يمينا وشمالا، ولا يلوي عنقه خلف ظهره. قال إسحاق: ذكر عند حيى بن معين هذا الحديث، قال أبو خيثمة: إن هذا حديث، يرويه وكيع مرسل، فقال له يحيى، تدري عمن يحدثك ؟ عن أمير المؤمنين الفضل بن موسى. أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث، سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت حسنون البقال يقول: سمعت أبا نعيم يقول: الفضل بن موسى السيناني أثبت من ابن المبارك.
(1) الفضل بن موسى السيناني، امام حافظ، السيناني نسبة الى سينان، من قرى مرو، مات سنة 192 ه، تهذيب التهذيب 8: 257، تذكرة الحفاظ 1: 296، ميزان الاعتدال 3: 360. (*)
[ 107 ]
وطبقة بعد تابعي التابعين، منهم: وكيع بن الجراح (1) سمعت ابن منير يقول: سمعت ابن أبي خيثمة، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: من فضل عبد الرحمن بن مهدي، على وكيع، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أخبرنا ابراهيم بن عمر بن إسحاق السمرقندي، أخبرنا سهل بن صالح، قال: سالت أحمد بن حنبل، فقلت: وكيع أو عبد الرحمن ؟ فقال: وكيع أسرد، وسالت يحيى بن معين فقال: وكيع أحب إلي. أنبانا الساجي، حدثني أحمد بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: ما رأيت أحفظ من وكيع. أخبرنا إبراهيم بن إسحاق السمرقندي، أخبرنا سهل بن صالح، أخبرنا سلمة بن عقاد، قال: رأيت وكيعا في المنام، فقلت: ما صنع بك ربك ؟ قال: أدخلني الجنة، قلت باي شئ يا أبا سفيان ؟ قال: بالعلم.
أخبرنا محمد بن علي المروزي، أخبرنا عثمان الدارمي، سالت يحيى بن معين، عن أصحاب الثوري: يحيى أحب إليك أو عبد الرحمن ؟ قال: يحيى، قلت: عبد الرحمن أحب إليك أو وكيع ؟ قال: وكيع. قال الشيخ: حدثت عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق، قال: رأيت الثوري وابن عيينة، ومعمرا، ومالكا، ورأيت، ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع. أخبرنا ابن قتيبة، أخبرنا نوح، أخبرنا وكيع، قال: ويل للشيخ إذا استضعفوه = يعني = أصحاب الحديث ص. أنبانا زكريا الساجي قال: سمعت ابن المثنى يقول: قلت ليحيى القطان: رأيت وكيعا يطلب الحديث بالكوفة ؟ قال: لا، ولكني رأيت أخاه مليحا يطلب الحديث، قال ابن المثنى: وكيع طلب بعد يحيى.
(1) وكيع بن الجراح بن مليح الرزامي، أبو سفيان الكوفي، الحافظ الثبت الناقد، محدث العراق، أحد الائمة الاعلام، قال الامام أحد: ما رأيت أحدا أوعى منه ولا أحفظ، وكيع اما المسلمين مات سنة 196 ه. له ترجمة في: الارشاد ورقة 90، مقدمة الجرح والتعديل 219، الفهرست 331، تاريخ بغداد 13: 426، طبقات الحنابلة 1: 391.
[ 108 ]
اخبرنا محمد بن اربيع الجيزي، أخبرنا أبو عثما المقدمي. وأخبرنا ابن سعيد، أخبرنا محمد بن الحسن بن موسى قالا: حدثنا القعنبي (1) قال: كنا عند حماد ابن زيد، وكان معنا وكيع، فلما قام قيل: وهذا وكيع صاحب سفيان ؟ فقال حماد: هذا إن شئت أهبا من سفيان. وقال المقدمي: ليس الثوري بافضل منه عندي. حدثا الحسين بن يوسف الفربري، أخبرنا أبو عيسى الترمذي قال: سمعت أحمد بن الحسن يقول: سئل أحمد بن حنبل عن وكيع وابن هي، فقال: وكيع أكثر في القلب.
سمعت ابن سنان يقول: سمعت ابراهيم بن سعيد الجوهري يقول: ما رأيت أحدا ممن يشبه السلف، إلا ثلاثة: علي بن الحسن بن شقيق (2) وأبو داود الحفري (3) وسعيد بن عامر (4). قلت له: ووكيع ؟ قال: كان وكيع عابدا، ولكن لا تغتر بالكوفيين. سمعت ابن أبي عصمة يقول: سمعت هارون بن عبد الله، يقول: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عبد الحميد أخشع منه. سمعت ابن أبي عصمة يقول: سمعت هارون بن عبد الله، يقول: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عبد الحميد أخشع منه. سمت ابن أبي عصمة يقول: سمعت محمد بن حسان الازرق يقول: مات وكيع سنة ست وتسعين ومائة وأتى عليه ست وستون سنة. و: عبد الرحمن بن مهدي (5) أنبانا الحسن بن سفيان، أخبرنا أبو الدرداء المروزي، أخبرنا أحمد بن الحسن الترمذي،
(1) عبد الله بن مسلمة بن قعثب القعنبي الحارثي من رجال الحديث الثقات من أهل المدينة، سكن البصرة، مات سنة 221 ه، روى عنه، البخاري 123. تهذيب التهذيب 6: 28 - 29، النجوم الزاهرة 2: 85. الاعلام للزركلي. (2) علي بن الحسن بن شقيق بن دينار، أبو عبد الرحمن المروزي، اخرج حديثه الستة، وروى عنه البخاري مباشرة، مات سنة 215 ه. تهذيب التهذيب 7: 263 - 264. (3) أبو داود الحفري، عمر بن سعد بن عبيد، أبو داود الحقري الكوفي، ثقة مات سنة 203، تهذيب التهذيب 7: 397 - 398. (4) سعيد بن عامر الضبعي أبو محمد بن البصري، مات سنة 208 ه. تهذيب التهذيب 4: 44 - 45. (5) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان المنبري البصري اللؤلؤي أبو سعيد من كبار حفاظ الحديث، وله فيه تصانيف، مولده ثم وفاته بالبصرة، قال الشافعي: لا أعرف له نظى را في الدنيا، مات سنة 198 ه. حلية الاولياء 9: 3، تاريخ بغداد 10: 240، اللباب للسمعاني 3: 72، تهذيب التهذيب 6: 250 - 252، الاعلام للزركلي. (*)
[ 109 ]
سمعته يقول: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: كيف تعرف الصواب من الكذب ؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون. أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري، قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: جاء رجل إلى عبد الرحمن، فقال: يا أبا سعيد إنك تقول للشئ: هذا صحيح، وهذا لم يثبت، فعمن تقول ذلك ؟ قال عبد الرحمن: أرأيت لو أتيت الناقد، فاريته دراهمك، فقال: هذا جيد، وهذا ستوق ص، وهذه نبهرج (1). أكنت تسال عمن ذلك، أو كنت تسلم الامر إليه ؟ قال: لا بل كنت أسلم الامر إليه. قال: فهذا كذلك، لطول المجالسة أو المناظرة والخبرة. أنبانا الحسن بن عثمان التستري، أخبرنا سلمة بن شبيب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: دلني عبد الرحمن بن مهدي على حسين بن الوليد (2)، وكان حسين عسرا في الحديث، فدخلت عليه فإذا في يده كتاب فيه رأي أبي حنيفة، فقال له عبد الرحمن، سلني عن كل مسالة في كتابك، حتى أحدثك فيه بحديث. أخبرنا يحيى بن محمد بن ماعز، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق، قال سمعت علي بن المديني، يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي. اخبرنا الحسين بن يوسف، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، قال: سمعت ابن أبي صفوان، يقول: سمعت علي بن المديني، يقول: لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر أحدا أعلم من عبد الرحمن ابن مهدي. اخبرنا الحسين بن يوسف، أخبرنا أبو عيسى، قال: سمعت أحمد بن الحسين يقول: قال أحمد بن حنبل: ابن مهدي إمام. أخبرنا الحسين بن عياض الحميري المصري، أخبرنا أبو عبد الله بن عرعرة، قال علي بن المديني: أتيت عبد الرحمن بن مهدي، فقلت له أخرج إلي صحيفة ابن المبارك، عن معمر، عن همام، قال: فاخرجها، فقلت: ادفعها إلي، فقال: دعني حتى أملي عليك ما تحتاج إليه منها، فاملى علي منها أربعة أحاديث، ثم دفعها إلي فلم يكن فيها شئ غير الاربعة.
أخبرنا الحسين بن عياض، أخبرنا إسحاق بن ابراهيم بن عرعرة، قال: قال علي بن المديني: لما قدمت من عند جرير، جعلت أتتبع بالكوفة، حديث الاعمش من عند أبي معاوية، وأصحاب الاعمش
(1) نبهرج: النبهرج كالبهرج. والدرهم البهرج: الذي فضته وديثة (لسان العرب). (2) حسين بن الوليد القرشي، مولاهم، إبو علي الفقيه النيسابوري، لقه كميل، ثقة، مات سنة 203 ه. تهذيب التهذيب 2: 222 - 223. (*)
[ 110 ]
حتى تتبعت من عند يحيى بن آدم عن قطبة (1) وغيره، فلما قدمت البصرة أخبرت بعنايتي بحديث الاعمش عبد الرحمن بن مهدي، فقال لي: اكتب ما ليس عندك، فاملى علي بضعة عشر حديثا لم أحفظ منها شيا فجعلت أتعجب من فهمه بما ليس عندي. أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا يزيد بن الهيثم، أخبرنا بشار الخفاف قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: وليس بامام من حدث بكل ما سمع، وحدث عن كل ما لقي، ويحيب بكل ما يسال عنه، وحدث كل من ساله، ويكتب حديث النبي عليه السلام ما وجدته عن ثقة، ثم تتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه ويلم عن الثقات، ثم يكتب حديث التابعين، ثم لا كتاب بعد ذلك ص. انبانا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا موسى بن محمد بن حيان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: اتقوا هؤلاء الشيوخ، واتقوا شيوخ أبي عامر العقدي (2) المدنيين. انبانا أحمد بن علي بن المثنى قال: سمعت الحارث بن سريج النقال (3) يقول: سمعت عبد الرحمن ابن مهدي، يقول: أربعة أمرهم في الحديث واحد: جرير (4) والثقفي (5) ومعتمر (6) وعبد الاعلى (7)، يحدثون من كتب الناس ولا يحفظون. انبانا زكريا الساجي، قال سمعت بندارا يقول: ضرب عبد الرحمن بن مهدي على نيف وثمانين شيخنا حدث عنهم الثوري. انبانا أحمد بن الحسين الصوفي، أخبرنا محمد بن قدامة قال: سمعت أبا أسامة يقول: لو أن عبد الرحمن بن مهدي أغرب عن سفيان الثوري ألف حديث ما أنكرته عليه، وذلك أني دخلت علي
سفيان الثوري، في مرضه بالبصرة، فرأيت عبد الرحمن يوصيه يلي سفلته بيده.
(1) قطبة بن عبد العزيز بن سياه الاسدي الحماني الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 8: 238 - 239. (2) أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو لاقيسي العقدي البصري ثقة مات سنة 205 ه، تهذيب التهذيب 6: 263 - 264. (3) الحارث بن سريج بالمهملة (النقال) تاريخ بغداد 8: 209، ابن ماكولا 4: 274. (4) جرير بن حازم بن عبد الله بن شجاع الازدي العتكي أبو النضر البصري، حافظ ثقة مات سنة 175، تهذيب التهذيب 2: 60 - 61. (5) عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي أبو محمد مات سنة 194 ه وثقة يحيى بن معين، لسان الميزان 4: 88، تذكرة الحفاظ 1: 321. (6) معتمر بن سليمان بن طرخان من موالي بني مرة، أبو محمد، محدث البصرة، حافظ ثقة، حدث عنه احمد ابن حنبل. ابن سعد 7: 45 تذكرة الحفاظ 1: 245، الاعلام. (7) عبد الاعلى بن عبد الاعلى القرشي البصري، من الثقات. تهذيب التهذيب 6: 87 - 88. (*)
[ 111 ]
سمعت عمر بن سنان، يقول: سمعت الحسين بن الحسن المروزي، يقول: سمعت عبد الرحمن ابن مهدي، يقول: وجدت كتابا بخطي في وسط كتبي لشعبة، فنظرت فيه، فلم أعرفه فتركته. أخبرنا عبد الله بن محمد بن مقير، أخبرنا محمد بن أبان البلخي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لا نجد مثل كتب غندر (1) عن شعبة، ورأيت شعبة حدث بحديث، فنازعه غندر، فقال له شعبة: فقدتك تسمع حديثي كله. أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان، أخبرنا محمد بن أبان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: غندر في في شعبة أثبت مني. أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان، أخبرنا محمد بن أبان قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: اختلفت إلى شعبة عشر سنين، ولكن أصاب كتبي شئ فذهب ثلثاها أو أكثر.
سمعت عبدان الاهوازي، يقول: سمعت عمرو بن العباس، يقول: كتبت عن غندر حديثه كله، إلا حديث سعيد بن أبي عروبة كان عبد الرحمن بن مهدي نهاني أن أكتبه، وقال: سمع سعيدا بعد الاختلاط. ذكرت هذه الحكاية لابن مكرم بالبصرة وكانه أنكره، وقال: سمعت عمرو ابن علي، يقول: سمعت غندر يقول: ما أتيت شعبة حتى فرغت من سعيد بن أبي عروبة. أخبرنا عمران بن موسى، قال: سمعت العباس بن عبد العظيم، يقول: سمعت علي بن المديني، يقول: سمعت ابن مهدي، يقول: أحكم لسفيان بن عيينة بحديثين على مالك، وحديث عن الثوري، واثارة من علم. أخبرنا عمر بن سنان، أخبرنا ابراهيم بن سعيد، قال: كان عبد الرحمن بن مهدي يقول: أخطا وكيع في أربعمائة حديث، فما صبر وكيع أن قال: والله من كان الذي يقول للاعمش: قل حديثا - يعني أنعبد الرحمن كان يقول عن الاعمش حديثا. سمعت عبدان الاهوازي يقول: سمعت عمرو بن العباس يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: وهب لي يحيى بن سعيد القطان كتاب ابن جريج في المناسك. إنبانا عبد الملك بن محمد، أخبرنا أحمد بن أبي علي، قال: سمعت أبا موسى الزمن، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما هو عندي إلا عبث كما يعبث الانسان بالكلاب والحمام والشئ، يعني الحديث.
(1) الحافظ محمد بن جعفر إبو عبد الله البصري المعروف بغندر، ثقة ثبت أخرج حديثه الستة ماتستة 92 ه أو بعدها، تهذيب التهذيب 9: 84 - 86. (*)
[ 112 ]
سمعت الحسن بن أبي الحسين البرزندي، يقول: سمعت الحسين بن إدريس يقول: سمعت بندار (1) يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: يكفي صاحب الحديث من الحديث شمه. كتب إلي محمد بن أيوب، أنبانا نوح بن حبيب، أخبرنا عتاب بن زياد، أنبانا بن المبارك - في مجلس بمرو، عن عبد الرحمن بن مهددي، عن سفيان، ثمانية وعشرين حديثا.
سمعت عبدان الاهوازي، يقول: كان عند عمرو بن العباس عن ابن مهدي خمسين ألف ص، وكان عنده الاصناف، وسمعت من عمرو عشرين ألف حديث. أنبانا أحمد بن علي بن المثنى قال: سمعت موسى بن محمد بن حيان يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: أفضل هذه الامة بعد نبيها: أبو بكر، ثما عمر، ثم عثمان، ثم يقف. سمعت أحمد بن علي بن الثنى، سمعت القواريري (2) يقول: رأيت عبد الرحمن بن مهدي ورأيت أباه مهديا ورأيت جده حسان. سمعت الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، يقول: سمعت عمر بن يزيد السياري، يقول: رأيت عبد الرحمن بن مهدي، ورأيت أباه مهديا، ورأيت جده حسان، وكان طحانا بالبصرة. سمعت ابن مكرم يقول: سمعت بندار، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: مثل صاحب الحديث مثل التاجر، إذا احتبس عن سوقه، لم يمكنه أن يبيع حتى يسال عن السعر. إنبانا أحمد بن علي بن الثنى، أخبرنا محمد بن عقبة، أخبرنا حسان بن مهدي، أخ برنا عبد الرحمن بن مهدي، ان عمر بن عبد العزيز أعطى الناس ثلاثة ثلاثة وبردا غليظا (3). أنبانا عبد الله بن محمد بن مسلم، أخبرنا عبد الله بن محمد بن هانئ، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن، أبو سعيد، صاح اللؤلؤ. أخبرنا عبد الوهاب بن أبي عصمة، أخبرنا الفضل بن زياد، قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو الوليد (4) أكبر من عبد الرحمن بن مهدي، بثلاث سنين.
(1) بندار الحافظ الكبير، الامام أبو بكر محمد بن بشار بن عثمان البصري، النساج، المعروف ببندار، كان علاما بحديث البصرة، أخرج حديثه الائمة الستة مات سنة 252 ه. تذكرة الحفاظ 2: 511، تهذيب التهذيب 9: 61 - 63. (2) عبيد الله بن عمر بن ميسرة أبو سعيد الجشمي مولاهم المعروف بالقواريري زهري، وثقه ابن معين والعجلي والنسائي وغيرهم، مات سنة 235، تاريخ بغداد 10: 320. (3) البرد نوع من الثياب معروف - النهاية لابن الاثير. (4) أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري حافظ حجة مات سنة 227 ه، تذكرة الحفاظ 1: 382. (*)
[ 113 ]
سمعت عبدان الاهوازي، يقول: سمعت عمرو بن العباس يقول: كان عبد الله بن داود الخريبي (1) يقول لعبد الرحمن بن مهدي: أنت قدري، فقال عبد الرحمن: انما استاذي حماد بن زيد، (2) ويزيد بن زريع، (3) فعن ايهما حملت القدر ؟ سمعت عبد الوهاب بن أبي عصمة، يقول: سمعت محمد بن حسان الازرق يقول: مات ابن مهدي سنة ثمان وسبعين، وأتى عليه ثلاث وستين * ص. و: سفيان الراس (4) أنبانا زكريا بن يحيى الساجي، حدثني أحمد بن محمد، حدثني خلف المخرمي، قال: كنا عند وكيع، وعند سفيان الرأس، فجعل يساله عن أحاديث، فقال له: منصور عن ابراهيم: لا تشرب الخمر، فانه لا يزيدك إلا عطشا. فقال له وكيع: اجعل مكان ابراهيم مكحولا، ومكان منصور يردا، فقال: فعلي هذا لشيوخكم المغفلين. و: المظفر بن مدرك أبو كامل (5) أخبرنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: كان أبو كامل المظفر بن مدرك رجلا صالحا وقل من يشبهه، قال: وأظنه قال: وكنت آخذ عنه لهذا الشان. قال الشيخ: ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر الرازي، عن عباس، عن يحيى قال: كان أبو كامل صاحبنا اسمه المظفر بن مدرك، وكان من الابناء من أبناء خراسان. وقال أحمد بن حنبل: شيوخ بغداد: أبو كامل مظفر، وذكره بخير، وحدث عنه أحمد.
(1) عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع الهمداني المعروف بالربي ثقة مات 211 ه، تهذيب التهذيب 5: 175 - 176. (2) حماد بن زيد بن درهم الازدي الجهضمي ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 179 ه، تهذيب التهذيب 3: 9 - 11. (3) يزيد بن زريع العيثي ويقال التميمي أبو معاوية حافظ ثقة مات سنة 182 قال احمد بن حنبل عنه: كان
ريحانة البصرة. تهذيب التهذيب 11: 284 - 286. الاعلام. (4) سفيان بن زياد البصري المعروف بالرأس. حافظ ثقة مات بعد المائتين. الجرح والتعديل 2: 230، ميزان الاعتدال 2: 196، لسان الميزان 3: 52. (5) المظفر بن مدرك أبو كامل الخراساني البغدادي حافظ ثقة توفي سنة 207 ه، تهذيب التهذيب 10: 166 - 167. شذرات الذهب 2: 18، تاريخ بغداد 13: 125. * آخر الجزء الثالث (م). (*)
[ 114 ]
أخبرنا عبد اله بن محمد بن عبد العزيز، عن أحمد بن حنبل، عن أبي كامل المظفر بن مدرك. و: الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله أنبانا العباس بن محمد بن العباس البصري، والقاسم بن عبد الله بن مهدي باخميم (1)، قالا: أخبرنا عمرو بن سواد السرجي، وأخبرنا يحيى بن محمد بن يحيى ابن أخي حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عمي حرملة بن يحيى. وأنبانا محمد بن هارون بن حسان ومحمد بن علي بن الحسين، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب قالوا: أنبانا ابن وهب، حدثني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة، فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ]. قال محمد بن علي بن الحسين: سمعت بعض أصحابنا يقولون: كان في المائة الاولى عمر بن عبد العزيز، وفي المائة الثانية محمد بن ادريس الشافعي. قال الشيخ: وهذا الحديث لا أعلم يرويه غير ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، ولا عن ابن وهب غير هؤلاء الثلاثة، لان هذا الحديث في كتاب الرجال لابن وهب، ولا يرويه عن ابن وهب إلا هولاء، وأبو علقمة اسمه مسلم بن يسار. أخبرن يحيى بن زكريا بن حيويه، وابراهيم بن إسحاق بن عمر، قالا: أخبرنا الربيع قال:
سمعت أيوب بن سويد، يقول: ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل الشافعي. سمعت عبدان يقول: سمعت عمرو بن العباس (2) يقول: قيل لعبد الرحمن بن مهدي: إن الشافعي لا يورث المرتدة ؟ قال: فقال عبد الرحمن: ان الشافعي شاب مفهم، لان النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ لا يتوارث أهل ملتين ]. أخبرنا يحيى بن زكريا بن حيويه، قال سمعت أبا سعيد الفريابي، يقول: سمعت محمودا النحوي يقول: سمعت ابن هشام النحوي يقول: طالت مجالستنا مع محمد بن ادريس الشافعي، فما سمعت منه لحنة قط، ولا كلمة غيرها أحسن منها. أخبرنا زكريا الساجي، حدثني داد الاصبهاني، قال: سمعت إسحاق بن راهويه، يقول: لقيني
(1) إخميم: بلدة بمصر. (معجم البلدان). (2) عمرو بن العباس الباهلي أبو عثمان البصري الاهوازي الرزي. روى عن غندر وابن مهدي وغيرهما وروى عنه عبدان بن أحمد الاهوازي وغيره. انظر تهذيب التهذيب 8: 53 - 54 (المصحح). (*)
[ 115 ]
أحمد بن حنبل بمكة، فقال: تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله، قال: فجاء، فاقامني على الشافعي. حدثني محمد بن القاسم بن سريج قال: سمعت محمد بن عبد الله العمري، يقول: سمعت الجاحظ يقول: نظرت في كتب هؤلاء النبغة الذين نبغوا، فلم أر أحسن تأليفا من المطلبي (1) كان فوه نظم درا إلى در ص. سمعت يحيى بن زكريا، يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: من لم يسال: من أين ؟ فهو كحاطب ليل، يحمل على ظهره حزمة حطب، فلعل فيها أفعى تلدغه. اخبرنا يحيى بن زكريا قال: سمعت يونس بن عبد الاعلى يقول: كان ألفاظ الشافعي، كلها سكر. سمعت منصور بن اسماعيل الفقيه، ويحيى بن زكريا، يقولان: سمعنا أبا عبد الرحمن النسائي
يقول: سمعت عبيد الله بن فضالة النسائي الثقة المأمون، يقول: سمعت إسحقاق بن راهويه، يقول: الشافعي إمام. حدثني أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن عمران، عن أبيه عن الحميدي (2) قال: أخبرنا سديد علماء أهل زمانه، محمد بن إدريس الشافعي. اخبرنا أحمد بن علي المدائني، أخبرنا بحر بن نصر قال: أملى علينا الشافعي قال: من عرف من أهل العراق، ومن أهل بلدنا بالصدق، والحفظ، قبلنا حديثه. ومن عرف منهم ومن أهل بلدنا بالغلط رددنا حديثه، وما حابينا أحدا ولا حملنا عليه. أخبرنا الحسن بن إسحاق الخولاني، ويحيى بن زكريا، قالا: أخبرنا يونس بن عبد الاعلى قال: قال لي الشافعي: إذا روى الثقة لي حديثا، وإن لم يروه غيره فلا يقال له شاذ. وإنما الشاذ أن يروي الثقات حديثا على نصرتهم، وبعضهم مخالف لهم، فيقال شذ عنهم ص. حدثنا أحمد بن علي، أخبرنا بحر بن نصر، قال: أملى علينا الشافعي، قال: هانئ بن هانئ (3) لا يعرف، وأبو قلابة (4) لم ير بلالا قط، ولا نعلم عبد الرحمن بن أبي ليلى رأى بلالا قط.
(1) أي الشافعي. (2) الحميدي: هو عبد الله بن الزبير بن عيسى. تهذيب التهذيب 5: 189. (3) هانئ بن هانئ الهمذاني ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 11: 22، الاعتدال 4: 291. (4) أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد بن عمرو البصري، امام ثقة مات سنة 104، تهذيب التهذيب 5: 197 - 198.
[ 116 ]
عبد الرحمن بالكوفة، وبلال بالشام، وبعضهم يدخل بينه وبين عبد الرحمن رجل لا نعرفه، وليس يقبله أهل الحديث، وكان المنصور بن المعتمر (1) عندهم حافظا. حدثنا عبد الملك بن محمد سنة إحدى وتسعين ومائتين، حدثنا الربيع قال. قال الشافعي: ومن حدث عن كذاب لم يبرأ من الكذب، ولا يبل الخبر إلا ممن عرف بالاستيهال لان يقبل خبره، ولم يكلف
الله أحدا أن ياخذ دينه عمن لا يعرف، ومن كثر علطه من المحدثين، ولم يكن له أصل صحيح، لم يقبل حديثه، كما يكون من كثر غلطه في الشهادة، لم تقبل شهادته. حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، قال: وجدت في كتاب لابي سعيد الفريابي، قال: قال المزني: قال الشافعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي ]. قال: معناه، ان الحديث إذا حدثت به، فاديته على ما سمعت، حقا كان أو غير حق، لم يكن عليك حرج، والحديث عن الرسول لا ينبغي أن يحدث به إلا ثقة عن ثقة، وقد قيل: من حدث حديثا، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. قال: إذا حدثت بالحديث فيكون عندك كذبا ثم تحدث به، فانت أحد الكاذبين في الماثم. حدثنا الحسين بن اسماعيل النقار، حدثنا موسى بن سهل، حدثني أحمد بن صالح قال: قال الشافعي: يا أبا جعفر: تعبد من قبل أن ترأس، فانك ان ترگ ست لم تقدر أن تتعبد، قال: وكان الشافعي إذا تكلم كان صوته صنج أو جرس من حسن صوته. حدثنا الحسن بن اسحاق الخولاني، أنبانا يونس بن عبد الاعلي، قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: الاصل قرآن أو سنة، فان لم يكن فقياس عليهما، وإذا اتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح الاسناد فيه فهو سنة، والاجماع أكثر من خبر المفرد، والحديث على ظاهره، وإذا احتمل الحديث معاي فما أشبه منها ظاهره أولاها به، وإذا تكافات الاحاديث فاصحها اسنادا أولاها، وليس المنقطع بشئ، ما عدا منقطع ابن المسيب. حدثنا عبد اله بن محمد بن جعفر القزويني، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي بقول: سمعت الموطا من محمد بن إدريس الشاعفي، لاني رأيته فيه ثبتا، وقد سمعته من جماعة قبله. سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه، يقول: سمعت هاشم بن مرثد الطبراني، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: الشافعي صدوق لا باس به.
(1) منصور بن المعتمر بن عبد اله بن ربيعة، وقيل المعتمر ن عتاب حافظ ثقة ثبت مات سنة 132 ه تهذيب التهذيب
10: 277 - 279. (*)
[ 117 ]
سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الاشيب، يذكر عن بعض مشايخه، قال: لما قدم الشافعي بغداد لزمه أحمد بن حنبل، يمشي مع بغلة له، فاخلى الحلقة التي يقعد فيها أحمد، ويحيى، وأبو خيثمة، وغيرهم، فوجه يحيى بن معين إلى أحمد: إنك تمشي مع بغلة هذا الرجل - يعني الشافعي - فوجه إليه أحمد: لو كنت من الجانب الآخر كان أنفع لك. قرأت على قبر محمد بن ادريس الشافعي بمصر على لوحتين حجارة، إحداهما عند رأسه، والاخرى عند رجليه نسبته إلى إبراهيم الخليل: هذا قبر محمد بن ادريس الشافعي، وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك لهو بذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حيي، وعليه مات، وعليه يبعث حبا إن شاء الله، توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين. سمعت علي بن محمد بن سليمان يقول: سالت الربيع عن موت الشافعي، فقال لي: مات سنة أربع ومائتين في آخر يوم من رجب يوم الجمعة وهو ابن نيف وخمسين سنة. و: أبو مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني (1) سمعت محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي، يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: إذا حدثت في بلد فيه مثل أبي مسهر، فيجب للحيتي أن تحلق، قال أحمد بن أبي الحواري: وانا إذا حدثت في بلدة فيها مثل أبي الوليد، هشام بن عمار (2) فيجب للحيتي أن تحلق. و: سعيد بن منصور أبو عثمان الخراساني (3) حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: سمعت سعيد بن
منصور، يقول: جاءني ابن معين بمصر، فقال لي: يا أبا عثمان أحب أن تمسك عن كاتب الليث، فقلت له: لا أمسك عنه، وأنا أعلم الناس به، إنما كان كاتبا للضياع.
(1) أبو مسهر: هو عبد الاعلى بن مسهر النساني الدمشقي، ويقال له ابن أبي دارمة. من حفاظ الحديث، كان شيخ الشام. وعالها، مات في سجن بغداد في فتنة خلق القرآن سنة 218 ه، تاريخ بغداد 11: 72، تهذيب التهذيب 1: 90 - 92. تذكرة الحفاظ 1: 346، الاعلام للزركلي. (2) أبو اوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السامي، قاض من القراء المشهورين من أهل دمشق - قال الذهبي: خطيبها ومقرنها ومحدثها وعالها - له كتاب فضائل القرآن، مات سنة 245 ه. غاية النهاية 2: 354، ميزان الاعتدال 3: 355. الاعلام. (3) سعيد بن منصور بن شعبة حافظ حجة توفي سنة 227 ه، تذكرة الحفاط 2: 416، شذرات الذهب 2: 62. (*)
[ 118 ]
وطبقة بعدهم، منهم: احمد بن حنبل حدثنا زكريا بن يحيى البستي، حدثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي، أخبرنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: خرجت من العراق فما خلفت بالعراق رجلا أفضل ولا أعلم ولا أتقى من أحمد بن حنبل. حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري، قال أبو الوليد الطيالسي: لو كان الذي نزل باحمد كانفي بني إسرائيل لكان أحدوثة. قال البخاري: قال بعض أصحابي يقول: قال أحمد: حملت من مرو وأمي بي حامل. حدثنا عمر بن محمد بن الحسين بن عيسى الذاي، حدثنا عمر بن حنش قال: سمعت عبيد ابن محمد يقول: سمعت محمد بن الحسين الخريبي يقول: سمعت اسماعيل بن الخليل يقول: لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان عجب. ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر الرازي، عن عباس قال: سمعت يحيى بن معين بالبصرة،
وذكروا أحمد بن حنبل، فقال يحيى: أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد بن حنبل، والله لا نقوى على أحمد ولا طريق أحمد. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو الربيع الزهراني، أخبرنا حماد بن زيد، أخبرنا بقية بن الوليد، حدثنا معان بن رفاعة، عن ابراهيم بن عبد الرحمن العذري، قال: وحدثني زياد بن أيوب، حدثنا مبشر (1) عن معان (2) عن ابراهيم بن عبد الرحمن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرث هذا العلم - وقال مبشر: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين. قال لنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: وكان أحمد بن حنبل منهم. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن حنبل إماما الدنيا.
(1) مبشر بكر الشين بن اسماعيل الحلبي أبو اسماعيل الكلبي مولاهم، روى عنه الامام أحمد بن حنبل، ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 200 في حلب، تهذيب التهذيب 10: 29. (2) هو معان بن رفاعة السلامي أبو محمد الدمشقي ويقال الحمصي، وثقه البعض وضفعه الآخرون، قال ابن حبان: هو منكر الحديث يروي مراسيل. تهذيب التهذيب 10: 181 - 182، المغني في الضعفاء 2: 665. (*)
[ 119 ]
أنبانا محمد بن يوسف الفربري، وزكريا الساجي قالا: سمعنا عبد الله بن أحمد بن شبويه (1) يقول: سمعت قتيبة يقول: لولا أحمد بن حنبل لادخلوا في الدين - زاد الفربري: قلت لقتيبة: تضمم أحمد بن حنبل إلى التابعين ؟ فقال: إلى خيار التابعين. أنبانا عبد الله بن العباس الطيالسي قال: سمعت هلال بن العلاء يقول: من الله على هذه الامة باربعة ولولاهم لهلك الناس: من الله عليهم بالشافعي، حتى بين المجمل من المفسر الخاص من العام والناسخ من المنسوخ، ولولاه لهلك الناس. ومن الله علهيم باحمد بن حنبل حتى صبر في المحنة والضرب فنظر غيره إيه فصبر، ولم يقولوا بخلق القرآن، ولولاه لهلك الناس. ومن الله عليهم بيحيى بن معين حتى بين الضعفاء من الثقات، لولاه لهلك الناس. ومن الله عليهم بابي عبيد (2) حتى فسر غريب
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولاه لهلك الناس. سمعت محمد بن سعيد الحراني يقول: سمعت عبد الملك الميموني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاثة كتب ليس فيها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير. حدثنا جعفر بن محمد بن الفريابي، حدثنا علي بن عبد الله المديني، قال: كتب إلي أحمد بن حنبل بخطه أن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثهم: حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا كثير بن شنظير (3) قال: سمعت الحسن يقول: إذا أصاب ثوبك نبيذ الجر فاغسله. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبد الله: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد نسبه لنا صالح إلى ذهل بن شيبان، وأخبرني صالح بن أحمد قال: رأى أبي ها النسب في كتاب لي فقال لي: وما تصنع بهذا، ولم ينكر النسب. انبانا عبد الملك بن محمد، حدثنا صالح بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: والله لوددت أني أنجو من هذا الامر كفافا، لاعلي ولا لي، والله لقد أعطيت المجهود في نفسي.
(1) عبد الله بن أحمد بن شبويه، تاريخ بغداد 9: 371. (2) أبو عبيد: هو القاسم بن سلام البغدادي الفقيه القاضي صاحب التصانيف، قال ابن حبان في الثقات وهو أحد أئمة الدنيا، مات سنة 224 ه، تاريخ بغداد 12: 403. تهذيب التهذيب 8: 283 - 285، طبقات الحنابلة 1: 559. (3) كثير بن شنظيير المازني أبو قرة البصري، تهذيب التهذيب 8: 374 - 375. (*)
[ 120 ]
و: علي بن عبد الله بن جعفر المديني (1) حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، وعلي بن أحمد بن مروان،. محمد بن خالد بن يزيد البرذعي، قالوا: حدثنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد العدوي، حدثنا إبراهيم بن بشار، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: حدثني علي بن المديني، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، فذكر حديثا، ثم قال سفيان: يلوموني على حب علي، والله لما اتعلم منه أكثر
مما يتعلم مني. حدثنا عبد الرحمن بن أبي قرفصة العسقلاني، حدثنا محمد بن علي بن داود، ابن اخت غزال قال: سمعت القواريري يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الناس يلوموني في قعودي مع علي، وأنا اتعلم من علي أكثر مما يتعلم علي مني. حدثنا أحمد بن محمد بن شعبة، حدثنا عبد الله بن أسامة الكلبي، ححدثنا عبد الله بن أبي زياد عن أبي عبيد القاسم بن سلام، قال: انتهى الحديث إلى أربعة: إلى أبي بكر بن أبي شيبة (2)، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو بكر أسردهم له، وأحمد أفقههم فيه، ويحيى أجمعهم له، وعلي أعلمهم به. سمعت الحسن بن الحسين البخاري، يقول: سمعت ابراهيم بن معقل يقول: سمعت محمد بن اسماعيل البخاري، يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني. حدثنا الحسن بن علي بن زفر، قال: سمعت عباس بن عبد العظيم، يقول: سمعت علي بن المديني يقول: المحدثين ص صحفوا وأخطاوا، ما خلا أربعة: يزيد بن زريع (3) وابن علية (4)،
(1) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن بكر السعدي البصري، المعروف بابن المديني، علم كبير في الجرح والتعديل، وله تصانيف عديدة، قال أبو حاتم: كان علما في معرفة الحديث، والعلل. توفي سنة 234 ه. تاريخ بغداد 11: 485، تذكرة الحفاظ 2: 428. طبقات الحنابلة 1: 225. (2) أبو بكر بن أبي شيبة الامام الحافظ عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن عثمان العيسي الكوفي. مات سنة 235 ه. الفهرست: 334. تاريخ بغداد 10: 66، تذكرة الحفاظ 2: 432، تهذيب التهيذب 6: 3 - 4. (3) يزيد بن زريع اتميمي أبو معاوية البصري حافظ ثقة اخرج حديثه الستة مات سنة 182 ه. له ترجمة في تذكرة الحفاظ 1: 256، تهذيب التهذيب 11: 284 - 286 تقدمت ترجمته. (4) الحافظ الثبت اسماعيل بن ابراهيم بن مقسم البصري، أبو بشر المعروف بابن علية (وعلية هي أمه)، اخرج حديثه الستة، مات سنة ه. تاريخ بغداد 6: 229، تذكرة الحفاظ 1: 322، تهذيب التهذيب
1: 241 - 243. (*)
[ 121 ]
وبشر بن المفضل (1)، وعبد الوارث بن سعيد (2). حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، حدثنا محمد بن الغصن قال: سمعت الحميدي يقول: قال علي ابن المديني: يحملني حبي لهذا الحديث، أن أحج حجة، فاسمع من محمد بن خنيس. سمعت عبد الله بن محمد بن يونس، يقول: سمعت الحسن بن يحيى الرازي، يقول: سمعت علي بن المديني يقول: غلط عبد العزيز (3) في حديث سهيل عن الاعمش [ الامام ضامن ] (4). سمعت مسدد بن أبي يوسف القلوسي يقول: سمعت أبي يقول: قلت لعلي بن المديني: مثلك في علمك يجيب إلى ما أجبت إليه ؟ فقال لي: يا أبا يوسف ما أهون عليك السيف. حدثنا الحميدي، أخبرنا البخاري، حدثنا سليمان أبو الربيع، عن اسماعيل بن زكريا، حدثنا عاصم الاحول، عن محمد بن سيرين، فقال: لقد أتى على الناس زمان وما يسال عن إسناد حديث حتى وقعت الفتنة، فلما وقعت الفتنة سئل عن إسناد الحديث لينظر من كان من أهل السند أخذ بحديثه، ومن كان هل البدعة ترك حديثه. وقال ابن المبارك: الاسناد من الدين، ولولا ذلك لقال من شاء ما شاء. وقال غيره: أبى لله أن يجعل سنة أو شريعة في أحكام المسلمين عند المحدثى، فمنعهم الله أن يجدوا عن أصحابهم أثرا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه باسانيدهم. وقال علي في قول النبي صلى الله عليه وسلم: [ لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، لا يضرهم من خذلهم ] (5) - هم أصحاب الحديث، الذين يتعاهدون مذاهب الرسول، ويذبون عن العلم، لولاهم لم نجد عند المعتزلة، والرافضة، والجهمية، وأهل الرأي شيئا من سنن المرسلين.
(1) الحافظ العابد بشر بن المفضل بن لاحق البصري الرقاشئ، أبو اسماعيل، قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، ثقة كثير الحديث، مات سنة 186 ه أو بعدها، تذكرة الحفاظ 1: 309، تهذيب التهذيب 1: 402. (2) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري، أبو عبيدة البصري حافظ ثبت إخرج حديثه الستة، مات سنة
180 ه. تذكرة الحفاظ 1: 257، تهذيب التهذيب 6: 391 - 392. (3) عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أبو محمد المدني، ثقة ثبت كثير الحديث أخرج حديثه الستة مات سنة 187 ه. تهذيب التهذيب 6: 315 - 316. تذكرة الحفاظ 1: 248. الاعلام. (4) حديث: والامام ضامن، وراه الامام أحمد في مسنده 2: 419، 424، وأبو داود في سننه 1: 302، والترمذي 1: 402 رقم 207، ولزيادة الفائدة انظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على الحديث: سنن الترمذي 1: 402، 404، 405. (5) حديث " لا تزال طائفة من أمتي " انظر الفتح الكبير 3: 321، 324. (*)
[ 122 ]
حدثني محمد بن أحمد القومسي - المستملي - قال: سمعت محمد بن داود يقول: سمعت أحمد ابن يوسف البحيري يقول: سمعت الاعين يقول: رأيت علي المديني مستلقيا، وأحمد بن حنبل عن يمينه، ويحيى بن معين عن يساره، وهو يملي عليهما. حدثنا علي بن أحمد بن مروان، حدثنا حميد بن الربيع، وحدثني أحمد بن حنبل، حدثني علي بن عبد الله المديني، حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدثني معاذ بن معاذ، حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ياخذن شعورهن، كانه الفرفرة - قال حميد: سالت علي عنه، فقلت له: حديث حدثني به عنك أحمد ابن حنبل، قال نعم، كنت في جنازة معاذ أنا وعبد الرحمن بن مهدي، وهو آخذ بيدي فقال: ألا أحدثك حديثا ما طن باذنك ؟ ثم قال: قلت: بلى، قال: فحدثني به ؟ فقال: حدثني احب السرير. حدثنا أبو همام البكراوي، حدثنا سليمان الشاذ كوني، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاذ ابن معاذ، عن شعبة باسناده نحوه، ولم يذكر قصة الجنازة، حدثناه يحيى بن محمد لاحماني، حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ، حدثنا أبي عن شعبة باسناده نحوه. و: يحيى بن معين أبو زكريا (1)
حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، أخبرنا أبو العباس بن اسحاق قال: سمعت هارون بن معروف، يقول: قدم علينا بعض الشيوخ من الشام فكنت أول من بكر إليه، فدخلت عليه فسألته أن يملي علي شيئا، فاخذ الكتاب يملي علي، فإذا بانسان يدق الباب، قال الشيخ: من هذا ؟ قال: أحمد بن حنبل، فاذن له، والشيخ على حالته، والكتب في يده لا يتحرك، فإذا باخر يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا ؟ قال: أحمد الدورقي، فاذن له، والشيخ على حالته، والكتاب في يده لا يتحرك. فإذا بآخر يدق الباب، فقال الشيخ من هذا ؟ قال: عبد الله بن الرومي، فاذن له، والشيخ على حالته، والكتاب في يده لا يتحرك، فإذا آخر يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا ؟ قال: أبو
(1) يحى بن معين بن عون بن زياد، المري بالولاء، البغدادي، أبو زكريا، امام في الحديث، وصفه الذهبي بسيد الحفاظ، وقال ابن حنبل: هو اعلمنا بالرجال، وقال العسقلاني: إمام الجرح والتعديل، له تصانيف مات سنة 233. تاريخ بغداد 14: 177. تهذيب التهيذب 11: 246 - 252، وفيات الاعيان 2: 214، الاعلام. (*)
[ 123 ]
خيشمة، زهير بن حرب، فاذن له والشيخ على حالته، والكتاب في يده، لا يتحرك، وإذا بآخر يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا ؟ قال: يحيى بن معين، قال، فرأيت الشيخ ارتعدت يده، وسقط الكتاب من يده. انبانا أحمد بن الحسين بن اسحاق الصوفي قال: سمعت عباس، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: دار بانوقا، وسويقة قطوطا، والمخرم (1) معدن الكذابين ومغيض السفل. حدثنا محمد بن علي بن عيد المروزي، حدثنا عثمان بن سعيد، قال: كان ابن معين يغالط أحمد، وعلي يحمل على قوم، وهما يحسنان القول فيهم، أو كما قال. حدثنا محمد بن علي، حدثنا عثمان بن سعيد، قال: سئل يحيى بن معين عن الرجل يلقي الرجل الضعيف من بين ثقتين، فيوصل الحديث، ثقة عن ثقة، ويقول: أنقص من الحديث، وأصله ثقة عن ثقة، ولكن يحدث به، كما روى. قال عثمان: كان الاعمش ربما فعل مثل هذا. حدثنا أحمد بن الحسن القمي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت رجلا يقول:
عن يحيى بن معين تحفظ عن عبد الرزاق، عن معمر عن أبي اسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجبائر، فقال: باطل، ما حدث به معمر قط. سمعت محمد بن نوح الجنديسابوري، بمصر، يقول: سمعت محمد بن عثمان العبسي، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: ما رأيت الكذب أنفق منه ببغداد. حدثني محمد بن ثابت، أخبرنا موسى بن حمدون، قال: سمعت أحمد بن عقبة، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: من لم يكن سمحا في الحديث، كان كذابا، فقيل له: وكيف يكون سمحا قال: إذا شك في احديث تركه. قال: وسالت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث يا أبا زكريا ؟ قال: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث، قال أحمد: وإني لاظن أن لمحدثين قد كتبوا له بايديهم ستمائة ألف. حدثنا الحسن بن عثمان التستري قال: سمعت أبا زرعة الرازي، يقول: وسمعت محمد بن الفضل الحمد باذي يقول: سمعت أبا قلابة الرقاشي يقول: قالا: سمعنا علي بن المديني، يقول: دار الحديث الثقات على ستة، فذكرهم ثم قال: ما شذ عن هولاء يصير إلى اثني عشر، فذكرهم، ثم صار حديث هؤلاء كلهم إلى يحيى بن معين - قال أبو زرعة: ولم ينتفع به، لانه كان يتكلم في الناس.
(1) من محلات بغداد. (*)
[ 124 ]
حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن يونس، حدثنا محمد بن علي بن داود قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أشتهي أن أقع على شيخ ثقة عنده بيت ملئ كتبا، أكتب عنه وحدي. أخبرنا محمد بن خالد بن يزيد، حدثنا عصام بن رواد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: وأي صاحب حديث لا يكتب عن كذاب ألف حديث ؟ حدثنا عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة (1) حدثني عمار بن رجاء، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: صاحب الانتخاب يندم، وصاحب النسخ لا يندم. حدثنا أحمد بن علي المطيري، حدثنا عبد الله بن أحمد بالدورقي، قال: كل من سكت عنه يحيى
ابن معين، فهو عنده ثقة. حدثنا موسى بن القاسم بن الحسن بن موسى الاشيب عن بعض شيوخه، قال: كان أحمد ويحيى، عند عفان (2) أو سليمان بن حرب (3)، فاتى بصك فشهدوا فيه، وكتب يحيى فيه، شهد يحيى بن أبي علي، وقال عفان لهم: أما أنت يا أحمد، فضعيف في ابراهيم بن سعد، وأما أنت يا علي فضعيف في حماد بن زيد، وأما أنت يا يحيى فضعيف في ابن المبارك، قال: فسكت أحمد، وعلي، وقال يحيى: وأما أنت يا عفان فضعيف في شعبة ص (4). سمعتالحسن بن أبي الحسن البزندي، يذكر عن جعفر بن أبي عثمان قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اظهار المحبرة عز. أنبانا عمر بن سنان قال: سمعت ابراهيم بن سعيد الجوهري، يقول: قال ابن معين: الحديث ذل.. سمعت عبدان الاهوازي، يقول: سمعت الحسين بن حميد بن الربيع يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، يتكلم في يحيى بن معين، ويقول: من أين له حديث حفص بن غياث، عن الاعمش، عن
(1) عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة الجرجاني أبو عمرو العطار كان ممن روى عنه: أبو أحمد بن عدي، الاكمال لابن ماكولا 2: 522. (2) عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار الحافظ الثبت أبو عثمان البصري محدث بغداد، اخرج حديثه الستة، مات سنة 220 ه. تاريخ بغداد 12: 296، تذكرة الحفاظ 1: 379، تهذيب التهيذب 7: 205 - 209. (3) الحافظ سليمان بن حرب الازدي، أبو إيوب البصري، سكن مكة، وصار قاضيها، قال أبو حاتم: كان اماما من الائمة ويتكلم في الرجال والفقه، مات سنة 224 ه. له ترجمة في تاريخ بغداد 5: 33، تذكرة الحفاظ 1: 393. (4) هو شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي أبو بسطام، تقدمت ترجمته. (*)
[ 125 ]
أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: [ من أقال نادما أقاله الله عثرته يوم القيامة (1) ]. هو ذي ص كتب حفص بن غياث عندنا، وهو ذي كتب ابنه عمر بن حفص (2) عندنا ص، وليس ؟ ؟ ؟ من هذا شئ.
قال الشيخ: وقد روى هذا الحديث مالك بن سعيد عن الاعمش، وما قاله أبو بكر بن أبي شيبة - إن كان قاله - فان الحسين بن حميد لا يعمد على روايته في ابن معين لا شئ، فان يحيى أوثق وأجل من أن ينسب إليه شئ من ذلك، وبه تستبرأ أحوال الضعفاء، وقد حدث به عن حفص غير يحيى بن زكريا بن عدي من رواية أبي عوف البزوري عنه. أنبانا محمد بن خلف بن المرزبان، حدثني أبو العباس المروزي قال: سمعت داود بن رشيد يذكر أن معين، أبا يحيى بن معين كان مشعبذا وكان يحيى من قرية نحو الانبار يقال لها نفيا (3)، ويقال ان فرعون كان من أهل نفيا. قال الشيخ: وأخبرني شيخ كاتب ببغدا، في حلقة أبي عمران بن الاشيب، ذكر انه ابن عم ليحيى بن معين، قال: كان معين على خراج الري فمات، فخلف لابنه يحيى الف الف درهم وخمسين الف درهم، فانفقه كله على الحديث، حتى لم يبق له نعل يلبسه. سمعت أبا يعلى الموصلي، وذكر له أن يحيى بن معين كان كثير الاكل، فقال لنا: قد رأيته ياكل ومعه أبو خيثمة - زهير بن حرب، وخلف بن سالم المخرمي، وكانوا عند أحمد الدورقي، وكان صديقهم، فجعل يحيى ياكل يده اليمن ويشير إلي بيده اليسرى، أي تعال فكل. سمعت عبد الله بن أبي داود السجتاني، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أكلت عجنة خبز، وأنا ناقه من علة. سمعت القامس بن صفوان البرذ عي، يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: قلت ليحيى بن معين: ما تقول في رأسين بين ثلاثة ؟ قال: إذا كان واحد نائما.
(1) رواه البيهقي من حديث زاهر بن نوح عن عبد الله بن جعفر والدد ابن المديني عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة. قال المناوي: وعبد الله مجمع على ضعفه. فيض القدير 6: 79. (2) عمر بن حفص بن غياث النخمي أبو عمر الكوفي قاضيها وقاضي بغداد اخرج حديثه الستة مات سنة 195 ه. تاريخ بغداد 8: 198. تذكرة الحفاظ 1: 297. (3) انظرها في معجم البلدان. فقد أتى على ذكرها. (*)
[ 126 ]
و: عبد الرحمن بن ابراهيم دحيم الدمشقي (1) سمعت عبدان الاهوازي يقول: سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول: قدم دحيم بغداد سنة اثني عشر ص، فرأيت أبي ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وخلف بن سالم (2) بين يديه كالصبيان. سمعت ابراهيم بن دحيم يقول: كان أبي إذا سئل عن مسائل عمر بن عبد الواحد، عن الاوزاعي، يقول: هذا مما وهبناه لمحمود بن خالد. قال لنا ابراهيم بن دحيم: لم يحدث به أبي بدمشق، وحدثه به بطبرية. و: ابراهيم بن محمد بن عرعرة (3) سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: كان لا يسقط لابراهيم بن عرعرة هذا حرفا لا يكتب وهو فائدة المسند والمقطوع الذي يخرجه إلينا. سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول: قال لنا عثمان بن خرزاد: أحفظ من رأيت أربعة، فذكر منهم ابراهيم بن عرعرة. و: خلف بن سالم سمعت يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد يقول، سمعت عباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت خلف بن سالم، يقول: سماع الحديث هين، والخروج منه شديد. و: إسحاق بن راهويه (4) سمعت أحمد بن بن حفص العسدي يقول: ذكر لاحمد بن حنبل، وأنا حاضر، إسحاق بن راهويه، فكره أحمد ان يقول: راهويه، وقال: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وقال: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء فان الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.
(1) عبد الرحمن بن ابراهيم بن عمرو بن ميمون القرشي الاموي، مولى آل عثمان، أبو سعيد الدمشقي المعروف بدحيم بالتصغير كان في الفقه على مذهب الاوزاعي وهو ثقة ثبت شهد له بذلك أئمة المحدثين ومعهم ابن حبان مات سنة 245 ه، تهذيب التهذيب 6: 119 - 121، تاريخ بغداد 10: 265.
(2) خلف بن سالم المخرمي أبو محمد المهلبي السندي البغدادي الحافظ ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 231. تهذيب التهذيب 3: 131 - 132، تذكرة الحفاظ 2: 281. (3) ابراهيم بن محمد بن عرعرة أبو اسحاق البصري ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 231، تهذيب التهذيب 1: 135 - 136. شذرات الذهب 2: 70. (4) اسحاق بن ابراهيم الحنظلي مولاهم أبو يعقوب المروزي المعروف بابن راهيويه عالم خراسان وأحد الحفاظ الكبار، أخذ عنه الامام أحمد، والامام، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وله تصانيف، توفي بنيسابور سنة 238، تهذيب ابن عساكر 2: 409، وتهذيب التهذيب 1: 190 - 192، وطبقات الحنابلة 68، وويات الاعيان 1: 64. الاعلام للزركلي. (*)
[ 127 ]
سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه، يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: لم يعبر الجسر مثل اسحاق. سمعت يحيى بن زكريا يقول: سمعت أبا داود الحقاف يقول: سمعت إسحاق بن راهويه، يقول: كاني أنظر إلى مائة الف حديث في كتبي، وثلاثين ألف حديث سردا. سمعت يحيى بن زكريا يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا، فما زاد حرفا ولا نقص حرفا. حدثنا محمد بن يوسف الفربري، حدثنا علي بن خشرم، حدثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلا يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت إن يعيده علي، فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال: تعجب من هذا ؟ قلت: نعم، قال: كنت لا اسمع شيئا إلا حفظته، وكاني أنظر إلى سبعين الف حديث، أو قال: أكثر من سبعين ألف في كتبي. و: محمد بن عبد الله بن نمير (1) أنبانا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير، ملا الصدر والنحر، وحسبك به،
وكان سيد المسلمين، وابن نمير بالكوفة - يعني في الفضل - مثل عبيد الله بن معاذ بالبصرة. أخبرنا محمد بن عمر بن العلاء، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير العبد الصالح، وكان الحسن بن سفيان، يقول: كان يقال: ابن نمير ريحانة العراق. و: سليمان بن داود أبو أيوب الشاذكوني (2) حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثني أحمد بن محمد، حدثني عمرو الناقد قال: كنت عند
(1) الحافظ الثبت الجهبذ الناقد محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي الخارفي، قال أحمد: هو درة العراق، له كلام في الجرح والتعديل وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع والدين توفي سند 214 ه. طبقات ابن سعد 6: 289، مقدمة الجرح والتعديل 320، الوافي بالوافيات 3: 304. تذكرة الحفاظ 2: 439. (2) الحافظ أبو أيوب سليمان بن داود البصري الشاذكوني عالم ناقد عراف بالرجال، قال عمرو الناقد: قدم الشاذكوني بغداد، فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا نتعلم منه نقد الرجال، مات سنة 234 ه تاريخ بغداد 9: 40، تذكرة الحفاظ 2: 488، ميزان الاعتدال 2: 205. (*)
[ 128 ]
يحيى القطان، فجاء الشاذكوني، فقال: الثوري عن منصور عن ابراهيم، قال: لا باس برضاع الفاجرة، واليهودية 7 والنصرانية، فقلت له من حدثك ؟ فابى، وقدم وكيع يومنا ذلك فلقيته في المسجد فسألته فقال: الثوري عن منصور عن ابراهى: لا باس برضاع الفاجرة، واليهودية، والنصرانية. حدثا محمد بن أحمد بن بخيت، أخبرنا يزيد بن محمد بن فضيل، أخبرنا أبو نعيم قال: كان الشذكوني يسالني عن الحديث، فإذا أجبته فيه، قال: لبيك اللهم لبيك. معت عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم الجمحي - إمام مسجد أبي خليقة - يقول: سمعت محمد بن موسى السواق، يقول: قال ابن الشاذكوني لما حضرته الوفاة: اللهم ما العتذرت إليك فاني لا أعتذر أني قذفت محصنة، ولا دلست حديثا، قال لنا عبد الرحمن: وذكر خصلة أخرى فنسيتها.
أنبانا زكريا بن يحيى، حدثني أحمد بن محمد، حدثنا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد، وعنده بلبل (1) وابن أبي خدويه، وعلي، فاقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطان: طارق (2) وابراهيم بن مهاجر (2) ؟ فقال يحيى: بجريان مجرى واحد ص، فقال الشاذكوني: نسالك عما لا ندري، وتكلف لنا ما لا يحسن، إنما تكتب عليك ذنوبك، وحديث ابراهيم بن مهاجر خمس مائة، وحديث طارق مائتين عندك عن ابراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فاقبل بعضم على بعض فقلنا: هذا ذل، فقال يحيى: دعوه فان كلمتموه لم آمن أن يفرقنا باعظم من هذا انبانا زكريا بن يحيى الساجي، حدثني أحمد بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي الاسود، قال: كنا عند يحيى القطان، وعنده بلبل - وكان أسود، فجرى بينه وبين الشاذكوني كلام، فقال له الشاذكوني: والله لاقتلنك ؟ فقال له يحيى: سبحان الله تقتله ؟ قال: نعم، أنت حدثني عن عوف عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لولا أن الكلاب أمة من الامم لامرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم ] (4). وهذا أسود. سمعت عبد الله بن حفص الوكيل، يقول: سمعت الشاذكوني يقول: كل كلام ليس فيه مصغ، فاياك وإياه.
(1) بلبل بن حرب أبو بكر البصري، تهذيب التهذيب 1: 436، ميزان الاعتدال 1: 352. (2) طارق بن عبد الرحمن البجلي الاحمسي الكوفي، تهذيب التهذيب 5: 5 - 6. (3) ابراهيم بن مهاجر البجلي أبو اسحاق الكوفي، تهذيب التهذيب 1: 146. (4) رواه الترمذي: الاحكام 4: 78 رقم 1486، وقال: حسن صحيح، وأبو داود: انظر الجامع الصغير 2: 132. (*)
[ 129 ]
الت عبدان الاهوارزي عن الشذ كوني كيف هو ؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني إنما كتبه قد ذهبت فكان يحدث فيغلط. و: أبو بكر بن ابي شيبة (2)
سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول: سمعت عبد الرحمن بن خراش، يقول: سمعت أبا زرعة الرازي، يقول: م رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، قلت: يا إبا زرعة، فأصحابنا البغداديون ؟ قال: دع أصحابك فانهم مخاريق، ما رأيت أحفظ من أبي بكر. وسمعت عبدان (2) يقول: كان يقعد عند الاسطوانة، أبو بك، وأخوه عثمان (3)، ومشكدانة (4) وعبد الله بن البراد (5) وغيرهم وكلهم سكوت إلا أبا بكر، فانه يدر. قال الشيخ: والاسطوانة هي التي يجلس إليها ابن سعيد (6)، قال لي ابن سعيد: هي اسطوانة ابن مسعود (7)، وجلس إليها بعده علقمة (8)، وبعده ابراهيم (9)، وبعده منصور (10)، وبعده الثوري، وبعه وكيع، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة، وبعده مطين (11)، وبعده ابن سعيد.
(1) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ابراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي، مولاهم، أبو بكر الحافظ الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، روى مسلم أكثر أحاديثه. مات سنة 235 ه، تاريه بغداد 10: 66. تهذيب التهذيب 306 - 4، الاعلام للزركلي. (2) عبدان الاهوازي أبو محمد بن عبد الله بن موسى بن زياد، حافظ ثقة صاحب التصانيف مات سنة 306، تاريخ بغداد 9: 378. (3) عثمان بن أبي شيبة محمد بن ابراهيم الكوف. تاريخ بغداد 11: 232. تذكرة 2: 444. (4) مشكدانة: هو عبد الله بن عمر بن أبان الاموي، ولاء أبو عبد الرحمن الكوفي، لقبه مشكدانة. مات سنة 238، تهذيب التهذيب 5: 290 - 291. (5) عبد الله بن يراد بن يوسف بن أبي يردة الاشعري، أبو عامر الكوفي، تهذيب التهذيب 5: 137. (6) يحيى بن سعيد. (7) عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل. (8) الامام علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي التابعي الكبير، ومن أعلم الناس بحديث عبد الله بن مسعود، مات سنة 61، أو بعدها. تذكرة الحفاظ 1: 48، طبقات القراء للذهبي 1: 29. (9) ابراهبم بن يزيد بن قيس أبو عمرا النخعي فقيه أهل الكوفة ومفتيها، قال الاعمش: كان صيرفيا في الحديث.
مات سنة 95 ه. تذكرة الحفاظ 1: 73، انهاية في طبقات القراء 1: 29. (10) منصور بن المعتمر، تقدمت ترجمته. (11) مطين. الحافظ الكبير أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحفري الكوفي مات سنة 297 ه الفهرست 337. لذكرة الحفاظ 2: 662. (*)
[ 130 ]
و: عمرو بن علي أبو حفص الفلاس (1) سمعت محمد بن الحسين بن مكرم يقول: سمعت حجاج الشاعر، يقول: لا يبالي أحدث من حفظ عمرو بن علي، أو من كتابه. وسمعت الحجاج يقول: كتب إلي عمرو بن علي، أخبرنا معتمر، فذكر حديثا. سمعت محمد بن أحمد بن بخيت، يقول: سالت عمرو بن علي وهو متكئ على يد رجل، عن حديث سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فقرأ (يوم تمور السماء مورا)، قال: تدور دورا، فقال ابن جريج عن مجاهد حدثني أبو معاوية عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، ثم زاملت أبا الآذان عمر بن ابراهيم (2) في طريق مكة، فقال لي وما: أعلمت أنك لا تحسن شيئا باسناد، قلت: وما ذاك ؟ قال: تذكر يوم سالت عمرو بن علي عن حديث (يوم تمور السماء مورا) وهو متكئ على يد رجل، انا كنت ذلك الرجل، فالتفت إلي، وقال: أيش تدري يا هذا، فانت لا تحسن شيئا باسناد.
(1) عمرو بن علي بن بحر بن كنيز أبو حفص الباهلي الصيرفي الفلاس ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 8: 70 - 71، شذرات الذهب 2: 120، الاعلام. (2) عمر بن ابراهيم بن سليان البغدادي الحافظ، والملقب بابي الآذان، مات سنة 286 ه، تهذيب التهذيب 7: 372 - 373. (*)
[ 131 ]
وطبقة أخرى تليهم، منهم:
محمد بن اسماعيل البخاري (1) حدثني محمد بن أحمد القومسي، قال: سمعت محمد بن حمدويه يقول: سمعت محمد بن اسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، واحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح. سمعت الحسن بن الحسين البخاري يقول: سمعت ابراهيم بن معقل، يقول: سمعت محمد ابن اسماعيل البخاري يقول: ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول. سمعت محمد بن يوسف الفريري يقول: سمعت النجم بن الفضل، وكان من أهل الفهم، يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام خرج من قرية باستين، ومحمد بن اسماعيل خلفه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطا خطوة، يخطو محمد، ويضع قدمه على خطوة النبي صلى الله عليه سولم، ويتبع أثره. سمعت محمد بن أحمد بن سعدان البخاري، يقول: محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن مغيرة ابن يردزبه البخاري - وبردزبه مجوسي مات عليها، والمغيرة بن بردزبه أسلم على يدي يمان البخاري والي بخارى، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي (2)، وعبد الله بن محمد هو ابن جعر بن يمان البخاري الجعفي - والبخاري قيل له جعفي، لان أبا جده أسلم على يدي أبي جد عبد الله المسندي، وسمي المسندي لانه كان يطلب المسند من حداثته. سمعت الحسن بن الحسين البزاز ببخارى، يقول: أريت محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة شيخا، تخيف الجسم، ليس بالطويل، ولا بالقصير، ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال من سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء، وليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر، يوم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين مائتين، عاش ائنتين وستين سنة، إلا ثلاثة عشر يوما.
(1) الامام محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة ابخاري أبو عبد الله خير الاسلام والحافظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاحب الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري وغيره من الكتب ولد ببخارى ونشا يتيما وانكب على العلم فسمع من الف شيخ، وزار خراسان والعراق ومصر والشام مات سنة 256 ه. تاريخ بغداد 4: 36، تهذيب التهذيب
9: 41 - 47، دائرة المعارف الاسلامية 3: 419. الاعلام للزركلي. (2) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر المسندي البخاري الحافظ، وسمي بالسندي لاعتنائه بالاحاديث المسندة وإعراضه عن الاحاديث المرسلة وهو استاذ البخاري، ما سنة 226 ه، له ترجمة في تذكرة الحفاط 2: 492، تهذيب التهذيب التهذيب 6: 9. (*)
[ 132 ]
و: أبو زرعة - عبيد الله بن عبد الكريم الرازي (1) حدثنا أحمد بن محمد سليمان القطان، حدثنا أبو - حاتم الرازي، حدثني أبو زرعة عبيد الله وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا غش، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشان بمثله، ولقد كان في هذا الامر بسبيل. سمعت الحسن بن عثمان التستري يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: سمعت اسحاق بن راهويه، يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي، ليس له أصل. سمع الحسن بن عثمان يقول: سمعت أبا زرعة، يقول: كل شئ قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدت له أصلا ثابتا، ما خلا أربعة أحاديث. حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثني الحضرمي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة - وقيل له: من أحفظ من رأيت ؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي. سمعت أبا عدي بن عبد الله، يقول: كنت بالري وأنا غلام في البزازين، فحلف رجل بطلاق امرأته أن أبا زرعة، يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة، بسبب الرجل: هل طلقت امرأته أم لا ؟ فذهبت معهم، فذكر لابي زرعة ما ذكر الرجل، فقال: ما حمله على ذاك ؟ فقيل له: قد جرى الآن منه ذلك، فقال أبو زرعة، قل له يمسك امرأته، إنها لم تطلق عنه، أو كما قال. سمعت أبا يعلى الموصلي، يقول: ما سمعنا بذكر أحد بالحفظ، إلا كان اسمع أكثر من رؤيته إلا أبو زرعة الرازي، فان مشاهدته كانت أعظم من اسمه، وكان لا يرى أحدا من هو دونه في الحفظ
أنه إعرف منه، وكان قد جمع حفظ الابواب، والشيوخ، والتفسير، وغير ذلك، وكتبنا بانتخابه بواسطة، ستة آلاف. سمعت عبد الملك بن محمد، يقول: سمعت ابن خراش (2) يقول: كان بيني وبين أبي زرعة موعد: أن أبكر عليه فاذاكره، فبكرت فررت بابي حاتم، وهو قاعد وحده، فدعاني فاجلسني
(1) عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد الرازي القرشي، علم حافظ ناقد، ثبت، له التصانيف العديدة، مات سنة 264 ه، تاريخ بغداد 10: 32، تهذيب التهذيب 7: 28 - 30. الاعلام للزركلي. (2) ابن خراش هو أحمد ب الحسن بن خراش البغدادي، ذكره ابن حبان في الثقات. مات سند 243، تهذيب التهذيب 1: 21. (*)
[ 133 ]
معه يذاكرني حتى أضحى النهار، فقلت له: بيني وبين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة والناس عليه منكبين، فقال لي: تأخرت عن الموعد، فقلت: بكرت فمررت بهذا المستومند، فدعاني فرحمته لوحدته، وهو أعلى إسنادا منك، وضربت أنت بالدست، أو كما قال. سمعت محمد بن ابراهيم المقرئ، يقول: سمعت فضلك (1) الصائغ يقول: دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب، فخرج الشيخ مخضوبا وكنت أنا ناعس ص، فحركني، فقال لي: يا من دريك من أين أنت، شاجردي أي شئ تنام ؟ فقلت: أصلحك الله، من الري من بعض شاجردي أبي رعة. فقال: تكت أبا زرعة وجئتني، لقيت مالك بن أنس وغيره، فما رإت عيناي مثله. سمعت محمد بن ابراهيم المقرئ يقول: سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت على الربيع (2) بمصر فقال: من أين أنت ؟ قلت: من أهل الرئ أصلحك الله، من بعض شاجردي أبي زرعة، فقال: تركت أبا زرعة وجئتني، إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا جعل انسانا آية، أبان من شكله حتى لا يكون له ثانيا. حدثنا الحسن بن علي بن مخلد، حدثنا محمد بن حميد، حدثني أبو زرعة، حدثنا أبو نعيم، عن سيف بن أسلم، عن أبي حماد، قال: رأيت أنس بن مالك يشرب عند السوق.
و: محمد بن ادريس أبو حاتم الرازي (3) سمعت محمد بن الحسين بن مكرم، يقول: سمعت حجاج الشاعر، وذكرت له أبا زرعة، وأبا حاتم، وابن وارة، وأبا جعفر الداري، فقال: ما بالمشرق قوم أنبل منهم. سمعت القامس بن صفوان البرذعي، يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أروع من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس (4)، وثابت بن محمد الزاهد الكوفي (5)، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة.
(1) هو فضالة الصائغ: الفضل بن العباس أبو بكر المروزي المعروف بفضلك - أحد الائمة الحفاظ مات سنة 270 تاريخ بغداد 12: 367، انظر تهذيب التهذيب 7: 28 - 30 ترجمة أبي زرعة الرازي. (2) الريع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري المؤذن، صاحب الشافعي ورواية كتبه. تهذيب التهذيب 3: 213 - 214. (4) آدم بن أبي ايس، واسم أبي اياس ناهية، وقال محمد بن اسماعيل البخاري هو آدم بن عبد الرحمن، ويكنى أبا الحسن، نشا ببغداد، واستوطن عقلان، كان أحد العياد الصالحين، روى عنه الائمة الاعلام مات سنة 220 وهو حافظ ثقة. تاريخ بغداد، وتهذيب التهذيب 1: 171 - 171. (5) ثابت بن محمد الزاهد، أبو محمد الشيباني، ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 215 ه. تهذيب التهذيب 2: 13 - 14، ميزان الاعتدال 1: 366. (*)
[ 134 ]
قال الشيخ: قال لنا القاسم: فذكرته لعثمان بن خرزاد، فقال عثمان: انا أقول: أحفظ من رأيت أربعة، محمد بن المنهال الضرير (1)، وابراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم. و: محمد بن مسلم بن وارة الرازي (2) حدثنا القاسم بن صفوان البرذعي، حدثنا عثمان بن خرزاد، قال: سمعت سليمان الشاذكوني، يقول: جاءني محمد بن مسلم بن وارة فقعد يتقفر في كلامه، قال: قلت له من أي بلد أنت ؟ قال: من أهل الرئ، قال: قلت: ثم ؟ قال: ألم ياتك خبري، ألم تسمع بنبائ ؟ أنا ذو الرحلتين قال: قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: [ ان من الشعر حكما، وان من البيان سحرا ] ؟ قال:
فقال: حدثني أصحابنا، قلت: من أصحابك ؟ قال: أبو نعيم، وقبيصة، قال: قلت: يا غلام ائتني بالدبة، قال: فأتاني الغلام بالدبة، قال: وأمرته حتى ضربه الغلام خمسين، فقلت له: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول حدثني بعض علمائنا. سمعت عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة يقول: كان أبو زرعة الرازي لا يقوم لاحد ولا يجلس أحد في مكانه، إلا لابن وارة، فاني رأيته يفعل به ذلك، وبلغني أن ابن وارة توسل إلى أبي كريب (3)، بسفيان بن وكيع ليحدثه، فلم ير ابن وارة لنفسه من المحل عند أبي كريب، مع شفاعة سفيان، فقال لابي كريب: لم ينبئوك بنباي، لم يخبروك خبري، أنا ابن وارة الرازي، فجفاه أبو كريب، كان يدمدم مع نفسه مقدار شهر، يقول: وارة، وارة، من وارة ؟. و: محمد بن عوف الحمصي (4) هو عالم باحاديث الشام، صحيحها وضعيفها، وكان أحمد بن عمير بن جوصاء (5)، عليه اعتماده، ومنه يسال، وخاصة حديث حمص.
(1) محمد بن المنهال التميمي أبو جعفر الضرير الحافظ الثقة مات سنة 231، تهذيب التهذيب 9: 419 - 420. (2) محمد بن مسلم بن عثان بن عبد الله الرازي، ابن وارة - حافظ ثقة مات سنة 270، تهذيب التهذيب 9: 399 - 400، وتاريخ بغداد 3: 256. (3) أبو كريب. هو محمد بن العلاء بن كريب الكوفي الهمداني ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 248 ه، تهذيب التهذيب 9: 342 - 343. وقد تقدمت ترجمته (4) محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي محدث الشام ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 272 ه، تهذيب التهذيب 9: 340 - 31، تذكرة الحفاظ. (5) أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ أبو الحسن، قال الطبراني هو من ثقات المسلمين، وقال ابن عساكر: كان شيخ الشام في وقته، مات سنة 320، لسان الميزان 1: 239، وميزان الاعتدال 1: 125. (*)
[ 135 ]
و: يزيد بن عبد الصمد (1)
و: عبد الرحمن بن عمرو - أبو زرعة الدمشقيان (2) كان أحمد بن عمير منهما يسال حديثهم، وخاصة حديث دمشق. و: محمد بن يحيى بن كثير الحراني - يلقب لؤلؤ (3) سمعت أبا عروبة، يقول: كان كيسا من أهل الصناعة، ولم يانف مشائخنا حين قدم علينا إبراهيم بن سعيد الجوهري (4)، أن خرجوا إليه، فكتبوا عنه محمد بن يحيى بن كثير، وابن شكام وغيرهما. وبعد هؤلاء طبقة أدركت أيامهم، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن أورمة الاصبهاني (5) من حفاظ الناس، من المقدمين فيه، وفي الانتخاب، وكثرة ما استفاد الناس من حديثه، وما يفيدهم عن غيره. سمعت عبدان الاهوازي، يقول: قال لي إبراهيم الاصبهاني: إذا دخلت الاهواز، فاسال عبدان الوكيل عن القرآن فان قال: غير مخلوق، فاكتب إلينا حتى نقدم، فلما قدمت، لقيت عبدان في السوق، فقلت له: ما تقول في القرآن ؟ فقال: كلام الله، فقلت تقول: غير مخلوق ؟ فقال شيئا لم نسمعه.
(1) يزيد بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله الهاشمي، مولاهم الدمشقي. حافظ ثقة امات سنة 277 ه تهذيب التهذيب 11: 313. (2) أبو زرعة هو عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوا النصري، محدث الشام في وقته، حافظ ثقة مات سنة 281 ه، شذرات الذهب 2: 177، وتهذيب التهذيب 6: 215، وتذكرة الحفاظ 2: 624. (3) محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الكلبي، أبو عبد الله الحراني، لقبه لؤلؤ، الحافظ، ذكره ابن حبان في الثقات، ومات سنة 267 بحران، تهذيب التهذيب 9: 459 - 460. (4) ابراهيم بن سعيد الجوهري أبو اسحاق، الطبري، البغدادي، أحد الحفاظ سنة 249، تاريخ بغداد 6: 42. تذكرة الحفاظ 2: 628. (*)
[ 136 ]
و: عبيد العجل الحسين بن محمد بن حاتم (1) أبو محمد، كان موصوفا بحسن الانتخاب، يكتب الحفاظ بانتقائه. سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول: كنا نحضر معه عند من ينتخب عليه، وهو شارب، فإذا أخذ الكتاب بيده، طار ما في رأسه، فنحدثه ولا يجيبنا، فنقول له، إذا فرغ: حدثناك، ولم تجبنا. قال: فكري فيما أنتخبه، إذا مربي حديث صحابي أجيل فكري في حديث ذلك الصحابي، هل هذا الحديث فيه أم لا ؟ فانني إن أغفلت عن ذلك، وأنتم شياطين حوالي، كل أحد منكم، يقول: لم انتخبت لنا هذا، وهذا حدثناه فلان، أو كما قال. و: صالح بن محمد، أبو علي البغدادي، يلقب جزرة (2) سمعت محمد بن أحمد بن سعدان، يقول: سمعت صالحا، يقول: قدم علينا بعض الشيوخ من الشام، وكان عنده: عن جرير بن عثمان، فقرأت أنا عليه: حدثكم جرير بن عثمان، قال: كان لابي أمامة خرزة برقي بها المرضى، فصحفت أنا الخرزة فقلت: كان لابي أمامة جزرة، وإنما هي خرزة، فلقب: جزرة. وقاللنا السعداني: حضرت صالحا وعنده نصرك (3) فقال: أنا فلان، عن الحميدي، عن سفيان عن الزنبري عن مالك. فقال له صالح: كذا يقول: الزنبري، إنما هو الزبيري، مصعب صاحبنا، حدث عنه ابن عيينة حرفا، حدثنا ابن عباد عن سفيان، وقال نصر: صاحل المري عن الزهري، فقال له صالح كذا يقول إنما هو صالح الناجي عن الزهري. سمعت أبا يعلى الموصلي، يقول: بات صالح جزرة عني ها هنا عشر ليال، ينتخب على شيوخ الموصل، وكان بطالا. و: عبد الله بن احمد بن حنبل (4) أبو عبد الرحمن نبل بابيه، وله في نفسه محل في العلم، وأحيى علم أبيه من مسنده الذي قرأه عليه أبوه خصوصا،
(1) عبيد العجل: هو الحسين بن محمد بن حاتم البغادي أبو علي ويقال له العجل وعبيد، كان تلميذا ليحيى بن
معين، مات سنة 294 ه، تاريخ بغداد 8: 93، النجوم الزاهرة 3: 161. شذرات الذهب 2: 216. (2) صالح بن محمد بن عمرو بن حيب أبو علي البغدادي الملقب يجزرة، امام حافظ ثقة توفي سنة 293. تهذيب ابن عساكر 6: 381، تاريخ بغداد 9: 322. الاعلام للزركلي. (3) نصرك: هو الحافظ نصر بن أحمد بن نصر الكندي البغدادي، صاحب المسند المعروف بنصرك، مات سنة 293، تاريخ بغداد 13: 293. تذكرة الحفاظ 2: 676. (4) عبد الله بن أحمد ب محمد بن حنبل الشيباني البغدادي أبو عبد الرحمن وفي (م) عبد الله، حافظ ثقة له مصنفات، الزوائد على كتاب الزهد لابيه، وزوائد المسند، زاد على مسند أبيه عشرة آلاف حديث، مات سنة 290 ه. الطبقات لابي أبي يعلي 4: 189 تهذيب التهذيب 5: 124 - 125، شذرات الذهب 2: 203، الاعلام للزركلي. (*)
[ 137 ]
ولم يقرأ على غيره، ومما سال أباه عن رواة الحديث فاخبره به، مما لم يساله غيره، ولا يرويه، ولم يكتب عن أحد إلا عن من أمره أبوه أن يكتب عنه. و: موسى بن هارون الجمال (1) كان عالما بعالي الحديث، متوقي ص، ولم يحدث إلا عن ثقة. سمع ابراهيم بن محمد الجهني، يقول: سئل موسى بن هارون الجمال عن حديث لمشكدانة (2)، فقال: أخطا ابراهيم الحربي، قيل له: إنما نسالك عن حديث لمشكدانة، وتقول: أخطا إبراهيم الحربي ؟ فقال: نعم، خرج إبراهيم له المسند، فاخطا في النقل. وفي هذه الطبقة ممن أدركتهم وكتبت عنهم أو يقاربونهم في الاسناد والمعرفة ومحلهم محل من ذكرت في طبقتهم وكلهم يجوز لهم الكلام في الرجال: عبدان الاهوازي (3) كبير الاسم، قال لي: جائني أبو بكر بن أبي غالت ذاهبا إلى شاذان الفرسي، فم يلحقه، فعطف إلى أحمد بن أبي عاصم باصبهان، ثم جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبت إلى ابن أبي عاصم، لاكتب عنه حديث البصرة، فلم أره مليئا بهم، وجئتك لاكتب عنك حدثهم، لانك ملئ بهم، فاخرجت
إليه حديثم، وقاطعته كل يوم على مائة حديث أقرأه عليه من حديث البصرة. و: أبو عبد ارحمن احمد بن شعيب النسائي (4) سمعت منصور الفقيه، وأحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي، يقولان: أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين.
(1) موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان أبو عمران البغدادي البزار، محدث القراق، حافظ ثقة مات سنة 290 ه. تاريخ بغداد 13: 50، تذكرة الحفاظ 2: 669. (2) مشكدانة هو عبد الله بن محمد بن عمر بن أبان الجعفي، مشكدانة لقبه - تقدمت ترجمته. مؤلفات مات سنة 306. تاريخ بغداد 9: 378، شذرات الذهب 2: 249 تقدمت ترجمته. (4) النسائي: هو الامام الحافط أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي بن سنان النسائي، له السنن الكبرى، وغيره من المصنفات مات سنة 303، وأصله من بلدة نسا بخراسان، وفيات الاعيان 1: 21، البداية والنهاية 11: 123، طبقات الشافعية 2: 83، شذارت الذهب 2: 239. الاعلام للزركلي. (*)
[ 138 ]
أخبرني محمد بن سعد الباوردي، قال: ذكرت لقاسم المطرز، أبا عبد الرحمن النسائي، فقال: هو إمام، أو يستحق أن يكون إماما، أو كما قال. و: عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاذاني (1) رفيق ابي عبد الرحمن، كان من الاثبات، وكان له بصر بالرجال فسألته أن يملي علي في حرملة (2) عن يحيى شيئا فقال لي: يا بني وما تصنع بحرملة، ان حرملة ضعيف، ثم أملى علي عن حرملة ثلاث ص أحاديث ولم يزدني عليها. و: الحسين بن محمد بن مودود أبو عروبة الحراني (3) كان عارفا بالحديث والرجال، وكان مع ذلك مفتي أهل حران، أشفاني حين سألته عن قوم من رواتهم، فذكرت ذلك في ذكر أساميهم. و: علي بن سعيد بن بشير عليك الرازي (4)
سألني عنه الهيثم الدوري (5) فقلت له: مات، فقال: كان يسمع الحديث مع رجاء الزناتي، غلام المتوكل، وكان من أراد أن ياذن له منا أذن له، ومن أراد أن يمنعه منعه، ومن أراد أن يقدم من الشيوخ قدمه، ومن أراد أن يؤخره أخره. وسمعته يقول: مات عمرو بن علي في منزلي، وتوليت دفنه، وأخذت جائزته عشرة آلاف درهم، ودفعتها إلى ابنه. وسمعت أحمد بن نصر، يقول: سالت أبا عبد الرحمن بن أبي خيثمة عن اليك، فقال: عشت إلى زمان أسال عنه، وذكر نحوا مما قال لي الهيثم الدوري، انتهى. * * *
(1) عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني، ويقال الفرماذاني حافظ ثقة مات سنة نيف وثلاثمائة، تذكرة الحفاظ 2: 716. (2) حرملة بن يحيى التجيبي، قال أبو حاتم لا يحتج به، وقال الفرهاذاني: ضعيف. المغني في الضعفاء 1: 153. (3) أبو عروبة. هو الحسين نب محمد بن مودود السلمي الحراني، له مصنفات، مات سنة 318. تذكرة الحفاظ 2: 774. (4) عليك: هو علي بن بشير بن مهران، حافظ متقن مات سنة 297، ميزان الاعتدال 2: 131، نزهة الالباب 67. (5) الهيثم الدوري، هو الهيثم بن خلق أبو محمد الدوري حافظ ثقة مات سنة 307، تذكرة الحفاظ 2: 765. لسان الميزان 6: 206. (*)
[ 139 ]
قال الشيخ: قد ذكرت أسامي من استجاز لنفسه الكلام في الرجال من الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين، ومن بعدهم طبقة طبقة، إلى يومنا هذا، أو من نصب نفسه لذلك وحفظ عنه في الثقات والضعاف، ومن حضرني في الحال اسمه، وذكرت لكل واحد منهم البعض من فضائلهم، والمعنى الذي به يستحقون الكلام في الجال، ولاجله يسالونهم، وتسليم الائمة لهم ذلك، وأنا ذاكر في كتابي هذا أسامي قوم نسبوا إلى الضعف من عساهم غفلوا عنهم، وقم نشؤوا بعد موتهم، فلم
يتكلموا فيهم، ولم يلحقوا زمانهم، وأنا أبين أحوال من غفلوا عنهم، ومن نشاوا بعد موتهم إن شاء الله تعالى. * * *
[ 140 ]
من مدح العراق، وذمهم البصرة، والكوفة، وبغداد، ومدح الحجاز، ورواتهم وذمهم حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا أحمد بن حامد السمرقندي، حدثنا سليمان بن معبد، حدثنا الاصمعي قال: سمعت عمر بن قيس، يقول: ما ينصفنا أهل العراق، ناتيهم بالقاسم بن محمد (1)، وسام بن عبد الله (2) الطيب بن الطيب، وياتونا بنظرائهم، زعموا بابي التياح (3) وأبي قلابة (4)، أسماء المقاتلين، لو أدركنا أبا الجوزاء (5) لا كلناه بتمر، ولو أدركنا الشعبي، لشعب لنا القدور، ولو أدركنا النخعي، لنخع لنا الشاة. حدثنا العباس بن محمد بن أبي شحمة الختلي، حدثنا الصلت بن مسعود، حدثنا حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد قال: كان الرجل يقول للرجل: غضب الله عليك، كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة، واستعمله على الكوفة. حدثنا إبراهيم بن أبي حصرون، حدثنا أبو موسى قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: يا أبا موسى أهل اكوفة يحدثون عن كل أحد ؟ قلت: يا أبا سعيد، إنهم يقولون: إنك تحدث عن كل أحد، قال: أنا ؟ قلت: نعم، أنت تحدث عن محمد بن راشد المكحولي (6).
(1) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أبو محمد المدني تابعي عالم فقيه ثقة ورع، كثير الحديث، مات سنة 101 ه، أخرج حديثه الستة: طبقات ابن سعد 5: 139، تذكرة الحفاظ 1: 96، تهذيب التهذيب 8: 329 - 301. (2) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم الامام الفقيه، ومن أفضل أهل زمانه، وأحد الفقهاء السبعة قال الامام أحمد وابن راهويه: أصح الاسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه، كان يشبه أباه في السمت والهدى. مات سنة
106 ه. الثقات 3: 91، تذكرة الحفاظ 1: 88، تهذيب التهذيب 3: 378 - 379 / (3) أبو التياح هو يزيد بن حميد البصري، تابعي، حافظ، ثقة، مامون، أخبرج حديثه الستة مات سنة 128 ه. الثقات 3: 290، تهذيب التهذيب 11: 280 - 281. (4) أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، أحد الائمة الاعلام، بصري، كثير الحديث مات سنة 104 ه، أو بعدها. تذكرة الحفاظ 1: 94، تهذيب التهذيب 5: 197 - 199. (5) أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي البصري. تابعي ثقة، اخرج حديثه الستة، مات سنة 83 ه. تهذيب التهذيب 1: 335 - 336. (6) محمد بن راشد المكحولي الخزاعي الدمشقي أبو عبد الله. روى عن مكحول وجماعة، وثقة أحمد وابن معين والنسائي مات قبل سنة 170 ه. ميزان الاعتدال 3: 543، تهذيب التهذيب 9: 140 - 141. (*)
[ 141 ]
وفي كتابي يخطي عن أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عبد الله بن عامر بن يراد، حدثنا أبو أسامة، عن مفضل، عن مغيرة (1) قال: ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق، والاعمش أتيا باحاديث لا يدرى ما وجوهها ولا معانيها. أنبانا زكريا الساجي، قال: سمعت ابن المثنى، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حديث أهل الكوفة مدخول. حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن هشام، حدثنا علي بن سلمة اللسبقي قال: حدثنا أبو أسامة، عن الاعمش، قال: كان بالكوفة شيخ يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد، يرد إلى واحدة، والناس عنقا (2) وآحادا إذ ذاك ياتونه ويسمعون منه، قال: فاتيته فقرعت عليه الباب، فخرج إلي شيخ، فقلت له: أنت سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فانه يرد إلى واحدة ؟ قل: نعم، فقلت له: أين سمعت هذا من علي ؟ قال: أخبرج إليك كتابي، فاخرج كتابه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما سمعت علي بن أبي طالب يقول: إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في
مجلس واحد فقد بانت منه، ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، قال: قلت: ويحك هذا غير الذي تقول ؟ قال: الصحيح هو هذا، ولكن هؤلاء، أرادوني على ذلك. حدثنا أحمد بن علي بن بحر، حدثنا عب الله بن الدورقي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا ابن ادريس، عن شعبة، عن أبي رجاء قال: سالت الحسن عن أهل البصرة وأهل الكوفة، فكان يبدأ باهل الكوفة. حدثنا محمد بن سعيد الحراني، حدثنا محمد بن علي بن ميمون قال: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: شباب البغداد بين أورع، أو خير من شباب البصرة، والكوفة. حدثنا محمد بن بش القزاز، حدثنا أبو عمير، قال، قال: سمعت عمر بن أبي سلمة، يقول: إن إبليس صعد على منارة المسيب في بغداد، فقال: لا، والله ما إمرناكم بكل هذا.
(1) المغيرة بن مقسم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي، ثقة أخرج حديثه الستة، مات سنة 133 ه أو بعدها، تهذيب التهذيب 10: 241 - 242، شذرات الذهب 1، 191. (2) جمعا - انظر لسان العرب مادة عنق. (*)
[ 142 ]
ما يخاف على هذه الامة من الهلكة إذا رووا عن غير الثقات أنبانا الوليد بن حماد بن جابر، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن شعيب، عن هارون بن هارون، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم [ هلاك أمتي في العصبية، والقدرية، والرواية عن غير ثبت ] (1). حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا ابراهيم بن مرزوق، حدثنا عمرو بن يونس، حدثنا سعيد الجهني، عن هارون بن هارون عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - مثله -. أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا بقية، حدثنا هارون بن هارون، عن عبد الله بن زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ هلاك أمتي في
القدرية والعصبية والرواية عن غير ثبت ] أنباناه الحسن بن سفيان، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا بقية، عن هارون بن هارون، أن شيخا من الانصار، حدثه عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، حدثنا حاجب بن سليمان، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا بقية، عن عبد الله بن سمعان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هلاك أمتي في القدرية، والعصبية، والرواية عن غير ثبت ]. حدثنا يحيى بن الريان، حدثنا محمد بن اسماعيل الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبانا بقية عن أبي العلاء. عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال الشيخ: رواة هذا الحديث شوشوا الاسناد، وبلاء هذه الاحاديث من هارون بن هارون، وهو منكر الحديث، والهديري مديني، وهو أخو محرز بن هارون (2) وعبد الله بن زياد بن سمعان (3) ضعيف جدا، وهؤلاء كلهم اضطربوا في إسناده لونا لونا. حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان القطان، حدثنا عبد القدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب، وحدثنا
(1) رواه الطبراني، والبزار. قال الهيثمي: وفيه هارون بن هارون وهو ضعيف، مجمع الزوائد 7: 307، 1: 141. (2) محرز بن هارون القرشي التيمي المدني ويقال (محرر) برائين ضعيف. المغني في الضعفاء 2: 544. (3) عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، متروك، المغني في الضعفاء 1: 339. (*)
[ 143 ]
محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا محمد بن بحر بن مطر، وحدثنا أحمد بن الحسن القمي، حدثنا جعفر ابن محمد، قالوا: حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء أبو عبد الله الشامي، حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ هلاك أمتي في القدرية، والعصبية، والرواية عن غير ثبت ]. قال الشيخ: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الاوزاعي غير سويد، وعن سويد محمد بن
ابراهيم الشامي. حدثنا محمد بن عبد الحميد الفرغاني: حدثنا عمر بن شبة: حدثني عيسى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي طالب: حدثني أبى، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [ العنوا أصحاب العصب ] قلنا: قلنا عليهم لعنة الله والملائكة، والناس اجمعين، فمن هم يا رسول الله ؟ قال: [ أصحاب العصبية والقدرية والرواية عن غير ثبت من مات تحت راية عصبية، أو غدا إلى عصبية، حشر مع أعراب الجاهلية ] ". قال الشيخ: وهذا الحديث لا أعلم يرويه، غير عيسى بن محمد. حدثنا أحمد بن علي بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يونس البصري، حدثني العباس بن الفضل الازرق، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: كنت مع يحيى بن سعيد الانصاري، في حلقة رجل منن ولد عبد الله بن عمر، يسال العبدلي عن شئ، فقال: لا أدري، فقال له يحيى بن سعيد: العجب منك كل العجب، تقول: لا إدري، وأنت ابن إمامي هدى، فقال: ألا أخبرك باعجب مني عند الله وعند من عقل عن الله، من قال بغير علم أو حدث عن غير ثقة. حدثنا القاسم بن الليث، عن معافى بن سليمان، حدثنا أبو البختري (1) حدثنا عبد السلام بن أمية، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ ان إخوف ما أخاف على هذه الامة ثلاث خصال: العصبية، ولاقدرية، ورواية العلم عن غير ثبت ]. حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، أخبرنا محمد بن كثير المصيصي، عن سفيانبن عيينة، عن يحيى بن سعيد، قال: قلت للقاسم: ما أشد علي أن تسال عن الشئ لا يكون عندك، فقد كان أبوك إماما، قال: إن أشد من ذلك عند الله عز وجل، وعند من عقل عن الله تعالى، ان افتي بغير علم، أو أروي عن غير الثقة.
(1) أبو البختري هو سعيد بن فيروز بن أبي عمران تابعي جليل وثقه أبو زرعة، وابن معين، لسان الميزان 7: 452. (*)
[ 144 ]
ما يذكر عن الصالحين من الكذب ووضع الحديث حدثنا عمر بن سنان، حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: أخبرنا عفان: قال يحيى بن سعيد: ما رأيت الصالحين في شئ أشد فتنة منهم في الحديث. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، وأحمد بن الحسن القمي، قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني القواريري، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه في من ينسب إلى الخير. قال ابن حماد، قال عبد الله، وحدثني من سمع عفان، عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبيه قال: ما رأيت الصالحين إكذب منهم في الحديث. قال عبد الله: فلقيت أبا محمد بن يحيى، فسألته فقال: سمعت أبي يقول: ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه، فيمن نسب إلى الخير. حدثنا محمد بن أحمد بن بخيت، حدثنا أحمد بن محمد، وراق يحيى بن معين، قال: سمعت عفان يقول: قال لي أبو عاصم النبيل (1) ما رأيت الصالح يكذب في شئ، أكثر من الحديث. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثنا محمد بن خلف، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الاسود، عن المنذر بن الجهم، وكان قد دخل في هذه الاهواء ثم رجع، فسمعته يقول: اتقوا الله وانظروا عن من تأخذوا ص هذا العلم، فانا كنا ننوي الاجر في أن نروي لكم ما نضلكم به. من رغب في الكذب واستحلاه، وقال: الحديث فتنة حدثنا محمد بن أحمد بن وردان، سمعت أبا عمير - يعني - الانسي، يقول: حدثني نصر بن علي، قال: تلت للاصمعي: ما تحفظ من كلام العرب في الكذب ؟ قال: قلت لا عرابي: ما حملك على الكذب ؟ قال: لو ذقت حلاوته ما نسيته. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثني أبو الدرداء المروزي، حدثنا أبو داود السنجي، قال:
(1) أبو عاصم الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني، البصري، النبيل، الحافظ، الثبت، تقدمت ترجمته. (*)
[ 145 ]
حدثنا الاصمعي، قال: قيل لكذب: ما يحملك على الكذب ؟ قال: لو تغرغرت بامره ما نسيت حلاوته. سمعت علي بن أحمد بن علي بن عمران، يقول: سمعت أبا سعيد الاشج (1) يقول: سمعت ابن يمان (2) يقول: سمعت الثوري، يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة. حدثنا ابن أبي عصمة، حدثنا أحمد بن أبي يحيى، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: أول من كتب عن أبي النضر أنا، وأحمد، فقال لنا: إن عندي كتابا لشعبة نحو من ثمان مائة حديث، سالت عنها شعبة، حدثنا بها، وقال: عندي غير هذه لست أجترئ عليها، ثم حضرناه بعد وقد أخبرج تلك الاحاديث الباقية، وكان يقول فيها: حدثنا شعبة، والحديث فتنة، كانت نحوا من أربعة آلاف. حدثنا محمد بن جعفر الامام حدثنا مؤمل بن إهاب (3) قال: بلغني عن عبد الرحمن بن مهدي قال: لو أن رجلا هم أن يكذب في الحديث لاسقطه الله. ذكر القوم الذين يميزون الرجال وضعفهم وصفتهم أنبانا محمد بن محمد الاشعث الكوفي، حدثني موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، حدثنا أبي عن أبيه، عن جده، جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ليحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين ]. حدثنا خالد بن يزيد وعبد الله بن محمد بن مسلم قالا: حدثنا حاجب بن سليمان، حدثنا خالد بن عمرو القرشي، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين ] (4).
(1) أبو سعيد الاشج هو عبد الله بن سعيد الكندي، تهذيب التهذيب 12: 119. (2) ابن يمان هو: يحيى بن يمان العجلي أبو زكريا الكوفي، تهذيب التهذيب 11: 267 - 268. (3) مؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن فضل الربعي ثقة، تهذيب التهذيب 10: 340 - 341. (4) رواه البزار وفيه خالد بن عمرو القرشي. قال الهيثمي: كذبه يحيى بن معين وإحمد بن حنبل ونسبه الى الوضع. مجمع الزوائد: العلم 1: 140، وانظر التمهيد 1: 58 - 59، وميزان الاعتدال 1: 635. (*)
[ 146 ]
قال الشيخ: وهذا الحديث بهذا الاسناد لا أعلم يرويه عن الليث غير خالد بن عمرو. وحدثا علي بن محمد بن حاتم، حدثنا محمد بن هشام بن عبد الكريم، حدثنا داود بن سليمان الغساني المديني، حدثنا مروان الفزاري، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينقون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين ]. قال الشيخ: ولم أر هذا الحديث لمروان افزاري (1) بهذا الاسناد إلا من هذا الطريق. حدثنا أبو قصي، إسماعيل نب محمد بن إسحاق، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا مسلمة بن علي، حدثني عبد الرحمن بن يزيد السلمي، عن علي بن مسلم البكري، عن أبي صالح الاشعري، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين ]. حدثناه عبد الله بن محمد بن سالم، حدثنا عباس الخلال، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن باسناده نحوه. حدثنا محمد بن عيبد الله بن فضيل، أخبرنا محمد بن مصفى، أخبرنا بقية، عن مسلمة بن علي، عن أبي محمد السلمي، عن علي بن يسار النكري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وهذا الحديث لا يرويه غير مسلمة بن علي. حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، حدثنا الحسين بن أبي سعيد البزاز العسقلاني، حدثنا محمد بن عبد العزيز الرمللي، عن زريق بن عبد الله الالهاني عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين ]. حدثنا محمود بن عبد البر بن سنان العسقلاني، حدثنا أبو ابراهيم الترجماني، وحدثنا أحمد بن محمد ابن عبد الكريم، حدثنا الحسن بن عرفة، قالا: حدثنا اسماعيل - يعني - بن عياش، عن معان بن رفاعية السلامي، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه كذب الجاهلين، وانتحال المبطلين، وافتراء الغالين ]. حدثناه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثني زياد بن أيوب، حدثني مبشر، عن معان باسناده نحوه.
(1) مروان ابن معاوية الفزاري ثقة عالم صاحب حديث لكن يروي عمن دب ودج. قال ابن المديني: ثقة فيما يري عن المغروفين. ميزان الاعتدال 4: 93. (*)
[ 147 ]
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن بقية ابن الوليد بن معان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يرث هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتحريف الغالين ]. أنباناه الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم - يعني - بن أيوب الحوراني الدمشقي، حدثنا الوليد، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، حدثنا الثة من أشياخنا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه. حدثنا محمد بن عمر بن عبد العزيز، حدثنا أبو عمير، حدثنا الوليد بن مسلم، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، حدثني الثقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحوه. انبانا الحسن بن سفيان، حدثني عبد الرحمن بن سلام، حدثني القاسم أبو إبراهيم، حدثنا غسان بن الفضل، عن معاذ بن معاذ، قال: قال إياس بن معاوية: إن للحديث فرسانا كفرسان الخيل. أنبانا زكريا الساجي، حدثنا أحمد بن سعيد، وأخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم، أخبرنا يوس، قالا: حدثنا ابن وهب، أخبرني بكر بن مضر قا: قال الوليد بن يزيد لربيعة: لم تركت الرواية ؟ قال: يا أمير المؤمنين، تقادم الزمان، وقل أهل القناعة.
أنبانا زكريا الساجي، حدثنا ابن المثنى، حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا ابن عون قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: أنا أعتبر الحديث. أنبانا زكريا الساجي، حدثنا ابن المثنى، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن العريان، عن ابن عون، قال: ذكر أيوب لمحمد حديث أبي قلابة ؟ فقال: أبو قلابة إن شاء الله ثقة، رجل صالح، ولكن عمن ذكره أبو قلابة (1). حدثنا علي بن أحمد بن سليمان علان الصيقل، وأحمد بن عبد الوارث بن جرير المصريان قالا، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق، قال: سمت ابن المبارك يقول: إني لاكتب الحديث عن معمر، قد سمعته من غيره، قلت: وما يحملك على ذلك ؟ قال: أما سمعت قول الراجز: قد عرفنا خيركم من شركم سمعت الفضل بن الحباب يقول: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: أرى هذا الامر يكثر من غير وجهه ويحمل على غير أهله.
(1) مسلمة بن علي الخشني، واه، متروك، سكن مصر ومات بها قبل سنة 190 ه، ميزان الاعتدال 4: 109. وتهذيب التهذيب 10: 132 - 13، والمغني 2: 657. (*)
[ 148 ]
أنبانا زكريا الساجي، قال: حدثت عن يحيى بن معين، قال: كان محمد بن عبد الله الانصاري يليق به القضاء، فقيل له يا أبا زكريا، والحديث ؟ فقال: للحرب أقوام لها خلقوا * وللدواوين كتاب وحساب حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثني محمد بن غالب تمتام (1)، عن يعقوب بن أسد، قال: سمعت علي بن المديني يقول: إذا ذهبت تغلب هذا الامر يغلبك، فاستعن عليه: باظن، وأرى. كتب إلي محمد بن أيوب، أنبانا أبو غسان - يعني زنيج - قال: سمعت بهز بن أسد (2) يقول: إذا ذكر له الاسناد الصحيح، قال: هذه شهادات الرجال العدول المرضيين، وبعضهم على بعض، وإذا ذكر له الاسناد فيه شئ قال: هذا فيه عهدة، ويقول: لو أن لرجل على رجل عشرة دراهم، ثم
جحده لم يستطع أخذها منه إلا بشاهدين عدلين، فدين الله أحق أن يؤخذ من العدول، وكان بهز يقول: لا تأخذوا الحديث عمن لا يقول حدثنا. أنبانا عمر بن سنان، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى بن داود، عن أبي معشر قال: الحافظ يولد في الزمان. حدثنا محمد بن زهير الابلي، حدثنا نصر بن علي، حدثنا الاصمعي، عن نافع بن أبي نعيم قال: قلت لنافع - مولى ابن عمر: إنهم كتبوا حديثك، قال: فليأتوني به حتى أقيمه لهم. نهي الرجل أن ياخذ العلم إلا عمن يرضاه لان العلم دين حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان البلدي، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا عبد الوارث بن مقاتل الخراساني، عن خليد بن دعلج (3) عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ان هذا العلم دين فلينظر أحدكم ممن ياخذ دينه ] (4). وهذا الحديث يرويه عن خليد عبد الوارث هذا وروح ابن عبد الواحد الحراني.
(1) محمد بن غالب تمتام، حافظ مكثر، ذكره ابن حبان في الثقات، لسان الميزان 5: 337. (2) بهز بن اسد العمي أبو الاسود البصري ثقة ثبت مات بعة 200 ه. تهذيب التهذيب 1: 436 - 431. (3) خليد (بالتصغير) بن دعلج السدوسي أبو حليس ويقال أبو عيبد ضعيف متروك ذكره ابن البرقي والعقيلي في الضعفاء، وقال النفيلي مات سنة 166 ه، تهذيب التهذيب 3: 136 - 137، والمغني في الضعفاء 1: 213. (4) انظر الفتح الكبير للسيوطي 1: 425، وفيض القدير 2: 545. (*)
[ 149 ]
حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحيم، حدثا أحمد بن نصر المقرئ العابد، أنبانا المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطي، حدثنا عطاف بن خالد المخزومي، عن نافع، عن ابن عمر قال: خرجت يوما فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فدنوت منه ودنا مني ووضع يده على عانقي وغمزني غمزة وقلت: هو هو، قال [ يا بن عمر لا يغرنك ما سبق لا بويك من قبل، فان العبد لو جاء يوم القيامة بالحسنات كامثال الجبال الرواسي يظن انه لا ينجو من أهوال ذلك اليوم. يا بن عمر دينك دينك إنما هو لحمك
ودمك، وانظر عمن تأخذ، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا ]. حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحيم، حدثنا الحسين بن عيسى، حدثنا جعفر بن عون، أنبانا هشام بن سعد، عن نافع وزيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وهذا الاسناد الاخير منكر لهذا الحديث، وهكذا حدثناه علي بن الحسين وهذا الاسناد: [ الدين النصيحة ] (1). حدثنا علي بن محمد بن حاتم، حدثنا إبراهيم بن عقبة بن موسى العسقلاني، حدثنا محمد بن المتوكل، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا هشام بن حسان، عن ابن سيرين قال: ان هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون دينكم (2). حدثنا علي بن محمد، حدثنا إبراهيم بن عقبة، حدثنا محمد بن المتوكل، أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الوزاعي، عن عبد الواحد بنقيس، عن عروة، عن كرز بن خنيس الخزاعي، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال الشيخ: وهذا منكر بهذا الاسناد، هكذا حدثناه علي بن حاتم، أنبانا أبو القاسم بن عبد الله ابن مهدي، حدثنا أبو مصعب عن عبد العزيز الدراوردي، عن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن العلاء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ العلم دين فانظروا ممن تأخذون منه دينكم ]. حدثنا محمد بن أحمد الوحواحي الانصاري، حدثنا خالد بن عبد السلام المهدي، حدثنا أبو سهل الفضل بن مختار، عن أبي سكينة مجاشع بن عطية، قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو في مسجد الكوفة يقول: يا أيها الناس انظروا ممن تأخذوا ص هذا العلم فانما هو الدين. حدثنا الحسين بن الحسن بن سفيان الفارسي ببخاري، حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثنا أبو خادل إبراهيم بنسالم، حدثنا عبد الله بن عمران، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: ان هذا العلم دين فاجيزوا الحديث ما أسند إلى نبيكم.
(1) انظر الجامع الكبير 2: 18، رواه مسلم في صحيحه. (2) مقدمة صحيح مسلم 1: 14. (*)
[ 150 ]
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا أصرم بن غياث، عن هارون ابن عنترة، عن أبي هريرة، قال: إن هذا علم دين فانظروا عن من تاخذونه. أنبانا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا هدبة، حدثنا مهدي بن ميمون قال: سمعت ابن سيرين يقول: إن هذا العلم دين، فلينظر أحدكم ممن ياخذ دينه. أنبانا القاسم بن الليث، أخبرنا بشر بن معاذ، نبانا عمران بن خالد الخزاعي، قال: سمعت محمد ابن سيرين يقول: إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم ممن ياخذ دينه. سمعت علي بن أحمد بن علي بن عمران الجرجاني بحلب يقول: سمعت نصر بن علي يقول: سمعت عبد ربه بن باق الحنفي يقول: سمعت ابن سيرين يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم. أنبانا الفضل بن الحباب، حدثنا سلمة بنحرب، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا ابن عون، عن محمد قال: إن هذا العلم دين، فانظر عن من تأخذ دينك. أنبانا أحمد بن علي بن الثنى، ومحمد بن إبراهيم بن ميمون، قالا: حدثنا خلف بن هشام، حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عون، عن ابن سيرين قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عن من تأخذون دينكم. حدثنا الحسن بن أحمد بن منصور، سجادة، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عن من تاخذونه، قال: وقد ذكره ابن عون أيضا. حدثنا أحمد بن محمد الحربي، حدثنا القواريري، حدثنا حماد بن زيد، عن هشام، عن ابن سيرين: إن هذا العلم دين، فانظروا عن من تأخذون دينكم. حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحيم، حدثنا الحسين بن عيسى، حدثنا أبو أسامة (1) وحدثنا أحمد بن جشمرد، حدثني إسحاق بن إبراهيم ابن أخت ابن منيع، حدثنا معاذ بن معاذ، عنابن عون، عن ابن سيرين قال: إن هذا العلم دين انظروا عمن تأخذون.
أخبرنا أحمد بن حفص، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عمرو بن حمران، عن ابن عون، قال: قال ابن سيرين: إن هذا العلم دين، فانظروا عن من تأخذون.
(1) أبو أسامة بن زيد القرشي، أبو أسامة الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 3: 4 - 3. (*)
[ 151 ]
حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، حدثنا أبو همام، حدثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن محمد قال: إن هذا العلم دين، فانظروا ممن تاخذونه. حدثنا محمد بنحليس البخاري، حدثنا علي بن الحسن البخاري، حدثنا نصر بن المغيرة البخاري النجار أبو السري، حدثنا عيسى الغنجار (1) عن خارجة، عن هشام، عن ابن سيرين، قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. حدثنا علي بن الحسن بن هارون البلدي، حدثنا إسحاق بن سيار، حدثنا أبو عاصم، أبنانا سفيان عن أيوب، قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذوه ص فقلت: يا أبا عاصم أيوب عن محمد ؟ قال: نعم. حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم، حدثنا كثير بن عبيد، حدثنا ابن أبي رواد (2) عن الثوري، قال: كان محمد بن سيرين، يقول: إن هذا العم دين، فانظروا عمن تأخذون العلم فلم يبق منه إلا غبرات في أوعية سوء. حدثنا الحسين بن إسماعيل النقار، حدثنا أبو عتبة، حدثنا عقبة بن علقمة، حدثنا الاوزاعي، عن بن سيرين، قال: إن هذا الحديث دين، فانظروا عمن تأخذوه ص. حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا الصاغاني، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا المغيرة بن المهلب، عن الضحاك قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. أنبانا العباس بن محمد بن العباس، إخبرنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، حدثني خالد بن نزار أبو يزيد الابلي، وبهذه الرسالة عن مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف: سلام عليك فاني أحمد اليك
الله الذي لا إله إلا هو، إما بعد فاني أوصيك بتوى الله، فذكره بطوله، وقال فيه: ثم خذه - يعني العلم - من أهله الذين ورثوه ممن كان قبلهم معنيا بذلك، ولا تأخذ كل ما تسمع قائلا يقوله، فانه ليس ينبغي أن يؤخذ من كل محدث، ولا من كل من قال، وقد كان بعض من ترضى من أهل العلم يقول: ان هذا الامر دينكم فانظروا من تأخذون عنه دينكم، وذكره بطوله. حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن، أنبانا ابن المقرئ (3)، قال: سمعت أبي يقول: قال لي ابن
(1) عيسى الغنجار: هو عيسى بن موسى التيمي ويقال التميمي مولاهم، أبو أحمد لا بخاري الازرق المعروف بغنجار، ذكره ابن حبان في الثقات مات سنة 187 ه، تهذيب التهذيب 8: 208 - 210. (2) ابن أبي رواد هو عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، تهذيب التهذيب 6: 339 - 340. (3) ابن المقرئ هو محمد بن عبد الله بن يزيد المعروف بابن المقرئ: تهذيب التهذيب 9: 252 - 253. (*)
[ 152 ]
لهيعة: أخبرني رجل من أهل الاهواء، قد رجع عن رأيه، قال: انظروا عمن تاخون هذا الحديث، فانا كنا إذا رأينا رأيا، جعلناه حديثا. حدثنا حمزة الكاتب، حدثنا نعيم بن حمد، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن موسى بن شيبة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرح شهادة رجل في كذبة كذبها ". نهي الرجل أن ياخذ العلم إلا ممن تقبل شهادته، ويكون مشهورا بالطلب حدثنا أحمد بن محمد بن منصور الحاسب، وصدقة بن منصور الحراني، قال: حدثنا محمد بن بكار، حدثنا حفص بن عمر قاضي حلب، عن صالح بن حسان، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا تأخذوا العلم إلا ممن تجيزوا ص شهادته (1) ]. حدثنا علي بن ابراهيم البلدي، حدثنا الحسن بن عرفة، حثنا عمر بن يونس اليمامي، حدثنا سعيد ابن عبد الجبار الحمصي، عن صالح بن حسان، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ لا تأخذوا العلم إلا ممن تقبلون شهادته ]. حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي: أخبرنا شريح بن يونس: أنبانا عمر بن عبد الرحمن، عن صالح بن
حسان، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس قال: لا تأخذوا العلم إلا عمن تجيزون شهادته. قال الشيخ: وهذا الحديث رواه عن محمد بن كعب، صالح بن حسان، رفعه عنه بعضهم، وأوقفه بعضهم. حدثنا صالح بن أبي الحسن المنبجي، دثنا يسير بن أبي اليسير، حدثنا بقية، حدثنا إساق بن مالك، عن أبي بكر التميمي، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ لا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلوا ص شهادته ]. حدثنا محمد بن بشر القزاز، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سعيد بن الفضل، حدثنا ابن عون، عن ابن سيرين، قل: من قبلتم شهادته فاقبلوا علمه. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثنا محمد بن خلف، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن مغيرة قال: قدم علينا شيخ بالكوفة يروي لابن عمر، فاختلفت إليه أياما، فلما خرج الشيخ، إتيت إبراهيم، فقال لي: أين كنت ؟ قلت: قدم علينا شيخ يروي لابن عمر، فاختلفت
(1) الحديث في تاريخ بغداد: " لا تأخذوا العلم إلا عمن تجيزون شهادته ". تاريخ بغداد 9: 301 في ترجمة صالح بن حسان الانصاري. (*)
[ 153 ]
إليه أياما، فقال إبراهيم: كانوا لا يكتبون الحديث إلا عمن يعرف بالطلب، ومن لا يعرف بالزيادة والنقصان، أو نحوا مما قال. حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الوليد، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، يقول: لا تكتبوا الحديث إلا عمن شهد له بطلب الحديث. حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن ناجية الحراني، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مفضل قال: حدثنا مسكين بن بكير، عن اسماعيل بن عياش قال: سالت حجاج بن أرطاة عمن آخذ العلم ؟ قال: من المشهورين المعروفين. حدثنا إسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل الغزي، حدثنا أبي حدثنا رواد بن الجراح قال: سمعت سفيان الثوري يقول: لا تاخذئوا هذا العلم في الحلا والحرام إلا من الرؤساء المشهورين بالعلم، الذين
يعرفون الزيادة والنقصان، ولا باس بما سوى ذلك من المشايخ. سمعت الحين بن علي بن زفر، يقول: سمعت عروة بن سعيد الربعي: سمعت ابن عون (1) يقول: أنا لا آخذ العلم إلا عمن شهد له عندنا بالطلب. حدثنا يحيى بن ممد بن أبي الصفيراء البالسي، حدثنا إبراهيم بن مالنذر، حدثنا أيوب بن واصل، قال: سمعت عبد الله بن عون، يقول: لا تأخذ هذا العلم إلا عمن شهد له عندنا بالطلب. قال الشيخ: وهذه الحكاية لا تعرف عن ابن عون إلا بايوب بن واصل (2) عن ابن عون، وليس عند عروة بن سعيد عن ابن عون. * * *
(1) عبد الله بن عون بن أرطبان المزني، مولاهم، أبو عون الخراز البصري، رأى أنس بن مالك، ثقة حافظ أخرج له الستة، مات سنة 151 ه، تهذيب التهذيب 5: 303 - 305. (2) أيوب بن واصل أبو سليمان البصري، صاحب العدني، انكر معرفته بعض النقاد، وبعضهم قال قوي، التاريخ الكبير البخاري 1: 425. (*)
[ 154 ]
صفة من لا يؤخذ عنه العلم أنبانا عمر بن سنان المنبجي، حدثنا قاسم السراج بطرسوس قال: سمعت إسحاق بن عيسى، يقول: سمعت ابن المبارك يقول: يكتب الحديث، إلا عن أربعة: غلاط لا يرجع، وكذاب، وصاحب هوى يدعو إلى بدعته، ورجل لا يحفظ، فيحدث من حفظه. أنبانا ابراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا يحيى بن موسى البلخي، قال: سالت أبا عبيد القاسم بن سلام، عن تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [ أكذب الناس الصباغون والصواغون ] (1) قال: أما الصباغ، فهو الذي يزيد في الحديث ألفاظا منه يزينه به، وأما الصائغ فهو الذي يصوغ الحديث ليس له أصل. حدثنا محمد بن موسى الحضرمي، حدثنا روح بن الفرج، حدثنا عمرو بن خالد قال: سمعت زهير ابن معاوية يقول لعيسى بن يونس: ينبغي للرجل أن يتوقى رواية غريب الحديث، فاني أعرف
رجلا، كان يصلي في اليوم مائة ركعة، ما أفسده عند الناس إلا روايته غريب الحديث، ولقد أخذت منه كتاب زبيد الايامي (2) فانطلقت به إلى زبيد، فما غير علي فيه حرفا إلا أنه قال: بلغني أنه كان يقول في أحاديث سمعها مني. حدثنا عبد الرحمن بن آدم أو عبد اله بن آدم، حدثنا محمد بن يحيى بن آدم بمصر، حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: قلت ليحيى بن معين: روى الزهري عن بسر بن سعيد، قال: ما أحفظ، هل تحفظ أنت له شيئا ؟ قلت له: نعم، حديث ابن أبي فديك، وحديث رواه سعيد عن حجاج الاعور. فقال لي: أما حديث ابن أبي فديك فنعم، وأما حديث حجاج، فاني نظرت في كتابي الذي سمعته منه بالمصيصة، وقابلت به كتاب حجاج قبل أن أسمع، ثم حدثني به حجاج، وقابلته بكتابه مرة أخرى وليس فيه الزهري هذا باطل، إنما حدثنا به حجاج، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن بسر بن سعيد، قال يحيى: وأظنه إنما رواه زياد عن ابن عجلان أرسله ابن جريج، ثم قال يحيى: فعل الله بهؤلاء الذين يطلبون المسند، وفعل، حملوا الناس على الكذب.
(1) حديث اكذب النس.... انظر فيض القدير للمناوي 1: 89، والفتح الكبير للسيوطي 1: 226، رواه أحمد في مسنده وكذلك ابن ماجة في سننه، عن أبي هريرة. (2) زبيد الايامي: هو زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي ويقال الايامي. أبو عبد الرحمن ذكره ابن حبان في الثقات وكان من العباد شديد الورع، مات سنة 122، وقيل 124، تهذيب التهذيب 3: 268 - 269. (*)
[ 155 ]
حدثنا عبد الله بن محمد بن حيان، حدثنا محمد بن أبان البلخي، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الحارثي، عن ابن عون، عن رجاء، يعني ابن حيوة (1) أنه قال لرجل: حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان. حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا أبو أمية، حدثنا سليمان بن حرب، قال: أنبانا حماد بن زيد، أو قال: حدثني صاحب لي عن حماد بنزيد، عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت المهدي (2) يقول: أقر عندي رجل من الزنادقة أنه وضع أربعمائة حديث، فهي تجول في أيدي الناس.
أنبانا الحسن بن سفيان، حدثنا عباس الخلال، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان الثوري، عن الاعمش قال: قال ابن سيرين: ذهب العلم وبقت منه بقية في أو عية سوء. أنبانا الفريابي - جعفر بن محمد، حدثني أحمد بن ابراهيم، ح. وحدثنا محمد بن موسى الحلواني، حدثنا نصر بن علي، قالا: حدثنا الاصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه (3) قال: أدركت بالمدينة مائة كلهم مامون، لا يؤخذ عنهم العلم، كان يقال: ليس لهم من أهله. حدثنا إسحاق بن ابراهيم الغزي، ومحمد بن أحمد بن حماد، قالا: ح دثنا أبو عمير، حدثنا قتيبة ابن بسام الرمي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أبي أمامة قال: كان يقال: سرقة العلم أشد من سرقة المال *. وحدثنا ابن قتيبة، حدثنا محمد بن أبي السري، حدثنا قتيبة بن بسام، حدثا اسماعيل، عن ليث، عن مجاهد، وجعفر عن أبيه قالا: سرقة صحف العلم، مثل سرقة الدنانير والدراهم. حثدنا محمد بن حماد، حدثنا أبو عمير قال: حدثنا عبد الغفار بن الحسن، عن الثوري قا: كان السدي (4) إذا حدثني بحديث، قلت: عمن ؟ قال: عن أولئك، عن أولئك.
(1) وجاء بن حيوة بن جرول بن الاحنف الكندي الفلسطيني، أبو المقدام شيخ أهل الشام، من الوعاظ الفصحاء كان ملازما لعمر بن عبد العزيز حافظ ثقة مات سنة 112 ه. تهذيب التهذيب 3: 229 - 230، تاريخ ابن خلدون 3: 74. الاعلام للزركلي. (2) الخليفة العباسي الثالث. (3) أبو الزناد عبد اله بن ذكوان القرشي، المدني أبو عبد الرحمن تابعي جليل، أخرج له الستة، وهو ثقة فقيه، صاحب سنة، مات سنة 130 ه. تهذيب ابن عساكر 7: 382، وتذكرة الحفاظ 1: 126. الاعلام للزركلي. وثقة البعض وضعفه الآخرون مات سنة 128 ه، الاعلام پ: 313، تهذيب التهذيب 1: 273 - 274، النجوم الزاهرة 1: 308. * في " م " (الرجال) وهو خطا. (*)
[ 156 ]
حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الدولابي بمصر، حدثنا محمد بنخلف، حدثنا يحيى بن بكير، قال: سمعت الليث بن سعد، يقول: قدم علينا شيخ بالاسكندرية، يروي لنافع، ونافع يومئذ حي، قال: فكتبنا عنه قنداقين عن نافع، فالما خرج الشيخ أرسلنا بالقنداقين ألين نافع فما عرف منهما حديثا واحدا، فقال أصحابنا: ينبغي أن يكون هذا من الشياطين الذين حبسوا. أنبانا عم بن سنان، حدثنا محمد بن الوزير، حدثنا مروان قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: كان يقال: لا تأخذوا القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي. حدثنا أحمد بن علي المداني، حدثنا محمد بن عمرو بن نافع، حدثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن مهدي يذكر عن شعبة، قيل له: من الذي يترك حديثه ؟ قال: الذي إذا روى عن المعروفين ما لا يعره المعروفون، فاكثر، طرح حديثه، وإذا أكثر الغلط، طرح حديثه، وإذا اتهم بالكذب، طرح حديثه، وإذا روي حديث غلط مجمع عليه، فلم يتهم نفسه عنده، فتركه، طرح حديثه، وما كان غير ذك فارو عنه. حدثنا اسماعيل بن محمد الحكمي، حدثنا حنبل بن اسحاق، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الاوزاعي، عن سليمان بن موسى قال: قلت لطاوس: إن أبا مريم الخصي، قد أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال طاوس: أحلني على ملئ. حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، حدثنا أبو عبد الله بن قراد، حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن ابراهيم قال: كنا إذا أردنا أن ناخذ عن شيخ، سألناه عن مطعمه، ومشربه، ومدخله، ومخرجه، فان كان على استواء أخذنا عنه، وإلا لم ناته. حدثنا الحسن بن علي بن زفر، حدثنا ابراهيم بن سليمان السلمي، قال: سمعت شعبة يقول: لا تكتبوا عن الفقراء شيئا، فانهم يكذبون لكم. حدثنا محمد بن أحمد بن حماد، حدثني عبد العزيز بن منيب، حدثنا الحسن بن اسحاق، قال: سمعت النضر بن شميل، يقول: قال شعبة: لا تأخذوا الحديث عن هؤلاء الفقراء فانهم
يكذبون لكم. قال: وكان شعبة يومئذ أفقر من الكلب. حدثنا أحمد بن جشمرد، حدثنا أبو معين الرازي قال: سمعت نعيم بن حماد، يقول: سمعت وكيع، يقول: سالت شعبة متى يترك حديث الرجل ؟ قال: إذا أدى عن المعروفين، ما لا يعرفه المعروفون تركوه.
[ 157 ]
صفة من يؤخذ عنه العلم أنبانا الفضل بن حباب الجمحي، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد ابن هب، عن عبد الله، قال: لن يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل أكابر، وذوي أسنانهم. فإذا أتاهم من قبل أصاغرهم وأسافلهم هلكوا. أنبانا محمد بن الحسين بن حفص، حدثنا عباد بن يعقوب، أنبانا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: لا يزال الناس متماسكين ما أخذوا العلم من أصحاب محمد، وأكابرهم، فإذا أخذوه من أصاغرهم فقد هلكوا. أنبانا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا العباس بن الوليد النرسي، حدثنا أبو الاخرم، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، حدثنا البراء بن عازب، وكان غير كذوب. حدثنا زيد بن عبد العزيز الموصلي، حدثا عبد الغفار بن عبد الله، حدثنا علي بن مسهر، عن الاعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: ما كل ما نحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه، منه ما سمعناه، ومنه ما حدثنا أصحابنا، ونحن لا نكذب. حدثنا علي بن يحيى بن حسان الكوفي، حدثنا أبي، حدثنا مالك بن سعير، حدثنا الاعمش عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: والله ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن سمعناه، وحدثنا، ولم نكن نكذب. حدثنا علي بن أحمد بن مروان، حدثنا أحمد بن بديل الايامي، حدثنا إسحاق بن الربيع، حدثنا
الاعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء قال أنس: كل ما نقول قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه، ولكن منه ما سمعناه، ومنه ما حدثنا أصحابنا، ولا نكذب. حدثنا أحمد بن الحارث بن مسكين المصري، أنبانا أبي، أنبانا ابن وهب، أخبرني يحيى ابن أبوب، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، أنه ربما سئل إذا حدث فيقال له: أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ فيغضب ثم يقول: ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان بعضنا بكذب على بعض. أنبانا إبراهيم بن أسباط، حدثنا صالح بن مالك، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم قال: أراد الضحاك أن يستعمل مسروق بن الاجدع (1) على
(1) مسروق بن الاجدع بن مالك بن أمية الهمداني، الكوفي، العابد، أبو عائشة الفقيه الحافظ. تابعي أخرج حديثه التة، مات سنة 62 أو 63 ه. تذكرة الحفاظ 1: 49، النهاية في طبقات القراء 2: 294. تهذيب التهذيب 10: 100 - 101. (*)
[ 158 ]
عمل، فقال له عمارة بن عقبة بن أبي معيط: أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان، فقال: حدثنا عبد الله بن مسعود وكان غير كذوب. حدثنا الحسين بن محمد بن مودود، حدثنا محمد بن يحيى القطعي، حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جريج، حدثني هشام بن عروة، حدثني أبي، عن لمكي - يعني بقوله المكي: أبو أيوب - عن أبي بن كعب. حدثنا الحسين بن محمد بن مودود، حدثني محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا شعبة، حدثني هشام بن عروة، حدثني أبي عن المكي - يعني بقول: المكي أبو أيوب - عن أبي بن كعب. حدثنا اسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، حدثنا دحم، حدثنا الوليد، حدثنا الاوزاعي، عن سليمان بن موى، قال: قلت لطاوس: إن فلانا حدثنا، قال: إن كان مليئا فخذ عنه. حدثنا أبو عقيل، أنس بن سلم، حدثنا محمد بن سمائة، حدثنا عبد الرزاق، أنبانا معمر، قال
الزهري: ولو رأيت طاوسا عرفت أنه لم يكذب. حدثنا علي بن أحمد بن سليمان الصيقل، حدثنا أحمد بن سيار المروزي، حدثنا أبو فراس عبد الرحيم بن بشير البصري، حدثني عمي حبيب بن عبد الرحمن، قال: قال الحسن البصري: يبعث الله لهذا العلم أقواما يطلبونه، لا يطلبونه حسبة، وليس لهم نية، يبعثهم الله في طلبه، كي لا يضيع العلم، حتى يبقى عليهم حجة. حدثنا زكريا بن يحيى البستي، ببيت المقدس، حدثنا أبو عمر بن هانئ، حدثنا ضمرة عن عطاف ابن خالد، قال: حدث زيد بن أسلم بحديث، فقال له رجل: يا أبا أسامة، عن من هذا ؟ قال: يا بن أخي، ما كنا * نجالس السفهاء. حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد، حدثنا موسى بن مروان، حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، قال: كان ممن ينبغي أن يحدث بالحديث كما سمع محمد بن سيرين، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ورجاء بن حيوة. أنبانا زكريا الساجي، حدثنا ابن المثنى، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا محمد بن الاسود، عن ابن عون، قال: أدركت أحاديث معروفة، ما هي بمعروفة اليوم، وأدركت أحاديث ليست بمعروفة إنما هي اليوم المعروف. حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا محمد بن الهيثم، حدثنا إبراهيم الشافعي، حدثنا الحارث بن
(*) في (م) ما لنا. (*)
[ 159 ]
عمير أبو عمر - رجل من أهل البصرة - قال: قال ابن عون: لقينا رجالا لم تأخذ عنهم، ثم أخذنا ممن أخذ عنهم. حدثنا أحمد بن علي المطيري، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا محمد بن أبي غالب، أنبانا هشيم، أنبانا شعبة، قال: خذوا من أهل الشرق، فانهم لا يكذبون. حدثنا أحمد بن علي المطيري، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا أبر سلمة التبوذكي،
قال: قال شعبة: الاعراب لا يكذبون - يعني في الحديث. أنبانا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مروان، يقول: ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى: الحفظ، والصدق، وصحة الكتب، فان أخطا واحدة، وكانت فيه ثنتين ص لم يضره، إن أخطا الحفظ، ورجع إلى الصدق، وصحة كتب لم يضره، قال: وقال مروان: طال الاسناد، وسيرجع الناس إلى الكتب. حدثنا ابن أبي مكرم، حدثنا بندار، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عباد بن راشد، عن قتادة، عن أنس، فذكر حديثا في تحريم الخمر، فقال رجل لانس: أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم، أو حدثني من لا يكذب، والله ما كنا نكذب ولا ندري ما الكذب. حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا الهيثم بن عبد الصمد، حدثنا أبي، عن الحسن، قال: قال رجل: إنك تحدثنا فتقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كنت تسند لنا إلى من حدثك ؟ فقال له الحسن: أيها الرجل إنا والله ما كذبنا، ولا كذبنا، ولقد غزوت غزوة إلى خراسان، ومعنا فيها ثلاثمائة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال الحسن: وكان الرجل منهم لربما صلى بنا فيقرأ الآيات من السورة، ثم يركع. حدثنا إبراهيم بن أبي حصرون السامري، وزكريا بن يحيى الساجي، قال: حدثنا أبو موسى، قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: احفظ عني، الناس ثلاث ص: رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه، وآخر يهم، والغالب على حديثه الصحة، فهذا لا يترك حديثه، ولو ترك حديث مثل هذا، لذهب حيث الناس، وآخر يهم، والغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه. حدثنا القامس بن زكريا، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن موسى الحلواني، وأحمد بن محمد بن سليمان القطان، قالوا: أنبانا عرو بن علي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا أبو خالد، قال: قال له رجچل يا أبا سعيد: كان ثقة ؟ قال: كان صدوقا، وكان مامونا، وكان خيرا، وكان خيرا، فقل القاسم وكان خيارا، الثقة: شعبة وسفيان. (*)
[ 160 ]
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: قيل لابي سعيد أحمد بن داود الحداد: إلى كم تكتب الحديث ؟ قال: أخرج جذعا، وأدخل ساجة. حدثنا الحسن بن عثمان التستري، قال: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: سمعت علي بن المديني يقول: دار حديث الثقات على ستة: رجلان بالبصرد، ورجلان بالكوفة، ورجلان بالحجاز، فاما اللذان في البصرة: فقتادة (1) ويحيى بن أبي كثير (2)، وأما اللذان بالكوفة فابو إسحاق (3)، والاعمش (4)، وأما اللذان بالحجاز فالزهري، وعمرو بن دينار (5)، وقال: ثم صار حديث هؤلاء إلى اثني عشر: منهم بالبصرة سعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، وحماد ابن سلمة، وجرير بن حازم، وهشام الدستوائي. وصار بالكوفة إلى الثوري، وابن عيينة (6) واسرائيل (7). وصار بالحجاز گلى ابن جريج، ومحمد بن إسحاق، ومالك. قال أبو زرعة، وصار حديث هؤلاء كلهم إلى يحيى بن معين. حدثنا عمر بن موسى بن مجاشع، حدثنا نوح بن أنس، حدثنا أبو زهير (8) قال: حدثنا راشد ابن كريب عن أبيه عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إذا رأيت من أخيك ثلاث خصال فارجه: الحياء، والامانة، والصدق، وإذا لم ترها منه فلا ترجه ] (9). قال الشيخ: وهذا الحديث بهذا الاسناد لم أكتبه إلا عن السختياني. وحدثنا جعفر بن حمد بن علي بن بيان الغافقي، حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أربع إذا
(1) قتادة بن دعامة السدوسي البصري - تقدمت ترجمته. (2) يحيى بن أبي كثير، أبو نصر اليمامي، تابعي جليل إمام ثقة عابد، اخرج حديثه الستة، مات سنة 129 ه. تهذيب التهذيب 11: 235 - 237. تقدمت ترجمته. (3) أبو إسحاق السبيعي تقدمت ترجمته. (4) سليمان بن مهران الاعمش تقدمت ترجمته. (5) عمرو بن دينار المكي أبو محمد أحد الاعلام والحفاظ امتقنين، تابعي ثقة. أخرج حديثه الستة، مات سنة
125 ه أو بعدها، تهذيب التهذيب 8: 26 - 27 تقدمت ترجمته. (6) تقدمت تراجمهم. (7) اسرائيل بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي، ثقة ثبت، أخرج حديثه الستة مات سنة 160 ه، تهذيب التهذيب 1: 229 - 231. (8) أبو زهير هو عبد الرحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب السدوسي الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب التهذيب 6: 246 - 247. (9) حديث إذا رأيت من أخيك... انظر فيض القدير 1: 355 وهو حديث ضعيف. (*)
[ 161 ]
كن فيك، فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليفة، وعفة طعمة (1) ]. قال الشيخ: وهذا الحديث مع أحاديث أخر بهذا الاسناد مقدار عشرين حديثا حدثنا بها الغافقي، ثنا جعفر بن أحمد (2) وكلها غير محفوظة، وكنا نتهمه بوضعها. أنبانا محمد بن يونس التركي قال: حدثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، عن أبي بكر الصديق، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: [ الدق أمانة، والكذب خيانة ]. قال الشيخ رضي الله عنه: وهذا الحديث أيضا بهذا الاسناد، لا أعلم كتبته إلا عن هذا الشيخ، وكان عندنا متهما. أنشدنا حمزة بن أحمد بن عبد اله بن شهاب، قال: أنشدني أبي قال: أنشدني أحمد بن يحيى شعرا: الصدق حلو وهو المر * والصدق لا يتركه الحر جوهرة الصدق لها زينة * يحسدها الياقوت والدر حدثنا محمد بن خلف، حدثنا أحمد بن القاسم، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قال: قلت
للاصمعي: أي شئ معك من كتبك ؟ قال: فاوما إلى زنقيلجة، أو قمطر صغير، قال: قلت: هذا ؟ قال: أو ليس هذا من صدق كثير. تمت المقدمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله
(1) حديث أربع إذا كن فيك... انظر فيض القدير 1: 461. (2) جعفر بن أحمد بن علي بن بيان بن زيد أبو الفضل الغافقي المصري، ويعرف بابي اعلاء، قال ابن عدي: أظنه مات سنة 304 واتهمه بالوضع لسان الميزان 2: 108. (*)
[ 163 ]
الكامل في ضعفاء الرجال الجزء الاول من ابتداء أساميهم ألف ممن ينسب إلى ضرب من الضعف
[ 165 ]
من اسمه احمد أحمد بن بشير مولى عمرو بن الحارث كوفي يقال كنيته أبو إسماعيل ويقال أبو بكر وهو أصح حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل السكري حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت ليحيي بن معين فعطاء بن المبارك تعرفه قال من يروي عنه قلت ذاك الشيخ احمد بن بشير قال كأنه يتعجب من ذكري احمد بن بشير فقال لا اعرفه قال عثمان احمد بن بشير كان من أهل الكوفة ثم قدم بغداد وهو متروك
ذكر أحاديثه المنكرة حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة قال سمعت احمد بن بشير حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبد رجل في صومعة فمطرت السماء فاعشبت الأرض فرأى حمارا يرعى فقال يا رب لو كان لك حمار ارعيته مع حماري فبلغ ذلك نبيا من أنبياء بني إسرائيل فأراد ان يدعو عليه فأوحى الله إليه إنما اجازي علي العباد على قدر عقولهم قال الشيخ وهذا حديث منكر لا يرويه بهذا الإسناد غير احمد بن بشير وقد روى هذا الحديث الحسين بن عبد الأول الكوفي عن احمد بن بشير حدثنا أبو الطاهر محمد بن احمد بن عثمان المديني بمصر حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا احمد بن بشير حدثنا مسعر عن علقمة بن مرثد عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو وزن دموع آدم بجميع دموع ولده لرجح دموعه على جميع دموع ولده
[ 166 ]
قال الشيخ وهذا الحديث لم يأت به عن مسعر موصولا غير احمد بن بشير وعن احمد بن بشير غير يحيى بن سليمان هذا فلا أدري الوهم من احمد أو من يحيى وأكثر ظني انه من احمد حدثناه جعفر بن محمد الفريابي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح وحدثنا محمد بن علي الحفار حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع قالا حدثنا احمد بن بشير حدثنا مسعر حدثني علقمة بن مرثد عن بن بريدة قال لو عجل بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عدله ولو عدل بكاء داود وبكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين اهبط الى الأرض ما عدله وقال بن أبي شيبة ببكاء آدم حين اهبط الى الأرض ما عدله قال الشيخ ولم يذكر فيه بريدة ابن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الرواية أصح قال الشيخ وهذان الحديثان انكر ما روي لأحمد بن بشير وله أحاديث أخر قريبة من هذين حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء حدثنا احمد بن بشير
عن عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لقوم يكون أبو بكر فيهم ان يؤمهم غيره حدثنا عبد الله بن ميمون بن الاصبغ النصيبي حدثنا الحسن بن عرفه حدثنا احمد بن بشير عن عمرو بن حريث عن عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر هذا الدعاء اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري قال الشيخ وهذان الحديثان عن عيسى بن ميمون عن القاسم يرويهما احمد بن بشير عن عيسى حدثنا علي بن سعيد بن بشير حدثنا إبراهيم بن عيسى الكوفي حدثنا احمد بن بشير حدثنا شبيب بن بشر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لامتي في غدوها قال الشيخ وهذا الحديث لا يعرف الا من رواية احمد بن بشير وعنبسة بن عبد الرحمن عن شبيب بن بشر حدثنا محمد بن الليث الجوهري حدثنا محمد بن ذريف تعالى الكوفي حدثنا احمد بن بشير عن محمد بن إسماعيل عن نافع بن جبير عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة قال الشيخ وهذا الحديث أيضا لا يعرف الا من حديث احمد بن بشير
[ 167 ]
حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة قال زعم احمد بن بشير عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت قلت يا رسول الله من أسرع الناس هلاكا قال قومك قلت وما بقاء الناس بعدهم قال كبقاء الحمار إذا كسر صلبه قال الشيخ وهذا الحديث أيضا يرويه احمد بن بشير قال الشيخ وأحمد بن بشير له أحاديث صالحة وهذه الأحاديث التي ذكرتها انكر ما رأيت له وهو في القوم الذين يكتب حديثهم احمد بن ميسرة أبو صالح
ليس بالمعروف الا في حديث واحد حدثنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم حدثنا أبو طالب احمد بن حميد قال سألت احمد بن حنبل عن احمد بن ميسرة الذي يروي عنه شريح وروى عن زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن بن عباس قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهميان للمحرم فقال لا اعرفه حدثنا محمد بن احمد بن الحسين الأهوازي حدثنا الحسن بن علي بن بحر حدثنا شريح بن النعمان حدثنا احمد بن ميسرة أبو صالح عن زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن بن عباس قال رخص في الهميان للمحرم يشد فيه نفقته قال الشيخ وأحمد بن ميسرة هذا لا يعرف الا بهذا الحديث وليس بالمعروف على ان هذا الحديث قد رواه عن صالح مولى التوأمة إبراهيم بن أبي يحيى وإبراهيم يحتمل لضعفه وزياد بن سعد لا يحتمل لأنه ثقة وهو منكر من حديث زياد احمد بن حازم أظنه مديني ويقال مزني معافري مصري ليس بالمعروف يحدث عنه ابن لهيعة ويحدث احمد هذا عن عمر بن دينار وعبد الله بن دينار وعطاء وابن المنكدر وصفوان بن سليم بأحاديث عامتها مستقيمة
[ 168 ]
أنبأناه بذلك محمد بن موسى الحضرمي عن روح بن الفرج عن يحيى بن عبد الله بن بكير عن بن لهيعة عنه حدثنا محمد بن موسى الحضرمي حدثنا روح بن الفرج حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا ابن لهيعة عن احمد بن حازم عن محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت على أثر ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل قال الشيخ ورواه علي بن هارون الزينبي عن مسلم بن خالد عن زياد بن سعد عن
ابن المنكدر وصفوان نحوه وقال زكريا بن عدي عن مسلم عن زياد عن ابن المنكدر عن صفوان نحوه احمد بن كنانة شامي منكر الحديث وليس بالمعروف حدثنا طاهر بن علي بن ناصح الطبراني حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة حدثنا احمد بن كنانة عن مقسم عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ذهب الإيمان من الأرض وجد ببطن الأردن قال الشيخ وهذا حديث منكر حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن نادية الحراني حدثنا احمد بن عبد الرحمن بن مفضل حدثنا عثمان الطرائفي حدثنا احمد الشامي عن محمد بن المنكدر عن دابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اطعم طعام على مائدة ولا جلس عليها وفيها اسمي الا قدسوا كل يوم مرتين حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن ناجية حدثنا احمد بن عبد الرحمن بن مفضل حدثنا عثمان الطرائفي حدثنا احمد الشامي عن أبي الطفيل عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم قط في مشورة فيهم رجل اسمه محمد لم يدخلوه في مشورتهم الا لم يبارك لهم فيه قال الشيخ وهذان الحديثان ليسا محفوظين وأحمد الشامي هذا هو بن كنانة يروي عنه الوليد
[ 169 ]
ابن سلمة وسمعت أبا عروبة يقول عثمان الطرائفي يروي عن مجهولين وعنده عجائب وهو في الجزريين كبقية في الشاميين لان بقية أيضا يروي عن مجهولين وعنده عجائب احمد بن أبي نافع أبو سلمة الموصلي سمعت احمد بن علي بن المثنى يقول قد رأيت احمد بن أبي نافع ولم يكن موضعا للحديث حدثني احمد بن الحسن القمي حدثنا علي بن الحسين الرازي هو بن الجنيد حدثنا احمد بن
أبي نافع أبو سلمة الآتي ح وحدثنا محمد بن منير المطيري قال كتب الي محمد بن أبي طاهر البلدي حدثنا أبو سلمة احمد بن أبي نافع الآتي حدثنا عفيف بن سالم عن سفيان الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحصن أهل الشرك بالله شيئا قال الشيخ وهذا حديث روي عن احمد بن أبي نافع عن معافى بن عمران عن الثوري وهو منكر من حديث الثوري عن موسى بن عقبة بهذا الإسناد حدثنا الحسن بن علي بن زفر حدثنا احمد بن يوسف التغلبي حدثنا احمد بن أبي نافع حدثنا قاسم الجرمي عن هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم بابي عيسى حدثنا احمد بن عمير الدمشقي حدثني عثمان بن خرزاذ قال حدثني احمد بن أبي نافع حدثنا معافى بن عمران عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بشر عن أخته قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل أي الصلاة بعد المكتوبة أفضل قال في بيته إذا أريد بها وجه الله قال الشيخ وهذان الحديثان غير محفوظين وأحمد بن أبي نافع متقارب الحديث ليست أحاديثه بالمنكر جدا احمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة أبو سمرة كوفي ليس بالمعروف وله أحاديث مناكير حدثنا الحسن بن علي الأهوازي حدثنا معمر بن سهل حدثنا أبو سمرة احمد بن سالم بن خالد
[ 170 ]
ابن جابر بن سمرة حدثنا هشيم عن يحيى بن سعيد عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليبتلي عبده بالبلاء والهم والغم حتى يتركه من ذنبه كالفضة المصفى قال الشيخ هذا الحديث لا اعرفه روى عن هشيم الا أبو سمرة حدثنا الحسن بن علي الأهوازي حدثنا معمر بن سهل حدثنا أبو سمرة احمد بن سالم حدثنا
شريك عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علي خير البرية قال الشيخ وهذا قد رواه غير أبي سمرة عن شريك وروي عن غير شريك أيضا عن الأعمش عن عطية عن جابر بن عبد الله كما نعد عليا من خيارنا ولا يسنده هكذا الا أبو سلمة سمرة احمد بن أوفى أظنه بصري يحدث عنه أهل الأهواز يخالف الثقات في روايته عن شعبة وقد حدث عن غير شعبة بأحاديث مستقيمة حدثنا عبدان الأهوازي حدثنا سهل بن سنان حدثنا احمد بن أوفى حدثنا شعبة عن محمد بن خليفة ومحل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة أو بكلمة طيبة قال الشيخ ولم يرو هذا الحديث عن شعبة أحد فقال عن محمد بن خليفة غير احمد بن أوفى هذا والحديث عن محل بن خليفة مشهور ومحمد بن خليفة لا يعرف وقد جمع احمد بن أوفى عنهما حدثنا الحسن بن علي الأهوازي حدثنا معمر بن سهل حدثنا احمد بن أوفى حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار وعبد الله بن دينار عن بن عمر كنا إذا بايعنا رسول الله على السمع والطاعة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقننا ما استطعتم وبإسناده نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته قال الشيخ وهذان الحديثان رواهما أصحاب شعبة عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ولا يذكرون فيها عمرا وقد جمع احمد بن أوفى بينهما يعني عن عمرو بن دينار وعبد الله بن دينار حدثنا جعفر بن احمد بن بهمرد التستري حدثنا معمر بن سهل حدثنا احمد بن أوفى قال
[ 171 ]
حدثنا عباد بن منصور عن عطاء عن عائشة وثلاثمائة قالت قد رأيتني افرك الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا اغسل مكانه
قال الشيخ وهذا الحديث مستقيم وقد حدث بغير هذا بأحاديث مستقيمة ولم ار في حديثه شيئا منكرا الا ما ذكرته من مخالفته على شعبة وأصحابه احمد بن أبي احمد وأبو احمد والده يسمى محمد الجرجاني سكن حمص أحاديثه ليست بمستقيمة كأنه يغلط فيها حدثنا هنبل بن محمد بن يحيى الحمصي حدثنا احمد بن أبي احمد الجرجاني حدثنا حماد بن خالد حدثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن تثبت عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم عرب العربي وهجن الهجين حدثناه إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا محمد بن عوف حدثنا احمد بن محمد الجرجاني حدثنا حماد بن خالد حدثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن زياد بن جارية عن حبيب ابن مسلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين عربوا العربي وهجنوا الهجين للفرس سهمان وللهجين سهم قال الشيخ وهذا حديث لا يوصله غير احمد بن أبي احمد هذا ورواه غيره عن جماد بن خالد فلم يذكر في إسناده زياد بن جارية ابن حبيب بن مسلمة وقد حدث عن حماد غير احمد هذا فلم يذكرهما في الإسناد يعني زياد بن جارية وحبيب بن مسلمة حدثناه أبو عقيل أنس بن سالم حدثنا أسد بن الحارث الحراني حدثنا حماد بن خالد حدثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن تثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين عربوا للعربي وهجنوا الهجين حدثنا جعفر بن احمد بن علي بن بيان الغافقي حدثنا علي بن معبد بن شداد حدثنا احمد بن أبي احمد عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصاب تمرا فليفطر عليه والا فعلى الماء فإنه طهور قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه الا عن جعفر هذا وجعفر ليس بذاك وأحمد
[ 172 ]
بن أبي احمد لا أدري هو هذا الجرجاني أو غيره وما أرى ان عند هذا الجرجاني عن الربيع بن صبيح شئ ولم أجد لأحمد بن أبي غير هذين الحديثين احمد بن عبد الله بن حكيم أبو عبد الرحمن الفرياناني المروزي قرية من قرى مرو يحدث بالمناكير عن النضر بن محمد المروزي وفضيل بن عياض وابن المبارك وأبو ضمرة وغيرهم بالمناكير حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا احمد بن عبد الله بن حكيم حدثنا أنس بن عياض عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتخذ خاتما فصه ياقوت نفي عن الفقر قال الشيخ وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد وأبو ضمرة ثقة حدثنا عبد الله بن محمد بن يزيد المروزي حدثنا عبد الله بن محمود المروزي حدثنا احمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني المروزي حدثنا الحسن بن محمد أبو محمد البلخي قاضي مرو عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رد جواب الكتاب حق كرد السلام قال الشيخ وهذا الحديث عن حميد عن أنس منكر جدا وليس من جهة الفرياناني هذا ولكن الحسن بن محمد البلخي روى عن حميد عن أنس مناكير قد ذكرتها عند ذكره في باب الحاء وللفرياناني ابن حكيم هذا أحاديث منكرة غير ما ذكرت عن الثقات احمد بن أخت عبد الرزاق لا يعرف الا هكذا حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر الرازي ومحمد بن احمد بن حماد وعبد الله بن محمد قالوا حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول احمد بن أخت عبد الرزاق كذاب لم يكن ثقة ولا مأمونا حدثنا محمد بن احمد بن حماد حدثني عبد الله بن احمد قال سمعت أبي يقول احمد ابن أخت عبد الرزاق من اكذب الناس قال الشيخ وعامة أحاديثه مناكير لا يرويها غيره ولا اعرف له من الحديث الا دون عشرة
[ 173 ]
احمد بن الحارث الغساني البصري سمعت محمد بن احمد بن حماد يقول احمد بن الحارث الغساني ويعرف بالغنوي بصري سمع ساكنة بنت الجعد فيه نظر قاله البخاري حدثنا عمر بن محمد بن نصر الكاغدي حدثنا يزيد بن عمرو الغنوي حدثنا احمد بن الحارث الغساني قال حدثتني أمي أم الأزهر عن سدرة مولاة بن عامر قالت سمعت عائشة تقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حرق النوراة عمر وان تقصع القملة بالنواة قال الشيخ وهذا الحديث وان لم يكن مشهور الإسناد فإنه منكر المتن احمد بن معاوية بن بكر الباهلي حدث عن الثقات بالبواطيل ويسرق الحديث أخبرنا احمد بن شعيب الصيرفي وأحمد بن حفص السعدي قالا حدثنا احمد بن معاوية الباهلي حدثنا النضر بن شميل ح وحدثنا احمد بن الحسين الصوفي حدثنا احمد بن معاوية الباهلي قال حدثنا والله النضر بن شميل عن بن عون عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا الأمراء وقال الصيرفي العمال غلول قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل وهو حانث في يمينه الذي حلف عليه ولم يرو هذا الحديث عن النضر غير احمد هذا والنضر ثقة حدثنا عبدان الأهوازي حدثنا نصر بن داود بن طوق حدثنا احمد بن معاوية شوال نحوه محمد بن عبدة بن حرب حدثنا احمد بن معاوية الباهلي حدثنا بن عياش عن صفوان ابن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا فمنزلي ومنزل إبراهيم يوم القيامة في الجنة تجاهين والعباس بيننا مؤمن بين خليلين قال الشيخ وهذا الحديث يعرف بعبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل بن عياش وأحمد
ابن معاوية هذا سرقه من عبد الوهاب على ان عبد الوهاب كان يتهم فيه حدثناه محمد بن عبد الله بن فضيل وغيره عن عبد الوهاب
[ 174 ]
احمد بن معدان وليس بمعروف حدثنا عمر بن سنان وجماعة معه قالوا حدثنا محمد بن الوزير الواسطي حدثنا احمد بن معدان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عظمت نعمة الله على عبد الا عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض نعمته للزوال قال الشيخ وهذا الحديث يروى من وجوه وكلها غير محفوظة وأحمد بن معدان هذا لا اعرف له غير هذا الحديث احمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي روى عن إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق المغازي وانكرت عليه وحدث عن أبي بكر ابن عياش بالمناكير حدثنا احمد بن محمد بن موسى بن العراد حدثنا يعقوب بن شيبة قال سمعت إبراهيم بن هاشم يقول قلت ليعقوب بن إبراهيم بن سعد كيف سمعت المغازي قال قرأها علي أبي وعلي أخي سعد بن إبراهيم وقال يا بني ما قرأتها على أحد حدثنا احمد بن محمد بن موسى بن العراد حدثنا يعقوب بن شيبة قال سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول أتيت احمد بن محمد بن أيوب وانا أريد ان اسمعها منه يعني المغازي فقلت له كيف أخذتها سماعا أو عرضا قال فقال لي سمعتها فاستحلفته فحلف لي فسمعتها منه ثم رأيت شيئا اطلعت منه فيه على سماعه فيما ادعى فتركتها فلست حالا عنه شيئا
حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل المروزي حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال كان احمد بن
[ 175 ]
حنبل وعلي بن المديني يحسنان القول في احمد بن محمد بن أيوب وسمع علي منه المغازي وكان يحيى بن معين يحمل عليه حدثنا عبد الله بن محمد بن يونس حدثنا فضل بن سهل الأعرج ح وحدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن خليفة وهارون بن عيسى بن السكين قالا حدثنا محمد بن إسحاق قالا حدثنا احمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وزاد محمد بن إسحاق وألهمه رشده ولم يحدث به عن بن عياش غير ابن أيوب حدثنا محمد بن الفضل البزاز بحلب قال حدثنا محمد بن هارون الفلاس حدثنا احمد بن محمد بن أيوب حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل بيانك عن الارتم صدقة قال الشيخ وهذان الحديثان من حديث الأعمش بهذا الإسناد منكران لا يرويهما غير احمد بن محمد بن أيوب وأحمد بن محمد هذا اثنى عليه احمد وعلي وتكلم فيه يحيى وهو مع هذا كله صالح الحديث ليس بمتروك احمد بن إسماعيل أبو حذافة السهمي المديني حدث عن مالك بالموطأ وحدث عنه وعن غيره بالبواطيل وسمعت بن صاعد يقول في حديث حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد حديث الحج وهذا عندي عن شيخ لا حالا عنه يعني أبو حذافة هذا لضعفه عنده ثم ذكره بنزول عن حاتم في كتاب المناسك ولم يرض ان يحدث عنه بعلو قال الشيخ ثم بلغني انه حدث عنه بعد ذلك
حدثنا محمد بن احمد بن الحسين الأهوازي حدثنا أبو حذافة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد قال الشيخ وهذا الحديث عن مالك بهذا الإسناد باطل وروي عن حبيب كاتب مالك
[ 176 ]
عن مالك هذا الحديث وحبيب أضعف من أبي حذافة لم يذكره عن مالك غير أبي حذافة هذا ولعل حبيبا شر منه حدثنا فارس بن حزين الأنطاكي حدثنا أبو حذافة احمد بن إسماعيل السهمي المديني حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر قال العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة ماضية ولا أدري قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد يرويه شيخ يقال له عمر بن عصام عن مالك وأنكر ما رأيت لأبي حذافة هذا عن مالك أحاديث مناكير وما رواه غيره فمحتمل حدثنا عبد الله بن موسى بن الصقر عن إبراهيم بن المنذر الحزامي عنه وأبو حذافة سرقه منه حدثنا يعقوب بن خليفة العباداني حدثنا أبو حذافة احمد بن إسماعيل السهمي حدثنا حاتم بن إسماعيل عن سلمة بن وردان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استودع الله عبدا علما الا استنقذه به يوما ما قال الشيخ وهذا الحديث لا اعرف يرويه غير أبي حذافة هذا حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة حدثنا أبو حذافة حدثني مالك ان نافعا حدثه ان ابن عمر أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه الى نصف اذنيه وبإسناده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبض الأرضين يوم القيامة ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك قال الشيخ وهذان الحديثان يرويهما بن وهب وغيره عن مالك وهما غريبان من حديث مالك وليس محل أبي حذافة ان يسعهما من مالك
احمد بن عبد الله بن ميسرة أبو ميسرة الحراني وكان بهمذان حدث عن الثقات بالمناكير ويحدث عمن لا يعرف ويسرق حديث الناس حدثنا محمد بن خالد بن يزيد الراسبي حدثنا أبو ميسرة احمد بن عبد الله بن ميسرة الهمذاني حدثنا سليمان بن داود الرقي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغلق الرهن حتى يكون لك غنمه وعليك غرمه
[ 177 ]
حدثنا محمد بن خالد بن يزيد حدثنا أبو ميسرة احمد بن عبد الله حدثنا سليمان بن داود الرقي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضؤوا مما انضجت النار قال الشيخ وسليمان بن داود المذكور في هذين الحديثين لا يعرف والحديث الأول أسهل حالا من الحديث الثاني والحديث الثاني إسناده غير محفوظ ومتنه بهذا الإسناد منكر ولا يعرف عن الزهري الا من هذا الطريق والحديث الأول رواه عن الزهري جماعة مرسلا وموصولا حدثنا الحسن بن علي بن مرداس الهمذاني حدثنا أبو ميسرة الحراني احمد بن عبد الله بن ميسرة حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي حدثنا بن أبي ليلى عن عطاء بن أبي رباح عن أبي الخليل عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتاكم كريم قوم فأكرموه قال الشيخ وهذا الحديث يعرف بشيخ يقال له الخليل بن سلم الباهلي كوفي رواه عن محمد بن ربيعة ثم ظهر عند عبد العزيز بن محمد بن ربيعة فرواه عن أبيه سرقه منهما أبو ميسرة الهمذاني هذا حدثناه الحسن بن سفيان عن الخليل ح وحدثنا الحسن بن علي بن مرداس الهمذاني حدثنا أبو ميسرة احمد بن عبد الله حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب وان أبا بكر ضرب وغرب وان عمر ضرب وغرب قال الشيخ وهذا الحديث يعرف بابي كريب عن بن إدريس وقد حدث به مسروق بن المرزبان ويحيى بن أكثم وسرقه منهم جماعة من الضعفاء مثل جحدر الكفرتوثي واسمه عبد الرحمن بن الحارث والسري عاصم وأبو ميسرة الهمذاني وغيرهم
احمد بن عبد الله الهروي يعرف بالجوباري جوبار هراة ويعرف بستوق حدث عن جرير والفضل بن موسى وغيرهما بأحاديث وضعها عليهم وكان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده وكان بن كرام يضعها في كتبه عنه ويسميه احمد بن عبد الله الشيباني سمعت محمد بن احمد بن حماد يقول احمد بن عبد الله الهروي ستوق كان يضع الحديث ما أدري حبست ماله بماله قال السعدي واسمه إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب الجوزجاني أبو إسحاق يسكن دمشق يحدث على المنبر
[ 178 ]
حدثنا احمد بن حفص حدثنا احمد بن بهرام حدثنا احمد بن عبد الله الهروي عن أبي البختري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من امتشط قائما ركبه الدين قال الشيخ وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد وقد حدث به عن أبي البختري وأبو البختري لعله أشر منه وحدث احمد الجوباري هذا عن أبي يحيى المعلم عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في أمتي رجل يقال له النعمان بن ثابت يكنى أبا حنيفة يجدد الله سنتي على يديه روى هذا الحديث عن احمد بن عبد الله محمد بن كرام وحدث بن كرام عنه أيضا عن الفضل ابن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا العلم ولو بالصين فان طلبه فريضة على كل مسلم وهذا بهذا الإسناد باطل يرويه الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس وأبو البختري المذكور في هذا الإسناد اسمه وهب بن وهب ممن يضع الحديث ولأحمد بن عبد الله الهروي مما وضعه أحاديث كثيرة لم أخرجها ها هنا
احمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي حدث بأحاديث مناكير عن الثقات وحدث بنسخ عن الثقات بعجائب سمعت عبدان الأهوازي يقول لم اخرج حديث يحيى بن أبي كثير حتى فاتتني عن اليمامي النسخة التي يرويها وكان القاسم المطرز يقول كتبت عن اليمامي هذا خمسمائة حديث بالعسكر ليتها كانت خمسة آلاف ليس عند الناس منها حرف وأخبرني إسحاق بن إبراهيم قال ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري فقال هو فينا كالواقدي فيكم وحدثنا عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط الرملي حدثنا احمد بن محمد بن عمر بن يونس حدثنا عمر بن يونس حدثنا يحيى بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه ان غيلان بن سلمة اسلم وله ثمان نسوة فقال له النبي اختر منهن أربعة واترك
[ 179 ]
سائرهن وهذا الحديث إنما يرويه معمر عن الزهري وهو مما أخطأ فيه معمر بالبصرة من رواية يحيى بن أبي كثير عن معمر لم يكتبها الا من حديث اليمامي هذا ويحيى بن أبي كثير أكبر من معمر واقدم موتا وتكثر عجائب اليمامي هذا وهو مقارب الحديث وهو الى الضعف أقرب منه الى الصدق حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا احمد بن محمد بن عمر بن يونس حدثنا النضر بن محمد عن شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد بين شعبها الأربع ثم اجتهد فقد وجب الغسل قال الشيخ وهذا الحديث من حديث شعبة عن يونس بن عبيد لا اعرفه رواه غير اليمامي وكان ابن الأشعث يقول هذا حديثي وهو منكر بهذا الإسناد احمد بن إبراهيم بن موسى منكر الحديث وليس بمعروف وروى عن مالك وعن غيره بمناكير حدثنا أبو بكربن أبي شيبة احمد بن محمد بن شبيب حدثنا مهنى بن يحيى الشامي عن
احمد بن إبراهيم بن موسى قال عرضت على مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم قال الشيخ وهذا الحديث منكر عن مالك بهذا الإسناد ولا يرويه الا احمد بن إبراهيم بن موسى وهو غير معروف احمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي البصري سمعت عبدان الأهوازي يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول انا لا حالا عن أبي الأشعث قلت لم قال لأنه كان يعلم المجان المجون كان مجان بالبصرة يصرون صرر دراهم فيطرحونها على الطريق ويجلسون ناحية فإذا مر من لحظها وأراد ان ياخذها صاحوا ضعها ليخجل الرجل فعلم أبو الأشعث المارة بالبصرة هيوا النبي صرر زجاج كصرر الدراهم فإذا مررتم بصررهم فاردتم اخدها
[ 180 ]
وإن وصاحوا بكم فاطرحوا صرر الزجاج التي معكم وخذوا صرر الدراهم التي لهم ففعلوا ذلك فقال أولئك المجان من طرح صرر الدراهم على الطريق قال لا حالا عنه لهذا سمعت عمران بن موسى بن مجاشع يقول كتب الي أبو الأشعث بأحاديث واردفها بهذه الأبيات كتابي اليكم فافهموه فإنه % رسول اليكم والكتاب رسول % فهذا سماعي من رجال لقيتهم % لهم ورع في دينهم وقبول فان شئتم فارووه عني فانما % تقولون ما قد قلته وأقول الا فاحذروا التصحيف منه فربما % تغير من تصحيفه المعقول قال الشيخ وأحمد بن المقدام أبو الأشعث هو من أهل الصدق حدث عنه كثرة الناس وسمعت أبا عروبة يثني عليه ويفتخر حيث لقيه وكتب عنه إسناده فإنه كان عنده إسناد كحماد بن زيد ونظرائه ورأيت غيره من الشيوخ يصدرون به وقال فيه أبو داود السجستاني لا يؤثر فيه لأنه من أهل الصدق احمد بن صالح أبو جعفر المصري
سمعت محمد بن سعد السعدي يقول سمعت أبا عبد الرحمن النسائي احمد بن شعيب يقول سمعت معاوية بن صالح يقول سألت يحيى بن معين عن احمد بن صالح فقال رايته كذابا يخطب في جامع مصر وكان النسائي هذا سئ الرأي فيه وينكر عليه أحاديث منها عن بن وهب عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة حدثنا العباس بن محمد بن العباس عن احمد بن صالح بذلك سمعت عبدان الأهوازي يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول احمد بن صالح ليس هو كما يتوهم الناس يعني ليس بذلك في الجلالة حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول ما قدم علينا أحد اعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى يريد احمد بن صالح
[ 181 ]
سمعت احمد بن عاصم الأقرع بمصر يقول سمعت أبا زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو يقول قدمت العراق فسألني احمد بن حنبل من خلفت بمصر قلت احمد بن صالح فسر بذكره وذكر خيرا ودعا له الله سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول قدمت مصر فاتيت احمد بن صالح فسألني من أين أنت قلت من بغداد قال أين منزلك من منزل احمد بن حنبل قلت انا من اصحابه قال تكتب لي موضع منزلك فاني أريد ان اوافي العراق حتى تجمع بيني وبين احمد بن حنبل فكتب له فوافى احمد بن صالح سنة اثنى عشرة الى عفان فسأل عني فلقيني قال الموعد الذي بيني وبينك فذهبت به الى احمد بن حنبل واستأذنت له فقلت احمد بن صالح بالباب فقال بن الطبري قلت نعم فأذن له فقام إليه ورحب به وقربه وقال له بلغني عنك انك جمعت حديث الزهري فتعال حتى نذكر ما روى الزهري عن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا يتذاكران ابن يغرب أحدهما على الآخر حتى فرغا وما رأيت أحسن من مذاكرتهما ثم قال احمد بن حنبل لأحمد بن صالح وقال حتى نذكر ما روى الزهري عن أولاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا يتذكران ولا يغرب أحدهما على الآخر الى ان قال احمد بن حنبل لأحمد بن صالح عندك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يسرني ان لي حمر النعم وان لي حلف المطيبين فقال احمد بن صالح لأحمد بن حنبل أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا فجعل احمد بن حنبل يبتسم ويقول رواه عن الزهري رجل مقبول أو صالح عبد الرحمن بن إسحاق قال من رواه عن عبد الرحمن بن إسحاق فقال حدثناه رجلان ثقتان إسماعيل بن علية وبشر بن المفضل فقال احمد بن صالح لأحمد بن حنبل سألتك بالله الا أمليته علي فقال احمد من الكتاب فقام فدخل واخرج الكتاب واملاه عليه فقال احمد بن صالح لو لم استفد بالعراق الا هذا الحديث كان كثيرا ثم ودعه وخرج حدثنا العباس بن محمد بن العباس حدثنا موسى بن سهل قال قدم احمد بن صالح الرملة فسألوه ان يحدثهم ويجلس للناس فأبى وامتنع عن ذلك فكلموا بن أبي السري العسقلاني فكلمه فجلس للناس فحدثنا حينئذ بألوف من حفظه
[ 182 ]
كما قال موسى وسألته منذ ثلاثين سنة عن تفسير حديث أم الطفيل فقال تصدق بهذه الأحاديث على وجوهها ولا نسأل عن تأويلها ثم سألته الآن عن مثل ذلك فقال لي هذه أخت تلك وبينهما نحو من ثلاثين سنة أو نحو هذا سمعت محمد بن موسى الحضرمي يعرف بأخي أبي عجينة بمصر يقول سمعت بعض مشايخنا يقول قال احمد بن صالح صنف بن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث فعند بعض الناس منها الكل يعني حرملة وعند بعض الناس النصف يعني نفسه قال لنا محمد بن موسى وحديث بن وهب كله عند حرملة الا حديثين حديث ينفرد به عن ابن وهب أبو الطاهر بن السرح وحديث يرويه عن بن وهب الغرباء
قال الشيخ فأما حديث أبي الطاهر فحدثناه العباس بن محمد بن العباس والقاسم بن محمد بن مهدي ومحمد بن ريان بن حبيب وأبو العلاء الكوفي محمد بن احمد بن جعفر وغيرهم الى تمام ثمانية قالوا حدثنا أبو الطاهر حدثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس واسمه سليم ابن جبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم سيد فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها اما الحديث الذي يحدث به عن بن وهب الغرباء فحدثناه احمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي وأحمد بن علي بن المثنى قالا حدثنا هارون بن معروف حدثنا بن قتيبة وعبد الله بن وهيب الغزي قالا حدثنا يزيد بن موهب الرملي ح وحدثنا عبد الرحمن النسائي احمد بن شعيب حدثنا قتيبة بن سعيد ح وحدثنا احمد بن محمد بن عمر حدثنا سفيان بن وكيع ح وحدثنا الحسين ابن عبد المجيب الآتي حدثنا سفيان بن محمد ها قالوا حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حليم الا ذو عثرة ابن حكيم الا ذو تجربة قال الشيخ ورواه يحيى بن يحيى عن بن وهب ولا اعلم رواه عن بن وهب من الغرباء غير هؤلاء الستة الذين ذكرتهم وسابعهم يحيى بن يحيى ولم يروه عن بن وهب مصري وقول احمد بن صالح في هذه الحكاية فعند بعض الناس منها الكل وعند بعض الناس منها النصف كان قد سمع في كتب حرملة فمنعه حرملة ولم يدفع إليه السماع الا نصفها فكان احمد بن صالح بعد كل من بدأ بحرملة إذا وافى مصر لم يحدثه احمد سمعت القاسم بن عبد الله بن مهدي يقول كان احمد بن صالح يستعير مني كل جمعة الحمار فيركبه
[ 183 ]
هو الى صلاة الجمعة وكنت جالسا عند حرملة في الجامع فجاز احمد بن صالح على باب الجامع فنظر إلينا والى حرملة ولم يسلم فقال حرملة انظر الى هذا بالأمس يحمل دواتي يعني المحبرة واليوم يمر بي فلا يسلم... قال القاسم بن مهدي ولم يحدثني احمد بن صالح لأني كنت جالسا عند حرملة
سمعت عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي يقول قدمت مصر فبدأت بحرملة فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث ويونس بن يزيد والفوائد ثم ذهبت الى احمد بن صالح فلم يحدثني فحملت كتاب يونس بن يزيد الذي كتبته عن حرملة فخرقته بين يديه لارضيه وسلم وليتني لم اخرقه عنه فلم يرض ولم يحدثني سمعت عصمة بن يحماك إن يقول سمعت صالح بن جزرة يقول حضرت مجلس احمد بن صالح فقال احمد حرج على كل مبتدع وما جن ان يحضر مجلسي فقلت اما المبتدع فلست واما الماجن فأنا هو وذاك انه قيل له ان صالح الماجن قد حضر مجلسك قال الشيخ وأحمد بن صالح من حفاظ الحديث وبخاصة حديث الحجاز ومن المشهورين بمعرفته وحدث عنه البخاري مع شدة استقصائه ومحمد بن يحيى واعتمادهما عليه في كثير من حديث الحجاز وعلى معرفته وحدث عنه من حدث من الثقات واعتمدوه حفظا وإتقانا وكلام ابن معين فيه تحامل واما سوء أجرة النسائي فسمعت محمد بن هارون بن حسان البرقي يقول هذا الخراساني يعني النسائي يتكلم في احمد بن صالح وحضرت مجلس احمد بن صالح وطرده من مجلسه فحمله ذلك على ان تكلم فيه وهذا احمد بن حنبل قد اثنى عليه فالقول فيه ما قاله احمد لا ما قاله غيره فيه وحديث الدين النصيحة الذي أنكره النسائي عليه فقد رواه عن بن وهب يونس بن عبد الأعلى وقد رواه عن مالك محمد بن خالد بن عثمة وغيره وسمعت عبدان يقول لم يكن في أصحاب ابن وهب احفظ ولا أتقن من يونس بن عبد الأعلى وانما وضع منه اتصاله بالقاضي الذي كان عندهم فقلت انا لعبدان إبراهيم بن أبي الليث فقال نعم قال الشيخ وكان إبراهيم بن أبي الليث من أصحاب بن أبي داود حدثناه عن يونس عبد الأعلى محمد بن احمد بن حماد عن بن وهب كما رواه احمد بن صالح قال الشيخ وروى هذا الحديث عن مالك أيضا محمد بن خالد بن عثمة ومعن بن عيسى وأحمد ابن مخشي الأنماطي عن مالك
[ 184 ]
حدثناه احمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو عثمان احمد بن عثمان حدثنا محمد بن خالد بن عثمة ح وحدثني علي بن احمد بن مروان حدثنا حميد بن الربيع حدثنا معن عن مالك حدثنا صالح بن أبي مقاتل حدثنا الحسين بن علي بن بشر بن معروف حدثنا محمد بن مخشي حدثنا مالك كرواية احمد بن صالح عن بن وهب عن مالك قال الشيخ وروي عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة حدثناه على الرازي حدثنا عباس الزينبي حدثنا بشر بن منصور عن الثوري قال الشيخ فحديث قد رواه عن بن وهب يونس وتابع احمد عليه ورواه معن وابن عثمة وابن مخشي عن مالك ثم روي عن الثوري كروايتهم فلا يؤثر قول النسائي عليه ولا إنكاره عليه يساوي شيئا وأحمد بن صالح ممن أجله الناس وذاك اني رأيت جمع الى موسى الزمن في عامة ما جمع من حديث الزهري يقول كتب الي احمد بن صالح حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ولولا اني شرطت في كتابي هذا ان اذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم لكنت أجل احمد بن صالح ان اذكره احمد بن عبد الرحمن بن وهب أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه ومن كتب عنه من الغرباء غير أهل بلده لا يمتنعون من الرواية عنه وحدثوا عنه منهم أبو زرعة الرازي وأبو حاتم فمن دونهما وسألت عبدان عنه فقال كان مستقيم الأمر في ايامنا وكان أبو الطاهر بن السرح يحسن فيه القول ومن لم يلحق حرملة اعتمد أبا عبيد الله في نسخ حديث بن وهب كنسخة عمرو بن الحارث وغيره وكل من تفرد عن عمه بشئ فذلك الذي تفرد به وجدوه عنده وحدثهم به من ذلك أيضا كتاب الرجال يرويه عن عمه عمرو بن سواد وقد كتبوه عنه أيضا
حدثنا محمد بن هارون البرقي عنه وكتبا ونسخا سوى ما ذكرته مما تفرد به غيره قد حدثهم هو به
[ 185 ]
إلا وسمعت محمد بن محمد بن الأشعث يقول كنا عند أبي عبد الله بن أخي بن وهب فمر علي هارون ابن سعيد الإبلي وهو راكب فسلم عليه ثم قال الا اطرفك فيه بشئ فقال له أبو عبيد الله وما ذاك قال هارون جاءني أصحاب الحديث فسألوني عنك فقلت لهم إنما يسأل أبو عبيد الله عنا ليس نحن يسأل عنه وهو الذي كان يستملي لنا عند عمه وهو الذي كان يقرأ لنا على عمه أو كما قال ومن ضعفه أنكرت عليه أحاديث انا ذاكر منها البعض وكثرة روايته عن عمه وحرملة أكثر رواية عن عمه منه وكل ما انكروه عليه فمحتمل وان لم يكن يرويه عن عمه غيره ولعله خصه به من ذلك ما حدثناه عيسى بن احمد بن يحيى الصدفي حدثنا احمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال الشيخ وهذا حديث لم يروه أحد عن عمه بن وهب غير أبي عبيد الله هذا وانما يرويه ابن أبي فديك عن موسى بن يعقوب والحديث معروف بأحمد بن صالح حدثناه العباس بن محمد بن العباس عن احمد بن صالح عن بن أبي فديك ويقال هذا حديث احمد ابن صالح من بن أبي فديك حدثنا عيسى بن احمد الصدفي حدثنا أبو عبيد الله حدثنا عمي حدثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عون بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان قوم يحلون الحرام ويحرمون الحلال ويقيسون الأمور برأيهم قال الشيخ وهذا حديث رواه نعيم بن حماد عن عيسى والحديث له وانكروه عليه وسرقة منه جماعة منهم عبد الوهاب الضحاك وسويد بن سعيد وأبو صالح الخراساني الخاستي الحكم بن المبارك وانكروه على أبي عبيد الله أيضا عن عمه عن عيسى
حدثنا عيسى بن احمد بن يحيى حدثنا أبو عبيد الله حدثنا عمي حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا تخرج الا بإذن أبويك قال الشيخ وهذا الحديث لم يحدث به عن عمه غير أبي عبيد الله وانكروه عليه وقد رايته في رواية بعضهم عن مخرمة عن أبيه عن بن عمر ولم يذكر نافع
[ 186 ]
حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وغيره حدثنا أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب حدثنا ابن وهب حدثنا عبد الله يعني بن عمر ومالك وسفيان عن حميد الطويل عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الفريضة قال الشيخ وهذا الحديث لا يعرف عن مالك ابن عن سفيان بن عيينة الا موقوف من قول أنس كان أنس لا يجهر حدثنا موسى بن العباس حدثنا احمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثني حيوة عن أبي صخر عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يرسل الى القرآن فيرفع من الأرض حدثنا موسى حدثنا أبو الدرداء حدثنا بن وهب عن حيوة موقوف وهذا الحديث لا اعلم يرفعه عن ابن وهب غير أبي عبيد الله هذا احمد بن بديل بن قريش بن الحارث الكوفي الايامي قاضيهم سمعت ابن ناجية نسبه هكذا يروي عن حفص بن الصالح وغيره مناكير حدثنا احمد بن عبد الله بن شجاع الصوفي حدثنا احمد بن بديل حدثنا حفص بن غياث حدثنا الأعمش عن أبي الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا مناسككم لعلي لا القاكم
بعد عامي هذا قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد لا اعلم رواه غير احمد بن بديل ولأحمد بن بديل أحاديث لا يتابع عليها عن قوم ثقات وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه وليس هذا الحديث محفوظا عن حفص ابن في أحاديث الأعمش عن أبي الزبير احمد بن عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي يعرف بجحدر ضعيف ويسرق الحديث وروى المناكير وزاد في الأسانيد
[ 187 ]
صلى حدثنا القاسم بن الليث أبو صالح الراسبي حدثنا جحدر بن الحارث حدثنا يحيى بن اليمان حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاخصاء وقال إنما النماء في الذكور زاد جحدر في هذا الإسناد الثوري وليس فيه الثوري حدثناه علي بن العباس المقانعي حدثنا يوسف بن محمد بن سابق حدثنا يحيى بن يمان عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر عن النبي فذكر هذا الحديث ولم يذكر بينهما الثوري حدثنا زيد بن عبد العزيز الآتي حدثنا احمد بن عبد الرحمن جحدر حدثنا بقية عن الأوزاعي عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مجوس هذه الأمة الذين يكذبون بأقدار الله ان مرضوا فلا تعودوهم وان لقيتموهم فلا تسلموا عليهم وان ماتوا فلا تشهدوهم قال الشيخ وهذا حديث بن مصفى سرقه منه جحدر هذا حدثنا القاسم بن الليث وعمر بن سنان ومحمد بن عبيد الله بن فضيل وجعفر بن احمد ابن عاصم وأبو عروبة وعبد الله بن موسى بن الصقر قالوا حدثنا بن مصفى بذلك وروي عن ابن حمير عن بقية وابن حمير هذا ليس هو الحمصي هو جزري حدثنا محمد بن احمد بن الحسين الأهوازي حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل حدثنا محمد بن حمير حدثنا بقية بذلك
حدثنا زيد بن عبد العزيز حدثنا جحدر حدثنا بقية حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة دار الاسخياء حدثنا الحسن بن شعبة الأنصاري حدثنا جحدر بن عبد الرحمن شوال عن النبي صلى الله عليه وسلم الجنة دار الاصفياء قال الشيخ وروي هذا عن بقية عن يوسف بن السفر عن الأوزاعي حدثناه عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا الحسن بن أبي سعيد العسقلاني قال حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي عن بقية وروى عن البابلي عن الأوزاعي حدثناه ابن قتيبة حدثنا محمد بن الوليد المخرمي عن البابلي عن الأوزاعي ورواه جماعة عن بقية عن الأوزاعي ومنهم من رواه عن بقية عن يوسف بن السفر عن الأوزاعي باسنادة فقال ما جبل ولي الله الاعلى السخاء وحسن الخلق
[ 188 ]
حدثنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا جحدر حدثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما لهم في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا قال الشيخ ولا اعلم يرويه عن بقية غير جحدر وحدث به عن ثور عتبة بن السكن حدثناه محمد بن عبد الوهاب الأنصاري حدثنا محمد بن عمار الرازي عنه احمد بن بكر ويقال بن بكرويه أبو سعيد البالسي وقال لنا عبد الملك بن محمد احمد بن بكر بن أبي فضل البالسي روى أحاديث مناكير عن الثقات حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا احمد بن بكر أبو سعيد البالسي حدثنا محمد بن مصعب القرقساني حدثنا إسرائيل عن جابر عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم فليتمضمض وليستنشق والاذنان من الرأس قال الشيخ وهذا الحديث لا يعرف الا بأحمد بن بكر وحدث عنه مطين
حدثنا محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري حدثنا احمد بن بكر أبو سعيد البالسي حدثنا حجاج بن محمد الأعور حدثنا بن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابغض عمر فقد ابغضني ومن أحب عمر فقد احبني عمر معي حيث حللت وانا مع عمر حيث حل وعمر معي حيث أحببت وانا مع عمر حيث أحب قال الشيخ وهذا الحديث منكر شوال لا اعلم رواه غير احمد بن بكر هذا عن حجاج حدثنا محمد بن الفضل البزار بحلب عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رجع من غزوته قال آيبون تائبون ان شاء الله لربنا حامدون قال الشيخ وهذا الحديث لأبي سعيد البقال عن أبي الزبير لا اعلم رواه غير احمد بن بكر ولعل البلاء فيه من خالد بن يزيد الدمشقي احمد بن عبيد بن ناصح أبو جعفر النحوي يعرف بابي عصيدة كان بسر من رأى يحدث عن الأصمعي ومحمد بن ومحمد بن مصعب ما لا يحدث به غيره
[ 189 ]
حدثنا علي بن احمد بن مروان المقرئ حدثنا أبو عصيدة احمد بن عبيد النحوي حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال لما مات النبي صلى الله عليه وسلم زر عليه قال محمد فانا زررت على أبي هريرة قال بن عون فانا زررت على محمد قال الأصمعي فذكرت ذلك لحماد بن زيد فقال انا زررت على ابن عون قال الشيخ وهذا الحديث لا اعلم رواه عن الأصمعي غير أبي عصيدة هذا وعمار بن زربي من أهل البصرة وأبو عصيدة اصلح حالا من عمار وسمعت عبدان الأهوازي يصرح بكذب عمار هذا وقال لي عبدان قال لي عمار بن زربي حدثنا بشر بن منصور عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم احتج آدم وموسى فلما ذكر هذا علمت انه كذاب فلم اذكر هذا الحديث عن عمار حتى قيل لي ان المعمري يذكره وروى عن أبي هفان رواية أبي نواس عن الأصمعي وأبو هفان اسمه عبد الله بن احمد
حدثنا علي بن الحسين بن علي الطبري حدثنا احمد بن عبيد بن ناصح النحوي حدثنا محمد بن مصعب القرقساني حدثنا الأوزاعي حدثني تثبت عن عطية بن بسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما وال بات غاشا لرعيته حرم الله عليه الجنة قال الشيخ وهذا حديث طويل لأبي عصيدة هذا عن محمد بن مصعب عن الأوزاعي ودخوله على أبي جعفر المنصور وعظته إياه ولم يحدث به غير أبي عصيدة هذا حدثناه محمد بن احمد بن حمدان عنه وعلي بن الحسين اختصر لنا هذا الحديث وأبو عصيدة عندي مع هذا كله من أهل الصدق احمد بن سلمة أبو عمرو الكوفي كان بجرجان سكن سليمان اباذ وحدث عن الثقات بالبواطيل ويسرق الحديث حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن موسى بن عدي الجرجاني بمكة حدثنا احمد بن سلمة أبو عمرو
[ 190 ]
الجرجاني حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من قبل بابها قال الشيخ وهذا الحديث يعرف بابي الصلت الهروي عن أبي معاوية سرقه منه احمد بن سلمة هذا ومعه جماعة ضعفاء وكان احمد بن حفص السعدي يحدث عنه عن بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما افلح صاحب عيال قط قال الشيخ وهذا الكلام من قول بن عيينة وهذا منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم أجد هذا الحديث فيما عندي عن احمد بن حفص حدثناه بعض أصحابنا عنه وأحمد بن سلمة هذا له من المناكير عن الثقات غير ما ذكرت وليس هو ممن يحتج بروايته احمد بن الفرات أبو مسعود الرازي سكن أصفهان الفرات
سمعت احمد بن محمد بن سعيد يقول سمعت بن خراش يحلف بالله ان أبا مسعود احمد بن الفرات يكذب متعمدا وهذا الذي قاله بن خراش لأبي مسعود تحامل ولا اعرف لأبي مسعود رواية منكرة وهو من أهل الصدق والحفظ احمد بن الفرج بن سليمان أبو عتبة الكندي مؤذن جامع حمص قال لنا عبد الملك بن محمد كان محمد بن عوف يضعفه حدثنا عبد الله بن أبي سفيان الآتي حدثنا احمد بن الفرج حدثنا بقية حدثنا شعبة عن محمد بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء من كل دم سائل قال الشيخ وهذا الحديث لا نعرفه الا عن عتبة وأبو عتبة مع ضعفه قد احتمله الناس ورووا عنه ومحمد بن سليمان الذي ذكر في هذا الحديث أظنه أراد ان يقول عمر بن سليمان وأبو عتبة وسط بينهما ليس ممن يحتج بحديثه أو يتدين به الا انه يكتب حديثه
[ 191 ]
احمد بن عبد الجبار أبو عمر العطاردي الكوفي رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه وكان احمد بن محمد بن سعيد لا يحدث عنه لضعفه وذكر ان عنده عنه قمطرا على انه لا يتورع ان يحدث عن كل أحد حدثنا محمد بن احمد بن حمدان حدثني أبو بكر بن صدقة سمعت أبا كريب يقول قد سمع احمد بن عبد الجبار العطاردي من أبي بكر بن عياش قال الشيخ ولا يعرف له حديث منكر رواه وانما ضعفوه انه لم يلق من يحدث عنهم حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد حدثنا احمد بن عبد الجبار العطاردي حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس تسعة عشر شهرا ثم حولت القبلة بعد ذلك قبل المسجد الحرام قبل بدر بشهرين
قال الشيخ وهذا الحديث غير محفوظ بهذا الإسناد وانما جاءنا توصيله من رواية احمد بن عبد الجبار العطاردي احمد بن عيسى بن يزيد الخشاب التنيسي ذكر عنه غير حديث لا يحدث به غيره عن عمرو بن أبي سلمة وغيره حدثنا عبد الله بن محمد بن المنهال حدثنا احمد بن عيسى الخشاب حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله قال الشيخ وهذا حديث باطل بهذا الإسناد مع أحاديث أخر يرويها عن عمرو بن أبي سلمة بواطيل وروى عن عمرو بن أبي سلمة عن مصعب عن الثوري عن حماد بن سلمة عن عبيد الله ابن أبي بكر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يتبع المؤمن فذكر الحديث ولا يرويه غيره عن عمرو حدثنا عيسى بن احمد الصدفي وغيره قالوا حدثنا احمد بن عيسى الخشاب قال حدثنا عبد الله
[ 192 ]
ابن يوسف حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأمناء عند الله ثلاثة جبريل وانا ومعاوية قال الشيخ وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد وبغير هذا الإسناد حدثنا موسى بن العباس حدثنا احمد بن عيسى الخشاب حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا عيسى ابن يونس حدثنا أبو بكر بن أبي مريم قال سمعت راشد بن سعد عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاذنان من الرأس قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه الا احمد بن عيسى وانما يروي هذا حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي امامة احمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب
كان بسر من رأى يضع الحديث حدثنا النعمان بن هارون البلدي ومحمد بن احمد بن المؤمل الصيرفي وعبد الملك بن محمد قالوا حدثنا احمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب حدثنا عبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب وهو يقول هذا أمير البررة قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ثم الفساد بها صوته وقال انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الدار فليأت الباب قال الشيخ وهذا حديث منكر موضوع لا اعلم رواه عن عبد الرزاق الا احمد بن عبد الله المؤدب هذا احمد بن الأزهر أبو الأزهر النيسابوري سمعت عليك الرازي يقول حدثنا أبو الأزهر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة قال لنا عليك الرازي جاء يحيى بن معين فوقف على رفقة فيهم أبو الأزهر ببغداد وقال لهم أيما الكذاب منكم
[ 193 ]
الذي روى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة فقال أبو الأزهر انا فقال يحيى يا بيراينت نبايذ حدثنا احمد بن محمد بن الحسن الشرقي قال ذكر أبو الأزهر قال كان عبد الرزاق خرج الى ضيعته فخرجت خلفه وهو على بغلة له فالتفت فرآني فقال يا أبا الأزهر تعنيت ها هنا فقال اركب قال فأمرني فركبت معه على بغلته فقال الا اخصك بحديث أخبرني معمر فذكر هذا الحديث فلما قدمت بغداد وكنت في مجلس يحيى بن معين فذاكرت رجلا بهذا الحديث فأنكر علي حتى بلغ يحيى فصاح يحيى فقال من هذا الكذاب الذي روى عن عبد الرزاق فقمت في وسط المجلس قائما فقلت انا رويت هذا الحديث وأخبرته حين خرجت معه الى القرية فسكت يحيى
قال ابن الشرقي وبعض هذا الحديث سمعته من أبي الأزهر وأبو الأزهر هذا كتب الحديث فأكثر ومن أكثر لا بد من ان يقع في حديثه الواحد والاثنين والعشرة مما ينكره وسمعت بن الشرقي يقول قيل لي وانا اكتب الحديث في بلدي لم لا ترحل الى العراق فقلت وما اصنع في العراق وعندنا من بيادرة وهو الحديث ثلاثة محمد بن يحيى الذهلي وأبو الأزهر احمد بن الأزهر وأحمد بن يوسف السلمي فاستغنينا بهم عن أهل العراق قال الشيخ وأبو الأزهر هذا بصورة أهل الصدق عند الناس وقد روى عنه الثقات من الناس واما هذا الحديث عن عبد الرزاق وعبد الرزاق من أهل الصدق وهو ينسب الى التشيع فلعله العطار عليه لأنه شيعي احمد بن هارون ويقال حميد المصيصي يروي مناكير عن قوم ثقات لا يتابع عليه أحد حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا احمد بن هارون المصيصي حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة وزيد بن خالد قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس فرجه فليتوضأ
[ 194 ]
قال الشيخ وهذا الحديث يرويه محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن زيد بن خالد ومن حديث بن جريج عن الزهري غير محفوظ حدثنا عمر بن القاسم بن محمد بن بندار السباك حدثنا حميد بن هارون المصيصي حدثنا محمد ابن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزهري وحدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال الزهري وحدثني أبي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا
يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده قال الشيخ وهذا الحديث بالإسناد الثالث قال الزهري وحدثني أبي عن أبي هريرة لم يحدث به غير احمد بن هارون هذا وهو غير محفوظ ولم أجد لأحمد هذا اشنع من هذين الحديثين احمد بن عبد الله بن محمد أبو علي اللجلاج الكندي خراساني حدث بأحاديث مناكير لأبي حنيفة أنبأنا احمد بن علي بن الحسن بن زياد المدائني حدثنا احمد بن عبد الله أبو علي الكندي حدثنا إبراهيم بن الجراح السجستاني حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة عن منصور بن المعتمر عن الشعبي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز للمعتوه طلاق ولا بيع ولا شراء وبإسناده عن أبي حنيفة عن حماد عن الشعبي عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدعى عليه أولى باليمين إذا لم تكن بينة وبإسناده عن أبي حنيفة عن خصيف عن جابر بن عقيل عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح الا بولي وشاهدين فمن نكح بغير ولي وشاهدين فنكاحه باطل فنكاحه باطل فنكاحه باطل والسلطان ولي من لا ولي له حدثنا احمد بن علي المدائني حدثنا احمد بن عبد الله الكندي حدثنا علي بن معبد حدثنا محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن الهيثم يعني الصراف عن عكرمة عن بن عباس انه قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمن كلب الصيد قال الشيخ وهذه الأحاديث لأبي حنيفة لم يحدث بها الا احمد بن عبد الله هذا وهي بواطيل عن أبي حنيفة ولا يعرف احمد بن عبد الله هذا الا بهذه الأحاديث
[ 195 ]
احمد بن أبي روح البغدادي كان بجرجان أحاديثه ليست بالمستقيمة حدثنا احمد بن حفص بن عمر حدثنا احمد بن أبي روح حدثنا يزيد بن هارون حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قيل يا رسول الله عمن يكتب العلم بعدك قال عن علي وسلمان قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه الا من حديث احمد بن أبي روح ولا يتابع احمد ابن أبي روح عليه حدثني عبد المؤمن بن احمد بن حوثرة حدثنا احمد بن أبي روح حدثنا علي بن عاصم عن مغيرة عن إبراهيم قال لما جامع آدم حواء قالت يا آدم ما هذا زدنا منه قال الشيخ وكل من حدث بهذا عن علي بن عاصم فهو ضعيف حدث به احمد بن أبي روح هذا وشيخ من أهل حمص يقال له يعقوب بن الحميم قال الشيخ قال لي محمد بن عبيد الله بن فضيل بحمص وحدثني بهذه الحكاية عن أبي التقي هشام بن عبد الملك عن يعقوب بن الجهم وقال لي يعني بن فضيل كنت أمر بيعقوب بن الحميم هذا فلا اكتب عنه يعني لضعفه احمد بن أبي يحيى أبو بكر الأنماطي البغدادي سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشعث يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي يحيى كذاب قال الشيخ ولأبي بكر بن أبي يحيى هذا غير حديث منكر عن الثقات لم أخرجه هاهنا وقد روى عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل تاريخا في الرجال احمد بن محمد بن غالب بن مرداس أبو عبد الله مولى باهلة بصري يعرف بغلام الخليل سمعت أبا عبد الله النهاوندي بحران في مجلس أبي عروبة يقول قلت لغلام الخليل هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بها قال وضعناها لنرقق بها قلوب التامة
[ 196 ]
سمعت عبدان الأهوازي يقول قلت لعبد الرحمن بن خراش هذه الأحاديث التي يتحدث بها
غلام الخليل لسليمان بن بلال من أين له قال سرقها من عبد الله بن شبيب وسرقها عبد الله بن شبيب من النضر بن سلمة شاذان ووضعها شاذان سمعت أبا جعفر القاص يقول حدثنا احمد بن محمد بن غالب حدثنا شيبان حدثنا الربيع بن بدر عن أبي هارون عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل غلاما لشهوة لعنه الله وان صافحه لشهوة لم تقبل منه صلاته فإن عانقه لشهوة ضرب بسياط من نار يوم القيامة فإن فسق به أدخله الله النار قال الشيخ وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد وبغير هذا الإسناد وغلام الخليل أحاديثه مناكير لا تحصى كثرة وهو بين الأمر في الضعفاء احمد بن طاهر بن حرملة بن أخي حرملة بن يحيى ضعيف جدا يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا روى ويكذب في حديث الناس إذا حدث عنهم سمعت احمد بن علي بن الحسن المدائني يقول سمعت احمد بن طاهر بن حرملة يقول رأيت بالرملة قردا يصوغ فإذا أراد ان ينفخ أشار الى رحل حتى ينفخ له قال وسمعته يقول مررت ببرادة وانا عطشان فأخذت بندقة فرميت البرادة فانثقب صلى الله عليه وسلم منها مقدار ما جعلت فمي تحتها وكان الماء ينصب في حلقي حتى رويت ثم رميتها ببندقة أخرى فانسدت الثقبة حدثنا احمد بن علي بن الحسن حدثنا احمد بن طاهر بن حرملة حدثنا جدي حرملة حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال أخبرت بامرأة بصنعاء لها جسمان على جسم قال فتزوجتها ودخلت بها فرأيت جسمين جسم منها يدان ورأس وتحتها قدمان قال ثم متعتها وانصرفت عنها وغبت غيبة ثم رجعت الى صنعاء فسألت عنها فقيل لي مات أحد الجسمين فتزوجتها ثم دخلت بها فرأيت موضع أحد الجسمين وهو ايمن الجسم الباقي مقطوع كقطع صرة الإنسان فسألت عنها فقيل
اعتل فلقي من الجسم الآخر شغلا فقطعته بعض عجائزنا اليمانيات إذا بخيط كما تقطع صرة الصبي وحدث احمد هذا عن جده حرملة عن الشافعي بحكايات بواطيل يطول ذكرها وروى أحاديث مناكير
[ 197 ]
حدثنا احمد بن عبد الله بن شجاع حدثنا احمد بن طاهر بن حرملة حدثني جدي حرملة حدثنا عبد الرحمن بن زياد الرصاصي قال حدثنا شعبة عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعليه عمامة سوداء قال شعبة وحدثني أبو الزبير عن جابر مثله قال الشيخ وهذا الحديث بالإسناد الأول فيه حدثناه محمد بن احمد بن عثمان عن حرملة ورواه دحيم عن الرصاصي عن حماد وليس فيه شعبة وهو الصواب واما الإسناد الثاني قال شعبة وحدثني أبو الزبير وهو باطل لم يأت به غير احمد هذا وهو كذوب احمد بن الحسن بن أبان أبو الحسن المصري الأيلي حدث عن أبي عاصم بأحاديث مناكير عن بن عون وعن الثوري وشعبة ويسرق الحديث ضعيف حدثنا احمد بن الحسن القمي حدثنا احمد بن الحسن المصري حدثنا أبو عاصم عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى الجمعة فليغتسل قال الشيخ وهذا حديث الرمادي وكان يحلف بالله في هذا ان أبا عاصم حدثهم ثم حدث به محمد بن يحيى أيضا وأحمد بن الحسن سرقه منهما حدثنا محمد بن الحسين الهمذاني حدثنا احمد بن الحسن المصري حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن عون عن بن سيرين عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبور قال الشيخ قال لنا محمد بن الحسين وهذا الحديث باطل
حدثنا احمد بن الحسن القمي حدثنا احمد بن الحسن المصري حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان وشعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهوى والبلاء والشهوة معجونة بطين بن آدم قال الشيخ وله غير هذا من المناكير وهو بين الأمر في الضعف وهذا أيضا حديث باطل بهذا الإسناد
[ 198 ]
احمد بن العباس بن مليح بن إبراهيم بن محمد بن عنبرة بن سهل ابن عبد الرحمن بن عوف من أهل صنعاء هكذا نسبه لي محمد بن محمد الجهني حدثنا عنه بأحاديث عن محمد بن يوسف الفريابي وعن علي بن موسى الرضا بأحاديث فيها حديث الإيمان معرفة بالقلب قال الشيخ وهذا حديث يعرف بابي الصلت الهروي عن الرضا وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول كتبنا عنه بصنعاء وكان يسكن عرفة وكان يحدث عن عبد الله ابن نافع الصايغ وكان يضعفه جدا احمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين سعد أبو جعفر المصري سمعت محمد بن سعد السعدي يقول سمعت احمد بن شعيب النسائي يقول كان عندي أخو ميمون وعدة فدخل بن رشدين هذا فصعقوا به وقالوا له يا كذاب فقال لي بن رشدين الا ترى ما يقولون لي فقال له أخو ميمون أليس احمد بن صالح امامك قال نعم فقال سمعت علي بن سهل يقول سمعت احمد بن صالح يقول انك كذاب حدثنا محمد بن حمدون بن خالد حدثنا احمد بن محمد بن الحجاج بمصر حدثنا يعقوب ان عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق بن كثير بن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال واسم سفينة رومان البجلي وسماه جبريل عن الله تبارك وتعالى سفينة عن أبيه عن جده عن أبي جده عن سفينة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المستشار مؤتمن
قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس بمحفوظ وهو محتمل وابن رشدين هذا صاحب حديث كثير يحدث عن الحفاظ بحديث مصر أنكرت عليه أشياء مما رواه وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه احمد بن محمد بن صاعد يكنى أبا العباس مولى بني هاشم وهو أخو يحيى بن محمد بن صاعد وهو أكبر من يحيى واعلى إسنادا واقدم
[ 199 ]
موتا منه وهو ضعيف يروي عن أبي موسى الهروي عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا وصية لوارث حدث عن عبد الله بن عون عن أبي إسماعيل المؤدب عن مسعر عن رجل من بجيلة عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من اتى الجمعة فليغتسل قال الشيخ وهذا الحديث قد حدث به جماعة مع بن صاعد هذا بعضهم ثقات وأكثرهم ضعفاء الا ان بن صاعد هذا اتهم فيه وقوله عن رجل من بجيلة هو مالك بن مغول وقال الشيخ أيضا وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل ورأيت أهل العراق يثنون عليه ثناء سوء مجمعون على ضعفه ورأيت في بعض أحاديثه أثر ما قالوا بما روى عن أبي موسى الهروي احمد بن محمد بن الصلت أبو العباس كان ينزل الشرقية ببغداد رأيته في سنة سبع وتسعين ومائتين يحدث عن ثابت الزاهد وعبد الصمد بن النعمان وغيرهما من قدماء الشيوخ قوما قد ماتوا قبل ان يولد بدهر قال الشيخ وما رأيت في الكذابين أقل حياء منه وكان ينزل عند أصحاب الكتب يحمل من عندهم رزما فيحدث بما فيها وباسم من كتب الكتاب باسمه في حدث عن الرجل الذي اسمه في الكتاب ولا يبالي ذلك الرجل متى مات ولعله قد مات قبل ان يولد منهم من ذكرت ثابت الزاهد وعبد الصمد بن النعمان ونظراؤهما وكان تقديري في سنه لما رأيته سبعين سنة أو نحوه وأظن ثابت الزاهد قد مات قبل العشرين بيسير أو بعده بيسير
وعبد الصمد قريب منه وكانوا قد ماتوا قبل ان يولد بدهر احمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان أبو محمد السعدي الجرجاني تردد الى العراق مرارا كثيرة وكتب فأكثر حدث بأحاديث منكرة لم يتابع عليه حدثنا احمد بن حفص حدثنا إبراهيم بن موسى الوزدولي الجرجاني حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام ان يحول الله رأسه رأس حمار
[ 200 ]
حدثنا احمد بن حفص حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا المقري وهو عبد الله بن يزيد حدثنا ابن لهيعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة دارا يقال لها الفرح لا يدخلها الا من فرح الصبيان حدثنا احمد بن حفص حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عمر بن حبيب القاضي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له ابنتين أو اختين أو عمتين أو خالتين فتحت له ثمانية أبواب من الجنة ويا عباد الله اعينوه ويا عباد الله أعطوه اقرضوه فقال ضاربوه وبإسناده قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ادخل على أهل بيت سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة حدثنا احمد بن حفص حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي بالارحام والجيف فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش أي مجاورة هذه قال الشيخ وهذه الأحاديث لهشام بن عروة مناكير كلها بهذا الإسناد ما اعلم حدث به غير احمد بن حفص هذا وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب وهو ممن يشبه عليه فيغلط فيحدث
به من حفطه احمد بن محمد بن حرب أبو الحسن الملحمي مولى سليمان بن علي الهاشمي يتعمد الكذب ويلقن فيتلقن حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الخبر كالمعاينة قال الشيخ وهذا حديث باطل بهذا الإسناد حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الندم توبة حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا عمران بن سوار حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الندم توبة قال الشيخ وهذان الاسنادان في الندم والتوبة باطلان حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا بن حميد عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح
[ 201 ]
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القران كلام الله لا خالق ولا مخلوق وهو كلام الله ومن قال غير ذلك فهو كافر وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وهو قول وعمل ومن قال غير ذلك فهو مبتدع قال الشيخ وهذان الحديثان باطلان وقد بلغنا عن احمد بن حنبل لميله الى بن حميد وتصلبه في السنة انه حسن القول في بن حميد لما روى هذين الحديثين قال وسمعت عمران السختياني يشهد له انه كان يراه عند القواريري الا انه لم يصبر على ما رزق واسرف في الأمر فافتضح حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا عبيد الله القواريري عن حماد بن زيد عن ثابت عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقي القوم آخرهم قال الشيخ وكذب علي القواريري وانما يروي هذا الحديث عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ضعيف عن حماد بن زيد فالزقه هو على القواريري والقواريري ثقة والمقدمي مع ضعفه أخطا على حماد بن ز زيد فقال عن ثابت عن أنس وكان هذا الطريق أسهل عليه وانما هو ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا أبو داود المروزي حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء الى النار قال الشيخ وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا الترجماني حدثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول قال الشيخ وهذا أيضا باطل بهذا الإسناد حدثنا احمد بن محمد بن حرب حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان وزعم انه كتب عنه بجرجان وكذب لان إبراهيم ما دخل جرجان قط ومات قبل ان يولد احمد بن محمد بن حرب عن أبيه عن السدي عن أبي الجلد قال رأيت امرأة لوط قد مسخت حجرا تحيض عند رأس كل شهر قال الشيخ وأحمد بن محمد بن حرب هذا هو مشهور بالكذب ووضع الحديث
[ 202 ]
سمعت احمد بن محمد بن حرب يقول كنا عند القواريري فدخل عليه علي بن الجعد مسلما وهو راكب بغلة فلما خرج تعلقنا بلجام بغلته ليحدثنا فقال كنا عند شريك وشريك يصلي فلما فرغ استند وتحلقنا حوله فجاء شاب فتخطى حتى جلس الى جنب شريك فالتفت إليه شريك فقال من أنت وما تريد فانتسب الى محمد بن عمار بن ياسر فقال شريك لغلام بين يديه خذ بيد هذا
وأخرجه فالتفت الشاب فقال أتفعل بي مثل هذا وانا من ولد عمار فانشد شريك يقول لئن فخرت بأقوام مضوا سلفا % لقد صدقت ولكن بئس ما خلفوا قال الشيخ قال لنا احمد بعقب هذه الحكاية وليس عندي عن علي بن الجعد غير هذا ثم اخرج إلينا جزءا بعد هذا عن علي بن الجعد وقال يا بني لي غرفة مظلمة فوجدت جزءا لعلي بن الجعد وكان ذلك الجزء فيه أحاديث مشاهير لشعبة قال الشيخ وكان احمد بن محمد يحدث مثل هذه البواطيل التي ذكرت بعضها احمد بن محمد بن الأزهر بن حريث بن مجاهد أبو العباس السجزي كان بنيسابور حدث بمناكير روى عن سعيد بن يعقوب الطالقاني عن عمر بن هارون عن يونس عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت بالخاتم والنعلين قال الشيخ وهذا حديث باطل بهذا الإسناد حدثنا مسعر بن علي البردعي حدثنا احمد بن محمد الأزهر حدثنا الحسين بن الحسن بن علي ابن عاصم حدثني جدي علي بن عاصم عن مطرف بن أبي إسحاق عن بن أبي بردة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا نكاح الا بولي قال الشيخ وهذا الحديث من حديث مطرف ليس له أهل احمد بن هارون بن موسى بن هارون أبو جعفر البلدي كان يقرئ في جامع حران كان يخرج لنا نسخا لشيوخ الجزيرة المتقدمين مثل عبد الكريم وخصيف وسالم الأفطس وعبد الوهاب بن بخت وغيرهم عن شيوخ له نسخ موضوعة
[ 203 ]
مناكير ليس عند أحد منها شئ كنا نتهمه بوضعها وسمعت أبا عروبة يقول يتهم هذا الرجل بوضع هذه النسخ وكان يضعفه حدثنا احمد بن هارون البلدي حدثنا عبد الله بن يزيد الأعمى حدثنا محمد بن سليمان بن أبي
داود حدثنا معان بن رفاعة حدثنا عبد الوهاب بن بخت عن أنس قال كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم أربعا وبإسناد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال طلب العلم فريضة على كل مسلم حدثنا احمد بن هارون حدثنا إبراهيم بن أبي حميد حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود حدثنا معان بن رفاعة حدثنا عبد الوهاب بن بخت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستنجاء بثلاثة أحجار وبالتراب إذا لم تجد حجارة ولا يستنجي بشئ قد استنجي بن مرة حدثنا احمد بن هارون حدثنا حدقة بن داود بن حدقة الحراني حدثنا أبو قتادة حدثنا معان بن رفاعة عن عبد الوهاب بن بخت عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك قال الشيخ وهذه الأحاديث التي ذكرتها مع أحاديث أخرى له ونسخ موضوعه لم اذكرها لكثرتها عندي وهو بين الأمر في الضعف وكان يخرج إلينا تصانيف وحديث من نسخ الخراسانيين مثل سالم الأفطس وغيرهم عجائب احمد بن عبد الرحمن بن يزيد ابن عقال أبو الفوارس التميمي الحراني كتبت عنه بها انتقاء أبي زرعة الرازي على أبي جعفر النفيلي سمعت أبا عروبة يقول أبو الفوارس هذا لم يكن بمؤتمن على نفسه ابن دينه وكان يذكر ان أبا جعفر النفيلي أيام المحنة توارى في بيتهم فذكرت هذا الكلام لأبي عروبة فقال والذي قال في ذلك محتمل وأظن ان أبا عروبة قال كان أبو جعفر جاره حدثنا أبو الفوارس احمد بن عبد الرحمن الحراني حدثنا أبو جعفر النفيلي حدثنا مسكين بن بكير عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائما فجاء بهذا الحديث بالضد ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يشرب قائما
[ 204 ]
قال الشيخ وهذا حديث هو عندي العطار على أبي الفوارس هذا لأن هذا الحديث رواه عن مسكين جماعة منهم أبو جعفر النفيلي عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائما فجاء بهذا الحديث بالضد ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائما ولم ار منه في حديثه انكر من هذا وهو ممن يكتب حديثه وليس عندي عن أبي الفوارس عن النفيلي انكر من هذا الحديث احمد بن عبد الرحيم بن عبد الرزاق أبو جعفر ذكر انه جرجاني ورأيته في جامع بآمل بيده مسائل الناس حدث عن جرير ونظرائه بأحاديث كثيرة بعضها مرفوع وكان قليل الحياء لأنه كان يحدث عن قوم قد ماتوا قبل ان يولد بدهر سمعت احمد بن عبد الرحيم يقول حدثنا زريق بن محمد الكوفي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله طهر قوما من الذنوب بالصلعة من رؤوسهم وان عليا لمنهم قال الشيخ وهذا حديث باطل وحدثني من أثق به وقد حضره وهو يملي على قوم عن جرير فقال له هب انكم تكتبون عن بن حميد عن جرير وقد مات بن حميد منذ دهر احمد بن العباس بن عيسى بن هارون ابن سليمان بن علي بن العباس بن عبد المطلب أبو بكر الهاشمي كتبت عنه بالبصرة حدث عن يحيى بن حبيب بن عربي بأحاديث بإسناد واحد منكر بذلك الإسناد حدثنا احمد بن العباس الهاشمي حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه الحشوش محتضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث
[ 205 ]
قال الشيخ وهذا الحديث يرويه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم وروي عن
قتادة عن أنس حدثنا احمد بن العباس حدثنا يحيى حدثنا أحمد بن عباس حدثنا يحيى بن حبيب حدثنا روح عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمتعزز بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل من عترتي ما حرم الله وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتى أحدكم أهله فليقل اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل هذه البقلة الخبيثة وربما قال الملعونة فلا يقربنا مساجدنا يعني الثوم أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق أبو بكر المروزي يضع الحديث حدثنا عبد الله بن جعفر بن حبيب الطبري حدثني أبو بكر احمد بن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي حدثني أبي عن جدي أنا أبو حمزة السكري عن إبراهيم الصائغ عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والركون الى أصحاب الأهواء فإنهم بكروا النعمة وأظهروا البدعة وخالفوا السنة ونطقوا بالشبهة فاشخص الشيطان قولهم الأفك وأكلهم السحت ودينهم النفاق والرياء يدعون للشر الها وللخير الها ألا عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا احمد بن علي بن الحسن بن شقيق حدثنا الحسين بن عيسى أنبأنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من سقى مسلما شربة من ماء في موضع يوجد فيه الماء فكأنما أعتق رقبة فإن سقاه في موضع لا يوجد فيه الماء فكأنما احيا نسمة مؤمنة قال الشيخ وهذا الحديث كذب موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أحاديث أخر قال الشيخ حدثنا عبد الله بن جعفر عنه عن الثقات موضوعة وهذان الحديثان موضوعان على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 206 ]
أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الهمداني يعرف بابن عقدة كان صاحب معرفة وحفظ ومقدم في هذه الصناعة إلا انني رأيت مشايخ بغداد مسيئين الثناء عليه وسمعت أبي بكر بن أبي غالب يقول بن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها فكيف يتدين بالحديث ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم يرويها عنهم وقد تبينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة وسمعت محمد بن محمد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيها بذلك وقال كتب إلينا أنه قد خرج شيخ بكار عنده نسخ الكوفيين فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه واستقصينا عليه فقال لنا ليس عندي أصل أنما جائني بن عقدة بهذه النسخ فقال اروه يكون لك فيه ذكر ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعون منك أو كما قال وقد كان من المعرفة والحفظ بمكان وقد رأيت فيه مجازفات في روايته حتى كان يقول حدثتني فلانة قالت هذا كتاب فلان فقرأت فيه حدثنا فلان وهذا مجازفة وكان مقدما في الشيعة وفي هذه الصنعة أيضا ولم أجد بدا من ذكره لأني شرطت في أول كتابي هذا أن أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم ولا أحابي ولولا ذلك لم أذكره للذي كان فيه من الفضل والمعرفة وسمعت بن مكرم يقول كان ابن عقدة معنا عند بن لعثمان بن سعيد المري بكار في بيت ووضع بين أيدينا كتبا كثيرة فنزع ابن عقدة سراويله وملأه من كتب الشيخ سرا منه ومنا فلما خرجنا قلنا له ما هذا الذي معك لم حملته فقال دعونا من ورعكم هذا وسمعت عبدان الأهوازي يقول بن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ وتكلم فيه مطين بأخرة لما حبس كتبه عنه أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فضالة أبو بشر المروزي
رأيته بمرو وحدث بأحاديث مناكير وسمعت محمد بن عبد الرحمن الدغولي يقول أنا أكبر من أبي بشر بعشر سنين وليس عندي عن بن قهزاد وهو يحدث عنه ورأيت الدغولي ينسبه الى الكذب
[ 207 ]
وقد حدث بغير حديث أنكرت عليه منها كان يحدث عن امراء خرسان إسماعيل بن احمد وأخوه نصر بن أحمد وخالد بن أحمد بن خالد بن حماد والى البخاري يشبه على الناس أنهم حدثوه بما يروي عنهم وقد حدث عن خالد بن أحمد أمير بخارى عن أبيه عن سعيد بن سلم عن ابن جريج عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل اما تكون الذكاة الا في الحلق أو اللبة قال لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك قال الشيخ وهذا الحديث معضل عن بن جريج عن حماد لم يروه غير أبي بشر هذا وروى عن إسماعيل بن احمد والي خرسان أحاديث بواطيل وهو بين أمره في ضعف
[ 208 ]
من اسمه إبراهيم إبراهيم بن هدبة الفارسي أبو هدبة الفارسي كان بالبصرة ثم وافي بغداد وحدث عن أنس وغيره بالبواطيل حدثنا عبد الله بن أبي سفيان الآتي ومحمد بن أحمد بن حماد قالا حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول قدم أبو هدبة فاجتمع عليه الخلق فقالوا له أخرج رجلك قالوا ليحيى لم قالوا له أخرج رجلك قال كانوا يخافون أن تكون رجله رجل حمار يكون أو فيكون شيطانا سمعت أحمد بن محمد بن حماد حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى قال كان أبو هدبة يقول حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هشيم لو كان شعبة حيا لاستدعى عليه الناس سمعت عبد الملك بن محمد يقول أخبرني محمد بن عبيد الله المنادي قال كان أبو هدبة هاهنا ببغداد يسأل الناس على الطريق
قال عبد الملك وبلغني أنهه كان رقاصا بالبصرة يدعى الى العرائس فيرقص لهم قال عبد الملك وأخبرت عن إبراهيم الأصبهاني عن علي بن نصر عن بشر بن عمرو قال عرست فدعوت أبا هدبة فجعل يرقص ويقول أخذ النمل ثيابي فترقصت لهن قال الشيخ وقال أبو عبد الرحمن النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن هدبة أبو هدبة متروك الحديث حدثنا محمد بن عبيد بن طعمة المعري بمعرة النعمان حدثنا محمد بن سليم المعري القرشي حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في جهنم بحرا أسودا مظلما منتن الرائحة يغرق الله فيه من أكل رزقه وعبد غيره قال الشيخ وبهذا الأسناد بضعة عشر حديثا مناكير وحدثني بشئ منه عن أبي هدبة حميد بن الربيع ومحمد بن عبيد الله المنادي وغيرهما
[ 209 ]
حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة حدثنا حميد بن الربيع حدثنا أبو هدبة حدثنا أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن ابصرني ثنا ومن أبصر من أبصرني والذي أبصر من أبصر من أبصرني حدثنا احمد بن حفص السعدي حدثنا محمد بن سليمان القدسي حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل طلق امرأته والمرأة لا تعلم وهو مصر عليها فكل ولد يولد له يموت إلا أن يكون الأجر للمرأة والرجل لا يكون له أجر شئ ويجئ يوم القيامة في جبينه مكتوب هذا فاجر حدثنا أحمد بن حفص حدثنا محمد بن سليمان والمختار بن سنان الجرجاني قالا أنبأنا هدبة بن إبراهيم بن هدبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لأمتي في غدوها وبارك لها في رواحها حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا عيسى بن سالم الشاشي حدثنا أبو هدبة الفارسي
قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن الله أذن للسموات والأرض أن تتكلم لبشرت به الذي يصوم رمضان بالجنة حدثنا أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا عبد القدوس ابن الحواري حدثنا أبو هدبة عن الأشعث الحراني عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه حدثنا أبو يعلى الآتي حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا عبد القدوس الحواري حدثنا أبو هدبة عن الأشعث الحراني عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكرانا ويبعث من قبره سكرانا وأمر به الى النار سكرانا الى جبل يقال له سكران في عين يجري منها القيح والدم هو طعامهم وشرابهم ما دامت السماوات والأرض قال الشيخ وهذه الأحاديث مع غيرها مما رواه أبو هدبة كلها بواطيل وهو متروك الحديث بين الأمر في الضعف جدا إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي بصري حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال سمعت بن المثنى يقول ما سمعت يحيى ابن عبد الرحمن يحدثان عن أبي هارون الغنوي بشئ قال بن المثنى اسمه إبراهيم بن العلاء
[ 210 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب أخبرنا أبو الوليد الطيالسي أخبرنا شعبة عن أبي هارون الغنوي قال سمعت أبا سليمان قال سمعت أبا يحيى قال سمعت بن العباس ح وانبأنا أبو زكريا الساجي حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة حدثنا أبو هارون الغنوي عن أبي سليمان عن أبي يحيى عن بن عباس حديثا في القدر حدثنا زكريا الساجي حدثنا احمد بن عمار حدثنا الهيثم بن عبيد الله حدثنا حماد بن زيد قال كنت عند أبي هارون الغنوي فدخل عليه أيوب السختياني فسأله عن شئ ثم قام فلما ولي قال من هذا الفتى ما أحسن هيئته قال قلت هذا أيوب السختياني قال فصاح يا أبا
بكر فرجع فقال أردت ان تخرج قبل ان اعرفك فأخذ بيده فسلم عليه وقبل أبو هارون يد أيوب حدثنا احمد بن علي بن بحر حدثنا عبد الله بن احمد الدورقي قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو هارون الغنوي ثقة اسمه إبراهيم بن العلاء حدثنا ابن أبي عصمة حدثنا احمد بن أبي يحيى قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو هارون الغنوي ثقة اسمه إبراهيم بن العلاء حدثنا خالد بن النضر سمعت عمرو بن علي يقول أبو هارون الغنوي اسمه إبراهيم بن العلاء قال عمرو حدثنا عبد الرحمن حدثنا يزيد بن إبراهيم عن إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي عن مسلم بن شداد وكان ينزل على عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال الشهداء في قباب في رياض بفناء الجنة يبعث الله عزوجل إليهم حوتا كل يوم وثورا فيعتر كان فإذا اشتهوا الغداة عقر أحدهما صاحبه فاكلوا من لحمه طعم كل شئ في الجنة وقال تعلموا اللحن في القرآن كما تعلمون القرآن قال الشيخ وأبو هارون الغنوي هذا ما أقل ما له من لروايات وهو ممن يكتب حديثه وهو متماسك حدث عنه شعبة وهو الى الصدق أقرب إبراهيم بن عبد الرحمن أبو إسماعيل السكسكي كوفي حدثنا زكريا الساجي قال قال أبو بكر بن خلاد قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة يطعن في إبراهيم السكسكي
[ 211 ]
حدثنا محمد بن احمد بن حماد حدثنا صالح بن احمد حدثنا علي قال سألت يحيى عن إبراهيم السكسكي فقال كان شعبة يضعفه قال كان لا يحسن يتكلم سمعت بن حماد يقول قال محمد بن إسماعيل البخاري إبراهيم بن عبد الرحمن أبو إسماعيل السكسكي سمع عبد الله بن أبي أوفى وأبا بردة روى عنه مسعر والعوام بن حوشب قال
هيثم أنبأنا العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى ان رجلا أقام سلعة وهو في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله وايمانه الآية قال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم السكسكي ليس بذلك القوي ويكتب حديثه حدثنا عبد الله بن محمد بن حميد الامام حدثنا عاصم بن علي حدثنا المسعودي عن إبراهيم السكسكي عن بن أبي أوفى ح وحدثنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان عن مسعر بن كدام ويزيد بن أبي خالد عن إبراهيم أبي إسماعيل السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى ان رجلا قال يا رسول الله علمني شيئا يجزيني من القرآن فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر قال سفيان أراه قال ولا حول ولا قوة الا بالله قال الشيخ ومدار هذين الحديثين على إبراهيم السكسكي عن بن أبي أوفى رواه عنه غير من ذكرته جماعة ولم أجد له حديثا منكر المتن وهو الى الصدق أقرب منه الى غيره ويكتب حديثه كما قال النسائي إبراهيم بن مسلم أبو إسحاق الهجري كوفي حدثنا خالد بن النضر القرشي قال سمعت عمرو بن علي يقول إبراهيم الهجري هو إبراهيم بن مسلم
[ 212 ]
ثم حدثنا زكريا الساجي حدثني احمد بن محمد حدثنا الرمادي قال سمعت سفيان يقول رأيت إبراهيم الهجري وقد اقاموه في الشمس يستخرج منه شئ وكان يلعب بالشطرنج سمعت بن حماد يقول قال البخاري قال عبد الله بن محمد كان سفيان بن عيينة يضعف إبراهيم ابن مسلم الهجري حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا البخاري حدثني عبد الله بن محمد قال كان ابن
عيينة يضعف إبراهيم الهجري قال البخاري كنيته أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم العبدي نسبه علي بن مسهر يعد في الكوفيين عن ابن أبي أوفى وأبي الأحوص سمع منه جعفر بن عون حدثنا احمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال سمعت سفيان ابن عيينة يقول أتيت إبراهيم الهجري فدفع الي عامة حديثه فرحمت الشيخ فأصلحت له كتابه فقلت هذا عن عبد الله وهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا عن عمر حدثنا زكريا الساجي قال سمعت بن المثنى يقول ما سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سفيان عن إبراهيم الهجري وكان عبد الرحمن يحدث عن سفيان عنه حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة حدثنا احمد بن أبي يحيى قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم الهجري ضعيف الحديث ليس بشئ حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل حدثنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى بن معين قلت إبراهيم الهجري كيف حديثه قال ليس بشئ حدثنا محمد بن احمد بن حماد حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى قال إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن احمد بن حماد قالوا حدثنا عباس قال سمعت يحيى يقول إبراهيم الهجري ليس بشئ وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف كوفي حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان حدثنا عاصم بن علي حدثنا شعبة عن إبراهيم الهجري قال سمعت عبد الله بن لأبي أوفى قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي أو قال عن المرثي ولتقض إحداكن من عدتها ما شاءت ثم صلى بن أبي أوفى على ابنته فكبر أربعا
[ 213 ]
حدثنا عبد الله بن أبي سفيان الآتي حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش حدثنا قاسم
الحرمي حدثنا سفيان الثوري عن إبراهيم الهجري عن عبد الله بن أبي أوفى ان النبي صلى الله عليه وسلم كبر على الجنازة أربعا وكبر عمر أربعا والجماعة عليه حدثنا احمد بن محمد بن سعيد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن خالد حدثنا احمد بن يونس حدثنا معافي عن سفيان عن إبراهيم الهجري قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فكبر أربعا حدثنا محمد بن صالح بن ذريح حدثنا هناد بن السري الكوفي حدثنا أبو الأحوص عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتاه الله فلير عليه وابدا بمن تعول ولا يلوم على كفاف ولا تعجز عن نفسك وارتضح من الفضل حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا أبو معاوية عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وهاتين الكعبتين الموسومتين اللتين أتقتلونه زجرا فإنهما من الميسر حدثنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم حدثنا احمد بن أبي يحيى قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم الهجري ضعيف الحديث ليس بشئ قال الشيخ وإبراهيم الهجري هذا حدث عنه شعبة والثوري وغيرهما وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن وانما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله وهو عندي ممن يكتب حديثه إبراهيم بن مهاجر بن جابر الأسماء الكوفي يكنى أبا إسحاق حدثنا زكريا الساجي حدثني احمد بن محمد حدثنا بن عرعرة قال كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل وابن أبي خدوية وعلي فأقبل بن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى بن سعيد طارق وإبراهيم بن مهاجر فقال يحيى يجريان مجرى واحدا فقال الشاذكوني نسالك عن ما لا تدري
وتكلف لنا ما لا تحسن إنما نكتب عليك ذنوبك حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة وحديث
[ 214 ]
طارق مائتين عندك عن إبراهيم مائة وعن طارق عشرة فاقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل فقال يحيى دعوه فان كلمتموه لم آمن يقرفنا بأعظم من هذا حدثنا محمد بن احمد بن حماد حدثني صالح بن احمد حدثنا علي بن المديني قال قيل ليحيى ابن سعيد ان إسرائيل يروي عن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة قال يحيى إبراهيم بن مهاجر لم يكن بالقوي حدثنا بن حماد حدثنا صالح عن علي عن يحيى بن سعيد القطان وسئل عن إبراهيم بن مهاجر وأبي يحيى القتات فضعفهما فقيل ليحيى فالسدي قال لا السدي عندي لا بأس به كتب الي محمد بن الحسن بن علي بن بحر البري حدثنا عمرو بن علي قال سمعت رجلا من أهل بغداد من أهل الحديث ذكر إبراهيم بن مهاجر والسدي فقال كلاهما ضعيفان مهينان ولا فقال عبد الرحمن قال سفيان كان السدي رجلا من العرب وكان إبراهيم بن مهاجر لا باس به حدثنا بن حماد قال قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن احمد بن حنبل وسمعت أبي قال قال يحيى بن معين يوما عند عبد الرحمن بن مهدي وذكر إبراهيم بن مهاجر والسدي فقال يحيى ضعيفان فغضب عبد الرحمن وكره ما قال أنبأنا عبد الله بن أبي سفيان قال سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول سألت احمد بن حنبل عن إبراهيم بن مهاجر فقال كان يقول فيه ضعف حدثنا بن حماد حدثنا عبد الله بن احمد عن أبيه قال إبراهيم بن مهاجر كذا وكذا حدثنا عبد الله بن أبي سفيان قال سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهاجر فقال ضعيف حدثنا عبد الله بن أبي سفيان حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم
ابن مهاجر ضعيف أنبأنا ابن حماد حدثنا عباس بن محمد قال سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهاجر وأبي يحيى القتات والسدي فقال في حديثهم ضعف حدثنا ابن حماد حدثنا عبد الله بن احمد قال سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهاجر فقال ضعيف قلت ليحيى السدي فقال متقاربان في الضعف
[ 215 ]
حدثنا احمد بن محمد بن موسى بن العراد حدثنا يعقوب بن شيبة حدثني عبد الله بن شعيب قال قرأ علي يحيى بن معين إبراهيم بن مهاجر يضعف وقال النسائي مما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن مهاجر كوفي ليس بالقوي حدثنا زكريا الساجي حدثني احمد بن محمد حدثنا قبيصة عن سفيان عن الأعمش قال حدثت بحديث عند إبراهيم النخعي في الأغنياء وإبراهيم بن مهاجر جالس فقال النخعي سبحان الله تحدث بهذا وإبراهيم بن مهاجر جالس فقال الأعمش كان من أكثر الناس مالا حدثنا زكريا الساجي حدثنا بن المثنى حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم قلت له ما حد الوضوء من اللمس قال إذا وضعت يدك على الفرج أنبأنا محمد بن حيان بن الأزهر القطان حدثنا عمرو بن الاستثناء أنبأنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي الشعثاء المحاربي قال كنا مع أبي هريرة في المسجد فأذن المؤذن قال فخرج رجل من المسجد قال فقال أبو هريرة أما هذا فقد عصي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم أنبأنا محمد بن يحيى بن سليمان حدثنا عاصم بن علي حدثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن كليب الجرمي عن أبي ذر قال من لقي عيسى بن مريم عليه السلام منكم وإني لأرجو ان ألقاه قبل ان أموت فمن لقيه منكم فليقرأ عليه السلام أنبأنا زكريا الساجي حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن صفية عن عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الغسل من الحيض وذكر الحديث
حدثنا احمد بن محمد بن سعيد حدثنا الحسن بن علي بن عفان وأحمد بن حازم قالا حدثنا عبيد الله عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذنوا النساء أنبأنا زكريا الساجي حدثني احمد بن محمد البغدادي حدثنا إبراهيم النخعي حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير عن علي قال أداء بقيت لأقتلن نصارى بني تغلب ولاسبين الذرية أنا كتبت العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا ينصروا أولادهم قال الشيخ وإبراهيم بن مهاجر أحاديثه صالحة يحمل بعضها بعضا وهو عندي أصلح من إبراهيم الهجري وحديثه يكتب في الضعفاء
[ 216 ]
إبراهيم بن مهاجر بن مسمار مديني حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا البخاري وسمعت بن حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن مهاجر بن مسمار مديني مولى سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي منكر الحديث حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت ليحيى بن معين فإبراهيم بن مهاجر بن مسمار تعرفه قال صالح ليس به بأس حدثنا يحيى بن محمد بن عمران بن أبي الصفيراء البالسي وعبد الله بن موسى بن الصقر وأحمد ابن موسى بن زنجويه واللفظ له وعمران بن موسى السختياني قالوا حدثنا إبراهيم بن المنذر الحراني حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن إبراهيم الحرقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله قرأ طه ويس قبل ان يخلق آدم بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل هذا عليها وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسن تتكلم بهذا أنبأناه الحسن بن سفيان قال حدثنا عمران بن موسى السختياني حدثنا إبراهيم بن المنذر
حدثنا إبراهيم بن مهاجر عن عمر بن حفص عن قتادة عن أنس قال قال رسول صلى الله عليه وسلم يهرم ابن آدم ويشب منه اثنتان الحرص على العمر والحرص على المال قال الشيخ والحديث الأول يرويه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ولا أعلم يرويه غيره والحديث الثاني رواه عن قتادة شعبة وسعيد وهمام وغيرهم وعن قتادة مشهور وإبراهيم بن مهاجر لم أجد له حديثا أنكر من حديث قرا طه ويس لأنه لم يروه إلا إبراهيم ابن مهاجر ولا يروي بهذا الإسناد ولا بغير هذا الإسناد هذا المتن الا إبراهيم بن مهاجر هذا وباقي أحاديثه صالحة
[ 217 ]
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق الأسلمي مديني سمعت عبدان الأهوازي يقول سمعت الجراح بن مخلد يقول حدثنا مسلم بن قتيبة أو غيره قال سمعت مالك بن أنس يقول إبراهيم بن أبي يحيى كذاب حدثنا محمد بن احمد بن حماد حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا علي بن المديني حدثنا بشر بن عمر الزهراني قال سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى فقال ليس بذاك في دينه حدثنا بن حماد حدثني أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت إبراهيم بن عرعرة يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقة في الحديث قال لا ولا ثقة في دينه أنبأنا عبد الله بن أبي سفيان حدثنا حاتم بن الليث قال سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول إبراهيم بن أبي يحيى كذاب حدثنا احمد بن علي بن بحر حدثنا عبد الله بن احمد الدورقي حدثنا يحيى بن معين قال يحيى بن سعيد إبراهيم بن أبي يحيى كذاب حدثنا بن حماد حدثني عبد الله بن احمد بن حنبل قال سمعت أبي يذكر عن المعيطي عن
يحيى بن سعيد قال كنا نتهمه بالكذب يعني إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة العكبري حدثنا أبو طالب احمد بن حميد قال سألت احمد ابن حنبل عن حديث شريح عن إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الهميان للمحرم فقال إبراهيم بن أبي يحيى قد ترك الناس حديثه اخوه ثقة وعمه ثقة كان قدريا معتزليا وكان يروي أحاديث منكرة ليس لها أصل وحدثني بعض أصحابنا قال سمعت يحيى يقول كنا نتهمه بالكذب حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم قال سمعت محمد بن هارون يقول حدثني أبو حفص الصفار احمد بن محمد قال سمعت يزيد بن زريع يقول ورأى إبراهيم بن أبي يحيى يحدث فقال لو ظهر لهم الشيطان لكتبوا عنه
[ 218 ]
حدثنا الحسين بن يوسف الفربري البندار حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا احمد بن عبدة الآملي حدثنا وهب بن زمعة عن عبد الله بن المبارك انه ترك حديث إبراهيم بن محمد الأسلمي حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني تركه ابن المبارك والناس حدثني محمد حدثنا بشر بن عمر قال نهاني مالك عنه قلت من أجل القدر تنهاني عنه قال ليس في دينه بذلك وقال بن جريج أخبرت عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان قال هو ابن أبي يحيى قال الشيخ سمعت بن حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي مولاهم مديني كان يرى القدر وكان جهميا تركه بن المبارك والناس حدثنا محمد بن يحيى بن آدم قال سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال قال لي ابن أبي مريم قال لي إبراهيم بن أبي يحيى سمعت من عطاء سبعة آلاف مسألة
حدثنا بن أبي عصمة حدثنا أبو طالب أحمد بن حميد قال سمعت أحمد بن حنبل يقول إبراهيم بن أبي يحيى المدني لا يكتب حديثه كان يقول بالقدر ويقال انه كان يروي أحاديث منكرة وكان يأخذ حديث الناس يضعها في كتاب محمد بن أبي يحيى لا بأس به وعبد الله بن محمد بن أبي يحيى يلقب بسحبل سفيان روى عنه ووكيع وهو ثقة قال ابن حماد قال عبد الله بن أحمد قال أبي وسحبل اسمه عبد الله بن محمد بن أبي يحيى أخو إبراهيم ليس به بأس وأبوه محمد بن أبي يحيى عنه حدثنا يحيى بن سعيد نحوا من عشرين حديثا عن أنيس بن أبي يحيى حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وابن حماد قالا حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى كان قدريا جهميا كل بلاء فيه حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر الرازي وعبد الملك بن محمد قالا حدثنا عباس قال قلت ليحيى فيروي بن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى قال حدث عنه من مات مريضا كان شهيدا وكان بن جريج يكنى عن اسمه يقول فيه إبراهيم بن أبي عطاء حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن أبي بكير وعبد الملك بن محمد ومحمد بن
[ 219 ]
أحمد بن حماد قالوا حدثنا عباس قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أبي يحيى كان كذابا وكان رافضيا حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد قالوا حدثنا عباس قال سمعت يحيى يقول سحبل بن أبي يحيى وأنيس ومحمد وإبراهيم بنو أبي يحيى كلهم ثقات الا إبراهيم فإنه ليس بثقة حدثنا احمد بن علي بن بحر حدثنا عبد الله بن احمد الدورقي قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أبي يحيى كذاب حدثنا بن أبي عصمة قال سمعت احمد بن أبي يحيى قال سمعت يحيى بن معين يقول ابن
أبي يحيى المديني ليس به بأس وأخوه إبراهيم بن أبي يحيى كذاب حدثنا علي بن احمد بن سليمان حدثنا احمد بن سعد بن أبي مريم قال قلت ليحيى بن معين في ابن أبي يحيى قال ذاك كذاب في كل ما روى قال وسمعت عمي يقول كان فيه يعني في إبراهيم بن أبي يحيى ثلاث خصال كان كذابا وكان قدريا وكان رافضيا قال وقال لي نعيم بن حماد أنفقت على كتبه خمسين دينارا ثم أخرج لنا يوما كتابا فيه القدر وكتابا آخر فيه أجرة الجهم فدفع الي كتاب جهم فقرأته فعرفته فقلت له هذا رأيك قال نعم فمزقت بعض كتبه وطرحتها سمعت محمد بن احمد بن حماد يقول قال أبو إسحاق إبراهيم السعدي إبراهيم بن أبي يحيى فيه ضروب من البدع فلا يشتغل بحديثه فأنه غير مقنع ولا حجة وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه قال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى متروك الحديث مديني حدثنا محمد بن أبي يحيى بن آدم بمصر قال سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول قال لي بن أبي مريم قال لي إبراهيم بن أبي يحيى سمعت من عطاء سبعة آلاف مسألة حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه قال سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول كان إبراهيم ابن أبي يحيى قدريا قلت للربيع فما حمل الشافعي على أن روى عنه قال كان يقول لأن يخبر إبراهيم من بعد أحب إليه من أن يكذب وكان ثقة في الحديث
[ 220 ]
حدثنا حدثنا محمد بن علي بن الحسين حدثنا الربيع قال الشافعي أخبرني من لا أتهم عن سهيل وغيره يعني إبراهيم بن أبي يحيى سمعت أحمد بن علي المدائني يقول سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول كان إبراهيم ابن أبي يحيى قدريا
حدثنا محمد بن علي بن القاسم حدثنا الفرج بن عبيد حدثنا إبراهيم بن محمد وكان قدريا حدثنا أحمد بن العباس حدثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي حدثنا إبراهيم بن محمد وكان يتكلم في القدر حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا محمد بن إدريس قال سمعت القدرة يقول قال الشافعي وليت على عمل باليمن فجهدت فيه فقدمت فلقيت بن أبي يحيى وكنت أجالسه فقال لي تجالسوننا وتصغون، فإذا شرع لأحدكم شيئا دخل فيه فوبخني فلقيت بن عيينة فقال قد بلغنا ولايتك فما أحسن ما انتشر عنك وما أديت كل الذي لله عليك ولا تعد فكانت موعظة ابن عيينة إياي ابلغ في مما صنع بن أبي يحيى قال الشيخ سألت احمد بن سعيد فقلت تعلم أحدا أحسن القول في إبراهيم بن أبي يحيى غير الشافعي فقال لي نعم حدثنا احمد بن يحيى الاودي قال سألت حمدان بن الأصبهاني يعني محمد فقلت أتدين بحديث إبراهيم بن أبي يحيى فقال نعم قال الشيخ ثم قال لي احمد بن محمد بن سعيد نظرت في حديث إبراهيم بن أبي يحيى كثيرا وليس هو بمنكر الحديث قال الشيخ وهذا الذي قاله كما قال وقد نظرت انا أيضا في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكرا إلا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه بن جريج والثوري وعباد بن منصور ومندل وأبو أيوب ويحيى بن أيوب المصري وغيرهم من الكبار فأما رواية بن جريج عنه حدثنا إسحاق عن إبراهيم بن يونس وعبد الله بن محمد بن ناجية وعبد الله بن زيدان ومحمد ابن هارون بن حميد قالوا حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي حدثنا سفيان بن عيينة عن القداح عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا
[ 221 ]
قوله قال الشيخ والقداح هذا هو سعيد بن سالم القداح قال وقد روى بن عيينة هذا الحديث عن القداح عن بن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى حدثنا عبد الله بن محمد بن يونس حدثنا زياد بن يحيى حدثنا سعيد ابن سالم حدثنا ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا حدثنا أبو بدر الحراني احمد بن خالد بن عبد الملك بن سرح حدثنا عمي الوليد بن عبد الملك ابن سرح حدثنا سعيد بن سالم ومخلد عن بن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عاصم عن موسى بن وردان عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات مريضا مات شهيدا حدثنا احمد بن محمد بن عبد الكريم حدثنا محمد بن حرب حدثنا يحيى بن أبي المتوكل أظنه عن ابن جريج عن إبراهيم بن أبي عاصم عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا حدثنا محمد بن يوسف الفربري حدثنا علي بن خشرم حدثنا حجاج عن بن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتان القبر حدثنا ابن أبي عصمة حدثنا عبد الوهاب بن الحكم الوراق حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء أظنه عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي وريح عليه برزقه من الجنة حدثنا عبد الرزاق بن محمد بن حمزة حدثنا إبراهيم بن عبد الله النيسابوري حدثنا خلف بن أيوب البلخي منذ سبعين سنة حدثنا الحسن بن زياد اللؤلؤي حدثنا بن جريج أظنه عن إبراهيم ابن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات مريضا مات شهيدا قال إبراهيم فلقيت الحسن بن زياد فأول شئ سألته عن هذا الحديث فحدثني به عن
ابن جريج بمثل ما كان حدثنا محمد بن احمد بن الحسين الأهوازي حدثنا حسين بن مهدي وحدثنا جعفر بن محمد بن عبد الكريم حدثنا الفضل بن احمد بن إسماعيل الخراساني بمكة
[ 222 ]
حدثنا عبد الرزاق أنبأنا بن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن خليفة حدثنا عبد الله بن محمد بن تميم قال سمعت حجاج يقول قال ابن جريج أخبرني إبراهيم عن داود بن حصين عن عكرمة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا الفاعل والمفعول به يعني الذي يعمل عمل قوم لوط والذين يأتي البهمة والبهيمة حدثنا محمد بن أبي علي الخوارزمي حدثني عبد الله بن احمد بن سوادة حدثني هارون بن آدم حدثنا حجاج عن بن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول من اختتن إبراهيم عليه السلام حدثنا محمد بن احمد بن سوادة يكنى أبا طالب حدثنا احمد بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الغزي حدثنا محمد بن محمد الطهراني حدثنا عبد الرزاق حدثنا بن جريج قال أخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنه جاء النبي فأسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألق عنك شعر الكفر واختتن قال الشيخ وهذا الذي قاله بن جريج وفي هذا الإسناد وأخبرت عنه عثيم بن كليب إنما حدثه إبراهيم بن أبي يحيى فكنى عن اسمه حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني حدثنا محمد بن زياد الزيادي حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن عثيم بن كثير بن كلاب عن أبيه عن جده أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول صلى الله عليه وسلم احلق عنك شعر الكفر
وأما رواية الثوري عن إبراهيم بن أبي يحيى حدثنا علي بن الحسن بن سالم الأصبهاني حدثني إسماعيل بن محمد بن عصام قال وجدت في كتاب جدي يعني عصام بن يزيد يلقب بجبر عن سفيان عن رجل عن عمارة بن غرية عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين قال الشيخ وهذا الرجل الذي لم يسم في الأسناد هو عندي إبراهيم بن أبي يحيى كنى الثوري عن اسمه وأما رواية عباد بن منصور عن إبراهيم بن أبي يحيى حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا يحيى بن محمد بن السكن حدثنا زنجان بن سعيد حدثنا
[ 223 ]
عباد بن منصور عن إبراهيم يعني بن أبي يحيى عن ليث بن أبي سليم عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة بن معبد قال صليت خلف الصفوف وحدي مع رسول صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال هكذا صليت قلت نعم قال فأعد صلاتك واما رواية مندل عن إبراهيم حدثنا علي بن العباس المقانعي حدثنا يحيى بن محمد بن بشير حدثنا يحيى بن فضيل حدثنا مندل عن أبي إسحاق عن شريك عن كريب مولى بن عباس عن الفضل بن عباس قال ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل الا استاك قال الشيخ وأبو إسحاق المذكور في هذا الحديث هو إبراهيم بن أبي يحيى أنبأنا علي بن العباس حدثنا عباد بن يعقوب أنبأنا إبراهيم بن محمد عن شريك بن أبي نمر عن كريب مولى بن عباس عن الفضل بن عباس قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الى الصلاة بليل إلا استن قال الشيخ وفيما أجاز لي علي بن العباس مشافهة حدثنا يحيى ابن محمد بن بشير حدثنا يحيى ابن فضيل حدثنا مندل عن أبي إسحاق عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غسل يوم الجمعة واجب على كل مسلم قال الشيخ والمذكور في هذا الحديث هو إبراهيم بن أبي يحيى واما رواية يحيى بن أيوب عن إبراهيم بن أبي يحيى حدثنا العباس بن محمد بن العباس البصري بمصر حدثنا زكريا بن يحيى القضاعي حدثنا المفضل ابن فضالة عن يحيى بن أيوب عن إبراهيم بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر قال إذا كان الماء قلتين لم يعلقه شئ موقوف حدثنا احمد بن حفص بن عمر بن حاتم حدثني يحيى بن سليم بن فضلة القرشي المدني حدثني إبراهيم بن أبي يحيى عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن أبي الأسود عن أنس بن مالك قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر فكانوا يرفعون أيديهم إذا افتتحوا الصلاة وإذا ركعوا وإذا رفعوا من الركوع حدثنا محمد بن عبد الله العرابي بمصر حدثنا سفيان بن بشر الكوفي حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن ليث بن أبي سليم عن المرقع عن زيد بن أرقم قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة فكبر خمسا
[ 224 ]
ذلك حدثنا إبراهيم بن علي العمري حدثنا بسطام بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كفر بعد إسلامه فاقتلوه قال الشيخ وروى هذا الحديث بن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة رواه عن بن أبي ذئب مسلم من خالد بهذا حدثنا محمد بن احمد بن فروخ حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا محمد بن الحسن بن مختار عن مسلم بن خالد ح وحدثنا عبد الله بن أبي سفيان الآتي حدثنا أبو زيد الجرجرائي حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بالوضوء فوضأني محمد جبريل فرض الوضوء وسننت انا فيه الاستنجاء والمضمضة
والاستنشاق وغسل الأذنين وتخليل اللحية ومسح القفا وهو أسبغ الوضوء حدثنا عبد الله بن أبي سفيان الآتي عن معلى بن مهدي حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى حدثني محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اهتم أكثر مس لحيته حدثنا جعفر بن احمد بن بهمرد التستري حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل حدثنا محبوب ابن محمد الوراق حدثنا إبراهيم يعني بن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤذن غلام حتى يحتلم وليؤذن لكم خياركم أنبأنا علي بن العباس حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة أنه سمع بن عباس يقول استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس بالمصلى وصلى بالناس ركعتين حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا يوسف بن سعيد حدثني موسى بن داود حدثنا إبراهيم ابن محمد عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس عن كعب بن عجرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى في بيض نعام أصابه محرم بقدر ثمنه حدثنا احمد بن نوكزد إلى المقرئ حدثنا محمد بن عيسى حدثنا احمد بن أبي طيبة عن إبراهيم المدني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على باب من أبواب السماء ملك باسط يده يقول من يقرضني اليوم نجزيه غدا حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة العكبري حدثنا أبي حدثنا يحيى بن عبد الله الاواني حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن محمد بن المنكدر والعلاء بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا انتصف شعبان فأفطروا
[ 225 ]
حدثناه محمد بن عبيد الله بن فضيل حدثنا محمد بن مصفى حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم ابن محمد عن محمد بن المنكدر عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتصف شعبان فأفطروا
حدثنا عبد الله بن أبي سفيان حدثنا معلى بن مهدي حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى حدثني محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اهتم أكثر مس لحيته حدثنا موسى بن هارون التوزي حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إبراهيم بن محمد المدني عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه سدوا هذه الأبواب الشوارع التي في المسجد الا باب أبي بكر فإني لا اعلم رجلا في الصحابة أحسن يدا من أبي بكر حدثنا محمد بن الحسين بن حفص حدثنا محمد بن عبيد المحاربي حدثنا إبراهيم بن محمد حدثني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن سالم عن بن عمر قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من شعير أو صاعا من تمر على الذكر والأنثى والحر والعبد قال الشيخ وإبراهيم بن أبي يحيى ذكرت من أحاديثه طرفا روى عنه بن جريج والثوري وعباد بن منصور ومندل ويحيى بن أيوب وهؤلاء اقدم موت منه واكبر سنا وله أحاديث كثيرة وله كتاب الموطأ أضعاف موطأ مالك ونسخا كثيرة وهذا الذي قاله بن سعيد كما قال وقد نظرت انا في أحاديثه وسجرتها كان وفتشت الكل منها فليس فيها حديث منكر وانما يروي المنكر إذا كان العهدة من قبل الراوي عنه أو من قبل من يروي إبراهيم عنه وكأنه أتى من قبل شيخه لا من قبله وهو في جملة من يكتب حديثه وقد وثقه الشافعي وابن الأصبهاني وغيرهما إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي يعرف بالخوزي لأنه كان ينزل بمكة شعب الخوز فنسب الى الخوز وكنيته أبو إسماعيل سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول إبراهيم بن يزيد مولى عمر بن عبد العزيز مكي وكان ينزل شعب الخوز فسمي إبراهيم الخوزي كذلك وهو لين الحديث
[ 226 ]
كتب الى محمد بن الحسين بن علي بن بحر حدثنا عمرو بن علي قال كان يحيى وعبد الرحمن
لا يحدثان عن إبراهيم بن يزيد حدثنا محمد بن احمد بن حماد وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد قالوا حدثنا عباس قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن يزيد المكي هو الخوزي ليس بشئ وفي موضع آخر هو إبراهيم الخوزي وليس بثقة قلت ليحيى هو خوزي قال لا ولكنه مكي كان ينزل شعب الخوز وليس بشئ حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن أبي بكر الرازي قالا حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن يزيد الخوزي ليس بشئ سمعت بن حماد يقول حدثنا معاوية بن صالح أبو عبيد الله عن يحيى بن معين قال إبراهيم ابن يزيد ضعيف حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا البخاري قال إبراهيم بن يزيد أبو إسماعيل الخوزي مكي لا يحتجون بحديثه عن محمد بن عباد وعمرو بن دينار سمع منه وكيع سمعت محمد بن احمد بن حماد يقول قال محمد بن إسماعيل إبراهيم بن يزيد أبو إسماعيل الخوزي المكي سكتوا عنه يروي عن عمرو بن دينار قال بن حماد يعني سكتوا عنه تركوه قال الشيخ وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن يزيد الخوزي مكي ينزل شعب الخوز متروك الحديث حدثنا احمد بن علي المدائني حدثنا الليث بن عبدة قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم ابن يزيد الخوزي ليس به بأس حدثنا علي بن احمد بن سليمان حدثنا احمد بن سعد بن أبي مريم قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن يزيد الخوزي يروي حديث محمد بن عباد قال سمعت عبد الله بن عمر يقول قام رجل فقال يا رسول الله ما الحاج قال الأشعث التفل ليس بثقة ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر عن عياش قال سمعت يحيى يقول قد روى سفيان الثوري عن إبراهيم الخوزي
حدثنا محمد بن يوسف الفربري حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن إبراهيم ابن يزيد الخوزي حدثني محمد بن عباد بن جعفر قال قعدنا الى بن عمر فتذاكرنا الحج
[ 227 ]
أو فقال بن عمر قام رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الحاج قابل الشعث التفل وقام الآخر فقال ما السبيل قال الزاد والراحلة وقام آخر فقال يا رسول الله أي الحج أفضل قال العج والثج قال الشيخ وروى هذا الحديث الثوري عن إبراهيم بن يزيد حدثنا احمد بن محمد بن سعيد أخبرني جعفر بن احمد بن مروان قراءة حدثنا أبي أخبرنا إبراهم بن هراسة عن سفيان عن إبراهيم بن يزيد قال أبو إسحاق وسمعته من طاوس عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت الا الحيض حدثنا محمد بن هارون بن حميد حدثنا سليمان عن عمر بن خالد حدثنا محمد بن ربيعة عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفقت الورق في شئ أفضل من نحيرة تنحرها في يوم عيد حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن علي القرشي حدثنا محمد بن زياد بن معروف حدثنا إسحاق ابن سليمان عن إبراهيم الخوزي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس قال كنا نأكل ونشرب ونغتسل ونخرج صدقة الفطر ثم نخرج إلى المصلى حدثنا عبد الرحمن بن محمد القرشي حدثنا محمد بن زياد بن معروف أنبأنا إسحاق بن سليمان وأنبأنا إبراهيم الخوزي المكي عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن أبي هريرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام شهر الصبر صبرا ثم اتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا الحسين بن علي بن مهران حدثنا السميدع بن صبيح حدثنا إبراهيم يعني بن يزيد عن عمرو بن دينار عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا دون أموالكم فمن قتل دون ماله فهو شهيد
قال الشيخ وهذه الأحاديث عن عمرو بن دينار رواه عنه إبراهيم بن يزيد الخوزي ليس هي بمحفوظة إنما يرويه إبراهيم عنه حدثنا محمد بن يوسف الفربري حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن إبراهيم بن يزيد عن أيوب بن موسى عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا هل عسى
[ 228 ]
رجل يتخذ الضبة من الغنم على راس ميلين أو ثلاثة فتأتي عليه الجمعة فلا يشهدها ثم تأتي عليه الجمعة فلا يشهدها ثم تأتي عليه الجمعة فلا يشهدها فيطبع الله عزوجل على قلبه أنبأنا عبيد الله بن موسى السرخسي يعرف بالداناج بسرخس حدثنا صالح بن مسمار حدثنا هشام بن سليمان حدثني إبراهيم بن يزيد عن أيوب بن موسى عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا الحج والعمرة فوالذي نفس محمد بيده انهما لينفيان الفقر والذنوب عن العبد كما ينفي الكير خبث الحديد حدثنا محمد بن يوسف بن عصام البخاري حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا علي بن ثابت عن إبراهيم بن يزيد عن أيوب بن موسى عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الرب عزوجل على امرأة الحقت بقوم نسبا ليس منهم يشركهم في أموالهم ويتطلع على عوراتهم قال الشيخ وهذه الأحاديث عن أيوب بن موسى عن نافع عن بن عمر يرويها عنه إبراهيم بن يزيد وليس هي بمحفوظة حدثنا أبو عروبة الحراني حدثنا أيوب بن سليمان بسلمية ح وحدثنا عبد الملك بن محمد حدثنا احمد بن الفرج قال حدثنا سلمة بن عبد الملك القوصي حدثنا إبراهيم بن يزيد عن عبدة بن أبي لبابة قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فوالذي نفسي بيده ان تتابعهما ينفي الفقر والذنوب عن العبد كما تنفي النار خبث الحديد قال الشيخ وقد تقدم هذا الحديث من رواية هشام بن سليمان عن إبراهيم بن يزيد عن أيوب
ابن موسى عن نافع عن بن عمر وسلمة القوصي رواه عن إبراهيم عن عبدة بن أبي لبابة عن ابن عمر وهذا اشبه بالحق من رواية من قال عن نافع عن بن عمر حدثنا محمود بن محمد الواسطي حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح حدثنا علي بن هاشم عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن أبي الزبير عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأذن لمن لم يبدأ بالسلام حدثنا أبو عروبة الحراني حدثنا يحيى بن رجاء بن أبي عبيدة حدثنا معافى بن عمران حدثنا
[ 229 ]
إبراهيم بن يزيد المكي عن أبي الزبير والوليد بن أبي مغيث عن أحدهما أو كلاهما عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأذنوا لمن لا يبدأ بالسلام حدثنا أبو عروبة الحراني وأحمد بن محمد بن سليمان القطان قالا حدثنا محمد بن يحيى القطعي حدثنا عبد الأعلى عن إبراهيم بن يزيد عن عامر بن عبد الله بن الزبير وقال ابن سليمان عن عباد بن عبد الله بن الزبير والصواب ما قاله أبو عروبة عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جاء الجمعة فليغتسل حدثنا احمد بن الحسين بن عبد الصمد حدثنا محمد بن يحيى القطعي حدثنا عبد الأعلى حدثنا إبراهيم بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم حدثنا احمد بن الحسين بن عبد الصمد حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الأعلى حدثنا إبراهيم ابن يزيد عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمستحجم حدثنا احمد بن الحسين حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الأعلى حدثنا إبراهيم بن يزيد عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال الشيخ وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن عبد الأعلى عن إبراهيم بن يزيد يرويها عن إبراهيم عبد الأعلى ليس هي بالمحفوظة
حدثنا أبو عروبة الحراني حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي حدثنا عون بن عبد الرحمن حدثنا إبراهيم بن يزيد عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي الطفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ماء على ظهر الأرض ماء زمزم وشر ماء على الأرض ماء برهوت قال الشيخ وهذه الأحاديث التي ذكرتها لم أجد لإبراهيم بن زيد اوحش منها إسنادا ومتنا فأما حديث قيل يا رسول الله ما الحاج فقد رواه عن محمد بن عباد غير إبراهيم بن يزيد حدثنا حمزة بن محمد الكاتب حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن محمد بن عباد بن جعفر عن بن عمر فذكر هذا الحديث وإبراهيم بن يزيد الخوزي لعله اصلح في باب الرواية من محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير إلا اني
[ 230 ]
أردت ان أبين انه قد رواه غيره ويأتي حديث إبراهيم بن يزيد مما لم اذكره أقوم مما ذكرته وهو في عداد من يكتب حديثه وان كان قد نسب الى الضعف إبراهيم بن يزيد المدني حدثنا عبد الله بن أبي سفيان الآتي حدثني بن احمد بن حنبل قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن يزيد المدني ضعيف حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد قالا حدثنا عباس قال سمعت يحيى ابن معين يقول إبراهيم بن يزيد المدني ضعيف حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد عن جرير بن حازم قال سمعت إبراهيم ويحيى بن أيوب يحدثان عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحق الشروط ان يوفي به ما استحللتم به الفروج قال الشيخ وإبراهيم بن يزيد هذا روى عنه يحيى بن أيوب المصري عن عبد الرحمن بن أبي شماسة عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في النذر كفارة يمين وما أقل ما له من الحديث
وهو ممن يكتب حديثه قال الشيخ ولا أعرف ذكر له رواية في حديث غير هذا إبراهيم بن الفضل المدني يكنى أبا إسحاق المخزومي حدثنا علي بن احمد بن سليمان علان حدثنا احمد بن سعد بن أبي مريم قال سمعت يحيى يقول إبراهيم بن الفضل ضعيف الحديث لا يكتب حديثه حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن احمد بن حماد قالا حدثنا عباس قال سمعت يحيى يقول إبراهيم بن الفضل ليس بشئ حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا البخاري قال إبراهيم بن الفضل أبو إسحاق المخزومي المدني منكر الحديث روى إسرائيل عن إبراهيم أبو إسحاق هو بن الفضل
[ 231 ]
سمعت بن حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن الفضل أبو إسحاق المخزومي المكي منكر الحديث عن المقبري وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن الفضل مدني منكر الحديث حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا عبيد الله حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن الفضل ح وحدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أخي الامام بحلب حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أبو معاوية عن إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط مائل فأسرع المشي فقال له بعض القوم يا رسول الله كأنك خفت هذا الحائط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أكره موت الفوات أنبأنا عبد الله بن زيدان الكوفي حدثنا محمد بن عمر الكندي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إبراهيم بن الفضل عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الأسماء الى الله ما سمي به له والحارث وهمام وأكذب الأسماء خالد ومالك وأبغض
الأسماء الى الله ما سمي به لغيره ويقظة ومرة والحباب وذلك اسم شيطان حدثنا الحسين بن أبي معشر حدثنا محمد بن مصفى حدثنا بن أبي فديك حدثنا إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان تمام صلاة أحدكم إذا لم تكن نعلاه في رجليه فليجعلهما بين رجليه حدثنا محمد بن الليث الجوهري حدثنا علي بن شعيب حدثنا بن أبي فديك عن إبراهيم بن الفضل عن المقبري عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اهمه الأمر نظر في السماء وقال سبحان الله العظيم حدثنا محمد بن جعفر بن حفص الامام حدثنا احمد بن عبد الصمد أبو أيوب الأنصاري حدثنا عبد الله بن نمير حدثني إبراهيم بن الفضل المدني عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلمة الحكيمة ضالة الحكيم حيثما وجدها فهو أحق بها حدثنا الحسين بن الحسن بن سفيان الفارسي ببخارى حدثنا أبو الأزهر احمد بن الأزهر حدثنا أبو الجهم الفضل بن موفق حدثنا إبراهيم بن الفضل المدني عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبو بكر في الجنة كهاتين فضم السبابة والوسطى حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن أنبأنا يوسف بن حماد حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي
[ 232 ]
حدثنا إبراهيم بن الفضل عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتان اللتان لا يقرأ فيها خداج لم تتما فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن لم يكن معي إلا أم الكتاب قال هي حسبك هي السبع المثاني قال الشيخ وقد حدث عن إبراهيم بن الفضل هذا الثوري ولا يسميه حدثنا احمد بن محمد بن سعيد أخبرني محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة حدثنا أبي حدثنا مصعب بن المقدام عن سفيان عن رجل من أهل المدينة عن المقبري عن أبي هريرة موقوف قال ادفعوا الحدود عن عباد الله ما وجدتم لها مدفعا
قال الشيخ وهذا الحديث عن إبراهيم بن الفضل مشهور مرفوع رواه عنه جماعة حدثنا احمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن غالب حدثنا عبيد بن عبيدة حدثنا معتمر عن سفيان عن رجل عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقل أمتي أبناء سبعين قال الشيخ وهذان الحديثان قال فيهما الثوري عن رجل عن المقبري والرجل هو إبراهيم بن الفضل وهذه الأحاديث التي أمليتها مع أحاديث سواها عن إبراهيم عن المقبري عن أبي هريرة مما لم أذكره فكل ذلك غير محفوظ ولم أر في أحاديثه أوحش منها وأنما يرويه إبراهيم ابن الفضل عن المقبري ومع ضعفه يكتب حديثه وعندي أنه لا يجوز الاحتجاج بحديثه وإبراهيم الخوزي عندي اصلح منه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري مدني حدثنا محمد بن احمد بن حماد حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال وحدثنا العباس ابن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن إسماعيل ليس بشئ سمعت محمد بن احمد بن حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية عن الزهري وعمرو بن دينار كثير الوهم وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع مديني ضعيف
[ 233 ]
حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه حدثنا محمد بن اسلم الطوسي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن أبي الزناد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتعل أحدكم فلينتعل اليمين قبل اليسار ولينزع اليسرى قبل اليمنى حتى تكون اليمنى أولها عهدا وآخرها عهدا بالتنعل قال الشيخ وهذا الحديث من رواية أبي الزناد عن أبي صالح السمان لا نعرف رواه عن أبي الزناد غير إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع أنبأنا القاسم بن عبد الله بن مهدي حدثنا أبو مصعب عن عبد العزيز الدراوردي عن إبراهيم
ابن إسماعيل بن مجمع عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل من العشر قالوا ابن المعفر في سبيل الله قال ابن المعفر في التراب قال الشيخ وهذا حديث عن أبي الزبير غريب عزيز ما أعلم له طريقا غير هذا ويروى عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر ورواية أيوب أغرب من هذا حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا محمد بن أشكاب حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة قال الشيخ وهذا الحديث معروف بعمرو بن دينار عن عطاء ورواه غير عبيد الله عن إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عنه يحيى بن نصر بن حاجب ومنهم من اوقفه ولإبراهيم هذا أحاديث غير هذا اختصرت منه ما ذكرته وهو قريب من إبراهيم بن الفضل الذي تقدم ذكره ومع ضعفه يكتب حديثه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة مولى الأنصاري مدني يكنى أبا إسماعيل يقال صام ستين سنة حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا البخاري قال إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي الأنصاري المدني عنده مناكير
[ 234 ]
سمعت محمد بن احمد بن حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري مدني يحدث عن داود بن الحصين منكر الحديث وقال النسائي فيما أخبرني يعقوب بن محمد بن العباس عنه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة مدني ضعيف حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل حدثنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة فقال صالح
حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد قالوا حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن إسماعيل ليس بشئ حدثنا بن أبي عصمة حدثنا أبو طالب احمد بن حميد قال سألت احمد بن حنبل عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة فقال ثقة من أهل المدينة وإبراهيم بن إسماعيل الذي يروي عنه أبو نعيم كوفي حدثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي حدثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إبراهيم بن دينار عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن حصين عن عكرمة مولى ابن عباس عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث الجيوش قال اغزوا بنصر الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع حدثنا سعيد بن عثمان الحراني حدثنا أبو عبد الرحمن الادرمي حدثنا عبد العزيز بن عمران الزهري عن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حصين عن عكرمة عن بن عباس قال أحسبه مرفوعا قال من قال لرجل يا مخنث فاجلدوه عشرين أنبأنا عبد الله بن إسحاق المدائني حدثنا عبد الله بن محمد الادرمي حدثنا عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلوق بمنزله الدم يعني في العقيقة حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد حدثني إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نغسل الإناء سبع مرات إذا ولغ الكلب حدثنا احمد بن عبد الله بن سابور الدقاق حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثنا أبو القاسم بن
[ 235 ]
أبي أبي الزناد حدثني إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلا طلق امرأته ثلاثا فجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا نفقة لك ولا سكنى
وبإسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة ان تشترط الحنفية فتقول محلي حيث حبستني حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الحمى ومن الاوجاع كلها ان يقولوا بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شر عرق نعار ومن شر حر النار قال الشيخ وهذه الأحاديث عن داود بن حصين بهذا الإسناد يرويها عن داود ابن أبي حبيبة هذا أنبأنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن خالد بن عثمة حدثنا إبراهيم ابن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى سعد عن أبي وقاص بقطيع من غنم فقسمها بين اصحابه فبقي منها تيس فضحى بها حدثنا القاسم بن زكريا حدثنا بندار وأبو موسى قالا حدثنا أبو عامر حدثنا إبراهيم بن اسيهل (عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام قيل يا رسول الله وما السام قال الموت حدثنا محمد بن منير بن صغير المطيري حدثنا عمر بن شبة حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخاء شجرة في الجنة فمن كان سخيا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة والشح شجرة في النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن منها فلم يتركه حتى يدخله النار
[ 236 ]
حدثنا الهيثم بن خلف الدوري حدثنا أبو كريب حدثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري عن
ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله انا نريد المسجد فنطأ الطريق النجسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطرق يطهر بعضها بعضا قال الشيخ ولإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة غير ما ذكرته من الأحاديث ولم أجد له اوحش من هذه الأحاديث وهو صالح في باب الرواية كما حكي عن يحيى بن معين ويكتب حديثه مع ضعفه إبراهيم بن إسماعيل المكي حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد قالوا حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن إسماعيل ليس بشئ قال الشيخ وهذا الذي قاله يحيى فقال إبراهيم بن إسماعيل ليس بشيى أراد به المكي ولو أراد به غيره لنسبه وإبراهيم بن إسماعيل أقل ما رأيت له من الروايات إبراهيم بن بديل بن ورقاء الهدي بصري حدثنا عبد الله بن أبي سفيان حدثنا حاتم بن الليث قال قال يحيى بن معين إبراهيم بن بديل بن ورقاء الهدي وعبد الله بن بديل بن ورقاء بصريان ضعيفان جميعا في الزهري حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد قالا حدثنا عباس قال سمعت يحيى يقول إبراهيم بن بديل مكي وعبد الله بن بديل مكي وليس بينهما قرابة قال الشيخ وإبراهيم بن بديل هذا أقل رواية من عبد الله بن بديل وعبد الله قد أخرجت له فيمن اسمه عبد الله وجميعا ليس بينهما قرابة وهما ممن يكتب حديثهما إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي حدثنا احمد بن علي بن بحر بن عليل المطيري حدثنا عبد الله بن احمد الدورقي قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ليس حديثه بشئ
[ 237 ]
وقد روى إسرائيل عن يوسف بن أبي إسحاق
حدثنا عبد الله بن أبي سفيان الآتي وعبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن احمد بن حماد قالوا حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ليس بشئ سمعت أبي حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق الكوفي السبيعي يروي عن جده أبي إسحاق يروي عن مالك بن إسماعيل وأبو كريب سمعت ابن حماد يقول قال إبراهيم السعدي عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ضعيف الحديث وقال النسائي إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ليس بالقوي حدثنا محمد بن احمد بن هلال الشطوي حدثنا أبو كريب حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي قيس الأزدي عن سويد بن غفلة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج قوم في آخر الزمان يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يرمق السهم من الرمية قتالهم حق على كل مسلم حدثنا إبراهيم بن أسباط حدثنا حسين بن عمرو العنقزي حدثنا أبو غسان حدثنا إبراهيم ابن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء قال حملت مع أبي بكر رجلا فدخل على عائشة وهي محمومة فقال لها كيف أنت يا بنية وقبل خدها قال الشيخ وإبراهيم بن يوسف هذا روى عنه أبو غسان مالك بن إسماعيل وشريح بن مسلمة وأبو كريب وغيرهم بأحاديث صالحة وليس هو بمنكر الحديث يكتب حديثه إبراهيم بن أبي حية واسم أبي حية اليسع بن الأشعث مكي يكنى أبا إسماعيل حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال إبراهيم بن أبي حية أبو إسماعيل واسم أبي حية اليسع بن الأشعث المكي منكر الحديث سمعت بن حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن أبي حية المكي عن هشام بن عروة منكر
الحديث واسم أبي حية اليسع بن الأشعث
[ 238 ]
وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن أبي حية مكي ضعيف حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس وأحمد بن حفص السعدي قالا حدثنا احمد بن عيسى المصري حدثنا إبراهيم بن اليسع التيمي المكي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني ربي عزوجل بنفي الطنبور والمزمار حدثنا احمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد حدثنا داود بن حماد حدثنا إبراهيم بن أبي حية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن مشهور كنيفا بمنى فلم يأذن لي حدثنا محمد بن سليمان بن عبد الكريم أبو احمد البزاز حدثنا قتيبة حدثنا إبراهيم بن أبي حية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل أخر حد المماليك وأهل الذمة الى يوم القيامة قال الشيخ وهذه الأحاديث عن هشام بن عروة لم يتابع إبراهيم بن أبي حية عليه أحد وهو يرويه عن هشام بن عروة حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة حدثنا إبراهيم بن أبي حية المكي حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل فأمرني أن اقضي باليمين مع الشاهد وقال يوم الأربعاء يوم نحس مستمر قال الشيخ وهذا الحديث من هذا الطريق قد روي عن جعفر بن محمد مسندا والأصل فيه مرسلا وأما قوله يوم الأربعاء يوم نحس مستمر لا يرويه غير إبراهيم بن أبي حية حدثنا كهمس بن معمر الجوهري حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم حدثنا نعيم ابن حماد حدثنا إبراهيم بن أبي حية عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الدين واصبا ما بقي في قريش عشرون رجلا قال الشيخ هذا الحديث لا أعلم يرويه عن بن جريج غير إبراهيم بن أبي حية وهو
معروف بنعيم عن إبراهيم وحديث جعفر بن محمد قد قال جماعة فيه عن جعفر عن أبيه عن جابر واختلفوا على جعفر على الوان إلا ان المنكر فيه قوله ويوم الأربعاء يوم نحس مستمر وضعف إبراهيم بن أبي حية بين على أحاديثه ورواياته وأحاديث هشام بن عروة التي ذكرتها كلها مناكير
[ 239 ]
إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي الكوفي قاضي واسط جد بني أبي شيبة أبو بكر وعثمان وقاسم كتب الى محمد بن أيوب حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ وحدثناه بن حماد حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي قال كتبت الى شعبة أسأله عن أبي شيبة قاضي واسط فكتب الي لا تكتبن عنه شيئا ومزق كتابي حدثنا محمد بن احمد بن حماد حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا أمية بن خالد قال قلت لشعبة ان أبا شيبة روى حديثا عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا قال كذب والله لقد ذاكرت الحكم ذاك وذكرناه في بيته فما وجدنا شهد صفين واحد من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت حدثنا محمد بن احمد بن الحسين الأهوازي حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي قال سمعت عمرو بن خالد الحراني يقول سمعت أبا شيبة إبراهيم بن عثمان يقول ما سمعت من الحكم الا حديثا واحدا قال وكان الحكم زوج أمه... حدثنا احمد بن يحيى بن زهير حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا بكر بن بكار حدثنا إبراهيم بن عثمان قاضي واسط وذكر عبد الرحمن بن أبي بكر عن عباس حدثنا يحيى حدثنا نوح بن دراج قال حدث إبراهيم بن عثمان وهو أبو شيبة جد بني أبي شيبة واسم أبيهم محمد وبنو أبي شيبة يقولون أبو سعدة جدنا حدثنا حسين بن يوسف الفربري حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا احمد بن عبدة حدثنا
وهب بن زمعة عن بن المبارك انه ترك حديث أبي شيبة الواسطي حدثنا بن حماد حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى قال إبراهيم بن عثمان أبو شيبة الكوفي ضعيف حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل حدثنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى بن معين قلت وأبو شيبة الذي يروي عنه يزيد فقال أبو هؤلاء قلت نعم يعني بن أبي شيبة قال فليس بثقة
[ 240 ]
حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة حدثنا احمد بن حميد أبو طالب قال قال احمد بن حنبل أبو شيبة جد بني أبي شيبة هؤلاء قريب منه أيضا يعني من الحسن بن عمار وهو منكر الحديث حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي قاضي واسط سكتوا عنه سمعت ابن حماد يقول قال البخاري إبراهيم بن عثمان أبو شيبة مولى عبس قاضي واسط سكتوا عنه سمعت بن حماد يقول قال السعدي أبو شيبة ساقط وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة كوفي متروك الحديث أخبرني المرزباني حدثني سعيد بن نصر الصيرفي حدثني ربيع بن مضاء قال قال رقبة بن مصقلة لأبي شيبة القاضي لو كانت لحيتك من الذنوب لكانت من الكبائر وقال غير المرزباني لو كانت لحيتك من الذنوب لكانت من الكبائر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو شيبة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر
وبإسناده عن بن عباس قال كان علي بن أبي طالب صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكان الحكم يقول كان صاحب رايته يوم بدر والمشاهد كلها وبإسناده عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب حدثنا بن عبد العزيز عن منصور بهذا الإسناد قريبا من عشرين حديثا حدثنا بنان بن احمد بن علوية القطان حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد يعني ابن مسلم عن إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مقسم عن بن عباس ان الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار وان دحية الكلبي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته الشهباء حدثنا القاسم بن يحيى بن نصر حدثنا حسين بن علي بن أبي الأسود قال حدثنا عمرو بن محمد القرشي حدثنا أبو شيبة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جعفر بن أبي طالب في الجنة ملكا أو ملكا له جناحان يطير في الجنة حيث شاء مضرج القوائم بالدم
[ 241 ]
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو شيبة عن سلمة ابن كهيل عن منصور بن سعد عن سعد بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على كل الخلال يطبع المؤمن إلا على الكذب والخيانة قال الشيخ وهذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق ورواه أيضا علي بن هاشم عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه حدثنا اني بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد بن مخارق بن عبد الله الأسماء المولي حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني حدثنا أبي عن إبراهيم بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشعر حكما واصدق بيت تكلمت به العرب قوله ألا كل شئ ما خلا الله باطل قال الشيخ وهذا الحديث عن هشام بن عروة قد أوصله قوم وأرسله آخرون قوله إن من الشعر
حكما وأما قوله وأصدق بيت تكلمت به العرب زادنا فيه أبو شيبة هذا عن هشام بن عروة وقد تابعوا أبا شيبة في قوله ألا كل شئ ما خلا الله باطل ولأبي شيبة أحاديث صالحة غير ما ذكرت عن الحكم وعن غيره وهو ضعيف على ما بينته وهو وان كان نسب الى الضعف فإنه خير من إبراهيم بن أبي حية الذي تقدم ذكره إبراهيم بن الحكم بن أبان الصنعاني حدثنا علي بن احمد بن سليمان حدثنا احمد بن سعد بن أبي مريم قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف ليس بشئ حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد ومحمد بن احمد بن حماد قالوا حدثنا عباس سمعت يحيى يقول إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف حدثنا بن حماد حدثني عبد الله بن احمد قال سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن الحكم بن أبان فقال ليس بشئ ليس بثقة قال وسألت أبي عنه فقال وقت ما رأيناه لم يكن به بأس ثم قال إني أظن كان حديثه يزيد بعدنا ولم يحمده