الطبقات الكبرى لابن سعد المجلد الثامن في النساء دار صادر بيروت
[ 5 ]
ذكر ما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء حدثنا عبد الله بن إدريس الاودي عن حصين بن عبد الرحمن عن عامر الشعبي قال بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء وعلى يده ثوب أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع النساء من وراء الثوب. أخبرنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا شعبة عن مغيرة عن الشعبي ان النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء وضع على يده برادا قطريا فبايعهن قال والاكثر على انه قال: انى لا اصافح النساء اخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهزى عن عروة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة. اخبرنا معن بن عيسى اخبرنا مالك بن انس عن محمد بن المنكدر عن اميمة بنت رقيقة قالت * اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
نسوة نبايعه فقلنا نبايعك يارسول الله على ان لانشرك بالله شيئا ولانسرق ولا نزني ولا نقتل اولادنا ولاناتى ببهتان نفتريه بين ايدينا وارجلنا ولا نعصيك في معروف. فقال رسول الله: فيما استطعتن واطقتن قال فقلنا: الله ورسوله ارحم بنا من انفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انى لااصافح النساء انما قولى لمائة امراة كقولي لامراة واحدة اخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الاسدي قالوا: حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر قال: اخبرتني اميمة بنت رقيقة قالت: اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه
[ 6 ]
فاشترط علينا ما في القران ان لا يسرقن لا يزنين ولا تقتلن اولادكن ولا تأتين ببهتان ثم قال: فيما استطعتن واطقتن. فقلت: الله ورسوله ارحم بنا من انفسنا فقلنا: الا تصافحنا يا رسول الله ؟ قال: انى لا اصافح النساء إنما قولى لامراة كقولي لمائة امراة اخبرنا معن بن عيسى اخبرنا مالك بن انس عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح امراة قط اخبرنا عبد الله بن موسى اخبرنا اسرائيل عن منصور عن ابراهيم ان النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصافح النساء وعلى يده ثوب. اخبرنا وكيع بن الجراح ويعلى بن عبيد وابن نمير قالوا اخبرنا اسماعيل بن ابى خالد عن قيس بن ابى حازم ان النسوة لما جئن يبايعن النبي صلى الله عليه وسلم بسط رداءه فوق يده فبايعهن من وراء الرداء ورجع نسوة لم يبايعهن وخشين الشرط وبايع اخر من وراء الرداء وقال صلى الله عليه وسلم: ان في الجنة منكن، وقبض اصابعه كانه يقلل
اخبرنا وكيع بن الجراح عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن اسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انى لست اصافح النساء اخبرنا الفضل بن دكين اخبرنا اسماعيل بن نشيط العامري قال سمعت شهر بن حوشب قال: قال: قالت اسماء: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبايعه في نسوة فعرض علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخرجت ابنة عم لى يدها لتصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها سوار من ذهب وخواتيم من ذهب فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال: انى لا اصافح النساء اخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا قيس بن جابر عن شيخ من احمس عن طارق التميمي قال: جئت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو قاعد
[ 7 ]
في الشمس وعليه ثوب اصفر قد قنع به راسه فلما قام انتهى الى بعض الحجر فإذا ست نسوة فسلم عليهن وبايعهن وعلى يده ثوب اصفر اخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ويحيى بن حماد قالا: حدثنا اسحاق بن عثمان أبو يعقوب قال: حدثنى اسماعيل بن عبد الرحمن ابن عطية عن جدته ام عطية قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جمع نساء الانصار في بيت ثم ارسل اليهن عمر بن الخطاب فجاء حتى قام على الباب فسلم علينا فقال: السلام عليكن. فرددنا عليه السلام فقال: انا رسول الله اليكن. فقلنا: مرحبا برسول الله ورسول رسول الله. فقال: تبايعن على ان لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن اولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين ايديكن وارجلكن
فقلنا: نعم قالت فمد يده من خارج البيت ومددنا ايدينا من داخل البيت ثم قال: اللهم اشهد. قالت: وامرنا بالعيدين ان نخرج فيهما العتق والحيض ولا جمعة علينا، ونهانا عن اتباع الجنازة. قال إسماعيل: فسالت جدتى عن قوله ولا يعصينك في معروف قالت: نهانا عن النياحة. واخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، اخبرنا الحجاج بن صفوان المدينى عن اسيد بن ابى اسيد البراد عن امراة من المبايعات قالت: فيما اخذ علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ان لا نعصيه فيه من المعروف ان لانخمش وجها ولاننشر شعرا ولا ندعو ويلا اخبرنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد الزهريى عن ابيه عن صالح بن كيسان عن الحارث بن الفضيل الانصاري صلبية ان ابن شهاب حدثه ان عبادة بن الصامت قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: الا تبايعوني على ما بايع عليه النساء ؟ ان لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا ببهتان تفترنه بين ايديكم وارجلكم ولا تعصوني في معروف. قلنا: بلى يارسول الله. فبايعناه على ذلك، فقال
[ 8 ]
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فمن اصاب بعده ذنبا فناله عقوبة فهى كفارة له، ومن لم تنله به عقوبة فأمره الى الله ان شاء غفره وان شاء عاقبه. اخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا يزيد الشيباني قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثنا ام سلمة الانصارية انها كانت في النسوة اللاتى اخذ عليهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما اخذ، وكانت معها خالتها، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم، غير حديث، قالت: وقالت امراة من النسوة يا رسول الله ماهذا المعروف الذى لا ينبغى لنا ان
نعصيك فيه ؟ قال: لاتنحن. اخبرنا عارم بن الفضل، اخبرنا حماد بن زيد عن ايوب عن حفصة بنت سيرين عن ام عطية قالت: اخذ علينا في البيعة ان لاننوح، فما وفى منهن غير خمس: ام سليم وام العلاء بنت ابى سبرة وامراة معاذ وام معاذ وامراة اخرى واخبرنا عفان بن مسلم اخبرنا عمرو بن فروخ اخبرنا مصعب ابن نوح قال: ادركت عجوزا لنا ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم فاتته تبايعه قالت فاخذ علينا فيما اخذ ان لا تنحن قالت عجوز: يا رسول الله ان ناسا اسعدوني على مصابة وانهم اصابتهم مصيبة فانا اريد ان اسعدهم. قال انطلقي فاسعديهم. فانطلقت ثم اتيته فبايعته وقالت هو المعروف الذى قال الله تعالى: ولا يعصينك في معروف. اخبرنا سعيد بن منصور اخبرنا جريد عن منصور عن سالم بن ابى الجعد عن ابى المليح الهذلى قال: جاءت امراة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبايعه فقرأ عليها هذه الاية فلما قال: ولا يعصينك في معروف، قال: لا تنوحى. قالت: يا رسول الله ان امراة اسعدتني افا سعدها ؟ فامسك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى قالت ذلك مرتين أو ثلاثا، فلم يرخص لها، ثم اقرت فبايعها.
[ 9 ]
اخبرنا المعلى بن اسد العمى، حدثنى وهيب عن ايوب عن بكر ابن عبد الله قال: اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيعة على النساء ان لا يشققن جيبا ولايد عين ويلا ولا يخمشن وجها ولا يقلن هجرا اخبرنا عبيد الله بن موسى اخبرنا عمرو بن ابى زائدة قال: سمعت
الشعبى يذكر ان النساء حين بايعن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعن على ان لا تشركن بالله شيئا، فقالت هند: انا لقائلوها. ولا تسرقن قالت هند: قد كنت اصيب من مال ابى سفيان قال أبو سفيان: فما اصبت من مالى فهو حلال لك. ولا تزنين، قالت هند وهل تزني الحرة ؟ ولا تقتلن اولادكن، قالت هند: انت قتلتهم. اخبرنا عبد الله بن جعفر الرقى، اخبرنا أبو المليح عن ميمون بن مهران ان نسوة اتين النبي صلى الله عليه وسلم فيهن هند ابنة ربيعة، وهى ام معاوية يبايعنة فلما ان قال ولا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن قالت هند: وهل تزني الحرة ؟ ولا تقتلن اولادكن، قالت هند: يارسول الله ان ابا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج ان اصيب طعامه من غير اذنه ؟ قال فرخص لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم في الرطب ولم يرخص لها في اليابس. قال ولا تزنين. قالت: وهل تزني الحرة ؟ قال: ولا تقتلن اولادكن. قالت: وهل تركت لنا ولدا إلا قتلته يوم بدر ؟ قال: ولا يعصينك في معروف. قال ميمون: ولم يجعل الله لنبيه عليهن الطاعة الا في المعروف والمعروف طاعة الله تعالى. اخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد الله الشيباني قالا: حدثنا محمد بن إسحاق عن رجل من الانصار عن امه سلمى بنت قيس قالت: اتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، ابايعه في نسوة من الانصار، وكان مما اخذ علينا ان لاتغششن ازواجكن. قالت فلما انصرفنا قلنا: والله لو رجعنا الى رسول الله فسألناه ما غش ازواجنا. فرجعنا فسألناه فقال: ان تحابين أو تهادين
[ 10 ]
بماله غيره.
اخبرنا يزيد بن هارون، اخبرنا حماد بن سلمة عن عطاء الخراساني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، اخذ على النساء فيما اخذ ان لا ينحن ولا يقعدن مع الرجال في خلاء. اخبرنا وكيع بن الجراح عن ابى الاشهب ومبارك عن الحسن ان النبي، صلى الله عليه وسلم، لما بايع النساء اخذ عليهن ان لا يحدثن من الرجال الا محرما. اخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا ضابئ بن عمروا قال: ذخلنا على الحسن نعوده في وجع فقال: ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما نزلت بيعة النساء بايعهن واشترط عليهن ان لا يتحدثن مع الرجال، وهو الذى في كتاب الله. اخبرنا محمد بن الفضل عن الوليد بن جميع عن ابى سلمة بن عبد الرحمن قال: كان عمر وعائشة إذا اتيا مكة نزلا على ابنة ثابت، وكانت من النسوة السبع اللاتى بايعن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بمكة. اخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا عبد السلام بن حرب عن يونس ابن عبيد عن زياد بن جبير عن سعد قال: لما بايع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، النساء قامت إليه امراة كأنها من نساء مضر فقالت: يارسول الله انا كل على آبائنا وازواجنا وابنائنا فما يحل لنا من اموالهم ؟ قال: الرطب تاكلنه وتهدينه. اخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان بن عيينه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابى حسين عن شهر بن حوشب عن اسماء بنت يزيد قالت: مر بى النبي، صلى الله عليه وسلم، وانا في نسوة فسلم علينا فرددنا عليه. اخبرنا محمد بن عمر، حدثنى يعقوب بن محمد بن عبد الرحمن عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن ابى صعصعة قال: قالت ام عمارة: كانت
[ 11 ]
الرجال تصفق على يد رسول الله، صلى الله وسلم، ليلة بيعة العقبة والعباس بن عبد المطلب اخذ بيد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما يقيت انا وام منيع نادى زوجي عرفة بن عمرو: يارسول الله هاتان امراتان حضرتا معنا تبايعانك. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، انى لا اصافح النساء. قالت: فرجعنا الى رجالنا فلقينا رجلين من قومنا، سليط بن عمرو وابا داود المازنى، يريدان ان يحضرا البيعة فوجدا القوم قد بايعوا، فلما كان بعد بايعا اسعد بن زرارة وكان راس النقباء في السبعين ليلة العقبة اخبرنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا نائلة الكوفية مولاة ابى العيزرا عن ام عاصم عن السوداء قالت: اتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، ابايعه فقال: اختضبي. فاختضبت ثم جئته فبايعته. اخبرنا إسماعيل بن ابان الوراق قال: حدثتني نائلة عن ام عاصم عن السوداء قالت: أتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لابايعه فقال: انطلقي فاختضبي ثم تعالى ابايعك. اخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنى اسامة بن زيد الليثى عن عمرو ابن شعيب عن ابيه عن جده قال: لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة للهجرة كان نساء قد اسلمن فدخلن عليه فقلن: يارسول ان رجالنا قد بايعوك وانا نحب ان نبايعك. قال فدعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقدح من ماء فادخل يده فيه ثم اعطاهن امراة امراة، فكانت هذه بيعتهن.
اخبرنا محمد بن عمر، حدثنى سفيان بن عيينه عن ابن ابى حسين عن شهر بن حوشب عن اسماء بنت يزيد قالت: بايعنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاخذ علينا ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن، الاية. وقال: انى لا اصافحكن ولكن
[ 12 ]
آخذ عليكن ما أخذ الله عليكن. اخبرنا محمد بن عمر، حدثنى اسامة بن زيد عن داود بن الحصين عن ابى سفيان مولى ابن ابى احمد قال: سمعت ام عامر الاشهلية تقول: جئت انا وليلى بنت الحطيم وحواء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء فدخلنا عليه ونحن متلفلفات بمروطنا بين المغر ب والعشاء، فسلمت ونسبني فانتسبت ونسب صاحبي فانتسبنا، فرحب بنا ثم قال: ما حاجتكن ؟ فقلنا: يارسول الله جئنا نبايعك على الاسلام فانا قد صدقنا بك وشهدنا ان ماجئت به حق. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذى هداكن للاسلام. ثم قال: قد بايعتكن. قالت ام عامر: فدنوت منه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: انى لا اصافح النساء، قولى لالف امراة كقولي لامراة واحدة. وكانت ام عامر تقول: انا اول من بايع رسول الله، صلى الله عليه وسلم. اخبرنا محمد بن عمر، حدثنا ابن حبيبة عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: اول من بايع النبي، صلى الله عليه وسلم، ام سعد بن معاذ كبشة بنت رافع بن عبيد وام عامر بنت يزيد بن السكن وحواء بنت يزيد ابن السكن، ومن بنى ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بنى عمرو بن عوف ليلى ومريم وتميمة بنات بنات ابى البنات قتل باحد، والشموس بنت
ابى عامر الراهب وابنتها جميلة بنت بن ابى الاقلح وطيبة بنت النعمان ابن ثابت بن ابى الاقلح. اخبرنا محمد بن عمر، حدثنى محمد بن عبد الله ابن اخى الزهري عن الزهري قال: دخلت على عروة بن الزبير وهو يكتب الى هبيرة صاحب الوليد بن عبد الملك، وكان كتب إليه يساله عن قول الله عز وجل: يا ايها الذين امنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن. فكتب إليه: ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صالح قريشا
[ 13 ]
يوم الحديبية على ان يرد عليهم من جاء بغير اذن ولى، فكان يرد الرجال. فلما هاجر النساء ابى الله ان يردهن إذا امتحن بمحنة الاسلام وزعمت يوم الحديبية على ان يرد عليهم من جاء بغير اذن ولى، فكان يرد الرجال. فلما هاجر النساء ابى الله ان يردهن إذا امتحن بمحنة الاسلام وزعمت انها جاءت راغبة فيه، وامره ان يرد صدقاتهن إليهم إذا إليهم إذا إذا احتسبوا عنهم وان يردوا عليه مثل الذى يرد عليهم إن فعلوا. فقال: واسالوا ما انقتهم. وصحبها اخواها من الغد فطلباها فابى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ان يردها إليهما، فرجعنا الى مكة فاخبرا قريشا فلم يبعثوا في ذلك احدا ورضوا بان يحبس النساء. وليسالوا ما انفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم، وان فاتكم شئ من ازواجكم الى الكفار فعاقبتم فاتوا الذين ذهبت ازواجهم مثل ما انفقوا. فان فات احدا منكم اهله الى الكفار فعاقبتم فاتوا الذين ذهبت ازواجهم مثل ما انفقوا. فان فات احدا منكم اهله الى الكفار فان اتتكم، فاما المؤمنون فاقروا بحكم الله تعالى وابى المشركون ان يقروا بذلك، وان ما فات للمشركين على المسلمين من صداق من هاجر من ازواج المشركين فاتوا الذين ذهبت
ازواجهم مثل ما انفقوا من مال المشركين في ايديكم، ولسنا نعلم امراة من المسلمين فاتت زوجها بلحوق المشركين بعد ايمانها، ولكنه حكم حكم الله تعالى به لامر ان كان، والله عليم حكيم. ولا تمسكوا بعصم الكوافر، يعنى من غير اهل الكتاب، فطلق عمر بن الخطاب مليكة بنت ابى امية ايضا بنت جرول الخزاعية فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وطلق عياض بن غنم الفهرى ام الحكم بنت ابى سفيان بن حرب يومئذ فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفى فولدت له عبد الرحمن بن ام الحكم. اخبرنا عبد الله بن نمير، اخبرنا سفيان عن ابيه عن عكرمة في قوله فامتحنوهن قال: ما جاء بك الا حب الله ورسوله ولاحب رجل منا ولا فرار من زوجك
[ 14 ]
تسمية النساء المسلمات والمهاجرات من قريش والانصاريات المبايعات وغرائب نساء العرب وغيرهم) ذكر خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ونسبها وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وإسلامها أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن العباس قال هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأمها فاطمة بنت زائدة بن الاصم بن الهرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهم بن مالك وأمها هالة بنت مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي وأمها العرقة هي قلابة بنت سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص
بن كعب بن لؤي وأمها عاتكة بنت عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب وأمها الخطيا وهي ريطة بنت كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب وأمها نائلة بنت حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وكانت خديجة بنت خويلد قبل أن يتزوجها أحد قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي فلم يقض بينهما نكاح فتزوجها أبو هالة واسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم وكان أبوها ذا شرف في قومه ونزل مكة وحالف بها بني عبد الدار بن قصي وكانت قريش
[ 15 ]
تزوج حليفهم فولدت خديجة لابي هالة رجلا يقال له هند وهالة رجل أيضا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية يقال لها هند فتزوجها صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو بن عمها فولدت له محمدا ويقال لبني محمد هذا بنو الطاهرة لمكان خديجة وكان له بقية بالمدينة وعقب فانقرضوا وكانت خديجة تدعى أم هند أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة أن خديجة كانت تكنى أم هند أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا مغيرة بن عبد الرحمن الاسد عن أهله قالوا سألنا حكيم بن حزام أيهما كان أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خديجة فقال كانت جديجة أسن منه بخمسة عشرة سنة لقد حرمت على عمتي الصلاة قبل أن يولد رسول الله قال أبو عبد الله
قول حكيم حرمت الصلاة يعني حاضت ولكنه تكلم بما تكلم به أهل الاسلام أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله القرشي عن أبي عمرو المديني قال أخبرنا طلحة بن عبد الله التيمي عن أبي البحتري الخزاعي وعن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن نساء أهل مكة احتفلن في عيد كان لهن في رجب فلم يتركن شيئا من إكبار ذلك العيد إلا أتينه فبينا هن عكوف عند وثن مثل لهن كرجل في هيئة رجل حتى صار منهن قريبا ثم نادى بأعلى صوته يا نساء تيماء أنه سيكون في بلدتكن نبي يقال له أحمد يبعث برسالة الله فأيما امرأة استطاعت أن تكون له زوجا فلتفعل فحصبته النساء وقبحهنه وأغلظن له وأغضت خديجة على قوله ولم تعترض له فيما عرض فيه النساء أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن
[ 16 ]
كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت أم أمية أخت يعلى بن أمية سمعتها تقول كانت خديجة ذات شرف ومال كثير وتجارة تبعث إلى الشام فيكون عيرها كعامة عير قريش وكانت تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة وليس له اسم بمكة إلا الامين أرسلت إليه خديجة بنت خويلد تسأله الخروج إلى الشام في تجارتها مع غلامها ميسرة وقالت أنا أعطيك ضعف ما أعطي لقومي ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى سوق بصرى فباع سلعته التي أخرج واشترى غيرها وقدم بها فربحت ضعف ما كانت تربح فأضعفت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف
ما سمت له قالت نفيسة فأرسلتني إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها ففعل وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصي فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته فزوجه أحدهم وقال عمرو بن أسد في هذا البضع لا يقرع أنفه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من الشام وهو بن خمس وعشرين سنة فولدت القاسم وعبد الله وهو الطاهر والطيب سمي بذلك لانه ولد في الاسلام وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وكانت سلمة مولاة عقبة تقبلها وكان بين كل ولدين سنة وكانت تسترضع لهم وتعد ذلك قبل ولادها أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه عن محمد عن جبير بن مطعم قال وحدثنا بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن عائشة قال وحدثنا بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس أن عم خديجة عمرو بن أسد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أباها مات يوم الفجار قال محمد بن عمر وهذا المجمع عليه عند أصحابنا ليس بينهم فيه اختلاف أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس
[ 17 ]
قال كانت خديجة يوم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة ثمان وعشرين سنة ومهرها اثني عشر أوقية وكذلك كانت مهور نسائه قال محمد بن عمر ونحن نقول ومن عندنا من أهل العلم إن خديجة ولدة قبل الفيل بخمس عشرة سنة وإنها كانت يوم تزوجها رسول الله بنت أربعين سنة أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا المنذر بن عبد الله الحزامي عن موسى
بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال سمعت حكيم بن حزام يقول تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهي ابنة أربعين سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بن خمس وعشرين سنة وكانت خديجة أسن مني بسنتين ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة وولدت أنا قبل الفيل بثلاثة عشرة سنة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت إن أول من اسلم خديجة أخبرنا محمد بن عمر عن بن وهب عن نافع بن جبير بن مطعم قال أول من اسلم خديجة أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي ذئب عن الزهري قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخديجة يصليان سرا ما شاء الله أخبرنا يحيى بن الفرات القزاز حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبيدة البجلي عن بن يحيى بن عفيف عن جده عفيف الكندي قال جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن ابتاع لاهلي من ثيابها وعطرها فنزلت على العباس بن عبد المطلب قال فأنا عنده وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس فارتفعت إذ أقبل شاب حتى دنامن الكعبة فرفع رأسه إلى السماء فنظر ثم استقبل الكعبة قائما مستقبلها إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه ثم يلبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما ثم ركع
[ 18 ]
الشاب فركع الغلام وركعت المرأة ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام رأسه ورفعت المرأة رأسها ثم خر الشاب ساجدا وخر الغلام ساجدا وخرت المرأة قال فقلت يا عباس إني أرى أمرا عظيما فقال العباس أمر عظيم هل تدري من هذا الشاب قلت لا ما أدري قال هذا
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن أخي هل تدري من هذا الغلام قلت لا ما أدري قال علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن أخي هل تدري من هذه المرأة قلت لا ما أدري قال هذه خديجة بنت خويلد زوجة بن أخي هذا إن بن أخي هذا الذي ترى حدثنا أن ربه رب السماوات والارض أمره بهذا الدين الذي هو عليه فهو عليه ولا والله ما علمت على ظهر الارض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة قال عفيف فتمنيت بعد أني كنت رابعهم أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن عبد العزيز قالا توفيت خديجة لعشر خلون من شهر رمضان وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر بن الراشد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا المنذر بن عبد الله الحزامي عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال سمعت حكيم بن حزام يقول توفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوة وهي يومئذ نت خمس وستين سنة فخرجن بها من منزلها حتى دفناها بالحجون ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرتها ولم تكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها قيل ومتى ذلك يا أبا خالد قال قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها وبعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير قال وكانت أول
[ 19 ]
امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده كلهم منها غير
إبراهيم بن مارية وكانت تكنى أم هند بولدها من زوجها أبي هالة التميمي ذكر بنات رسول الله ص فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ولدتها وقريش تبنى البيت وذلك قبل النبوة بخمس سنين وأخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا المنذر بن ثعلبة عن علباء بن أحمر اليشكري أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر انتظر بها القضاء فذكر ذلك أبو بكر لعمر فقال له عمر ردك يا أبا بكر ثم إن أبا بكر قال لعمر أخطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها فقال له مثل ما قال لابي بكر انتظر بها القضاء فجاء عمر إلى أبي بكر فأخبره فقال له ردك يا عمر ثم إن أهل علي قالوا لعلي اخطب فاطمة إلى رسول الله فقال بعد أبي بكر وعمر فذكروا له قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم فباع علي بعيرا له وبعض متاعه فبلغ أربعمائة وثمانين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم سأجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا موسى بن قيس الحضرمي قال سمعت حجر بن عنبس قال وقد كان أكل الدم في الجاهلية وشهد مع علي الجمل وصفين قال خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي لك يا علي
[ 20 ]
لست بدجال يعني لست بكذاب وذلك أنه كان قد وعد عليا بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر أخبرنا وكيع بن الجراح عن عباد بن منصور قال سمعت عطاء يقول خطب علي فاطمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عليا يذكرك فسكتت فزوجها أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن أبيه عن رجل سمع عليا يقول أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنته فقلت والله مالي من شئ قال وكيف قال ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها إليه فقال وهل عندك شئ قلت لا قال وأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا قال هي عندي قال فأعطها إياها قال فأعطاها إياها أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن حازم أخبرنا أيوب عن عكرمة أن عليا خطب فاطمة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما تصدقها قال ما عندي ما أصدقها قال فأين درعك الحطمية التي كنت منحتك قال عندي قال أصدقها إياها قال فأصدقها وتزوجها قال عكرمة كان ثمنها أربعة دراهم أخبرنا معن بن عيسى حدثنا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة قال أمهر علي فاطمة بدنا قيمته أربعة دراهم أخبرنا معن بن عيسى حدثنا محمد بن مسلم حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة قال تزوجت فاطمة على بدن من حديد أخبرنا وكيع بن الجراح عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة أن عليا لما تزوج فاطمة فأراد أن يبني بها قال له النبي صلى الله
عليه وسلم قدم شيئا قال ما أجد شيئا قال فأين درعك الحطمية
[ 21 ]
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي حدثنا عبد الكريم بن سليط عن بن بريدة عن أبيه قال قال نفر من الانصار لعلي عندك فاطمة فأتى رسول الله فسلم عليه فقال ما حاجة بن أبي طالب قال ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا وأهلا لم يزده عليهما فخرج علي على أولئك الرهط من الانصار ينظرونه قالوا ما ورأك قال ما أدري غير أنه قال لي مرحبا وأهلا قالوا يكفيك من رسول الله إحداهما أعطاك الاهل أعطاك المرحب فلما كان بعد ما زوجه قال يا علي إنه لابد للعروس من وليمة فقال سعد عندي كبش وجمع له رهط من الانصار آصعا من ذرة فلما كان ليلة البناء قال لا تحدث شيئا حتى تلقاني قال فدعا رسول الله بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على علي ثم قال اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما قال مالك بن إسماعيل شئ من النسب عندي أخبرنا خالد بن مخلد حدثني سليمان حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال أصدق علي فاطمة درعا من حديد وجرد برد أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي حين زوجه فاطمة أعطها درعك الحطمية أخبرنا الحسن بن موسى حدثنا زهير عن جابر عن محمد بن علي
قال تزوج علي فاطمة على إهاب شاة وسحق حبرة أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن جابر عن أبي جعفر أن عليا تزوج فاطمة على إهاب شاة وجرد حبرة أخبرنا وكيع بن الجراح عن المنذر بن ثعلبة عن علباء بن أحمر اليشكري أن عليا تزوج فاطمة فباع بعيرا له بثمانين وأربع مائة درهم فقال النبي
[ 22 ]
صلى الله عليه وسلم اجعلوا ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب أخبرنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال قال علي لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار وما لي ولها خادم غيرها أخبرنا محمد بن الفضل عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم قال كان صداق بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسائه خمس مائة درهم اثني عشر أوقية ونصفا أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة قال لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم عليا فاطمة قال أعطها شيئا قال يا رسول الله ليس عندي شئ قال فأين درعك الحطمية أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بخمسة أشهر وبنى بها مرجعه من بدر وفاطمة يوم بنى بها علي بنت ثماني عشر سنة أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن شعيب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل على أبي أيوب سنة أو نحوها فلما تزوج علي فاطمة قال لعلي أطلب منزلا فطلب علي
منزلا فأصابه مستأخرا عن النبي صلى الله عليه وسلم قليلا فبنى بها فيه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال إني أريد أن أحولك إلي فقالت لرسول الله فكلم حارثة بن نعمان أن يتحول عني فقال رسول الله قد تحول حارثة عنا قد استحيت منه فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت نبي النجار بك وإنما أنا ومالي لله ولرسوله والله يا رسول الله المال الذي تأخذ
[ 23 ]
مني أحب إلي من الذي تدع فقال رسول الله صدقت بارك الله عليك فحولها رسول الله إلى بيت حارثة أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن محمد بن موسى عن عون بن محمد عن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قال جهزت جدتك فاطمة إلى جدك علي وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف ولقد أولم علي على فاطمة فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته رهن درعه عند يهودي بشطر شعير أخبرنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا حين دخل بفاطمة كان فراشهما إهاب كبش إذا ارادا أن يناما قلباه على صوفه ووسادتهما من أدم حشوها ليف أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي قال كان صداق فاطمة جرد حبرة وإهاب شاة أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن بن أبي يزيد المديني وأظنه ذكره عن عكرمة قال لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فاطمة كان فيما جهزت به سرير مشروط ووسادة
من أدم حشوها ليف وتور من أدم وقربى قال وجاؤوا ببطحاء فطرحوها في البيت قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي إذا أتيت بها فلا تقربنها حتى آتيك قال وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن امرأته قال فلما أتي بها قعدا حينا في ناحية البيت قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتح فخرجت إليه أم أيمن فقال أثم أخي قالت وكيف يكون أخوك وقد أنكحته ابنتك قال فإنه كذلك ثم قال أسماء بنت عميس قالت نعم قال جئت تكرمين بنت رسول الله قالت نعم فقال لها خيرا ودعا لها ودعا رسول الله بماء فأتي به إما في تور وإما في سواه قال فمج فيه رسول الله ومسك بيده ثم دعا عليا فنضح
[ 24 ]
من ذلك الماء على كتفيه وصدره وذراعيه ثم دعا فاطمة فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فعل بها مثل ذلك ثم قال لها يا فاطمة أما إني ما أليت أن أنكحتك خير أهلي أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا عمر بن صالح حدثنا سعيد بن أبي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أم أيمن قالت زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة من علي بن أبي طالب وأمره أن لا يدخل على فاطمة حتى يجيئه وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن أهله فجاء رسول الله حتى وقف بالباب وسلم فاستأذن فأذن له فقال أثم فقالت أم أيمن بأبي أنت وأمي يا رسول الله من أخوك قال علي بن أبي طالب قالت وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك قال هو ذاك يا أم أيمن فدعا بماء في إناء فغسل فيه يديه ثم دعا عليا فجلس بين يديه فنضح على صدره من ذلك الماء وبين كتفيه ثم دعا فاطمة فجاءت بغير خمار تعثر في ثوبها ثم نضح عليها من ذلك
الماء ثم قال والله ما ألوت أن زوجتك خير أهلي وقالت أم أيمن وليت جهازها فكان فيما جهزتها به مرفقة من أدم حشوها ليف وبطحاء مفروش في بيتها أخبرنا موسى بن إسماعيل حدثنا دارم بن عبد الرحمن بن ثعلبة الحنفي قال حدثني رجل أخواله الانصار قال أخبرتني جدتي أنها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى علي قالت أهديت في بردين من برود الاول عليها دملوجان من فضة مصفران بزعفران فدخلنا بيت علي فإذا إهاب شاة على دكان ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال إستحل علي فاطمة ببدن من حديد أخبرنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند
[ 25 ]
قال لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي قال رسول الله لا تحدث شيئا حتى آتيك فلم يلبث رسول الله أن تبعهما فقام على الباب فاستأذن فدخل فإذا علي منتبذ منها فقال رسول الله إني علمت أنك تهاب الله ورسوله فدعا بماء فمضمض ثم أعاده في الاناء ثم نضح به صدرها وصدره أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخملة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين قال فقال علي لفاطمة ذات يوم والله لقد سنوت حتى قد اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه فقالت وأنا والله قد طحنت
حتى مجلت يداي فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك يا بنية قالت جئت لاسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت فقال ما فعلت قالت اسحتيت أن أسأله فأتياه جميعا فقال علي والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداي وقد أتى الله بسبي وسعة فخدمنا قال والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم أنفق عليهم أثمانهم فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما تكشفت اقدامهما و إذا غطيا اقدامهما رؤوسهما فثارا فقال مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتماني فقالا بلى فقال كلمات علمنيهن جبريل تسبحان في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين قال فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله فقال له بن الكواء ولا ليلة صفين فقال قاتلكم الله يا أهل العراق ولا ليلة صفين
[ 26 ]
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا بن حازم حدثنا عمرو بن سعيد قال كان في علي على فاطمة شدة فقالت والله لاشكونك إلى رسول الله فانطلقت وانطلق علي بأثرها فقام حيث يسمع كلامهما فشكت إلى رسول الله غلظ علي وشدته عليها فقال يا بنية اسمعي واستمعي واعقلي إنه لا إمرة بامرأة لا تأتي هوى زوجها 0 وهو ساكت قال علي فكففت عما كنت اصنع وقلت والله لا آتي شيئا تكرهينه أبدا أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب
بن أبي ثابت قال كان بين علي وفاطمة كلام فدخل رسول الله فألقى له مثالا فاضطجع عليه فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب فأخذ رسول الله بيد علي فوضعها على سرته وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته ولم يزل حتى أصلح بينهما ثم خرج قال فقيل له دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك فقال وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال دخل العباس على علي بن أبي طالب وفاطمة وهي تقول أنا أسن منك فقال العباس أما أنت يا فاطمة فولدت وقريش تبني الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم بن خمس وثلاثين سنة وأما أنت يا علي فولدت قبل ذلك بسنوات قال محمد بن عمر وولدت فاطمة لعلي الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب بني علي أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت كنت جالسة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله فقال مرحبا يا بنتي فأجلسها عن يمينه أو عن يساره فأسر إليها شيئا
[ 27 ]
فبكت ثم أسر إليها شيئا فضحكت قال قلت ما رأيت ضحكا أقرب من بكاء استخصك رسول الله بحديث ثم تبكين قلت أي شئ أسر إليك رسول الله قالت ما كنت لافشي سره قالت فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت قال إن جبريل كان يأتيني
كل عام فيعارضني بالقران مرة وإنه أتاني العام فعارضني مرتين ولا أظن أجلي إلا قد حضر ونعم السلف أنا لك وقال أنت أسرع أهلي بي لحوقا قالت فبكيت لذلك ثم قال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة أو نساء العالمين قالت فضحكت أخبرنا محمد بن عمر بن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال سمعت عبد الرحمن الاعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وعلي بخيبر من الشعير والتمر ثلاثمائة وسق الشعير من ذلك خمسة وثمانون وسقا لفاطمة من ذلك مائة وسق أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل عن عامر قال جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له قالت وذلك أحب إليك قال نعم فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن علي بن فلا ن بن أبي رافع عن أبيه عن سلمة قالت مرضت فاطمة بنت رسول الله عندنا فلما كان يوم الذي توفيت فيه خرج علي قالت لي يا أم اسكبي لي غسلا فسكبت لها فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت ائتيني بثياب الجدد فأتيتها بها فلبستها ثم قالت اجعلي فراشي وسط البيت فجعلته فاضطجعت عليه واسقبلت القبلة ثم قالت لي يا أمه إني مقبوضة الساعة وقد اغتسلت فلا يكشفن أحد لي كتفا قالت فماتت فجاء علي فأخبرته فقال لا والله لا يكشف لها أحد كتفا فاحتملها فدفنها
[ 28 ]
بغسلها ذلك أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم
عن محمد بن موسى أن علي بن أبي طالب غسل فاطمة أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله سألت أبا بكر بعد وفاة رسول أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر أن رسول الله ص قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة وعاشت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن الزهري قال عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي جعفر قال ستة أشهر أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن جريح عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال توفيت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر قال محمد بن عمر وهو الثبت عندنا وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين عن بن عباس قال فاطمة أول من جعل لها النعش عملته لها أسماء بنت عميس وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد
[ 29 ]
الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت صلى العباس بن عبد المطلب على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن عباس أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائسة قالت نزل في حفرة فاطمة العباس وعلي والفضل أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن عليا صلى على فاطمة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا قيس بن الربيع عن مجالد عن الشعبي قال صلى عليها أبو بكر رضي الله تعالى عنه وعنها أخبرنا شبابة بن سوار حدثنا عبد الاعلى بن أبي المساور عن حماد عن إبراهيم قال صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليها أربعا أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمد بن عبد الله عن الزهري قال دفنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ودفنها علي أخبرنا أنس بن عياض حدثنا يونس بن يزيد الايلي عن بن شهاب قال دفنت فاطمة ليلا دفنها علي أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة أن عليا دفن فاطمة ليلا أخبرنا عبيد الله بن موسى ووكيع قالا حدثنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي قال دفنت فاطمة ليلا أخبرنا وكيع عن موسى بن علي عن بعض أصحابه أن فاطمة دفنت ليلا
أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري عن سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن عليا دفن فاطمة ليلا
[ 30 ]
أخبرنا محمد بن مصعب حدثنا الاوزاعي عن يحى بن سعيد أن فاطمة دفنت ليلا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين قال سألت بن عباس متى دفنتم فاطمة فقال دفناها بليل بعد هدأة قال قلت فمن صلى عليها قال علي أخبرنا محمد بن عمر قال سألت عبد الرحمن بن أبي الموالي قال قلت إن الناس يقولون إن قبر فاطمة عند المسجد الذي يصلون إليه على جنائزهم بالبقيع فقال والله ما ذاك إلا مسجد رقية يعني امرأة عمرته وما دفنت فاطمة إلا في زاوية دار عقيب مما يلي دار الجحشيين مستقبل خرجة بني نبيه من بني عبد الدار بالبقيع وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثني عبد الله بن حسن قال وجدت المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واقفا ينتظرني بالبقيع نصف النهار في حر شديد فقلت ما يوقفك يا أبا هاشم هاهنا قال انتظرتك بلغني أن فاطمة دفنت في هذا البيت في دار عقيل مما يلي دار الجحشيين فأحب أن تبتاعه لي بما بلغ أدفن فيها فقال عبد الله والله لافعلن فجهد بالعقيليين فأبو قال عبد الله بن جعفر وما رأيت أحد يشك أن قبرها في ذلك الموضع زينب
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وكانت أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها بن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى
[ 31 ]
بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي قبل النبوة وكانت أول بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج وأم أبي العاص هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي خالة زينب بنت رسول الله وولدت زينب لابي العاص عليا وأمامة امرأة فتوفي علي وهو صغير وبقيت أمامة فتزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت وهاجرت مع أبيها وأبى أبو العاص أن يسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني المنذر بن سعد مولى لبني أسد بن عبد العزى عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أن أبا العاص بن الربيع كان فيمن شهد بدرا مع المشركين فأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الانصاري فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع وبعثت معه زينب بنت رسول الله وهي يومئذ بمكة بقلادة لها كانت لخديجة بنت خويلد من جزع ظفار و ظفارجبل باليمن وكانت خديجة بنت خويلد أدخلتها بتلك القلادة على أبي العاص ابى الربيع حين بنى بها فبعثت بها في فداء زوجها أبي العاص فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ورق لها وذكر
خديجة وترحم عليها وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا إليها متاعها فعلتم قالوا نعم يا رسول الله فأطلقوا أبا العاص بن الربيع وردوا على زينب قلادتها وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص أن يخلي سبيلها إليه فوعده ذلك ففعل قال محمد بن عمر وهذا أثبت عندنا من رواية من روى أن زينب هاجرت مع أبيها صلى الله عليه وسلم
[ 32 ]
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن معروف بن الخربوذ المكي قال خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يقول ذكرت زينب لما وركت إرما فقلت سقيا لشخص يسكن الحرم بنت الامين جزاها الله صالحة وكل بعل سيثني بالذي علما قال محمد بن عمر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول ما ذممنا صهر أبي العاص أخبرنا يعلى بن عبيدة الطنافسي حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الصبح فلما قام في الصلاة نادت زينب بنت رسول الله إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشئ مما كان حتى سمعت منه الذي سمعتم أنه يجير على الناس أدناهم أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل عن عامر قال قدم أبو العاص بن الربيع من الشام وقد أسلمت امرأته زينب مع أبيها وهاجرت
ثم أسلم بعد ذلك وما فرق بينهما أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن زينب بنت رسول الله كانت تحت أبي العاص بن الربيع فهاجرت مع رسول الله ثم أسلم زوجها فهاجر إلى رسول الله فردها عليه قال قتادة ثم أنزلت سورة براءة بعد ذلك فإذا أسلمت المرأة قبل زوجها فلا سبيل له عليها إلا بخطبة وإسلامها تطليقة بائنة أخبرنا أبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ابنته على
[ 33 ]
أبي العاص بن الربيع بنكاح جديد قال يزيد ومهر جديد أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته إلى أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الاول ولم يحدث صداقا أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال خرج أبو العاص بن الربيع إلى الشام في عير لقريش وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تلك العير قد أقبلت من الشام فبعث زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جماد الاولى سنة ست من الهجرة فأخذوها وما فيها من الاثقال وأسروا ناسا ممن كان في العير منهم أبو العاص بن الربيع فلم يعد أن جاء المدينة فدخل على زينب بنت رسول الله بسحر وهي امرأته فاستجارها فأجارته فلما صلى رسول الله الفجر قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فقال رسول الله أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال فو الذي نفسي بيده ما علمت بشئ مما كان
حتى سمعت الذي سمعتم المؤمنون على يد من سواهم يجير عليهم أدناهم وقد أجرنا من أجارت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله دخلت عيه زينب فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه ففعل وأمرها أن لا يقربها فإنها لا تحل له ما دام مشركا ورجع أبو العاص إلى مكة فأدى إلى كل ذي حق حقه ثم اسلم ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما مهاجرا في المحرم سنة سبع من الهجرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بذلك النكاح الاول أخبرنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك قال رأيت على زينب بنت رسول الله صلى
[ 34 ]
الله عليه وسلم برد سيراء من حرير أخبرنا محمد بن عمر حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة ثمان من الهجرة أخبرنا محمد بن عمر حدثني معارية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال كانت أم أيمن ممن غسل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا معاوية الضرير حدثنا عاصم الاحول عن حفصة عن أم عطية قالت لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا واجعلن في الخامسة كافورا أو شيئا من كافور وإذا غسلتنها فأعلمنني فلما غسلناها أعلمناه
فأعطانا حقوه فقال أشعرنها إياه أخبرنا يزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الازرق وروح بن عبادة عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين قالت حدثتني أم عطية قالت توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا رسول الله فقال اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك وغسلنها بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإن فرغتن فآذنني قالت فآذناه فألقى إلينا حقوه أو قالت حقوا وقال أشعرنها هذا قال يزيد في حديثه قالت فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث قرنيها وناصيتها وألقينا خلفها مقدمها قال إسحاق الازرق وحقوه إزاره أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك بن أنس عن أيوب عن محمد بن سيرين أن أم عطية الانصارية قالت دخل علينا رسول الله صلى
[ 35 ]
الله عليه وسلم حين توفيت ابنته فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني قالت فلما فرغنا آذناه فأعطانا حقوه فقال أشعرنها إياه يعني إزاره أخبرنا وكيع بن الجراح عن يزيد بن إبراهيم عن بن سيرين عن أم عطية قالت لما غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا رسول الله اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو اكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واجعلن في الآخرة شيئا من كافور وسدر أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة حدثنا بن عون عن محمد عن
امرأة أو امرأتين عن أم عطية قالت توفيت إحدى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا رسول الله اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واغسلنها بسدر واجعلن في الآخرة شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني قالت فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه أو قالت حقوا وقال أشعرنها إياه أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أم عطية قالت توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا رسول الله فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة منهن كافورا أو قال شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه وقال أشعرنها إياه أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حفصة عن أم عطية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن قالت أم عطية وجعلنا رأسها ثلاثة قرون
[ 36 ]
أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن هشام عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت لما غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم ضفرنا شعرها ثلاثة قرون ناصيتها وقرنيها وألقيناه خلفها أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسلها إبدأوا بميامنها ومواضع الوضوء
رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كان تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما بعث رسول الله وأنزل الله تبت يدي أبي لهب قال له أبوه أبو لهب رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم يكن دخل بها وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء وتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما لاول من هاجر إلى الله تبارك وتعالى بعد لوط وكانت في الهجرة الاولى قد أسقطت من عثمان ولدا ثم ولدت له بعد ذلك ابنا فسماه عبد الله وكان عثمان يكنى به في الاسلام وبلغ سنه سنتين فنقره ديك في وجهه فطمر وجهه فمات ولم تلد له شيئا بعد ذلك وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله ومرضت ورسول الله يتجهز إلى بدر فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فتوفيت ورسول الله ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا فدخل المدينة حين
[ 37 ]
سوي التراب على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن
بسوط فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال دعهن يا عمر يبكين ثم قال إبكين وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تبكي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدمع عن عينيها بطرف ثوبه قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال الثبت عندنا من جميع الرواية أن رقية توفيت ورسول الله ببدر ولم يشهد دفنها ولعل هذا الحديث في غيرها من بنات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي شهد دفنهن فإن كان في رقية وكان ثبتا فلعله أتى قبرها بعد قدومه المدينة وبكاء النساء عليها بعد ذلك أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تبت يدا أبي لهب قال له أبوه أبو لهب رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم يكن دخل بها فلم تزل بمكة مع رسول الله وأسلمت حين أسلمت أمها وبايعت رسول الله مع أخواتها حين بايعه النساء وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله
[ 38 ]
وخرجت مع عيال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فلم تزل بها فلما توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول الله وكانت بكرا وذلك في شهر ربيع الاول سنة ثلاث من الهجرة وأدخلت عليه في هذه السنة في جمادى الآخرة
فلم تزل عنده إلى أن ماتت ولم تلد له شيئا وماتت في شعبان سنة تسع من الهجرة فقال رسول الله لو كن عشرا لزوجتهن عثمان أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن بن شهاب عن أنس بن مالك أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله برد حرير سيراء أخبرنا وكيع بن الجراح عن صالح بن أبي الاخضر عن الزهري عن أنس بن مالك قال رأيت على أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن عبد الله العنسي عن عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب عن فاطمة الخزاعية عن أسماء بنت عميس قالت أنا غسلت أم كلثوم بنت رسول الله وصفية بنت عبد المطلب وجعلت عليها نعشا أمرت بجرائد رطبة فواريتها أخبرنا محمد بن عمر حدثني مالك بن أبي الرجال عن أبيه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن قالت غسلها نساء من الانصار فيهن أم عطية ونزل في حفرتها أبو طلحة أخبرنا محمد بن عمر حدثني فليح بن سليمان عن هلال بن أسامة عن أنس بن مالك قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا على قبرها فرأيت عينيه تدمعان فقال فيكم أحد لم يقارف الليل فقال أبو طلحة أنا يا رسول الله قال انزل
[ 39 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن عبد
الرحمن بن سعد بن زرارة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس على حفرتها ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وأسامة بن زيد أمامة بنت أبي العاص بن البيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا الليث بن سعد بن أبي سعيد المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول بينا نحن على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله وهي صبية قال فصلى رسول الله وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها على عاتقه إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني عن بن عجلان عن المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها أخبرنا يحيى بن عباد حدثنا فليح بن سليمان حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة بن ربعي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يحمل أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها أخبرنا أبو الوليد بن عطاء بن الاغر المكي حدثنا إبراهيم بن سعد
[ 40 ]
عن أبيه عن أبي سليمان عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذأ قام حملها أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد بن جدعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أهله ومعه قلادة جزع فقال لاعطينها أحبكن إلي فقلن يدفعها إلى ابنة أبي بكر فدعى بابنة أبي العاص من زينب فعقدها بيده وكان على عينها رمص فمسحه بيده صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أمه عن عائشة أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فأخذه وإنه لمعرض عنه فأرسل به إلى ابنة ابنته زينب فقال تحلي بهذا يا بنية أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها أخبرنا محمد بن إسما عيل بن أبي فديك المديني عن بن أبي ذئب أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل بن الحارث إن معاوية قد خطبني فقال لها تزوجين بن آكلة الاكباد فلو جعلت ذلك إلي قالت نعم قال قد تزوجتك قال بن أبي ذئب فجاز نكاحه
[ 41 ]
ذكر عمات رسول الله ص صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهي أخت حمزة بن عبد المطلب لامه كان تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فولدت له صفيا رجلا ثم خلف عليها العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة وأسلمت صفية وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وسقا بخيبر أخبرنا أسامة حماد بن أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لقتال عدوه من المدينة رفع أزواجه ونساءه في أطم حسان بن ثابت لانه كان من أحصن آطام المدينة وتخلف حسان يوم أحد فجاء يهودي فلصق بالاطم يستمع ويتخبر فقالت صفية بنت عبد المطلب لحسان إنزل إلى هذا اليهودي فاقتله فكأنه هاب ذلك فأخذت عمودا فنزلت فختلته حتى فتحت الباب قليلا قليلا ثم حملت عليه فضربته بالعمود فقتلته أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن زيد بن سلمة عن هشام بن عروة أن صفية بنت عبد المطلب جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتقول انهزمتم عن رسول الله فلما رآها رسول الله ص قال يا زبير المرأة وكان حمزة قد بقر بطنه فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تراه وكانت أخته فقال الزبير يا أمه إليك إليك فقالت تنح لا أم لك فجاءت فنظرت
[ 42 ]
إلى حمزة وقبر صفية بنت عبد المطلب بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة عند الوضوء وتوفيت صفية في خلافة عمر بن الخطاب وقد روت عن رسول الله ص أروى بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصي فولدت له طليبا ثم خلف عليها أرطأة بن شرحبيل بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له فاطمة ثم أسلمت أروى بنت عبد المطلب بمكة وهاجرت إلى المدينة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال أسلم طليب بن عمير في دار الارقم بن أبي الارقم المخزومي ثم خرج فدخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال تبعت محمدا وأسلمت لله فقالت له أمه إن أحق من وازرت وعضدت خالك والله لوكنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه فقال طليب فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة ثم قالت أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن فقال طليب فإني أسألك بالله إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم كانت تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره أخبرنا محمد بن عمر حدثني سلمة بن بخت عن عميرة بنت عبيد
الله بن كعب بن مالك عن أم درة عن برة بنت أبي تجراة قالت عرض
[ 43 ]
أبو جهل وعدة من كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه فأخذوه وأوثقوه فقام دونه أبو لهب حتى خلاه فقيل لاروى ألا ترين ابنك طليبا قد صير نفسه غرضا دون محمد فقالت خير أيامه يوم يذب عن بن خاله وقد جاء بالحق من عند الله فقالوا ولقد تبعت محمدا قالت نعم فخرج بعضهم إلى أبي لهب فأخبره فأقبل حتى دخل عليها فقال عجبا لك ولاتباعك محمدا وتركك دين عبد المطلب فقالت قد كان ذلك فقم دون بن أخيك واعضده وامنعه فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك فإن يصب كنت قد أعذرت في بن أخيك فقال أبو لهب ولنا طاقة بالعرب قاطبة جاء بدين محدث قال ثم انصرف أبو لهب قال محمد وسمعت غير محمد بن عمر يذكر أن أروى قالت يومئذ إن طليبا نصر بن خاله آساه في ذي ذمة وماله عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له عبد الله وزهيرا وقريبة ثم أسلمت عاتكة بنت عبد المطلب بمكة وهاجرت إلى المدينة وكانت قد رأت رؤيا أفزعتها وعظمت في صدرها فأخبرت بها أخاها العباس بن عبد المطلب وقالت أكتم علي ما أحدثك فإني أتخوف أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة وكانت رأت في المنام قبل خروج قريش إلى بدر راكبا
أقبل على بعير حتى وقف بالابطح ثم صرخ بأعلى صوته يآل عذر انفروا إلى مصارعكم في ثلاث صرخ بها ثلاث مرات قالت فأرى الناس
[ 44 ]
اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه إذ مثل به بعيره على ظهر الكعبة فصرخ بمثلها ثلاثا ثم مثل به بعيره على أبي قبيس فصرخ بمثلها ثلاثا ثم أخذ صخرة من أبي قبيس فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل إنفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار من دور مكة إلا دخلته منها فلذة ولم يدخل دارا ولا بيتا من بيوت بني هاشم ولا بني زهرة من تلك الصخرة شئ فقال أخوها العباس إن هذه لرؤيا فخرج مغتما حتى لقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه ففشا الحديث في الناس فتحدثوا برؤيا عاتكة فقال أبو جهل يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن تنبأ رجالكم حتى تنبأ نسائكم زعمت عاتكة أنها رأت في المنام كذا وكذا فسنتربص بكم ثلاثا فإن يكن ما قالت حقا وإلا كتبنا عليكم أنكم أكذب أهل بيت في العرب فقال له العباس يا مصفر استه أنت أولى بالكذب واللؤم منا فلما كان في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة قدم ضمضم بن عمرو وقد بعثه أبو سفيان بن حرب يستنفر قريشا إلى العير فدخل مكة فجدع أذني بعيره وشق قميصه قبلا ودبرا وحول رحله وهو يصيح يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة قد عرض لها محمد وأصحابه الغوث الغوث والله ما أرى أن تدركوها فنفروا إلى عيرهم ومشوا إلى أبي لهب ليخرج معهم فقال واللات والعزى لا أخرج ولا أبعث أحدا وما منعه من ذلك إلا إشفاقا من رؤيا عاتكة وإنه كان يقول رؤيا عاتكة أخذ باليد
وكان من عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم تدرك الاسلام
[ 45 ]
أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية كريز بن ربيعة بن حبيب بن شمس بن عبد مناف بن قصي فولدت له عامرا وأروى وطلحة وأم طلحة فتزوج أروى بنت كريز عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس فولدت له عثمان بن عفان ثم خلف عليها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وخالدا وأم كلثوم بني عقبة برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له أبا سلمة بن عبد الاسد فشهد بدرا وهو زوج أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلف على برة بعد عبد الاسد بن هلال أبورهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له أبا سبرة بن أبي رهم شهد بدرا أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وتزوجها في الجاهلية جحش بن
[ 46 ]
رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية بن عبد شمس فولدت له عبد الله شهد بدرا وعبيد الله وعبدا وهو أبو أحمد وزينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمنة بنت جحش وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر ذكر بنات عمومة رسول الله ص ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم المقداد بن عمر بن ثعلبة بن بهراء وكان حليفا للاسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه وكان يقال له المقداد بن الاسود فولدت ضباعة للمقداد عبد الله وكريمة وقتل عبد الله يوم الجمل فمر به علي بن أبي طالب قتيلا فقال بئس بن الاخت أنت وكان مع عائشة قال وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير في خيبر أربعين وسقا أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فولدت محمدا و عبد الله وعباسا والحارث وعبد شمس وعبد المطلب
[ 47 ]
وأمية رجلا وأروى الكبرى وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أم الحكم في خيبر ثلاثين وسقا وروت أم الحكم عن النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت الزبير بن عبد المطلب وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر أربعين وسقا أم الزبير بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر أربعين وسقا أم هاني وإسمها فاختة ابنة أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي تزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي ولدت له جعدة بن هبيرة وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر أربعين وسقا
[ 48 ]
أم طالب بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي لم يذكرها هشام بن الكلبي في كتاب النسب في أولاد أبي طالب وذكر أنه كان لابي طالب من البنات أم هانئ وجمانة وريطة ولعل ريطة هي أم طالب كما سماها محمد بن عمر في كتاب طعم النبي صلى الله عليه وسلم أنه أطعم أم طالب بنت أبي طالب في خيبر أربعين وسقا وأم
ولد أبي طالب كلهم الرجال والنساء فاطمة بنت أسد ما خلا طريق بن أبي طالب جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له جعفر بن أبي سفيان وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر ثلاثين وسقا أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها سلمى بنت عميس بن معد بن تيم بن مالك بن قحافة بن خثعم وأمامة التي اختصم فيها علي وجعفر ابنا أبي طالب بن عبد المطلب وزيد بن حارثة
[ 49 ]
أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب بن هاشم وأمها أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية تزوجها الاسود بن سفيان بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله من مخزوم فولدت له زرقاء ولبابة وهم يسكنون بمكة هند بنت المقوم بن عبد المطلب وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة بن غزية بن حذيم بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص تزوجها أبو عمرة واسمه بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن الحارث بن مالك بن النجار من الانصار فولدت له عبد الله وعبد الرحمن أروى
بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة بن غزية بن حذيم بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص تزوجها أبو مسروح وهو الحارث بن يعمر بن حيان بن عميرة بن ملان بن ناصرة بن قصية بن سعد بن بكر بن هوازن وكان حليفا للعباس بن عبد المطلب فولدت له عبد الله بن أبي مسروح أم عمرو بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة تزوجها مسعود بن معتب الثقفي فولدت له عبد الله بن مسعود
[ 50 ]
ثم تزوجها أبو سفين ان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له عاتكة بنت أبي سفيان أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها غزية بنت قيس بن طريق بن عبد العزى بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر تزوجها أبو وداعة بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم فولدت له المطلب وأبا سفيان وأم جميل وأم حكيم والربعة بنت أبي وداعة درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس تزوجها الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي فولدت له الوليد وأبا الحسن ومسلما ثم قتل يوم بدر كافرا فخلف عليها دحية بن خليفة بن فروة الكلبي عزة
بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس تزوجها أوفى بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الاوقص السلمي فولدت له عبيدة وسعيدا وإبراهيم بني أوفى
[ 51 ]
خالدة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية تزوجها عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي فولدت له فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي تزوجها أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له عليا وجعفرا وعقيلا وطالبا وهو أسنهم وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب رقيقة بنت صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها هالة بنت كلدة بن عبد الدار بن قصي تزوجها نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له مخرمة بن نوفل أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت صيفي بن هاشم بن عبد مناف قالت كأني أنظر إلى عمي شيبة تعني عبد المطلب وأنا يومئذ جارية يوم دخل به علينا المطلب بن عبد مناف فكنت أول من سبق إليه فالتزمته وخبرت به أهلنا
وهي يومئذ أسن من عبد المطلب وقد أسلمت وأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كانت أشد الناس على ابنها مخرمة
[ 52 ]
أخبرني محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها أن رقيقة بنت صيفي بن هاشم بن عبد مناف وهي أم مخرمة بن نوفل حذرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن قريشا قد اجتمعت تريد بياتك الليلة قال المسور فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فراشه وبات علي بن أبي طالب عليه السلام ذكر أزواج رسول الله ص خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حكينا أمرها وكتبنا نسبها وخبرها وتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها قبل النبوة وإسلامها وولدها ووفاتها في أول الكتاب وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها الشموس بنت قيس بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار من الانصار تزوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأسلمت بمكة قديما وبايعت وأسلم زوجها السكران بن عمرو وخرجا جميعا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية
[ 53 ]
أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال قدم السكران بن عمرو مكة من أرض الحبشة ومعه امرأته سودة بنت زمعة فتوفي عنها بمكة فلما حلت أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها فقالت أمري إليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مري رجلا من قومك يزوجك فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود فزوجها فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله بن مسلم قال سمعت أبي يقول تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة في رمضان سنة عشرة من النبوة بعد وفاة خديجة وقبل تزوج عائشة ودخل بها بمكة وهاجر بها إلى المدينة أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قال حدثني بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت زمعة بنت سودة قد أسنت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستكثر منها وقد علمت مكاني من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه يستكثر مني فخافت أن يفارقها وضنت بمكانها عنده فقالت يا رسول الله يومي الذي يصيبني لعائشة وأنت منه في حل فقبله النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك نزلت وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا الآية أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضى رسول الله
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا حاتم بن إسماعيل عن النعمان بن ثابت التيمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة إعتدي فقعدت له على طريقه ليلة فقالت يا رسول الله مابي حب الرجال
[ 54 ]
ولكني أحب أن أبعث في أزواجك فارجعني قال فرجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي حدثنا القاسم بن أبي بزة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى سودة بطلاقها لما أتاها جلست على طريقه بيت عائشة فلما رأته قالت أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني الموجدة وجدتها في قال لا قالت فإني أنشدك بمثل الاولى أما راجعتني وقد كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبي صلى الله عليه وسلم قالت فإني وقد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن حميد العبدي أخبرنا معمر قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أراد فراق سودة فكلمته في ذلك فقالت يا رسول الله مابي على الازواج حرص ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن سودة كانت وهبت يومها لعائشة عليها السلام أبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن سمية عن عائشة أنها كانت تقول مامن الناس امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة إلا أنها امرأة فيها حسد أخبرنا أبو معاوية الضرير
أخبرنا الاعمش عن إبراهيم قال قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم قال فضحك وكانت تضحكه الاحيان بالشيئ أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
[ 55 ]
ذات يوم فقلنا يا رسول الله أينا أسرع لحاقا بك قال أطولكن يدا فأخذنا قصبة نذرعها فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس أطولنا ذراعا قالت وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سودة أسرعنا به لحاقا فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة وكانت امرأة تحب الصدقة قال محمد بن عمر هذا الحديث وهل في سودة وإنما هو في زينب بنت جحش وكانت أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوقا به وتوفيت في خلافة عمر بن الخطاب وبقيت سودة بنت زمعة فيما حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه أن سودة توفيت في شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان قال محمد بن عمر وهذا الثبت عندنا أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا بن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة قال سمعت أبا هريرة يقول حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسائه عام حجة الوداع ثم قال هذه حجة ثم ظهور الحصر قال أبو هريرة وكان كل نساء النبي صلى الله عليه وسلم يحججن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش قالتا لا تحركنا دابة بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وحدثنا محمد بن عمر حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن بن سيرين قال قالت سودة حججت واعتمرت فأنا أقر في بيتي كما أمرني الله عزوجل وحدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح عن بن كيسان عن صالح بن نبهان مولى التؤمة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من حجة الوداع هذه في ظهور الحصر قال صالح وكانت سودة تقول لا أحج بعدها أبدا أخبرنا عبد الله بن مسلم بن قعنب حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم
[ 56 ]
بن محمد عن عائشة قالت استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبله وقبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة يقول القاسم والثبطة الثقيلة قال فأذن لها فخرجت قبل دفعة الناس أو حبسنا حتى أصبحنا فدفعنا بدفعة ولا أكون استأذنت رسول الله كما استأذنته سودة فأكون أدفع بإذنه قبل الناس أحب إلي من مفروح به أخبرنا محمد بن عبيد الطفانسي حدثنا عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت وددت أني كنت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة فأصلي الصبح بمنى قبل أن يجئ الناس فقالوا لعائشة أستأذنته سودة فقالت نعم إنها كانت أمرأة ثقيلة ثبطة فأذن لها أخبرنا عبد الله بن وهب المصري عن أفلح بن حميد عن قاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن سودة بنت زمعة
استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن تتقدم من جمع إلى منى وكانت امرأة ثقيلة ثبطة فأذن لها حدثنا محمد بن عمر عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال سمعت عبد الرحمن الاعرج يحدثنا في مجلسه في المدينة يقول أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا قال ويقال قمح أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن محمد بن عمر أن بن الخطاب بعث إلى سودة بنت زمعة بغرارة من دراهم قالت ما هذا قالوا دراهم في قالت في الغرارة مثل التمر يا جاري بلغيني القنع قال ففرقتها أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل
[ 57 ]
بن عمرو فرأت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها فأخبرت زوجها بذلك فقال وأبيك لان صدقت روئتك لاموتن وليتزوجنك رسول الله صلى الله عليوسلم فقالت حجرا وسترا وقال هشام الحجر تنفي عن نفسها ذاك ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال وأبيك لان صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عبيد الطفانسي حدثني محمد بن عمرو عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا جاءت خولة بنت حكيم بن الاوقص السلمية امرأة عثمان بن مضعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة فقال أجل فكانت أم العيال وربة البيت قالت أفلا أخطب عليك قال بلى فإنكن معشر النساء أرفق بذلك فخطبت عليه سودة بنت زمعة من بني عامر بن لؤي وخطبت عليه عائشة بنت أبي بكر فتزوجها فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ كانت بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن مسلم عن أبيه قال توفيت سودة بنت زمعة بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
[ 58 ]
عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق عائشة فقال أبو بكر يا رسول الله لقد كنت وعدت بها أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم ففعل ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بكرا أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن أبيه
عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قالت سمعت عائشة تقول تزوجني رسول الله صفي شوال سنة عشر من النبوة فبل الهجرة لثلاث سنين وأنا ابنة ست سنين وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم على المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول وأعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو حمزة ميمون مولى عروة بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لالعب مع الجواري فما دريت أن رسول الله تزوجني حتى أخذتني أمي فحبستني في البيت عن الخروج فوقع في نفسي أني تزوجت فما سألتها حتى كانت أمي هي التي أخبرتني أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله ص
[ 59 ]
وسلم وأنا بنت ست سنين ودخل علي وأنا بنت تسع سنين وقد دخلت عليه وإني لالعب بالبنات مع الجواري فيدخل فينقمع منه صواحبي فيخرجن فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسر بهن علي أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحضى عنده مني وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساؤها في شوال
أخبرنا عبد الله بن نمير عن الاجلح عن عبد الله بن أبي ملكية قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق فقال إني كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم فاستسلها منهم فطلقها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا يزيد بن هارون حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر وهي صبية فقال أي رسول الله أيتزوج الرجل أبنة أخيه فقال إنك أخي في ديني قال فزوجها إياه على متاع بيت قيمته خمسون أو نحو خمسين فأتتها حاضنتها وهي تلعب مع الصبيان فأخذت بيدها فانطلقت بها إلى البيت فأصلحتها وأخذت معها حجابا فأدخلتها على رسول الله أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وأدخلت عليه وأنا بنت تسع سنين وكنت العب على المرجوحة ولي جمة فأتيت وأنا ألعب عليها فأخذت فهيأت ثم أخلت عليه وأري صورتي في حريرة أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل
[ 60 ]
عن عبد الله بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة على بيت قيمته خمسون أو نحو خمسون درهما
أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي ابنة سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي ابنة ست سنين أو سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع تسع سنين أخبرنا أبو معاوية الضرير حدثنا الاعمش عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة قالت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال تزوج رسول الله عائشة وهي بنت ست سنين ودخل بها وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد مثله أخبرنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الاسدي قالوا حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وأدخلت عليه في شوال فأي نسائه كان أحضى عنده مني وكانت تستحب أن تدخل نساؤها في شوال وقال أبو عاصم إنما كره الناس
[ 61 ]
أن يدخلوا النساء في شوال لطاعون وقع في شوال في الزمن الاول قال أبو عاصم وأخبرنا سفيان وهذا حديث سنة ست وأربعين ومائة بمكة في دار أبي الحسن بن وهب الجمحي
أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا جعفر بن سليمان أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوج بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين ودخل بي وأنا ابنة تسع سنين وكنت ألعب بألبنات مع صواحبي فإذا جاء وهن بين أيدينا يقول لنا النبي صلى الله عليه وسلم مكانكن أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت ألعب بألبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكن يأتين صواحبي ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله يسر بهن إلي فيلعبن معي أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين وكانت عنده تسع سنين أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صوأنا ابنة سبع سنين وبنى بي وأنا ابنة تسع أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري قال ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدة عائشة وهي ابنة ست سنين وجمعها وهي ابنة تسع سنين وتوفي عنها وهي ابنة ثماني عشرة أخبرنا محمد بن حميد العبيدي حدثنا معمر عن الرهري وهشام بن عروة قالا نكح النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت تسع سنوات أو سبع
[ 62 ]
أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي أخبرنا وهيب عن عبيد الله بن عمر عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت كنت ألعب بالبنات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا خارجة بن عبد الله عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا ألعب بالبنات فقال ما هذا يا عائشة فقالت خيل سليمان فضحك أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسرائيل عن الاعمش عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة قالت تزوج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ست سنين وبنى بي وأنا ابنة تسع سنين وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ثماني عشر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ريطة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها سئلت متى بنى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر يشتريان ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاث وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير فخرجوا مصطحبين فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة ثم رحلوا من مكة جميعا وصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة بآل أبي بكر فخرجنا جميعا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة وحمل زيد أم
أيمن وأسامة بن زيد وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه وخرج طلحة بن عبيد الله واصطحبنا جميعا حتى إذا كنا بالبيض من منى
[ 63 ]
نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي فجعلت أمي تقول وابنتاه واعروساه حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت وسلم الله عزوجل ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر ونزل آل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبني المسجد وأبياتا حول المسجد فأنزل فيها أهله ومكثنا أياما في منزل أبي بكر ثم قال أبو بكر يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصداق فأعطاه أبو بكر الصداق اثني عشر أوقية ونشأ وبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا وبنى بي رسول الله في بيتي هذا الذي أنا فيه وهو الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل رسول الله لنفسه باب بالمسجد وجاه باب عائشة قالت وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عندها أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا زهير بن معاوية أخبرنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أن سودة وهبت يومها لعائشة فقالت يومي لعائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم لسودة أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام يعني بن عروة عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن النساء قد اكتنين فكنني قال تكني بابنك عبد الله أخبرنا حجاج بن نصر
أخبرنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر قيل ماهن يا أم المؤمنين قالت لم ينكح بكرا قط غيري ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله عزوجل براءتي من السماء وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة فقال تزوجها فإنها امرأتك
[ 64 ]
فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري ومات في الليلة كان يدور علي فيها ودفن في بيتي أخبرنا شبابة بن سوار حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل قال قال عمار وذكر عائشة فقال أما إنا نعلم أنها زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا وهيب بن خالد وعبد العزيز بن المختار قالا أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريتك في المنام مرتين أرى رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب بن خالد حدثنا هشام بن عروة عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت يا نبي الله ألا تكنيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتني بابنك عبد الله
فكانت تكنى بأم عبد الله أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا مهدي بن ميمون حدثنا شعيب بن الحجاب قال سمعت الشعبي يحدث عن مسروق قال كان إذا حدث عن عائشة أم المؤمنين يقول حدثتني الصادقة بنت الصديق المبرأة كذا وكذا وقال غيره في هذا الحديث حبيبة حبيب الله حدثنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة يا أمة فقالت لست بأمك أنا أم رجالكم
[ 65 ]
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان لها بنات تعني اللعب فكان إذا دخل النبي صلى الله عليه وسلم استستر بثوبه منها قال أبو عوانة لكي لا تمتنع أخبرنا هشام أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عائشة أنها قالت أعطيت خلا لا ما أعطيتها امرأة ملكني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين وأتاه الملك بصورتي في كفه فنظر إليها وبنى بي لتسع سنين ورأيت جبريل ولم تره امرأة غيري قبلي وكنت أحب النساء إليه وكان أبي أحب أصحابه إليه ومرض رسول الله في بيتي فمرضته فقبض ولم يشهده غيري والملائكة أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن سودة لما كبرت وهبت يومها لي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لي يومي ويومها أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حميد بن عريب قال وقع رجل في عائشة يوم الجمل واجتمع عليه الناس
فقال عمار ما هذا قالوا رجل يقع في عائشة فقال عمار أسكت مقبوحا منبوحا أتقع في حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لزوجته في الجنة أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي سلمة الماجشون عن أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم من أزواجك في الجنة قال أنت منهن أ خبرنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن إسحاق بن طلحة قال أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 66 ]
قال لقد أريتها في الجنة ليهون بذلك علي موتي كأني أرى كفيها يعني عائشة أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت ألعب بالبنات ويجئن صواحبات فيلعبن معي فإذا رأين رسول الله انقمعن منه فكان رسول الله يدخلهم فيلعبن معي أخبرنا معاوية الضرير عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة زوجتي في الجنة أخبرنا معاوية الضرير عن هسام بن عروة عن عباد بن حمزة عن عائشة قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كنيت نساءك فكنني قال تكني بابن أختك عبد الله أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة أن عائشة قالت يا نبي الله ألا تكنيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم
اكتني بابنك عبد الله بن الزبير فكانت تكنى بأم عبد الله أخبرنا معاوية الضرير حدثنا الاعمش عن مسلم عن مسروق أنه قيل له هل كانت عائشة تحسن الفرائض أي والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الاكابر يسألونها عن الفرائض أخبرنا أبو معاوية الضرير ومحمد بن عبيد الله الطنافسي قالا حدثنا الاعمش عن مسلم عن مسروق أنه كان إذا حدث عن عائشة قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الاعمش عن تيم بن سلمة عن عروة عن عائشة قال رأيتها تصدق بسبعين ألفا وإنها لترفع جانب درعها أخبرنا أبو معاوية الضرير حدثنا هشام بن عروة عن عائشة قال رأيتها تصدق بسبعين ألفا وإنها لترفع جانب درعها
[ 67 ]
أخبرنا أبو معاوية الضرير حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة قالت بعث بن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم في الناس قال فلما أمست قالت يا جارية هاتي فطري فقالت أم ذرة يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت لا تعنفيني لو كنت أذكرتني لفعلت أخبرنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال فرض عمر لامهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين وقال إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبيد قالا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص قال يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قال إنما أقول من الرجال قال أبوها أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قالت امرأة لعائشة يا أمه قالت إني لست بأمك إنما أنا أم رجالكم أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين أتيت بك في سرقة حرير فأكشفها فإذا هي أنت قال فيقال هذه امرأتك قال فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه أخبرنا محمد بن زيد الواسطي أخبرنا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن مسروق قال قالت لي عائشة لقد رأيت جبريل واقفا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله يناجيه فلما دخل قلت يا رسول الله من هذا الذي رأيتك تناجيه قال وهل رأيته قلت نعم قال فبمن شبهته
[ 68 ]
قلت بدحية الكلبي قال لقد رأيت خيرا كثيرا ذاك جبريل قالت فما لبثت إلا يسيرا حتى قال يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام قلت وعليه السلام جزاه الله من دخيل خيرا أخبرنا يزيد بن هارون ووكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالوا حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل يقرأ عليك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله
قال وكيع وزاد فيه عبد الله بن حبيب عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بخ بخ وزاد فيه مطيع بن عبد الله عن الشعبي سمعه منه قال قالت عائشة مرحبا به زائرا ودخيلا أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا شعبة قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني عن القاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر أخبرنا حجاج بن محمد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عائشة أنها كانت تصوم الدهر أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال قال عطاء كنت آتي عائشة وأنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير قال قلت وما حجابها يومئذ قال هي حينئذ في قبة لها تركية عليها غشاؤها بيننا وبينها ولكن قد رأيت عليها درعا معصفرا وأنا صبي أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان قال سألت الزهري عن الرجل يخير امرأته فتختاره قال حدثني عروة بن الزبير عن عائشة قالت أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال إني سأعرض عليك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي به حتى تشاوري أبويك قلت وما هذا الامر قالت فتلا علي يا أيها النبي قل لازواجك إكنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى قوله فإن الله أعد للمحسنات منكن
[ 69 ]
أجرا عظيما قالت عائشة في أي ذلك تأمرني أن أشاور أبوي بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة قال فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه وقال سأعرض على صواحبك ما عرضت عليك قالت فلا تخبرهن بالذي اخترت فلم يفعل كان يقول لهن كما قال لعائشة
ثم يقول قد اختارت عائشة الله ورسوله والدار الآخرة قالت عائشة فقد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نر ذلك طلاقا أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي مرة المكي حدثنا نافع بن عمر قال حدثني بن أبي مليكة قال كان بن الزبير إذا حدث عن عائشة قال والله لا تكذب عائشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة يا بن أختي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخفى علي حين تغضبين ولا حين ترضين فقلت بم تعرف ذاك بأبي أنت وأمي قال أما حين ترضين فتقولين حين تحلفين لا ورب محمد وأما حين تغضبين فتقولين لا ورب إبراهيم فقلت صدقت يا رسول الله أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن إسماعيل بن رافع عن إسحاق الاعمى قال دخلت على عائشة فاحتجبت مني فقلت تحتجبين مني ولست أراك قالت إن لم تكن تراني فإني أراك أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال سمعت عبد الرحمن الاعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا ويقال قمح أخبرنا أنس بن عياض و عبد الله بن نمير قالا حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال كان لعائشة كساء خز تلبسه فكسته عبد الله بن الزبير
[ 70 ]
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن شمسية أنها
دخلت على عائشة وعليها ثياب من هذه السيد الصفاق ودرع وخمار ونقبة وقد لونت بشئ من عصفر أخبرنا إسحاق بن يوسف الازرق حدثنا مالك قال حدثتني امرأة عن عمتها قالت كانت عائشة تلبس المعصفر أخبرنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم يقول إن عائشة كانت تلبس المعصفر وهي محرمة أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو قال سمعت القاسم بن محمد يحدث أن عائشة كانت تلبس الاحمرين المذهب والمعصفر وهي محرمة أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها كانت تلبس المعصفر أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو قال سألت القاسم بن محمد قلت إن ناسا يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الاحمرين العصفر والذهب فقال كذبوا والله لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات وتلبس خواتم الذهب أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا عبد الرحمن بن القاسم أن القاسم قال كانت عائشة تحرم في الدرع المعصفر حدثنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال حدثني بن أبي مليكة قال حدثني بن أبي مليكة قال رأيت على عائشة درعا مضرجا أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا المعلى بن زياد القطعي حدثنا بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء
فقالت شجرة طيبة وماء طهور وسألتها عن الحفاف فقالت لها إن كان
[ 71 ]
لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي أخبرنا حجاج بن نصير حدثنا علي بن المبارك قال حدثتنا أم شيبة قالت رأيت على عائشة ثوبا معصفرا أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمرة عن عائشة أنها قالت لا بد للمرأة من ثلاثة أثواب تصلي فيهن درع وجلباب وخمار وكانت عائشة تحل إزارها فتجلبب به أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت دخلت حفصة بنت عبد الرحمن على عائشة أم المؤمنين وعلى حفصة خمار رقيق فشقته عائشة عليها وكستها خمارا كثيفا أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثتنا أم نصر قالت حدثتنا معاذة قالت رأيت على عائشة ملحفا معصفرا حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا سفيان عن بن جريج عن الحسن بن مسلم عن صفية قالت رأيت عائشة طافت بالبيت وهي منتقبة أخبرنا حجاج بن نصير حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الله بن أبي مليكة قال رأيت على عائشة ثوبا مضرجا فقلت وما المضرج فقال هذا الذي تسمونه المورد أخبرنا الفضل بن دكين حدثتنا حبيبة بنت عباد البارقية عن أمها قالت رأيت على عائشة درعا أحمر وخمارا أسود أخبرنا سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم قالا حدثنا الاسود بن شيبان قال حدثتني أم المغيرة مولاة الانصار قالت سألت عائشة عن
الحرير قالت قد كنا نكسى ثيابا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها السيراء فيها شئ من حرير أخبرنا محمد بن محمد بن الوليد الازرقي المكي حدثنا داود بن عبد الرحمن عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يحدث أنه
[ 72 ]
كان عليه كساء خز في يوم بارد وأنه ألبسه عائشة فلم تؤخره أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة كست عبد الله بن الزبير مطرف خز كانت تلبسه أخبرنا معن بن عيسى ومطرف بن عبد الله قالا حدثنا مالك بن أنس عن نافع مولى بن عبد الله بن عمر عن القاسم بن محمد أن محمد بن الاشعث قال لعائشة ألا نجعل لك فروا نهديه إليك فإنه أدفأ تلبسينه فقالت إني لاكره جلود الميتة فقال إني سأقوم عليه ولا أجعله لك إلا ذكيا فجعله لها فأرسل به إليها فكانت تلبسه أخبرنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جيبها فشقته عائشة عليها وقالت أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ثم دعت بخمار فكستها أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن بن جريج قال أخبرت عن عكرمة قال كانت عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتخضبن بالحناء وهن حرم وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويحججن في المعصفرات أخبرنا محمد بن عمر حدثنا منصور بن سلمة عن أبيه عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت خرجنا
مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالقاحة سأل على وجهي من رأسي صفرة مما جعلت في رأسي الطيب حين خرجت فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لونك الآن يا شقيراء لحسن أخبرنا محمد بن عمر حدثنا الثوري عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقال جهادكن الحج أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن
[ 73 ]
أبيه قال ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا والمائة بيت أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة قال كانت عائشة تحتجب من حسن وحسين قال فقال بن عباس إن دخلوهما عليها لحل أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال كان حسن وحسين لا يدخلان على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال بن عباس أما إن دخولهما على أزواج النبي لحل لهما قال محمد بن عمر لانهما ولد ولد النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال أبو حنيفة ومالك بن أنس الرجل يتزوج المرأة فلا تحل لولده ولا لولد ولده من الذكور أن يتزوجها أبدا لا هم ولا أولادهم ولا أولاد بناتهم وهذا مجمع عليه أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الاسدي عن شعيب بن الحبحاب عن أبي سعيد أن داخلا دخل على عائشة وهي تخيط نقبة لها فقال يا أم المؤمنين أليس قد أكثر الله الخير قالت دعنا منك لا جديد لمن لا خلق له
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا بن عون عن القاسم قال كانت أم المؤمنين إذا تعودت خلقا لم تحب أن تدعه أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أمه قالت رأيت على عائشة ثيابا حمرا كأنها شرر وهي محرمة أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا حميد بن عبد الله الاصم عن أمه قالت رأيت على عائشة خمارا أسود جيشانيا أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثتنا أم نهار قالت حدثتنا أمينة قالت رأيت على عائشة ملحفة مورسة وخمارا جيشانيا إلى السواد ما هو أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
[ 74 ]
وددت أني إذا مت كنت نسيا منسيا أخبرنا يعلى بن عبيد ووكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالوا حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أسامة بن زيد عن بعض أصحابه عن عائشة أنها قالت حين حضرتها الوفاة يا ليتني لم أخلق يا ليتني كنت شجرة أسبح وأقضي ما علي أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا هشام بن المغيرة حدثني يحيى بن عمرو عن أبيه عمرو بن سلمة أن عائشة قالت والله لوددت أني كنت شجرة والله لوددت أني كنت مدرة والله لوددت أن الله لم يكن خلقني
شيئا قط أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عيسى بن دينار قال سألت أبا جعفر عن عائشة فقال استغفر الله لها أما علمت ما كانت تقول يا ليتني كنت شجرة يا ليتني كنت حجرا يا ليتني كنت مدرة قلت وما ذاك منها قال توبة أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا حسن بن صالح عن إسماعيل عن قيس قال قالت عائشة عند وفاتها إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فادفنوني مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن بن أبي مليكة أن بن عباس دخل على عائشة قبل موتها فأثنى عليها قال أبشري زوجة رسول الله ولم ينكح بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء فدخل عليها بن الزبير خلافه فقالت أثنى علي عبد الله بن عباس ولم أكن أحب أن أسمع أحدا اليوم يثني علي لوددت أني كنت نسيا منسيا أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا مسعر عن حماد عن
[ 75 ]
إبراهيم قال قالت عائشة يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة أخبرنا قبيصة بن عقبة قال سفيان أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم أن عائشة كانت تسرد الصوم أخبرنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن الاعمش عن خيثمة قال كانت عائشة إذا سئلت كيف أصبحت قالت صالحة والحمد لله أخبرنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا عبد الله بن عثمان قال حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أنه حدثه ذكوان حاجب عائشة أنه جاء يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها بن أخيها عبد الله بن
عبد الرحمن فقلت هذا عبد الله بن عباس يستأذن عليك فأكب عليها بن أخيها فقال هذا بن عباس يستأذن عليك وهي تموت فقالت دعني من بن عباس فإنه لا حاجة لي به ولا بتزكيته فقال يا أمتاه إن بن عباس من صالحي بنيك يسلم عليك ويودعك قالت فأذن له إن شئت فأدخلته فلما أن سلم وجلس قال أبشري قالت بما قال ما بينك وبين أن تلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والاحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد كنت أحب نساء رسول الله إلى رسول الله ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا وسقطت قلادتك ليلة الابواء فأصبح رسول الله ليطلبها حين يصبح في المنزل فأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله أن تيمموا صعيدا طيبا فكان ذلك من سببك وما أذن الله لهذه الامة من الرخصة فأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات جاء بها الروح الامين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيه إلا هي تتلى فيه آناء الليل والنهار فقالت دعني منك بابن عباس فوالذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير أخبرنا ليث بن أبي سليم حدثني عبد الرحمن بن سابط عن بن عباس أنه أتى عائشة في شئ وجدت عليه فيه فقال أم المؤمنين ما سميت أم المؤمنين إلا
[ 76 ]
لتسعدي وإنه لاسمك قبل أن تولدي أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا بن عون عن نافع أن عائشة أوصت إن حدث بي حدث في مرضي هذا أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا النهاش بن فهم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قالت عائشة عند موتها لا تدفئوا مني النار ولا
تحملوني على قطيفة حمراء أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الازرقي المكي حدثنا مسلم بن خالد حدثني زياد بن سعد عن محمد بن المنكدر عن عائشة قالت ياليتني كنت نباتا من نبات الارض ولم أكن شيئا مذكورا أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن صالح بن حيان عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة إن أردت اللحوق بي فلكفيك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الاغنياء ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه أخبرنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عائشة قالت إذا كفنت وحنطت ثم دلاني ذكوان في حفرتي وسواها علي فهو حر أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي الزناد عن أبيه قال دخل بن أبي عتيق على عائشة وهي ثقيلة فقال يا أمة كيف تجدينك جعلت فداك قالت هو والله الموت قال فلا إذا فقالت لا تدع هذا على حال تعني المزاح أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن سالم سبلان قال ماتت عائشة ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر
[ 77 ]
فأمرت أن تدفن من ليلتها فاجتمع الناس وحضروا فلم نر ليلة أكثر ناسا منها نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع
أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال رأيت ليلة ماتت عائشة حمل معها جريد في الخرق فيه النار ليلا ورأيت النساء بالبقيع كأنه عيد أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن جريج عن نافع قال شهدت أبا هريرة صلى على عائشة بالبقيع وابن عمرو في الناس لا ينكره وكان مروان اعتمر تلك السنة فاستحلف أبا هريرة أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال صلى أبو هريرة على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت بعد الايتار أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عروة بن الزبير عن عثمان بن أبي الوليد عن عروة قال كنت خامس خمسة في قبر عائشة عبد الله بن الزبير والقاسم بن محمد و عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن وصلى عليها أبو هريرة بعد الوتر في شهر رمضان أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن القاسم بن محمد قال نزلت في قبر عائشة أنا و عبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير و عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا بن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال رأيت ليلة ماتت عائشة عليها السلام حمل معها جريد ألقوا عليها الخرق وغمسوها في زيت وأشعلوا فيها نارا فحملوها معها أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة قال
دفنت عائشة ليلا
[ 78 ]
أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا هشام بن عروة عن عروة أن عبد الله بن الزبير دفن عائشة ليلا قال محمد بن عمر توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر وهي يومئذ بنت ست وستين سنة أخبرنا حفص بن غياث حدثنا إسماعيل عن أبي إسحاق قال قال مسروق لولا بعض الامر لاقمت المناحة على أم المؤمنين أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قدم رجل فسأله أبي كيف كان وجد الناس على عائشة فقال كان فيهم وكان قال أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال لما ماتت خديجة حزن عليها النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مهد فقال يا رسول الله هذه تذهب بعض حزنك وإن في هذه خلفا من خديجة ثم ردها فكان رسول الله يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها فكان لعائشة بذلك منزلة عند أهلها ولا يشعرون بأمر الله فيها فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في بعض ما كان يأتيهم وكان لا يخطئه يوما واحدا أن يأتي إلى بيت أبي بكر منذ أسلم إلى أن هاجر فيجد عائشة متسترة بباب دار أبي بكر تبكي بكاء حزينا
فسألها فشكت أمها فذكرت أنها تولع بها فدمعت عينا رسول الله ودخل على أم رومان فقال يا أم رومان ألم أوصك بعائشة تحفظيني فيها فقالت يا رسول الله إنها بلغت الصديق عني وأغضبته علينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وإن فعلت قالت أم رومان
[ 79 ]
لا جرم لا سؤتها أبدا وكانت عائشة ولدت السنة الرابعة من النبوة في أولها وتزوجها رسول الله في السنة العاشرة في شوال وهي يومئذ بنت ست سنين وتزوجها بعد سودة بشهر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ما يخفى علي حين تغضبين علي وحين ترضين قلت بم تعرف ذلك يا رسول الله قال أما حين ترضين فتقولين لا ورب محمد وأما حين تغضبين فتقولين لا ورب إبراهيم قالت قلت صدقت والله يا رسول الله إني إنما أهجر اسمك أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي طوالة عن أبيه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل عائشة على النساء فذكر مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما
يا عائشة هذا جبريل وهو يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ولم أره كان يرى ما لا أرى أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة قال عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن عبيد الله عن ربيعة بن عثمان قال أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثم قال لعائشة لانت أحب إلي من زبد بتمر
[ 80 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثتني فاطمة بنت مسلم عن فاطمة الخزاعية قالت سمعت عائشة تقول يوما دخل علي يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أين كنت منذ اليوم قال يا حميراء كنت عند أم سلمة فقلت ما تشبع من أم سلمة قال فتبسم فقلت يا رسول الله ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والاخرى قد رعيت أيهما كنت ترعى قال التي لم ترع قلت فأنا ليس كأحد من نسائك كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل غيري قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن أبي عبد الله القراظ قال كانت يد أبي هريرة في يدي يعين ليلة ماتت عائشة عليها السلام أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عثمان بن عروة عن أبيه قال توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عيسى بن معمر عن
عباد بن عبد الله بن الزبير قال مددنا على قبر عائشة ثوبا وحملنا جريدا فيه خرق ودفناها ليلا بعد الوتر في شهر رمضان أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال حضرت قبر عائشة دفناها ليلا أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال قالت عائشة كنت أستب أنا وصفية فسببت أباها فسبت أبي وسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا صفية تسبين أبا بكر يا صفية تسبين أبا بكر أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن بن
[ 81 ]
المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر يا أبا بكر ألا تعذرني من عائشة قال فرفع أبو بكر يده فضرب صدرها ضربة شديدة فجعل رسول الله يقول غفر الله لك يا أبا بكر ما أردت هذا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سفيان الثوري عن الاعمش عن عمارة بن عمير قال حدثني من سمع عائشة عليها السلام إذا قرأت هذه الآية وقرن في بيوتكن بكت حتى تبل خمارها حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى برياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح أخت عثمان بن مظعون أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن
جده عن عمر قال ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال محمد بن عمر وأخبرنا موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث قال تزوج خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم حفصة بنت عمر بن الخطاب فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها بعد الهجرة مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال لما تأيمت حفصة لقي عمر عثمان فعرضها عليه فقال عثمان ما لي في النساء حاجة فلقي أبا بكر فعرضها عليه فسكت فغضب
[ 82 ]
على أبي بكر فإذا رسول الله قد خطبها فتزوجها فلقي عمر أبا بكر فقال إني عرضت على عثمان ابنتي وعرضت عليك فسكت فلانا كنت أشد غضبا حين سكت مني على عثمان وقد ردني قال أبو بكر إنه قد كان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر منها شيئا وكان سرا فكرهت أن أفشي السر أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب قال أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله فتوفي بالمدينة قال عمر فأتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة قال قلت إن شئت أنكحتك حفصة فقال سأنظر في أمري فمكثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي
أن لا أتزوج يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت زوجتك حفصة قال عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان فمكثت ليالي ثم خطبها رسول الله فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا قال عمر فقلت نعم قال أبو بكر إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لافشي سر رسول الله ولو تركها رسول الله قبلتها أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت بعض بناته عند عثمان فتوفيت فلقيه عمر فرآه حزينا ورأى من جزعه فقال له وعرض عليه حفصة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقيت عثمان فرأيت من جزعه فعرضت عليه حفصة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على ختن هو خير من عثمان وأدل عثمان على ختن هو خير له منك قال بلى يا رسول الله فتزوج النبي حفصة
[ 83 ]
وزوج بنتا له عثمان أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال وحدثني موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم قالا قال عمر لما توفي خنيس بن حذافة عرضت حفصة على عثمان فأعرض عني فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألا تعجب من عثمان إني عرضت عليه حفصة فأعرض عني فقال رسول الله قد زوج الله عثمان خيرا من ابنتك وزوج ابنتك خيرا من عثمان قالا وكان عمر قد عرض حفصة على عثمان متوفى رقية بنت النبي وعثمان يومئذ يريد أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عثمان عن عمر
لذلك فتزوج رسول الله حفصة وزوج أم كلثوم من عثمان بن عفان أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن حسين بن أبي حسين قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا قبل أحد أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال أيمت حفصة من زوجها وأيم عثمان من رقية قال فمر عمر بعثمان وهو كئيب حزين فقال هل لك في حفصة فقد فرطت عدتها من فلان فلم يحر إليه شيئا قال فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال خيرا من ذلك زوجني حفصة وأزوجه أم كلثوم أختها قال فتزوج رسول الله حفصة وزوج عثمان أم كلثوم أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب بنحوه قال قال سعيد فخار الله لهما جميعا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة خيرا من عثمان وكانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من حفصة بنت عمر
[ 84 ]
أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم و عبد الصمد بن عبد الوارث وسليمان بن حرب عن حماد بن سلمة قال أخبرنا أبوعمران الجوني عن قيس بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر فأتاها خالاها عثمان وقدامة ابنا مظعون فبكت وقالت والله ما طلقني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شبع فجاء رسول الله فدخل عليها فتجلببت فقال رسول الله إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فقال لي ارجع حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة أخبرنا سعيد بن عامر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال طلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فجاء جبريل فقال يا محمد إما قال راجع حفصة وإما قال لا تطلق حفصة فإنها صؤوم قؤوم وإنها من نسائك في الجنة أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها أخبرنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة أخبرنا هشيم أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طلق حفصة أمر أن يراجعها فراجعها أخبرنا خالد بن مخلد البجلي حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن عمر بن الخطاب أوصى إلى حفصة أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفصة وعندها امرأة يقال لها الشفاء ترقي من النملة فقال علميها حفصة
[ 85 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثني مخرمة بن بكير عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم بطلاق حفصة حتى ذكر بعض ذلك فنزل عليه جبريل وقال إن حفصة صوامة قوامة وكانت امرأة صالحة أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن هشام بن حسان عن بن
سيرين قال طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة فنزل جبريل فقال إن حفصة صوامة قوامة فراجعها النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل فكان إذا صلى العصردار على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت رسول الله منه شربة فقلت أما والله لاحتالن له فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له يا رسول الله أكلت مغافير فإنه سيقول لك لا فقولي له ما هذا الريح وكان رسول الله يشتد عليه أن يوجد منه الريح فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية فلما دخل على سودة قال تقول سودة والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أباديه بالذي قلت لي وإنه لعلي الباب فرقا منك فلما دنا رسول الله قلت يا رسول الله أكلت مغافير قال لا قلت فما هذا الريح قال سقتني حفصة شربة عسل قالت جرست نحله العرفط فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ثم دخل على صفية فقالت له مثل ذلك فلما دخل على حفصة قالت له يارسول الله ألا أسقيك منه قال لا حاجة لي به قالت تقول سودة سبحان الله والله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي
[ 86 ]
أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع قال ما ماتت حفصة حتى ما تفطر
أخبرنا محمد بن عمر قال وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ثمانين وسقا شعيرا ويقال قمح أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال توفيت حفصة فصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن إبراهيم عن أبيه عن مولاة لآل عمر قالت رأيت نعشا على سرير حفصة وصلى عليها مروان في موضع الجنائز وتبعها مروان إلى البقيع وجلس حتى فرغ من دفنها أخبرنا محمد بن عمر حدثني علي بن مسلم عن المقبري عن أبيه قال رأيت مروان بين أبي هريرة وبين أبي سعيد إمام جنازة حفصة قال ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار بني حزم إلى دار المغيرة بن شعبة وحمله أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه قال نزل في قبر حفصة عبد الله وعاصم ابنا عمر وسالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر قال محمد بن عمر توفيت حفصة في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهي يومئذ ابنة ستين سنة * 2 أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية واسمه سهيل زاد الركب بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة جذل الطعان بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها
[ 87 ]
أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا فولدت له هناك زينب بنت أبي سلمة وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة بني أبي سلمة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن عمر بن أبي سلمة قال خرج أبي إلى أحد فرماه أبو سلمة الجشمي في عضده بسهم فمكث شهرا يداوي جرحه ثم برئ الجرح وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي إلى قطن في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع والجرح منتقض فمات منه لثمان خلون من جمادي الآخرة سنة أربع من الهجرة فاعتدت أمي وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين من شوال سنة أربع وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مجمع بن يعقوب عن أبي بكر بن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إذا أصابتك مصيبة فقولي اللهم اعطني أجر مصيبتي واخلفني خيرا منها فعجل فقلتها يوم توفي أبو سلمة ثم قلت ومن لي مثل أبي سلمة فعجل الله لي الخلف خيرا من أبي سلمة أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة الجمحي قال حدثني أبي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سلمة أنه حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي هذه وعوضني منها خيرا منها إلا آجره في مصيبته وكان قمنا
أن يعوضه الله منها خيرا منها فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني
[ 88 ]
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وعضني منها خيرا منها ثم قلت إني أعاض خيرا من أبي سلمة قالت فقد عاضني خيرا من أبي سلمة وأنا أرجو أن يكون الله قد آجرني في مصيبتي أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الاحول عن زياد بن أبي مريم قال قالت أم سلمة لابي سلمة بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة ثم لم تزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك قال أتطيعيني قلت ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك قال فإذا مت فتزوجي ثم قال اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها قال فلما مات أبو سلمة قلت من هذا الفتى الذي هو خير لي من أبي سلمة فلبثت ما لبثت ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على الباب فذكر الخطبة إلى بن أخيها أو إلى ابنها وإلى وليها فقالت أم سلمة أرد على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي قلت ثم جاء الغد فذكر الخطبة فقلت مثل ذلك ثم قالت لوليها إن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوج فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبيد الله بن موسى قالا حدثنا الاعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون فلما مات أبو
سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات فكيف أقول قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه قال أبو معاوية عقبى حسنة وقال عبيد الله عقبى صالحة قال قلت فأعقبني الله خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 89 ]
أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أصيب بمصيبة فقال كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وأعقبني خيرا منها فعل الله ذلك به قالت فلما توفي أبو سلمة قلت ومن خير من أبي سلمة ثم قلتها فأعقبها الله رسوله صلى الله عليه وسلم فتزوجها أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة يعزيها بأبي سلمة فقال اللهم عز حزنها واجبر مصيبتها وأبدلها بها خيرا منها قال فعزى الله حزنها وجبر مصيبتها وأبدلها خيرا منها وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت البناني قال حدثني بن عمر بن أبي سلمة بمنى عن أبيه أن أم سلمة قالت قال أبو سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي فآجرني فيها وأبدلني بها ما هو خير منها فلما احتضر أبو سلمة قال اللهم اخلفني في أهلي بخير فلما قبض قلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك
احتسبت مصيبتي فآجرني فيها وأردت أن أقول وأبدلني بها خيرا منها فقلت من خير من أبي سلمة فما زلت حتى قلتها فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته ثم خطبها عمر فردته فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مرحبا برسول الله وبرسوله أخبر رسول الله أني امرأة غيرى وأني مصبية وأنه ليس أحد من أوليائي شاهد فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قولك إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك وأما قولك إني غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك وأما
[ 90 ]
الاولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني قال قالت يا عمر قم فزوج رسول الله قال رسول الله قال رسول الله أما إني لا أنقصك مما أعطيت أختك فلانة رحيين وجرتين ووسادة من أدم حشوها ليف قال وكان رسول الله يأتيها فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا كريما يستحيي فيرجع فعل ذلك مرارا ففطن عمار بن ياسر لما تصنع قال فأقبل ذات يوم وجاء عمار وكان أخاها لامها فدخل عليها فانتشطها من حجرها وقال دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذيت بها رسول الله فدخل فجعل يقلب بصره في البيت يقول أين زناب ما فعلت زناب قالت جاء عمار فذهب بها قال فبنى رسول الله بأهله ثم قال إن شئت أن أسبع لك سبعت للنساء أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا أبو حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت قال قالت أم سلمة لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بيني وبينه حجاب فخطب إلي نفسي فقلت أي رسول الله وما تريد إلي ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي
إني امرأة قد أدبر مني سني وإني أم أيتام وأنا امرأة شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء فقال رسول الله فلا يمنعك ذلك أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله فأذنت له في نفسي فتزوجني فلما كانت ليلة واعدنا البناء قمت من النهار إلى رحاي وثفالي فوضعتهما وقمت إلى فضلة شعير لاهلي فطحنتها وفضلة من شحم فعصدتها لرسول الله فلما أتانا رسول الله قدم إليه الطعام فأصاب منه وبات تلك الليلة فلما أصبح قال قد أصبح بك على أهلك كرامة ولك عندهم منزلة فإن أحببت أن تكون ليلتك هذه ويومك هذا كان وإن أحببت أن أسبع لك سبعت وإن سبعت لك سبعت لصواحبك قالت يا رسول الله افعل ما أحببت
[ 91 ]
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الاسدي قالا حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة فقال لها فيما يقول فما يمنعك يا أم سلمة قالت في خصال ثلاث أما أنا فكبيرة وأنا مطفل وأنا غيور فقال أما ما ذكرت من الغيرة فندعو الله حتى يذهبه عنك وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك والطفل إلى الله وإلى رسوله فنكحته فكان يختلف إليها ولا يمسها لانها ترضع حتى جاء عمار بن ياسر يوما فقال هات هذه الجارية التي شغلت أهل رسول الله فذهب بها فاسترضعها بقباء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عن الصبية أين زناب قالت امرأة مع أم سلمة قاعدة فأخبرته أن عمارا ذهب بها فاسترضعها قال فإنا قاسمون غدا فجاء الغد وكان
عند أهله فلما أراد أن يخرج قال يا أم سلمة إن بك على أهلك كرامة وإني إن سبعت لك وإني لم أسبع لامرأة لي قبلك وإن سبعت لك سبعت لهن أخبرنا الفضل بدكين حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال حدثتني خالتي سكينة بنت حنظلة عن أبي جعفر محمد بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة حين توفي أبو سلمة فذكر ما أعطاه الله وما قسم له وما فضله فما زال يذكر ذلك ويتحامل على يده حتى أثر الحصير في يده مما يحدثها أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الاخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أم سلمة قالت لما خطبني رسول الله قلت إني في خلال لا ينبغي لي أن أتزوج رسول الله إني امرأة مسنة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة قالت فأرسل إلي رسول الله أما قولك إني امرأة مسنة فأنا أسن منك ولا يعاب على المرأة أن تتزوج أسن منها وأما قولك إني أم أيتام فإن كلهم على الله وعلى رسوله وأما
[ 92 ]
قولك إني شديدة الغيرة فإني أدعو الله أن يذهب ذلك عنك قالت فتزوجني رسول الله فانتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خريمة أم المساكين بعد أن ماتت فإذا جرة فاطلعت فيها فإذا فيها شئ من شعير وإذا رحى وبرمة وقدر فنظرت فيها كعب من إهالة قالت فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت الكعب من الاهالة فأدمته به قالت فكان ذلك طعارسول الله وطعام أهله ليلة عرسه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال دخلت أيم العرب على سيد المسلمين أول العشاء عروسا
وقامت من آخر الليل تطحن يعني أم سلمة أخبرنا محمد بن عمر حدثني مجمع بن يعقوب عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة إلى ابنها عمر بن أبي سلمة فزوجها رسول الله وهو يومئذ غلام صغير أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة قال لها حين أصبح ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وسبعت عندهن يعني نساءه وإن شئت ثلاثا عندك ودرت قالت ثلاثا أخبرنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن الحكم قال لما تزوج رسول الله أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لسائر نسائي قال قلت للحكم ممن سمعت هذا قال هذا حديث عند أهل الحجاز معروف أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد
[ 93 ]
الملك بن أبي بكر قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لسائر نسائي وإلا فإنما هي ثلاث ثم أدور أخبرنا أنس بن عياض الليثي حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام قال
لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بنت أبي أمية أقام عندها ثلاثا ثم أراد أن يدور فأخذت بثوبه فقال ما شئت إن شئت أن أزيدك زدتك ثم قاصصتك به بعد اليوم ثم قال رسول الله ثلاث للثيب وسبع للبكر حدثني محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال لما دخلت أم سلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ترضع بنت أبي سلمة قال عمار بن ياسر هذه الشقراء تمنع رسول الله أهله فأخذها فأرضعها أخبرنا روح بن عبادة حدثنا بن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يخبر أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها بنت أبي أمية بن المغيرة فكذبوها ويقولون ما أكذب الغرائب حتى أنشأ ناس منهم للحج فقالوا أتكتبين إلى أهلك فكتبت معهم فرجعوا إلى المدينة فصدقوها وازدادت عليهم كرامة قالت فلما وضعت زينب جاءني رسول الله فخطبني فقلت ما مثلي ينكح أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال قال أنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله عنك وأما العيال فإلى الله جل ثناؤه ورسوله فتزوجها فجعل يأتيها فيقول أين زناب حتى جاء عمار فاختلجها وقال هذه تمنع
[ 94 ]
رسول الله وكانت ترضعها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين زناب فقالت قريبة بنت أبي أمية وافقها عندها أخذها عمار بن
ياسر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني آتيكم الليلة قالت فوضعت ثقالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي وأخرجت شحما فعصدته له ثم بات ثم أصبح وقال حين أصبح إن بك على أهلك كرامة فإن شئت سبعت لك وإن أسبع لك أسبع لنسائي أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان حدثني محمد بن أبي بكر بن حزم قال حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثا ثم قال ما بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك شبعت لنسائي أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث الفراسية قالت قال رسول الله إن لعائشة مني شعبة ما نزلها مني أحد فلما تزوج أم سلمة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله ما فعلت الشعبة فسكت رسول الله فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكروا لنا من جمالها قالت فتلطفت لها حتى رأيتها فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال قالت فذكرت ذلك لحفصة وكانتا يدا واحدة فقالت لا والله إن هذه إلا الغيرة ما هي كما يقولون فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت قد رأيتها ولا والله ما هي كما تقولين ولا قريب وإنها لجميلة قالت فرأيتها بعد فكانت لعمري كما قالت حفصة ولكني كنت غيرى أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا محمد بن
[ 95 ]
إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام المخزومي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شوال وجمعها إليه في شوال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة في شوال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الازرقي المكي حدثني مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم قالت لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها إني قد أهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة وإني لا أراه إلا قد مات ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد إلي فإذا ردت إلي فهي لك قال فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مات النجاشي وردت إليه هديته فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية أوقية من مسك وأعطى سائره أم سلمة وأعطاها الحلة أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح بمكة يوم النحر وكان يومها فأحب أن توافقه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ومعه في ذلك السفر صفية بنت حيي وأم سلمة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هودج صفية بنت حيي وهو يظن أنه هودج أم سلمة
وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل رسول الله يتحدث مع صفية فغارت أم سلمة وعلم رسول الله بعد أنها صفية فجاء إلى أم سلمة فقالت تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله قالت ثم ندمت على
[ 96 ]
تلك المقالة فكانت تستغفر منها قالت يا رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذا الغيرة قال محمد بن عمر أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا أو قال قمح أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال ماتت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع وخمسين فصلى عليها أبو هريرة بالبقيع أخبرنا محمد بن عمر عن بن جريج عن نافع قال صلى أبو هريرة على أم سلمة بالبقيع أخبرنا محمد بن عمر عن الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد الله عن عمر بن أبي سلمة قال نزلت في قبر أم سلمة أنا وأخي سلمة و عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية و عبد الله بن وهب بن زمعة الاسدي فكان لها يوم ماتت أربع وثمانون سنة أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس عمة عثمان بن عفان تزوجها عبيد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية فولدت له حبيبة فكنيت بها فتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود الثقفي وكان
عبيد الله بن جحش هاجر بأم حبيبة معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصر وارتد عن الاسلام وتوفي بأرض الحبشة وثبتت أم حبيبة على دينها الاسلام وهجرتها وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن
[ 97 ]
جحش معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الاخنسي أن أم حبيبة بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكة قبل أن تهاجر إلى أرض الحبشة قال عبد الله بن جعفر وسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد يقول ولدتها بأرض الحبشة قال محمد بن عمر فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال خرجت من مكة وهي حامل بها فولدتها بأرض الحبشة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال قالت أم حبيبة رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه ففزعت فقلت تغيرت والله حاله فإذا هو يقول حيث أصبح يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد ثم قد رجعت إلى النصرانية فقلت والله ما خير لك وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات فأرى في النوم كأن آتيا يقول يا أم المؤمنين ففزعت فأولتها أن رسول الله يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن
أزوجكه فقالت بشرك الله بخير قالت يقول لك الملك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن
[ 98 ]
محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم أما بعد فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربع مائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله رسول الله ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال اجلسوا فإن سنة الانبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا قالت أم حبيبة فلما وصل إلي المال أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني فقلت لها إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه خمسون مثقالا فخذيها فاستعيني بها فأبت فأخرجت حقا فيه كل ما كنت أعطيتها فردته علي وقالت عزم علي الملك أن لا أرزأك شيئا وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه وقد اتبعت دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك
بكل ما عندهن من العطر قالت فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير فقدمت بذلك كله على النبي صلى الله عليه وسلم فكان يراه علي وعندي فلا ينكره ثم قالت أبرهة فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام وتعلميه أني قد اتبعت دينه قالت ثم لطفت بي وكانت التي جهزتني فكانت كلما دخلت علي تقول لاتنسي حاجتي إليك قالت فلما قدمت على رسول الله أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة فتبسم رسول الله وأقرأته منها السلام فقال وعليها السلام ورحمة الله وبركاته أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد
[ 99 ]
عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فخطب عليه أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت تحت عبيد الله بن جحش فزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة دينار قال أبو جعفر فما نرى عبد الملك بن مروان وقت صداق النساء أربع مائة دينار إلا لذلك أخبرنا محمد بن عمر فحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا كان الذي زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وذلك سنة سبع من الهجرة وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري
قال وجهزها إليه صلى الله عليه وسلم النجاشي وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته قال ذلك الفحل لا يقرع أنفه أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو سهيل عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس في قوله عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال حين تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال لما قدم أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزو مكة فكلمه أن يزيد في هدنة الحديبية فلم يقبل عليه رسول
[ 100 ]
الله فقام فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته دونه فقال يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه فقالت بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك فقال يا بنية لقد أصابك بعدي شر أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو شهاب عن بن أبي ليلى عن نافع عن صفية أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لما مات أبوها أبو سفيان دعت بطيب فطلت به ذراعيها وعارضيها ثم قالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث
إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل عن بن جريج قال أخبرني بن شوال أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنفر من جمع بليل قال محمد بن عمر وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عوف بن الحارث قال سمعت عائشة تقول دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها فقالت قد كان يكون بيننا وبين الضرائر فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك فقلت غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك فقالت سررتني سرك الله وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
[ 101 ]
زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان الجحشي عن أبيه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكانت زينب بنت جحش ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكانت امرأة جميلة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيد بن حارثة فقالت
يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قريش قال فإني قد رضيته لك فتزوجها زيد بن حارثة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عامر الاسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول أين زيد فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلا فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي فأبى رسول الله أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله فولى وهو يهمهم بشئ لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله فقال زيد ألا قلت له أن يدخل قالت قد عرضت ذلك عليه فأبى قال فسمعت شيئا قالت سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان مصرف
[ 102 ]
القلوب فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي إلى رسول الله فيخبره رسول الله أمسك عليك زوجك فيقول يا رسول الله أفارقها فيقول رسول الله احبس عليك زوجك ففارقها زيد واعتزلها وحلت يعني انقضت عدتها قال فبينا رسول الله جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله غشية
فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذ يقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك القصة كلها قالت عائشة فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها وأخرى هي أعظم الامور وأشرفها ما صنع لها زوجها الله من السماء وقلت هي تفخر علينا بهذا قالت عائشة فخرجت سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتد فتحدثها بذلك فأعطتها أوضاحا عليها أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو معاوية عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس قال لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سجدت أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير قال سمعت إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش يقول قالت زينب بنت جحش لما جاءني الرسول بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي جعلت لله علي صوم شهرين فلما دخل علي رسول الله كنت لا أقدر أن أصومهما في حضر ولا سفر تصيبني فيه القرعة فلما أصابتني القرعة في المقام صمتهما أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال قالت زينب بنت جحش يوما يا رسول الله إني والله ما أنا كأحد
[ 103 ]
من نسائك ليست امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أو أخوها وأهلها غيري زوجنيك الله من السماء أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله بن جحش عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة قالت سمعت أمي أم سلمة تقول
وذكرت زينب بنت جحش فرحمت عليها وذكرت بعض ما كان يكون بينها وبين عائشة فقالت زينب إني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهن زوجهن بالمهور وزوجهن الاولياء وزوجني الله رسوله وأنزل في الكتاب يقرأ به المسلمون لا يبدل ولا يغير وإذ تقول للذي أنعم الله عليه الآية قالت أم سلمة وكانت لرسول الله معجبة وكان يستكثر منها وكانت امرأة صالحة صوامة قوامة صنعا تتصدق بذلك كله على المساكين أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول امسك عليك زوجك فنزلت وتخفي في نفسك ما الله مبديه قال عارم في حديثه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ذبح شاة أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال نزلت في زينب بنت جحش فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها قال فكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الاحول أن رجلا من بني أسد فاخر رجلا فقال الاسدي هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سماوات يعني زينب بنت جحش
[ 104 ]
أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا سليمان
بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة ما أجد أحدا آمن عندي أو أوثق في نفسي منك ائت إلى زينب فاخطبها علي قال فانطلق زيد فأتاها وهي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في صدري فلم أستطع أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله قد ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت يا زينب أبشري إن رسول الله يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها قال فجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن أخبرنا سعيد بن منصور حدثنا محمد بن عيسى العبدي عن ثابت البناني قال قلت لانس بن مالك كم خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشر سنين فلم يغير علي في شئ أسأت ولا أحسنت قلت فأخبرني بأعجب شئ رأيت منه في هذه العشر سنين ما هو قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وكانت تحت مولاه زيد بن حارثة قالت أم سليم يا أنس إن رسول الله أصبح اليوم عروسا وما أرى عنده من غداء فهلم تلك العكة فناولتها فعملت له حيسا من عجوة في تور من فخار قدر ما يكفيه وصاحبته وقالت اذهب به إليه فدخلت عليه وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب فقال ضعه فوضعته بينه وبين الجدار فقال لي ادع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وذكر ناسا من أصحابه سماهم فجعلت أعجب من كثرة من أمرني أن أدعوه وقلة الطعام إنما هو طعام يسير وكرهت أن أعصيه فدعوتهم فقال انظر من كان في المسجد فادعه فجعلت آتي الرجل وهو يصلي أو هو نائم فأقول أجب
رسول الله فإنه أصبح اليوم عروسا حتى امتلا البيت فقال لي هل بقي
[ 105 ]
في المسجد أحد قلت لا قال فانظر من كان في الطريق فادعهم قال فدعوت حتى امتلات الحجرة فقال هل بقي من أحد قلت لا يا رسول الله قال هلم التور فوضعته بين يديه فوضع أصابعه الثلاث فيه وغمزه وقال للناس كلوا بسم الله فجعلت أنظر إلى التمر يربو أو إلى السمن كأنه عيون تنبع حتى أكل كل من في البيت ومن في الحجرة وبقي في التور قدر ما جئت به فوضعته عند زوجته ثم خرجت إلى أمي لاعجبها مما رأيت فقالت لا تعجب لو شاء الله أن يأكل منه أهل المدينة كلهم لاكلوا فقلت لانس كم تراهم بلغوا قال أحدا وسبعين رجلا وأنا أشك في اثنين وسبعين أخبرنا عمرو بن عاصم أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال لما تزوج رسول الله زينب بنت جحش أطعمنا عليها الخبز واللحم حتى امتد النهار وخرج الناس وبقي رهط يتحدثون في البيت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه ليسلم عليهن فقلن يا رسول الله كيف وجدت أهلك قال فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبر فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل فقال بالباب بيني وبينه ونزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب لما أهديت زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع طعاما ودعا القوم فجاؤوا ودخلوا وزينب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت
فجعلوا يتحدثون فجعل رسول الله يخرج وهم قعود قال فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا وإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي
[ 106 ]
فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب فقام القوم وضرب الحجاب أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عيسى بن طهمان قال سمعت أنس بن مالك يقول كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول إن الله أنكحني من السماء وفيها نزلت آية الحجاب قال فكان القوم في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فجاء والقوم كما هم ثم جاء والقوم كما هم فرئي ذلك في وجهه فنزلت آية الحجاب يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عيسى بن طهمان قال سمعت أنس بن مالك يقول أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم على زينب خبزا ولحما أخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري أخبرنا حميد عن أنس قال أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بنى بزينب فأشبع المسلمين خبزا ولحما ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين يسلم عليهن ويدعو لهن فيسلمن عليه ويدعون له وكان يفعل ذلك صبيحة مبناه فرجع وأنا معه فلما انتهى إلى بيت زينب إذا رجلان في ناحية البيت قد جرى بهما الحديث فلما أبصرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع عن بيته فلما رأى
الرجلان النبي صلى الله عليه وسلم انصرف عن بيته وثبا مسرعين قال أنس ما أدري أنا أخبرته بخروجهما أو أخبر فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه وأنزل الله آية الحجاب أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أن أنس بن مالك قال أنا أعلم الناس بالحجاب لقد كان أبي بن كعب يسألني عنه قال أنس أصبح رسول الله عروسا بزينب بنت جحش قال وكان تزوجها بالمدينة فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار
[ 107 ]
فجلس رسول الله وجلس معه رجال بعدما قام القوم ثم خرج رسول الله يمشي ومشيت معه حتى بلغ حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم جلوس مكانهم فرجع ورجعت معه الثانية حتى بلغ حجرة عائشة فرجع ورجعت معه فإذا هم قد قاموا فضرب بيني وبينه بالستر وأنزل الحجاب أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال أولم النبي صلى الله عليه وسلم على زينب فأشبع المسلمين خبزا ولحما ثم خرج فصنع كما كان يصنع إذا تزوج يأتي بيوت أمهات المؤمنين يسلم عليهن ويسلمن عليه ويدعون له أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على شئ من نسائه ما أولم على زينب أولم بشاة أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا قالت فتواصيت أنا وحفصة أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش لن أعود له فنزل يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى قوله أن تتوبا إلى الله يعني عائشة وحفصة وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قوله بل شربت عسلا أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال سمعت عبد الرحمن الاعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول أطعم رسول الله زينب بنت جحش بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا قمحا ويقال شعيرا
[ 108 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو جالس مع نسائه أطولكن باعا أسرعكن لحوقا بي فكن يتطاولن إلى الشئ وإنما عنى رسول الله بذلك الصدقة وكانت زينب امرأة صنعا فكانت تتصدق به فكانت أسرع نسائه لحوقا به أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن أمه عمرة عن عائشة قالت يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن وإن رسول الله قال لنا ونحن حوله أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا فبشرها رسول الله بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن الانصارية عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم لازواجه يتبعني أطولكن يدا قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد النبي صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة يرحمها الله ولم تكن أطولنا فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة قالت وكانت زينب امرأة صناع اليد فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين ووكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير قالوا أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال سأل النسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا أسرع بك لحوقا قال أطولكن يدا فتذارعن فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يدا في الخير والصدقة
[ 109 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال قالت زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة إني قد أعددت كفني ولعل عمر سيبعث إلي بكفن فإذا بعث بكفن فتصدقوا بأحدهما إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي فافعلوا أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال أوصت زينب بنت جحش أن تحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعل عليه نعش وقبل ذلك حمل عليه أبو بكر الصديق وكانت المرأة
إذا ماتت حملت عليه حتى كان مروان بن الحكم فمنع أن يحمل عليه إلا الرجل الشريف وفرق سررا في المدينة عليها الموتى أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي موسى عن بن كعب أن زينب أوصت أن لا تتبع بنار وحفر لها بالبقيع عند دار عقيل فيما بين دار عقيل ودار بن الحنفية ونقل اللبن من السمينة فوضع عند القبر وكان يوما صائفا أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن عمرو قال حدثني يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها فلما أدخل عليها قالت غفر الله لعمر غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني قالوا هذا كله لك قالت سبحان الله واستترت منه بثوب وقالت صبوه واطرحوا عليه ثوبا ثم قالت لي أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت بقية تحت الثوب فقالت لها برزة بنت رافع غفر الله لك يا أم المؤمنين والله لقد كان لنا في هذا حق فقالت فلكم ما تحت الثوب فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت
[ 110 ]
اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا فماتت قال عبد الوهاب في حديثه فكانت أول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به أخبرنا محمد بن عمر حدثنا صالح بن خوات عن محمد بن كعب قال كان عطاء زينب بنت جحش اثني عشر ألف درهم ولم تأخذه إلا عاما واحدا حمل إليها اثنا عشر ألف درهم فجعلت تقول اللهم لا يدركني
قابل هذا المال فإنه فتنة ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة حتى أتت عليه فبلغ عمر فقال هذه امرأة يراد بها خير فوقف على بابها وأرسل بالسلام وقال قد بلغني ما فرقت فأرسل إليها بألف درهم يستنفقها فسلكت بها طريق ذلك المال أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت لما حضرت زينب بنت جحش أرسل عمر بن الخطاب إليها بخمسة أثواب من الخزائن يتخيرها ثوبا ثوبا فكفنت فيها وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الذي أعدته تكفن فيه قالت عمرة بنت عبد الرحمن فسمعت عائشة تقول ذهبت حميدة فقيدة مفرع اليتامى والارامل أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري ومنصور بن أبي الاسود عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى قال كانت زينب أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوقا به ماتت في زمان عمر بن الخطاب فقالوا لعمر من ينزلها في قبرها قال من كان يدخل عليه في حياتها وصلى عليها عمر وكبر أربعا أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ويزيد بن هارون قالوا حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قالوا لما توفيت زينب بنت جحش وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به فلما حملت إلى قبرها قام عمر إلى قبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني
[ 111 ]
أرسلت إلى النسوة يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين مرضت هذه المرأة أن من يمرضها ويقوم عليها فأرسلن نحن فرأيت أن قد
صدقن ثم أرسلت إليهن حين قبضت من يغسلها ويحنطها ويكفنها فأرسلن نحن فرأيت أن قد صدقن ثم أرسلت إليهن من يدخلها قبرها فأرسلن من كان يحل له الولوج عليها في حياتها فرأيت أن قد صدقن فاعتزلوا أيها الناس فنحاهم عن قبرها ثم أدخلها رجلان من أهل بيتها أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال صلى عمر على زينب بنت جحش فكبر عليها أربع تكبيرات قال فأراد أن يدخل القبر فأرسل إلى أزواج النبي فقلن إنه لا يحل لك أن تدخل القبر وإنما يدخل القبر من كان يحل له أن ينظر إليها وهي حية أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن نافع وغيره أن الرجال والنساء كانوا يخرجون بهم سواء فلما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديا فنادى ألا لا يخرج على زينب إلا ذو رحم من أهلها فقالت بنت عميس يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم فجعلت نعشا وغشيته ثوبا فلما نظر إليه قال ما أحسن هذا ما أستر هذا فأمر مناديا فنادى أن اخرجوا على أمكم أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير بن معاوية حدثنا إسماعيل بن أبي خالد أن عامرا أخبره أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش فكانت أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بعده فكبر عليها أربع عثم أرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من تأمرنني أن يدخلها قبرها قال وكان يعجبه أن يكون هو يلي ذلك فأرسلن إليه من كان يراها في حياتها فيدخلها في
[ 112 ]
قبرها فقال عمر بن الخطاب صدقن أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال شهدت جنازة بنت جحش أم المؤمنين فتقدم عليها عمر فكبر أربعا وكان يحب أن يليها فأرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من يدخلها قبرها فقلن من كان يراها في حياتها فقال صدقن وزاد بن نمير ومحمد بن عبيد في حديثهما بهذا الاسناد فكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم موتا بعده وقال بن نمير في حديثه فكان عمر يعجبه أن يكون هو يدخلها قبرها أخبرنا شبابة بن سوار أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال كبر عمر على زينب بنت جحش أربعا أخبرنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال صليت مع عمر بن الخطاب على زينب بنت جحش فكبر عليها أربعا ثم إنه مكث ساعة ثم قال من يدخلها قبرها قالوا يدخلها قبرها من كان يراها في حياتها بنو أخيها وبنو أختها أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن ومحمد بن عبد الله الاسدي قالا حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال كبر عمر على زينب بنت جحش أربعا أخبرنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عبد الله بن هدير يقول رأيت عمر بن الخطاب يقدم الناس أمام جنازة زينب بنت جحش
حدثنا الفضل بن دكين حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر قال قام عمر بن الخطاب في المقبرة والناس يحفرون لزينب بنت جحش في يوم حار فقال لو أني ضربت عليهم فسطاطا فضرب عليهم فسطاطا
[ 113 ]
أخبرنا محمد بن عمر عن أبي معشر عن محمد بن المنكدر قال مر عمر على حفارين يحفرون قبر زينب في يوم صائف فقال لو أني ضربت عليهم فسطاطا فكان أول فسطاط ضرب على قبر أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه قال أمر عمر بفسطاط فضرب بالبقيع على قبرها لشدة الحر يومئذ فكان أول فسطاط ضرب على قبر بالبقيع أخبرنا محمد بن عمر حدثنا صالح بن جعفر عن محمد بن عقبة عن ثعلبة بن أبي مالك قال رأيت يوم مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان ضرب على قبره فسطاط في يوم صائف فتكلم الناس فأكثروا في الفسطاط فقال عثمان ما أسرع الناس إلى الشر وأشبه بعضهم ببعض أنشد الله من حضر نشدتي هل علمتم عمر بن الخطاب ضرب على قبر زينب بنت جحش فسطاط قالوا نعم قال فهل سمعتم عائبا قالوا لا أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي موسى عن محمد بن كعب عن عبد الله بن أبي سليط قال رأيت أبا أحمد بن جحش يحمل سرير زينب بنت جحش وهو مكفوف وهو يبكي فأسمع عمر وهو يقول يا أبا أحمد تنح عن السرير لا يعنك الناس وازدحموا على سريرها فقال أبو أحمد يا عمر هذه التي نلنا بها كل خير وإن هذا يبرد حر ما أجد فقال عمر الزم الزم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن عمران بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب صلى على زينب بنت جحش سنة عشرين في يوم صائف ورأيت ثوبا مد على قبرها وعمر جالس على شفير القبر معه أبو أحمد ذاهب البصر جالس على شفير القبر وعمر بن الخطاب قائم على رجليه والاكابر من أصحاب رسول الله قيام على أرجلهم فأمر
[ 114 ]
عمر محمد بن عبد الله بن جحش وأسامة و عبد الله بن أبي أحمد بن جحش ومحمد بن طلحة بن عبيد الله وهو بن أختها حمنة بنت جحش فنزلوا في قبر زينب بنت جحش أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي عن أبيه قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه أبي الرجال قال سمعت أمي عمرة بنت عبد الرحمن تقول سألت عائشة متى تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش قالت مرجعنا من غزوة المريسيع أو بعده بيسير قال محمد بن عمر وهذا يوافق قول عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي حيث يقول تزوجها لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي عن أبيه قال ما تركت زينب بنت جحش درهما ولا دينارا كانت تصدق
بكل ما قدرت عليه وكانت مأوى المساكين وتركت منزلها فباعوه من الوليد بن عبد الملك حين هدم المسجد بخمسين ألف درهم أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة أم المؤمنين قالت لما توفيت زينب بنت جحش جعلت تبكي وتذكر زينب وترحم عليها فقيل لعائشة في بعض ذلك فقالت كانت امرأة صالحة قلت يا خالة أي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت آثر عنده فقالت ما كنت أستكثره ولقد كانت زينب بنت جحش وأم سلمة لهما عنده مكان وكانتا أحب نسائه إليه فيما أحسب بعدي أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن عثمان الجحشي عن إبراهيم
[ 115 ]
بن عبد الله بن محمد عن أبيه قال سئلت أم عكاشة بن محصن كم بلغت زينب بنت جحش يوم توفيت فقالت قدمنا المدينة للهجرة وهي بنت بضع وثلاثين سنة وتوفيت سنة عشرين قال عمر بن عثمان كان أبي يقول توفيت زينب بنت جحش وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي أم المساكين كانت تسمى بذلك في الجاهلية أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال كانت زينب بنت خزيمة الهلالية تدعى أم المساكين وكانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فطلقها أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد
بن أبي عون قال فتزوجها عبيدة بن الحارث فقتل عنها يوم بدر شهيدا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال كانت زينب أم المساكين تحت عبيدة بن الحارث فقتل عنها ببدر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال وحدثنا محمد بن قدامة عن أبيه قالا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين فجعلت أمرها إليه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا وكان تزويجه إياها في شهر رمضان على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة فمكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع
[ 116 ]
الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهرا وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع أخبرنا محمد بن عمر قال سألت عبد الله بن جعفر من نزل في حفرتها فقال إخوة لها ثلاثة قلت كم كان سنها يوم ماتت قال ثلاثين سنة أو نحوها أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن محمد عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن الهلالية التي كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت لها جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني أردت أن أعتق هذه فقال لها رسول الله ألا تفدين بها بني أخيك أو بني أختك من رعاية الغنم جويرية
بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة بن المصطلق من خزاعة تزوجها مسافع بن صفوان ذي الشفر بن سرح بن مالك بن جذيمة فقتل يوم المريسيع أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن زيد بن قسيط عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة قالت أصاب رسول الله نساء بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس فأعطى الفرس سهمين والرجل سهما فوقعت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس الانصاري وكانت تحت بن عم لها يقال له صفوان بن مالك بن جذيمة ذو الشفر فقتل عنها فكاتبها ثابت بن قيس على نفسها على تسع أواق وكانت امرأة حلوة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه فبينا النبي صلى الله عليه وسلم عندي إذ دخلت عليه جويرية تسأله في
[ 117 ]
كتابتها فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الامر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق فأعني في فكاكي فقال أو خير من ذلك فقالت ما هو فقال أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم يا رسول الله فقال رسول الله قد فعلت وخرج الخبر إلى الناس فقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترقون فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بلمصطلق فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها وذلك منصرفه من غزوة المريسيع أخبرنا محمد بن عمر حدثنا منصور بن أبي الاسود وسفيان بن
عيينة عن زكريا عن الشعبي قال كانت جويرية من ملك اليمين فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو حاتم عدي بن الفضل عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال من رسول الله صلى الله عليه وسلم على جويرية وتزوجها أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال قالت جويرية يا رسول الله إن نساءك يفخرن علي يقلن لم يتزوجك رسول الله فقال رسول الله ألم أعظم صداقك ألم أعتق أربعين من قومك أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن أبي الابيض مولى جويرية عن أبيه قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فوقعت جويرية في السبي فجاء أبوها فافتداها ثم أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن زيد مولى آل الارقم عن جدته
[ 118 ]
مولاة بني المصطلق عن جويرية مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عمير عن خرنيق بنت الحصين عن عمران بن الحصين قال افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق وكانوا يعاقلونا في الجاهلية أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم سبى جويرية بنت الحارث فجاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنتي لا يسبى
مثلها فأنا أكرم من ذاك فخل سبيلها قال أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا قال بلى وأديت ما عليك قال فأتاها أبوها فقال إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا فقالت فإني قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد والله فضحتنا أخبرنا وكيع بن الجراح و عبد الله بن نمير والفضل بن دكين عن زكريا عن عامر قال أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث واستنكحها وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق وكانت من ملك يمين النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مالك ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن الزهري قال كانت جويرية من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد ضرب عليها الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن الزهري عن مالك بن أوس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على جويرية الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه أخبرنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن عن كريب عن بن عباس قال كانت جويرية بنت الحارث اسمها برة فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها فسماها جويرية كره أن يقال خرج من
[ 119 ]
عند برة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن زيد بن أبي عتاب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية بنت الحارث أن اسمها كان برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسماها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند برة أخبرنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن بن عباس قال كان اسم جويرية برة فسماها رسول الله جويرية قال فصلى الفجر ثم خرج من عندها حين صلى الفجر فجلس حتى ارتفع الضحى ثم جاء وهي في مصلاها فقالت ما زلت بعدك يا رسول الله دائبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك كلمات لو وزن لرجحن بما قلت قلت سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته أخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على جويرية بنت الحارث يوم جمعة وهي صائمة فقال لها أصمت أمس قالت لا قال أفتريدين الصوم غدا قالت لا قال فأفطري إذا أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا قتادة قال حدثني أبو أيوب العتكي عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال لها أصمت أمس قالت لا قال أفتريدين أن تصومي غدا قالت لا قال فأفطري أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال سمعت عبد الرحمن الاعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بخيبر ثمانين
[ 120 ]
وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا ويقال قمحا
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن أبي الابيض عن أبيه قال توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الاول سنة ست وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة أخبرنا محمد بن عمر أخبرني محمد بن يزيد عن جدته وكانت مولاة جويرية بنت الحارث عن جويرية قالت تزوجني رسول الله وأنا بنت عشرين سنة قالت وتوفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم وأمها برة بنت سموأل أخت رفاعة بن سموأل من بني قريظة إخوة النضير وكانت صفية تزوجها سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل عنها يوم خيبر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال وحدثنا عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة العدوي عن أبي غطفان بن طريف المري قال وحدثنا محمد بن موسى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال وحدثنا عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة بنت حنظلة عن أمها أم سنان الاسلمية دخل حديث بعضهم في حديث بعض قال لما غزا رسول الله صلى الله
[ 121 ]
عليه وسلم خيبر وغنمه الله أموالهم سبى صفية بنت حيي وبنت عم لها من القموص فأمر بلالا يذهب بهما إلى رحله فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفي من كل غنيمة فكانت صفية مما اصطفى يوم خيبر وعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله فقالت أختار الله ورسوله وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها ورأى بوجهها أثر خضرة قريبا من عينها فقال ما هذا قالت يا رسول الله رأيت في المنام قمرا أقبل من يثرب حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي واعتدت حيضة ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نسائه فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر ما يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من ذلك فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سليم عليكن صاحبتكن فامشطنها وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك قالت أم سليم وليس معنا فسطاط ولا سرادقات فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهما إلى شجرة فمشطتها وعطرتها قالت أم سنان الاسلمية وكنت فيمن حضر عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية مشطناها وعطرناها وكانت جارية تأخذ الزينة من أوضإ ما يكون من النساء وما وجدت رائحة طيب كان أطيب من
ليلتئذ وما شعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله وقد نمصناها ونحن تحت دومة وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إليها فقامت
[ 122 ]
إليه وبذلك أمرناها فخرجنا من عندهما وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها وغدونا عليها وهي تريد أن تغتسل فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر فقضت حاجتها واغتسلت فسألتها عما رأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها وقال لها ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الاول فأدخل بك فقالت خشيت عليك قرب يهود فزادها ذلك عند رسول الله وأصبح رسول الله فأولم عليها هناك وما كانت وليمته إلا الحيس وما كانت قصاعتهم إلا الانطاع فتغدى القوم يومئذ ثم راح رسول الله فنزل بالقبيصة وهي على ستة عشر ميلا أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال قالت صفية بنت حيي رأيت كأني وهذا الذي يزعم أن الله أرسله وملك يسترنا بجناحه قال فردوا عليها رؤياها وقالوا لها في ذلك قولا شديدا أخبرنا يزيد بن هارون وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن صفية بنت حيي وقعت في سهم دحية الكلبي فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد وقع في سهم دحية الكلبي جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة آرس ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها وتصنعها وتعتد عندها قال أبو الوليد في حديثه فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه
وسلم السمن والاقط والتمر قال ففحصت الارض أفاحيص فجعل فيها الانطاع ثم جعل فيها السمن والاقط والتمر وقال يزيد بن هارون في حديثه فقال الناس والله ما ندري أتزوجها رسول الله أم تسرى بها فلما حملها سترها وأردفها خلفه فعرف الناس أنه قد تزوجها فلما دنوا من المدينة أوضع الناس وأوضع رسول الله كذلك
[ 123 ]
كانوا يصنعون فعثرت الناقة فخر رسول الله وخرت معه وأزواج رسول الله ينظرن فقلن أبعد الله اليهودية وفعل بها وفعل فقام رسول الله فسترها وأردفها خلفه أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال لما دخلت صفية على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال لها لم يزل أبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله فقالت يا رسول الله إن الله يقول في كتابه ولا تزر وازرة وزر أخرى فقال لها رسول الله اختاري فإن اخترت الاسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك فقالت يا رسول الله لقد هويت الاسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والاسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي قال فأمسكها رسول الله لنفسه وكانت أمها إحدى نساء بني قينقاع أحد بني عمرو فلم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذاكرا أباها بحرف مما تكره وكانت تحت سلام بن مشكم ففارقها فتزوجها كنانة بن أبي الحقيق أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا
ثابت عن أنس بن مالك قال صارت صفية لدحية في مقسمه قال فجعلوا يمدحونها عند رسول الله ويقولون رأينا في السبي امرأة ما رأينا ضربها قال فبعث رسول الله إليها فأعطى بها دحية ما رضي ثم دفعها إلى أمي وقال أصلحيها وخرج رسول الله من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة ثم أصبح فقال من كان عنده فضل زاد فليأتنا به قال فجعل الرجل يأتي بفضل السويق والتمر والسمن حتى جمعوا من ذلك سوادا فجعلوا حيسا فجعلوا يأكلون معه ويشربون من سماء إلى جنبهم فكانت تلك وليمة رسول الله عليها وكنا إذا رأينا جدر المدينة مما نهش إليه فنرفع
[ 124 ]
مطايانا فرأينا جدرها فرفعنا مطايانا ورفع رسول الله مطيته وهي خلفه فعثرت مطيته فصرع رسول الله وصرعت قال فما أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها قال فسترها رسول الله فأتوه فقال لم أضر قال فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار عن يحيى بن أبي إسحاق قال قال لي أنس بن مالك أقبلنا مع رسول الله أنا وأبو طلحة وصفية رديفته على ناقته فبينا نحن نسير عثرت ناقة رسول الله فصرع وصرعت المرأة فاقتحم أبو طلحة عن راحلته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وسلم فقال يا نبي الله هل ضارك شئ قال لا عليك بالمرأة قال فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ثم قصد المرأة فنبذ الثوب عليه فقامت فشدها على راحلته فركب وركبنا نسير حتى إذا كنا بظهر المدينة أو أشرفنا على المدينة قال آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم نزل نقولها حتى قدمنا المدينة
أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل وروح بن عبادة عن بن جريج عن زياد بن إسماعيل عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد الله أن صفية بنت حيي لما أدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسطاطه حضرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا عن أمكم فلما كان من العشي حضرنا ونحن نرى أن ثم قسما فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة فقال كلوا من وليمة أمكم أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الاسدي حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وتزوجها فقال له ثابت البناني ما أصدقها قال نفسها أعتقها وتزوجها أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن ثابت و عبد العزيز
[ 125 ]
بن صهيب وشعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها قال فسمعت عبد العزيز سأل ثابتا فقال يا أبا محمد أنت سألت عن هذا الحديث ما مهرها قال نفسها أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان بن يزيد حدثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها أخبرنا وكيع بن الجراح عن مهدي بن ميمون عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية وجعل عتقها صداقها أخبرنا يزيد بن هارون وسعيد بن عامر ومحمد بن عبد الله الانصاري
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية بنت حيي وتزوجها وجعل عتقها صداقها أخبرنا الوليد بن الاغر المكي حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم حين دخلت عليه صفية بنت حيي بن أخطب قال قلت فماذا كان وليمته قال التمر والسويق قال ورأيت صفية يومئذ تسقي الناس النبيذ قال فقلت له وأي شئ كان ذلك النبيذ الذي تسقيهم قال تمرات نقعتهن في تور من حجارة أو قال برمة من العشي أو من الليل فلما أصبحت صفية سقته الناس أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل صداقها عتقها أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الازرقي حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عبد الله بن عمر قال لما اجتلى النبي صلى الله عليه وسلم
[ 126 ]
صفية رأى عائشة متنقبة في وسط الناس فعرفها فأدركها فأخذ بثوبها فقال يا شقيراء كيف رأيت قالت رأيت يهودية بين يهوديات أخبرنا محمد بن عمر حدثني كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بات أبو أيوب على باب النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبح رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف فقال يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك فضحك رسول الله وقال له خيرا
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ومعه صفية أنزلها في بيت من بيوت حارثة بن النعمان فسمع بها نساء الانصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلت عليها فعرفها فلما خرجت خرج رسول الله على أثرها فقال كيف رأيتها يا عائشة قال رأيت يهودية قال لا تقولي هذا يا عائشة فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة بنت حنظلة عن أمها أم سنان الاسلمية قالت لما نزلنا المدينة لم ندخل منازلنا حتى دخلنا مع صفية منزلها وسمع بها نساء المهاجرين والانصار فدخلن عليها متنكرات فرأيت أربعا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متنقبات زينب بنت جحش وحفصة وعائشة وجويرية فأسمع زينب تقول لجويرية يا بنت الحارث ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت جويرية كلا إنها من نساء قل ما يحظين عند الازواج أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني
[ 127 ]
عن شمسية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فاعتل بعير لصفية وفي إبل زينب فضل فقال رسول الله إن بعيرا لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيرا من إبلك فقالت أنا أعطي تلك اليهودية فتركها رسول الله ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها قالت حتى يئست منه وحولت سريري قال فبينما أنا يوما منصف النهار إذا أنا بظل
رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال استبت عائشة وصفية فقال رسول الله لصفية ألا قلت أبي هارون وعمي موسى وذلك أن عائشة فخرت عليها أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال قدمت صفية بنت حيي في أذنيها خرصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن جريج عن عطاء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقسم لصفية بنت حيي أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي ذئب عن الزهري قال كانت صفية من أزواجه وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن يحيى عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عليها الحجاب فكان يقسم لها كما يقسم لنسائه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على صفية الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه قال محمد بن عمر وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا ويقال قمحا
[ 128 ]
أخبرنا معن بن عيسى حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم في الوجع الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه
فقالت صفية بنت حيي أما والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزنها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبصرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مضمضن فيقلن من أي شئ يا نبي الله قال من تغامزكن بصاحبتكن والله إنها لصادقة أخبرنا مالك بن إسماعيل والحسن بن موسى قالا حدثنا زهير قال حدثنا كنانة قال كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الاشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت ردوني لا يفضحني هذا قال الحسن في حديثه ثم وضعت خشبا من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن صفية أوصت لقرابة لها من اليهود أخبرنا سعيد بن عامر وهشام أبو الوليد الطيالسي عن شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال رأيت شيخا فقالوا هذا وارث صفية بنت حيي فأسلم بعدما ماتت فلم يرثها قال محمد بن عمر وماتت صفية بنت حيي سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان أخبرنا محمد بن عمر حدثني هارون بن محمد بن سالم مولى خويطب بن عبد العزى عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال ورثت صفية مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض فأوصت لابن أختها وهو يهودي بثلثها قال أبو سلمة فأبوا يعطونه حتى كلمت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليهم اتقوا الله وأعطوه وصيته فأخذ ثلثها وهو ثلاثة وثلاثون ألف درهم ونيف وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها
[ 129 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن موسى عن عمارة بن المهاجر عن آمنة بنت أبي قيس الغفارية قالت أنا إحدى النساء اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبرت بالبقيع ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن سمعون بن زيد من بني النضير وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم فنسبها بعض الرواة إلى بني قريظة لذلك أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن يزيد بن الهاد عن ثعلبة بن أبي مالك قال كانت ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة من بني النضير متزوجة رجلا منهم يقال له الحكم فلما وقع السبي على بني قريظة سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها وماتت عنده أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عاصم بن عبد الله بن الحكم عن عمر بن الحكم قال أعتق رسول الله ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة وكانت عند زوج لها محب لها مكرم فقالت لا أستخلف بعده أبدا وكانت ذات جمال فلما سبيت بنو قريظة عرض السبي على رسول الله فكنت فيمن عرض عليه فأمر بي فعزلت وكان يكون له صفي من كل غنيمة فلما عزلت خار الله لي فأرسل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أياما حتى قتل الاسرى وفرق السبي ثم دخل علي رسول الله فتحييت
منه حياء فدعاني فأجلسني بين يديه فقال إن اخترت الله ورسوله اختارك
[ 130 ]
رسول الله لنفسه فقلت إني أختار الله ورسوله فلما أسلمت أعتقني رسول الله وتزوجني وأصدقني اثنتي عشرة أوقية ونشا كما كان يصدق نساءه وأعرس بي في بيت أم المنذر وكان يقسم لي كما كان يقسم لنسائه وضرب علي الحجاب وكان رسول الله معجبا بها وكانت لا تسأله إلا أعطاها ذلك ولقد قيل لها لو كنت سألت رسول الله بني قريظة لاعتقهم وكانت تقول لم يخل بي حتى فرق السبي ولقد كان يخلو بها ويستكثر منها فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع فدفنها بالبقيع وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست من الهجرة أخبرنا محمد بن عمر حدثني صالح بن جعفر عن محمد بن كعب قال كانت ريحانة مما أفاء الله عليه فكانت امرأة جميلة وسيمة فلما قتل زوجها وقعت في السبي فكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة فخيرها رسول الله بين الاسلام وبين دينها فاختارت الاسلام فأعتقها رسول الله وتزوجها وضرب عليها الحجاب فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها تطليقة وهي في موضعها لم تبرح فشق عليها وأكثرت البكاء فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على تلك الحال فراجعها فكانت عنده حتى ماتت عنده قبل أن توفي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بكر بن عبد الله النصري عن حسين بن عبد الرحمن عن أبي سعيد بن وهب عن أبيه قال كانت ريحانة من بني النضير وكانت متزوجة في بني قريظة رجلا يقال له حكيم فأعتقها رسول الله وتزوجها وكانت من نسائه يقسم لها كما يقسم لنسائه وضرب رسول
الله عليها الحجاب أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي ذئب عن الزهري قال كانت ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة قريظة وكانت من ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم بيمينه فأعتقها وتزوجها ثم طلقها فكانت في أهلها
[ 131 ]
تقول لا يراني أحد بعد رسول الله قال محمد بن عمر في هذا الحديث وهل من وجهين هي نضرية وتوفيت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما روي لنا في عتقها وتزويجها وهو أثبت الاقاويل عندنا وهو الامر عند أهل العلم وقد سمعت من يروي أنها كانت عند رسول الله لم يعتقها وكان يطأها بملك اليمين حتى ماتت أخبرنا عبد الملك بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أيوب بن بشير المعاوي قال لما سبيت قريظة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بريحانة إلى بيت سلمى بنت قيس أم المنذر فكانت عندها حتى حاضت حيضة ثم طهرت من حيضتها فجاءت أم المنذر فأخبرت رسول الله فجاءها رسول الله في بيت أم المنذر فقال لها رسول الله إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت وإن أحببت أن تكوني في ملكي فقالت يا رسول الله أكون في ملكك أخف علي وعليك فكانت في ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطأها حتى ماتت أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن سلمة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحانة عرض عليها الاسلام فأبت وقالت أنا على دين قومي فقال رسول الله
إن أسلمت اختارك رسول الله لنفسه فأبت فشق ذلك على رسول الله فبينا رسول الله جالس في أصحابه إذ سمع خفق نعلين فقال هذا بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة فجاءه فأخبره أنها قد أسلمت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطأها بالملك حتى توفي عنها
[ 132 ]
ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش ويقال بن جريش كان مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي تزوج ميمونة في الجاهلية ثم فارقها فخلف عليها أبورهم بن عبد العزى بن أبي قيس من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه إياها العباس بن عبد المطلب وكان يلي أمرها وهي أخت أم ولده أم الفضل بنت الحارث الهلالية لابيها وأمها وتزوجها رسول الله بسرف على عشرة أميال من مكة وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك سنة سبع في عمرة القضية أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث في شوال سنة سبع من الهجرة أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد بن موسى عن الفضيل بن عبد الله عن علي بن عبد الله بن عباس قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا
رافع إلى العباس فزوجه ميمونة فأضلا بعيريهما فأقاما أياما ببطن زابغ حتى أدركهما رسول الله بقديد وقد ضما بعيريهما فسارا معه حتى قدم مكة فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه
[ 133 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال لما خطب رسول الله ميمونة جعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا حدثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع ورجلا من الانصار فزوجاه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال تزوجها رسول الله في شوال وهو حلال عام القضية وأعرس بها بسرف وتوفيت بسرف أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن ميمون بن مهران قال دخلت على صفية بنت شيبة عجوز كبيرة فسألتها أتزوج رسول الله ميمونة وهو محرم فقالت لا والله لقد تزوجها وإنهما لحلالان أخبرنا يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون بن مهران قال كتب
عمر بن عبد العزيز إلى أبي أن سل يزيد بن الاصم أحراما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج ميمونة أم حلالا فدعاه أبي فأقرأه الكتاب فقال خطبها وهو حلال وبنى بها وهو حلال وأنا أسمع يزيد يقول ذلك أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا أبو فزارة عن يزيد بن الاصم عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا وبنى بها حلالا بسرف أخبرنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي قال سمعت أبا فزارة يحدث عن يزيد بن الاصم عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
[ 134 ]
أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها حلالا وبنى بها حلالا أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الاصم عن تزويج رسول الله ميمونة هل تزوجها وهو محرم فسألته فقال تزوجها وهما حلالان ودخل بها وهو حلال أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال كنت جالسا عند عطاء فجاءه رجل فقال هل يتزوج المحرم فقال عطاء ما حرم الله النكاح منذ أحله قال ميمون فقلت إن عمر بن عبد العزيز كتب إلي وميمون يومئذ على أرض الجزيرة أن سل يزيد بن الاصم أكان رسول الله يوم تزوج ميمونة حلالا أم حراما قال فقال ميمون فقال يزيد بن الاصم تزوجها وهو حلال وكانت ميمونة خالة يزيد بن الاصم قال عطاء ما كنا نأخذ هذا إلا عن ميمونة وكنا نسمع أن رسول الله تزوجها وهو محرم
أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا حدثنا حماد بن زيد عن مطرف عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا وكنت الرسول بينهما أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع ورجلا من الانصار فأنكحاه ميمونة وهو بالمدينة قبل أن يخرج أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ميمون بن مهران قال كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الاصم عن تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة فسألته فقال تزوجها حلالا وبنى بها حلالا وبنى بها بسرف وذاك قبرها تحت السقيفة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن يزيد بن الاصم
[ 135 ]
عن بن عباس قال تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلال أخبرنا محمد بن عمر والفضل بن دكين قالا حدثنا هشام بن سعد عن عطاء الخراساني قال قلت لابن المسيب إن عكرمة يزعم أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم فقال كذب مخبثان اذهب إليه فسبه سأحدثك قدم رسول الله وهو محرم فلما حل تزوجها أخبرنا محمد بن الفضل عن ليث عن عطاء عن بن عباس قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا يزيد بن أبي زياد عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم واحتجم بالقاحة وهو محرم
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث بسرف وهو محرم ثم دخل بها بسرف بعدما رجع وقال يزيد بن هارون ماتت بسرف وقبرها ثم أخبرنا عبيد الله بن موسى عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا رباح بن أبي معيوف عن عطاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة خالته بسرف وهو محرم وكان بن عباس لا يرى به بأسا أخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري حدثنا حبيب بن الشهيد أنه سمع ميمون بن مهران يحدث عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم
[ 136 ]
أخبرنا هوذة بن خليفة حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن جابر أبي الشعثاء أنه سمع بن عباس يقول تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير قال سمعت بن عباس يقول نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم خالتي ميمونة وهو محرم أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن
عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم أخبرنا عبد الله بن نمير والفضل بن دكين ومحمد بن عبيد عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم قال الفضل بن دكين في حديثه واحتجم وهو محرم أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي السفر عن عامر قال ملك النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم واحتجم وهو محرم أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث وهو محرم واحتجم وهو محرم أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم
[ 137 ]
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد حدثنا أبو يزيد المديني أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة أن ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قال قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مهر خمس مائة درهم وولي نكاحه إياها العباس بن عبد المطلب أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الاسدي قالا حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال كان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء عن بن عباس أخبرته ميمونة أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر قال حدثنا إبراهيم بن نافع عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت اغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة من إناء واحد قصعة فيها أثر العجين حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في مسجده على خمرة وأنا نائمة إلى جنبه فيصيبني ثوبه وأنا حائض أخبرنا مالك بن إسماعيل أخبرنا شريك عن سماك عن عكرمة عن بن عباس عن ميمونة قالت أجنبت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلت من جفنة ففضلت فضلة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسل منها فقلت إني قد اغتسلت منها فقال ليس على الماء جنابة
[ 138 ]
أخبرنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن
عقبة عن كريب عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاخوات مؤمنات ميمونة وأم الفضل وأسماء أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد مولى خزاعة عن صالح بن محمد عن أم ذرة عن ميمونة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له فقال أقسمت إلا فتحته لي فقلت له تذهب إلى أزواجك في ليلتي هذه قال ما فعلت ولكن وجدت حقنا من بولي أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن بكير عن عبيد الله الخولاني قال رأيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تصلي في درع سابغ لا إزار عليها. اخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد عن ابى فزارة عن يزيد بن الاصم ان ميمونة حلقت راسها في احرامها فماتت وراسها مجمم. اخبرنا خالد بن مخلد، سليمان بن بلال، حدثنى جعفر بن محمد عن ابيه قال: سال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ميمونة عن جارية لها فقالت: اعتقتها. فقال: قد كانت جلدة ولو كنت وضعتها في ذى قرابتك كان امثل. اخبرنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا يزيد بن الاصم قال: تلقيت عائشة وهى مقبلة من مكة انا وابن طلحة بن عبيد الله، وهو ابن اختها، وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة فاصبنا منه فبلغها ذلك فاقبلت على ابن اختها تلومه وتعذله، ثم اقبلت على فوعظتني موعظة بليغة ثم قالت: اما علمت ان الله تبارك وتعالى ساقك حتى جعلك في بيت نبيه ؟ ذهبت والله ميمونة ورمى بحبلك على غاربك، اما انها كانت من
اتقانا لله واوصلنا للرحم.
[ 139 ]
اخبرنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، حدثنا يزيد بن الاصم قال: كان مسواك ميمونة بنت الحارث زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، منقعا في ماء فان شغلها عمل أو صلاة والا اخذته فاستاكت به. اخبرنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، حدثنا يزيد بن الاصم ان ذا قرابة لميمونة دخل عليها فوجدت منه ريح شراب فقالت لئن لم تخرج الى المسلمين فيجلدوك، أو قالت يطهروك، لا تدخل على بيتى ابدا. اخبرنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان عن موسى بن ابى عائشة عن رجل عن ميمونة انها ابصرت حبة رمان في الارض فاخذتها وقالت ان الله لا يحب الفساد. اخبرنا احمد بن اسحاق الحضرمي، حدثنا وهيب، حدثنا ابراهيم ابن عقبة عن كريب مولى ابن عباس قال: بعثنى ابن عباس اقود بعير ميمونة فلم ازل اسمعها تهل حتى رمت جمر ة العقبة. اخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا عقبة بن وهب العامري البكائى قال: اخبرني يزيد بن الاصم قال: رايت ام المومنين ميمونة تحلق راسها بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسالت عقبة لم ؟ فقال: اراه تبتل اخبرنا معن بن عيسى، حدثنا مخرمة بن بكير عن ابيه عن بسر بن سعيد عن عبيد الله الخولانى وكان في حجر ميمونة انه كان يرى ميمونه تصلى في الدرع والخمار وليس عليها ازار. اخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا جعفر بن برقان، اخبرني ميمون
قال: سالت صفية بنت شيبة فقالت: تزوج رسول الله ميمونة بسرف وبنى بها ثم في قبة لها، وماتت بسرف ثم دفنت في موضع قبتها التى بنى بها فيها. اخبرنا يزيد بن هارون ووهب بن جرير بن حازم قالا حدثنا جرير
[ 140 ]
ابن حازم عن ابى فزارة عن يزيد بن الاصم قال: دفنا ميمونة بسرف في الظلة التى بنى فيها رسول الله، وكانت يوم ماتت محلوقة قد حلقت في الحج، فنزلنا في قبرها انا وابن عباس فلما وضعناها مال راسها فاخذت ردائي فوضعته تحت راسها فانتزعه ابن عباس فالقاه ووضع تحت راسها كذا نة، يعنى حجرا. اخبرنا محمد بن عمر، حدثنا ابن جريح عن عطاء قال: توفيت ميمونة بسرف فخرجنا مع ابن عباس إليها فقال: إذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها ولا تزلزلوها فانه كان للنبى، صلى الله عليه وسلم تسع نسوة كان يقسم لثما ن الا لواحدة. وقال غير ابن جريح في هذا الحديث: توفيت بمكة فحملها عبد الله بن عباس وجعل يقول للذين يحملونها: ارفقوا بها فانها امكم، حتى دفنها. اخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن المحرر عن يزيد بن الاصم قال: حضرت قبر ميمونة فنزل فيه ابن عباس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وانا وعبيد الله الخولانى، وصلى عليها ابن عباس. قال محمد بن عمر توفيت سنة احدى وستين في خلافة معاوية وهى اخر من مات من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وكان لها يوم توفيت ثمانون أو احدى وثمانون سنة، وكانت جلدة.
اخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنى عبد الحكيم بن عبد الله بن ابى فروة قال: سمعت عبد الرحمن الاعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول: اطعم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ميمونة بنت الحارث بخير ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا، ويقال قمحا.
[ 141 ]
ذكر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء فلم يجمعهن ومن فارق منهن وسبب مفارقته إياهن الكلابية وقد اختلف علينا باسمها فقال قائل هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي وقال قائل عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر وقال قائل العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب وقال قائل هي سبا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب وقد كتبنا كل ما سمعنا من ذلك وقال بعضهم لم تكن إلا كلابية واحدة واختلفوا في اسمها وقال بعضهم بل كن جميعا ولكل واحدة منهن قصة غير قصة صاحبتها وقد بينا ذلك وكتبنا كل ما سمعناه من ذلك أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان فاستعاذت منه فطلقها فكانت تلقط البعر وتقول أنا الشقية وتزوجها رسول الله في ذي القعدة سنة ثمان من الهجرة وتوفيت سنة ستين أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت تزوج رسول الله الكلابية فلما دخلت عليه فدنا منها قالت إني أعوذ بالله منك فقال رسول الله لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك
[ 142 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون عن بن مناح قال استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قد دلهت وذهب عقلها وتقول إذا استأذنت على أزواج النبي أنا الشقية وتقول إنما خدعت أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل بها ولكنه لما خير نساءه اختارت قومها ففارقها فكانت تلتقط البعر وتقول أنا الشقية أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن جعفر عن موسى بن سعيد وابن أبي عون قالا إنما طلقها رسول اللل بياض كان بها أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر وابن أبي سبرة وعبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن ثعلبة بن أبي مالك عن حسين عن علي قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني عامر فكان إذا خرج تطلعت إلى أهل المسجد فأخبر بذلك رسول الله أزواجه فقال إنكن تبغين عليها فقلن نحن نريكها وهي تطلع فقال رسول الله نعم فأرينه إياها وهي تطلع ففارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن عمر فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند
فأخبرني عن أبيه قال إنما استعاذت منه فأعاذها ولم يتزوج رسول الله من بني عامر غيرها ولم يتزوج من كندة غير الجونية أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إبراهيم بن وثيمة عن أبي وجزة قال تزوجها رسول الله في ذي القعدة سنة ثمان منصرفه من الجعرانة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو مصعب إسماعيل بن مصعب عن شيخ من رهطها أنها توفيت سنة ستين أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني العرزمي عن
[ 143 ]
نافع عن بن عمر قال كان في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم سبا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب قال وقال بن عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا أسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من بني عامر يقال لها عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب فتزوجها فبلغه أن بها بياضا فطلقها أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني رجل من بني أبي بكر بن كلاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب فمكثت عنده دهرا ثم طلقها أسماء بنت النعمان بن أبي الجون بن الاسود بن الحارث بن شراحيل بن الجون آكل المرار الكندي أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي قال قدم النعمان بن أبي الجون الكندي وكان ينزل
وبني أبيه نجدا مما يلي الشربة فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فقال يا رسول الله ألا أزوجك أجمل أيم في العرب كانت تحت بن عم لها فتوفي عنها فتأيمت وقد رغبت فيك وحطت إليك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثنتي عشرة أوقية ونش فقال يارسول الله لا تقصر بها في المهر فقال رسول الله ما أصدقت أحدا من نسائي فوق هذا ولا أصدق أحدا من بناتي فوق هذا فقال النعمان ففيك الاسى قال فابعث يا رسول الله إلى أهلك من يحملهم إليك فأنا خارج مع رسولك فمرسل أهلك معه فبعث رسول الله معه أبا أسيد الساعدي
[ 144 ]
فلما قدما عليها جلست في بيتها وأذنت له أن يدخل فقال أبو أسيد إن نساء رسول الله لا يراهن أحد من الرجال فقال أبو أسيد وذلك بعد أن نزل الحجاب فأرسلت إليه فيسرني لامري قال حجاب بينك وبين من تكلمين من الرجال إلا ذا محرم منك ففعلت قال أبو أسيد فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت معي على جمل ظعينة في محفة فأقبلت بها حتى قدمت المدينة فأنزلتها في بني ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحبن بها وسهلن وخرجن من عندها فذكرن من جمالها وشاع بالمدينة قدومها قال أبو أسيد ووجهت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بني عمرو بن عوف فأخبرته ودخل عليها داخل من النساء فدأين لها لما بلغهن من جمالها وكانت من أجمل النساء فقالت إنك من الملوك فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا جاءك فاستعيذي منه فإنك تحظين عنده ويرغب فيك أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني موسى بن عبيدة عن عمر بن
الحكم عن أبي أسيد الساعدي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجونية فحملتها وكانوا يكونون بناحية نجد حتى نزلت بها في أطم بني ساعدة ثم جئت إلى رسول الله فأخبرته بها فخرج رسول الله يمشي على رجليه حتى جاءها فأقعى على ركبتيه ثم أهوى إليها ليقبلها وكذلك كان يصنع إذا اجتلى النساء فقالت أعوذ بالله منك فانحرف رسول الله عنها وقال لهالقد استعذت معاذا ووثب عنها وأمرني فرددتها إلى قومها أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عمرو بن صالح عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال الجونية استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل لها هو أحظى لك عنده ولم تستعذ منه امرأة غيرها وإنما خدعت لما رؤي من جمالها وهيئتها ولقد ذكر لرسول الله من حملها على ما قالت لرسول الله فقال رسول الله إنهن صواحب يوسف
[ 145 ]
وكيدهن عظيم قال وهي أسماء بنت النعمان بن أبي الجون أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر قال هي أمية بنت النعمان بن أبي الجون أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية في شهر ربيع الاول سنة تسع من الهجرة أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله هل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت الاشعث بن قيس قتيلة فقال ما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ولا تزوج كندية إلا أخت بني الجون
فملكها فلما أتي بها وقدمت المدينة نظر إليها فطلقها ولم يبن بها أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري قال لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم كندية إلا أخت بني الجون ولم يبن بها حتى فارقها أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبه قال فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قال عائشة قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا وكان خطبها حين وفدت كندة عليه إلى أبيها فلما رآها نساء النبي صلى الله عليه وسلم حسدنها فقلن لها إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله منه إذا دخل عليك فلما دخل وألقى الستر مد يده إليها فقالت أعوذ بالله منك فقال أمن عائذ الله الحقي بأهلك أخبرنا هشام بن محمد حدثني بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه وكان بدريا قال تزوج رسول الله أسماء بنت النعمان
[ 146 ]
الجونية فأرسلني فجئت بها فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة اخضبيها أنت وأنا أمشطها ففعلن ثم قالت لها إحداهما إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت أعوذ بالله منك فتال بكمه على وجهه فاستتر به وقال عذت معاذا ثلاث مرات قال أبو أسيد ثم خرج علي فقال يا أبا أسيد ألحقها بأهلها ومتعها برازقيتين يعني كرباستين فكانت تقول دعوني الشقية
أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني أخبرنا موسى بن عبيدة حدثني عمر بن الحكم حدثني أبو أسيد قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بلجون فأمرني أن آتيه بها فأتيته بها فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد جئتك بأهلك فخرج يمشي وأنا معه فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتلى لنساء أقعى وقبل فقالت أعوذ بالله منك فقال لقد عذت معاذا فأمرني أن أردها إلى أهلها ففعلت أخبرنا محمد بن عمر حدثني سليمان بن الحارث عن عباس بن سهل قال سمعت أبا أسيد الساعدي يقول لما طلعت بها على الصرم تصايحوا وقالوا إنك لغير مباركة ما دهاك فقالت خدعت فقيل لي كيت وكيت للذي قيل لها فقال أهلها لقد جعلتنا في العرب شهرة فبادرت أبا أسيد الساعدي فقالت قد كان ما كان فالذي أصنع ما هو فقال أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي محرم ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله فإنك من أمهات المؤمنين فأقامت لا يطمع فيها طامع ولا ترى إلا لذي محرم حتى توفيت في خلافة عثمان بن عفان عند أهلها بنجد أخبرنا هشام بن محمد بن السائب حدثني زهير بن معاوية الجعفي
[ 147 ]
أنها ماتت كمدا أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة فأراد عمر أن يعاقبهما فقالت والله ما ضرب علي الحجاب ولا سميت أم
المؤمنين فكف عنها قال محمد بن عمر وقد سمعت من يقول تزوجها عكرمة بن أبي جهل في الردة ولم يكن وقع عليها حجاب رسول الله وليس ذلك بثبت قتيلة بنت قيس أخت الاشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الاكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال لما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي صلى الله عليه وسلم خرج والغضب يعرف في وجهه فقال له الاشعث بن قيس لا يسؤك الله يارسول الله ألا أزوجك من ليس دونها في الجمال والحسب قال من قال أختي قتيلة قال قد تزوجتها قال فانصرف الاشعث إلى حضرموت ثم حملها حتى إذا فصل من اليمن بلغه وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فردها إلى بلاده وارتد وارتدت معه فيمن ارتد فلذلك تزوجت لفساد النكاح بالارتداد وكان تزوجها قيس بن مكشوح المرادي أخبرنا المعلى بن أسد عن وهيب عن داود بن أبي هند أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وقد ملك امرأة من كندة يقال لها قتيلة فارتدت مع قومها فتزوجها بعد ذلك عكرمة بن أبي جهل فوجد أبو بكر من ذلك
[ 148 ]
وجدا شديدا فقال له عمر يا خليفة رسول الله إنها والله ما هي من أزواجه ما خيرها ولا حجبها ولقد برأها الله منه بالارتداد الذي ارتدت مع قومها أخبرنا محمد بن عمر عن يحيى بن النعمان الغفاري عن يزيد بن قسيط
أن قتيلة بنت قيس أخت الاشعث كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي الزناد وأبو الخصيب عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان ينكر ذلك ويقول لم يتزوج رسول الله قتيلة بنت قيس ولا تزوج كندية إلا أخت بني الجون ملكها وأتي بها فلما نظر إليها طلقها ولم يبن بها مليكة بنت كعب الليثي أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو معشر قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم مليكة بنت كعب وكانت تذكر بجمال بارع فدخلت عليها عائشة فقالت لها أما تستحيين أن تنكحي قاتل أبيك فاستعاذت من رسول الله فطلقها فجاء قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله إنها صغيرة وإنها لا رأي لها وإنها خدعت فارتجعها فأبى رسول الله فاستأذنوه أن يتزوجها قريب لها من بني عذرة فأذن لهم فتزوجها العذري وكان أبوها قتل يوم فتح مكة قتله خالد بن الوليد بالخندمة قال محمد بن عمر مما يضعف هذا الحديث ذكر عائشة أنها قالت لها ألا تستحيين وعائشة لم تكن مع رسول الله في ذلك السفر أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد العزيز الجندعي عن أبيه عن عطاء بن يزيد الجندعي قال تزوج رسول الله مليكة بنت كعب الليثي في شهر
[ 149 ]
رمضان سنة ثمان ودخل بها فماتت عنده قال محمد بن عمر وأصحابنا ينكرون ذلك ويقولون لم يتزوج
كنانية قط أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري مثل ذلك بنت جندب بن ضمرة الجندعي أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن يزيد بن بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج بنت جندب بن ضمرة الجندعي قال محمد بن عمر وأصحابنا ينكرون ذلك ويقولون لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانية قط سبا ويقال سنا بنت الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف السلمي أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني رجل من رهط عبد الله بن خازم السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج سنا بنت الصلت بن حبيب السلمية فماتت قبل أن يصل إليها أخبرنا هشام بن محمد حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي قال جاء رجل من بني سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي ابنة من جمالها وعقلها ما إني
[ 150 ]
لاحسد الناس عليها غيرك فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها ثم قال وأخرى يا رسول الله لا والله ما أصابها عندي مرض قط فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا في ابنتك تجيئنا تحمل خطاياها
لا خير في مال لا يرزأ منه وجسد لا ينال منه ذكر من خطب النبي صلى الله عليه وسلم من النساء فلم يتم نكاحه ومن وهبت نفسها من النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلى بنت الخطيم وهي أخت قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الاوس أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مولي ظهره الشمس فضربت على منكبه فقال من هذا أكله الاسد وكان كثيرا ما يقولها فقالت أنا ابنة مطعم الطير ومباري الريح أنا ليلى بنت الخطيم جئتك لاعرض عليك نفسي تزوجني قال قد فعلت فرجعت إلى قومها فقالت قد تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا بئس ما صنعت أنت امرأة غيرى والنبي صاحب نساء تغارين عليه فيدعو الله عليك فاستقيليه نفسك فرجعت فقالت يا رسول الله أقلني قال قد أقلتك قال فتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر فولدت له فبينا هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب لقول النبي صلى الله
[ 151 ]
عليه وسلم فأكل بعضها فأدركت فماتت أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون أن ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ووهبن نساء أنفسهن فلم يسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل منهن أحدا
أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح بن دينار عن عاصم بن عمر بن قتادة قال كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فقبلها وكانت تركب بغولتها ركوبا منكرا وكانت سيئة الخلق فقالت لا والله لاجعلن محمدا لا يتزوج في هذا الحي من الانصار والله لآتيه ولاهبن نفسي له فأتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم مع رجل من أصحابه فما راعه إلا بها واضعة يدها عليه فقال من هذا أكله الاسد فقالت أنا ليلى بنت سيد قومها قد وهبت نفسي لك قال قد قبلتك ارجعي حتى يأتيك أمري فأتت قومها فقالوا أنت امرأة ليس لك صبر على الضرائر وقد أحل الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن ينكح ما شاء فرجعت فقالت إن الله قد أحل لك النساء وأنا امرأة طويلة اللسان ولا صبر لي على الضرائر واستقالته فقال رسول الله قد أقلتك أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي واسمها فاختة وكان هشام بن الكلبي يقول اسمها هند وفاختة عندنا أكثر وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب ابنته
[ 152 ]
أم هانئ في الجاهلية وخطبها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم فتزوجها هبيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عم زوجت هبيرة وتركتني فقال يا بن أخي إنا قد صاهرنا إليهم والكريم
يكافئ الكريم ثم أسلمت ففرق الاسلام بينها وبين هبيرة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسها فقالت والله إن كنت لاحبك في الجاهلية فكيف في الاسلام ولكني امرأة مصبية وأكره أن يؤذوك فقال رسول الله خير نساء ركبن المطايا نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هانئ فقالت يا رسول الله لانت أحب إلي من سمعي وبصري وحق الزوج عظيم فأخشى إن أقبلت على زوجي أن أضيع بعض شأني وولدي وإن أقبلت على ولدي أن أضيع حق الزوج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خير نساء ركبن الابل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات يده أخبرنا حجاج بن نصير حدثنا الاسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم هانئ فخطبها إلى نفسها فقالت كيف بهذا ضجيجا وهذا رضيعا لولدين بين يديها فاستسقى فأتي بلبن فشرب ثم ناولها فشربت سؤره فقالت لقد شربت وأنا صائمة قال فما حملك على ذلك قالت من أجل سؤرك لم أكن لادعه لشئ لم أكن أقدر عليه فلما قدرت عليه شربته فقال رسول الله نساء قريش خير نساء ركبن الابل أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده ولو أن مريم بنت عمران ركبت الابل ما فضلت عليها أحدا
[ 153 ]
أخبرنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن السدي عن أبي صالح عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت خطبني رسول الله فاعتذرت إليه فعذرني ثم أنزل الله إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن حتى بلغ اللاتي هاجرن معك قالت فلم أكن أحل له لم أهاجر معه كنت مع الطلقاء أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال أخبرنا أبو صالح أو قال سمعت أبا صالح مولى أم هانئ قال خطب رسول الله أم هانئ بنت أبي طالب فقالت يا رسول الله إني موتمة وبني صغار قال فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه فقال أما الآن فلا لان الله أنزل عليه يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن إلى قوله اللاتي هاجرن معك ولم تكن من المهاجرات وقال غيره فولدت لهبيرة بن أبي وهب جعدة وعمرا ويوسف وهانئا بني هبيرة ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كانت ضباعة بنت عامر عند هوذة بن علي الحنفي فهلك عنها فورثته مالا كثيرا فتزوجها عبد الله بن جدعان التيمي وكان لا يولد له فسألته الطلاق فطلقها فتزوجها هشام بن المغيرة فولدت له سلمة فكان من خيار المسلمين فتوفي عنها هشام وكانت من أجمل نساء العرب وأعظمه خلقا وكانت إذا جلست أخذت من الارض شيئا كثيرا وكان يغطى جسدها بشعرها
[ 154 ]
فذكر جمالها عند النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها إلى ابنها سلمة بن هشام بن المغيرة فقال حتى استأمرها وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم إنها قد كبرت فأتاها ابنها فقال لها إن النبي صلى الله عليه وسلم خطبك إلي فقالت ما قلت له قال قلت حتى استأمرها فقالت وفي النبي صلى الله عليه وسلم يستأمر ارجع فزوجه فرجع إلى النبي فسكت عنه صفية بنت بشامة بن نضلة أخت الاعور بن بشامة العنبري أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت بشامة بن نضلة العنبري وكان أصابها سباء فخيرها رسول الله فقال إن شئت أنا وإن شئت زوجك فقالت بل زوجي فأرسلها فلعنتها بنو تميم أم شريك واسمها غزية بنت جابر بن حكيم كان محمد بن عمر يقول هي من بني معيص بن عامر بن لؤي وكان غيره يقول هي دوسية من الازد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي معيصية وإنها وهبت نفسها لرسول الله فلم يقبلها رسول الله فلم تتزوج حتى ماتت أخبرنا وكيع بن الجراح عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر في قوله
[ 155 ]
ترجي من تشاء منهن قال كل نساء وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فدخل بعضهن وأرجأ بعضا فلم ينكحن بعده منهن أم شريك أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا شيبان عن فراس عن الشعبي قال المرأة التي عزل رسول الله أم شريك الانصارية أخبرنا وكيع بن الجراح عن شريك عن جابر عن الحكم عن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم شريك الدوسية أخبرنا زيد بن الحباب أخبرنا شعبة عن الحكم عن علي بن الحسين أن المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم أم شريك امرأة من الازد أخبرنا زيد بن الحباب أخبرنا شعبة عن الحكم عن مجاهد قال لم تهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر عن بن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة في هذه الآية وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قال هي أم شريك الدوسية أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون مثله أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الوليد بن مسلم عن منير بن عبد الله الدوسي قال أسلم زوج أم شريك وهي غزية بنت جابر الدوسية من الازد وهو أبو العكر فهاجر إلى رسول الله مع أبي هريرة مع دوس حين هاجروا قالت أم شريك فجاءني أهل أبي العكر فقالوا لعلك على دينه قلت أي والله إني لعلي دينه قالوا لا جرم والله لنعذبنك
عذابا شديدا فارتحلوا بنا من دارنا ونحن كنا بذي الخلصة وهو موضعنا فساروا يريدون منزلا وحملوني على جمل ثفال شر ركابهم وأغلظه يطعموني
[ 156 ]
الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة من ماء حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون فنزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري ففعلوا ذلك بي ثلاثة أيام فقالوا لي في اليوم الثالث اتركي ما أنت عليه قالت فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد قالت فوالله إني لعلي ذلك وقد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري فأخذته فشربت منه نفسا واحدا ثم انتزع مني فذهبت أنظر فإذا هو معلق بين السماء والارض فلم أقدر عليه ثم دلي إلي ثانية فشربت منه نفسا ثم رفع فذهبت أنظر فإذا هو بين السماء والارض ثم دلي إلي الثالثة فشربت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي قالت فخرجوا فنظروا فقالوا من أين لك هذا يا عدوة الله قالت فقلت لهم إن عدوة الله غيري من خالف دينه وأما قولكم من أين هذا فمن عند الله رزقا رزقنيه الله قالت فانطلقوا سراعا إلى قربهم وأدواهم فوجدوها موكأة لم تحل فقالوا نشهد أن ربك هو ربنا وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الاسلام فأسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول الله وكانوا يعرفون فضلي عليهم وما صنع الله إلي وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي من الازد فعرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة وقد أسنت فقالت إني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها
لرجل خير قالت أم شريك فأنا تلك فسماها الله مؤمنة فقال وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة إن الله ليسرع لك في هواك قال محمد بن عمر رأيت من عندنا يقولون إن هذه الآية نزلت في أم شريك وإن الثبت عندنا أنها امرأة من دوس من الازد إلا في رواية
[ 157 ]
موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده وقال روت أم شريك عن رسول الله أحاديث أخبرنا محمد بن عمر عن بن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن بن المسيب عن أم شريك سمعها تقول أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغان أخبرنا محمد بن عمر عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال حدثتني أم شريك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يذكر الدجال يفر الناس منه في الجبال قالت فقلت أو قيل يارسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال هاجرت أم شريك الدوسية فصحبت يهوديا في الطريق فأمست صائمة فقال اليهودي لامرأته لئن سقيتها لافعلن فباتت كذلك حتى إذا كان في آخر الليل إذا على صدرها دلو موضوع وصفن فشربت ثم بعثتهم للدلجة فقال اليهودي إني لاسمع صوت امرأة لقد شربت فقالت لا والله أن سقتني قال وكانت لها عكة تعيرها من أتاها فاستامها رجل فقالت ما فيها رب فنفختها فعلقتها في الشمس فإذا هي مملوءة سمنا قال فكان
يقال ومن آيات الله عكة أم شريك قال والصفن مثل الجراب أو المزود أخبرنا بكر بن عبد الرحمن حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر عن أم شريك أنها كانت عندها عكة تهدي فيها سمنا لرسول الله قال فطلبها صبيانها ذات يوم سمنا فلم يكن فقامت إلى العكة لتنظر فإذا هي تسيل قال فصبت لهم منه فأكلوا منه حينا ثم ذهبت تنظر ما بقي فصبته كله ففني ثم أتت رسول الله فقال لها أصببته أما إنك لو لم تصبيه لقام لك زمانا
[ 158 ]
خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الاوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ثعلبة بن ذكوان بن امرئ القيس بن بهتة بن سليم وأمها ضعيفة بنت العاص بن أمية بن عبد شمس وكان مرة بن هلال قدم مكة فحالف عبد مناف بن قصي نفسه وتزوج عبد مناف ابنته بنت مرة فهي أم هاشم وعبد شمس والمطلب بني عبد مناف أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فأرجأها وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها عثمان بن مظعون فمات عنها أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي الزناد وأبو الخصيب عن هشام بن عروة عن أبيه وحدثنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عروة قال خولة بنت حكيم ممن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم أنها سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل فذكر الحديث أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها سلمى بنت عميس بن معد بن تيم بن مالك بن قحافة من خثعم أخت أسماء بنت عميس هكذا سماها هشام بن محمد بن السائب الكلبي وقال غيره هي عمارة بنت حمزة وقال هشام عمارة رجل وهو بن حمزة وبه كان يكنى وأمه خولة بنت قيس بن قهد من بني مالك بن النجار أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد قالا حدثنا الاعمش عن
[ 159 ]
سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي قال قلت يا رسول الله ما لك تتوق في قريش ولا تتزوج إلينا قال عندك شئ قال قلت نعم ابنة حمزة قال تلك بنت أخي من الرضاعة أخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن جابر بن زيد عن بن عباس قال أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة حمزة فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة وإنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب أخبرنا سفيان بن عيينة وإسماعيل بن إبراهيم الاسدي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال علي لرسول الله ألا تزوج ابنة عمك حمزة فإنها قال سفيان أجمل وقال إسماعيل أحسن فتاة في قريش فقال يا علي أما علمت أن حمزة أخي من الرضاعة وأن الله حرم من الرضاعة ما حرم من النسب أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة
عن بن عباس قال إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عميس كانت بمكة فلما قدم رسول الله كلم علي النبي فقال علام تترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهري المشركين فلم ينهه النبي صلى الله عليه وسلم عن إخراجها فخرج بها فتكلم زيد بن حارثة وكان وصي حمزة وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين فقال أنا أحق بها ابنة أخي فلما سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال الخالة والدة وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس فقال علي ألا أراكم تختصمون في ابنة عمي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحق بها منكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أحكم بينكم أما أنت يا زيد فمولى الله ورسوله وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي وأما أنت
[ 160 ]
يا جعفر فشبيه خلقي وخلقي وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها فقضى بها لجعفر قال محمد بن عمر فقام جعفر فحجل حول رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جعفر فقال يا رسول الله كان النجاشي إذا أرضى أحدا قام فحجل حوله فقيل للنبي تزوجها فقال ابنة أخي من الرضاعة فزوجها رسول الله سلمة بن أبي سلمة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول هل جزيت سلمة خولة بنت الهذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب وأمها ابنة خليفة بن
فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج الكلبي أخت دحية بن خليفة أخبرنا هشام بن محمد حدثني الشرقي بن القطامي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج خولة بنت الهذيل فهلكت في الطريق قبل أن تصل إليه وكانت ربيبتها خالتها خرنق بنت خليفة أخت دحية بن خليفة شراف بنت خليفة بن فروة أخت دحية بن خليفة الكلبي أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثنا الشرقي بن القطامي قال لما هلكت خولة بنت الهذيل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم شراف بنت خليفة أخت دحية ولم يدخل بها أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن جابر عن عبد الرحمن
[ 161 ]
بن سابط قال خطب رسول الله امرأة من كلب فبعث عائشة تنظر إليها فذهبت ثم رجعت فقال لها رسول الله ما رأيت فقالت ما رأيت طائلا فقال لها رسول الله لقد رأيت طائلا لقد رأيت خالا بخدها اقشعرت كل شعرة منك فقالت يا رسول الله ما دونك سر أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن جابر عن مجاهد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب فرد لم يعد فخطب امرأة فقالت استأمر بي فلقيت أباها فأذن لها فلقيت رسول الله فقالت له فقال رسول الله لقد التحفنا لحافا غيرك ذكر مهور نساء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كان صداق رسول الله اثنتي عشرة أوقية ونشا فذلك خمس مائة درهم قالت عائشة الاوقية أربعون والنش عشرون أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر وسليمان بن بلال عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن الزهري قال كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر أواق من ذهب أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا هشام بن سعد عن عطاء الخراساني قال قال عمر بن الخطاب لا تغالوا في صدقات النساء فإنه لو كان تقوى اله أو مكرمة في الدنيا كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أولاكم بذلك ما أصدق نساءه ولا بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية وهي ثمانون وأربع مائة درهم
[ 162 ]
أخبرنا الفضل بن دكين عن بن عيينة عن أيوب عن بن سيرين عن أبي العجفاء السلمي عن عمر قال ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته فوق اثنتي عشرة أوقية أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن أيوب عن بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر مثله أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن عوف عن بن سيرين عن أبي العجفاء السلمي عن عمر قال ما نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية وهي ثمانون وأربع مائة درهم أخبرنا خالد بن مخلد حدثني سليمان بن بلال حدثني جعفر بن
محمد عن أبيه قال كان صداق نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مائة ذكر جفنة سعد بن عبادة لمن خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب المرأة قال اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سعيد بن محمد بن أبي زيد قال سألت عمارة بن غزية وعمرو بن يحيى عن جفنة بن عبادة فقالا كانت مرة بلحم ومرة بسمن ومرة بلبن يبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
[ 163 ]
كلما دار دارت معه الجفنة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد العزيز الليثي عن الزهري أنه أنكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للذي يخطب عليه اذكر جفنة سعد ولا ينكر جفنة سعد أنها كانت تدور معه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا قدامة بن موسى قال سمعت محمد بن عبد الرحمن بن زرارة يذكر الجفنة أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن يعقوب عن عمته عن أم سلمة قالت كانت الانصار الذين يكثرون إلطاف رسول الله سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وعمارة بن حزم وأبو أيوب وذلك لقرب جوارهم من رسول
الله وكان لا يمر يوم إلا ولبعضهم هدية تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث دار وجفنة سعد بن عبادة تدور حيث دار لا يغبها كل ليلة أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن عون بن الحارث قال حدثتني رميثة قالت سمعت أم سلمة تقول كلمني صواحبي أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وزينب بنت خزيمة وجويرية بنت الحارث وميمونة بنت الحارث وزينب بنت جحش في الجانب الشأمي وكانت عائشة وصفية وسودة في الشق الآخر قالت أم سلمة فكلمني صواحبي فقلن كلمي رسول الله فإن الناس يهدون إليه في بيت عائشة ونحن نحب ما تحب فيصرفون إليه هديتهم حيث كان قالت أم سلمة فلما دخل علي رسول الله قلت يا رسول الله إن صواحبي قد أمرنني أن أكلمك تأمر الناس أن يهدو لك حيث كنت وقلن إنا نحب ما تحب عائشة قالت فلم يجبني فسألنني فقلت لم يرد علي شيئا قلن فعاوديه قالت فعاودته فلم يرد علي شيئا فلما كانت الليلة الثالثة عدت له فقال لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم ينزل علي في لحاف واحدة منكن غير عائشة
[ 164 ]
قال محمد بن عمر فأخبرت هذا مالك بن أبي الرجال فقال أخبرني أبي عن عمرة قال كان عامة الناس يتحرون يوم يصير رسول الله إلى عائشة فيهدون إليه ويسر الاضياف بيوم يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة للهدايا التي تصير إليها ذكر منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال سألت مالك بن أبي الرجال أين كان
منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني عن أبيه عن أمه أنها كانت كلها في الشق الايسر إذا قمت إلى الصلاة إلى وجه الامام في وجه المنبر هذا أبعده وأنه لم يجتمع هؤلاء النسوة اللاتي ذكر عوف بن الحارث جميعا عند النبي صلى الله عليه وسلم كانت زينب بنت خزيمة قبل أم سلمة فتوفيت زينب فأدخل أم سلمة في بيتها وفي تلك السنة تزوج زينب بنت جحش وكانت سودة قبل عائشة في النكاح وقبل هؤلاء جميعا وقدم بها وبعائشة المدينة بعد قدوم رسول الله المدينة وأم حبيبة بنت أبي سفيان قدمت في السفينتين في سنة سبع وصفية كانت في تلك السنة وكانت حفصة قبل أم سلمة وقبل زينب بنت خزيمة أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن محمد بن عبد الله العبسي عن محمد بن عمرو بن عطاء العامري قال كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها أزواجه وإن سودة بنت زمعة أوصت ببيتها لعائشة وإن أولياء صفية بنت حيي باعوا بيتها من معاوية بن أبي سفيان بمائة وثمانين ألف درهم قال بن أبي سبرة فأخبرني بعض أهل الشام أن معاوية أرسل إلى عائشة أنت أحق بالشفعة وبعث إليها بالشراء واشترى من عائشة منزلها
[ 165 ]
يقولون بمائة وثمانين ألف درهم ويقال بمائتي ألف درهم وشرط لها سكناها حياتها وحمل إلى عائشة المال فما رامت من مجلسها حتى قسمته ويقال اشتراه بن الزبير من عائشة بعث إليها يقال خمسة أجمال بخت تحمل المال فشرط لها سكناها حياتها فما برحت حتى قسمت ذلك فقيل لها لو خبأت لنا منه درهما فقالت عائشة لو ذكرتموني لفعلت
قال محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن أبي بكر بن عمرو إن سالما أخبره أن حفصة تركت بيتها فورثه بن عمر فلم يأخذ له ثمنا وهدم وأدخل في المسجد أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن ثور بن زيد عن عكرمة أن ورثة أم سلمة باعوا بيتها بمال قال محمد بن عمر يقال إنه لم يبع أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالا لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل في منزل أبي أيوب بعث أبا رافع وزيد بن حارثة وأعطاهما بعيرين وخمس مائة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر وأمرهما أن يقدما عليه بعياله وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الدئلي ببعيرين أو ثلاثة وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل إليه أهله فخرج زيد بن حارثة بأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة وأم كلثوم ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأراد الخروج بزينب بنت رسول الله فحبسها زوجها أبو العاص بن الربيع وكانت رقية قد هاجر بها زوجها عثمان بن عفان قبل ذلك إلى المدينة وحمل زيد بن حارثة امرأته أم أيمن وأسامة بن زيد وكانوا مع عيال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه عائشة وأسماء ابنتي
[ 166 ]
أبي بكر حتى قدموا جميعا المدينة ورسول الله يبني المسجد وأبياتا حول المسجد فأنزلهم في بيت لحارثة بن النعمان وبنى رسول الله لعائشة بيتها الذي دفن
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل بابا في المسجد وجاه باب عائشة يخرج منه إلى الصلاة وكان إذا اعتكف يخرج رأسه من المسجد إلى عتبة عائشة فتغسل رأسه وهي حائض أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن شعيب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وتزوج علي فاطمة وأراد أن يبني بها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلب منزلا فطلب علي منزلا فأصابه مستأخرا عن النبي قليلا فبنى بها فيه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها قال إني أريد أن أحولك إلي فقالت لرسول الله فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول عني تريد أن يتحول لي عن منزله فقال رسول الله قد تحول حارثة عنا حتى قد استحييت فبلغ حارثة فتحول وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجار بك وإنما أنا ومالي لله ولرسوله والله يا رسول الله للذي تأخذ مني أحب إلي من الذي تدع فقال رسول الله صدقت بارك الله عليك فحولها إلى بيت حارثة قال محمد بن عمر وكانت لحارثة بن النعمان منازل قرب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله وكلما أحدث رسول الله أهلا تحول له حارثة بن النعمان عن منزله حتى صارت منازله كلها لرسول الله وأزواجه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن يزيد الهذلي قال رأيت منازل أزواج رسول الله حين هدمها عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وزادها في المسجد كانت بيوتا باللبن ولها حجر
[ 167 ]
من جريد مطرور بالطين عددت تسعة أبيات بحجرها وهي ما بين بيت عائشة إلى الباب الذي يلي باب النبي إلى منزل أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله ورأيت بيت أم سلمة وحجرتها من لبن فسألت بن ابنها فقال لما غزا رسول الله دومة الجندل بنت أم سلمة حجرتها بلبن فلما قدم رسول الله فنظر إلى اللبن دخل عليها أول نسائه فقال ما هذا البناء فقالت أردت يا رسول الله أن أكف أبصار الناس فقال يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المسلم البنيان أخبرنا محمد بن عمر عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال لم يوص رسول الله إلا بمساكن أزواجه وأرض تركها صدقة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معاذ بن محمد الانصاري قال سمعت عطاء الخراساني في مجلس فيه عمران بن أبي أنس يقول وهو فيما القبر والمنبر أدركت حجر أزواج رسول الله من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج النبي في مسجد رسول الله فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم قال عطاء فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ والله لوددت أنهم تركوها على حالها ينشأ ناشئ من أهل المدينة ويقدم القادم من الافق فيرى ما اكتفى به رسول الله في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها يعني الدنيا قال معاذ فلما فرغ عطاء الخراساني من حديثه قال عمران بن أبي أنس كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها على أبوابها مسوح الشعر ذرعت الستر فوجدته
ثلاث أذرع في ذراع والعظم أو أدنى من العظم فأما ما ذكرت من كثرة البكاء فلقد رأيتني في مجلس فيه نفر من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو أمامة بن سهل بن حفيف
[ 168 ]
وخارجة بن زيد وإنهم ليبكون حتى اخضل لحاهم الدمع وقال يومئذ أبو أمامة ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويروا ما رضي الله لنبيه ومفاتيح خزائن الدنيا بيده أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عامر الاسلمي قال قال لي أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو في مصلاه فيما بين الاسطوان التي تلي حرف القبر التي تلي لاخرى إلى طريق باب رسول الله هذا بيت زينب بنت جحش وكان رسول الله يصلي فيه وهذا الصف كله إلى باب أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس اليوم إلى رحبة المسجد فهذه يوته رأيتها بالجريد قد طرت بالطين عليها مسوح الشعر ذكر قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نسائه أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك يعني الحب بالقلب أخبرنا محمد بن عمر حدثني سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطاف به على نسائه في كساء أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه قال لما
مرض رسول الله مرضه الذي توفي فيه طافت فاطمة على نسائه تقول إن رسول الله يشق عليه أن يطوف عليكن فقلن هو في حل فكان يكون في بيت عائشة أخبرنا محمد بن عمر حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد
[ 169 ]
عن أبيه قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه قال أين أنا غدا قالوا عند فلانة قال أين أنا بعد غد قالوا عند فلانة فعرف أزواجه أنه يريد عائشة فقلن يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لاختنا عائشة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن أمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعله نساؤه في حل يؤثر من يشاء منهن على من يشاء فكان يؤثر عائشة وزينب أخبرنا محمد بن عمر حدثنا شيبان بن عبد الرحمن وقيس عن منصور عن أبي رزين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم أن يطلق من نسائه فلما رأين ذلك جعلنه في حل يؤثر من يشاء منهن على من يشاء أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة من نسائه يومها وليلتها غير أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضا رسول الله
أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت سودة قد أسنت وكان رسول الله لا يستكثر منها وقد علمت مكان عائشة منه فخافت أن يفارقها وضنت بمكانها عند رسول الله فقالت يا رسول الله يومي الذي يصيبني منك لعائشة وأنت منه في حل فقبله النبي وفي ذلك نزلت وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا الآية أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن
[ 170 ]
داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله إذا سافر يسهم بين نسائه فكان إذا خرج سهم غيري عرف فيه الكراهية وما قدم من سفر قط فدخل على أحد من أزواجه أول مني يبتدئ القسم فيما يستقبل من عندي أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله قل يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها وإلا قام فكان إذا دخل بيت أم سلمة يحتبس عندها فقلت أنا وحفصة وكانتا جميعا يدا واحدة ما نرى رسول الله يمكث عندها إلا أنه يخلو معها تعنيان الجماع قالت واشتد ذلك علينا حتى بعثنا من يطلع لنا ما يحبسه عندها فإذا هو إذا صار إليها أخرجت له عكة من عسل فتحت له فمها فيلعق منه لعقا وكان العسل يعجبه فقالتا ما من شئ نكرهه إليه حتى لا يلبث في بيت أم سلمة فقالتا ليس شئ أكره إليه من أن يقال له نجد منك ريح شئ فإذا جاءك فدنا منك فقولي
إني أجد منك ريح شئ فإنه يقول من عسل أصبته عند أم سلمة فقولي له أرى نحله جرس عرفطا فلما دخل على عائشة فدنا منها قالت إني لاجد منك شيئا ما أصبت فقال عسل من بيت أم سلمة فقالت يا رسول الله أرى نحله جرس عرفطا ثم خرج من عندها فدخل على حفصة فدنا منها فقالت مثل الذي قالت عائشة فلما قالتاه جميعا اشتد عليه فدخل على أم سلمة بعد ذلك فأخرجت له العسل فقال أخريه عني لا حاجة لي فيه فقالت فكنت والله أرى أن قد أتينا أمرا عظيما منعنا رسول الله شيئا كان يشتهيه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن عبد الله بن رافع قال سألت أم سلمة عن هذه الآية
[ 171 ]
يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قالت كانت عندي عكة من عسل أبيض يجرس نحله الضرو فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلعق منها وكان يحبه فقالت له عائشة نحلها تجرس عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سفيان عن عبد الكريم بن أبي أمية قال سألت عبد الله بن عتبة بن مسعود ما حرم رسول الله فقال عكة من عسل أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قالت سمعت أم سلمة وهي في بيت عائشة وعائشة تموت تقول رحمك الله وغفر لك كل ذنب وعرفنيك في الجنة فقلت يا أمه فكيف كان حديث العسل فإن عائشة أخبرتني به فقالت أم سلمة
فهو على ما أخبرتك فذكرت مثل حديث بن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة قالت أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله فاستأذنت ورسول الله مع عائشة في مرطها فأذن لها فدخلت فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة فقال رسول الله أي بنية أليس تحبين ما أحب قالت بلى يا رسول الله فقال فأحبي هذه لعائشة قالت فاطمة فخرجت فجئت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتهن فقلن ما أغنيت عنا شيئا فارجعي إلى رسول الله فقالت فاطمة والله لا أكلمه فيها أبدا فأرسلن زينب بنت جحش فاستأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لها فدخلت فقالت يا رسول الله أرسلني أزواجك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة قالت عائشة ثم وقعت بي زينب تسبني
[ 172 ]
وطفقت أنظر إلى رسول الله متى يأذن لي فيها فلم أزل أنظر إليه حتى عرفت أن رسول الله لا يكره أن أنتصر منها فوقعت بزينب فلم أنشبها أن أفحمتها فتبسم رسول الله ثم قال إنها بنت أبي بكر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر ومحمد عن الزهري عن علي بن حسين قال أرسل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمنها أن تأتي رسول الله فتقول إن أزواجك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة فمكثت فاطمة أياما لا تفعل ذلك حتى جاءتها زينب بنت جحش قال ولم يكن أحد يناصي عائشة إلا زينب
بنت جحش فكلمت فاطمة فقالت فاطمة أنا أفعل قال فدخلت على رسول الله فقالت إن نساءك أرسلنني يسألنك العدل في بنت أبي قحافة فقال رسول الله زينب أرسلتك قالت فاطمة زينب وغيرها فقال أقسمت هي التي وليت ذلك قالت نعم فتبسم رسول الله فرجعت فاطمة إليهن فأخبرتهن فقالت زينب يا بنت رسول الله ما أغنيت عنا شيئا فقال النساء لزينب اذهبي أنت قال وذهبت زينب حتى استأذنت على رسول الله فقال رسول الله هذه زينب فأذنوا لها فقالت حسبك إذا برقت لك بنت أبي قحافة ذراعيها اعدل بيننا وبينها ووقعت زينب بعائشة فنالت منها قال الزهري فقلت لعلي بن الحسين كن عائشة وزينب هما قال إن أم سلمة قد كان لها عند رسول الله منزل ومحبة رحمهن الله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مخرمة بن بكير عن زياد بن أبي زياد عن بن كعب القرظي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا له في قسم أزواجه بينهن كيف شاء وذلك لقول الله ذلك أدنى أن تقر أعينهن إذا علمن أن ذلك من الله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن قتادة مثله
[ 173 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال كنت أصب لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من نسائه جميعا أخبرنا محمد بن عمر حدثني سالم مولى ثابت عن سالم مولى أبي جعفر عن أبي جعفر مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي
رافع عن أبيه عن جدته سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه ليلة التسع اللاتي توفي عنهن وهن عنده كلما خرج من عند امرأة قال لسلمى صبي لي غسلا فيغتسل قبل أن يأتي الاخرى فقلت يا رسول الله أما يكفيك غسل واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أطيب وأطهر ذكر حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن محمد بن عبد الله عن الزهري عن أنس بن مالك قال كان أول ما نزل الحجاب مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش قال أنس كان أبي بن كعب يسألني عن هذا الحديث قال لما أصبح رسول الله عروسا بزينب دعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي منهم رهط عند النبي صلى الله عليه وسلم فأطالوا عنده القعود فقام رسول الله فخرج وخرجت معه حتى جئنا عتبة حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه حتى دخل بيت زينب فإذا هم قعود فرجع ورجعت معه حتى بلغ عتبة حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا فضرب بيني وبينه سترا ونزل الحجاب
[ 174 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال نزل الحجاب مبتنى رسول الله بزينب بنت جحش وذلك سنة خمس من الهجرة وحجب نساءه مني يومئذ وأنا بن خمس عشرة
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال نزل الحجاب مبتنى رسول الله بزينب بنت جحش قال أهدت له أم سليم حيسا في تور من حجارة فقال اذهب فادع لي من لقيت من المسلمين قال فخرجت فدعوت من لقيت من المسلمين فجعلوا يدخلون فيأكلون ويخرجون ووضع رسول الله يده على الطعام فدعا فيه وبقي طائفة منهم فجعلوا يتحدثون فاستحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم شيئا فخرج وتركهم في البيت فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن أبي عثمان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن عبيدة عن بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم فعوتبوا في ذلك فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم قوله ناظرين إناه يعني إناة الطعام أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر ومحمد عن الزهري عن عروة
[ 175 ]
عن عائشة قالت كان أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن
بالليل إلى حوائجهن بالمناصع فكان عمر يقول لرسول الله احجب نساءك فلم يكن يفعل فخرجت سودة ليلة من الليالي وكانت امرأة طويلة فناداها عمر بصوته الاعلى قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ونافع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت أنا وسودة بعدما ضرب الحجاب خرجنا لحاجتنا عشاء فرآها عمر فعرفها قالت عائشة وكانت امرأة طويلة بائنة الطول فناداها عمر إنك والله ما تخفين علينا يا سودة فرجعت إلى رسول الله فذكرت له ذلك وفي يد رسول الله عرق يأكل منه قالت قال رسول الله قد أذن الله لكن أن تخرجن لحاجتكن أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن يحيى عن مجاهد عن بن عباس قال نزل حجاب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمر أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما فأصابت يده بعض أيدي نساء النبي فأمر بالحجاب أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن عمران عن أبي الصباح موسى بن أبي كثير عن مجاهد مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي شيخ الهنائي عن بن عباس مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن الزهري قال قيل من كان يدخل عليهن يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل فسائر الناس قال كن يحجبن منهم حتى إنهن ليكلمنهم من وراء حجاب وإنما كان سترا واحدا
أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر ومحمد عن الزهري عن نبهان
[ 176 ]
عن أم سلمة أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم هي وميمونة قالت فبينا نحن عنده أقبل بن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعد أن أمر بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجبا منه قلنا يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصر ولا يعرفنا قال أفعميا وان أنتما ألستما تبصرانه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر قال سمعت صالح بن كيسان يقول نزل حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة ذكر ما كان قبل الحجاب أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبو جعفر الرازي وهشيم عن حصين عن أبي مالك قال كان نساء نبي الله صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فشكوا ذلك فقيل ذلك للمنافقين فقالوا إنما نفعله بالاماء فنزلت هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين أخبرنا محمد بن عمر عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن في قوله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال إماء كن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فتحسب أنها أمة فتؤذى فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن
أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن أبي صخر عن بن كعب القرظي قال كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فإذا
[ 177 ]
قيل له قال كنت أحسبها أمة فأمرهن الله أن يخالفن زي الاماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا إحدى عينيها يقول ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين يقول ذلك أحرى أن يعرفن أخبرنا محمد بن عمر حدثني مسلم بن خالد عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا يقول بغير ما عملوا أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن حبيب عن صالح بن أبي حسان عن عبيد بن حنين في قوله لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم إلى قوله ولن تجد لسنة الله تبديلا قال عرف المنافقون بأعيانهم في هذه الآية والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة قال هم المنافقون جميعا أخبرنا محمد بن عمر عن أسامة بن زيد بن أسلم عن بن كعب في قوله لئن لم ينته المنافقون يعني المنافقين بأعيانهم والذين في قلوبهم مرض شك يعني المنافقين أيضا ذكر من كان يصلح له الدخول على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري قال قيل له من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل فسائر الناس قال كن يحتجبن منه
حتى إنهن ليكلمنه من وراء حجاب وربما كان سترا واحدا إلا المملوكين والمكاتبين فإنهن كن لا يحتجبن منهم
[ 178 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن زيد المكي وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال كان الحسن والحسين لا يريان أمهات المؤمنين فقال بن عباس إن رؤيتهن لهما حل أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة قال سمعت بن عباس يقول وبلغه أن عائشة احتجبت من الحسن بن علي فقال إن رؤيته لها حل أخبرنا محمد بن عمر عن معمر وعبد الرحمن بن عبد العزيز ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أن أم سلمة قالت له وهو مكاتب لها يا أبا يحيى عندك ما فضل عليك من كتابتك قال نعم قالت فادفعه إلى بن أخي فقد أعنته به في نكاحه فبكى وقال لا أدفعه إليه أبدا فقالت إن كان بك أن تراني فلا تراني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عبد مكاتب إحداكن ما بقي عليه من كتابته فاحتجبن منه أخبرنا محمد بن عمر عن أسامة بن زيد وعثيم بن نسطاس وسعيد بن مسلم بن بابك أن سالم سبلان أخبرهم أنه كان مكاتبا لرجل من بني نصر وأنه كان يرحل بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا يحتجبن منه وكن لا يحتجبن من المملوكين والمكاتبين فإذا أعتقن احتجبن منهم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم هي
وميمونة قالت فبينا نحن عنده إذ أقبل بن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعد أن أمر بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجبا منه فقلنا يا رسول الله هو أعمى لا يبصر قال أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق
[ 179 ]
عن عائشة في قوله النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم قال فقالت لها امرأة يا أمه فقالت عائشة أنا أم رجالكم ولست نسائكم قال فذكرت هذا الحديث لعبد الله بن موسى المخزومي فقال أخبرني مصعب بن عبد الله بن أبي أمية عن أم سلمة أنها قالت أنا أم الرجال منكم والنساء ذكر ما هجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وتخييره إياهن أخبرنا محمد بن عمر حدثنا جارية بن أبي عمران قال سمعت أبا سلمة الحضرمي يقول جلست مع أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وهما يتحدثان وقد ذهب بصر جابر فجاء رجل فسلم ثم جلس فقال يا أبا عبد الله أرسلني إليك عروة بن الزبير أسألك فيم هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فقال جابر تركنا رسول الله يوما وليلة لم يخرج إلى الصلاة فأخذنا ما تقدم وما تأخر فاجتمعنا ببابه نتكلم ليسمع كلامنا ويعلم مكاننا فأطلنا الوقوف فلم يأذن لنا ولم يخرج إلينا قال فقلنا قد علم رسول الله مكانكم ولو أراد أن يأذن لكم لاذن فتفرقوا لا تؤذوه فتفرق الناس غير عمر بن الخطاب يتنحنح ويتكلم ويستأذن حتى أذن له رسول
الله قال عمر فدخلت عليه وهو واضع يده على خده أعرف به الكآبة فقلت أي نبي الله بأبي أنت وأمي ما الذي رابك وما لقي الناس بعدك من فقدهم لرؤيتك فقال يا عمر يسألنني أولاء ما ليس عندي يعني نساءه فذاك الذي بلغ مني ما ترى فقلت يا نبي الله قد صككت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدها منها بالارض لانها سألتني ما لا أقدر عليه وأنت
[ 180 ]
يا رسول الله على موعد من ربك وهو جاعل بعد العسر يسرا قال فلم أزل أكلمه حتى رأيت رسول الله قد تحلل عنه بعض ذلك قال فخرجت فلقيت أبا بكر الصديق فحدثته الحديث فدخل أبو بكر على عائشة فقال قد علمت أن رسول الله لا يدخر عنكن شيئا فلا تسألنه ما لا يجد انظري حاجتك فاطلبيها إلي وانطلق عمر إلى حفصة فذكر لها مثل ذلك ثم اتبعا أمهات المؤمنين فجعلا يذكران لهن مثل ذلك حتى دخلا على أم سلمة فذكرا مثل ذلك فقالت لهما أم سلمة ما لكما ولما ها هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى بأمرنا ولو أراد أن ينهانا لنهانا فمن نسأل إذا لم نسأل رسول الله هل يدخل بينكما وبين أهليكما أحد فما نكلفكما هذا فخرجا من عندها فقال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لام سلمة جزاك الله خيرا حين فعلت ما فعلت ما قدرنا أن نرد عليهما شيئا ثم قال جابر لابي سعيد ألم يكن الحديث هكذا قال بلى وقد بقيت منه بقية قال جابر فأنا آتي على ذلك إن شاء الله ثم قال فأنزل الله في ذلك يا أيها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا يعني متعة الطلاق ويعني بتسريحهن تطليقهن طلاقا جميلا وإن كنتن تردن
الله ورسوله والدار الآخرة تخترن الله ورسوله فلا تنكحن بعده أحدا فانطلق رسول الله فبدأ بعائشة فقال إن الله قد أمرني أن أخيركن بين أن تخترن الله ورسوله والدار الآخرة وبين أن تخترن الدنيا وزينتها وقد بدأت بك فأنا أخيرك قالت أي نبي الله وهل بدأت بأحد منهن قبلي قال لا قالت فإني أختار الله ورسوله والدار الآخرة فاكتم علي ولا تخبر بذاك نساءك قال رسول الله بل أخبرها فأخبرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة وكان خياره بين الدنيا والآخرة أن يخترن الآخرة أو الدنيا قال وإن كنتن
[ 181 ]
تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما فاخترن أن لا يتزوجن بعده ثم قال يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يعني الزنا يضاعف لها العذاب ضعفين يعني في الآخرة وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله يعني تطع الله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين مضاعفا لها في الآخرة وكذلك العذاب وأعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض يقول فجور وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى يقول لا تخرجن من بيوتكن ولا تبرجن يعني إلقاء القناع فعل أهل الجاهلية الاولى فقال أبو سعيد هذا الحديث على وجهه أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن محمد
بن سعد بن أبي وقاص قال استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكسينه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب فدخل عمر ورسول الله يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال رسول الله ضحكت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك بادرن الحجاب فقال عمر ياعدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله قلن أنت أغلظ وأفظ من رسول الله فقال رسول الله والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال كن عنده نساء النبي صلى الله عليه وسلم يستكسينه فدخل عمر على ذلك فذكر كذلك
[ 182 ]
ذكر المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخييره نساءه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر بن راشد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن بن عباس قال لم أزل حريصا أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج فحججت معه وعدل فعدلت معه بالاداوة فبرز ثم جاء فسكبت على يده من الاداوة فتوضأ ثم قلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله لهما إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فقال عمر واعجبا لك بابن عباس هما عائشة وحفصة ثم استقبل عمر
يسوق الحديث فقال إني كنت أنا وجار لي من الانصار في بني أمية بن زيد وكنا نتناوب النزول على رسول الله فينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بما يحدث من خبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الانصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب الانصار فصحت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني فقالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني ذلك فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت يا حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله يوما إلى الليل قالت نعم قلت خبت وخسرت أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فيهلكك لا تستكثري على رسول الله ولا تراجعينه في شئ ولا تهجريه وسليني ما بدا لك ولا يغرك
[ 183 ]
إن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله يريد عائشة قال عمر وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا قال فنزل صاحبي الانصاري يوم نوبته فرجع إلي عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال أنائم هو ففزعت فخرجت إليه فقال قد حدث اليوم أمر عظيم قال قلت ما هو أجاءت غسان قال لا بل أعظم من ذلك وأطول طلق رسول الله نساءه فقلت خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت مع رسول الله الفجر فدخل رسول الله مشربة له فاعتزل فيها قال ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت ما يبكيك ألم أكن قد حدثتك هذا طلقكن رسول الله فقالت
لاأدري ما أقول هو ذا معتزل في هذه المشربة قال فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم قال فجلست معه ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها رسول الله فقلت لغلام أسود استأذن لعمر قال فدخل الغلام فكلم رسول الله ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فصمت قال فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر قال ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر فدخل ثم رجع فقال قد ذكرتك له فصمت قال فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فصمت فلما وليت منصرفا إذا الغلام يدعوني قال قد أذن لك رسول الله فدخلت على رسول الله فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكأ على وسادة أدم حشوها ليف فسلمت على رسول الله ثم قلت وأنا قائم يا رسول الله أطلقت نساءك قال فرفع بصره إلي فقال لا فقلت الله أكبر ثم قلت وأنا قائم استئناسا بأمر رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فتغيظت علي امرأتي فإذا هي
[ 184 ]
تراجعني فأنكرت ذاك عليها فقالت أتنكر أن أراجعك إن أزواج رسول الله ليراجعنه ويهجرنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خابت حفصة وخسرت أفتأمن إحداهن أن يغضب الله لغضب رسول الله فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لها لا يغرنك أن كانت صاحبتك أوضأ منك وأحب إلى رسول الله منك فتبسم رسول الله تبسمة أخرى قال فجلست
حين رأيته تبسم قال فرفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهب ثلاثة فقلت يا رسول الله ادع الله أن يوسع على أمتك فإن فارس والروم قد وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله قال فجلس رسول الله وكان متكئا فقال أوفي شك أنت بابن الخطاب عجلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا قال قلت يا رسول الله استغفر لي قال فاعتزل رسول الله نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعا وعشرين ليلة وكان قال ما أنا بداخل عليهن شهرا ومن شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأ بها قالت عائشة يا رسول الله أما كنت أقسمت ألا تدخل علينا شهرا وإنما أصبحت من تسع وعشرين أعدها لك عدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر تسع وعشرون ليلة وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين قالت عائشة ثم أنزل الله التخيير فبدأ بي أول من نسائه فقال إني ذاكر لك أمرا فلا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت عائشة فأعلم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه قال الله يا أيها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما فقلت له ففي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير
[ 185 ]
نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة أخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة قالت لما اعتزل رسول الله نساءه في مشربة جعلت أبكي ويدخل
علي من يدخل فيقول أطلقك رسول الله فأقول لا أدري والله حتى جاء عمر فدخل عليه فسأله أطلقت نساءك فقال رسول الله لا فكبر عمر تكبيرة سمعناها ونحن في بيوتنا فعلمنا أن عمر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا فكبر حتى جاءنا الخبر بعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سليمان بن بلال وسفيان عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن بن عباس قال سألت عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا قال عائشة وحفصة أخبرنا محمد بن عمر حدثني خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير في قوله وصالح المؤمنين قال عنى عمر بن الخطاب أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن عقبة عن شعبة قال سمعت بن عباس يقول خرجت حفصة من بيتها وكان يوم عائشة فدخل رسول الله بجاريته وهي مخمر وجهها فقالت حفصة لرسول الله أما إني قد رأيت ما صنعت فقال لها رسول الله فاكتمي عني وهي حرام فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها وبشرتها بتحريم القبطية فقالت له عائشة أما يومي فتعرس فيه بالقبطية وأما سائر نسائك فتسلم لهن أيامهن فأنزل الله وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لحفصة فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما يعني عائشة وحفصة وإن تظاهرا عليه يعني حفصة وعائشة فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه إن طلقكن
[ 186 ]
الآية فتركهن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين ليلة ثم نزل يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم فأمر فكفر يمينه وحبس نساءه عليه أخبرنا محمد بن عمر قال فأخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم أم إبراهيم فقال هي علي حرام قال والله لا أقربها قال فنزل قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم قال محمد بن عمر قال مالك بن أنس فالحرام حلال في الاماء إذا قال الرجل لجاريته أنت علي حرام فليس بشئ وإذا قال والله لا أقربك فعليه الكفارة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو حاتم عن جويبر عن الضحاك أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم جاريته فأبى الله ذلك عليه فردها عليه وكفر يمينه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن قتادة قال حرمها تحريمة فكانت يمينا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا الثوري عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال آلى رسول الله من أمته وحرمها فأنزل الله في الايلاء قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم وأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك فالحرام ها هنا حلال أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم قال خرجت حفصة من بيتها فبعث رسول الله إلى جاريته فجاءته في بيت حفصة فدخلت عليه حفصة وهي معه في بيتها فقالت يا رسول الله في بيتي وفي يومي وعلى فراشي فقال رسول
الله اسكتي فلك الله لا أقربها أبدا ولا تذكريه فذهبت حفصة فأخبرت عائشة فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك فكان
[ 187 ]
ذلك التحريم حلالا ثم قال قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم فكفر رسول الله عن يمينه حين آلى ثم قال وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا يعني حفصة فلما نبأت به حين أخبرت عائشة وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به يعني حفصة لما أخبره الله قالت حفصة من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما يعني حفصة وعائشة وإن تظاهرها عليه لعائشة وحفصة فإن الله هو مولاه الآية فقال رسول الله ما أنا بداخل عليكن شهرا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن موسى عن مصعب بن عبد الله عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه قال حدثنا عروة بن الزبير قال انطلقت حفصة إلى أبيها تحدث عنده وأرسل رسول الله إلى مارية فظل معها في بيت حفصة وضاجعها فرجعت حفصة من عند أبيها وأبصرتهما فغارت غيرة شديدة ثم إن رسول الله أخرج سريته فدخلت حفصة فقالت قد رأيت ما كان عندك وقد والله سؤتني فقال النبي فإني والله لارضينك إني مسر إليك سرا فأخفيه لي فقالت ما هو قال أشهدك أن سريتي علي حرام يريد بذلك رضا حفصة وكانت حفصة وعائشة قد تظاهرتا على نساء رسول الله قال فانطلقت حفصة فحدثت عائشة فقالت لها أبشري فإن الله حرم على رسوله وليدته فلما
أخبرت بسر رسول الله أنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك إلى قوله ثيبات وأبكارا أخبرنا محمد بن عمر حدثني سويد عن إسحاق بن عبد الله عن القاسم بن محمد قال خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاريته مارية في بيت حفصة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهي قاعدة على بابه فقالت
[ 188 ]
يا رسول الله في بيتي وفي يومي فقال النبي هي علي حرام فأمسكي عني قالت لا أقبل دون أن تحلف لي قال والله لا أمسها أبدا فكان القاسم يرى قوله حرام ليس بشئ أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو معشر حدثني حارثة بن أبي الرجال قال دخلت مع القاسم بن محمد على عمرة بنت عبد الرحمن فقال القاسم يا أم محمد في أي شئ هجر رسول الله نساءه فقالت عمرة أخبرتني عائشة أنه أهدي إلى رسول الله هدية في بيتها فأرسل إلى كل امرأة من نسائه بنصيبها وأرسل إلى زينب بنت جحش فلم ترض ثم زادوها مرة أخرى فلم ترض فقالت عائشة لقد أقمأت وجهك أن ترد عليك الهدية فقال رسول الله لانتن أهون على الله من أن تقمئنني لا أدخل عليكن شهرا قالت فدخل في مشربة وكان عمر بن الخطاب آخى رجلا من الانصار لا يسمع شيئا إلا أخبره به ولا يسمع عمر شيئا إلا حدثه قال فلقيه عمر ذلك اليوم فقال هل كان خبر فقال الانصاري نعم عظيم فقال عمر لعل الحارث بن أبي شمر سار إلينا قال الانصاري أعظم من ذلك قال عمر ما هو قال ما أرى رسول الله إلا قد طلق نساءه فقال عمر رغم أنف حفصة قد كنت أنهاها أن تراجع رسول الله بما
تراجعه به عائشة قالت فجاء عمر إلى المسجد فإذا الناس كأن على رؤوسهم الطير فارتقى درجة كانت لرسول الله من خشب وإذا على الباب غلام حبشي فقال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته أأدخل قالت فقال الحبشي برأسه إلى البيت فأدخله ثم أشار إلى عمر أن لا قال فلبث ساعة ثم لم تقر نفسه فارتقى من الدرجة اثنتين ثم قال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته أأدخل فأدخل الحبشي رأسه في البيت ثم قال ادخل قالت فدخل عمر فإذا النبي صلى الله عليه وسلم كان راقدا تحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفا وليس بينه وبين الارض إلا الحصير
[ 189 ]
قالت وأثر الحصير في جنبه فلما رأى ذلك عمر ذرفت عيناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر قال يا رسول الله كسرى وقيصر عدوا الله يفترشان الديباج والحرير وأنت نبيه وصفيه وليس بينك وبين الارض إلا الحصير ووسادة محشوة ليفا وعند رأسه أهبة فيها ريح فقال رسول الله أولئك عجلت لهم طيباتهم ثم قال عمر يارسول الله أطلقت نساءك قال لا فكبر عمر تكبيرة سمعها أهل المسجد ثم قال عمر يا رسول الله قلت لحفصة لا يغرنك حب رسول الله عائشة وحسنها أن تراجعيه بما تراجعه به عائشة فلما ذكر حسنها تبسم رسول الله ثم قال يا رسول الله إن كنت كرهت من حفصة شيئا فطلقها فأنت والله أحب إلي من مالي وأهلي فقال رسول الله يا عمر لا يؤمن عبد أبدا حتى أكون أحب إليه من نفسه فقال والله يا رسول الله لانت أحب إلي من نفسي فلما مضى تسع وعشرون ليلة نزل رسول الله من مشربته قالت فقلت بأبي أنت وأمي يا نبي الله قلت كلمة لم ألق لها بالا فغضبت
علي أليس قلت شهرا فقال يا عائشة إنما الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعطف بإبهامه في الثالثة أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن بن مناح عن عائشة نحو حديث عمرة عن عائشة إلا أنه قال حين لقيه الانصاري يا ويح حفصة ثم دخل على حفصة قال لعلك تراجعين النبي بمثل ما تراجعه به عائشة إنه ليس لك مثل حظوة عائشة ولا حسن زينب ثم دخل على أم سلمة فقال يا أم سلمة وتكلمن رسول الله وتراجعنه في شئ فقالت أم سلمة واعجباه وما لك وللدخول في أمر رسول الله ونسائه أي والله إنا لنكلمه فإن حمل ذلك كان أولى به وإن نهانا كان أطوع عندنا منك قال عمر فندمت على كلامي لنساء النبي بما قلت
[ 190 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مالك وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال عن أبيهما عن عمرة عن عائشة قالت أهدي لرسول الله لحم فقال رسول الله أهدي لزينب بنت جحش قالت فأهديت لها فردته فقال أقسمت عليك ألا زدتها قالت فزدتها حتى زدتها ثلاثا فقلت لقد أقمأتك فقال رسول الله لانتن أهون على الله من أن تقمئنني لا أدخل عليكن إلى تسع وعشرين قال رسول الله إن شهرنا هكذا بيديه ثلاث مرات ثم صنع في الثالثة مثله وقبض إحدى أصابعه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ذبح رسول الله ذبحا فأمرني فقسمته بين أزواجه فأرسل إلى زينب بنت جحش بنصيبها فردته فقال زيدوها ثلاثا كل
ذلك ترده فقلت له قد أقمأت وجهك حين ترد عليك الهدية فقال أنتن أهون على الله من أن تقمئنني والله لا أدخل عليكن شهرا فاعتزل في مشربة وكان عمر مؤاخيا أوس بن خولي لا يسمع شيئا إلا حدثه ولا يسمع عمر شيئا إلا حدثه فلقيه عمر ذلك اليوم فقال هل كان من خبر فقال أوس نعم عظيم قال عمر لعل الحارث بن أبي شمر سار إلينا فإنه قد بلغنا أنه قد أنعل الخيل قال أوس أعظم من ذلك قال عمر ما هو قال ما أرى رسول الله إلا طلق نساءه فقال عمر ويح حفصة قد كنت أنهاها أن تراجع النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما تراجعه به عائشة ثم دخل على حفصة فقال لعلك تراجعين رسول الله بمثل ما تراجعه به عائشة إنه ليس لك مثل حظوة عائشة وحسن زينب ثم دخل على أم سلمة فقص مثل حديث عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن بن مناح أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة شهرا حين أفشت حفصة
[ 191 ]
إلى عائشة الذي أسر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قال ما أنا بداخل عليكن شهرا موجدة عليهن فلما مضت تسع وعشرون دخل على أم سلمة وقال الشهر تسع وعشرون قال وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لما خير رسول الله نساءه بدأ بعائشة وقال لابي بكر أعني عليها فقالت عائشة لا والله لا يعينك علي أحد فأخبرني ما ذاك
يارسول الله قال إن الله خيرك فقالت اخترت الله ورسوله وقالت هي عندك أمانة لا تخبر امرأة منهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أرسل متعنتا ولكني أرسلت مبشرا فإن سألنني أخبرتهن ثم خير حفصة فقالت ماذا قالت عائشة فأخبرها فقبلن جميعا واخترن الله ورسوله غير العامرية اختارت قومها فكانت بعد تقول أنا الشقية وكانت تلقط البعر وتبيعه وتستأذن على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتسألهن وتقول أنا الشقية أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن بن مناح قال اخترنه صلى الله عليه وسلم جميعا غير العامرية اختارت قومها فكانت ذاهبة العقل حتى ماتت أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فاخترنه فلم يكن ذلك طلاقا أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن القاسم عن عائشة قالت خيرنا النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعد ذلك طلاقا أخبرنا محمد بن عمر حدثني منصور بن أبي الاسود عن زياد بن
[ 192 ]
أبي زياد عن أبى جعفر قال قال نساء رسول الله ما نساء بعد النبي صلى الله عليه وسلم أغلى مهورا منا قال فغار الله لنبيه فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن تسعة وعشرين يوما ثم أمره أن يخيرهن فخيرهن فلم ير ذلك طلاقا
ذكر ما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القوة على الجماع أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله علي الكفيت فما أريده من ساعة إلا وجدته وهو قدر فيها لحم أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثنا بن أبي سبرة و عبد الله بن جعفر عن صالح بن كيسان مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد الليثي عن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيني جبريل بقدر فأكلت منها وأعطيت الكفيت قوة أربعين رجلا في الجماع أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت كأني أتيت بقدر فأكلت منها حتى تضلعت فما أريد أن آتي النساء ساعة إلا فعلت منذ أكلت منها أخبرنا محمد بن عمر حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدته سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت طاف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة على نسائه التسع اللاتي توفي وهن عنده كلما خرج من عند امرأة قال لسلمى صبي لي غسلا
[ 193 ]
فيغتسل قبل أن يأتي الاخرى قلت يا رسول الله أما يكفيك غسل واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أطهر وأطيب أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن قتادة عن أنس قال كنت
أصب لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من نسائه أجمع أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سالم مولى ثابت عن سالم مولى أبي جعفر عن أبي جعفر مثله أخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن بن طاوس عن أبيه قال أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم قوة أربعين رجلا في الجماع باب الاستتار وغيره أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن منصور عن مسلم بن عبد الله بن يزيد عن مولى لعائشة عن عائشة قالت ما نظرت إلى فرج رسول الله قط أو قالت ما رأيت فرج رسول الله قط أخبرنا محمد بن عمر حدثني أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من الجنابة أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني أبو حمزة عن عروة عن عائشة مثله أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني بن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن بن عباس عن ميمونة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد أخبرنا محمد بن عمر قال وهذا الثبت وإذا كان هذا من هذه الوجوه البينة الثابتة فلا بد من أن يرى فإن كانت تعني أنها لم تأمل ذلك
[ 194 ]
فهذا أوجه وقد يرى الانسان ما لا يريد النظر إليه وقد رأيت مالك بن أنس وابن أبي ذئب لا يريان بأسا يراه منها وتراه منه وقال الثوري أنا أكره أن يراه وإن رآه فلا بأس
أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن عاصم الاحول عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جامع أحدكم فليستتر ولا يتجردا تجرد العيرين ذكر من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أحل له جميع النساء أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن موسى عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له أن يتزوج من النساء ما شاء وهو قوله ترجئ من تشاء منهن أخبرنا محمد بن عمر حدثنا الثوري عن عطاء عن عائشة قالت لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم لقوله ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء أخبرنا محمد بن عمر حدثني بردان بن أبي النضر عن أبيه عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي سبرة وسعيد بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عائشة وابن عباس مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا داود بن عبد الرحمن وسفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن عائشة مثله
[ 195 ]
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار مثله
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزل ترجئ من تشاء منهن قالت عائشة إن الله يسارع لك فيما تريد أخبرنا محمد بن عمر قال وهذا الامر الذي رأيت أهل بلدنا عليه أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا وهيب عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء ذكر من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم حبس على نسائه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نعلمه يتزوج النساء أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن عمران بن مناح عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في قوله لا تحل لك النساء من بعد قال فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه فلم يتزوج بعدهن وحبسن عليه أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن الحسن مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا هشام بن سعد عن عبد الكريم بن أبي حفصة عن أبي أمامة بن سهل مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبوعمران وسعيد بن بشير عن أبي الصباح عن مجاهد في قوله ترجئ من تشاء منهن قال تعزل من
[ 196 ]
تشاء بغير طلاق من أزواجك وتؤوي إليك من تشاء ترده إليك ولا تحل لك
النساء من بعد فحبس رسول الله على نسائه فلم يتزوج بعدهن يقول لا نصرانية ولا يهودية ولا كافرة ولا كل امرأة ولا أن تبدل بهن يعني المسلمات غيرهن من اليهود والنصارى والمشركات قال محمد بن عمر ولم أر مالكا يعجبه هذا التفسير من قول مجاهد والقول الاول أعجب إليه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا قيس بن الربيع وشيبان بن عبد الرحمن عن منصور عن أبي رزين قال هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق من نسائه فلما رأين ذلك جعلنه في حل من أنفسهن يؤثر من يشاء على من يشاء فأنزل الله إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن حتى بلغ ترجئ من تشاء منهن يقول تعزل من تشاء فعزل زينب وأم حبيبة وصفية وجويرية وميمونة وجعل يأتي حفصة وعائشة وأم سلمة قال ترجئ من تشاء قال تعزل من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ثم ذكر لا تحل لك النساء من بعد يعني المشركات أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا سفيان عن منصور عن أبي رزين قال لما خشي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يفارقهن قلن افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت فأمره الله فأرجأ خمسا وآوى أربعا أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن أبي رزين في قول الله وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك قال لا تحل لك النساء بعد هذه الصفة أخبرنا المعلى بن أسد عن وهيب عن داود عن محمد بن أبي موسى عن رجل من الانصار يسمى زيادا قال قلت لابي بن كعب أرأيت لو أن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم متن أكان يحل له أن يتزوج
قال نعم إنما أحل الله له ضربا من النساء ووصف له صفة فقال لا تحل
[ 197 ]
لك النساء من بعد هذه الصفة أخبرنا محمد بن عمر حدثني معقل بن عبيد الله عن خصيف عن مجاهد في قوله لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن يقول من بعد ما بينت لك من هذه الاصناف من بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي فأحل له من هذه الاصناف أن يتزوج منهن قوله ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء جعله محللا في ذلك يصنع ما يشاء أخبرنا محمد بن عمر قال وحدثني يحيى بن واضح عن عبيد بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم أنه كان يقول مثل ذلك أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن أبيه عن سليمان بن يسار قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية وبعث في العامريات ووهبت له أم شريك غزية بنت جابر نفسها قال أزواجه لئن تزوج رسول الله الغرائب ما له فينا من حاجة فأنزل الله حبس النبي على نسائه وأحل له من بنات العم والعمة والخال والخالة ممن هاجر ما شاء وحرم عليه ما سوى ذلك إلا ما ملكت اليمين غير المرأة المؤمنة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي أم شريك أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه عن جده قال إنما هم رسول الله أن يطلق بعضهن فجعلنه في حل فكان يأتي زينب بنت جحش وعائشة وأم سلمة وعزل سائر نسائه قال ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك يعني نساءه
اللاتي عزل لا تستكثر منهن ثم قال لا تحل لك النساء من بعد يعني بعد هؤلاء التسع وأنكر أن يكن المشركات قال محمد بن عمر وقول ثعلبة هذا أحسن من قول أبي رزين لان
[ 198 ]
الثبت عندنا أن آثر نساء النبي صلى الله عليه وسلم عنده عائشة وأم سلمة وزينب أخبرنا محمد بن عمر حدثني إسحاق بن محمد بن أبي حرملة عن أبيه عن عطاء بن يسار في قوله يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين يعني في الآخرة ومن يقنت منكن لله ورسوله يعني تطع الله ورسوله وتعمل صالحا تصوم وتصلي نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض يعى الزنا وقلن قولا معروفا يعني كلاما ظاهرا ليس فيه طمع لاحد أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن صالح التمار أنه سمع عكرمة يقول في قوله فيطمع الذي في قلبه مرض قال يعني الزنا أخبرنا محمد بن عمر عن مسلم بن خالد عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال محمد بن عمر وحدثنا قيس عن مسلم الاعور عن مجاهد مثله أخبرنا محمد بن عمر عن أسامة بن زيد بن أسلم عن بن كعب في قوله وقلن قولا معروفا يعني كلاما ليس فيه طمع لاحد أخبرنا محمد بن عمر عن أسامة بن زيد عن أبيه قال يعني كلاما يعرف ظاهرا
أخبرنا محمد بن عمر عن إسحاق بن يحيى عن مجاهد قال كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى أخبرنا محمد بن عمر عن أسامة بن زيد بن أسلم عن بن كعب قال الجاهلية الاولى بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسماعيل بن يحيى عن بن أبي نجيح
[ 199 ]
في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى يعني التبختر أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة قال الجاهلية الاولى التي ولد فيها إبراهيم والجاهلية الاخرى التي ولد فيها محمد عليه السلام باب تفسير الآيات التي في ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر عن مصعب بن ثابت عن أبي الاسود عن عروة ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نزلت في بيت عائشة أخبرنا محمد بن عمر عن عبد السلام بن موسى بن جبير عن أبيه عن أبي أمامة بن سهل في قوله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيوت أزواجه النوافل بالليل والنهار أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن صالح بن محمد عن أبي أمامة بن سهل عن أم سلمة قالت كان رسول الله يصلي في بيوت أزواجه
كلهن أخبرنا محمد بن عمر عن الثوري عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله ما يذكر النساء فأنزل الله إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى قوله وأجرا عظيما أخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن قتاد في قوله ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال القرآن والسنة أخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن قتادة قال لما ذكر أزواج النبي
[ 200 ]
صلى الله عليه وسلم قال النساء لو كان فينا خير لذكرنا فأنزل الله إن المسلمين والمسلمات الآية إلى قوله مغفرة وأجرا عظيما أخبرنا محمد بن عمر عن الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق في قوله النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم قال قالت امرأة لعائشة يا أمه فقالت لها عائشة أنا أم رجالكم ولست أم نسائكم قال الواقدي فذكرت ذلك لعبد الله بن موسى المخزومي فقال أخبرني مصعب بن عبد الله بن أبي أمية عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت أنا أم الرجال منكم والنساء أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني بن أبي سبرة قال أخبرني سليمان بن يسار عن عكرمة قال الجاهلية الاولى التي ولد فيها إبراهيم صلى الله عليه وسلم وكن النساء يتزين ويلبسن ما لا يواريهن وأما الآخرة فالتي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل ضيق في معايشهم في مطعمهم ولباسهم فوعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يفتح عليه الارض فقال قل لنسائك إن أردنك ألا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا يقول ما يتلى في بيوتكن القرآن فقال النساء للرجال أسلمنا كما أسلمتم وفعلنا كما فعلتم فتذكرون في القرآن ولا نذكر وكان الناس يسمون المسلمين فلما هاجروا سموا المؤمنين فأنزل الله إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات يعني المطيعين والمطيعات والصادقين والصادقات والصائمين والصائمات شهر رمضان والحافظين فروجهم والحافظات يعني من النساء والذاكرين الله كثيرا والذاكرات يعني ذكر آلاء الله وذكر نعمه أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما فلما خيرهن
[ 201 ]
رسول الله اخترن الله ورسوله فأنزل الله لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج قال من بعد هؤلاء التسع اللاتي اخترنك فقد حرم عليك تزوج غيرهن ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك إلا التسع اللاتي كن عندك أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا قال نزلت في طلحة بن عبيد الله لانه قال إذا توفي رسول الله تزوجت عائشة أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن إبراهيم بن عقبة قال وحدثني عبد السلام بن موسى بن جبير عن أبيه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قالا في قوله إن تبدوا شيئا أو تخفوه قال أن تكلموا به فتقولا نتزوج فلانة لبعض أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم أو تخفوا ذلك في أنفسكم فلا تنطقوا به يعلمه الله أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر بن راشد عن الزهري في قوله وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قال لا تحل الهبة لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني الثوري عن أبي عبد الكريم عن إبراهيم مثله أخبرنا محمد بن عمر عن سفيان ومنصور بن أبي الاسود عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي في قوله ومن ابتغيت ممن عزلت قال كن نساء وهبن أنفسهن لرسول الله لم يدخل بهن ولم يضرب عليهن الحجاب ولم يتزوجهن أحد بعده منهن أم شريك أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن عمر بن عبد
[ 202 ]
الله العبسي عن محمد بن كعب القرظي مثله قال محمد بن عمر وهو الامر المعروف عندنا أخبرنا محمد بن عمر حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن بن كعب القرظي في قوله ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل الآية قال يعني يتزوج ما يشاء من النساء هذا فريضة وكان من كان من الانبياء هذا سنتهم قد كان لسليمان بن داود ألف امرأة سبع مائة مهيرة وثلاثمائة سرية وكان لداود مائة امرأة فيهن أم سليمان امرأة أوريا تزوجها داود بعد الفتنة فهذا أكثر مما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم من النساء أخبرنا محمد بن عمر حدثني هشام بن سعد عن عمر مولى غفرة
قال قالت يهود لما رأت رسول الله يتزوج النساء انظروا إلى هذا الذي لا يشبع من الطعام ولا والله ما له همة إلا النساء وحسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك وقالوا لو كان نبيا ما رغب في النساء وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب فأكذبهم الله وأخبرهم بفضل الله وسعته على نبيه فقال أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله يعني بالناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ما آتى الله سليمان بن داود عليه السلام كانت له ألف امرأة سبع مائة مهيرة وثلاث مائة سرية وكانت لداود مائة امرأة منهن اوريا أم سليمان بن داود النبي تزوجها بعد الفتنة فهذا أكثر مما لمحمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن يزيد المكي عن سليمان الاحول وهشام بن حجير عن طاوس قال وحدثني بن أبي الزناد عن أبيه عن الاعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال سليمان بن داود لاطوفن على سبعين امرأة يعني في ليلة كل واحدة
[ 203 ]
تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فلم تأت واحدة منهن بشئ إلا واحدة جاءت بشق غلام ولو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا له في حاجته ولجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعين أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو معشر عن المقبري أن سليمان بن داود قال لاطوفن الليلة بمائة امرأة من نسائي فتأتي كل امرأة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يستثن ولو استثنى لكان فطاف على مائة
امرأة فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة حملت شق إنسان قال ولم يكن شئ أحب إلى سليمان من تلك الشقة قال وكان أولاده يموتون فجاءه ملك الموت في صورة رجل فقال له سليمان إن استطعت أن تؤخر ابني هذا ثمانية أيام إذا جاء أجله فقال لا ولكن أخبرك قبل موته بثلاثة أيام فجاءه ملك الموت في ثلاثة أيام فقال لمن عنده من الجن أيكم يخبأ لي ابني هذا قال أحدهم أنا أخبأه لك في المشرق قال ممن تخبأه قال من ملك الموت قال قد نفذ بصره ثم قال آخر أنا أخبأه في المغرب قال وممن تخبأه قال من ملك الموت قال قد نفذ بصره قال آخر أنا أخبأه في الارض السابعة قال ممن تخبأه قال من ملك الموت قال قد نفذ بصره قال آخر أنا أخبأه لك بين مزنتين لا تريان قال سليمان إن كان شئ فهذا فلما جاء أجله نظر ملك الموت في الارض فلم يره في مشرقها ولا في مغربها ولا في شئ من البحار ورآه بين مزنتين فجاءه فأخذه فقبض روحه على كرسي سليمان فذلك قوله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا
[ 204 ]
ذكر ضرب النساء أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط ولا خادما ولا ضرب شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا نيل منه شئ قط فيكون هو الذي ينتقم من صاحبه حتى ينتهك حرمات الله فينتقم لله أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة
عن عائشة مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن علي بن حسين قال ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله أخبرنا محمد بن عمر عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن القاسم بن محمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب النساء فقيل يا رسول الله إنهن قد فسدن قال اضربوهن ولا يضرب إلا شراركم أخبرنا محمد بن عمر عن أفلح بن حميد عن أبيه عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت كان قد نهي الرجال عن ضرب النساء ثم شكاهن الرجال إلى رسول الله فخلى بينهم وبين ضربهن ثم قال رسول الله لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن قد ضربت ما أحب أن أرى الرجل ثائر فريص عصب رقبته على مريئته يقاتلها أخبرنا محمد بن عمر عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن حميد بن نافع عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحب أن أرى الرجل ثائر فريص عصب رقبته على مريئته يقاتلها
[ 205 ]
أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أيوب قال جاءت امرأة إلى رسول الله قد ضربها زوجها ضربا شديدا فقام رسول الله فأنكر ذلك وقال يظل أحدكم يضرب امرأته ضرب العبد ثم يظل يعانقها ولا يستحيي أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن إياس بن عبد الله بن أبي ذئاب عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا تضربوا النساء قال فتركوا ضربهن فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أبر النساء على أزواجهن فأذن في ضربهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن تشكو زوجها ولا يجدون أولئك خياركم أخبرنا محمد بن عمر عن سفيان وإسرائيل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد الانصاري عن ريطة عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت قيل لرسول الله ألا تتزوج يا رسول الله في نساء الانصار فإن فيهن جمالا فقال رسول الله هن نساء فيهن غيرة شديدة ولا يصبرن على الضرائر وأنا صاحب ضرائر وأكره أن أسوء قومها فيها أخبرنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاذ بن معاذ عن شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن حتى تكون كهيئة الوفرة
[ 206 ]
ذكر حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأزواجه أخبرنا محمد بن عمر حدثني خالد بن إلياس عن يحيى بن عبد
الرحمن بن حاطب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع حج بنسائه جميعا في حجته تلك في الهوادج قالت فانتهينا إلى رسول الله بذي الحليفة ليلا ومعنا عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان أخبرنا محمد بن عمر حدثني يعقوب بن يحيى بن عباد عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله عن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بالعرج جلس بفناء منزله فجاءته عائشة فجلست إلى جنبه فجاء أبو بكر فجلس إلى جنبه الآخر وجاءت أسماء فجلست إلى جنب أبي بكر فأقبل غلام أبي بكر متسربلا فقال له أبو بكر أين بعيرك فقال أضلني فقام إليه أبو بكر فجعل يضربه ويقول بعير واحد يضل منك فجعل رسول الله يتبسم ويقول ألا ترون إلى المحرم ما يصنع وما ينهاه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة عن بن عباس أن ناسا اختلفوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فقالت أم الفضل أنا أعلم لكم على ذلك فأرسلت إليه بعس من لبن فشرب وهو يخطب أخبرنا محمد بن عمر حدثني أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة أن سودة بنت زمعة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التقدم من جمع قبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة فأذن لها وحبس
[ 207 ]
نساءه حتى دفعن بدفعته حين أصبح قالت عائشة فلان أكون استأذنت رسول الله في التقدم من جمع كما استأذنته سودة بنت زمعة أحب إلي من
مفروح به أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن عمران بن أبي أنس عن أمه قالت لقد تقدمت مع سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في حجته تعني النبي صلى الله عليه وسلم فرمينا قبل الفجر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن شعبة قال سمعت بن عباس قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله فرموا الجمرة قبل الفجر أخبرنا عبد الله بن وهب المصري عن عمرو بن الحارث عن عمرو بن دينار عن بن عباس قال كنت فيمن قدم رسول الله مع ضعفة أهله من المزدلفة إلى منى أخبرنا الفضل بن دكين عن بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت بن عباس يقول كنت أنا وأمي من المستضعفين وأنا ممن قدم رسول الله ليلة المزدلفة في ضعفة أهله أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني عن بن عباس قال قدمنا رسول الله ليلة المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب على حمرات يلطح أفخاذنا ويقول أي بني لا ترموا حتى تطلع الشمس أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صفية بنت حيي فقيل قد خاضت فقال أحابستنا هي فقيل يا رسول الله إنها قد أفاضت قال فلا إذا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة
[ 208 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه في حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر قال وكن يحججن كلهن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش قالتا لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الاخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجة الوداع هذه الحجة ثم ظهور الحصر أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لازواجه أيكن اتقت الله ولم تأت بفاحشة مبينة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا حماد بن زيد وعدي بن الفضل عن هشام عن بن سيرين قال قالت سودة بنت زمعة قد حججت واعتمرت فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله قال محمد بن عمر وكانت امرأة صالحة وكانت قد أخذت بقول رسول الله عام قال هذه الحجة ثم ظهور الحصر فلم تحج بعد رسول الله حتى توفيت أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن يعقوب الزمعي عن عمته عن أمها قالت لم تحج زينب بنت جحش بعد حجة رسول الله التي حجتها معه حتى توفيت في خلافة عمر سنة عشرين أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن سليمان
بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب منع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الحج والعمرة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده
[ 209 ]
قال لما كانت الحجة التي حج فيها عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين وهي آخر حجة حجها عمر أرسل إليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الخروج فأذن لهن وأمر بجهازهن فحملن في الهوادج عليهن الاكسية الخضر وبعث معهن عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان فكان عثمان يسير على راحلته أمامهن فلا يدع أحدا يدنو منهن وكان عبد الرحمن يسير على راحلته من ورائهن فلا يدع أحدا يدنو منهن ينزلن مع عمر كل منزل أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن قال أرسلني عمر وعثمان بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة التي توفي فيها عمر يحججن فكان عثمان يسير أمامهن فلا يترك أحدا يدنو منهن ولا يراهن إلا من مد البصر وعبد الرحمن بن عوف خلفهن يفعل مثل ذلك وهن في الهوادج وكانا ينزلان بهن في الشعاب فيقيلانهن في الشعب وينزلان في فئ الشعب ولا يتركان أحدا يمر عليهن أخبرنا محمد بن عمر حدثنا فروة بن زيد عن عائشة بنت سعد أم ذرة قالت سمعت عائشة تقول لما كان عمر منعنا الحج والعمرة إذا كان آخر عام فأذن لنا فحججنا معه فلما توفي عمر وولي عثمان اجتمعت أنا وأم سلمة وميمونة وأم حبيبة فأرسلنا إليه نستأذنه في الحج فقال قد كان عمر بن الخطاب فعل ما رأيتن وأنا أحج بكن كما فعل عمر فمن أراد منكن
تحج فأنا أحج بها فحج بنا عثمان جميعا إلا امرأتين منا زينب توفيت في خلافة عمر ولم يحج بها عمر وسودة بنت زمعة لم تخرج من بيتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكنا نستر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا علي بن زيد عن أبيه عن عمته عن أم معبد بنت خالد بن خليف قالت رأيت عثمان وعبد الرحمن في خلافة عمر حجا بنساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت على هوادجهن الطيالسة
[ 210 ]
الخضر وهن حجرة من الناس يسير أمامهن بن عفان على راحلته يصيح إذا دنا منهن أحد إليك إليك وابن عوف من ورائهن يفعل مثل ذلك فنزلن بقديد قريبا من منزلي اعتزلن الناس وقد ستروا عليهن الشجر من كل ناحية فدخلت عليهن وهن ثمان جميعا فلما رأيتهن نشجت فقلن ما يبكيك فقلت ذكرت رسول الله فبكين وقلت هذا منزله علي فعرفني ورحبن بي وأجزرتهن جزورا ولبنا فقبضن ذلك كله مني فوصلتني كل امرأة بصلة وقلن لي إذا قدمنا إن شاء الله وأخرج أمير المؤمنين العطاء فاقدمي علينا قالت فقدمت عليهن فأعطتني كل امرأة منهن خمسين دينارا وكان عثمان أخرج الديوان بقدر ما كان عمر يخرجه أخبرنا الوليد بن عطاء بن الاغر المكي أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب أذن لازواج النبي صلى الله عليه وسلم في الحج في آخر حجة حجها وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف قال كان عثمان ينادي ألا لا يدنو إليهن أحد ولا ينظر إليهن أحد وهن في الهوادج على الابل فإذا نزلن أنزلهن بصدر الشعب وكان عثمان وعبد الرحمن بذنب الشعب فلم يصعد إليهن أحد
أخبرنا عمر بن خالد المصري حدثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق قال رأيت نساء النبي صلى الله عليه وسلم حججن في هوادج زمن المغيرة عليها الطيالسة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يحافظ على أزواجي الصادق البار فكان عبد الرحمن بن عوف يسافر بهن وينزلهن الشعب الذي ليس له منفذ ويجعل على هوادجهن الطيالسة أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن المسور بن مخرمة قال ربما رأيت الرجل ينيخ على الطريق لاصلاح رحل أو
[ 211 ]
بعض ما يصلحه من جهازه فيلحقه عثمان وهو أمام أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان الطريق سعة أخذ يمين الطريق أو يساره فيبعد عنه وإن لم يجد سعة وقف ناحية حتى يرحل الرجل أو يقضي حاجته وقد رأيته يلقى الناس مقبلين في وجهه من مكة على الطريق فيقول لهم يمنة أو يسرة فينحيهم حتى يكونوا مد البصر حتى يمضين أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها قال باع عبد الرحمن بن عوف ماله كله كيدمة من عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار فلما وصل إليه المال دعاني ودعا عبد الرحمن بن الاسود وفلانا فقال قد اجتمع هذا المال كما تريان وأنا بادئ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فوزن لكل امرأة منهن ألف دينار فلما وصل إليهن جزينه خيرا وقلن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ عليكن بعدي إلا الصادق البار يعني عبد الرحمن بن عوف
ثم قسم ما بقي في أهل رحمه فما قام وبين يديه شئ أخبرنا محمد بن عمر عن هارون بن محمد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال قلن لعائشة إنما فاقنا عروة بدخوله عليك كلما أراد قالت وأنت إذا أردت فاجلس من وراء الحجاب فسلني عما أحببت فإنا لم نجد أحدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم أوصل لنا من أبيك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحنى عليكن إلا الصادق البار وهو عبد الرحمن بن عوف
[ 212 ]
ذكر مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعث المقوقس صاحب الاسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة بمارية وبأختها سيرين وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره عفير ويقال يعفور ومعهم خصي يقال له مابور شيخ كبير كان أخا مارية وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الاسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله وكان رسول الله معجبا بأم إبراهيم وكانت بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله في العالية في المال الذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم وكان رسول الله يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب وكان يطأها بملك اليمين فلما حملت وضعت هناك وقبلتها سلمى مولاة رسول الله فجاء أبو رافع زوج سلمى فبشر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بإبراهيم فوهب له عبدا وذلك في ذي الحجة سنة ثمان وتنافست الانصار في إبراهيم وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من هواه فيها أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية وذلك أنها كانت جميلة من النساء جعدة وأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا فكان رسول الله عامة النهار والليل عندها حتى فرغنا لها فجزعت فحولها إلى العالية فكان يختلف إليها هناك
[ 213 ]
فكان ذلك أشد علينا ثم رزق الله منها الولد وحرمنا منه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن الزهري عن أنس بن مالك قال كانت أم إبراهيم سرية النبي صلى الله عليه وسلم في مشربتها أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم أم إبراهيم فقال هي علي حرام وقال والله لا أقربها قال فنزلت قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم قال قال محمد بن عمر قال مالك بن أنس فالحرام حلال في الاماء إذا قال الرجل لجاريته أنت علي حرام فليس بشئ وإذا قال والله لا أقربك فعليه الكفارة أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو حاتم عن جويبر عن الضحاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم جاريته فأبى الله ذلك عليه فردها
عليه وكفر يمينه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن قتادة قال حرمها تحريما فكانت يمينا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا الثوري عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال آلى رسول الله من أمته وحرمها فأنزل الله في الايلاء قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم وأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية فالحرام حلال يعني في الاماء أخبرنا محمد بن عمر حدثني سويد بن عبد العزيز عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن القاسم بن محمد قال خلا رسول الله بجاريته مارية في بيت حفصة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهي قاعدة على بابه فقالت يا رسول الله أفي بيتي وفي يومي فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي علي حرام فأمسكي عني قالت لا أقبل دون أن تحلف لي فقال
[ 214 ]
والله لا أمسها أبدا وكان القاسم يرى قوله حرام ليس بشئ أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال كانت مارية أم إبراهيم أهداها المقوقس وأختها سيرين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم ووهب سيرين لحسان بن ثابت قال محمد بن عمر وكانت مارية من حفن من كورة أنصا أو أنصنا أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن بن كعب عن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما قال ورحمهم أن أم إسماعيل بن إبراهيم
منهم وأم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم منهم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن أنس بن مالك قال كانت أم إبراهيم سرية للنبي صلى الله عليه وسلم في مشربتها وكان قبطي يأوي إليها ويأتيها بالماء والحطب فقال الناس في ذلك علج يدخل على علجة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل علي بن أبي طالب فوجده علي على نخلة فلما رأى السيف وقع في نفسه فألقى الكساء الذي كان عليه وتكشف فإذا هو مجبوب فرجع علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال يا رسول الله أرأيت إذا أمرت أحدنا بالامر ثم رأى في غير ذلك أيراجعك قال نعم فأخبره بما رأى من القبطي قال وولدت مارية إبراهيم فجاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم فاطمأن رسول الله إلى ذلك أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن محمد بن عمر عن أبيه عن علي مثل ذلك غير أنه قال خرج علي فلقيه على رأسه قدرة مستعذبا لها من الماء فلما رآه علي شهر السيف وعمد له فلما رآه القبطي طرح القربة
[ 215 ]
ورقي في نخلة وتعرى فإذا هو مجبوب فأغمد علي سيفه ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب أخبرنا معن بن عيسى حدثنا سعيد بن كليب قاضي عدن عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس وأخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس ومحمد بن
عمر قالوا حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس عن عكرمة عن بن عباس وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا يونس بن أبي بكر بن أبي سبرة عن الحسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس قال لما ولدت أم إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها ولدها أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني أبي عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما أمة ولدت من سيدها فإنها حرة إذا مات إلا أن يعتقها قبل موته أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أمه وكانت أخت مارية يقال لها سيرين فوهبها النبي صلى الله عليه وسلم لحسان فولدت له عبد الرحمن قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر إبراهيم وأنا أصيح وأختي ما ينهانا فلما مات نهانا عن الصياح وغسله الفضل بن عباس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ثم رأيته على شفير القبر ومعه العباس إلى جنبه ونزل في حفرته الفضل وأسامة بن زيد وكسفت الشمس يومئذ فقال الناس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لا تكسف لموت أحد ولا لحياته ورأى رسول الله فرجة في اللبن فأمر بها
[ 216 ]
تسد فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أما إنها لا تضر ولا تنفع ولكنها تقر عين الحي وإن العبد إذا عمل عملا أحب الله أن يتقنه أخبرنا يحيى بن عبيد الدمشقي حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطاء
قال أمرت أم ولد النبي صلى الله عليه وسلم مارية أن تعتد ثلاث حيض أخبرنا محمد بن عمر عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن عطاء أن مارية لما أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم اعتدت ثلاث حيض أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفي ثم كان عمر ينفق عليها حتى توفيت في خلافته قال محمد بن عمر توفيت مارية أم إبراهيم بن رسول الله في المحرم سنة ست عشرة من الهجرة فرؤي عمر بن الخطاب يحشر الناس لشهودها وصلى عليها وقبرها بالبقيع ذكر عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال وحدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا كانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وكانت قبله عند عتيق بن عابد المخزومي فولدت له جارية فسمتها هندا ثم خلف على خديجة بعد عتيق أبو هالة بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار فولدت له رجلا يدعى هندا ثم تزوجها رسول الله هو يومئذ بن خمس وعشرين سنة
[ 217 ]
وخديجة ابنة أربعين سنة فولدت له القاسم والطاهر وهو المطهر فماتا قبل النبوة وولدت له من النساء زينب التي كانت تحت أبي العاص بن الربيع
وكانت أكبر بنات النبي ثم رقية تزوجها عتيبة بن أبي لهب فطلقها قبل أن يدخل بها فتزوجها عثمان بن عفان بعد النبوة ثم ولدت أم كلثوم فتزوجها عثمان بعد رقية ثم ولدت فاطمة فتزوجها علي بن أبي طالب وتوفيت خديجة لعشر خلون من شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين وهي بنت خمس وستين سنة فتزوج رسول الله بعدها سودة بنت زمعة العامرية وكانت قبله تحت السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو وكان قد هاجر بها إلى أرض الحبشة ثم رجع إلى مكة فمات بها فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة في شهر رمضان سنة عشر من النبوة قبل أن يقدم المدينة ثم قدم بها المدينة في رمضان سنة عشر من النبوة ثم تزوج على أثرها عائشة بنت أبي بكر الصديق بمكة وهي ابنة ست سنين في شوال سنة عشر من النبوة وبنى بها بالمدينة وهي ابنة تسع سنين في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر وتوفي عنها وهي ابنة ثماني عشرة سنة ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمي فتوفي عنها مرجعه من بدر ولم تلد له شيئا فتزوجها رسول الله في شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة قبل أحد بشهرين ثم تزوج أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الاسد ولها منه عمر وسلمة وزينب وبرة فتوفي أبو سلمة عنها بالمدينة بعد أحد وكان تزوج رسول الله إياها في ليال بقين من شوال سنة أربع من الهجرة ثم تزوج جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بلمصطلق وكانت قبله تحت بن عم لها يقال له صفوان ذو الشفر بن مالك بن جذيمة فقتل عنها يوم المريسيع فكانت جويرية مما أفاء الله على رسوله فأعتقها وتزوجها وكانت المريسيع
[ 218 ]
في شعبان سنة خمس من الهجرة ثم تزوج زينب ابنة جحش بن رئاب الاسدية وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم وكانت قبله تحت زيد بن حارثة ولم يكن له منها ولد وتزوجها رسول الله في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة ثم تزوج زينب بنت خزيمة الهلالية وهي أم المساكين فتوفيت عنده وكانت قبله تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب ثم تزوج ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة النضرية وكانت قبله تحت رجل من بني النضير يقال له الحكم فتوفي الحكم فتوفيت ريحانة ورسول الله حي وكانت غزوة بني قريظة في ليال من ذي القعدة أو ليال من ذي الحجة سنة خمس ثم تزوج أم حبيبة ابنة أبي سفيان بن حرب في الهدنة وهي بأرض الحبشة بعث إلى النجاشي يزوجه فزوجها إياه وولي يومئذ تزويجها خالد بن سعيد بن العاص وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عبيد الله بن جحش وكان قد أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة مع من هاجر من المسلمين ثم ارتد وتنصر فمات هناك على النصرانية ثم تزوج صفية بنت حيي بن أخطب وكانت من ملك يمينه فأعتقها وتزوجها وكانت قبله تحت سلام بن مشكم ففارقها فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق فقتل عنها يوم خيبر ولم تكن ولدت لاحد منهم شيئا وكانت سبيت من القموص وبنى بها رسول الله بالصهباء في جمادي الآخرة سنة سبع من الهجرة ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية سنة سبع في ذي القعدة وهي سنة القضية وكانت قبله تحت أبي رهم بن عبد العزى العامري فتوفي عنها ولم تلد له شيئا وتزوج فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية فاستعاذت منه ففارقها فكانت تدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول
أنا الشقية ويقال إنما فارقها لبياض كان بها وكان تزوجه إياها في ذي القعدة سنة ثمان منصرفه من الجعرانة وتوفيت سنة ستين وتزوج أسماء بنت النعمان الجونية ولم يدخل بها وهي التي استعاذت منه وكان تزوجه
[ 219 ]
إياها في شهر ربيع الاول سنة تسع من الهجرة وتوفيت في خلافة عثمان بن عفان عند أهلها بنجد وينكرون كل من ذكر سوى هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج غيرهن ينكرون قتيلة بنت قيس أخت الاشعث بن قيس وينكرو الكنانية وغيرها ممن ذكر أنه تزوجها سوى من سمينا في صدر هذا الحديث وقالوا إنما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة امرأة ست منهن قريشيات لا شك فيهن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى وعائشة بنت أبي بكر الصديق من بني تميم وسودة بنت زمعة من بني عامر بن لؤي وأم سلمة بنت أبي أمية من بني مخزوم وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية من بني أمية وحفصة بنت عمر بن الخطاب من بني عدي بن كعب ومن العرب زينب بنت جحش بن رئاب الاسدية وميمونة بنت الحارث الهلالية وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية وأسماء بنت النعمان الجونية ولم يدخل بها وفاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية وزينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين وتزوج ريحانة بنت زيد من بني النضير وكانت مما أفاء الله عليه وتزوج صفية بنت حيي بن أخطب وكانت مما أفاء الله عليه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال تزوج رسول الله أربع عشرة امرأة
أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي وعمر بن الحكم و عبد الله بن عبيد الله تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة امرأة ثم سموا جميع من سمينا في الحديث الاول من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ريحانة بنت زيد أخبرنا محمد بن عمر حدثني نبيط بن جابر عن محمد بن يحيى بن حبان قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة
[ 220 ]
امرأة فسمى الاربع عشرة اللواتي في الحديث قال وتزوج امرأة من بني ليث يقال لها مليكة بنت كعب قال محمد بن عمر وذكر أبو معشر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج مليكة بنت كعب أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد العزيز الجندعي عن أبيه عن عطاء بن يزيد الجندعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج مليكة بنت كعب في رمضان ودخل بها وماتت عنده أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري أنه كان ينكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج الليثية قال محمد بن عمر المجتمع عليه أن رسول الله تزوج الاربع عشرة المرأة اللاتي سمينا في الحديث الاول ففارق منهن الجونية والكلابية وماتت عنده خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة الهلالية وريحانة بنت زيد النضرية وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع لا اختلاف فيهن وهن عائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وأم سلمة بنت أبي أمية بن عمر بن مخزوم وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب وسودة بنت زمعة وزينب بنت جحش وميمونة بنت الحارث
الهلالية وجويرية بنت الحارث المصطلقية وصفية بنت حيي بن أخطب النضرية ذكر عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن عمرو بن سليم عن عروة بن الزبير أنه سأله هل اعتد نساء رسول الله بعد وفاته فقال نعم اعتددن أربعة أشهر وعشرا فقلت يا أبا عبد الله ولم يعتددن وهن لا يحللن لاحد من العالمين وإنما تكون العدة للاستبراء فغضب عروة
[ 221 ]
وقال لعلك ذهبت إلى قوله يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أما العدة فإنما عملن بالكتاب أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن عمر بن عبد الله العنسي قال حدثني جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال حد نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشهر وعشرا وكن يزور بعضهن بعضا ولا يبتن عن بيوتهن ولقد تعطلن حتى كأنهن رواهب وما كان يمر بهن يوم أو اثنان أو ثلاثة إلا وكل امرأة منهن يسمع نشيجها أخبرنا محمد بن عمر عن بن أبي سبرة عن عمر بن عبد الله العنسي قال سألت عكرمة عن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم هل اعتددن فقال ما طلق امرأة منهن مدخولا بها إلا اعتدت ثلاث حيضات ثم يقول اعتدت الكلابية ثلاث حيض واعتدت سودة حين راجعها في أول حيضة قبل أن تطهر واعتد نساؤه في الوفاة بعده أربعة أشهر وعشرا
[ 222 ]
تسمية النساء المسلمات المبايعات
من قريش وحلفائهم ومواليهم وغرائب نساء العرب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت قيس بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي وهي ابنة عم زائدة بن الاصم بن هرم بن رواحة جد خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أمها وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب وأسلمت فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها هالة ويقال تماضر بنت كلدة بنت عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وكانت عند نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن قصي بن زهرة بن كلاب فولدت له مخرمة وصفوان وأمية أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي
[ 223 ]
بن هاشم بن عبد مناف قالت لكأني أنظر إلى عمي شيبة تعني عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأنا يومئذ جارية يوم دخل به علينا المطلب بن عبد مناف فكنت أول من سبق إليه فالتزمته وخبرت به أهلنا وهي يومئذ أسن من عبد المطلب وقد أدركت رسول الله وكانت من أشد
الناس على ابنها مخرمة يعني قبل أن يسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها أن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف وهي أم مخرمة بن نوفل حذرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن قريشا قد اجتمعت تريد بياتك الليلة قال المسور فتحول رسول الله عن فراشه وبات عليه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثها من أبيه وخمسة أجمال أوارك وقطعة غنم فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن حين تزوج خديجة بنت خويلد فتزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن فولدت له أيمن صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم حنين شهيدا وكان زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي مولى خديجة بنت خويلد فوهبته لرسول الله فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد أخبرنا محمد بن عمر عن يحيى بن سعيد بن دينار عن شيخ من بني سعد بن بكر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لام أيمن يا أمه وكان إذا نظر إليها قال هذه بقية أهل بيتي
[ 224 ]
أخبرنا أبو أسامة يعني حماد بن أسامة عن جرير بن حازم قال سمعت عثمان بن القاسم يحدث قال لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة فجهدها العطش فدلي
عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض فأخذته فشربت منه حتى رويت فكانت تقول ما أصابني بعد ذلك عطش ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت بعد تلك الشربة وإن كنت لاصوم في اليوم الحار فما أعطش أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا فضيل بن مرزوق عن سفيان بن عقبة قال كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقوم عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن فتزوجها زيد بن حارثة فولدت له أسامة بن زيد أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال غطي قناعك يا أم أيمن أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال جاءت أم أيمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت احملني قال أحملك على ولد الناقة فقالت يا رسول الله إنه لا يطيقني ولا أريده فقال لا أحملك إلا على ولد الناقة يعني أنه كان يمازحها وكان رسول الله يمزح ولا يقول إلا حقا والابل كلها ولد النوق أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا سفيان عن جعفر عن أبيه قال كانت أم أيمن تجئ فتقول لا سلام فأحل لها رسول الله أن تقول سلام أخبرنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن جعفر عن أبيه قال كانت أم أيمن إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قالت سلام لا عليكم فرخص لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول السلام
[ 225 ]
أخبرنا محمد بن عمر عن عائذ بن يحيى عن أبي الحويرث أن أم أيمن قالت يوم حنين سبت الله أقدامكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسكتي يا أم أيمن فإنك عسراء اللسان أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا أنس بن مالك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل كان يجعل له من ماله النخلات أو كما شاء الله حتى فتحت قريظة والنضير فجعل يرد بعد ذلك قال وإن أهلي أمرتني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله الذي كان أهله أعطوه أو بعضه وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه أم أيمن أو كما شاء الله قالت فسألت النبي فأعطانيهن فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي وجعلت تقول كلا والذي لا إله إلا هو لا يعطيكهن وقد أعطانيهن أو كما قالت فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لك كذا وتقول كلا والله أو كالذي قالت ويقول لك كذا الذي أعطاها حسبت أنه قال عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله أو كما قال قال محمد بن عمر وقد حضرت أم أيمن أحدا وكانت تسقي الماء وتداوي الجرحى وشهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري قال حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد أنه بينا هو جالس مع عبد الله بن عمر دخل الحجاج بن أيمن فصلى صلاة لم يتم ركوعه ولا سجوده فدعاه بن عمر حين سلم فقال أي أخي أتحسب أنك قد صليت إنك لم تصل فعد صلاتك قال فلما ولي الحجاج قال لي عبد الله بن عمر من هذا قلت الحجاج بن أيمن بن أم أيمن
فقال بن عمر لو رأى هذا رسول الله لاحبه فذكر حبه ما ولدت أم أيمن وكانت حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم
[ 226 ]
أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم بكت أم أيمن فقيل لها ما يبكيك فقالت أبكي على خبر السماء أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد عن ثابت عن أنس أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لها أتبكين فقالت أي والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت ولكني أبكي على الوحي إذ انقطع عنا من السماء أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قتل عمر بكت أم أيمن قالت اليوم وهى الاسلام قال قبيصة في حديثه وبكت أم أيمن حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لها فقالت إنما أبكي على خبر السماء قال قبيصة كان سفيان إذا جاء بحديث جعفر ذكر هذا فيه وإذا جاء بحديث طارق ذكر هذا فيه فكنا نقول سفيان لا يحفظ هذا في أي حديث هو قال محمد بن عمر توفيت أم أيمن في أول خلافة عثمان أخبرنا محمد بن عمر قال خاصم بن أبي الفرات مولى أسامة بن زيد الحسن بن أسامة بن زيد ونازعه فقال له بن أبي الفرات في كلامه بابن بركة يريد أم أيمن فقال الحسن اشهدوا ورفعه إلى أبي بكر
بن محمد بن عمرو بن حزم وهو يومئذ قاضي المدينة أو وال لعمر بن عبد العزيز وقص عليه قصته فقال أبو بكر لابن أبي الفرات ما أردت إلى قولك بابن بركة قال سميتها باسمها قال أبو بكر إنما أردت بهذا التصغير بها وحالها من الاسلام حالها ورسول الله يقول لها يا أمه ويا أم أيمن لا أقالني الله إن أقلتك فضربه سبعين سوطا
[ 227 ]
سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت من يقول إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب وكانت سلمى امرأة أبي رافع مولى رسول الله وأم أولاده وهي التي كانت تقبل خديجة بنت خويلد بن أسد في ولادتها إذا ولدت من رسول الله وتعد قبل ذلك ما تحتاج إليه وهي قبلت مارية أم إبراهيم بإبراهيم بن رسول الله وخرجت إلى زوجها أبي رافع فأعلمته أن مارية ولدت غلاما فجاء أبو رافع فبشر رسول الله به فوهب له رسول الله غلاما وقد شهدت سلمى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعمها رسول الله وأختها هندا بخيبر مائة وسق هند بنت الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلمت وبايعت رسول الله وأطعمها رسول الله وأختها خديجة بخيبر مائة وسق أم رمثة ويقال أم رميثة بنت عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن
قصي أسلمت وبايعت رسول الله وأطعمها رسول الله بخيبر أربعين وسقا
[ 228 ]
تمرا وخمسة أوسق شعير وهي أم حكيم أبي القعقاع بن حكيم وهو من الازد حليف لبني المطلب بن عبد مناف بن قصي بحينة واسمها عبدة بنت الحارث وهو الارت بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمها أم صيفي بنت الاسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها مالك رجل من الازد حليف لهم فولدت له عبد الله بن بحينة وجبير بن بجينة وقد صحبها النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت بحينة وبايعت رسول الله وأطعمها رسول الله ثلاثين وسقا هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمها أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلمت هند وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعمها رسول الله مع أخيها مسطح بن أثاثة بخيبر ثلاثين وسقا واغتربت هند عند أبي جندب فولدت له ريطة أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمها ريطة بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة تزوجها أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف فولدت له مسطحا من أهل بدر وهندا وأسلمت أم مسطح فحسن إسلامها وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل الافك في عائشة رضي الله تعالى عنها
[ 229 ]
أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي تزوجها عفان بن أبي العاص بن أمية فولدت له عثمان وآمنة ابني عفان ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدا وأم كلثوم وأم حكيم وهندا وأسلمت أروى بنت كريز وهاجرت إلى المدينة بعد ابنتها أم كلثوم بنت عقبة وبايعت رسول الله ولم تزل بالمدينة حتى ماتت في خلافة عثمان بن عفان أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا داود بن بكر بن أبي الفرات الاشجعي قال سمعت عبد الله بن كعب مولى آل عثمان قال سمعت عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال شهدنا أم عثمان بن عفان يوم ماتت فدفناها بالبقيع فرجع وقد صلى الناس في المسجد فصلى عثمان وحده في المسجد وصليت إلى جانبه قال فسمعته وهو ساجد يقول اللهم ارحم أمي أو اللهم اغفر لامي وذلك في خلافته أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إسحاق بن يحيى أخبرني عمي عيسى بن طلحة قال رأيت عثمان بن عفان حمل سرير أمه بين العمودين من دار غطيش فلم يزل يحملها كذلك حتى وضعها بموضع الجنائز قال ورأيته بعد أن دفنها قائما على قبرها يدعو لها
[ 230 ]
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أسلمت بمكة وبايعت قبل الهجرة وهي أول من هاجر من النساء بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
ولم نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم بنت عقبة خرجت من مكة وحدها وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت المدينة في الهدنة هدنة الحديبية فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة فقدما المدينة من الغد يوم قدمت فقالا يا محمد ف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه وقالت أم كلثوم يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعفاء ما قد علمت فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي فقبض الله العهد في النساء في صلح الحديبية وأنزل فيهن المحنة وحكم في ذلك بحكم رضوه كلهم وفي أم كلثوم نزل فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فامتحنها رسول الله وامتحن النساء بعدها يقول والله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والاسلام وما خرجتن لزوج ولا مال فإذا قلن ذلك تركن وحبسن فلم يرددن إلى أهليهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للوليد وعمارة ابني عقبة قد نقض الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا ولم يكن لام كلثوم بنت عقبة بمكة زوج فلما قدمت المدينة تزوجها زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي فولدت له وقتل عنها يوم مؤتة فتزوجها الزبير بن العوام بن خويلد فولدت له زينب أخبرنا يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال كانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط تحت الزبير بن العوام وكانت فيه شدة على النساء وكانت له كارهة فكانت تسأله الطلاق فيأبى عليها حتى ضربها
[ 231 ]
الطلق وهو لا يعلم فألحت عليه وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة ثم خرجت فوضعت فأدركه إنسان من أهله فأخبره أنها قد وضعت فقال خدعتني خدعها الله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال
سبق فيها كتاب الله فاخطبها قال لا ترجع إلي أبدا قال محمد بن عمر ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميدا ومات عنها عبد الرحمن فتزوجها عمرو بن العاص فماتت عنده أخبرنا خالد بن مخلد حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز قال حدثني بن شهاب قال كان المشركون قد شرطوا على رسول الله يوم الحديبية إنه من جاء من قبلنا وإن كان على دينك رددته إلينا ومن جاءنا من قبلك رددناه إليك فكان يرد إليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه فلما جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة جاء أخواها يريدان أن يخرجاها ويرداها إليهم فأنزل الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله قال هو الصداق وإن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا قال هي المرأة تسلم فيرد المسلمون صداقها إلى الكفار وما طلق المسلمون نساء الكفار عندهم فعليهم أن يردوا صداقهن إلى المشركين فإن أمسكوا صداقا من صداق المسلمين مما فارقوا من نساء الكفار أمسك المسلمون صداق المسلمات اللاتي جئن من قبلهم
[ 232 ]
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل عن بن عجلان عن المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول بينا نحن على باب رسول الله إذ خرج علينا رسول الله يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله وهي صبية قال فصلى رسول الله وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها على عاتقه إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها أخبرنا يحيى بن عباد حدثنا فليح بن سليمان حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة بن ربعي قال رأيت رسول الله وهو يحمل أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها أخبرنا الوليد بن العطاء بن الاغر المكي حدثنا إبراهيم بن سعد
عن أبيه عن أبي سليمان عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال كان رسول الله
[ 233 ]
يصلي وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أهله ومعه قلادة جزع فقال لاعطينها أرحمكن فقلن يدفعها إلى بنت أبي بكر فدعا بابنة أبي العاص من زينب فعقدها بيده وكان على عينها غمص فمسحه بيده هكذا قال غمص أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فأخذه وإنه لمعرض عنه فأرسل به إلى ابنة ابنته زينب فقال تحلي بهذا يا بنية قال محمد بن عمر وكان علي بن أبي طالب قد تزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد فاطمة بنت رسول الله فقتل عنها ولم تلد له شيئا فخلف عليها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل إن معاوية قد خطبني فقال لها المغيرة أتزوجين بن آكلة الاكباد فلو جعلت ذلك إلي قالت نعم قال قد تزوجتك قال بن أبي ذئب فجاز نكاحه
[ 234 ]
أم خالد وهي أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وأمها همينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو من خزاعة وكان خالد بن سعيد قد هاجر إلى أرض الحبشة ومعه امرأته همينة بنت خلف فولدت له هناك أمة بنت خالد فلم تزل بأرض الحبشة حتى قدموا في السفينتين وقد بلغت أمة وعقلت أخبرنا محمد بن عمر حدثني جعفر بن محمد بن خالد عن أبي الاسود عن أم خالد بنت خالد قالت سمعت النجاشي يوم خرجنا يقول لاصحاب السفينتين أقرئوا جميعا رسول الله مني السلام قالت أمة وكنت فيمن أقرأ رسول الله من النجاشي السلام وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث أخبرنا الفضل بن دكين وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا حدثنا إسحاق بن سعيد قال حدثني أبي قال حدثتني أم خالد بنت خالد قالت أتي رسول الله بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال من ترون أكس هذه الخميصة قالت فأسكت القوم فقال ائتوني بأم خالد قالت فأتي بي رسول الله أحمل فألبسنيها بيده وقال أبلي وأخلقي بقبولها مرتين أو ثلاثا وجعل ينظر إلى علم في الخميصة أصفر أو أحمر فقال هذا سنا يا أم خالد هذا سنا يا أم خالد ويشير بإصبعه إلى العلم قالت والسنا بلسان الحبش الحسن قال إسحاق فحدثني امرأة من أهلي أنها رأت الخميصة عند أم خالد أخبرنا محمد بن عمر حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير
عن إبراهيم بن عقبة قال سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص
[ 235 ]
وهي عجوز كبيرة ولدت بأرض الحبشة فقلت لها أسمعت من رسول الله شيئا فقالت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عذاب القبر قال محمد بن عمر وتزوج الزبير بن العوام أمة بنت خالد فولدت له عمرا وخالدا ابني الزبير فكان يقال لامة أم خالد هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الاوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهتة بن سليم تزوج هندا حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له أبانا أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي حدثنا عمر بن زياد الهلالي عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق شيخ من أهل المدينة من بني عامر بن لؤي قال قالت هند لابيها إني امرأة قد ملكت أمري فلا تزوجني رجلا حتى تعرضه علي فقال لها ذلك لك ثم قال لها يوما إنه قد خطبك رجلان من قومك ولست مسميا لك واحدا منهما حتى أصفه لك أما الاول ففي الشرف الصميم والحسب الكريم تخالين به هوجا من غفلته وذلك إسجاح من شميته حسن الصحابة حسن الاجابة إن تابعته تابعك وإن ملت كان معك تقضين عليه في ماله وتكتفين برأيك في ضعفه وأما الآخر ففي الحسب الحسيب والرأي الاريب بدر أرومته وعز عشيرته يؤدب أهله ولا يؤدبونه إن اتبعوه أسهل بهم وإن جانبوه توعر بهم شديد
الغيرة سريع الطيرة شديد حجاب القبة إن جاع فغير منزور وإن نوزع فغير مقهور قد بينت لك حالهما قالت أما الاول فسيد مضياع لكريمته
[ 236 ]
مؤات لها فيما عسى إن لم تعصم أن تلين بعد إبائها وتضيع تحت جنائها إن جاءت له بولد أحمقت وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت اطو ذكر هذا عني فلا تسمه لي وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة إني لاخلاق هذا لوامقة وإني له لموافقة وإني لآخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي وقلة تلفتي وإن السليل بيني وبينه لحري أن يكون المدافع عن حريم عشيرته الذائد عن كتيبتها المحامي عن حقيقتها الزائن لارومتها غير مواكل ولا زميل عند ضعضعة الحوادث فمن هو قال ذاك أبو سفيان بن حرب قالت فزوجه ولا تلقني إليه إلقاء المتسلس السلس ولا تسمه سوم المواطس الضرس استخر الله في السماء يخر لك بعلمه في القضاء أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال لما بنى أبو سفيان بن حرب بهند بنت عتبة بن ربيعة بعث عتبة بن ربيعة بابنه الوليد إلى بني أبي الحقيق فاستعار حليهم ورهنهم الوليد نفسه في نفر من بني عبد شمس وذهب بالحلي فغاب شهرا ثم ردوه وافرا وفكوا الرهن أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بن الزبير قال لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها وأتين رسول الله وهو بالابطح فبايعنه فتكلمت هند فقالت يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك يا محمد إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله ثم كشفت عن نقابها وقالت أنا هند بنت عتبة فقال رسول الله مرحبا بك فقالت والله ما كان على الارض أهل خباء أحب إلي من أن يذلوا من
خبائك ولقد أصبحت وما على الارض أهل خباء أحب إلي من أن يعزوا من خبائك فقال رسول الله وزيادة وقرأ عليهن القرآن وبايعهن فقالت هند من بينهن يا رسول الله نماسحك فقال إني لا أصافح النساء إن
[ 237 ]
قولي لمائة امرأة مثل قولي لامرأة واحدة قال محمد بن عمر لما أسلمت هند جعلت تضرب صنما في بيتها بالقدوم حتى فلذته فلذة فلذة وهي تقول كنا منك في غرور أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت هند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني وولدي ما يكفيني إلا ما أخذت من ماله وهو لا يعلم فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران أن نسوة أتين النبي صلى الله عليه وسلم فيهن هند بنت عتبة بن ربيعة وهي أم معاوية يبايعنه فلما أن قال رسول الله لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن قالت هند يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أصيب من طعامه من غير إذنه قال فرخص لها رسول الله في الرطب ولم يرخص في اليابس قال ولا يزنين قالت وهل تزني الحرة قال ولا يقتلن أولادهن قالت وهل تركت لنا ولدا إلا قتلته يوم بدر قال ولا يعصينك في معروف وقال ميمون فلم يجعل الله لنبيه عليهن الطاعة إلا في المعروف والمعروف طاعة الله أخبرنا عبد الله بن موسى أخبرنا عمر بن أبي زائدة قال سمعت الشعبي يذكر أن النساء جئن يبايعن فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبايعن
على أن لا تشركن بالله شيئا فقالت هند إنا لقائلوها قال فلا تسرقن فقالت هند كنت أصيب من مال أبي سفيان قال أبو سفيان فما أصبت من مالي فهو حلال لك قال ولا تزنين فقالت هند وهل تزني الحرة قال ولا تقتلن أولادكن قالت هند أنت قتلتهم
[ 238 ]
أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وأمها بنت حارثة بن الاوقص تزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له سالما الاكبر قبل الاسلام فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الاوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور تزوجها قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي فولدت له الوليد وهشاما وأبيا وآمنة وعتبة ومسلما قتل يوم الجمل وفاختة ولدت لمعاوية بن أبي سفيان ثم خلف عليها عبد الله بن عامر بن كريز قالوا ثم زوج أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة فاطمة بنت عتبة من سالم مولى أبي حذيفة أسلمت وبايعت أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل عن بن جريج عن بن أبي مليكة قال تزوج عقيل بن أبي طالب فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وكانت كبيرة المال فقالت أتزوج بك على أن تضمن لي وأنفق عليك قال فتزوجها فكان إذا دخل عليها قالت أين عتبة بن ربيعة أين شيبة بن ربيعة قال فدخل يوما وهو برم فقالت أين عتبة بن ربيعة أين شيبة بن ربيعة قال على يسارك إذا دخلت النار قال فشدت عليها ثيابها وقالت
لا يجمع رأسي ورأسك شئ فأتت عثمان فبعث معاوية وابن عباس فقال بن عباس والله لافرقن بينهما وقال معاوية ما كنت لافرق بين شيخين من بني عبد مناف قال فأتيا وقد شدا عليهما أثوابهما فأصلحا أمرهما أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا معمر أخبرنا بن طاوس عن عكرمة
[ 239 ]
عن بن عباس ومعاوية قال بعثهما لا أعلمه إلا قال عثمان فقال إن رأيتما أن تجمعا فاجمعا وأن تفرقا ففرقا قال وذلك في فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وعقيل بن أبي طالب قال وكانت قد نشزت على عقيل رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها أم شراك بنت وقدان بن عبد شمس بن عبد ود من بني عامر بن لؤي تزوج رملة عثمان بن عفان فولدت له عائشة وأم أبان وأم عمرو بنات عثمان وكان أبو الزناد واسمه عبد الله بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة أسلمت رملة وبايعت أمينة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفيا بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تزوجها حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له أبا سفيان ثم خلف عليها صفوان بن أمية بن خلف فولدت له عبد الرحمن جويرية بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
وأمها هند بنت عتبة بن ربيعة تزوجها السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ثم خلف عليها عبد الرحمن بن الحارث بن أمية الاصغر بن عبد شمس
[ 240 ]
أم حكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها هند بنت عتبة بن ربيعة تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي فولدت له عبد الرحمن فكان يقال له بن أم الحكم هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها صفية بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس تزوجها الحارث بن نوفل بن الحارث فولدت له عبد الله ومحمدا الاكبر وربيعة وعبد الرحمن ورملة وأم الزبير وهي أم المغيرة وظريبة) صخرة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها صفية بنت أبي عمرو بن أمية تزوجها سعيد بن الاخنس بن شريق الثقفي فولدت له ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها لبابة بنت أبي العاص بن أمية تزوجها عروة بن مسعود الثقفي فولدت له ثم خلف عليها المغيرة بن شعبة الثقفي
[ 241 ]
حمنة بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان جحش بن رئاب حليف حرب بن أمية بن عبد شمس وكانت حمنة عند مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار فولدت له ابنة وقتل عنها يوم أحد أخبرنا خالد بن مخلد البجلي ومحمد بن عمر قالا حدثنا عبد الله بن عمر عن عبد الله بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن جحش قال قمن النساء حين رجع رسول الله من أحد يسألن الناس عن أهليهن فلم يخبرن حتى أتين النبي صلى الله عليه وسلم فلا تسأله امرأة إلا أخبرها فجاءته حمنة بنت جحش فقال يا حمنة احتسبي أخاك عبد الله بن جحش قالت إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له ثم قال يا حمنة احتسبي خالك حمزة بن عبد المطلب قالت إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له ثم قال يا حمنة احتسبي زوجك مصعب بن عمير فقالت يا حرباه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن للرجل لشعبة من المرأة ما هي له شئ قال محمد بن عمر في حديثه وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره قالت يا رسول الله ذكرت يتم ولده قال وقد كانت حضرت أحدا تسقي العطشى وتداوي الجرحى قال قد أطعمها رسول الله في خيبر ثلاثين وسقا قال وتزوجها بعد ذلك طلحة بن عبيد الله فولدت له محمد بن طلحة السجاد وبه يكنى طلحة وعمران
بن طلحة
[ 242 ]
حبيبة وهي أم حبيب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وحبيبة وهي المستحاضة وبعض أصحاب الحديث يقلب اسمها فيقول أم حبيبة وإنما هي أم حبيب واسمها حبيبة أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف فسألت رسول الله عن ذلك فقال رسول الله إنما هذا عرق وليست بحيضة فاغتسلي وصلي قالت فكانت تغتسل عند كل صلاة قال محمد بن عمر وبعضهم يغلط فيروي أن المستحاضة حمنة بنت جحش ويظن أن كنيتها أم حبيبة والامر على ما ذكرنا هي حبيبة أم حبيب بنت جحش المستحاضة ولم تلد لعبد الرحمن بن عوف شيئا أم قيس بنت محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد وهي أخت عكاشة بن محصن من أهل بدر حلفاء حرب بن أمية وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت قديما بمكة وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أن عبيد الله بن عتبة أخبره عن أم قيس بنت محصن أخت عكاشة بن محصن أنها قالت أتيت رسول الله صلى
[ 243 ]
الله عليه وسلم بابن لي لم يأكل الطعام فجعله في حجره فبال على ثوب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فدعا بماء فنضح عليه ولم يغسله آمنة بنت رقيش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد وهي أخت يزيد بن رقيش من أهل بدر أسلمت قديما بمكة وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها جذامة بنت جندل الاسدية أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهلها أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عمر بن عثمان الجحشي عن أبيه قال كان بنو غنم بن دودان بن أسد وهم حلفاء حرب بن أمية أهل إسلام أسلموا بمكة وأوعبوا في الهجرة رجالهم ونساءهم حتى غلقت أبوابهم فخرج من النساء في الهجرة زينب وحبيبة وحمنة بنات جحش وجذامة بنت جندل وأم قيس بنت محصن وآمنة بنت رقيش وأم حبيب بنت نباتة قال محمد بن عمر وكانت جذامة بنت جندل تحت أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن عيوق بن الاوس قد شهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا وقد روت جذامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
[ 244 ]
عن جذامة الاسدية قالت أخبرتني أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم
وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم قال مالك بن أنس الغيلة أن يمس الرجل امرأته وهي ترضع أم حبيبة بنت نباتة الاسدية أسلمت وبايعت رسول الله وهاجرت إلى المدينة مع من هاجر من قومها نفيسة بنت أمية بن أبي عبيد بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وأمها منية بنت جابر بن وهب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور ومنية عمة عتبة بن غزوان بن جابر وهم جميعا حلفاء الحارث بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وقد أسلمت نفيسة بنت منية وهي التي كانت سعت فيما بين رسول الله وخديجة بنت خويلد حتى تزوجها رسول الله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف لها ذلك الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة
[ 245 ]
فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها عبد الله بن جحش بن رئاب فولدت له محمد بن عبد الله بن جحش أخبرنا وكيع بن الجراح حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة فقال رسول الله إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة فإذا أدبرت عنك الحيضة فاغسلي عنك الدم فصلي بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الاوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم وأخوها لامها عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية وكانت بسرة عند المغيرة بن أبي العاص فولدت له معاوية بن المغيرة وهو الذي قتل منصرف رسول الله من أحد وهو جد عبد الملك بن مروان وأم عبد الملك عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية وقد روت بسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا في مس الذكر أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا معمر أخبرنا الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال سمعت عروة بن الزبير يقول سمعت مروان بن الحكم يقول سمعت بسرة بنت صفوان قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ
[ 246 ]
بركة بنت يسار وهي أخت أبي تجراة مولى بني عبد الدار وهم يقولون نحن من أهل اليمن من الازد حلفاء لبني عبد الدار أسلمت بركة بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها قيس بن عبد الله الاسدي وكان يسار يكنى أبا فكيهة
وأختها فكيهة بنت يسار ويكنى أبا فكيهة أسلمت بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها حطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحي برة بنت أبي تجراة بن أبي فكيهة واسمه يسار ويقولون إنهم من الازد حلفاء بني عبد الدار ولهم فيهم ولادات وقد روت برة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا علي بن محمد بن عبيد الله العمري عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن برة بنت أبي تجراة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله به كرامته وابتدأه بالنبوة كان إذا خرج لحاجة أبعد حتى لا يرى بيتا ويفضي إلى الشعاب وبطون الاودية فلا يمر بحجر ولا شجرة إلا قالت السلام عليك يا رسول الله فكان يلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى شيئا
[ 247 ]
وأختها حبيبة بنت أبي تجراة وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أخبرنا معاذ بن هانئ البهراني حدثنا عبد الله بن المؤمل المكي حدثني عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي عن عطاء بن أبي رباح قال حدثتني صفية بنت شيبة عن امرأة يقال لها حبيبة بنت أبي تجراة قالت دخلنا دار أبي حسين ومعي نسوة من قريش والنبي صلى الله عليه وسلم
يطوف حتى إن ثوبه ليدور به وهو يقول لاصحابه اسعوا فإن الله تبارك وتعالى كتب عليكم السعي) عاتكة بنت عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحرث بن زهرة بن كلاب أخت عبد الرحمن بن عوف لابيه وأمه وأمهما الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة تزوجها مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فولدت له المسور وصفوان الاكبر والصلت الاكبر وأم صفوان بني مخرمة أسلمت عاتكة بنت عوف وأمها الشفاء بنت عوف وبايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب وأمها سلمى بنت عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن خزاعة
[ 248 ]
تزوجها عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة فولدت له عبد الرحمن شهد بدرا والاسود أسلم وهاجر قبل الفتح وعاتكة وأمة بني عوف وأسلمت الشفاء بنت عوف وابنتها عاتكة بنت عوف بن عبد عوف وبايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف من المهاجرات وجاءت فيها سنة العتاقة عن الميت وتوفيت في حياة رسول الله فقال عبد الرحمن بن عوف يا رسول الله أعتق عن أمي فقال رسول الله نعم فأعتق عنها خالدة بنت الاسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمها
آمنة بنت نوفل بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة أسلمت خالدة بنت الاسود بالمدينة وبايعت رسول الله وتزوجها عبد الله بن الارقم بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن الزهري في قوله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي قال دخل رسول الله على بعض نسائه فإذا هو بامرأة حسنة الهيئة فقال من هذه قالت إحدى خالاتك فقال إن خالاتي بهذ الارض لغرائب وأي خالاتي هذه قالوا خالدة بنت الاسود بن عبد يغوث فقال سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت وكانت امرأة صالحة ومات أبوها كافرا أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال محمد بن عمر فدخل هذا في التفسير في قوله يخرج الحي من الميت يعني المؤمن من الكافر
[ 249 ]
أم فروة بنت أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي زوجها أبو بكر الصديق من الاشعث بن قيس الكندي فولدت له محمدا وإسحاق وإسماعيل وحبابة وقريبة قريبة بنت أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم
وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي تزوجها قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الساعدي فلم تلد له شيئا أم عامر بنت أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي تزوجها عامر بن أبي وقاص فولدت له ضعيفة أسماء بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وهي أخت عبد الله بن أبي بكر الصديق لابيه وأمه أسلمت قديما بمكة وبايعت رسول الله وهي ذات النطاقين
[ 250 ]
أخذت نطاقها فشقته باثنين فجعلت واحدا لسفرة رسول الله والآخر عصاما لقربته ليلة خرج رسول الله وأبو بكر إلى الغار فسميت ذات النطاقين تزوجها الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصما والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه وفاطمة عن أسماء قالت صنعت سفرة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة قالت فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لابي بكر والله ما أجد شيئا أربطه به إلا نطاقي قال فشقيه باثنين فاربطي بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت فلذلك
سميت ذات النطاقين أخبرنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن أهل الشام كانوا يقاتلون بن الزبير ويصيحون به بابن ذات النطاقين فقال بن الزبير تلك شكاة ظاهر عنك عارها فقالت له أسماء عيروك به قال نعم قالت فهو والله حق أخبرنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت تزوجني الزبير وما له في الارض مال ولا مملوك ولا شئ غير فرسه قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى الناضجة وأعلفه وأسقيه الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الانصار وكن نسوة صدق قالت وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي وهي على ثلثي فرسخ قالت فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله ومعه نفر من أصحابه فدعا لي ثم قال إخ إخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته قالت وكان من أغير الناس قالت فعرف رسول
[ 251 ]
الله أني قد استحييت فمضى فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لاركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني أخبرني كثير بن هشام حدثنا الفرات بن سلمان عن عبد الكريم عن عكرمة وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو ع
ن عبد الكريم عن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديدا عليها فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة أخبرنا حجاج بن محمد وأبو عاصم النبيل ومحمد بن عبد الله الانصاري عن بن جريج قال أخبرني بن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ليس في بيتي شئ إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي جناح أن أرضخ مما أدخل علي فقال ارضخي ما استطعت ولا توكي فيوكي الله عليك أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن عبيد عن عمير أن أسماء كان في عنقها ورم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسحها ويقول الله عافها من فحشه وأذاه أخبرنا يحيى بن عباد حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عامر الخزاز عن بن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر الصديق كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بدني وما يغفر الله أكثر أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء
[ 252 ]
بنت أبي بكر أنها كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها أخبرنا أبو أسامة عن هشام عن فاطمة عن أسماء قالت كانت تقول لبناتها ولاهلها أنفقوا أو أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن شيئا وإن تصدقتن لم تجدن فقده
أخبرنا عبيد الله بن موسى حدثنا أسامة عن محمد بن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاسماء بنت أبي بكر لا توكي فيوكي الله عليك وكانت امرأة سخية النفس أخبرنا موسى بن إسماعيل حدثني عبد الله بن المبارك أخبرنا مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قدمت قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد أحد بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أ بي بكر وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية بهدايا زبيب وسمن وقرظ فأبت أن تقبل هديتها أو تدخلها إلى بيتها وأرسلت إلى عائشة سلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لتدخلها ولتقبل هديتها قال وأنزل الله تبارك وتعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين إلى قوله أولئك هم الظالمون أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا شريك عن الركين بن الربيع قال دخلت على أسماء بنت أبي بكر وهي عجوز كبيرة عمياء فوجدتها تصلي وعندها إنسان يلقنها قومي اقعدي افعلي أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني أبي عن هشام بن عروة أن المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعدما كف بصرها قال فلمستها بيدها ثم قالت اف ردوا عليه كسوته قال فشق ذلك عليه وقال يا أمه إنه لا يشف قالت إنها إن لم تشف فإنها تصف فقال فاشترى لها ثيابا مروية وقوهية فقبلتها وقالت مثل هذا فاكسني
[ 253 ]
أخبرنا أنس بن عياض حدثني محمد بن أبي يحيى عن إسحاق مولى
محمد بن زياد عن أبي واقد الليثي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره في حديث رواه أنه شهد اليرموك قال وكانت أسماء بنت أبي بكر مع الزبير قال فسمعتها وهي تقول للزبير يا أبا عبد الله والله إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى فتصيب قدمه عروة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتا ما أصابه السلاح أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أو عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر اتخذت خنجرا زمن سعيد بن العاص للصوص وكانوا قد استعروا بالمدينة فكانت تجعله تحت رأسها أخبرنا كثير بن هشام حدثنا الفرات بن سلمان عن عبد الكريم عن عكرمة قال سئلت أسماء بنت أبي بكر هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف قالت لا ولكنهم كانوا يبكون أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال فرض عمر الاعطية ففرض لاسماء بنت أبي بكر ألف درهم أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا هشام بن عروة أن الزبير طلق أسماء فأخذ عروة وهو يومئذ صغير أخبرنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة أن أسماء لبست المعصفرات المشبعات وهي محرمة ليس فيها زعفران أخبرنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت ما رأيت أسماء لبست إلا معصفرا حتى لقيت الله وإن كانت لتلبس الدرع يقوم قياما من المعصفر
أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن فاطمة
[ 254 ]
بنت المنذر أن أسماء كانت تحرم في الدرع المعصفر المشبع يقوم قياما أخبرنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن قيس بن الاحنف النخعي قال حدثني القاسم بن محمد الثقفي أن أسماء أتت الحجاج بعدما ذهب بصرها ومعها جواريها فقالت أين الحجاج قالوا ليس هو هاهنا قالت فإذا جاء فقولوا له يأمر بهذه العظام أن تنزل وأخبروه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في ثقيف رجلين كذاب ومبير حدثنا إسحاق الازرق عن عوف الاعرابي عن أبي الصديق الناجي أن الحجاج دخل على أسماء بنت أبي بكر فقال لها إن ابنك ألحد في هذا البيت وإن الله أذاقه من عذاب أليم وفعل به وفعل فقالت له كذبت كان برا بالوالدين صواما قواما ولكن والله لقد أخبرنا رسول الله أنه سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الاول وهو مبير أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قال أوصت إذا أنا مت فاغسلوني وكفنوني وحنطوني ولا تذروا على كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أنها أوصت لا تجعلوا على كفني حنوطا أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه هكذا قال عبد الله بن نمير إن أسماء بنت أبي بكر قالت لاهلها إذا أنا مت فأجمروا
ثيابي وحنطوني ولا تجعلوا على كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر قالت جمروا ثيابي وحنطوني ولا تحنطوني فوق أكفاني
[ 255 ]
أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت لاهلها أجمروا ثيابي إذا مت ثم حنطوني ولا تذروا على كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار أخبرنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر قالت جمروا ثيابي على المشجب وحنطوني ولا تذروا على ثيابي شيئا قالوا وماتت أسماء بنت أبي بكر الصديق بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال وكان قتله يوم الثلثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادي الاولى سنة ثلاث وسبعين ريطة بنت الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم وأمها زينب بنت عبد الله بن ساعدة بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة وهي أخت صبيحة بن الحارث وأسلمت بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم فولدت له هناك موسى وعائشة وزينب فتوفي موسى بأرض الحبشة وهلكت ريطة بنت الحارث بالطريق وهي راجعة أميمة بنت رقيقة وهي التي روى عنها محمد بن المنكدر وروت عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثا في بيعته النساء وهي أميمة بنت عبد الله بن بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أخت خديجة بنت خويلد
[ 256 ]
زوج النبي صلى الله عليه وسلم واغتربت أميمة وتزوجها حبيب بن كعيب بن عتير الثقفي فولدت له النهدية وابنتها وأم عبيس وزنيرة أسلمن بمكة قديما وكن ممن يعذب في الله فاشتراهن أبو بكر الصديق فأعتقهن فقال له أبوه أبو قحافة يا بني انقطعت إلى هذا الرجل وفارقت قومك وتشتري هؤلاء الضعفاء فقال له يا أبه أنا أعلم بما أصنع وكان مع النهدية يوم اشتراها طحين لسيدتها تطحنه أو تدق لها نوى فقال لها أبو بكر ردي إليها طحينها أو نواها فقالت لا حتى أعمله لها وذلك بعد أن باعتها وأعتقها أبو بكر وأصيبت زنيرة في بصرها فعميت فقيل لها أصابتك اللات والعزى فقالت لا والله ما أصابتني وهذا من الله فكشف الله عن بصرها ورده إليها فقالت قريش هذا بعض سحر محمد جارية بنت عمرو بن مؤمل أسلمت بمكة قديما وكانت ممن يعذب في الله وكان عمر بن الخطاب قبل أن يسلم هو الذي يعذبها ليردها عن الاسلام فيعذبها حتى يفتر ثم يدعها ويقول والله ما أدعك إلا سآمة فتقول كذلك يفعل بك ربك بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق أخبرنا محمد بن عبد الله الاسدي حدثنا عبد الواحد بن أيمن حدثني أبي قال دخلت على عائشة فقلت لها يا أم المؤمنين إني كنت لعتبة
بن أبي لهب وأن بنيه وامرأته باعوني واشترطوا هم وأمهم الولاء فمولى من أنا فقالت يا بني دخلت علي بريرة وهي مكاتبة