39 - من منشورات المجلس الاعلى المصنف للحافظ الكبير عبد الرزاق بن همام الصنعانى ولد سنة 126 وتوفي سنة 211 رحمه الله تعالى الجزء الخامس منن 6792 الى 8795 عني بتحقيق نصوصه - وتخريج احاديثه والتعليق عليه الشيخ المحدث حبيب الرحمن الاعظمي
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم [ باب فضل الحج ] 8796 - عبد الرزاق [ أنا ابن جريج ] (1) عن عاصم بن عبيد الله (2) بن عاصم عن عبد الله بن عامر عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تابعوا بين الحج والعمرة ، فإن متابعة بينهما ينفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد (3) . [ 8797 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر عمن حدثه عن عمر بن الخطاب أنه قال : تابعوا بين الحج والعمرة ، وذكر مثله ، ولم يرفعه . ]
8798 - عبد الرزاق عن الثوري عن سمي عن ذكوان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحجة المبرورة ليس لها جزاء إلا
(1) في " ص " " عبد الرزاق عن عاصم " وظني أنه سقط شيخ عبد الرزاق من الاسناد ، وقد رواه ابن عيينة عن عاصم عند الحميدي وأحمد و " ش " ، ثم وجدت الامام أحمد أخرجه عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عاصم بهذا الاسناد ، فترجح عندي أن الساقط من الاسناد ابن جريج . واعلم أن هذا الحديث يرويه عبد الله بن عامر عن عمر وعن أبيه جميعا ، وقد أخرجه أحمد من حديث كليهما ، وأخرجه الحميدي وابن ماجه من حديث عمروحده فتنبه ، وقال المباركفوري : لم أقف على حديث عامر بن ربيعة . (2) في " ص " " عبد الله " خطأ . (3) أخرجه الحميدي عن سفيان بن عيينة 1 : 10 وابن ماجه - ص 213 من حديث عمر ، وأخرجه أحمد عن المصنف بهذا الاسناد من حديث عامر 3 : 446 وأخرجه من حديث عمر أيضا . (*)
[ 4 ]
الجنة ، والعمرتان تكفران ما بينهما (1) . 8799 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر قال حدثني سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . 8800 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن جابر عن أبي حازم مولى الانصار عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق كان كيوم ولدته أمه (2) . [ 8801 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم عمن سمع عمر بن الخطاب يقول : من خرج إلى هذا البيت لم ينهزه (3)
إلا الصلاة عنده ، واستلام الحجر كفر عنه ما قبل ذلك . ] 8802 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد قال : أخبرني يوسف ابن ماهك أن عمر بن الخطاب خرج فرأى ركبا فقال : من الركب ؟ فقال : قالوا : حاجين ، قال : ما أنهزكم غيره ؟ ثلاث مرات ، قالوا : لا ، قال : لو يعلم الراكب بمن أناخوا لقرت أعينهم بالفضل بعد المغفرة (4) ،
(1) أخرجه " خ " من طريق مالك عن سمي 3 : 387 والحميدي عن ابن عيينة عن سمي 2 : 439 ولفظهما : " العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما " . (2) أخرجه البخاري من طريق سيار أبي الحكم عن أبي حازم 3 : 245 والحميدي عن ابن عيينة عن منصور بن المعتمر عن أبي حازم فلم يذكر بينهما جابرا 2 : 440 وكذا " ت " عن ابن أبي عمر عن ابن عيينة 2 : 78 . (3) نهزه : حركه ، وأنهزه : دفعه وأنهضه . (4) أخرج الطبراني عن ابن عباس مرفوعا : " لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة " كذا في المجمع 3 : 277 . (*)
[ 5 ]
والذى نفس عمر بيده ما رفعت ناقة خفها ولا وضعته إلا رفع الله له (1) درجة ، وحط عنه بها خطيئة ، وكتب له بها حسنة (2) . 8803 - عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن مجاهد عن كعب قالوا : وفد الله ثلاثة : الحاج ، والعمار ، والمجاهدون ، دعاهم الله فأجابوه ، وسألوا الله فأعطاهم (3) . 8804 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن ضمرة عن كعب قال : إذا كبر الحاج والمعتمر ، - قال : فلا أدري أذكر الغازي - كبر الذي يليه ، ثم الذي يليه حتى ينقطع به
الافق . [ 8805 - عبد الرزاق عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن حبان (4) أن رجلا مر على أبي ذر وهو بالربذة فسأله أين تريد ؟ قال : الحج ، قال : ما نهزك غيره ؟ قال : لا ، [ قال ] : فأتنف (5) عملك ،
(1) كذا في الكنز ، وفي " ص " " ما رفعت ناقة خفها ولا رفعته إلا وضعت لها درجة " ولا يخفى ما فيه من التحريف والتخليط . (2) أخرج البزار والطبراني من حديث ابن عمر مرفوعا : إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة . كذا في المجمع 3 : 274 . (3) أخرجه ابن ماجه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا - ص 213 وأخرجه البزار من حديث جابر مرفوعا ورجاله ثقات ، قاله الهيثمي 3 : 211 وليس في حديث جابر ذكر المجاهدين ، وروي نحو هذا عن أنس وابن عمر أيضا ، راجع الكنز 3 ، رقم : 32 و 33 . (4) كذا في " ص " وهو محمد بن يحيى بن حبان ، كما في الموطأ . (5) كذا في الموطأ وفي " ص " " فاسب " . (*)
[ 6 ]
قال الرجل : فخرجت حتى قدمت المدينة فمكثت ما شاء الله ، وإذا الناس يتضايقون (1) على رجل فضاغطت (2) فإذا بالشيخ الذي وجدت بالربذة ، يعني أبا ذر ، فلما رآني قال : هو الذي بحدثتك (3) . ] 8806 - عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان قال : حدثنا عطاء ابن السائب عن مجاهد قال : بينا عمر بن الخطاب جالس بين الصفا والمروة إذ قدم ركب فأناخوا عند باب المسجد ، فطافوا بالبيت ،
وعمر ينظر إليهم ، ثم خرجوا فسعوا بين الصفا والمروة ، فلما فرغوا قال : علي بهم ، فأتي بهم ، فقال : ممن أنتم ؟ قالوا : من أهل العراق ، - قال : أحسبه قالا : من أهل الكوفة ، - قال : فما أقدمكم ؟ قالوا : حجاج ، قال : أما قدمتم في تجارة (4) ، ولا ميراث ، ولاطلب دين ؟ قالوا : لا ، قال : أدبرتم (5) ؟ قالوا : نعم ، قال : أنصبتم (6) ؟ قالوا : نعم ، قال : أحفيتم (7) ؟ قالوا : نعم ، [ قال ] : فائتنفوا (8) . 8807 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عيسى (9) قال : أخبرني
(1) المعنى أنهم يزدحمون على رجل . (2) أي زاحمت . (3) أخرجه مالك 1 : 371 . (4) في " ص " " حجارة " . (5) أي أصابت ركائبكم الدبرة ، وهي قرحة الدابة تحدث من الرحل ونحوه . (6) أي أتعبتم وأعييتم دوابكم . (7) أي هل حفيت دوابكم ، وحفيت الدابة : رقت قدمها من كثرة المشي . (8) أي استأنفوا وابتدأوا العمل ، وقد أخرجه " ش " كما في الكنز 3 ، رقم : 567 . (9) هو الجندي ، ذكره الحافظ الذهبي في الميزان ، وذكر حديثا بإسناده ، ثم قال : إسناد مظلم ، وخبر منكر ، أقره ابن حجر في اللسان 3 : 323 . (*)
[ 7 ]
سلمة بن وهرام عن رجل من الاشعريين عن أبي موسى الاشعري أن رجلا سأله عن الحاج ، فقال : إن الحاج يشفع في أربع مئة بيت من قومه ، ويبارك له في أربعين من أمهات البعير الذي حمله ، ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (1) ، قال : فقال له رجل : يا أبا موسى
إني كنت أعالج (2) الحج ، وقد ضعفت وكبرت ، فهل من شئ يعدل الحج ؟ قال له : هل تستطيع أن تعتق سبعين رقبة مؤمنة من ولد إسماعيل ؟ فإما الحل (3) والرحيل فلا أجد له عدلا - أو قال : مثلا - . 8808 - عبد الرزاق عن الثوري عن الاعمش عن إبراهيم (4) عن عابس بن ربيعة عن عمر قال : إذا وضعتم السروج (5) فشدوا الرحيل (6) إلى الحج والعمرة ، فإنه أحد (7) الجهادين (8) . [ 8809 - عبد الرزاق عن الثوري عن معاوية بن إسحاق (9) عن عباية ابن رفاعة عن علي بن حسين (10) قال : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن * (هامش) (1) أخرجه البزار عن أبي موسى مرفوعا ، قال الهيثمي : وفيه من لم يسم 3 : 211 (2) أزاول وأمارس . (3) الحل : النزول . (4) الظاهر أنه النخعي ، ويروى عن عابس ابنه ابراهيم أيضا . (5) أي إذا قفلتم من المغازي فشدوا الرحال للحج والعمرة . (6) كذا في " ص " " الرحيل " والظاهر " الرحال " ثم وجدته في الكنز . (7) كذا في الكنز ، وفي " ص " " فإني أحد الجهادين " ثم وجدت كما صححت في (أبواب الجهاد) . (8) الكنز 3 ، رقم : 568 . (9) في " ص " " بن أبي إسحاق " والثوري إنما يروى عن معاوية بن إسحاق بن طلحة ، ولم أجد في الرواة معاوية بن أبي إسحاق ، ثم وجدت في (أبواب الجهاد) " معاوية بن إسحاق " . [ (10) كذا في " ص " هنا وفي (أبواب الجهاد) أيضا ، ولعل الصواب " عن الحسين بن علي " = (*)
[ 8 ]
الجهاد ، فقال : ألا أدلك على جهاد لاشوكة معه (1) ؟ الحج (2) . ]
8810 - عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني رجل جبان لا أطيق لقاء العدو ، قال : أفلا أدلك على جهاد لاقتال فيه ؟ قال : بلى يا رسول الله ! قال : عليك بالحج والعمرة . 8811 - عبد الرزاق عن الثوري عن معاوية بن (3) إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت : سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقال : بحسبكن الحج ، أو جهاد كن الحج (4) . 8812 - عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنساءه حجة الوداع ، ثم قال : إنما هي هذه ، ثم [ ظهور الحصر ] (5) يقول : الزمن ظهور الحصر في بيوتكن (6) . 8813 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن القاسم بن أبي
= لان هذا الحديث رواه الطبراني عنه ورجاله ثقات كما في المجمع 3 : 206 ولكن لفظه بلفظ مرسل عبد الكريم الجزري الآتي أشبه ، وقال الحافظ في ترجمة عباية : يروى عن الحسين بن علي ، والحديث في الكنز أيضا عن الحسين بن علي . ] (1) في (أبواب الجهاد) " فيه " وهو الصواب . (2) روي الطبراني عن عثمان بن سليمان عن جدته أم أبيه ما يشبه هذا ، راجع المجمع 3 : 206 وسيأتي هذا الحديث في (أبواب الجهاد) معادا . (3) في " ص " " بن أبي إسحاق " خطأ . (4) أخرج " خ " عن غير واحد عن الثوري عن معاوية بن إسحاق . راجع الفتح 2 : 49 و (كتاب الحج) من الصحيح . (5) ظني أنه سقط من " ص " ويدل عليه ما بعده . (6) الحديث أخرجه أحمد وأبو يعلى عن أبي هريرة ولفظهما : " هذه ثم ظهور = (*)
[ 9 ]
بزة ذكره - قال : لاأدري أرفعه أم لا - قال : إن الله يباهي ملائكته بأهل عرفة ، يقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا ، غبرا ، ضاحين (1) ، فلا يرى [ أكثر ] (2) عتيقا من يومئذ ولا يغفر فيه لمختال (3) . 8814 - أخبرنا عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان قال : حدثني محمد بن جحادة عن طلحة اليامي قال : سمعته يقول : كنا نتحدث أنه من ختم له بإحدى ثلاث ، إما قال : وجبت له الجنة ، وإما قال : برئ من النار ، من صام شهر رمضان فإذا انقضى الشهر مات ، ومن خرج حاجا فإذا قدم من حجته (4) مات ، ومن خرج معتمرا فإذا قدم من عمرته
= الحصر " والبزار ولفظه : " إنما هي هذه الحجة ثم ظهور الحصر " . وأخرجه أبو يعلى والطبراني من حديث أم سلمة بلفظ : " هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت " وأخرجه الطبراني من حديث ابن عمر ولفظه : " إنما هي هذه ثم عليكم بظهور الحصر " كما في الزوائد 3 : 214 وأخرجه " هق " من طريق سعيد بن منصور وسعيد بن سليمان جميعا عن الدراوردي عن زيد بن أسلم : قال سعيد بن منصور : عن واقد بن أبي واقد الليثي عن أبي واقد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لازواجه في حجة الوداع : " هذه ثم ظهور الحصر " 4 : 327 . (1) بالضاد المعجمة والحاء المهملة ، أي متعرضين للشمس . (2) سقط من " ص " ولابد منه . (3) في الكنز 3 ، رقم : 751 معزوا لابن زنجويه عن مجاهد " ما من عشية أكثر عتقامن النار من يوم عرفة ، لا ينظر الله فيه إلى مختال " وفيه برمز " عب " و " ص " ومعزوا إلى البزار وغيره عن جابر مرفوعا " انظروا إلى عبادي أتوني شعثا ، غبرا ، ضاحين
- إلي - فما من يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة " 3 ، رقم : 306 . (4) في " ص " " حاجته " . (*)
[ 10 ]
مات (1) . 8815 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن أبي الحويرث عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حجج تترى (2) ، وعمر نسقا (3) تدفع ميتة السوء وعيلة الفقر (4) . قال : وحدثني خالد بن رياح (5) عن المطلب بن حنطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قوما حلقوا رؤوسهم ، فقال لعمر : سلهم ما أنهزهم ؟ قالوا : العمرة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولى القوم ولم يتبعهم من خطاياهم شئ . 8816 - أخبرنا عبد الرزاق عن أبيه عن خلاد بن عبد الرحمن قال : سألت سعيد بن جبير أي الحاج أفضل ؟ قال : من أطعم الطعام ، وكف لسانه ، قال وأخبرنا الثوري قال : سمعنا أنه من بر (6) الحج . 8817 - عبد الرزاق قال : حدثني الاسلمي قال : حدثني ابن
(1) في الكنز معزوا للديلمي عن أبي سعيد مرفوعا : " من حج واعتمر فمات من سنته دخل الجنة ، ومن صام رمضان ثم مات دخل الجنة ، ومن غزا فمات من سنته دخل الجنة " 3 ، رقم : 62 . (2) أي متتابعات . (3) من نسق الكلام إذا عطف بعضه على بعض ورتبه ، يعني عمرات بعضها على إثر بعض .
(4) أخرج الديلمي ما يقرب منه عن عائشة مرفوعا ، راجع الكنز 3 ، رقم : 58 (5) ذكره ابن أبي حاتم - وهو ثقة - في طبقة شيوخ المصنف ، فلهذا أرى أن قائل " حدثني " هو المصنف . (6) في " ص " " برى الحج " خطأ . (*)
[ 11 ]
المنكدر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بر الحاج ؟ قال : إطعام الطعام ، وترك الكلام (1) . قال الاسلمي : وحدثني صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حج البيت فقضى مناسكه ، وسلم المسلمون من لسانه ويده ، غفر له ما تقدم من ذنبه . 8818 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر وغيره عن أيوب قال : قال عمر : ما أمعر حاج قط ، يقول : ما افتقر (2) . 8819 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن صفوان بن سليم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حجوا تستغنوا ، واغزوا (3) تصحوا (4) . 8820 - عبد الرزاق عن الثوري قال : سمعنا أن بر الحج طيب الطعام وطيب الكلام . 8821 - عبد الرزاق عن أبي حنيفة عن قيس بن (5) أبي بكر
(1) قال " هق " : رواه أيوب بن سويد عن الاوزاعي عن ابن المنكدر ، ورواه سفيان ابن حسين ومحمد بن ثابت عن ابن المنكدر كذلك موصولا ، يعني عن جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورواه الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن محمد بن المنكدر مرسلا 5 ، 262 . (2) أخرجه الطبراني في الاوسط ، والبزار عن جابر بن عبد الله مرفوعا ، ورجاله رجال الصحيح ، قاله الهيثمي ، وفيه : " قيل لجابر : ما الامعار ؟ قال : ما افتقر " 3 : 208 . (3) كذا في " ص " وفي الكنز برمز " عب " عن صفوان بن سليم مرسلا " سافروا
تصحوا " 3 ، رقم : 38 وهو الصواب عندي رواية ، وقد روى الطبراني في الاوسط من حديث ابن عمر مرفوعا " سافروا تصحوا وتسلموا " وفي إسناده عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي ، ضعيف ، قال الهيثمي 3 : 210 . (4) سيأتي في (أبواب الجهاد) من قول عمر : ساقروا تصحوا وترزقوا 3 : 266 وراجع ما علقناه على حديث عمر في آخر (كتاب الحج) . (5) كذا في " ص " " قيس بن أبي بكر " ولم أجده ، وأبو بكر بن أبي موسى من رجال = (*)
[ 12 ]
ابن (1) أبي موسى عن أبيه قال : بينا أنا قاعد عند ابن عباس إذ أتاه رجل فقال : إني أصبت طيبا وأنا محرم ، فقال ابن عباس : فإني أحكم عليك أنا وأبو بكر شاة ، ثم أتاه آخر فقال : إني قضيت نسكي إلا الطواف ، فقال : طف بالبيت ، ثم ارجع إلي ، قال : فرجع إليه فقال : قد طفت ، فقال له ابن عباس : انطلق فاستأنف بالعمل . 8822 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا بكار (2) قال : سئل طاووس الحج بعد الفريضة أفضل أم الصدقة ؟ فقال : أين (3) الحل ، والرحيل ، والسهر ، والنصب ، والطواف بالبيت ، والصلاد عنده ، والوقوف بعرفة ، وجمع ، ورمي الجمار ؟ كأنه يقول : الحج . 8823 - عبد الرزاق عن الثوري وسأله رجل فقال : الحج أفضل بعد الفريضة أم الصدقة ؟ فقال : أخبرني أبو مسكين (4) عن إبراهيم أنه قال : إذا (5) حج حججا فالصدقة ، وكان الحسن يقول : إذا حج حجة . 8824 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن
= التهذيب ، يروي عن ابن عباس .
(1) في " ص " " عن " خطأ . (2) هو بكار بن عبد الله اليماني ثقة ، ذكره ابن أبي حاتم . (3) في " ص " " ين " . (4) هو حر بن مسكين ، من رجال التهذيب ، ذكره ابن حبان في الثقات . (5) في " ص " " إذا قال حج " خطأ . (*)
[ 13 ]
عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طواف سبع يعدل رقبة (1) . 8825 - عبد الرزاق عن معمر عن حوشب [ عن ] عطاء بن أبي رباح يحدث عن عبد الله بن عمروقال : من طاف بالبيت ، وصلى ركعتين ، لا يقول إلا خيرا كان كعدل رقبة (2) . 8826 - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن العلاء بن المسيب عن أبيه - أو عن رجل - عن أبي سعيد الخدري قال : يقول الرب تبارك وتعالى : إن عبدا وسعت عليه الرزق فلم يفد إلي في كل أربعة أعوام لمحروم (3) . 8827 - أخبرنا عبد الرزاق قال : عن الثوري وابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة أن ابن عباس [ قال ] : لو ترك الناس زيارة هذا البيت عاما واحدا ما مطروا . 8828 - عبد الرزاق عن شيخ من أهل خراسان - يقال له أبو
(1) في الكنز برمز " عب " عن عائشة مرفوعا " طواف سبع لا لغو فيه يعدل رقبة " وسيأتي . (2) أخرجه ابن زنجويه كما في الكنز 3 ، رقم : 682 .
(3) أخرجه الطبراني في الاوسط ، وأبو يعلى ، إلا أنه قال : " خمسة أعوام " ورجال الجميع رجال الصحيح ، قاله الهيثمي 3 : 206 وهو في الكنز برمز " ق " و " حب " و " ص " أيضا 3 ، رقم : 73 وهو عند ابن حبان من طريق خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب ، وفيه أيضا " خمسة أعوام " راجع " موارد الظمآن " - ص 239 وأخرجه سعيد بن منصور أيضا عن خلف بن خليفة ومن طريق سعيد " هق " وذكر الاختلاف في رفعه ووقفه 5 : 262 . (*)
[ 14 ]
عبد الله - قال : حدثني سليمان بن يسار عن كعب أنه سئل (1) عن بيت المقدس فيخبر بما فيه من الفضل ، فقال رجل من أهل الشام : يا أبا عباس (2) إنك تكثر [ ذكر ] (3) بيت المقدس ولا تكثر ذكر هذا البيت ، فقال له كعب : والذي نفس كعب بيده ما خلق الله على ظهر الارض بيتا أفضل من هذا البيت ، إن له لسانا وشفتين (4) وإنهما لينطقان ، وإن له لقلبا (5) يعقل به ، فقال له رجل - يقال له أبو حفص - : يا أبا إسحق لا تزال تحدثنا تابلة ، إن الحجارة تتكلم ؟ فقال كعب : والذي نفسي بيده إن الكعبة اشتكت إلى ربها ، فقالت : يا رب قل زواري وقل عوادي ، فأوحى الله تعالى إليها أني منزل عليك توراة حديثة ، وعبادا متهجدين ، سونك (6) حدودا سجودا ، يحنون إليك حنين الحمامة إلى بيضتها ، ويدفون إليك دفوف (7) النسور ، من طاف بك سبعا كان له عدل رقبة محررة ، وما من حالق يحلق عند هذا البيت إلا كان له بكل شعرة نورا يوم القيامة . 8829 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر قال : سمعت
(1) كذا في " ص " وصوابه عندي " كان يسئل " . (2) كذا في " ص " وهو عندي سبق قلم من الناسخ ، والصواب " يا أبا إسحاق " ،
كما سيأتي في هذا الحديث . (3) سقط من " ص " . (4) في " ص " " شفتان " . (5) في " ص " " لقلب " . (6) كذا في " ص " . 7) كذا في " ص " وانظر رقم : 8835 . (8) دف بالدال المهملة : أسرع ، وكذا بالذال المعجمة . (*)
[ 15 ]
رجلا - يقال ابن أبي سلمة من ولد أم سلمة - [ يقول ] : إن رجلا توفي بمنى من آخر أيام التشريق ، فجاء رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين توفي ابن أختنا (1) أفتقبره ؟ قال : فقال عمر : ما يمنعني أن أدفن رجلا لم يذنب منذ غفر له (2) . [ 8830 - عبد الرزاق عن ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عمر قال : جاء رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الانصار ، والاخر من ثقيف ، فسبقه الانصاري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للثقفي : يا أخا ثقيف ! سبقك الانصاري ، فقال الانصاري : أنا أبدئه (3) يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أخا ثقيف [ سل ] (4) عن حاجتك ، وإن شئت أنا أخبرتك بما جئت تسأل [ عنه ] (4) قال : فذاك أعجب إلي أن تفعل ، قال : فإنك جئت تسأل عن صلاتك ، وعن ركوعك ، وعن سجودك ، وعن صيامك ، وتقول ماذا لي فيه ؟ قال : إي ، والذي بعثك بالحق ، قال : فصل أول الليل ، وآخره ، ونم وسطه ، قال : فإن صليت وسطه فأنت إذا (5) ، قال : فإذا قمت إلى الصلاة فركعت فضع يديك على ركبتيك ، وفرج بين أصابعك ، ثم ارفع رأسك حتى يرجع
كل عضو إلى مفصله ، وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الارض (6) ،
(1) هذا ما يظهر لي ، وفي " ص " " بن الحبنا " . (2) الكنز 3 ، رقم : 570 . (3) أي أقدمه وأفضله . (4) سقط من " ص " وهو ثابت في المجمع . (5) كذا في الاصل الذي طبع عليه المجمع أيضا ، وفي حديث آخر في المجمع " فأنت إذا أنت " . (6) زاد في المجمع بعده " ولا تنقر " . (*)
[ 16 ]
قال (1) : وصم الليالي البيض ، ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة (2) ثم أقبل على الانصاري فقال : سل عن حاجتك ، وإن شئت أخبرتك ، قال : فذاك أعجب إلي ، قال : فإنك جئت تسألني عن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام ، فتقول : ماذا لي فيه ؟ وجئت تسأل عن وقوفك بعرفة ، وتقول : ماذا لي فيه ؟ وعن رميك الجمار وتقول : ماذا لي فيه ؟ قال : إي والذي بعثك بالحق ، قال : فاما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام ، فإن لك بكل وطأة تطأها راحلتك يكتب الله لك حسنة ، ويمحو عنك سيئة ، وأما وقوفك بعرفة فإن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا ، فيباهي بهم الملائكة ، فيقول : هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ، ويخافون عذابي ، ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج ، أو مثل أيام الدنيا ، أو مثل قطر السماء ذنوبا ، غسلها الله عنك ، وأما رميك الجمار ، فإنه مذخور (3) لك ، وأما حلقك (4) رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة ، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك
كيوم ولدتك أمك (5) .
(1) كتب الناسخ هنا " فإن صليت وسطه " مكررا سهوا ، ثم كتب فوق " وسطه " " لا " إعلاما بأنه سهو منه . (2) في " ص " " ثلاثة ، وأربعة ، وخمسة " خطأ . (3) من ذخر الشئ : أعده لدنياه أو لاخرته . (4) في المجمع في طريقين " حلاقك " . (5) أخرجه البزار والطبراني في الكبير ، ولفظ الطبراني أشبه بلفظ المصنف ، ورجال البزار موثقون . قال البزار : قد روي هذا الحديث من وجوه ، ولا نعلم لهأحسن من هذا الطريق ، حكاه الهيثمي 3 : 284 . (*)
[ 17 ]
8831 - أخبرنا عبد الرزاق عمن سمع قتادة يقول : حدثنا خلاس بن عمرو عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة : أيها الناس إن الله تطول (1) عليكم في هذا اليوم ، فيغفر لكم إلا التبعات (2) فيما بينكم ، ووهب مسيئكم لمحسنكم ، وأعطى محسنكم ما سأل ، اندفعوا (3) بسم الله ، فإذا كان بجمع قال : إن الله قد غفر لصالحكم ، وشفع صالحكم في طالحكم (4) ، تنزل المغفرة (5) فتعمهم ، ثم تفرق المغفرة في الارضين (6) ، فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده ، وإبليس وجنوده على جبال (7) عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم ، فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل ، يقول : كنت استفزهم حقبا من الدهر ، ثم جاءت المغفرة فغشيتهم ، فيتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور (8) . ] 8832 - عبد الرزاق عن مالك عن إبراهيم بن أبي عبلة عن
طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يوم إبليس فيه أدحر ، ولا أدهق (9) ، ولا هو أغيظ له من يوم عرفة ، مما يرى
(1) امتن وأنعم عليكم . (2) المراد الحقوق فيما بينكم . (3) كذا في " ص " وفي المجمع " فادفعوا " . (4) في المجمع " صالحيكم " و " طالحيكم " . (5) في المجمع " الرحمة " . (6) في المجمع " في الارض " . (7) في المجمع " جبل " . (8) أخرجه الطبراني في الكبير ، وفيه راولم يسم ، قاله الهيثمي 3 : 256 . (9) في الموطأ " أصغر ، ولا أدحر ، ولا أحقر " وليس فيه ما رسمه رسم هذه الكلمة . (*)
[ 18 ]
من نزول الرحمة ، وتجاوز الله تعالى عن الامور العظام ، إلا ما رأى يوم بدر ، قيل : وما رأى يوم بدر ؟ قال : إنه رأى جبريل يزع الملائكة (1) . 8833 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن محرر قال : سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل حج وأكثر ، أيجعل نفقته في صلة أو عتق ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : طواف سبع لا لغو فيه يعدل رقبة (2) . 8834 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن محمد بن سوقة قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : من أم هذا البيت يريد دنيا أو آخرة أعطيته . [ 8835 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن كعب أن هذا البيت
اشتكى الخراب إلى الله تعالى ، فقال له رجل : إن له لسانا يتكلم به ؟ فقال : نعم ، وقلب يعقل به ، فقال : سأبدلك بتوراة ، وأجعل لك عمارا يتعطفون (3) عليك كما تتعطف الظئرة (4) على فروخها ويدفون (5) إليك كما تدف النسور إلى أو كارها (6) سلونك (7) حدودا سجودا . ]
(1) أخرجه مالك في الموطأ 1 : 369 . (2) تقدم نحوه عن عبيد بن عمير مرسلا . (3) عطفت الناقة على ولدها : حنت عليه ودر لبنها ، وتعطف عليه : رق له . (4) كذا في " ص " والمراد الظئر . وهي المرضعة لولد غيرها ، والمراد هنا المرضعة مطلقا . (5) يسرعون . (6) في " ص " " أو كورها " خطأ ، والصواب " أو كارها " أو " أو كرها " . (7) كذا في " ص " وانظر رقم : 8828 . (*)
[ 19 ]
باب ما أقل الحاج ! وما لا يقبل في الحج من المال 8836 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الاعمش عن مجاهد قال : قال رجل : عند ابن عمر ما أكثر الحاج ! فقال ابن عمر : ما أقلهم ! قال : فرأى ابن عمر رجلا على يعبر على رحل رث (1) ، خطامه حبل ، فقال : لعل هذا . 8837 - عبد الرزاق عن ا بن عيينة عن أبي عبد الله عن سعيد بن جبير قال : سمعت شريحا العراقي يقول : الحاج قليل ، والركبان كثيرة (2) . 8838 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الرحمن بن عمرو (3) قال :
سمعت المثنى (4) يقول : سمعت طاووسا يقول : كنت جالسا عند جابر ابن عبد الله إذ مرت به رفقة من أهل اليمن قد أحفوا بالماء والحطب ، فقال جابر بن عبد الله : ما رأيت أشبه بنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء . 8839 - عبد الرزاق عن الثوري عن فضيل بن مرزوق عن عدي ابن أبي ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله طيب ، لا يقبل إلا طيبا ، أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
(1) الرث : البالي . (2) كذا في " ص " . (3) هو الاوزاعي ، وفي " ص " " عمر " خطأ . (4) هو ابن الصباح . (*)
[ 20 ]
فقال : * (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) * (1) ثم قال : * (يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) * (2) قال : ثم ذكر رجلا يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يده إلى السماء ، يقول يا رب يا رب ، وطعامه حرام ، وملبسه حرام ، وغدا في الحرام ، أنى يستجيب (3) له (4) . 8840 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الملك بن عمير عن أبي إدريس الخولاني قال : أربع في أربع لا يقبل في حج ، ولاعمرة ، ولا جهاد ، ولا صدقة : الخيانة ، والسرقة ، والغلول ، ومال اليتيم . 8841 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رجلا سأله فقال : يا أبا عبد الرحمن ! رجل مستعمل على الصدقات ،
فأصاب منها ، فحج من ذلك ، فقال ابن عمر : لو أن إنسانا سرق متاع الحاج فحج به ؟ فقال الرجل : غفر الله يا أبا عبد الرحمن ! فقال ابن عمر : فإن هذه الصدقات للمساكين . باب الجوار ومكث المعتمر 8842 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني إسماعيل ابن محمد بن سعد أنه . أخبره حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن
(1) سورة المؤمنون ، الاية : 51 . (2) سورة البقرة ، الاية : 172 . (3) كذا في " ص " وفي المشكاة وغيره " وغذي بالحرام فأنى يستجاب " . (4) أخرجه مسلم . (*)
[ 21 ]
السائب بن يزيد أخبره أنه سمع العلاء بن الحضرمي يقول ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مكث المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه بثلاث (1) . 8843 - عبد الرازق عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن حميد قال : سمعت ابن عبد العزيز (2) يسأل جلساءه - وهو أمير بالمدينة - ما سمعتم في المقام بمكة ؟ فقال له السائب بن يزيد : قال العلاء بن الحضرمي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاث (3) 8844 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن موسى بن أبي عيسى (4) قال : كان عمر بن الخطاب إذا أتى مكة ، قضى نسكه ، قال : لست بدار مكث ولا إقامة . 8845 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا هشام عن الحسن ومحمد قالا : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحجون ثم يرجعون ،
ويعتمرون ولا يجاورون . 8846 - عبد الرزاق عن أفلح بن حميد (5) عن القاسم بن محمد قال : كان إذا اعتمر أقام ثلاثا .
(1) أخرجه الشيخان . (2) يعني عمر . (3) أخرجه " ت " من طريق ابن عيينة ، ولفظه : " يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه بمكة ثلاثا " 2 : 119 . (4) هو الخياط ، من رجال التهذيب . (5) من رجال التهذيب ، آخر من روى عنه القعنبي . (*)
[ 22 ]
8847 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : كان الاختلاف إلى مكة أحب إليهم من الجوار ، وكان (1) يستحبون إذا اعتمروا أن يقيموا ثلاثا . 8848 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن محمد بن قيس قال : سمعت الشعبي يقول : لان أقيم لحام أعين أحب إلي من [ أن ] أقيم بمكة . 8849 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن زكريا بن أبي زائدة قال : سمعت الشعبي يكره الجوار بمكة ، قال زكريا : فسألت جابرا لم . . . . (2) عامر يكره الجوار بمكة ؟ قال : من أجل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى خزاعة : أن (3) من أقام منكم في أهله فهو مهاجر ، إلا أن يسكن ، إلا في حج أو عمرة . 8850 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن عطاء قال : رأيت
جابر بن عبد الله ، وابن عمر ، وأبا هريرة ، و - لا أعلمه إلا ذكر - أبا سعيد الخدري يحجون ، ثم يجاورون ، ويعتمرون ويحجون . [ 8851 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن فطر عن أبي الطفيل قال : قال لي محمد بن علي : أقم بهذه الارض ، يعني بمكة ، وإن أكلت العضاه أو ورق الشجر . ] [ 8852 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن شيخ من أهل مكة عن
(1) كذا في " ص " والظاهر " كانوا " . (2) في موضع النقاط كلمة مطموسة . (3) في " ص " " إلى " . (*)
[ 23 ]
أبيه أن أبا ذر قدم معتمرا فنزل عليهم ، فأقام ثلاثا ، ثم خرج . ] 8853 - عبد الرزاق عن سعيد بن حماد بن عثمان عن أبي سليمان قال : قال لي سعيد بن المسيب : لا تسكن مكة - وكان عثمان رجلا جميلا - قال : فظننت أنه يريد ذلك ، فقلت : يا أبا محمد إني لارجو أن يدفع الله عني ، قال : لست أعني ذلك ، ولكن إذا سكنت في الحرم (1) أو شكت أن تعمل فيه ما يعمل في الحل (2) إذا طال عليك ، والخطأ فيه أكثر (3) . [ باب الهدية للبيت 8854 - أخبرنا عبد الرزاق عن هشام بن حسان قال : بعث معي بخواتيم من البصرة للبيت ، فضاعت ، فسألت القاسم بن محمد هل فيها شئ ؟ فقال : لا ، ثم قال : وما يصنعون بالهدية إلى البيت ؟ لان أتصدق . . . . . (4) أحب إلي من أن أهدي إلى هذا البيت مئة
ألف ، ولو سال على هذا الوادي ما لا ما أهديت إلى البيت منه شيئا . [ 8855 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم أن عائشة قالت : لان
(1) في " ص " " الحرام " والصواب عندي " الحرم " . (2) في " ص " " الحج " والصواب عندي " الحل " . (3) كذا في " ص " أي أكثر وزرا ، ولعل الصواب " أكبر " . (4) كتب الناسخ هنا " بالبيت " ثم ضرب عليه ، وظني أن الصواب بدله " بدرهم " . (*)
[ 24 ]
أتصدق بدرهم أحب إلي من أن أهدي إلى الكعبة كذا وكذا ، لشئ (1) سمعته . ] [ 8856 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عبد الكريم أن إبراهيم بن أبي بكر أو غيره أخبره قال : جلست إلى ابن عمر فسلمت ، وأنا أريد أن أسأله عن الهدية إلى البيت - قال : حسبت أنه قال : جعلت علي نذرا أن أهدي له - إذ سأله رجل عن ذلك ، فقال : وما يصنع البيت بذلك ؟ فقال : قد فعلته ، قال : فأوف ما قلت ، فقلت : وأنا يا أبا عبد الرحمن ! قال : وأنت أيضا ، قال : [ قلت ] : نعم ، قال : فأوف ، وقد أنكر ذلك عليهما ، وأمرهما أن يوفياه . ] [ 8857 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن امرأته قالت : كنت عند عائشة فسئلت عن رجل أهدى إلى البيت شيئا ، فقالت : ليجعلوه في المساكين ، فإن هذا البيت ينفق عليه من ماله الله . ] 8858 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال :
إذا أهديت إلى البيت شيئا فاجعله في الطيب (2) الذي تطيب به . [ باب طواف المرأة منتقبة 8859 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن (هامش) * (1) في " ص " " بشئ " . (2) هذا هو الصواب عندي وفي " ص " " البيت " وهو عندي مصحف عن " الطيب " . (*)
[ 25 ]
صفية بنت شيبة عن عائشة أنها كانت تطوف بالبيت وهي منتقبة . [ 8860 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الحميد بن رافع عن جابر بن زيد ، كره أن تطوف المرأة بالبيت وهي منتقبة ، و (1) يأخذ سفيان بقول عائشة ، وذكر حديث ابن جريج عن الحسن بن مسلم . ] 8861 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن ليث عن طاووس ، كره أن تطوف بالبيت وهي منتقبة . [ باب فضل الحرم وأول من نصب أنصاب الحرم 8862 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : كنت أسمع أبي يزعم أن إبراهيم أول من نصب أنصاب الحرم . ] 8863 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم عن محمد بن الاسود (2) قال : إبراهيم أول من نصب أنصاب الحرم . [ 8864 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن خثيم عن محمد بن الاسود أنه أخبره أن إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من نصب أنصاب الحرم ، وأشار له جبريل إلى مواضعها ، قال ابن جريج : وأخبرني عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر يوم الفتح تميم بن أسد جد
(1) كتب هنا الناسخ " به " ثم كأنه لطخه فهو إذن غلط من الناسخ ، وهو الظاهر
من سياق الكلام أيضا . (2) ابن خلف ، كما في الاصابة . (*)
[ 26 ]
عبد الرحمن بن المطلب بن تميم (1) فجددها (2) . ] 8865 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : كان أهل الجاهلية لا يصيبون في الحرم شيئا إلاعجل لهم ، ثم قد كان من الامر ما قد رأيتم ، ثم يوشك أن لا يصيب أحد منها (3) شيئا . إلا عجل له ، حتى لو عاذت به (4) أمة سوداء لم يعرض لها أحد . [ 8866 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم قال : أخبرني أبو نجيح عن حويطب بن عبد العزى أن أمة في الجاهلية عاذ بالبيت ، فجاءت سيدتها ، فجذبتها فشلت يدها ، قال : ولقد جاء الاسلام وإن يده الشلاء (5) . ] [ 8867 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط قال : برق (6) ساعد امرأة وهي تطوف
(1) في " ص " " جد " خطأ ، والتصويب من الاصابة . (2) أخرجه ابن سعد في ترجمة تميم بن أسد بن عبد العزى الخزاعي عن الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس 4 : 295 قال ابن حجر : وأخرجه أبو نعيم ، وزاد : " وكان إبراهيم وضعها يريه إياها جبريل " إسناده حسن ، وروى الفاكهي من طريق ابن جريج عن ابن خثيم عن محمد بن الاسود ابن خلف فذكره ، وزاد : وهوجد عبد الرحمن بن المطلب بن تميم ، كذا في الاصابة 1 : 183 . (3) كذا في " ص " والاولى " فيها " .
(4) أي بالبيت . (5) ذكره ابن حجر من هنا ، وقال : رواه الطبراني من وجه آخر عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن حويطب ، لكن قال : إن العائذ امرأة ، وإن الذي جذبها زوجها - الاصابة ، 1 : 365 . (6) برق الشئ : لمع وتلالا . (*)
[ 27 ]
بالبيت في الجاهلية ، فوضع [ رجل ] (1) يده على ساعدها ، فألزقت يده بيدها ، فأتى رجل (2) ، فقال : إيت المكان الذي . . . . . (3) فعاهد رب هذا البيت أن لاتعود (4) ، قال : ففعل ، فأطلق (5) . ] 8868 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة (6) قال : وقف النبي صلى الله عليه وسلم بالحزورة (7) [ فقال ] : قد علمت أنك خير أرض الله ، وأحب الارض إلى الله ، ولو لا أن أهلك أخرجوني ما خرجت . 8869 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قد علمت أنك خير بلاد الله ، ثم ذكر مثل حديث معمر . باب الخطيئة في الحرم ، والبيت المعمور 8870 - عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني عبد الكريم الجزري
(1) سقط من " ص " ولابد منه . (2) كذا في " ص " والصواب عندي " رجلا " . (3) سقط من هنا شئ وهو " فعلت فيه " كما في " القرى " . (4) في " ص " " تعد " والقياس " تعود " ثم وجدت في " القرى " كما صححت . (5) ذكره في " القرى " ناقلا عن " مثير الغرام " لابن الجوزي - ص 239 . (6) كذا في " ص " موقوفا على أبي سلمة ، وقد أخرجه النسائي وأحمد عن أبي
سلمة عن أبي هريرة فيغلب على الظن أن الناسخ أسقطه ، قال ابن حجر : ورواية معمر هذه شاذة ، والظاهر أن الوهم فيه من عبد الرزاق ، فإن معمرا كان لا يحفظ اسم صحابيه ، كما جاء في رواية رباح بن زيد عن معمر ، كذا في " شفاء الغرام " 1 : 76 . (7) الحزورة ، بوزن قسورة : الرابية الصغيرة ، وهوموضع بمكة عند باب الحناطين ، وفي رواية أحمد : " واقف بالحزورة في سوق مكة " . (*)
[ 28 ]
أنه سمع مجاهدا يقول : رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص بعرفة ، ومنزله في الحل ، ومصلاه في الحرم ، فقيل له : لم تفعل هذا ؟ فقال : لان العمل فيه أفضل ، والخطيئة أعظم فيه . 8871 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني إسماعيل بن أمية أن عمر بن الخطاب قال : لان أخطئ سبعين خطيئة بركبة (1) أحب إلي من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة . [ 8872 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : وقال مجاهد : حذر عمر بن الخطاب قريشا ، وكان بها ثلاثة أحياء من العرب فهلكوا ، لان أخطئ اثنتا عشر خطيئة بركبة أحب إلي من أن أخطئ خطيئة واحدة إلى ركنها . ] 8873 - عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني من سمع أبا الطفيل يقول : البيت وزان عرش الله ، لو وقع البيت المعمور وقع عليه ، وهو سطة (2) الارض ، ومنه دحيت . 8874 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن صفوان بن سليم عن كريب - مولى ابن عباس - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : البيت المعمور الذي في السماء يقال له الضراح (3) ، وهو على البيت الحرام ، لو سقط سقط عليه ، يعمره
(1) في القاموس : الركبة (بضم الراء) : واد بالطائف ، وفي شفاء الغرام : ركية (في المطبوعة بالمثناة من تحت) محاذية لذات عرق . وما في القاموس هو الصواب عندي . (2) أي الوسط . (3) بالضاد المعجمة والحاء المهملة : هو بيت في السماء حيال الكعبة ، كذا في النهاية (*)
[ 29 ]
كل يوم سبعون ألف ملك لم يروه (1) قط ، وإن في السماء السابعة لحرما على قدرحرمه . [ 8875 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن وهب بن عبد الله أن أبا الطفيل أخبره أنه سمع ابن الكواء (2) سأل عليا عن البيت المعمور ما هو ؟ فقال علي : ذلك الضراح في سبع سموات ، في العرش ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة . ] [ باب الطواف واستلام الحجر وفضله 8876 - عبد الرزاق عن معمر عن حميد الاعرج عن مجاهد قال : إن استلام الحجر والركن يمحق الخطايا . ] [ 8877 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن مسح الحجر الاسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا (3) . ] 8878 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن محمد بن عباد قال :
(1) في " ص " " لم يرونه " . [ (2) إسمه عبد الله ، كان من رؤس الخوارج ، ثم عاود صحبة علي ، قال ابن حجر : له أخبار كثيرة مع علي ، كان يلزمه ويعييه في الاسئلة (لسان) ] .
(3) أخرجه أحمد ، قال الهيثمي : فيه عطاء بن السائب وهو ثقة ، ولكنه اختلط 3 : 241 وأخرجه ابن حبان أيضا . (*)
[ 30 ]
سمعت ابن عباس يقول : والذي نفس ابن عباس بيده ما حاذى (1) بالركن عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه . 8879 - عبد الرزاق عن بشر بن رافع قال : سمعت أبا عبد الله - ابن عم أبي هريرة - يحدث أنه سمع أبا هريرة يقول : استلام الركن يمحق الخطايا محقا . 8880 - عبد الرزاق عن بشر بن رافع قال : أخبرني إسماعيل ابن أبي سعد الصنعاني أنه سمع عكرمة - مولى ابن عباس - عن ابن عباس أنه سمعه يقول : من استلم الركن ثم دعا استجيب له ، قال : قيل لان عباس : وإن أسرع ، قال : وإن كان أسرع من البرق الخاطف . 8881 - عبد الرزاق عن عبد الرحمن بن عمرو عن عثمان بن الاسود أن مجاهدا قال لرجل : ما وضع أحد يده على الركن اليماني ثم دعا إلا كاد أن يستجاب له ، فهلم فلنضع أيدينا ثم ندعو . 8882 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال مجاهد : الركن والمقام يأتيان يوم القيامة أعظم من أبي قبيس ، لكل واحد منهما عينان ، ولسانان ، وشفتان ، تشهدان لمن وافاهما بالوفاء (2) . [ 8883 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت عن سلمان
(1) في " ص " " ماحاذا " . (2) أخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس مرفوعا ، وفيه بكر بن محمد القرشي وحارث بن غسان ، قال الهيثمي : كلاهما لم أعرفه 3 : 242 وأخرجه " ت "
من حديث ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا نحوه في الحجر الاسود فقط ، قال " ت " : وهذا حديث حسن 2 : 123 . (*)
[ 31 ]
الفارسي أنه كان قاعدا بين زمزم والركن والمقام ، والناس يزدحمون على الركن ، فقال لجلسائه : أتدرون ماهذا ؟ فقالوا : نعم ، هذا الحجر ، قال : قد أدري ، ولكنه من حجارة . . . . . (1) بيده ليحشرن يوم القيامة له عينان ، وشفتان ، ولسان ، يشهد لمن استلمه بالحق . ] 8884 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : كانوا يستحبون أن يهجروا إلى منى ، وكانوا يحبون أن يستلموا الحجر حين يقدمون ، وحين يطوفون ، وحين يختمون ، ويوم النحر ، ويوم النفر . [ 8885 - أخبرنا عبد الرزاق عن هشام عن الحسن قال : كان يعجبه أن يستلم الحجر حين يستفتح ، وحين يختم ، فإن لم يقدر على ذلك كبر ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومضى (2) . ] 8886 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان قال : رأيت سعيد بن جبير وهو يطوف بالبيت ، فإذا حاذى بالركن ولم يستلمه استقبله وكبر (3) . 8887 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن ليث عن طاووس مثله .
(1) كذا في " ص " ، ولعله كان في الاصل " من حجارة الجنة " كما في حديث عن ابن عباس في المجمع 3 : 242 وكذا في حديث عن أنس عند " هق " 5 : 75 وقد سقط من بعده كلمات أيضا ، وانظر هل الساقط " خلقها الله " . (2) أخرج " هق " عن ابن عباس قال : إذا حاذيت به فكبر ، وادع ، وصل على
محمد النبي عليه السلام 5 : 81 . (3) " ورفع يديه " ، أخرجه سعيد بن منصور عنه ، كما في " القرى " ص 273 . (*)
[ 32 ]
8888 - عبد الرزاق عن الثوري عن صاحب له أن إبراهيم كان يرفع يديه إذا استقبل الحجر (1) . [ 8889 - عبد الرزاق عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال : إن استطعت أن تستلم الركن ، وإلا فاستقبله ، وهلل ، وكبر ، وكان يحب أن يفتتح بالحجر ، ويختم به في الطواف الذي يرمل فيه ، والطواف الذي يحل فيه ، والطواف الذي ينفر فيه ، وكان يحب أن يزاحم على الحجر في هذه الثلاثة : حين يستلمه ، ويفتتح به ، ويختم به . [ 8890 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن المنهال بن عمرو عن مجاهد قال : يأتي المقام والحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس كل واحد منهما له عينان ، وشفتان ، يناديان بأعلى أصواتهما ، يشهدان لمن وافاهما بالوفاء . ] 8891 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الكريم عن مجاهد قال : لا بأس أن تستلم الحجر من قبل الباب إذا مسسته بيدك . [ 8892 - أخبرنا عبد الرزاق عن رجل من أهل الطائف عن شيخ منهم - يقال له محمد بن سفيان - عن فاطمة بنت سفيان قالت : لما أخذ الله الميثاق من بني إسرائيل - أو آدم - جعله في الركن ، فمن الوفاء بعهد الله استلام الحجر (2) . ]
(1) أخرج سعيد بن منصور نحوه عن عروة بن الزبير ، كما في " القرى " ص 273 .
[ (2) أخرجه الدولابي في " الذرية الطاهرة " عن الحسين بن علي مرفوعا ، وأخرج نحوه = (*)
[ 33 ]
[ باب القول عند استلامه ] 8893 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : بلغك من قول يستحب عند استلام الركن ؟ قال : كأنه يأمر (1) بالتكبير (2) . [ 8894 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان إذا استلم الركن قال : بسم الله والله أكبر (3) . ] 8895 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر مثله . 8896 - عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن ، كان إذا استلم الركن سبح وكبر ، ثم قال : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الذل . 8897 - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن عبيد المكتب عن إبراهيم أنه كان يقول عند استلام الحجر : لاإله إلا الله والله أكبر ، اللهم تصديقا بكتابك ، وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم . [ 8898 - عبد الرزاق عن محمد بن عبيدالله عن جويبر عن
= ابن الجوزي عن ابن عباس مرفوعا ، وأخرج الازرقي في معناه مطولا عن علي ، كما في " القرى " ص 246 وحديث علي أيضا في الكنز 3 ، رقم : 709 ] . (1) كذا في " ص " ولعل الصواب " كان يؤمر " . (2) أخرج سعيد بن منصور عن عطاء أنه كان إذا لم يقدر على الحجر الاسود أن يستلمه ، كبر ولم يرفع يديه - ص 273 . (3) أخرجه أبو ذر والازرقي كما في " القرى " ص 272 وأخرجه " هق " من
طريق ابن علية عن نافع عنه 7905 . (*)
[ 34 ]
الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس أنه كان إذا استلم قال : اللهم إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم (1) . ] 8899 - عبد الرزاق عن بعض أهل المدينة عن الحجاج عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقول عند استلام الحجر : اللهم إيفاء بعهدك ، وتصديقا بكتابك ، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم . [ باب الزحام على الركن ] 8900 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف : كيف فعلت يا أبا محمد في استلام الحجر ؟ قال : كل ذلك ، استلمت ، وتركت ، قال : أصبت (2) . [ 8901 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له (3) ، فقال له (3) : كيف صنعت في استلام الركن ؟ قال : كل ذلك ، استلمت ، وتركت ، قال : أصبت (4) . ] 8902 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
(1) أخرج أبو ذر نحوه عن ابن عمر أيضا كما في " القرى " ص 272 . (2) أخرجه سعيد بن منصور كما في " القرى " ص 257 وأخرجه " هق " من طريق جعفر بن عون عن هشام 5 : 80 . (3) في " ص " " لها " في كلا الموضعين خطأ . (4) أخرجه مالك عن هشام بن عروة مختصرا 1 : 333 . (*)
[ 35 ]
ابن عمر قال : ما تركت استلام الركنين في رخاء ولا شدة ، منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما (1) . 8903 - قال عبد الرزاق : وقال معمر : وأخبرني أيوب عن نافع عن ابن عمر مثله ، وزاد نافع قال : فكان ابن عمر يزاحم على الحجر حتى يرعف ، ثم يجئ فيغسله (2) . 8904 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : لا أدع استلام هذين الركنين منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما ، قال نافع : فكان ابن عمر يزاحم على الركنين حتى يرعف ، ثم يجئ فيغسله . [ 8905 - عبد الرزاق عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال : قيل لطاووس : كان ابن عمر لا يدع أن يستلم الركنين اليمانيين في كل طواف ، فقال طاووس : لكن خيرا منه قد كان يدعهما ، قيل : من ؟ قال : أبوه . ] 8906 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إبراهيم بن أبي حرة قال : كنت أزاحم أنا وسالم لعبدالله بن عمر على الركنين . 8907 - عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة عن طلحة بن
(1) أخرجه الشيخان من طريق نافع ابن عمر . (2) أخرج الازرقي قريبا منه كما في " القرى " ص 152 ولكن رواه مجاهد عن ابن عمر فقال : ما رأيته زاحم على الحجر قط ، ولقد رأيته مرة زاحم حتى رثم أنفه وابتدر منخراه دما ، أخرجهه " هق " 5 : 81 . (*)
[ 36 ]
إسحاق بن طلحة قال : سألت القاسم بن محمد عن الزحام على الركن ، فقال : زاحم يا ابن أخي ! فقد رأيت عبد الله بن عمر يزاحم حتى يدمى أنفه (1) . 8908 - عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول : إذا وجدت على الركن زحاما فلا تؤذ (2) أحدا ، ولا تؤذ ، وامض (3) . 8909 - عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن أبي عبد الله (4) عن ابن عباس قال : لوددت أن الذي يزاحم على الركن - يعنى الحجر - ينقلب كفافا ، لاله ، ولا عليه . [ 8910 - عبد الرزاق عن الثوري وابن عيينة عن أبي يعفور عن رجل (5) ، أن عمر كان يزاحم على الركن ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا حفص ! إنك رجل قوي ، وإنك تؤدي الضعيف ، فإذا وجدت خلوة فاستلم الركن ، وإلا فهلل ، وكبر ، وامض (6) . ] 8911 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أنه
(1) أخرجه الشافعي في مسنده كما في " القرى " ص 251 . (2) في " ص " " فلا تؤذي أحدا ، ولا تؤذي وامضى " . (3) أخرجه " هق " من طريق سعيد بن سالم عن ابن جريج بلفظ آخر 5 : 81 . [ (4) لعله جعفر بن محمد الصادق . ] (5) في " ص " " رجال " والتصويب من " هق " و " القرى " . (6) أخرجه سعيد بن منصور في سننه ، والشافعي عن ابن عيينة ، و " هق " من طريق أبي عوانة عن أبي يعفور 5 : 80 . (*)
[ 37 ]
كان إذا وجد على الركن زحاما كبر ورفع يده ، ومضى ، ولم يستلم (1) . [ باب السجود على الحجر ] 8912 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني محمد بن عباد عن (2) [ أبي ] جعفر أنه رأى ابن عباس جاء يوم التروية مسبدا رأسه ، قال : فرأيته قبل الركن ، ثم سجد عليه ، ثم قبله ، ثم سجد عليه ، ثم قبله ، ثم سجد عليه (3) ، فقلت (4) لابن جريج : ما التسبيد ؟ فقال : هو الرجل يغتسل ، ثم يغطي (5) رأسه ، فيلصق (6) شعره بعضه ببعض (7) . [ 8913 - عبد الرزاق عن ابن المبارك - أو غيره - عن حنظلة قال : سمعت طاووسا يقول : قبل عمر الركن - يعني الحجر - ثم سجد عليه ، فقال حنظلة : ورأيت طاووسا يفعل ذلك . ]
(1) أخرجه النسائي أتم مما هنا وأطول ، كما في " القرى " ص 252 . (2) في " ص " " بن " خطأ . وسقط منه كلمة " أبي " . (3) أخرجه " هق " من طريق سعيد بن سالم عن ابن جريج عن أبي جعفر ولم يذكر محمد بن عباد 5 : 75 . (4) في " ص " " فقال " والصواب " فقلت " أو " فقيل " . (5) كذا في " ص " . (6) في " ص " " فليصق " . (7) كذا فسر التسبيد في الكتاب ، وفسروه في المعاجم بالحلق ، وبترك الادهان والغسل ، ويقال أيضا : سبد رأسه : إذا سرح شعره وبله ثم تركه ، وهو الاشبه بما فسره ابن جريج . (*)
[ 38 ]
[ باب الركن من الجنة ]
8914 - عبد الرزاق عن معمر عن حميد الأعرج قال : سمعت مجاهدا يقول : الركن الاسود لا يفنى ، من الجنة ، يعني لولا أنه من الجنة قد فني . [ 8915 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثني عطاء عن عبد الله بن عمرو و (1) كعب الاحبار أنهما قالا : لو لا ما يمسح به ذو الانجاس من الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي ، وما من الجنة شئ في الارض إلا هو (2) . ] 8916 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني منصور بن عبد الرحمن أن أمه أخبرته أن الركن كان لونه قبل الحريق كلون المقام . 8917 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن صالح - مولى التوأمة - أنه سمع ابن عباس يقول : الركن من حجارة الجنة (3) ، قال : وأخبرني حسين عن عكرمة عن ابن عباس أن الركن والمقام من الجنة . [ 8918 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة عن منذر الثوري عن محمد بن علي قال : ويقولون : إنه من حجارة
(1) هنا في " ص " " بن " بدل الواو العاطفة ، وكذا في " ص " " عبد الله بن عمر " خطا . (2) أخرجه " هق " من طريق حماد بن زيد عن ابن جريج من حديث عبد الله بن عمرو وحده 5 : 75 وأخرجه من وجه آخر أيضا . (3) أخرجه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا في حديث طويل ذكره في المجمع 3 : 242 (*)
[ 39 ]
الجنة ، وإنما هو حجر من بعض هذه الاودية ، أراه قال : أراد الله أن يجعله علما . ]
[ 8919 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد أنه سمع محمد بن عباد يحدث أنه سمع ابن عباس يقول : الركن - يعني الحجر - يمين الله في الارض ، يصافح بها خلقه مصافحة الرجل أخاه ، يشهد (1) لمن استلمه بالبر والوفاء ، والذي نفس ابن عباس بيده ما حاذى به عبد مسلم يسأل الله تعالى خيرا إلا أعطاه إياه (2) . ] 8920 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج عن محمد ابن عباد عن ابن عباس نحوه . قال ابن جريج : وحدثت عن علي بن عبد الله عن ابن عباس أنه قال : الركن هو يمين الله ، يصافح بها عباده ، قال عبد الرزاق : فحدثت بها أبي فقال : سمعت وهب بن منبه هو يقول : هو يمين البيت ، أما رأيت الرجل إذا لاقى أخاه صافحه بيمينه . 8921 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن شهاب قال : أخبرني مسافع الحجبي (3) أنه سمع رجلا يحدث عن عبد الله بن عمر أنه قال : الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ، أطفأ الله نورهما ،
(1) في " ص " " شهد " . (2) أخرجه الازرقي كما في " القرى " ص 242 وأخرج نحوه سعيد بن منصور عنه كما في " القرى " . (3) كذا في " هق " وهو الصواب ، وفي " ص " " الجهني " خطأ . (*)
[ 40 ]
ولو لا ذلك لاضاءا (1) ما بين المشرق والمغرب (2) . 8922 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن محمد بن السائب قال : كان الركن يوضع على أبي قبيس فتضئ القرية من نوره كلها .
[ باب تقبيل اليد إذا استلم 8923 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : قلت لعطاء : أرأيت تقبيل الناس أيديهم إذا استلموا الركن أكان ممن مضى في كل شئ ؟ قال : نعم ، رأيت ابن عمر ، وأبا سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله ، وأبا هريرة (3) ، إذا استلموا قبلوا أيديهم ، قال : قلت : فابن عباس ؟ قال : وابن عباس - حسبت (4) قال : - قلت : أفتكره أن تدع تقبيل يدك إذا استلمت ؟ قال : نعم ، فلو استلم إذا لو قبل (5) وأنا أريد بركته . ] 8924 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال : جفا من استلم ثم لم يقبل يده (6) .
(1) في " ص " " لاطابا " خطأ . (2) أخرجه " هق " من طريق يونس عن الزهري عن مسافع أنه سمع عبد الله بن عمرو 5 : 75 . (3) في " ص " " أبو هريرة " خطأ . (4) في " هق " " وابن عباس حسبت كثيرا " ، أخرجه من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن ابن جريج 5 : 75 وأخرجه سعيد بن منصور والدارقطني أيضا كما في " القرى " 5) كذا في " ص " ولعل النص كان " فلم أستلم إذا لم أقبل " . (6) أخرجه أبو الوليد الازرقي كما في " القرى " ص 249 وفي " ص " " نحفى " فلعله " لجفا " . (*)
[ 41 ]
[ 8925 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس قال : طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه (1)
ثم يهوي هب إلى فيه (2) . ] 8926 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرنا عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف على ناقته ، قلت : لم ؟ قال : لاأدري ، ثم نزل فصلى على سبعه ركعتين . 8927 - عبد الرزاق عن حماد عن سعيد بن جبير قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض (3) فطاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه ، ثم يقبل طرف المحجن . 8928 - عبد الرزاق عن ابن جريج ومعمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : طاف النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته بالبيت ، يستلم الركن بمحجنه ، قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كيف فعلت يا أبا محمد في استلام الركن ؟ قال ، كل ذلك ، استلمت ، وتركت ، قال : أصبت . 8929 - عبد الرزاق عن هشام بن عروة عن أبيه قال : طاف النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة لئلا يضرب الناس عنه ، قلت لهشام : أفي * (هامش) (1) كمنبر : عصامحنية الرأس ، ومعنى الاستلام بالمحجن أنه يؤمي بعصاه إلى الركن حتى يصيبه ، كذا في الفتح 3 : 307 . (2) أخرج الشيخان من حديث جابر ، وأحمد من حديث ابن عباس طوافه صلى الله عليه وسلم على راحلته واستلام الحجر بمحجنه ، وأبو داود من حديث أبي الطفيل . (3) أخرج أحمد و " د " من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكي الخ ، فقال " هق " : لم يوافق يزيد بن زياد على قوله : " وهو يشتكي " قلت : هذا شاهد قوي ليزيد . (.)
[ 42 ]
حجة الوداع ؟ قال : نعم ، حسبت . 8930 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني محمد بن
المرتفع (1) أنه رأى ابن الزبير وعمر بن عبد العزيز إذا استلما مسحا وجوههما بأيديهما . 8931 - عبد الرزاق عن ابن عيينة قال : أخبرني شيخ منا - يقال له حميد بن حبان (2) - قال : رأيت سالم بن عبد الله إذا استلم الركن وضع يده على خده (3) . 8932 - عبد الرزاق عن معمر قال : لم أر أحدا يستلم إلا وهو يقبل يده ، وأدركنا الناس على ذلك ، قال : ولقد رأيت أيوب كثيرا مما (4) يمسح على وجهه بيده إذا استلم بعد أن يقبل يده . 8933 - عبد الرزاق عن سعد بن حماد (5) قال : أخبرني موسى ابن أبي الفرات (6) - أو فلان بن أبي الفرات - قال : رأيت عمر بن عبد العزيز يستلم الركن اليماني ، ثم يقبل يده ، ثم يمسح بها وجهه . 8934 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن
(1) ثقة ، ذكره ابن أبي حاتم . (2) ذكره ابن أبي حاتم وحكى عن أبيه أنه مجهول ، وحبان بالموحدة بكسر الحاء أو بفتحه . (3) أخرجه أبو الوليد الازرقي ، كما في " القرى " ص 249 . (4) كذا في " ص " ولا أدري هل الصواب " فما " أو " ما " . (5) في " ص " كأنه " فماذ " وبعده " بن " مزيدة سهوا . (6) مكي ثقة ، ذكره ابن أبي حاتم . (.)
[ 43 ]
مجاهد قال : طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت ليلة الافاضة على ناقته ، يستلم الركن بمحجنه . 8935 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن صالح - مولى التوأمة - أنه سع ابن عباس يقول : طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على راحلته كراهية
أن يصد الناس عنه ، يستلم الركن بمحجنه (1) . [ باب الاستلام في غير طواف ، وهى يستلم غير متوضئ ] 8936 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : كان يكون في المسجد ، فإذا أراد أن يخرج من المسجد استلم الركن ، ثم خرج . 8937 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستلم الركن اليماني والركن الاسود ، ولا يستلم الاخرين (2) . 8938 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : مررت
[ (1) أخرج " م " من حديث أبي الطفيل عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه ، فلما كثر عليه ركب . وفي طريق عند " هق " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدفع عنه الناس ولا يصرفون ، فطاف على بعيره ليسعوا كلامه ويروا مكانه ، ولا تناله أيديهم 5 : 100 وروى مسلم معناه من حديث عائشة . ] (2) كذا في " ص " عن الزهري عن ابن عمر ، ورواه " هق " من حديث ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر 5 : 77 وأخرج الشيخان من حديث الزهري عن سالم عن ابن عمر : لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يستلم من البيت إلا الركنين اليمانيين ، ومسلم من حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر . (.)
[ 44 ]
بالمسجد غير متوضئ أستلم الركن ؟ قال : لا ، قلت : ولا شيئا من الكعبة ؟ قال : لا . 8939 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : الاشل أجب الكف اليمنى (1) ، أيستلم بظهر كفه أم بشماله ؟ قال : بل يكبر
ولا يستلم بشئ من يديه ، وأي ذلك صنع فحسن ، قال : وقد سمعته قبل ذلك يقول : يستلم بيمينه وإن كان أشل (2) . 8940 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : مررت بالمسجد غير متوضئ أستلم الركن ؟ قال : لا ، [ قلت ] (3) : ولا شيئا من الكعبة ؟ قال : لا . [ 8941 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم أن أباه أخبر (4) بقول عائشة : إن الحجر بعضه من البيت ، فقال [ ابن ] (5) عمر : والله إني لاظن عائشة إن كانت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر (6) بترك استلامهما إلا أنهما ليسا على قواعد إبراهيم ، ولا طاف الناس من وراء الحجر إلا لذلك . ]
(1) في " ص " " اليمين " . (2) في " ص " " أشلا " . (3) قوله : " قال : لا " في آخره إن كان محفوظا فلا شك أنه سقط من هنا " قلت " وإلا فقوله : " قال : لا " في آخره مزيد خطأ . (4) في " ص " " خبره " خطأ . (5) سقط من " ص " . [ (6) في الصحيحين : " قال عبد الله بن عمر : لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين الذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم " 5 : 77 . ] (.)
[ 45 ]
8942 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يستلم الركنين الغربيين ، ولكن الشرقيين .
8943 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أنه لم ير ابن عمر يستلم الغربيين ، قال : ولكنه لا يكاد أن يجاوز الشرقيين . [ 8944 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر والثوري عن ابن خثيم عن أبي الطفيل قال : كنت مع ابن عباس ومعاوية وهما يطوفان بالبيت ، فكان معاوية لا يمر بركن إلا استلمه ، قال له ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يستلم إلا الحجر اليماني ، فقال معاوية : ليس من البيت شئ مهجور (1) . ] 8945 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني سليمان ابن عتيق عن عبد الله بن بابيه عن بعض بنى يعلى عن يعلى بن أمية قال : طفت مع عمر فاستلم الركن ، فكنت مما يلي البيت ، فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الاسود جررت يده لان يستلم ، قال : ما شأنك ؟ فقلت : ألا تستلم ؟ فقال : ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى ، قال : فرأيته يستلم هذين الركنين الغربيين ؟ قال : فقلت : لا : قال : ليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ؟ قلت : بلى ، قال : فابعد عنك (2) . ]
(1) أخرجه البخاري عن أبي الشعثاء مرسلا ، والترمذي من طريق المصنف 2 : 92 . (2) أخرجه " هق " من طريق أبي عاصم عن ابن جريج ، وفيه في آخره " فانفذ عنك " 5 : 77 وهو في الكنز برمز " ش " و " ص " و " ع " و " حم " وفيه " فابعد عنك " 3 ، رقم : 699 وفي المجمع معزوا لاحمد وأبى يعلى " فابعد عنه " 3 : 240 وهو من أخطاء الناسخ عندي ، والصواب " عنك " بدل " عنه " . (.)
[ 46 ]
8946 - عبد الرزاق عن سعيد بن السائب بن يسار (1) أنه سمع
غطيف (2) بن أبي سفيان الثقفي يحدث أنه طاف مع ابن عمر بالبيت ، قال : فرأيته لا يدع الركنين اليمانيين أن يستلمهما في كل طواف ، قال : ورأيته لا يعرض الاخرين (3) . 8947 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء أنه قال : ومن يتقي (4) شيئا من البيت ؟ قال : وكان ابن الزبير يستلمهن كلهن حين يبدأ وحين يختم (5) . 8948 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة أن أباه كان يستلم الاركان كلها (6) . 8949 - عبد الرزاق عن معمر قال : سمعت (7) قتادة يذكر عن رجل - سماه فنسيته - قال : ليس شئ من أركانه مهجورا (8) . [ 8950 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمار الدهني
(1) من رجال التهذيب ، ثقة . (2) ويقال : غضيف ، وذكره ابن حجر في التهذيب في (غضيف) . (3) في " ص " " الاخرين " . (4) في " ص " " من يتق " وفي الصحيح كما أثبت ، و " من " استفهامية على سبيل الانكار ، قاله الحافظ 3 : 307 . (5) أخرجه " خ " من طريق محمد بن بكر عن ابن جريج دون قوله : " حين يبدأ وحين يختم " وأخرج سعيد بن منصور أثر ابن الزبير وحده عن الدراوردي عن هاشم بن عروة نحو ما هنا ، كما في الفتح 3 : 308 . (6) أخرجه مالك 1 : 334 . (7) في " ص " " سألت " . (8) في " ص " " مهجور " وقد روى قتادة هذا عن أبي الطفيل عن ابى عباس عند أحمد . (.)
[ 47 ]
عن أبي سعيد البكري ، أن الحسن والحسين - أو أحدهما - طاف بعد العصر واستلم الاركان كلها (1) . 8951 - أخبرنا عبد الرزاق عن ياسين (2) عن المختار عن سهل ابن سعد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال : بين الركنين حوض عليه سبعون ألف (3) يؤمنون لمن دعا ، فإن نسي قالوا : اللهم اغفر له (4) . 8952 - عبد الرزاق عن ابن المبارك عن عاصم بن سليمان أنه رأى أنس بن مالك يستلم الاركان كلها (5) . [ باب المقام 8953 - عبد الرزاق عن معمر عن حميد عن مجاهد قال : كان المقام إلى جتب البيت (6) ، وكانوا يخافون عليه غلبة (7) السيول وكانوا يطوفون خلفه ، فقال عمر للمطلب بن أبي وداعة السهمي :
(1) رواه ابن المنذر عنهما ، ذكره الحافظ في الفتح 3 : 308 . (2) هو ابن معاذ الزيات ، ذكره ابن أبي حاتم . (3) سقط من هنا " ملك " فيما أرى . (4) أخرج الازرقي عن مجاهد قال : بلغني أن بين الركن اليماني والركن الاسود سبعون ألف ملك لا يفارقونه ، هم هنا لك منذ خلق الله جل وعلا البيت ، كذا في " القرى " ص 262 . (5) أخرجه سعيد بن منصور كما في " القرى " ص 254 . (6) أي في عهد الجاهلية ، أو وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، قولان . (7) في " ص " كأنها " عامة " . (.)
[ 48 ]
هل تدري أين كان موضعه الاول ؟ قال : نعم ، قدرت ما بينه وبين الحجر الاسود ، وما بينه وبين الباب ، وما بينه وبين زمزم ، وما بينه وبين الركن عند الحجر ، قال : فأين مقداره ؟ (1) قال : عندي ، قال : تأتى بمقداره ، فجاء بمقداره ، فوضعه موضعه الان (2) . ] [ 8954 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر - بعض خلافته - كانوا يصلون صقع (3) البيت ، وحتى صلى عمر خلف المقام (4) . ] [ 8955 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت عطاء وغيره من أصحابنا يزعمون أن عمر أول من رفع المقام فوضعه موضعه الان ، وإنما كان في قبل الكعبة . ] [ 8956 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر وعمرو بن عبد الله بن صفوان وغيرهما ، أن عمر قدم ، فنزل في دار ابن سابع ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ! - لعبد الله بن السائب (5) - فأمره أن يجعل المقام في موضعه الان ، قال : وكان عمر اشتكى
(1) في " القرى " " المقاط " بدل " المقدار " وهو الحبل الصغير الشديد الفتل ، يكاد يقوم من شدة فتله . (2) أخرجه أبو الوليد الازرقي في " أخبار مكة " عن المطلب بن أبي وداعة ، كما في " القرى " ص 308 . (3) الصقع : الناحية ، كالسقع . (4) وفي " القرى " عن عروة بن الزبير قال : كان المقام عند سقع البيت - ص 309 . (5) هو عبد الله بن السائب بن صيفي ، يكنى أبا عبد الرحمن ، كان قارئ أهل مكة ، كما في الاصابة . (.)
[ 49 ]
رأسه ، فقال : يا أبا عبد الرحمن صل بالناس (1) المغرب ، قال : فصليت وراءه (2) ، وكنت أول من صلى وراءه حين وضع - ثم قال : فأحسست عمر ، وقد صليت ركعة ، فصلى ورائي ما بقي . ] 8957 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أرأيت أحدا يقبل المقام أو يمسه ؟ فقال : أما أحد يعتريه (3) فلا . [ 8958 - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن نسير بن ذعلوق أن ابن الزبير رأى الناس يمسحون المقام ، فنهاهم وقال : إنكم لم تؤمروا بالمسح ، وقال : إنما أمرتم بالصلاة . ] [ 8959 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن أبيه قال : رأيت الحجاج أراد أن يضع رجله على المقام ، فيزجره عن ذلك ابن الحنفية ، وينهاه عن ذلك . ] 8960 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن بكير بن عبد الله المزني قال : رأيت ابن عمر إذا أراد أن يصلي خلف المقام جعل بينه وبين المقام صفا أو صفين ، أو رجلا أو رجلين . [ باب الذكر في الطواف 8961 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال عطاء : قالت * (هامش) (1) في " ص " " صلى الناس " (2) أي وراء المقام . (3) كذا في " ص " " يعتريه " ولعله " يعتبر به " . (.)
[ 50 ]
عائشة : إنما جعل الله الطواف بالبيت ، وبين الصفا والمروة ، ورمي الجمار (1) [ لاقامة ذكر الله تعالى ] (2) ، قال : فاتبعه رجل ليسمع ما
يقول : فإذا هو يقول : * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) * حتى فرغ ، فقال : له الرجل : أصلحك الله ، اتبعتك فلم أسمعك تزيد على كذا وكذا - لقوله هذا - قال : أو ليس ذلك كل الخير (3) ؟ قال عطاء : فمن طاف بالبيت ، فليدع الحديث ، وليذكر الله إلا حديثا ليس فيه بأس ، وأحب إلي أن يدع الحديث كله إلا ذكر الله والقرآن (4) . ] 8962 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال : طفت وراء ابن عمر ، وابن عباس ، فلم أسمع أحدا منهم يتكلم في الطواف (5) . 8963 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني يحيى بن عبيد - مولى السائب - أن أباه أخبره أن عبد الله بن السائب أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين ركن (6)
(1) كذا في " القرى " وفي " ص " " طوافه " وهو تحريف من بعض النساخ . (2) ذكره المحب الطبري في " القرى " غير معزو لاحد - ص 277 . (3) أخرج أبو ذر الهروي نحوه ، وزاد فيه ، راجع " القرى " ص 271 (4) أخرجه الشافعي ، كما في " القرى " . (5) أخرجه الشافعي ، ومن طريقه " هق " 5 : 85 . (6) في " ص " " ركني بني مذحج " وفي " د " " بين الركنين اليمانيين " ، قلت : وهما الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الاسود . (.)
[ 51 ]
بني مذحج والركن الاسود : * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) * (1) .
8964 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي شعبة البكري (2) قال : رمقت ابن عمر - وهو يطوف بالبيت - وهو يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، بيده الخير ، وهو على كل شئ قدير ، ثم قال : * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) * (3) . 8965 - قال عبد الرزاق : وسمعت رجلا يحدث هشام بن حسان عن عم له عن أبي شعبة البكري قال : طفت [ مع ] ابن عمر فسمعته حين حاذى الكرن المياني قال : لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وبيده الخير ، وهو على كل شئ قدير ، فلما جاء الحجر قال : * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) * . فلما انصرف قلت : يا أبا عبد الرحمن ! سمعتك تقول كذا وكذا ، قال : سمعتني ؟ قلت : نعم ، قال : فهو ذلك ، أثنيت على ربي ، وشهدت شهادة حق ، وسألته حق ، سألته من خير الدنيا والاخرة ،
(1) أخرجه " د " من طريق عيسى بن يونس عن ابن جريج - ص 260 . (2) أبو شعبة البكري لم أجده ، وتقدم أبو سعيد البكري ، روى عنه عمار الدهني ، ولم أجده أيضا ، وأبو سعيد عندي مصحف عن أبي شعبة ، وقد ذكر ابن أبي حاتم أبا شعبة الاشجعي وقال : روى عنه هلال بن يساف ، فظني أنه هو الذي وصف هنا بالبكري . (3) أخرجه الجندي عن أبي سعيد البصري قال : رمقت عمر بن الخطاب ، فذكره ، كذا في الكنز 3 ، رقم : 690 ففيه كما ترى " عن أبي سعيد البصري " و " عمر بن الخطاب " . (.)
[ 52 ]
فدعا هشام بدواة ، فكتبه (1) .
8966 - عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني من أثق به عن رجل قال : سمعت لعمر بن الخطاب هجيرا حول البيت يقول : * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) * (2) [ باب القراءة في الطواف والحديث ] 8967 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال : من طاف بالبيت فليدع الحديث ، وليذكر الله الا حديثا ليس به بأس ، وأحب إلي أن يدع الحديث كله إلا ذكر الله والقرآن (3) . 8968 - عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن عطاء (4) . [ 8969 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني كثير ابن كثير أنه طاف مع سعيد بن جبير ، فقطعت الصلاة بهما ، وقد بقي لهما طوافان ، فلم يعد سعيد لهما ، وانصرف على خمسة أطواف . ]
(1) أخرجه أبو ذر الهروي ، كما في " القرى " ص 271 . (2) هو في الكنز برمز " عب " و " ق " ومعزوا لمسدد وغيره ، ولفظه : " عن حبيب ابن صهبان قال : سمعت عمر الخطاب يقول حول البيت : * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) * وليس له هجيرى إلا ذلك " 3 . رقم : 288 قال المحب الطبري : الهجير والهجيرى : الدأب ، والعادة ، والديدن ، قلت : أخرجه " هق " من طريق عاصم عن حبيب بن صهبان ، وفيه " ماله هجيري غيرها " 5 : 84 . (3) تقدم في الباب السابق برقم 8961 . (4) هنا تنتهي الورقة (26) من الاصل ، وأحاديث الورقة التي بعدها لا توافق وترجمة الباب ، فالظاهر أن هنا سقطا غير قليل ، وربما يكون ورقة . (.)
[ 53 ]
8970 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال :
أخبرني سليمان الاحول عمن طاف مع أبي الشعثاء فقطعت به الصلاة ، وقد بقي من طوافه شئ ، فلم يعد لما بقي ، وحسبت أنه انصرف على خمسة أطواف . 8971 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : قطعت الصلاة بي ، أ ؟ ر (1) من بقي ؟ قال : نعم (2) ، قال له إنسان ، فانقلبت ؟ قال : فأوف على [ ما ] (3) مضي ، فقلت : قطعت الصلاة بي ، فصليت عند المقام ، أو من نحو دار ابن الزبير ، أو من ناحيتكم ؟ قال : دع ذلك الطواف ، فلا تعتد به ، قلت : أرأيت إن صليت من ناحيتكم ، ألا أمضي - إذا انصرفت - كما أنا على وجهي إلى الركن ، ولا أعده شيئا ؟ قال : بلى ! إن شئت ، حتى إذا كان بعد ذلك ، قلت : الطواف الذي تقطعه بي (4) الصلاة وأنا فيه ؟ قال : أحب إلي أن لا تعتد به ، قلت : فعددته أيجزئ ؟ قال : نعم إن شاء الله ، قد طفت (5) . وعمرو بن دينار يقوله . 8972 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : كيف
(1) كذا في " ص " ولعله " أتم " . (2) علق البخاري عن عطاء أنه قال في من يطوف فتقام الصلاة أو يدفع عن مكانه : " إذا سلم يرجع إلى حيث قطع عليه فيبنى " 3 : 314 . (3) ظني أنه سقط من هنا " ما " وقد أخرج سعيد بن منصور عن هشيم عن عبد الملك عن عطاء أنه كان يقول في الرجل يطوف بعض طوافه ثم تحضر الجنازة : إنه يخرج فيصلى عليها ، ثم يرجع فيقضي ما بقي عليه من طوفه ، كذا في الفتح 3 : 314 (4) في الفتح " على " وفي " ص " " في " . (5) نقله ابن حجر في الفتح بمعناه 3 : 314 . (.)
[ 54 ]
أنت ؟ قل : إذ رأيته (1) قد خرج وأنا عند الركن ، لم أطف ، قلت : فخرج وقد خلفت الركن ؟ قال : إن (2) ظننت أني مكمل ذلك الطواف مضيت ، فطفت ، وإلا قصرت ، قلت : قطعت الصلاة بي سبعي ، فانصرفت ، فأردت أن أركع قبل أن أتم سبعي ؟ قال : لا ، أوف سبعك ، إلا اأن تمنع الطواف ، فصل إن شئت ، حتى تترك . 8973 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : كم أجلس بعد تسليم الامام إن قطع بي ؟ قال : لا شئ ، ولا تجلس لحديث ، قلت : أقطع طوافي إلى جنازة أصلي عليها ثم أرجع ؟ قال : لا (3) . عمرو بن دينار يقوله . 8974 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : إن قطعت بك الصلاة طوافك ، فأتم ما بقي على ما مضى ، ولا تركع إن قطعت بك الصلة طوافك ، حتى تتمه . 8975 - عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن عطاء في رجل طاف أشواطا ، ثم أقيمت الصلاة ، أو عرضت له الصلاة (4) فخرج ، قال : إن كان طوافه تطوعا فإن كان وترا فإنه يجزئ عنه ، وإن صلى
(1) أي إذا رأيت الامام قد خرج . (2) في " ص " " إني " خطأ . (3) في " ص " " قال : ولا ، خطأ ، قلت : وهو بظاهره يعارض ما رواه سعيد بن منصور عنه ، وقد تقدم . (4) كذا في " ص " وفيه تأمل ، ولعل الصواب " حاجة " . (.)
[ 55 ]
ركعتين (1) وإن شاء كمل طوافه ، وإن كان شفعا أو وترا (2) ثم صلى ، [ و ] كان يعجبه أن لا يخرج إلا على وتر من ذلك السبع . 8976 - عبد الرزاق عن هشام عن صاحب له عمن طاف مع سعيد بن جبير خمسة أشواط ، ثم أقيمت الصلاة للعصر ، فأتم ما بقي من طوافه ، ثم صلى ركعتي الطواف بعد العصر . 8977 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن داؤد بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال : من طاف بالبيت فبدت له حاجة ، فلينصرف على وتر ، وليركع ركعتين ، ولا يعد لبقية سبعه (3) . 8978 - عبد االرزاق عن ابن جريج قال : حدثت عن ابن المسيب أنه قال : إن قطعت الصلاة بك سبعك فأتمه من حيث قطعت (4) . [ باب الجلوس في الطواف والقيام فيه 8979 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت : يستريح
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " يجزى عنه ، وصلى ركعتين " أي ركعتي الطواف . (2) كذا في " ص " ولعل الصواب " وإن شاء قطعه شفعا أو وترا ثم صلى " . (3) أخرج سعيد بن منصور عن عطاء عن ابن عباس قال : إذا طاف بالبيت تطوعا ثم شاء أن يقطعه قطعه ، غير أن لا ينصرف إلا على وتر ، خمس ، أو ثلاث ، أو شوط كذا في " القرى " ص 237 ونقل ابن حجر ما هنا إلى قوله : " ويركع ركعتين " ثم قال : ففهم بعضهم أنه يجزئ عن ذلك ولا يلزمه الاتمام ، قلت : هو مصرح به في نسختنا ، فلتراجع نسخة أخرى . (4) ذكر في " القرى " نحوه عن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعطاء ومجاهد ، وقال : أخرج جميع ذلك سعيد بن منصور . (.)
[ 56 ]
أن يقول : دور قل طواف (1) . ]
8980 - عبد الرزاق عن الثوري قال : أخبرني جميل بن زيد أنه رأى ابن عمر طاف في يوم حار ثلاثة أطوف ، ثم قعد في الحجر ، فاستراح ، ثم قام فأتم على ما مضى (2) . 8981 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن أبي رواد (3) عن نافع قال : ما رأيت ابن عمر قائما في الطواف قط إلا عند استلام الركن . 8982 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : رأيت ابن الزبير يطوف بالبيت ، فيسرع المشي (4) . [ 8983 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت أن نافعا قال : ما رأيت ابن عمر قائما في الطواف ، قال : ويقال : بدعة القيام في الطواف (5) . ]
(1) كذا في " ص " . (2) أخرجه سعيد بن منصور عن إسماعيل بن زكريا عن جميل بن زيد ، والعقيلي في الضعفاء في ترجمة جميل من طريق الثوري عنه ، قاله الحافظ في التهذيب ، وقال المحب الطبري في " " القرى " : لفظ سعيد بن منصور " رأيت ابن عمر طاف بالبيت ثلاثة أطواف أو أربعة ، ثم جلس يستريح وغلام له يروح عليه ، فقام فبنى على ما مضى من طوافه " وفي رواية أخرى له " رأيت ابن عمر بعد ما كبر ، طاف فأعيا ، فاستراح ، ثم بنى على ما مضى من طوافه " ص 236 . (3) في " ص " " داؤد " خطأ . (4) أخرجه سعيد بن منصور عن عمرو بن دينار كما في " القرى " ص 269 . (5) في الفتح قال نافع : طول القيام في الطواف بدعة 3 : 314 . (.)
[ 57 ]
باب الرجل يطوف بعض السبع في الحجر 8984 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال : إن طاف
إنسان بعض سبعه في الحجر فليطف بالبيت من وراء الحجر ما طاف في الحجر إن أخطأه (1) . 8985 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس - أو غيره - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف من وراء الحجر (2) . قال ابن عيينة : وأخبرني أبي أنه رأى هشام بن عبد الملك يطوف من ورائه ، فأراد أن يدخل الحجر فيطوف فيه ، فجذبه سالم ابن عبد الله ، حتى طاف من وارئه . 8986 - أخبرنا عبد الرزاق عن أبيه قال : سمعت مرثد بن شرحبيل (3) يقول : سمعت ابن عباس يقول : لو وليت من البيت شيئا لادخلت الحجر فيه كله ، فلم يطف من وارئه (4) . [ باب هل تجزئ المكتوبة من وراء السبع 8987 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال عطاء :
(1) في كتب الحنفية : أنه إن طاف في الحجر أعاد ، وإلا فعليه الجزاء ، والواجب الاعادة على الحجر فقط ، والافضل إعادة كله . (2) أخرجه " هق " من طريق الحميدي عن ابن عيينة 5 : 90 . (3) ذكره البخاري وابن أبي حاتم ، وأشار البخاري إلى هذا الحديث . (4) كذا في " ص " والظاهر " فلم يطف إلا من وراءه " . (.)
[ 58 ]
بلغني أن الصلاة المكتوبة تجزئ من الركعتين على السبع . 8988 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو ابن دينار أن أبا الشعثاء قال : تجزئ المكتوبة عن ركعتي السبع . 8989 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه مثله .
8990 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : طفت مع مجاهد سبعا بعد العصر ، ثم جلسنا ننتظر صلاة المغرب ، فصلى ، فقلت : ألا تركع على طوافك ؟ قال : المكتوبة تكفينا (1) . [ 8991 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت عن مسلم ابن مرة الجمحي (2) أنه طاف مع ابن عمر قبل غروب الشمس ، قال : فأنجزنا (3) وأقيمت الصلاة ، فصلينا المغرب ، ثم قام ، فلم يصل ، وأنشأ في سبع أخر ، فقلت : إنك لم تصل على سبعك ، فقال : أو لسنا قد صلينا ثم قال : تجزئ الصلاة المكتوبة من ركعتي السبع . ] 8992 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن يحيى بن قمطة (4) قال : سألت سالم بن عبد الله ، قلت : فرغت من الطواف وأقيمت الصلاة ؟ قال : الصلاة تكفيك لطوافك (5) .
(1) أخرجه سعيد بن منصور كما في " القرى " ص 320 . (2) ذكره ابن أبي حاتم ، وقال : ريو عنه ابنه محمد بن مسلم . (3) مهمل النقط في " ص " وأنجز ، أي أكمل . (4) كذا في كتابي البخاري وابن أبي حاتم ، ذكراه ولم يجرحاه وفي " ص " " قطمى " خطأ . (4) اخرجه سعيد بن منصور ، كما في " القرى " ص 320 . (.)
[ 59 ]
8993 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال عطاء : تجزئ ركعتا (1) الفجر من ركعتين على السبع . [ 8994 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : قيل له : إن
الصلاة المكتوبة تجزئ من ركعتين على السبع ؟ فقال : ما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا إلا صلى عليه ركعتين (2) . ] 8995 - عبد الرزاق عن هشام عن الحسن أنه طاف بالبيت ، ثم صلى المكتوبة ، ثم صلى ركعتي الطواف . 8995 - عبد الرزاق عن هشام عن الحسن أنه طاف بالبيت ، ثم صلى المكتوبة ، ثم صلى ركعتي الطواف . 8996 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري قال : سألت سعيد بن جبير عن الطواف بعد العصر ، قال : فقال : إن شئت ركعت (3) إذا غابت الشمس ، وإن شئت كفتك (4) المكتوبة ، وإن شئت ركعتهما بعد المكتوبة (5) . 8997 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : قلت لعطاء : أيجزئ سبعي لا أصلي حتى آتي البيت فأصليهما ؟ قال : نعم ، إن شئت ، قلت : أرأيت لو قدمت ركعتي السبع قبله
(1) في " ص " " ركعتي " . (2) في صحيح البخاري : " قال إسماعيل بن أمية : قلت للزهري : إن عطاء يقول : تجزئه المكتوبة من ركعتي الطواف ، فقال : السنة أفضل ، لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم إلا صلى ركعتين " . قال ابن حجر : وصله ابن أبي شيبة مختصرا ، ووصله عبد الرزاق عن معمر عن الزهري بتمامه 3 : 314 قال الحنفية : لا تجزئ المكتوبة عن ركعتي الطواف ، كذا في " إرشاد الساري إلى مناسك القاري " ص 106 . (3) في " ص " " ركعة " خطأ . (4) في " ص " " كعتل " والصواب ما أثبت ، ففي " القرى " " أجزأت عنك المكتوبة " . (5) أخرجه سعيد من منصور ، كما في " القرى " ص 320 . (.)
[ 60 ]
هل تجزئ ذلك عن الركعتين بعده ؟ قال : سبحان الله ما أدري ، قال : [ قلت ] (1) : لا ، حتى أركهعما بعده ؟ قال : نعم . 8998 - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري قال : اركعهما حيث شئت ما لم تخرج من الحرم (2) . 8999 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس قال : كان أبي يطوف بالبيت ويراه مفتوحا فيدخل فيصلي ، ثم يخرج فيصلي ركعتي الطواف خارجا من البيت . 9000 - عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر أنه كان يطوف بالبيت سبعا ، ثم يدخل البيت ، فيصلي فيه ركعتي الطواف . 9001 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن . عمر مثله (3) . [ 9002 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عبد الوهاب (4) قال :
(1) عندي أنه سقط من هنا . (2) عند الخنفية يجوز أداءهما في الحرم وغيره كما في " إرشاد الساري " ص 105 وغيره ، وأفضل الاماكن لادائهما عندهم خلف المقام ، ثم في الكعبة ، ثم في الحجر تحت الميزاب ، ثم . . . . الخ . (3) أخرج أبو الحسن علي بن الجعد عن سفيان عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر أنه طاف بالبيت فصلى ركعتين في البيت ، كذا في " القرى " ص 315 . (4) لعله ابن مجاهد ، لكنهم قالوا : إن عبد الرزاق لا يسميه . (.)
[ 61 ]
حدثنا مندل (1) قال : حدثنا ليث أن طاووسا وابن سابط (2) كانا يصليان على كل أسبوع أربع ركعات ، قال مندل : فحدثته ابن جريج ، فقال : حدثني عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على كل سبع ركعتين (3) . ] [ باب الطواف بعد العصر والصبح 9003 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني (4) عبد المطلب : يا بني عبد مناف ! إن كان إليكم من الامر شئ فلا أعرفن (5) ما سعلم (6) أحدا من الناس أن يطوف بالبيت ، أو يصلي عنده ساعة من ليل أو نهار (7) ، قال : فقدم عبد الملك حاجا ، فمنع الطواف بعد الصبح يوما أو يومين ، ثم أذن فيه ذلك الحين ، فحدثنا أن هذا الحديث بلغه . ] 9004 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني
(1) هو مندل بن علي ، من رجال التهذيب . (2) هو عبد الرحمن بن سابط . (3) زاد الازرقي عن عطاء : فلا أحب أن يزيد في ذلك السبع على الركعتين ، وإن زاد فلا بأس ، كذا في " القرى " ص 317 . (4) في " ص " ابني " ويحتمل الصواب بمعنى " يا بني " كما فيما سيأتي . (5) في " ص " فلا عرفن " خطأ . (6) كذا في " ص " ولعل الصواب " فلا أعرفن أحدا منكم يمنع أحدا من الناس " . ففي " القرى " معزوا لابي حاتم " فلا أعرفن أحدا منهم أن يمنع " . (7) أخرجه الطحاوي من طريق إبراهيم بن يزيد بن مردانبه عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، ولفظه : " يا بني عبد مناف ! إن وليتم هذا الامر فال تمنعوا أحدا " الخ 1 : 396 . (.)
[ 62 ]
أبو الزبير أنه سمع عبد الله بن بابيه يخبر عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر عطاء (1) يا بني عبد المطلب ! يا بني عبد مناف ! لا أعرفن ما منعتم أحدا من الناس أن يصلي عند هذا البيت ، أي (2) ساعة شاء من ليل أو نهار (3) . 9005 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت ابن أبي أوفى يذكر أنه رأى ابن عباس يوم التروية طاف بعد العصر سبعا ، ثم صلى ركعتين . حاجا (4) ومعتمرا ، فيقوم بعد صلاة الصبح فيطوف سبعا ، ويركع ركعتين ، فقلنا له : إنما يفعل ذلك من أجل قدومه ، حتى أقام فينا ، فقام حين صلى الصبح فطاف ، ثم ركع ركعتين ، ثم استلم الركن فأصعد ، يقول : خرج من المسجد . قال عطاء : ورأيت ابن الزبير يطوف بعد الصبح سبعا ، ويصلي ركعتين ، ثم يركب . 9006 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أنه كان يطوف بعد العصر والصبح ، ويصلي حينئذ على سبعه . 9007 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن موسى بن عقبة عن سالم ابن عبد الله قال : كان ابن عمر لا يرى بالطواف بعد العصر [ بأسا ] (5)
(1) المعنى يخبر بخبر عطاء ، أي يحدث بحديثه . (2) كذا في الطحاوي ، وفي " ت " " أية " . (3) أخرجه " ت " 2 : 94 والطحاوى : 1 : 396 و " د " و " ن " كلهم من طريق ابن عيينة عن أبي الزبير . (4) من هنا بقية أثر آخر ، سقط من " ص " أوله فيما أرى .
(5) عندي أنه سقط من " ص " . (.)
[ 63 ]
وصليا (1) ركعتين حينئذ . [ 9008 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عبدالقاري أخبره أنه طاف مع عمر بعد صلاة الصبح بالكعبة ، فلما فرغ عمر من طوافه نظر فلم ير الشمس ، فركب ولم يسبح ، حتى أناخ بذي طوى ، فسبح ركعتين على طوافه (2) . ] 9009 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال : رأيت سعيد بن جبير ومجاهدا يطوفان بعد العصر سبعا واحدا ، ثم يجلسان ، ولا يصليان حتى تغرب الشمس . 9010 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال : قدم أبو سعيد الخدري حاجا أو معتمرا ، فطاف بعد الصبح فقال : انظروا كيف يصنع ، فلما فرغ من سبعه قعد ، فلما طلعت الشمس صلى ركعتين . [ 9011 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن موسى بن عقبة قال : سألت عطاء بن أبي رباح عن الطواف بعد العصر وبعد الصبح ، فقال : رأيت ابن عمر طاف بعد الفجر ثم صلى ، قال موسى : فأتيت نافعا فأخبرته ، فقال : كذب عطاء ، فرجعت إلى عطاء فأخبرته ، فقال
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " يصلي " وقد روى موسى عن سالم عن ابن عمر " ويصلي ركعتين ما كان في وقت " أخرجه الطحاوي 1 : 397 . (2) علقه البخاري 3 : 317 ووصله مالك في الموطأ . (*)
[ 64 ]
لقد رأيت ابن عمر يصنع ذلك قبل أن يسبى (1) نافع ، قال موسى : فأتيت سالم بن عبد الله فسألته فقال : صدق عطاء ، كان ابن عمر يطوف بعد الصبح سبعا واحدا ، ثم يصلي عليه (2) حينئذ ، قال ؟ موسى : فأتيت نافعا فذكرت له قول سالم ، فسكت . ] [ باب قرن الطواف ] 9012 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكره قرن الطواف ويقول : على كل سبع ركعتان ، وكان هو لا يقرن بين سبعين . 9013 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس أن أباه كان لا يرى بقرن الطواف بأسا ، وربما فعله . 9014 - عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : كان عطاء لا يرى بقرن الطواف بأسا ، ويفتي به ، ويذكر أن طاووسا والمسور ابن مخرمة كانا يفعلانه ، قال : وسأل إنسان عطاء عن طواف الا سبع ليس بينهن ركوع ، حتى يركع عليهن ركوعهن بعدما يفرغ منهن ، قال : (3) بلغني ذلك عن المسور بن مخرمة وعن طاووس ، وما أظن ذلك إلا شيئا (4) بلغهما ، قلت لعطاء : ما بلغك ذلك عن غيرهما ؟
(1) في " ص " " يسبا " . (2) أي على السبع . (3) هنا في " ص " واو مزيدة . (4) في " ص " " شئ " . (*)
[ 65 ]
قال : قال : ومالى لو فعلته ؟ قال : ما أظن بذلك بأسا لو فعلته ،
قال ابن جريج : وقال عمرو بن دينار : بلغني عن المسور بن مخرمة أنه كان يطوف الا سبع ، لا يركع بينهن . 9015 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عبد الكريم قال : طفت مع سعيد بن جبير يوم الفطر قبل صلاة الفطر ، فقرن ثلاثة أسبع ، فقلت : ما شأنك تقرن ؟ قال : إنه لا يصلى قبل صلاة الفطر . [ 9016 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت أن عائشة نزلت في مسكن عتبة بن محمد بن الحارث ، فكانت تطوف بعد العشاء الآخرة ، فإذا أرادت الطواف أمرت بمصابيح المسجد فأطفئت (1) جميعا ، ثم طافت ، فإذا فرغت من سبع تعوذت بين الركن والباب ، ثم رجعت إلى الركن فاستلمت ، وطافت سبعا آخر ، فلما فرغت تعوذت منه (2) بين الركن والباب ، ثم رجعت ، فقرنت ثلاثة أسابيع ، ثم انطلقت إلى وراء صفة (3) زمزم ، ثم صلت ركعتين ، ثم تكلمت ، ثم صلت ركعتين ، تفصل بين كل ركعتين بكلام ، وكان معها امرأة مولاة ، وأم حكيم (4) ابنة خالد بن العاص ، وأم حكيم (5) بنت
(1) في " ص " " فاطفيا " . (2) كذا في " ص " . (3) في " ص " " اصفة " . (4) وفي " القرى " عاتكة بنت خالد بن سعيد بن العاص . (5) وفي " القرى " أم عبد الوهاب بنت عبد الله بن أبي ربيعة . (*)
[ 66 ]
عبد الله بن أبي ربيعة (1) قالت المولاة : فتذاكرنا حسان ، فتذاكرنا
نسبه ، فقالت عائشة : ابن الفريعة يسره (2) ، فنهتنا أن نسبه ، وأبرأته أن يكون ممن افترى عليها ، وقالت : إني لارجو أن يدخله الله الجنة بقوله : هجوت محمدا وأحبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء وعائشة تنشدهم هذين البيتين وهي تطوف بالبيت (3) . ] 9017 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن محمد بن السائب بن بركة المكي عن أمه أنها طافت مع عائشة بالبيت ثلاثة أسابع لا تصلى بينهن ، فلما فرغت صلت لكل سبع ركعتين (4) . [ باب طواف الرجال والنساء معا 9018 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء أنه منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال ، فأخبرني
(1) أخرجهه أبو ذر في منسكه ، لكن ذكر أربعة أسابيع ، وذكر الصلاة ركعتين ثم ركعتين ، لاغير ، كذا في " القرى " ص 318 . (2) كذا في " ص " . (3) راجع له الازرقي 1 : 238 و 2 : 7 فإنه روى بعضه من وجه ، وبعضه الآخر من وجه . (4) أخرجه سعيد بن منصور كما في " القرى " ص 318 وأخرجه الازرقي عن جده عن ابن عيينة 2 : 7 . (*)
[ 67 ]
و (1) قال : كيف تمنعهن الطواف ؟ وقد طاف [ نساء ] (2) النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ، قلت (3) : أبعد الحجاب ؟ قال : إي لعمري ، أدركت لعمري بعد
الحجاب (4) ، قلت : كيف يخالطن الرجال ؟ قال : لم يكن يفعلن ، كانت (5) عائشة تطوف حجزة (6) من الرجال لا تخالطهم ، فقالت امرأة معها : انطلقي بنا يا أم المؤمنين ! نستلم ، فجذبتها وقالت (7) : انطلقي عنك ، وأبت أن تستلم ، وكن يخرجن مستترات (8) بالليل ، فيطفن مع الرجال لا يخالطنهم (9) ، قال : ولكنهن إذا دخلن البيت سترن (10) حين (11) يدخلن ، ثم أخرج عنه الرجال ، قال : وكنت آتي عائشة أنا و (12) عبيد بن عمير ، وهي مجاورة في جوف ثبير (13) ، قلت : فما حجابها حينئذ ؟ قال : هي في قبة لها تركية ، عليها غشاء لها ، بيننا
(1) الواو العاطفة عندي مزيدة خطأ ، والمعنى : أخبرني عطاء أنه قال . (2) كذا في الصحيح ، وقد سقط من " ص " . (3) القائل ابن جريج . (4) في الصحيح : " إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب " ، يعني أدركت وشاهدت طوافهن بعد الحجاب . (5) كذا في الصحيح ، وفي " ص " " قالت " . (6) رواية المصنف بالزاي فإنه فسره في آخره فقال : يعني محجوزا بينها وبين الرجال بثوب ، قاله الحافظ 3 : 312 قلت : وهذا التفسير في آخر الباب . (7) كذا في الصحيح ، وفي " ص " " قلت " . (8) في الصحيح : " متنكرات " . (9) في " ص " " لا يخالطوهم " والصواب إما ما أثبت ، وإما " لا يخالطونهن " . (10) هذه صورة الكلمة في " ص " وفي الصحيح " قمن " . (11) في " ص " " حتى " . (12) الواو من " ص " ساقطة .
(13) ثبير كأمير . (*)
[ 68 ]
وبينها (1) ، قال : ولكن قد رأيت عليها درعا معصفرا (2) وأنا صبي (3) . ] [ 9019 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء أيضا ، قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمر سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن تطوف راكبة في خدرها من وراء المصلين في جوف المسجد ، قلت : أنهارا أم ليلا ؟ قال : لا أدري ، قلت : أي سبع ؟ قال : لاأدري (4) . [ 9020 - عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني هشام بن عروة قال : خرجت سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، ورآها عمر - وكانت طويلة - فقال : إنك لن تخفي علينا ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل عرقا (5) ، فما وضعه حتى أوحي إليه : أن قد رخص لكن أن تخرجن في جوائجكن ليلا (6) . ] 9021 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت : أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم - أو شكوت إلى النبي
(1) في الصحيح : " لها غشاء ، وما بيننا وبينها غير ذلك " . (2) في الصحيح : " موردا " قال ابن حجر : أي قميصا لونه لون الورد . (3) أخرجه البخاري من طريق أبي عاصم عن ابن جريج دون قوله : " وأنا صبي " 3 : 311 . (4) أخرجه البخاري من حديث أم سلمة نفسها ، وبين من طريق هشام بن عروة عن أبيه سبب طواف أم سلمة ، وأنه طواف الوداع ، قاله الحافظ 3 : 313 وسيأتي عند المصنف .
(5) العرق بالفتح : العظم أخذ منه معظم اللحم . (6) أخرجه " خ " من طريق علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة 9 : 270 . (*)
[ 69 ]
صلى الله عليه وسلم - أني أشتكي ، [ قال ] (1) : فطوفي من وراء الناس وأنت راكبة ، قالت : طفت (2) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس في جنب (3) البيت ، وهو يقرأ * (بالطور وكتاب مسطور) * (4) . قال عبد الرزاق : حجزة : معتزلة ، محجوزا بينهن (5) وبين الرجال بثوب ، قال : والتركية قبة صغيرة من لبود ، تضرب في الارض . [ باب أي حين يكره الطواف ، وحد الطواف ، والطواف بالصغير ] 9022 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أيكره أن يطوف الانسان قبل الصلاة والامام ينتظر خروجه ؟ قال : ما يضره . قلت : ففي صفرة الشمس ، في الحين الذي تكره الصلاة فيه ، إذا أخر ركعتيه حتى يكون حين لا تكره الصلاة فيه ؟ قال : وما يضره ، قال (6) : إذا لم يصل حين تركه الصلاة فيه . 9023 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن ليث أن طاووسا ، ومجاهدا ، وعطاء منعوه أن يطوف من وراء المقام ، وقالوا : ما بين البيت والمقام .
(1) سقط من " ص " وفي الموطأ " فقال : طوفي " . (2) في الموطأ " قالت : فطفت " . (3) في الموطأ " إلى جانب البيت " .
(4) أخرجه مالك في الموطأ 1 : 236 . (5) كذا في " ص " وفي ما نقله الحافظ " بينها " . (6) كلمة " قال " عندي مزيدة سهوا . (*)
[ 70 ]
9024 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : الغلام لم يبلغ ، إن يطاف به بالبيت أن يتوضأ (1) ؟ قال : ما عليه (2) ، ما على من عقل أن لا يبتغي البركة في وضوئه . 9025 - قال عبد الرزاق : قال سفيان : يجزئ ذلك السبع لهما جميعا . [ 9026 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي لكر بحق (3) أن أبا بكر طاف بابن الزبير في خرقة . ] [ باب الطواف أفضل أم الصلاة وطواف المجذوم ] 9027 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : كنت أسمع عطاء يسأله الغرباء ، الطواف أفضل لنا أم الصلاة ؟ فيقول : أما لكم فالطواف أفضل ، إنكم لا تقدرون على الطواف بأرضكم ، وأنتم تقدرون هناك على الصلاة . 9028 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت عن أنس ابن مالك أنه قدم المدينة ، فكتب إليه عمر بن عبد العزيز يسأله ، الصلاة أفضل للغرباء أم الطواف ؟ فقال له أنس : بل الصلاة ، والاستمتاع
(1) كذا في " ص " والمعنى : الغلام الذي لم يحتلم إن طيف به فهل يوضأ ؟ (2) لعل معناه لا يجب عليه ، أو كلمة " ما عليه " مزيدة سهوا . (3) كذا في " ص " . (*)
[ 71 ]
بالبيت أفضل (1) . 9029 - عبد الرزاق عن الثوري عن سالم قال : رأيت سعيد ابن جبير يقول للغرباء إذا رآهم يصلون : انصرفوا فطوفوا بالبيت . 9030 - أخبرنا عبد الرزاق عن فضيل عن هشام عن الحسن وعطاء قالا : إذا أقام الغريب بمكة أربعين يوما كانت الصلاة أفضل له من الطواف . [ 9031 - عبد الرزاق عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن أبي مليكة (2) أن عمر بن الخطاب - رحمه الله - مر بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت ، فقال لها : يا أمه الله ! لا تؤذي الناس ، لو جلست في بيتك ! ففعلت ، فمر بها رجل بعد ذلك فقال : إن الذي كان نهاك قد مات ، فاخرجي ، فقالت : ما كنت لان أطيعه حيا أعصيه ميتا (3) . ] [ باب تقبيل الركن ] 9032 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : تقبيل الركن ؟ قال : حسن . 9033 - عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن عبد الله بن سرجس
(1) أخرجه الازرقي عن جده عن الزنجي عن ابن جريج عن قدامة بن موسى بن قدامة بن مظعون عن أنس ، ولفظه في آخره " بل الطواف " 2 : 1 . (2) هو عبد الله بن عبيدالله بن أبي مليكة ، نسب إلى جده . (3) أخرجه مالك في الموطأ 1 : 371 (*)
[ 72 ]
قال : رأيت عمربن الخطاب يقبل الركن وكان يقول : والله إني لاقبلك وأعلم أنك حجر ، وأعلم أن الله ربي ، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك فقبلتك (1) . ] [ 9034 - عبد الرزاق عن إسرائيل قال : أخبرني إبراهيم بن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال : رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول : والله إني لاعلم أنك حجر ، ولكن رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حفيا (2) . ] [ 9035 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال : سمعت مكحولا يحدث أن عمر بن الخطاب استقبل الركن فقال : قد علمت أنك حجر ، وأنك لا تضر ولا تنفع ، ولو لا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، قال : ثم قبله . ] 9036 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري وغير واحد عن الحسن (3) بن عبد الله بن عكرمة عن ابن عباس : ثم إنه مسح الركن بثوبه ثم قبله .
(1) أخرجه أحمد من طريق أبي معاوية وشعبة عن عاصم 1 : 257 و 309 والحميدي عن ابن عيينة عن عاصم 1 : 7 وابن ماجه من طريق أبي معاوية عن عاصم ، ص 215 . (2) أي معتنيا ، أخرجه " م " من طريق الثوري عن إبراهيم بن عبد الاعلى ، ووهم المحب الطبري فقال : أخرجاه . (3) في " ص " " الحسين " من خطأ الناسخ . (*)
[ 73 ]
باب التعوذ (1) بالبيت
9037 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ ، قال : وأخبرني أنه لم ير أبا هريرة ، ولا جابرا ، ولا أبا سعيد ، ولا ابن عمر يلتزم أحد من زمزم (2) البيت ، قلت (3) : أبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمس شيئا من باطنها ؟ أو من أدراجها يتعوذ به ؟ قال : لا ، قلت : ولا عن أحد من أصحابه ؟ قال : لا (4) ، قلت : ولا رأيت أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك ؟ قال : لا ، قلت : أفتعلق أنت بالبيت ؟ قال : لا ، ولكن أضع يدي في قبل البيت ، ولا أمسه صرهما (5) ، قلت : فخارج البيت : تعلق به ؟ قال : لا (4) ، قال : ولم (6) تعوذت بشئ منه لم أبال بأيه تعوذت ، لم أتبع (7) حينئذ شيئا . ] 9038 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء عن عبد الملك بن مروان أنه تعوذ بالبيت (8) فقال له الحارث بن عبد الله (9) : أتدري يا أمير المؤمنين من أول من صنع هذا ؟ قال : لا ، قال :
(1) المراد الالتزام . (2) كذا في " ص " وصوابه عندي " أحد منهم البيت " . (3) في " ص " " قالت " . (4) في " ص " " ولا " . (5) كذا في " ص " . (6) كذا في " ص " ولعل الصواب " ولما " أو " وإن " . (7) أو " لم أبتغ " . (8) في " أخبار مكة " للازرقي " حتى إذا كان في دبر الكعبة تعوذ عبد الملك " . (9) ابن أبي ربيعة . (*)
[ 74 ]
عجائز قومك ، عجائز قريش (1) ، قال : فحسبت عبد الملك ترك ذلك بعد . 9039 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يده على الركن اليماني (2) . 9040 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس أن أباه كان يتعوذ بين الركن والباب . 9041 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ويكره أن يضع الرجل جبهته على البيت ، ولكن يده (3) . 9042 - عبد الرزاق عن معمر قال : رأيت أيوب يلصق بالبيت صدره ويديه . [ 9043 - عبد الرزاق عن ابن التيمي (4) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : طفت مع عبد الله بن عمرو ، فلما فرغنا من السبع ركعنا في دبر الكعبة ، فقلت (5) : ألا تتعوذ ؟ قال : أعوذ بالله
(1) أخرجه الازرقي 1 : 237 . (2) أخرجه الدارقطني تقبيله من حديث ابن عباس . (3) أخرج أبو ذر من طريق ابن عيينة عن عبد الكريم عن مجاهد قال : الصق خديك بالكعبة ولا تضع جبهتك ، كذا في " القرى " ص 282 والازرقي 1 : 236 . (4) كذا في " ص " وقد رواه ابن ماجه عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق عن المثنى بن الصباح عن عمرو ، ورواه أبو داود من طريق عيسى بن يونس عن المثنى ، فلتراجع نسخة أخرى . (5) كذا في ابن ماجه ، وفي " ص " " فقال " . (*)
[ 75 ]
من النار ، ثم مشى فاستلم الركن (1) ، ثم قام بين الحجر والباب فألصق صدره ، ويديه ، وخده إليه ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع (2) . ] [ 9044 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال عمرو بن شعيب : طاف محمد - جده - مع أبيه عبد الله بن عمرو ، فلما كان سبعهما ، قال محمد لعبد الله حيث يتعوذون : استعذ ، فقال عبد الله : أعوذ بالله من الشيطان ، فلما استلم الركن تعوذ بين الركن والباب ، وألصق جبهته وصدره بالبيت ثم قال (3) : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا (4) . ] 9045 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني حميد الاعرج عن مجاهد قال : جئت ابن عباس وهو يتعوذ بين الركن والباب ، وهو متكئ على يد عكرمة مولاه ، فقلت : أ * (ساحران تظاهرا) * أم * (سحران) * ؟ فلا يرجعهما ، فقال عكرمة : * (ساحران (5) تظاهرا) * أكثرت عليه (6) . 9046 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول
(1) في " ص " " من الركن " خطأ . (2) أخرجه ابن ماجه من طريق المصنف ، ص 219 و " د " من طريق عيسى ابن يونس عن المثنى - ص 261 ، والازرقي 1 : 236 . (3) في " ص " " قال ثم " . (4) أخرجه الازرقي 1 : 238 من طريق عبد المجيد عن ابن جريج والمثنى . (5) هكذا قرأه ابن الزبير أيضا كما في المجمع معزوا للطبراني ، ولكن في الازرقي " سحران " قال المصحح : وفي نسخة " ساحران " . (6) أخرجه الازرقي عن جده عن ابن عيينة عن حميد بن قيس 1 ، 238 . (*)
[ 76 ]
قلت : إذا طفت بين السادس والسابع ؟ قلت (1) : فألتزم بالبيت ما بين الركن الاسود والركن اليماني ، ثم أعوذ بالله . 9047 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد قال : قال ابن عباس : هذا الملتزم بين الركن والباب (2) . 9048 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يلصق بالبيت صدره ويده وبطنه . 9049 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يلتزم (3) شيئا من البيت . 9050 - عبد الرزاق ، وأما ابن جريج فقال (4) : حدثت عن ابن عمر أنه كان يتعوذ بين الركن والباب . 9051 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان لا يلزم شيئا من البيت . 9052 - عبد الرزاق عن ابن عمر (5) قال : سمعت عثمان بن الاسود يقول : رأيت مجاهدا مر برجل قائم يدعو بين الركن والباب ، فمسه بيده وقال : الزم ، الزم .
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " قال " . (2) أخرجه أبو ذر أطول مماهنا ، كما في " القرى " ص 280 . (3) أو يلزم . (4) في " ص " " فقلت " . (5) عبد الله بن عمر العمري . (*)
[ 77 ]
[ باب دعاء الناس بأبواب المسجد 9053 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : هل بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه كان يستقبل البيت حين يخرج ويدعو ؟ قال : لا ، ثم أخبرني (1) عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال لبعض من يستقبل البيت كذلك - يدعو إذا خرج عند خروجه - : لم يصنعون ؟ هذا صنيع اليهود في كتابهم (2) ، ادعوا في البيت ما بدا لكم (3) ثم اخرجوا . ] 9054 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حاذى بابا (4) في دار يعلى عند الحناطين استقبل البيت فدعا ، وخرجن إليه بنات غزوان - وكن مسلمات - فيدعون معه . 9055 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرنا عبيدالله ابن أبي يزيد أن عبد الرحمن (5) بن طارق بن علقمة أخبره عن أمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حاذى مكانا من داريعلى - نسيه عبيدالله - . استقبل البيت ، ثم دعا (6) ، قال ابن جريج : وكنت أنا أطوف
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " ثم قال : أخبرت عن عبد الله " إلى آخره . (2) أخرج الازرقي نحوه عن مجاهد ، كذا في " القرى " ص 322 قال المحب الطبري بعد ذكره : هذا يرجع إلى رفع اليدين لا الدعاء . (3) في " ص " " لك " والصواب " لكم " أو " ادع " و " اخرج " . (4) كذا في " ص " وسيأتي " إذا حاذى مكانا " . (5) كذا في " د " وفي " ص " " عبد الله " خطأ . (6) أخرجه " د " من طريق هشام بن يوسف عن ابن جريج ، ص 275 . (*)
[ 78 ]
وعبد الله بن كثير الداري حتى إذا جئنا ذلك المكان استقبل البيت ،
ثم دعا ، وقال : قد بلغني في هذا المكان شئ . [ باب دخول البيت والصلاة فيه 9056 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : سمعت ابن عباس يقول : إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله ؟ قال : لم يكن ينهى عن دخوله ، ولكن سمعته يقول : أخبرني أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ، ولم يصل فيه حتى خرج ، فلما خرج ركع ركعتين في قبل القبلة (1) ، فقال : هذه القبلة ، قلت : ما نواحيه ؟ أفي زواياه ؟ قال : بل في كل قبلة من البيت (2) ، وحسبت أني رأيت الحسن بن علي دخل البيت فدعا في نواحيه كلها ، ولم يصل فيه ، ثم خرج فركع ركعتين في القبلة . ] 9057 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو ابن دينار عن ابن عباس كان يخبر أن الفضل بن عباس يخبره أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم البيت ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في البيت حين دخله ، ولكن حين خرج فنزل ، ركع ركعتين عند باب البيت (3) .
(1) في " م " " قبل البيت " وفي " خ " " قبل الكعبة " . (2) أخرجه مسلم من طريق محمد بن بكر عن ابن جريج 1 : 429 وأخرجه البخاري من طريق المصنف من قوله عن عطاء قال : سمعت ابن عباس قال : لما دخل - إلى قوله - وقال : هذه القبلة 1 : 339 . (3) أخرجه أحمد عن ابن عباس عن الفضل بن عباس . (*)
[ 79 ]
9058 - عبد الرزاق عن محمد بن عثمان الجزري (1) أنه سمع مقسما يحدث عن ابن عباس قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت ، فدعا في
نواحيه ، ثم خرج ، فصلى ركعتين (2) . 9059 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن مسعر عن سماك الحنفي قال : سمعت ابن عباس يقول : إئتم به كله ، ولا تجعل شيئا منه خلفك (3) . 9060 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أنه كان لا يصلي في البيت ، فإذا خرج صلى ركعتين . 9061 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت ثم خرج ، لم يذكر أنه صلى فيه . 9062 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج عن عطاء أنه رأى ابن عمر يصلي [ فيه ] (4) ، قال عطاء : وأنا أصلي فيه ، قال : وأخبرني عمرو بن دينار عن بعض الحجبة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ، قلت لعطاء : أين بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى من البيت ؟ فخط لي كما حفظت (5) ، قال : وكان في البيت ست أسطوانات ،
(1) هو عثمان بن عمرو بن ساج أو عثمان بن ساج ، راجع التهذيب . (2) راجع المجمع 3 : 293 . (3) أخرج الطبراني في الكبير عنه أنه كان يقول : ما أحب أصلي في الكعبة ، من صلى فيها فقد نزل (كذا ، ولعل الصواب ترك) شيئا خلفه ، كذا في المجمع 3 : 293 وقد أخرجه الازرقي بلفظ المصنف أطول مما هنا ، كما في " القرى " ص 453 . (4) ظني أنه سقط من " ص " . (5) في " ص " " خططت " . (*)
[ 80 ]
قال : فبلغني أنه صلى بين الاسطوانتين ، حيث جعل الحلقة ،
قلت : أكنت مصليا فيه مستقبلا كل قبلة ؟ قال : نعم ، قال عبد الرزاق : وأنا أصلي فيه . 9063 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو عن ابن عمر أنه أخبره عن بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه ركعتين (1) . 9064 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقة لاسامة بن زيد ، حتى أناخ بفناء الكعبة ، ثم دعا عثمان بالمفتاح ، ثم انطلق إلى أمه ، فأبت أن تعطيه ، فقال : [ والله ] (2) لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي ، فلما رأت ذلك أعطته ، فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففتح الباب ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال وأسامة ، قال : وحسبته قال : عثمان ابن طلحة ، قال : وحسبته قال : الفضل بن العباس ، فجافوا (3) عليهم مليا ، قال : وكنت رجلا شابا قويا فبادرت الناس فبدرتهم (4) ، فوجدت بلالا قائما على الباب ، فقلت : أي بلال ! أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بين العمودين المقدمين صلى ركعتين (5) ، وقال
(1) أخرجه " ت " من طريق حماد بن زيد عن عمرو ، ولم يذكر أنه صلى ركعتين 2 : 96 . (2) نقله ابن حجر عن المصنف في الفتح 3 : 301 . (3) كذا في " ص " وفي رواية عبيدالله عن نافع في الفتح " فأجافوا عليهم الباب مليا " 3 : 302 . (4) أي فسبقتهم . (5) تابع نافعا مجاهد عند البخاري 1 : 339 وابن أبي مليكة عند أحمد والنسائي . وعمرو بن دينار عند أحمد ، ووجه الجمع بينهما مذكور في الفتح 1 : 339 . (*)
[ 81 ]
غير معمر عن أيوب أنه قال : نسيت [ أن ] أسأل كم صلى (1) . 9065 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت ابن أبي مليكة وغيره يحدثون هذا الحديث - يزيد بعضهم على بعض - قال : قال عبد الله بن عمر : أقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على بعير لاسامة بن زيد ، وأسامة رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعه بلال وعثمان بن طلحة ، فلما جاء البيت أرسل عثمان بن طلحة ، فجاء (2) بمفتاح إليه ، ففتحه ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسامة بن زيد ، وعثمان بن طلحة ، وبلال ، فمكثوا في البيت طويلا ، وأغلقوا الباب ، فخرج (3) عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فابتدروا البيت ، فسبقهم عبد الله بن عمر وآخر معه ، فسألهم عبد الله ، يسأل بلالا ، فقال : أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأراه حيث صلى ، ولم يسأله كم صلى ، قال : وكان عبد الله بن عمر إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه ، وجعل الباب خلف ظهره ، ثم مشى حتى يكون بينه وبين الجدار قريب من ثلاثة أذرع ، ثم صلى ، يتوخى المكان الذي أخبره بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه (4) . 9066 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن مسعر عن سماك الحنفي قال : سمعت ابن عمر يقول : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت - أو في الكعبة - وسيأتي آخر ينهاك ، فلا تطعه ، يعني ابن عباس (5) .
(1) أخرجه البخاري من طريق حماد بن زيد عن أيوب ، وفي آخره : " فذهب علي أن اسأله كم صلى " 1 : 375 . (2) في " ص " " فجاءه " . (3) في " ص " " فأخرج " .
(4) أخرجه البخاري . (5) أخرجه الازرقي . (*)
[ 82 ]
9067 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن عبد الله قال : سمعت أبا حفص يقول : قول ابن عمر أحب إلي من قول ابن عباس . 9068 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني بعض الحجبة أن نافعا أخبره أن ابن عمر أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بين الساريتين اليمانيتين . 9069 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر كان يطوف بالبيت سبعا ، ثم يدخل البيت ، فيصلي فيه ركعتي الطواف . [ 9070 - عبد الرزاق عن الثوري قال : أخبرني يزيد عن سالم ابن أبي الجعد أن محمد بن الحنفية دخل الكعبة ، فصلى في كل زاوية ركعتين ، قال الثوري : وأخبرني محمد بن جعفر عن أبيه أن الحسين ابن علي دخل الكعبة ، فصلى ركعتين . ] 9071 - عبد الرزاق عن إسرائيل قال : أخبرني أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال : سمعت ابن عمر يقول : جاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي بين أسامة بن زيد وبلال ، حتى دخل الكعبة وفيها خشبة معترضة ، فلما خرج بلال سألته كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قال : ترك من الخشبة ثلثها عن يمينه ، وصلى في الثلث الباقي ، قال : قلت : كم صلى ؟ قال : لم أسأل بلالا عنها .
[ 83 ]
باب لايدخل بحذاء
9072 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن ليث عن عطاء ، وطاووس ، ومجاهد ، قالوا : لايدخل البيت بحذاء ، ولا بسلاح ، ولاخفين (1) ، وكان عطاء ومجاهد يريان الحجر من البيت . [ باب ذكر المفتاح 9073 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن طلحة يوم الفتح : إئتني بمفتاح الكعبة ، فأبطأ عليه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ينتظره ، حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ، ويقول : ما يحبسه ؟ فسعى إليه رجل ، وجعلت المرأة التي عندها المفتاح - قال : حسبته قال : إنها أم عثمان - تقول : إنه إن أخذه منكم لم يعطكموه (2) أبدا ، فلم يزل بها حتى أعطته المفتاح ، فأتى (3) به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففتح النبي صلى الله عليه وسلم البيت ، ثم خرج والناس عنده ، فجلس عنده السقاية ، فقال علي : لئن كنا أوتينا (4) النبوة ، وأعطينا السقاية ، وأعطينا الحجابة ، ما قوم بأعظم نصيبا منا ، قال : فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره مقالته ، ثم دعا عثمان بن طلحة ، فدفع إليه المفتاح ، * (ها امش) (1) أخرج سعيد بن منصور عن عطاء وطاووس ومجاهد أنهم كانوا يقولون : " لايدخل أحد الكعبة في خف ولانعل " كذا في " القرى " ص 459 . (2) في " ص " " لم يعطيكموه " . (3) في " ص " كأنه " فأتيت " وفي الفتح " فجاء به " . (4) في الفتح " إنا الفتح " إنا أعطينا " . (*)
[ 84 ]
وقال : غيبه (1) . فحدثت به ابن عيينة فقال : أخبرني ابن جريج عن ابن أبي
مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي يومئذ - حين كلمه في المفتاح - : إنما أعطيتكم ما ترزءون (2) ، ولم أعطكم ماا ترزءون ، يقول : أعطيتكم السقاية لانكم تغرمون فيها ، ولم أعطكم البيت ، أي أنهم بأخذه يأخذون من هديته (3) . قول عبد الرزاق (4) ] . 9074 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال ابن شهاب : لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم المفتاح إلى عثمان قال : غيبوه (5) . 9075 - عبد الرزاق عن الاسلمي قال : حدثني محمد بن معقب (6) عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض مفتاح الكعبة يوم الفتح ، وحضر
(1) لم ينقله ابن حجر من هنا ، بل نقله عن الفاكهي من طريق محمد بن جبير ابن مطعم عن أبيه . (2) من الرزء ، ورزأ الرجل : أصاب منه مالا مهما كان ، أي نقصه . والمعنى : ما ينقص بسببه من أموالكم وتتحملون الامة من أجله ، لان أمر السقاية لايتم إلا بإنفاق المال عليه ، (ولم أعطكم ما ترزءون) أي تنقصون من أموال الناس وتأخذونه منهم ، لان من يلي الحجاابة يهدى إليه . فالاول على صيغة المجهول ، والثاني بالبناء للفاعل ، وهذا هو إيضاح تفسير عبد الرزاق . (3) كذا افي المجمع إلا أنه ليس فيه " بأخذه " وأما " ص " ففيه " لم أعظم البيت " وما بعد أثبته ، ولكنه غير مستبين . (4) وفي المجمع : " هذ قول عبد الرزاق " قال الهيثمي : أخرجه الطبراني ورجاله رجال ا لصحيح 6 : 177 وروى أبو يعلى آخره من مرسل عبداللهه بن زرير ، ورواه البزار أيضا ، كذا في المجمع 3 : 286 . (5) أخرجه الازرقي من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن ابن شهاب 1 : 177 . (6) كذا في " ص " ولم أجده ولا ابن معيقيب ، فليحرر . (*)
[ 85 ]
الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل من يتكلم ؟ ثم دعا طلحة ، ثم دعا عثمان بن طلحة ، فدفع إليهه المفتاح . 9076 - عبد الرزاق عن بعض أصحابنا عن ابن جريج [ قال ] : حدثني ابن أبي مليكة قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن طلحة يوم الفتح بمفتاح الكعبة ، فأقبل به مكشوفا ، حتى دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال العباس : يا نبي الله ! اجمع لي الحجابة مع السقاية ، ونزل . الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادعوا لي عثمان بن طلحة ، فدعي له ، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إليه ، وستر عليه ، قال : فرسول الله صلى الله عليه وسلم أول من ستر عليه ، ثم قال : خذوه يا بني (1) طلحة ! لا ينتزعه منكم إلا ظالم (2) ] . [ باب الصلاة فوق ظهر الكعبة ] 9077 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنه كره الصلاة على ظهر الكعبة . 9078 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أيصلى على ظهر الكعبة بعض من يظهر عليه ؟ قال : ما أحب ذلك ، قلت :
(1) في " ص " هنا " أبي " مزيد خطأ لكن في " القرى " من رواية مجاهد أيضا " يا بني أبي طلحة " . [ (2) أخرج ابن عائذ من مرسل عبد الرحمن بن سابط ، ومن طريق ابن جريج أيضا أن عليا قال ذلك ، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، راجع الفتح 8 : 14 وروى الطبراني في الكبير والاوسط من حديث ابن عباس مرفوعا : خذوها يا بني طلحة ! خالدة تالدة . لا ينزعها منكم إلا ظالم ، يعني حجابة الكعبة ، كذا في المجمع 3 : 285 . ]
[ 86 ]
أرأيت لو أن الحجبة (1) حانت الصلاة وهم فوقها ، أتكره أن يصلوا فوقه ساعتئذ ؟ قال : نعم ، أكرهها . [ 9079 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن قوما سألوا معاوية عن مكان ليس فيه قبلة ، فسأل ابن عباس ، فقال : ظهر الكعبة . ] [ 9080 - عبد الرزاق عن ابن مجاهد عن أبيه قال : كتب هرقل إلى معاوية يسأله عن ثلاثة أشياء ، أي مكان إذ صليت فيه ظننت أنك لم تصل إلى القبلة ؟ وأي مكان طلعت فيه الشمس مرة ولم تطلع فيه قبل ولا بعد ؟ وعن المحو الذي في القمر ، قال : فابتغى معاوية علم ذلك ، وكان يحب أن يعلمه من غير ابن عباس ، فلم يجده ، فكتب فيه إلى ابن عباس ، فكتب إليهم : أما المكان الذي إذا صليت فيه ظننت أنك لم تصل إلى القبلة فهو ظهر الكعبة ، وأما المكان الذي (2) طلعت فيه الشمس مرة ولم تطلع فيه قبل ولا بعد فالبحر ، حين فرقه الله لموسى ، وأما المحو الذي في القمر ، فالله تعالى يقول : (فمحونا آية الليل) (3) فهو المحو ] . [ باب قرني الكبش ] 9081 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني بعض الحجبة (4)
(1) جمع حاجب . (2) في " ص " هنا " إذا " زيدت خطأ . (3) سورة الاسراء ، الاية : 12 . (4) أخرجه الواقدي والازرقي عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة ، كذا في " القرى " ص 472 . (*)
[ 87 ]
قال : جرد شيبة بن عثمان الكعبة قبل الحريق من ثياب كان أهل الجاهلية كسوها إياها ، فخلقها (1) وطيبها ، قال : فترك فيها قرني الكبش في ظاهرها في البنيان في نحو قبلة المقام ، قلت : وما تلك الثياب ؟ قال (2) : من كل نحو كرار ، وخير من ذلك (3) . 9082 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عبد الحميد (4) ابن شيبة بن عثمان ، وسألته هل كان في البيت قرنا كبش ؟ قال : نعم ، كانا فيه ، قلت : أرأيتهما ؟ قال : حسبت ، ولكن أخبرني عبد الرحمن بن بابيه أن قد رآهما (5) ، قال : وغيره ما (6) قد رآهما فيه ، قال : ويقولون : إنهما قرنا الكبش الذي ذبح إبراهيم (7) . قال ابن جريج : وقالت صفية ابنة شيبة : كانا فيه قرنا الكبش (8) . وحدثت أن ابن عباس قال : كانا فيه . قال وحدثت عن عجوز قال : رأيتهما فيه ، بهما مغرة مشق (9)
(1) أي الكعبة . (2) هنا في " ص " " قرني الكبش في ظاهرها " كرره الناسخ سهوا . (3) أخرجه الازرقي من طريق هشام بن سليمان المخزومي عن ابن جريج 1 : 174 (4) في " ص " " عبد الله " وهو عندي من تحريفات الناسخ . (5) أخرج الازرقي من طريق هشام بن سليمان عن ابن جريج عن عبد الله بن شيبة بن عثمان قال : سألته هل كان في الكعبة قرنا كبش ؟ قال : نعم كانا فيها ، قلت : رأيتهما ؟ قال : حسبت أنه قال : أبي أخبرني أنه رآهما 1 : 147 . (6) لعل " ما " مزيدة خطأ . (7) أخرجه الازرقي . (8) أخرجه الازرقي 1 : 147 .
(9) المشق : الطين الاحمر ، وهو المغرة بالفتح وبفتحتين ، والمغرة بالضم : لون الحمرة ليس بناصع . (*)
[ 88 ]
[ 9083 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور بن صفية (1) عن خاله (2) عن أمه (3) عن امرأة من بني سليم قالت : سألت عثمان : لم أرسل إليك النبي صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من الكعبة ؟ قال : بعث (4) إلي فقال : إني رأيت قرني الكبش ، فلم آمرك أن تخمرها ، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شئ يشغل (5) مصليا (6) . ] [ باب الحلية التي في البيت ، وكسوة الكعبة 9084 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو عن الحسن قال : قال عمر بن الخطاب : لو أخذنا ما في هذا البيت - يعني الكعبة - فقسمناه ، فقال له أبي بن كعب : والله ما ذلك لك (7) ، قال : لم ؟ قال : لان الله قد بين (8) موضع كل مال ، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : صدقت (9) . ]
(1) هو منصور بن عبد الرحمن الحجبي ، كما في مسند الحميدي . (2) هو مسافع بن شيبة ، صرح به الحميدي ، وحرفه الناسخ في " ص " فجعله " خالد " . (3) يعني أم منصور ، وهي صفية بنت شيبة . (4) هو الصواب عندي وفي " ص " " فكتب " . (5) كذا في الحميدي و " د " وفي " ص " " يسفل " . (6) أخرجه الحميدي عن ابن عيينة 1 : 257 و " د " عن سعيد بن منصور وغيره عنه - ص 277 والازرقي 1 : 147 . (7) في " ص " " ما ذال لك " والصواب إما ما أثبت وإما " ماذا لك " .
(8) في " ص " " تبين " . (9) أخرج البخاري و " د " و " ن " نحوه ، ولكن فيه مكالمة شيبة بن عثمان مع عمر بدل أبي ابن كعب . (*)
[ 89 ]
[ 9085 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت أن عمر بن الخطاب كان يكسوها القباطي . قال : وأخبرني غير واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم كساها القباطي والحبرات ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وإن أول من كساها الديباج عبد الملك ابن مروان ، وإن (1) من أدركها من الفقهاء قالوا : أصاب ، ما نعلم لها من كسوة أوفق لها منه (2) . ] [ 9086 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : بلغنا أن تبعا أول من كسا الكعبة الوصائل (3) ، فسترت بها ، قال ابن جريج : وقد زعم بعض علمائنا إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم (4) ، والله أعلم بذلك . ] [ 9087 - عبد الرزاق عن الاسلمي قال : أخبرني هشام بن عروة أن عبد الله بن الزبير أول من كسا الكعبة الديباج . ] 9088 - عبد الرزاق عن معمر عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت : سألت عائشة : أنكسو الكعبة ؟ فقالت : الامراء يكفونكم ذلك ، ولكن طهرنه أنتن بالطيب .
(1) هنا في " ص " " أول " زاده الناسخ سهوا ، وليس في الفتح . (2) نقله الحافظ في الفتح من هنا . (3) الوصائل : هي ثياب حبرة من عصب اليمن ، كما في الفتح 3 : 298 وتبع الذي كسا الكعبة إسمه أسعد ، كما في الفتح 3 : 297 .
(4) وفي الفتح نقلا من هنا " قال : وزعم بعض علمائنا أن أول من كسى الكعبة إسماعيل عليه السلام " 3 : 397 ويحتمل أن الحافظ نقله بالمعنى . (*)
[ 90 ]
[ باب بنيان الكعبة ] 9089 - عبد الرزاق عن معمر عن الاعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله : (وكان عرشه على الماء) (1) قلت : على أي شئ كان الماء قبل أن يخلق شئ (2) ؟ قال : على متن الريح ، قال ابن جريج : قال سعيد بن جبير : فقال ابن عباس : فكان يصعد إلى السماء بخار كبخار الانهار ، فاستصبر ، فعاد صبيرا (3) فذلك قوله : (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) (4) قال ابن جريج : قال عمرو (5) وعطاء : فبعث الله رياحا ، فصفقت (6) الماء ، فأبرزت في موضع البيت عن خشفة (7) كأنها القبة ، فهذا البيت منها ، فلذلك هي أم القرى (8) .
(1) سورة هود ، الاية : 7 . (2) في " ص " " شيئا " . (3) في النهاية : الصبير (كأمير) : سحاب أبيض متراكب متكاثف ، يعني فتكاثف البخار وتراكم فصار سحابا 2 : 273 . (4) حم السجدة ، الاية : 11 . (5) في " ص " " عمر وعطاء " . (6) صفقت الريح الاشجار : حركها ، والكلمة في " ص " مشتبهة . (7) قال الخطابي : الخشفة واحدة الخشف ، وهي حجارة تنبت في الارض نباتا ، وتروى " خشعة " - بالخاء المعجمة والعين في آخره - وهي أكمة لاطئة بالارض ، وقيل :
هو ما غلبت عليه السهولة ، أي ليس بحجر ولا طين ، كذا في النهاية . (8) في النهاية : (في حديث الكعبة) إنها كانت خشفة على الماء فدحيت منها الارض ، ذكره المحب الطبري من حديث أبي هريرة ، أخرجه سعيد بن منصور ، ومن حديث ابن عباس (ولم يعزه المحب الطبري) راجع " القرى " ص 302 وراجع حديث مجاهد عن عبد الله بن عمرو في الطبري 4 : 6 . (*)
[ 91 ]
قال ابن جريج : قال عطاء : ثم وتدها (1) الله بالجبال كيلا تكفا (2) قال : وكان أول جبل أبو قبيس . [ 9090 - عبد الرزاق عن هشام بن حسان قال : حدثني سوار (3) عن عطاء بن أبي رباح قال : لما أهبط الله آدم كان رجلاه في الارض ، ورأسه في السماء ، يسمع كلام أهل السماء ودعاءهم ، فأنس إليهم ، فهابت الملائكة منه ، حتى شكت إلى الله في دعائها وفي صلاتها ، فأخفضه الله إلى الارض ، فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش ، حتى شكى إلى الله في دعائه وفي صلاته ، فوجهه إلى مكة ، فكان موضع قدمهه (4) قرية ، وخطوته مفازة ، حتى انتهى إلى مكة ، وأنزل الله ياقوتة من ياقوت الجنة ، فكانت على موضع البيت الان ، فلم يزل يطاف (5) به ، حتى أنزل الله الطوفان ، فرفعت تلك الياقوتة ، فبعث الله إبراهيم فبناه ، فذلك قول الله عزوجل : (وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت) (6) . ] [ 9091 - عبد الرزاق عن عمر بن حوشب (7) قال : سمعت عمرو بن دينار يذكر أن البيت رفع يوم الغرق . ]
(1) أي رز الجبال في الارض كالوتد ، وجعل الجبال لها أوتادا . (2) أي تقلب وتميل ، ويحتمل " تنكفئ " .
(3) هو سوار بن داود المزني ، يروي عن عطاء ، من رجال التهذيب ، وفي تفسير ابن كثير : سوار ختن عطاء . (4) وفي تفسير ابن كثير " قدميه " و " خطوه " . (5) في تفسير ابن كثير " يطوف " . (6) سورة الحج ، الاية : 26 والحديث نقله ابن كثير من هنا في التفسير 1 : 179 . (7) من رجال التهذيب ، ذكره ابن حبان في " الثقات " . (*)
[ 92 ]
[ 9092 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال : قال آدم : أي رب ما لي لا أسمع أصوات الملائكة ؟ قال : خطيئتك ، ولكن اهبط إلى الارض ، فابن لي بيتا ، ثم احفف كما رأيت الملائكة تحف ببيتي الذي في السماء (1) ، فيزعم (2) أنه بناه من خمسة أجبل : [ حراء ] (3) ومن لبنان ، والجودي ، ومن طور زيتا (4) ، وطور سيناء (5) ، وكان ربضه (6) من حراء (7) ، فكان هذا بناء آدم ، ثم بناه إبراهيم صلى الله عليه وسلم (8) . وذكره عن (9) ابن جريج عن ابن المسيب وغيره . ] 9093 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال : بنيت الكعبة من خمسة أجبل : لبنان ، وطور زيتا ، والجودي ، وطور سيناء ، وحراء ، وكان ربضه (10) من حراء .
(1) ذكره ابن حجر ، ولعله نقله عن ابن أبي حاتم ، راجع 6 : 256 وقال المحب الطبري : رواه أبو صالح عن ابن عباس - ص 303 وأخرج الطبراني نحوه عن عبد الله ابن عمرو بن العاص مع اختلاف في اللفظ وفي بعض المعاني ، راجع المجمع 3 : 288 . (2) في ابن كثير " يزعم الناس " . (3) سقط من " ص " واستدركته من الفتح ، وفي ابن كثير " من حراء " .
(4) طور زيتا : جبل بالقدس مشرف على المسجد الاقصى . (5) ويقال : طور سينين ، وهو الجبل المعروف في صحراء سينا شرقي مصر ، وهذا هو المشهور ، وهناك جبل بفلسطين يقال له طور سيناء أيضا . (6) الربض بالضم : أساس البناء . (7) في " ص " " حواء " . (8) في ابن كثير : " ثم بناه إبراهيم عليه السلام بعد " نقله من هنا ، وقال : صحيح إلى عطاء ولكن في بعضه نكارة 1 : 179 . (9) " عن " عندي مزيدة خطأ . (10) في " ص " " أرض " . (*)
[ 93 ]
[ 9094 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال ناس : أرسل الله سحابة فيها رأس ، فقال الرأس : يا إبراهيم إن ربك يأمرك أن تأخذ قدر هذه السحابة ، فجعل ينظر إليها ، ويخط (1) قدرها ، قال الرأس : أقد فعلت ؟ قال : نعم ، فارتفعت ، فحفر ، فأبرز عن أساس ثابت في الارض (2) . ] 9095 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال مجاهد : أقبل الملك ، والصرد (3) ، والسكينة ، مع إبراهيم صلى الله عليه وسلم (4) من الشام ، فقالت السكينة : يا إبراهيم ربض على البيت ، قال : فذلك لا يطوف بالبيت أعرابي يافز ، ولا ملك من الملوك ، إلا رأيت عليه الوقار والسكينة . [ 9096 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : وضع الله البيت مع آدم ، أهبط الله آدم إلى الارض ، وكان مهبطه بأرض الهند ، وكان رأسه في السماء ، ورجلاه في الارض ، فكانت الملائكة تهابه ، فنقص
إلى ستين ذراعا ، فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم ، فشكى ذلك إلى الله تعالى ، فقال الله : يا آدم إني قد أهبطت (5) لك بيتا ، فطف (6) به كما يطاف حول عرشي ، وصل عنده كما يصلى عند
(1) أي يقدر ويحدد . [ (2) أخرجه الحاكم من حديث علي إلا قوله في آخره " فارتفعت " الخ ، راجع الفتح 6 : 256 وأخرجه الازرقي بتمامه عن علي كما في الكنز 7 ، رقم : 1305 ] . (3) طائر معروف ، وكان دليلا ، كما في الكنز عن الازرقي . (4) أخرجه الازرقي ، وزاد بعده ما سيأتي بعد أحاديث عن ابن أبي طالب . (5) كذا في الطبري والفتح ، وفي " ص " " أهبط " . (6) في ابن كثير " تطوف " وكذا " تصلي " بدل " صل " . (*)
[ 94 ]
عرشي ، فخرج (1) إليه آدم ، فمد له (2) في خطوه ، فكان بين كل خطوة (3) مفازة ، فلم تزل تلك المفاوز بعد ذلك ، وأتى آدم إلى البيت ، فطاف به (4) ، ومن بعده الانبياء (5) . قال معمر : وأخبرني أبان أن البيت أهبط ياقوتة واحدة أو درة واحدة . قال معمر : وبلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا (6) حتى إذ أغرق الله قوم (7) رفعه ، وبقي أساسه ، فبوأه لابراهيم ، فبناه بعد ذلك ، فذلك قول الله : (وإذ بوأنا لابراهيم) (8) الاية . 9097 - عبد الرزاق عن هشام بن حسان قال : حدثني حميد الاعرج عن مجاهد قال : خلق الله موضع هذا البيت قبل أن يخلق
(1) كذا في الطبري والفتح وابن كثير ، وفي " ص " " فأخرج " .
(2) كذا في الطبري والفتح وغيره ، وفي " ص " " ومد إليه " . (3) في ابن كثير " بين كل خطوتين " . (4) أخرجه ابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة ، كما في الفتح إلى هنا 6 : 258 وأخرجه الطبري من طريق محمد بن ثور عن معمر عن قتادة إلى آخره 7 : 961 وظني أن ابن حجر لم ينقله بتمامه ، وأخرجه الطبري من طريق سعيد عن قتادة بزيادة 4 : 6 وذكره المحب الطبري من حديث ابن عمر في " القرى " ص 299 وذكر في ص 303 القول الثالث : أنه أهبط مع آدم عليه السلام ، قاله قتادة . (5) نقله ابن كثير من هنا في التفسير 1 : 179 . (6) أخرج ابن الجوزي في " مثير الغرام " عن ابن عباس قال : إن الله عزوجل وجه السفينة إلى مكة ، فدارت بالبيت أربعين يوما ، ثم وجهها إلى الجودي فاستقرت ، كذا في " القرى " ص 294 . (7) ظني أنه سقط عقيبه كلمة " نوح " . (8) سورة الحج ، الاية : 26 . (*)
[ 95 ]
شيئا من الارض بألفي سنة ، وأركانه في الارض السابعة (1) . [ 9098 - عبد الرزاق عن ابن عيينة قال : حدثني كعب (2) أن البيت كان غثاء (3) على الماء قبل أن يخلق الارض بأربعين سنة ، ومنه دحيت الارض . قال : وحدثنا ابن أبي طالب (4) أن إبراهيم أقبل من آرمينية (5) معه . . . فدله (6) حتى يتبوأ البيت كما يتبوأ العنكبوت بيتها ، قال : فرفعوا عن أحجار الحجر يطيقه - أو قال : لا يطيقه - ثلاثون رجلا (7) ، قال :
(1) ذكره المحب الطبري في " القرى " ص 303 وأخرجه ابن أبي حاتم كما في
الفتح 6 : 256 وأخرج الطبراني بعضه عن عبد الله بن عمرو 3 : 289 ونقله ابن كثير في التفسير من هنا 1 : 179 . (2) قلت : كذا في " ص " " عن ابن عيينة قال : حدثني كعب " وقد رواه ابن أبي حاتم عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن سفيان عن بشر بن عاصم عن سعيد بن المسيب عن كعب الاحبار قال سعيد : وحدثنا علي بن أبي طالب أن إبراهيم أقبل من أرض آرمينية . . . الخ فهذا يدلك على أن هنا في " ص " سقطا فيما بين " ابن عيينة " و " حدثني كعب " . (3) الغثاء بضم الغين : ما يجئ فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ . [ (4) يريد عليا رضي الله عنه . ] (5) من بلاد آسيا الصغرى ، جنوب القفقاز بن أنجاد إيران شرقا والاناضول غربا ، وبين بحر قزوين ومسيل الفرات الاعلى (المنجد) . (6) في الكنز " ومعه السكينة تدله على موضع البيت " 7 : 146 وكذا في تفسير ابن كثير معزوا لابن أبي حاتم 1 : 178 فتحقق أنه سقط من " ص " " السكينة " وأن " فدله " مصحف عن " تدله " . (7) وفي الكنز " فحفر من تحت السكينة فأبدى عن قواعد ، ما تحرك القاعدة منها دون ثلاثين رجلا " أخرجه ابن عيينة في جامعه ، و " ص " وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والازرقي و " ك " كذا في الكنز 7 ، رقم : 1304 وفي تفسير ابن كثير : " فكشفت عن أحجار لا يطيق الحجر إلا ثلاثون رجلا " 1 : 178 . (*)
[ 96 ]
قلت : يا أبا محمد (1) ! فإن الله يقول : (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت) (2) قال : فكان (3) ذلك بعد . ] [ 9099 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال ابن المسيب : قال ابن أبي طالب : وكان الله استودع الركن أبا قبيس ، فلما أتى
إبراهيم ، ناداه أبو قيس : يا إبراهيم ! هذا الركن في به (4) فاحتفر عنه ، فوضعه ، فلما فرغ إبراهيم من بنائه ، قال : قد فعلنا أي رب ! فأرنا مناسكنا ، أبرزها لنا ، علمناها ، فبعث الله جبريل فحج به (5) ، حتى أتى عرفة ، فقال : قد عرفت - وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ، فلذلك سميت عرفة - حتى إذا كان يوم النحر ، عرض له الشيطان ، فقال : احصب ، فحصب بسبع حصيات ، ثم اليوم الثاني ، والثالث ، فسد ما بين الجبلين ، يعني إبليس الملعون ، فلذلك كان رمي الجمار ، قال : أعل على ثبير ، فعلاه فنادى بأعلى صوته : يا عباد الله ! أجيبوا الله ، يا عباد الله ! أطيعوا الله ، فسمع دعوته ما بين الابحر السبع ، ممن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، فهو الذي أعطاه الله إبراهيم في المناسك ، قوله : " لبيك اللهم لبيك ، اللهم لبيك لبيك " (6)
(1) أبو محمد كنية سعيد بن المسيب ، والسائل بشر بن عاصم عند ابن أبي حاتم ، كما في تفسير ابن كثير ، وفي هذا دليل آخر على سقوط بعض الاسناد من " ص " . (2) سورة البقرة ، الاية : 127 . (3) في ابن كثير " كان " . (4) كذا في " ص " . (5) أخرجه الطبري كما في الكنز 7 ، رقم : 1306 . (6) كذا في " ص " . (*)
[ 97 ]
فلم يزل على وجه الارض سبعة مسلمون (1) فصاعدا ، فلولا ذلك ، هلكت الارض ومن عليها . قال ابن جريج : وأما مجاهد فقال : علا (2) إبراهيم مقامه ،
فقال : يا عباد الله ! أجيبوا الله ، يا عباد الله ! أطيعوا [ الله ] ، فمن حج اليوم فهو ممن استجاب لابراهيم يومئذ (3) ، فهي التي أعطاها الله إبراهيم في المناسك قوله : " لبيك اللهم لبيك " ثم بناه إبراهيم . ] 9100 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لما أمر إبراهيم أن يوذن في الناس بالحج ، قام على المقام ، فقال : يا عباد الله ! أجيبوا الله ، فقالوا : لبيك ربنا لبيك ، فمن حج فهو ممن أجاب دعوة إبراهيم . 9101 - عبد الرزاق عن أبي سعيد (4) قال : سمعت مجاهدا يقول : تطاول هذا المقام لابراهيم حين قال الله لابراهيم : (أذن في الناس بالحج) (5) في الحج ، حتى كان أطول جبل في الارض ، فنادى نداء أسمع ما بين الابحر السبع ، فقال : يا عباد الله ! أجيبوا الله ، يا عباد الله ! أطيعوا الله ، فقالوا : لباك (6) اللهم أجبناك ، لبيك
(1) كذا في " ص " . (2) في " ص " " على " . (3) أخرجه الطبري مختصرا من طريق حجاج عن ابن جريج 17 : 97 . (4) هو عبد القدوس بن حبيب ، راجع ص 446 من المجلد الرابع . (5) سورة الحج ، الاية : 27 . (6) كذا في " ص " . (*)
[ 98 ]
اللهم أطعناك ، قال : فمن حج إلى أن تقوم الساعة فهو ممن أجاب لابراهيم . 9102 - عبد الرزاق عن ابن مجاهد عن أبيه قال : كانت
الغنم تقتحم فوق ظهر البيت من الحجر من قصره ، حتى بناه إبراهيم وإسماعيل ، قال : وبنياه قبل أن يخرج إليه السوم (1) بخمسة عشر (1) سنة . 9103 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال مجاهد : كان عريشا تقتحمه (2) الغنم ، حتى إذا كان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة (1) عشرة سنة ، بنته قريش ، وكان رومي يتجر إلى مندل (3) حتى إذا كان بالشعيبة (4) انكسرت سفينته ، فأرسل إلى قريش أن هلم لكم ، أمددكم بما شئتم ، من بان (5) ونجار وخشبة ، على أن عليكم حمله ، فتبنوا بيت إبراهيم ، على أن عليكم [ أن ] تجروا لي تجارتي في عيركم (6) ،
(1) كذا في " ص " . (2) أي ترمي بنفسها فيه . (3) كمقعد : بلد بالهند ، ينسب إليه العود ، ويقال للعود أيضا : مندل ، وفي الفتح عن الفاكهي : " وكان يتجر إلى بندر وراء ساحل عدن " فإن كان مندل محفوظا فذاك ، وإلا فأخشى أن يكون مصحفا عن " بندر " . (4) كذا في الفتح أيضا ، وهو كجهينة : واد ، كما في القاموس ، وقال رشدي الصالح في تعليقاته على الازرقي : إنها واقعة في جنوبي جدة ، وتبعد عنها مقدار مرحلتين ، وهي قريبة من الرأس الاسود ، ومعروفة إلى اليوم 1 : 99 . (5) في " ص " " باني " . (6) في الفتح : " فقال لقريش : إن أجريتم عيري مع عيركم إلى الشام أعطيتكم الخشب " خرجه الفاكهي من طريق ابن جريج ، قاله الحافظ في الفتح 3 : 285 . (*)
[ 99 ]
وكان لقريش رحلتان في كل عام ، أما في الشتاء فإلى الشام ، وأما في
الصيف فإلى الحبشة ، قالوا : نعم ، وكان في البيت بئر تكون فيه الحلية والهدية ، فكانت قريش ترتضي لذلك رجلا ، فيكون على تلك البئر وما فيها ، فبينا رجل كان ممن يرتضى لها ، سولت له نفسه أن يختان ، فنظر حتى إذا انقطعت الظلال (1) وارتفعت المجالس ، بسط ثوبه ، ثم نزل فيها ، فأخذ ، م الثانية ، ثم الثالثة ، فقض (2) الله عليه حجرا فيها ، فحبسه فيها . . . (3) رأسه أسفله ، فراح الناس فأخرجوه ، فأعاد ما كان أخرج منها ، فبعث الله ثعبانا فأسكنه إياها ، فكان إذا أحس عند الباب حسا أطلع رأسه ، فلا يقربه خلق من خلق الله ، فلما حضر القوم حاجتهم ، قالوا : كيف بالدابة التي (4) في البيت ، فقال الوليد بن المغيرة : اجتمعوا ، فادعوا ربكم ، فإن تكن الذي أئتمرتم لله رضى ، فهو كافيكموه ، وإلا فلا تستطيعونها ، قال : فدعوا الله ، فبعث الله طائرا فدف (5) على الباب ، فلما أحسته الحية أطلعت رأسها فخطفها ، فذهب بها ، كأنها خشبة ، يقول : كأنها تظنه (6) لا يكاد حملها ، حتى وعلا سلما كانت بمكة ، فلم تر بعد ، وبنت قريش ، فلما جاء
(1) في " ص " " الضلال " خطأ ، وفي النهاية : تقطعت الضلال : قصرت ، لانها تكون بكرة ممتدة ، فكلما ارتفعت الشمس قصرت . (2) هو عندي " فقض " من قض الجدار ، إذا هدمه هدما عنيفا ، وقض الوتد : قلعه . (3) هنا في " ص " كلمة صورتها " محسا " . (4) في " ص " " بالبداية الذي " . (5) دف الطائر : حرك بجناحيه كالحمام . (6) كذا في " ص " . (*)
[ 100 ]
موضع الركن ، تحاسرت (1) القبائل ، فقالت هذه القبيلة : نحن نرفعه ، وقالت هذه القبيلة : نحن نرفعه ، قالوا : فأول رجل يدخل من هذا الباب الاعلى يقضي (2) بيننا ، فدخل محمد صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد ! إقض بيننا ، فقال : ضعوا ثوبا ، ثم ضعوه فيه ، ثم يأخذه من كل قبيلة رجل ، ففعلوا ، وأخذ هو الركن ، فجعل يده محمد (3) ، فكان هو الذي رفعه معهم ، حتى وضعه معهم موضعه الان . 9104 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم ، أجمرت (4) امرأة الكعبة ، فطارت شرارة من مجمرها (5) في ثياب الكعبة ، فاحترقت ، فتشاورت قريش في هدمها ، وهابوا هدمها ، فقال لهم الوليد بن المغيرة : ما تريدون بهدمها ؟ الاصلاح تريدون أم الاساءة ؟ قالوا : نريد الاصلاح ، قال : فإن الله لا يهلك المصلح ، قالوا : فمن الذي يعلوها فيهدمها ؟ قال الوليد بن المغيرة : أنا أعلوها فأهدمها ، فارتقى الوليد بن المغيرة على ظهر البيت ، ومعه الفأس ، ثم قال : اللهم إنا لا نريد إلا الاصلاح ، ثم هدم ، فلما رأته قريش قد هدم منها ، ولم يأتهم ما خافوا ، هدموا معه (6) ، حتى
(1) كذا في " ص " ولعله " تحاسدت " . (2) في " ص " " يقض " . (3) كذا في " ص " . (4) أي بخرت بالطيب . (5) المجمر : ما يوضع فيه الطيب . (6) ذكره ابن حجر في الفتح ، والظاهر أنه نقله من هنا ، ولكنه ذكر عقيبه ، قال عبد الرزاق : وأخبرنا ابن جريج عن مجاهد كان ذلك قبل المبعث بخمس عشرة سنة 3 : 285
وهذا الذي ذكره الحافظ عن المصنف عن ابن جريج عن مجاهد تقدم عند المصنف في أول الحديث الذي قبل هذا . (*)
[ 101 ]
إذا بنوا فبلغوا موضع الركن ، اختصمت قريش في الركن أي القبائل يلي رفعه ؟ حتى كاد يشجر (1) بينهم ، قالوا : تعالوا نحكم أول من يطلع علينا من هذه السكة (2) ، فاصطلحوا على ذلك ، فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو غلام ، عليه وشاحا (3) نمرة ، فحكموه ، فأمر بالركن ، فوضع في ثوب ، ثم أمر سيد كل قبيلة ، فأعطاه ناحية من الثوب ، ثم ارتقى هو ، [ فرفعوا ] (4) إليه الركن ، فكان هو يضعه (5) . 9105 - عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال : لما هدم البيت في الجاهلية ثم بنوه ، حتى إذا بلغوا موضع الركن خرجت عليهم حية ، كأن عنقها عنق بعير ، فهاب الناس أن يدنو منها أحد ، قال : فجاء طائر فظلل نصف مكة ، فأخذها برجلها ، ثم حلق بها حتى قذفها في البحر . قال مجاهد : وخرجوا يوما في عيد لهم ، فنزع رجل من البيت حجرا ، ثم سرف في حليته وتحرد (6) ، ثم عاد ليسرق ، فلصق الحجران على رأسه ، فأتاه الناس ورأسه راس فيهما .
(1) شجر بينهم أمر : تنازعوا فيه . (2) السكة : الطريق المستوي . (3) في المغازي : " وشاح نمرة " . (4) سقط من " ص " وقد استدركته من ابن كثير 2 : 300 . (5) أخرجه يعقوب بن سفيان عن أصبغ بن فرج عن ابن وهب عن يونس عن الزهري ،
قال ابن كثير : فيه من الغرابة قوله : " فلما بلغ الحلم " والمشهور أن هذا كان وعمره صلى الله عليه وسلم خمس وثلاثون سنة ، نص عليه إبن إسحاق 2 : 300 وسيأتي بهذا الاسناد في المغازي ، وأخرجه الازرقي من طريق عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر 1 : 99 و 100 . (6) كذا في " ص " . (*)
[ 102 ]
[ 9106 - عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله (1) عن أبي الطفيل قال : كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم (2) ليس فيها مدر ، وكانت قدر ما يقتحمها (3) العناق ، وكانت غير مسقوفة ، إنما توضع ثيابها عليها ، ثم يسدل سدلا عليها ، وكان الركن الاسود موضوعا على سورها ، باديا (4) ، وكانت ذات ركنين كهيئة هذه الحلقة (5) ، فأقبلت سفينة من أرض الروم ، حتى إذا كانوا قريبا من جدة انكسرت السفينة ، فخرجت قريش ليأخذوا خشبها ، فوجدوا روميا عندها ، فأخذوا الخشب ، أعطاهم إياها ، وكانت السفينة تريد الحبشة (6) ، وكان الرومي الذي في السفينة نجارا ، فقدموا بالخشب ، وقدموا بالرومي ، فقالت قريش : نبني بهذا الخشب بيت ربنا ، فلما أن أرادوا هدمه ، إذا هم بحية على سور البيت ، مثل قطعة الجائز (7) سوداء الظهر ، بيضاء البطن ، فجعلت كلما دنا أحد من البيت ليهدمه ، أو يأخذ من حجارته ، سعت إليه فاتحة فاها ، فاجتمعت قريش عند الحرم ، فعجوا (8) إلى الله ، وقالوا : ربنا ! لم نرع ، أردنا تشريف بيتك وترتيبه ، فإن كنت
(1) هو ابن عثمان بن خثيم ، ففي مسند أحمد " عن ابن خثيم " . (2) الرضم : صخور بعضها على بعض . (3) في " ص " وكذا في المجمع " يفتحها " وهو تحريف ، واقتحمه : رمى بنفسه
فيه ، ثم وجدت في الفتح كما حققت . (4) وفي المجمع " تأدبا " وهو عندي تصحيف . (5) في المجمع " كهيئة الحلقة " ، وفي الفتح كما هنا مع صورة الحلقة ، وهي هذه " . " D (6) في المجمع " الجليثية " وهو تحريف . (7) الجائز : الخشبة التي توضع عليها أطراف العوارض في سقف البيت ، والعوارض : خشب سقف البيت المعرضة . (8) رفعوا أصواتهم . (*)
[ 103 ]
ترضى بذلك ، وإلا فما بدالك فافعل ، فسمعوا خوارا (1) في السماء ، فإذا هم بطائر أعظم من النسر ، أسود الظهر ، وأبيض البطن والرجلين ، فغرز مخالبه في قفا الحية ، ثم انطلق بها يجرها (2) ، وذنبها أعظم من كذا وكذا ، ساقط (3) حتى (4) انطلق بها نحو أجياد ، فهدمتها قريش ، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي ، تحملها قريش على رقابها ، فرفعوها في السماء عشرين ذراعا ، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة ، إذ ضاقت (5) عليه النمرة ، فذهب يضع النمرة على عاتقه ، فبدت عورته من صغر النمرة ، فنودي يا محمد ! خمرعورتك ، فلم ير عريانا بعد ذلك ، وكان بين الكعبة (6) وبين ما أنزل الله عليه خمس سنين ، وبين مخرجه وبنائها خمس عشرة سنة (7) ، فلما كان
(1) كذا في المجمع ، وهو صوت البقر ، وفي " ص " " خوانا " . (2) في " ص " " يحدها " وفي المجمع " بحرها " . (3) في المجمع " ساقطا " . (4) في المجمع " فانطلق " وفي " ص " " حتى إذا انطلق " ولما لم يكن فيما بعده جواب
" إذا " حذفتها . (5) كذا في المجمع ومسند أحمدو الفتح ، وفي " ص " " طافت " . (6) في المجمع " وكان يرى بين بناء الكعبة " وفي الفتح " وكان بين ذلك وبين المبعث " وليس في الفتح ما بعدها . (7) كذا في " ص " وأما ابن حجر فلم يزد على قوله : " وكان بين ذلك وبين المبعث خمس سنين " ولم يذكر ما بعده ، بل ذكر عقيبه حديث معمر عن الزهري في إرتقاء الوليد بن المغيرة الكعبة وهدمها لاصلاحها ، ثم قال : قال عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال مجاهد : كان ذلك قبل المبعث بخمس عشرة سنة ، راجع الفتح 3 : 285 وهذا الذي ذكره ابن حجر عقيب حديث معمر عن الزهري هو عند المصنف قبل هذا بحديثين في أول حديث طويل . ثم اعلم أن الحافظ جعلها قولين ، الاول : جزم به ابن اسحاق ، وبالثاني جزم موسى بن أبي عقبة ، قال الحافظ : أخرج حديث أبي الطفيل عبد الرزاق ، ومن طريقه = (*)
[ 104 ]
جيش الحصين بن نمير ، فذكر حريقها في زمان ابن الزبير ، فقال ابن الزبير : إن عائشة أخبرتني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لولا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة ، فإنهم تركوها سبعة أذرع في الحجر ، ضاقت بهم النفقة (1) ، والخشب ، قال ابن خثيم : فأخبرني ابن أبي مليكة عن عائشة أنها سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ولجعلت لها بابين : شرقيا وغربيا ، يدخلون من هذا ، ويخرجون من هذا ، ففعل ذلك ابن الزبير ، وكانت قريش جعلت لها درجا ، يرقى الذي يأتيها عليها ، فجعلها ابن الزبير لاصقة بالارض (2) ، فقال ابن خثيم : وأخبرني ابن سابط أن زيدا (3) أخبره أنه لما (4) بناها ابن الزبير كشفوا عن القواعد ، فإذا بحجر (5) منها مثل الخلفة (6)
متشبكا (7) بعضها ببعض ، إذا حركت بالعتلة (8) تحرك الذي من ناحية (9) الاخرى ، قال ابن سابط : ورأيت زيدا (10) ليلا بعد العشاء في ليلة
= الحاكم والطبراني ، قلت : وقد أخرج الامام أحمد طرفا منه في أواخر المجلد الخامس . (1) أخرجه البخاري من وجه آخر عن عائشة 3 : 286 . (2) أخرجه البخاري من وجه آخر في " العلم " . (3) ابن سابط هو عبد الرحمن ، وزيد هو ابن ثابت فيما أرى . (4) غير واضحة في " ص " . (5) كذا في " ص " وفي الفتح " الحجر " . (6) الخلفة بفتح الخاء وكسر اللام : الناقة الحاملة ، وفي " ص " الحلقة " خطأ . (7) في الفتح " والحجارة مشبكة بعضها ببعض " . (8) العتلة محركة : العصا الضخمة من حديد يهدم بها الحائط ، والهراوة الغليظة . () كذا في " ص " والصواب " الناحية الاخرى " أو " ناحيته الاخرى " . (10) لعل الصواب " قال ابن سابط عن زيد قال : رأيت ليلا " أو ما في معناه . (*)
[ 105 ]
مقمرة ، فرأيتها أمثال الخلف (1) متشبكة (2) أطراف بعضها ببعض . ] 9107 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب وكثير بن كثيربن المطلب بن أبي وداعة - يزيد أحدهما على الآخر - عن سعيد بن جبير قال : سلوني يا معشر الشباب ! فإني أوشكت أن أذهب من بين أظهركم ، فأكثر الناس مسألته ، فقال له رجل : أصلحك الله ، أرأيت المقام هو كما كنا نتحدث ؟ قال : ماذا كنت تتحدث ؟ قال كنا نقول : إن إبراهيم عليه السلام حين جاء عرضت عليه أم إسماعيل النزول ، فأبى ، فجاءت بهذا الحجر (3) ، فقال : ليس كذلك ، قال
سعيد : قال ابن عباس : أول ما اتخذت النساء المنطق (4) من قبل أم إسماعيل ، إتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ، ثم جاء بها أبراهيم وبابنها إسماعيل ، وهي ترضعه ، حتى وضعهما عند البيت ، عند دوحة (5) فوق زمرم ، في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك ، ووضع عندهما جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء ، ثم قفى (6) إبراهيم منطلقا ، فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم ! أين تذهب ؟ وتتركنا بهذا الموضع ، ليس
(1) الخلف ككتف : المخاض ، وهي الحوامل من النوق والواحدة بهاء (قا) . (2) في " ص " " متشبطة " خطأ . (3) لم يخرجه البخاري وقد أخرج ما بعده ، وأما هذا فأخرجه الازرقي من طريق مسلم بن خالد ، والفاكهي من طريق محمد بن جعشم كلاهما عن ابن جريج كما في الفتح 6 : 251 . (4) بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء : ما يشد به الوسط . (5) بفتح المهملة وسكون الواو : الشجرة الكبيرة . (6) من التقفية : أي ولى راجعا إلى الشام . (*)
[ 106 ]
فيه إنس (1) ولا شئ ؟ فقالت له ذلك مرارا ، وهو لا يلتفت إليها ، فقالت له : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذا لا يضيعنا ، ثم رجعت ، فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية (2) حيث لا يرونه ، استقبل بوجهه البيت ، ثم دعا بهذه الدعوات (3) * (رب (4) إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) * - حتى - * (يشكرون) * (5) وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل ، وتشرب
من ذلك الماء ، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت ، وعطش ابنها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى - أو قال يتلبط (6) - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر ، هل ترى أحدا ؟ فلم تر أحدا ، فهبطت من الصفا ، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ، وسعت سعي الانسان المجهود (7) ، حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة ، فقامت عليها ، ونظرت هل ترى أحدا ، فلم تر أحدا ، ففعلت ذلك سبع مرات ، قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فلذلك سعى الناس بينهما ، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا ، فقالت : صه (8) ، تريد نفسها ، ثم
(1) في البخاري " أنيس " . (2) بفتح المثلثة وكسر النون وتشديد التحتانية (3) زاد البخاري " ورفع يديه فقال " . (4) في القرآن " ربنا " . (5) سورة ابراهيم ، الآية : 37 . (6) أي يتمرغ ويضرب بنفسه الارض ويقرب منها . (7) أي الذي أصابه الجهد وهو الامر المشق . (8) بفتح المهملة وسكون الهاء ، وبكسرها منونة ، كأنها خاطبت نفسها فقالت لها : اسكتي . (*)
[ 107 ]
تسمعت فسمعت أيضا ، ثم قالت : قد أسمعت إن كان عندك غواث (1) فإذا بالملك عند موضع زمزم ، يبحث (2) بعقبه - أو قال بجناحه - حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوضه (3) هكذا ، وتقول بيدها ، وجعلت تغرف من الماء (4) في سقائها ، وهي تغور (5) بقدر ما (6) تغرف ، قال ابن
عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ، - أو قال : لم تغرف من الماء - كانت زمزم عينا معينا (7) قال : فشربت ، وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك : لا تخافوا الضيعة ، فإن ها هنا (8) بيت الله ، يبنيه هذا الغلام وأبوه ، [ و ] إن الله لا يضيع أهله ، وكان البيت مرتفعا من الارض كالرابية (9) ، تأتيه السيول ، تأخذ عن يمينه وشماله ، فكانوا (10) كذلك ، حتى مرت بهم رفقة (11) من جرهم - أو أهل بيت من جرهم - مقبلين من طريق كداء ، فنزلوا بأسفل مكة ، فرأوا طائرا حائما (12) ، فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء ،
(1) أي معونة ، وجواب الشرط محذوف ، تقديره فأغثني . (2) الكلمة مشتبهة في " ص " وكأنها " يحرث " وفي البخاري " فبحث بعقبه " . (3) من التحويض ، أي تجعله مثل الحوض . (4) في " ص " " من المعا " خطأ . (5) في الصحيح " وهو يفور " . (6) في الصحيح " بعدما " . (7) أي ظاهرا جاريا على وجه الارض . (8) في الصحيح " هذا " . (9) بالموحدة ثم المثناة . (10) في الصحيح " فكانت " أي هاجر . (11) بضم الراء ، وهم الجماعة المختلطون سواء كانوا في سفر أم لا . (12) الذي يحوم على الماء ويتردد ، ولا يمضي عنه . (*)
[ 108 ]
لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء ، فأرسلوا جريا (1) أو جريين ، فإذا
هم بالماء ، فرجعوا ، فأخبروهم بالماء ، وأم إسماعيل صلى الله عليه وسلم عند الماء (2) ، فقالوا : تأذنين (3) لنا أن ننزل عندك ؟ قالت : نعم ، ولكن لا حق لكم في الماء ، قالوا : نعم . قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الانس ، فنزلوا ، وأرسلوا إلى أهليهم ، فنزلوا معهم ، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم ، وشب الغلام ، وتعلم العربية منهم ، أنفسهم (4) وأعجبهم حين شب الغلام ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ، وماتت أم إسماعيل ، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته (5) ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا (6) ثم سأل عن هيئتهم وعن عيشهم (7) ، فقالت : نحن بشر ، في ضيق وشدة ، وشكت إليه ، قال : فإذا جاء زوجك ، فاقريه (8) السلام ، وقولي له يغير عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل كأنه أنس شيئا ، قال : فهل جاءكم من أحد ؟ قالت : نعم ، جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك ، فأخبرته ، وسألنا عن عيشنا فأخبرته
(1) أي رسولا ، وقد يطلق على الوكيل وعلى الاجير . (2) في الصحيح : " فأقبلوا ، قال : وأم إسماعيل عند الماء " . (3) في الصحيح : " أتأذنين " وفي " ص " " تأذني " . (4) أي كثرت رغبتهم فيه ، وفي " ص " " وأنفسهم " بزيادة الواو خطأ . (5) بكسر الراء : أي يتفقد حال ما تركه هناك . (6) أي يطلب لنا الرزق . (7) كذا في " ص " عندي ، وفي الصحيح بالعكس . (8) كذا في " ص " وفي الصحيح " اقرئي عليه السلام " . (*)
[ 109 ]
أنا في شدة وجهد ، قال : أبي ، (1) أوصاك بشئ ؟ قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول : غير عتبة (2) بابك ، قال : ذلك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك ، إلحقي بأهلك ، فطلقها ، ثم تزوج أخرى ، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ، ثم أتاهم بعد ذلك ، فلم يجده ، فدخل على امرأته ، فسأل عنه ، قالت : خرج يبتغي لنا ، قال : كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم ، قالت : بخير ، ونحن في سعة ، وأثنت على الله ، قال : ما طعامكم ؟ قالت : اللحم ، قال : فما شرابكم ؟ قالت : الماء ، قال : اللهم بارك لهم في اللحم [ والماء ] (3) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : يومئذ لم يكن حب ، ولو كان لهم حب دعا لهم فيه ، قال : فهما لا يخلو عليهما (4) أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه ، قال : فإذا جاء زوجك (5) فاقرئي (6) عليه منى السلام ، وأمريه أن يثبت عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل قال : هل أتاك أحد ؟ قالت : نعم ، أتانا شيخ حسن الهئية - وأثنت عليه - وسألني (7) عنك فأخبرته ، وسألني عن عيشنا ، فقلت : إنا بخير ، قال : هل أوصاك بشئ ؟ قالت : هو يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : أن تثبت عتبة دارك ، قال :
(1) في الصحيح " فهل " . (2) بفتح المهملة والمثناة والموحدة : كناية عن المرأة . (3) سقط من " ص " واستدركته من الصحيح . (4) خلوت بالشئ واختليت ، إذا لم أخلط معه غيره . (5) في " ص " " رجل " خطأ . (6) كذا في الصحيح وفي " ص " " فاقري " .
(7) في " ص " " واسألني " وفي الصحيح " فسألني " . (*)
[ 110 ]
ذلك أبي وأنت (1) العتبة ، فأمرني أن أمسكك ، ثم لبث عنهم ما شاء الله ، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري (2) نبلا له تحت دوحة (3) قريب (4) من زمزم ، فلما رآه قام ، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد (5) ، ثم قال : يا إسماعيل إن الله يأمرني أن أبتني بيتا هاهنا (6) ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على (7) ما حولها ، يأتيها السيل من ناحتيها (8) ولا يعلو عليها ، فقاما يحفران عن القواعد ، فعند ذلك رفع القواعد من البيت ، فجعل إبراهيم يأتي بالحجارة وإسماعيل يبني (9) ، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر ، فوضعه له ، فقام عليه ، وهو يبني وإسماعيل يناوله ، وهما يقولان : * (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) * (10) فجعلا يبنيان حتى يدورا (11) حول البيت ، وهما يقولان :
(1) في " ص " " أنتي " . (2) في " ص " " يبرا " خطأ ، ويبري ، أي ينحت ، والنبل : هو السهم قبل أن يركب فيه نصله وريشه . (3) هي التي نزل إسماعيل وأمه تحتها . (4) في الصحيح " قريبا " . (5) زاد في الصحيح " والولد بالوالد " وظني أنه سقط من هنا . (6) وكان عمر إبراهيم يومئذ مئة سنة وعمر إسماعيل ثلاثين سنة ، كما في حديث أبي جهم عند الفاكهي ، كذا في الفتح 6 : 255 . (7) كذا في الصحيح ، وفي " ص " " إلى " . (8) كذا في " ص " والصواب عندي " من ناحيتيها " . (9) كذا في " ص " وأخشى أن يكون وهما أو سهوا ، ففي الصحيح : أن إسماعيل
كان يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني ، وقد رواه " خ " من طريق المصنف ، وكذا في حديث إبراهيم بن نافع كثير بن كثير بن المطلب أيضا عند " خ " . (10) سورة البقرة ، الآية : 127 . (11) كذا في الصحيح ، وفي " ص " " فجعل يبنيان حتى يدوارا " . (*)
[ 111 ]
* (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) * (1) . قال معمر : وسمعت رجلا يقول : كان إبراهيم يأتيهم عل البراق (2) ، قال : وسمعت رجلا آخر يقول : بكيا حين التقيا حتى أجابتهم الطير . قال معمر : إن عمر بن الخطاب قال لقريش : إنه كان ولاة هذا البيت قبلكم طسم (3) فتهانوا به ، ولم يعظموا حرمته ، فأهلكهم [ الله ] ، ثم وليه بعدهم جرهم ، فتهاونوا فيه (4) ، ولم يعظموا حرمته ، فأهلكهم الله ، فلا تهاونوا به ، وعظموا حرمته (5) . ] 9108 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن المجالد عن الشعبي قال : لما فرغ إبراهيم وإسماعيل [ من ] (6) القواعد من البيت ، قال إبراهيم لاسماعيل : ائتني بحجر أجعله علما يهتدي الناس منه ، فأتاه بحجر فلم يرضه ، قال : إذهب فائتني بحجر غير هذا ، قال : وأوتي إبراهيم بالحجر الاسود ، فأتى إسماعيل بالحجر ، فقال له إبراهيم :
(1) انتهت رواية البخاري إلى هنا ، وقد أخرجه عن عبد الله بن محمد عن المصنف بهذا السند 6 : 250 - 256 ثم أخرجه من حديث إبراهيم بن نافع عن كثير من كثير أيضا . (2) في الفتح : ففي حديث أبي جهم عند الفاكهي كان إبراهيم يزور هاجر كل شهر على البراق ، يغدو غدوة فيأتي مكة ، ثم يرجع ، فيقيل في منزله بالشام ، وروى الفاكهي من حديث علي بإسناد حسن نحوه ، وأن إبراهيم كان يزور إسماعيل
وأمه على البراق 6 : 254 . (3) انظر تاريخ ولاية " طسم " و " جرهم " وأنسابهما في " شفاء الغرام " 1 : 353 - 378 . (4) كذا في " ص " ولعل الصواب " به " . (5) أخرجه الازرقي من طريق عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن قتادة أن عمر ، فذكره ، كذا في " شفاء الغرام " 1 : 356 . (6) سقطت من " ص " . (*)
[ 112 ]
قد أتاني به من لم يكلني إلى حجرك (1) . ] 9109 - عبد الرزاق عن معمر قال : بلغني أن الحجر مكث على أبي قبيس أربعين سنة ، كأنه ثغامة بيضاء (2) . باب سنة الشرب من زمزم والقول إذا شربته 9110 - عبد الرزاق عن زمعة بن صالح (3) قال : أخبرني عمرو ابن دينار أن ابن عباس قال : شرب (4) زمزم بأخذ الدلو ، ثم يستقبل القبلة فيشرب منها حتى يتضلع ، فإنه لا يتضلع منها منافق . 9111 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر ، ولا أعلم الثوري إلا قدحدثناه عن عثمان [ بن ] (5) الاسود عن ابن أبي مليكة قال : كنت [ عند ] (5) ابن عباس ، فجاءه رجل ، فجلس إلى جنبه ، فقال له ابن عباس : من أين جئت ؟ قال : شربت من زمزم ، قال : شربتها كما ينبغي ؟
(1) روى الفاكهي نحوه من حديث أبي جهم ، وروى نحوه ابن أبي حاتم من طريق السدي ، وأنه كان بالهند ، وكان ياقوتة بيضاء مثل الثغامة ، وهي بالمثلثة والمعجمة : طير أبيض كبير ، كذا في الفتح 6 : 256 . (2) أخرج الطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو قال : نزل الركن الاسود
من السماء ، فوضع على أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء ، فمكث أربعين سنة ، ثم وضع على قواعد إبراهيم ، كذا في المجمع 3 : 243 ففي هذا " كأنه مهاة " وفي " ص " " كأنه ثغامة " ويؤيده ما تقدم نقله من الفتح . (3) من رجال التهذيب (4) كذا في " ص " (5) كذا في ابن ماجه ، وقد سقط من " ص " . (*)
[ 113 ]
قال : وكيف ينبغي ؟ يابن عباس ! قال : تستقبل القبلة ، وتسمي (1) الله ثم تشرب ، وتتنفس ثلاث مرات ، فإذا فرغت حمدت الله تعالى ، وتتضلع (2) منها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم (3) . 9112 - عبد الرزاق عن الثوري قال : سمعت من يذكر أن ابن عباس شرب من زمزم ، ثم قال : أسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وشفاء من كل داء (4) . [ باب زمزم وذكرها 9113 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عبد المطلب لما أنبط (4) زمزم بنى عليها حوضا ، فطفق هو وابنه الحارث ينزعان فيملان (5) ذلك الحوض ، فيشربان منه الحاج ، فيكسره أناس من حسدة (6) قريش بالليل ، ويصلحه عبد المطلب حين يصبح ، فلما أكثروا إفساده ، دعا
(1) في " ص " " تسم " . (2) التضلع : الاكثار من الشرب حتى يتمدد جنبه وأضلاعه . (3) أخرجه ابن ماجه من طريق عبيدالله بن موسى عن عثمان بن الاسود عن محمد
ابن عبد الرحمن بن أبي بكر - ص 226 والدارقطني من طريق إسماعيل بن زكريا عن عثمان بن الاسود عن ابن أبي مليكة كلاهما عن ابن عباس - ص 284 . (4) أخرجه الدارقطني من حديث عكرمة عن ابن عباس - ص 284 . (4) أنبط البئر : استخرج ماءها ، والشئ : أظهره بعد خفاء . (5) في " ص " " فيمليان " . (6) جمع حاسد . (*)
[ 114 ]
عبد المطلب ربه ، فأري في المنام ، فقال : قل : اللهم إني لا أحلها لمغتسل (1) ولكن هي لشارب حل وبل (2) ، ثم كفيتهم ، قال عبد المطلب حين أجفلت (3) قريش في المسجد ، فنادى بالذي أري ، ثم انصرف ، فلم يكن يفسد حوضه ذلك عليه أحد إلا رمي بداء في جسده ، حتى تركوا له حوضه وسقايته (4) . ] 9114 - عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني ابن طاووس عن أبيه قال : أخبرني من سمع عباس بن عبد المطلب يقول : وهو قائم عند زمزم ، وهو يرفع ثيابه بيده ، وهو يقول : اللهم إني لا أحلها لمغتسل ، ولكن هي لشارب - أحسبه قال - ومتوضئ حل وبل (5) . 9115 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أنه سمع
(1) كذا في " المغازي " وكذا في تاريخ ابن كثير معزوا للاموي وأبي عبيد من حديث ابن المسيب ، وفي " ص " هنا " لمعارب " وهو عندي تحريف " لمغتسل " ثم وجدت في الازرقي كما حققت . (2) البل بالكسر : المباح ، وقيل هو الشفاء ، أخرجه الاموي وأبو عبيد وابن كثير 2 : 247 . (3) الاجفال : الاسراع ، والنص في " ص " كما أثبت ، ولتراجع نسخة أخرى ،
وفي الازرقي " اختلفت " . (4) أخرجه الازرقي من طريق عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر 2 : 33 و 34 . وأخرجه المصنف في (المغازي) في حديث طويل . (5) أخرجه سعيد بن منصور وأبو عبيد في غريب الحديث ، قال سفيان : قوله : " لاأحلها لمغتسل " يعني لمغتسل فيها ، وذلك أنه وجد رجلا من بني مخزوم وقد نزع ثيابه ، وقام يغتسل من حوضها عريانا ، وفي رواية " ما أحلها لمغتسل " يعني في المسجد ، قاله تنزيها للمسجد ، كذا في " القرى " ص 449 وراجع ابن كثير 2 : 247 . (*)
[ 115 ]
ابن عباس يقول أيضا : وهو قائم عند زمزم ، مثل ذلك (1) 9116 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد (2) عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن زييد بن الصلت (3) أخبره أن كعبا قال : لزمزم برة ، مضنونة (4) ، ضن بها (5) لكم أول من أخرجت له - إسماعيل - قال كعب في هذا الحديث : ونجدها طعام طعم ، وشفاء سقم (6) . 9117 - عبد الرزاق عن زمعة بن صالح قال : حدثني سلمة بن وهرام قال : أخبرني من سمع تبيعا (7) يقول عن كعب قال : لما دخل زمزم دخلها ببعيره ، ثم شرب منها ، وأفرغ على ثيابه ، فقيل له : لم تبل ثيابك ؟ يا أعرابي ! قال : أنتم لا تعرفون هذه ، هذه في كتاب الله برة ، شراب الابرار ، زمزم ، لا تنزف (8) ، ولا تذم (9) ،
(1) أخرجه أبو عبيد عن ابن مهدي عن الثوري عن عبد الرحمن بن علقمة أنه سمع ابن عباس ، قال ابن كثير : هذا صحيح إليهما (أي العباس وابنه) 2 : 247 . (2) أخرجه الازرقي من طريق عثمان بن ساج عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي
بريدة ، (كذا في المطبوعة) والصواب ما هنا 2 : 42 . (3) من ثقات التابعين ، ترجمته في " التعجيل " . (4) في " ص " " مصونة " . (5) كذا في الازرقي وفي " ص " " طن لها " . (6) أخرجه الازرقي عن كعب الاحبار ولفظه : " إني لاجد في كتاب الله المنزل أن زمزم طعام طعم وشفاء سقم ، أول من سقي ماءها إسماعيل عليه السلام " 2 : 42 . (7) هو الحميري ، من رجال التهذيب . (8) أي لا يستأصل ماءها نزحا . (9) لاتلفى مذمومة ، أو لا يقل ماؤها ، من قولهم : بئرذمة ، أي قليلة الماء . (*)
[ 116 ]
واسمها رواء ، طعام طعم ، وشفاء سقم (1) . [ 9118 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن علي قال : خير واديين في الناس ذي (2) مكة ، وواد في الهند ، هبط به آدم صلى الله عليه وسلم ، فيه هذا الطيب الذي تطيبون به ، وشر واديين في الناس وادي الاحقاف ، وواد بحضرموت ، يقال له : برهوت ، وخير بئر في الناس زمزم ، وشر بئر في الناس بلهوت . وهي بشر في برهوت (3) ، تجتمع فيه أرواح الكفار (4) . ] 9119 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت أنه يقال : خير ماء في الارض ماء زمزم ، وشر ماء في الارض ماء برهوت - شعب (5) من شعاب حضرموت (6) - وخير بقاع الارض المساجد ، وشر بقاع
(1) أخرج سعيد بن منصور نحوه عن ابن خثيم عن وهب بن منبه وفيه " وإنها لفي كتاب الله برة ، شراب الابرار ، وإنها لفي كتاب الله مضنونة ، وإنها لفي
كتاب الله طعام طعم ، وشفاء سقم " كذا في " القرى " ص 446 وسيأتي عند المصنف باختلاف يسير في الالفاظ . (2) كذا في " ص " وفي سنن سعيد " وادي مكة " . (3) قال المحب الطبري : برهوت بفتح الباء الموحدة والراء المهملة : بئر عتيقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها ، وأما بلهوت فلم يذكرها غير الازرقي . (4) أخرجه الازرقي 2 : 40 وأخرج سعيد بن منصور طرفا منه ولفظه : " خير بئر في الناس زمزم ، وخير واديين في الناس وادي مكة ، وواد بالهند ، الذي هبط فيه آدم عليه السلام ، وفيه هذا الطيب " . (5) الشعب بالكسر : ما انفرج بين الجبلين ، والناحية . (6) بلاد في جنوبي جزيرة العرب بين المملكة السعودية واليمن وعدن وبحر العرب . قال صاحب المنجد : في أول الوادي بركان برهوت لم ينطفئ بعد (المنجد في الادب والعلوم) . (*)
[ 117 ]
الارض الاسواق (1) . 9120 - عبد الرزاق عن الثوري عن ابن خثيم أو عن العلاء - شك أبو بكر - عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال : سمعته يقول : كنا نسميها شباعة (2) يعني زمزم ، وكنا نجدها نعم العون على العيال (3) . 9121 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن ابن خثيم عن وهب ابن منبه قال : نجدها في كتاب الله ، يعني زمزم ، شراب الابرار ، يعني زمزم (4) ، مضنونة (5) ، طعام طعم ، وشفاء من سقم ، ولا تنزح (6) ولا تذم ، قال : وقال وهب : من شرب منها حتى يتضلع
(1) أخرجه الازرقي من طريق عثمان بن ساج عن ابن جريج 2 : 42 . وأخرج الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس مرفوعا : " خير ماء على وجه الارض ماء زمزم ، فيه
طعام الطعم وشفاء السقم ، وشر ماء على وجه الارض ماء بوادي برهوت " الخ 3 : 286 . (2) شباعة بضم الشين كقدامة ، سميت بذلك لان ماءها يروي ويشبع ، وقد أخرج هذا الحديث الازرقي من طريق سليم بن مسلم عن الثوري عن العلاء بن أبي العباس عن أبي الطفيل 2 : 41 . (3) أخرجه الطبراني في الكبير ، ورجاله ثقات ، كذا في المجمع 3 : 286 . (4) الصواب عندي حذفها هنا ، أعادها الناسخ سهوا . (5) أي التي يضن بها لنفاستها ، وفي بعض الكتب " المصونة " وهو وإن كان صحيحا من حيث المعنى لكنه تصحيف من حيث الرواية . (6) كذا في " ص " وفي " القرى " معزوا لسعيد بن منصور والازرقي من حديث ابن خثيم " لا تنزف " وهو ولو لم يكن مصحفا فهو بمعنى " لا تنزف " جمعا بين الروايتين ، والمعنى : لا يفنى ماؤها ، كما في النهاية ، ومن هنا يتبين لك أن المباركفوري لم يستطع أن يفهم معنى هذا الحديث ويدرك كنهه ، ومع هذا أورد على صاحب الجوهر النقي أن نزح البئر يكون بالاستئصال وبعدمه (تحفة الاحوذي 1 : 69 . وأبكار المنن ص 22) ولم يدر المسكين أنه لو كان المراد بالنزح هنا الاستقاء مطلقا لكان قوله : " لا تنزح " مخالفا للعيان وللواقع ، فإن زمزم تستقى دائما ، فكيف يصح أن يقال : لا تنزح أي لاتستقى ، أما إذا كان المعنى لا يستأصل ماؤها ، أو لا يفنى ، فهو صحيح يصدقه العيان ، لانها يستقى منها في أيام الموسم ليلا ونهارا ، ولم تزل كذلك طوال أربعة عشر قرنا ، لكنها لم ينقطع ماؤها ولم يفن قط ، والحمد لله . (*)
[ 118 ]
أحدثت له شفاء ، وأخرجت له داء (1) . 9122 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : زمزم طعام طعم ، وشفاء سقم . 9123 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم أن مجاهدا كان يقول : هي لما شربت له ، يقول : تنفع لما شربت له .
9124 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : زمزم لما شربت له ، إن شربته تريد الشفاء شفاك الله ، وإن شربته تريد أن يقطع ظمأك قطعه ، وإن شربته تريد أن تشبعك أشبعتك ، هي هزمة (2) جبريل ، وسقيا (3) الله إسماعيل (4) . 9125 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت عن سعيد ابن جبير أنه سمى زمزم ، فسماها زمزم ، وبرة ، ومضنونة (5) . [ 9126 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : لما أراد ابن الزبير أن يخرج السقاية من المسجد قال له ابن عباس : ما اقتديت (6) ببر من هو أبر منك ، ولا بفجور من هو أفجر منك . ]
(1) أخرجه سعيد بن منصور كما ذكرنا سابقا ، والازرقي أتم مما هنا 2 : 39 . (2) الهزمة : الغمزة بالعقب ، فكأن جبريل لما غمز الارض بعقبه انفجرت ، والله أعلم ، كذا في " القرى " ص 447 . (3) كذا في " القرى " وفي " ص " " سقية " . (4) أخرجه سعيد بن منصور والدار قطني عن ابن عباس موقوفا ، كذا في " القرى " ص 447 . (5) في " ص " " مصونة " . (6) " اقتديت " في " ص " عارية من النقط ، و " ببر " صورته في " ص " " سر " . (*)
[ 119 ]
باب حمل ماء زمزم 9127 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثني ابن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو : إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن ، أو نهارا (1) فلا تمسين حتى تبعث إلي ماء من زمزم ، فاستعانت
امرأة سهيل أثيلة (2) الخزاعية جدة أيوب بن عبد الله بن زهير ، فأدلجتا وجوار معهما ، فلم تصبحا حتى فرتا (3) مزادتين ، فزعبتاهما (4) وجعلتاهما في كرين (5) غوطيين (6) ثم ملاتهما (7) ماء ، فبعثت بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم (8) . باب ذكر من قبر بين الركن والمقام 9128 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : بلغني عن كعب
(1) كذا في " القرى " وفي " ص " " ليلا " خطأ . (2) ذكرها ابن حجر في الصحابة . (3) كذا في " القرى " وفرى المزادة يفريها ، إذا خرزها وأصلحها (لسان العرب) وفي ص " قرنتا من أدس " . (4) زعب الاناء : ملاه ، وزعب الشئ : قطعه ، ولعله هو المراد هنا ، بدليل قوله فيما بعده " ثم ملاتهما ماء " وفي الاصابة : فلم تصبحا حتى فرغتا من مزادتين ، فجعلتاهما في كرين ، وفي " القرى " " ملاتاها " وفي " ص " " فرعباهما " . (5) الكر : جنس من الثياب الغلاظ ، كما في النهاية والقرى ، ووقع في " ص " " كبين " (6) لعل هذه النسبة إلى غوطة دمشق . (7) كذا في " ص " أي ملات امرأة سهيل . (8) أصل الحديث أخرجه الطبراني في الكبير والاوسط عن ابن عباس مختصرا = (*)
[ 120 ]
أنه قال : [ دفن ] (1) إسماعيل بين زمزم والركن والمقام . 9129 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عبد الله بن عثمان عن ابن سابط (2) عن عبد الله بن ضمرة السلولي (3) قال : طفت معه حتى إذا كنا بين الركن والمقام ، فذكر (4) كذا وكذا ، حتى ذكر
قبر إسماعيل هنالك - أحسبه - ذكر نحو تسعين نبيا ، أو سبعين . 9130 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن زهير قال : سمعت عبد الله بن الزبير يقول : إن هذا المحدودب قبر عذارى بنات إسماعيل ، وهو المكان المرتفع ، مقابل باب بني سهم (5) ، نحو الركن (6) . [ باب فضل الصلاة في الحرم 9131 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثني عطاء أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة أو عن عائشة أنها قالت :
= كما في المجمع 3 : 286 وأما هذا الحديث المطول فأخرجه أبو موسى المديني في تتمته ، والفاكهي في تاريخ مكة ، وكذا الازرقي ، كما في الاصابة 4 : 226 والقرى - ص 449 قلت : وهو مرسل ، وقد أخرجه الازرقي من طريق عثمان بن ساج عن ابن جريج 2 : 40 . (1) في " ص " هنا " كعب بن " معلما بعلامة الغلط ، ولعل الصواب ما أثبت ، أو ما في معناه . (2) اسمه عبد الرحمن ، من رجال التهذيب . (3) من رجال التهذيب . (4) في " ص " " قبر " . (5) في " القرى " : " يعني مما يلي الركن الشامي من المسجد الحرام " وباب بني سهم هو باب العمرة ، قاله الفاسي . (6) أخرجه الازرقي كما في " القرى " ص 605 . (*)
[ 121 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد ، إلا المسجد الحرام ] . 9132 - عبد الرزاق عن معمر وابن عيينة عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله (1) . 9133 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرنا عطاء أنه سمع ابن الزبير يقول على المنبر : صلاة في المسجد الحرام خير من مئة صلاة فيما سواه من المساجد ، قال : ولم يسم مسجد المدينة ، فيخيل إلي إنما يريد مسجد المدينة (2) . 9134 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني سليمان بن عتيق مثل خبر عطاء هذا ، ويشير ابن الزبير بيده إلى المدينة (2) . 9135 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن معبد أن ابن عباس حدث أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ، إلا مسجد الكعبة . 9136 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
(1) أخرجه مالك ، والبخاري من طريقه من حديث أبي عبد الله الاغر عن أبي هريرة ، وأخرجه " م " من حديث ابن المسيب وغيره . (2) نقل ابن حجر هذين الحديثين عن المصنف ونقله يختلف عما هنا ، قال : وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني سليمان بن عتيق وعطاء عن ابن الزبير أنهما سمعاه يقول : صلاة في المسجد الحرام خير من مئة صلاة فيه - ويشير إلى مسجد المدينة - 3 : 44 وهو عندي نقل بالمعنى . (*)
[ 122 ]
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره ، إلا المسجد الحرام (1) . 9137 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع : أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : صلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة في غيره ، إلا المسجد الحرام . 9138 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام . 9139 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : صلاة في المسجد الحرام خير من مئة صلاة في المدينة ، قال معمر : وسمعت أيوب يحدث عن أبي العالية عن عبد الله بن الزبير مثل قول قتادة . 9140 - عبد الرزاق قال : سمعت إبراهيم المكي (2) يحدث عن عطاء قال : جاء الشريد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال : إني نذرت إن الله فتح عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ، قال : فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ها هنا أفضل ثلاث مرات ، ثم قال : والذي نفسي بيده لو صليت هاهنا أجزأ عنك ، ثم قال : صلاة في هذا المسجد أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد . 9141 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت عن يعقوب ابن مجمع قال : دخل عمر بن الخطاب مسجد قباء فقال : والله لان
(1) أخرجه " م " من طريق عبيدالله عن نافع . (2) هو إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي ، من رجال التهذيب . (*)
[ 123 ]
أصلي في هذ المسجد صلاة واحدة أحب إلي من أن أصلي في بيت المقدس أربعا ، بعد أن أصلي في بيت المقدس صلاة واحدة ، ولو كان هذا المسجد بأفق من الافاق لضربنا إليه آباط الابل (1) . 9142 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن صالح - مولى التوأمة -
أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام . باب البزاق في الحجر 9143 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال عطاء : إن تنخم رجل في الحجر فلا بأس إذا غيبه . 9144 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت أن أبا عبيدة ابن الجراح تنخم في المسجد ، ثم خرج فلم يغيبها ، فجاءوا معه بمصباح ، فجعل يلتقطها بردائه ويتتبعها به . 9145 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت عن عبد الله ابن محمد - مولى أسلم - وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من تنخم في المسجد طاهرا كتبت عليه خطيئة ، فليغيب أحدكم نخامته . 9146 - أخبرنا عبد الرزاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم
(1) أخرج الطرف الاخير منه ابن الجوزي كما في " القرى " ويأتي عند المصنف من حديث الثوري ، وهو موصول لكنه مختصر . (*)
[ 124 ]
عن مجاهد عن ابن عباس قال : سئل عن الرجل يكون في الكعبة فيريد أن يبزق ؟ قال : يبزق في ثوبه . [ باب الحجر وبعضه من الكعبة 9147 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : لما كان أهل الشام في الجيش الاول ، جيش الحصين بن نمير ، حرق الرجل (1) من نحو باب بني جمح (2) والمسجد يومئذ ملا خياما وأبنية (3) فسار الحريق حتى أحرق البيت ، فأحرق كل شئ عليه ، ويحرد (4) حتى إذ طائرا ليقع
عليه فتنتثر حجارته (5) ، قال ابن جريج : قال لي رجل من قريش - يقال له محمد بن المرتفع - قال : فوالله إنا لنصلي ذات ليلة العشاء وراء ابن الزبير ، إذا رأيت (4) في جوف البيت ، ورأينا من خل (6) الباب ، فلما انصرف ابن الزبير قال : هل رأيتم ؟ قلنا : نعم ، قال : فأجمع ابن الزبير لهدمه وبنائه ، فأرسل إلى كذا وكذا بعيرا يحمل الورس من اليمن ، وذكر أربعة آلاف بعير (7) ، وشيئا (8) ، سماه ، يريد أن
(1) كذا في " ص " وفي الفتح من طريق عثمان بن ساج " أحرق بعض أهل الشام على باب بني جمح " . (2) في " ص " " رحلي " ثم أراد الناسخ أن يصححه فلم يتم . (3) في الفتح : " والمسجد يومئذ خيام " وما في " ص " مشتبهة جدا ، وقد أثبت ما وقع التحري عليه . (4) كذا في " ص " . (5) في الفتح : وضعف بناء البيت حتى أن الطير ليقع عليه فتتناثر حجارته 3 : 388 . (6) الخل بالفتح : الشق في الثوب ، ولعل صوابه " الخلل " . (7) في " ص " " بعيرا " خطأ . (8) الكلمة مشتبهة . (*)
[ 125 ]
يجعله مدار للبيت ، ثم قيل له : إن الورس يعفن ويرفت (1) ، فقسم الورس في نساء قريش وقواعدهن ، وبنى بالقصة ، فأرسل إليه ابن عباس - لما أحضر حاجته - : إن كنت فاعلا فلا تدع الناس لا قبلة لهم ، إجعل على زواياها صواري (2) ، واجعل عليها ستورا يصلي الناس إليها ، ففعل ، حتى إذا كان يوم الاحد [ صعد ] (3) على
المنبر ، ثم قال : يا أيها الناس ما ترون في هدم البيت ؟ فلم يختلف عليه أحد ، فقالوا : نرى أن لا تهدمه ، فسكت عنهم ، حتى إذا انتفد (4) رأيهم قال : يظل (5) أحدكم يسد أسه (6) على رأسه ، وأنتم ترون الطائر يقع عليه فتنتثر حجارته ، ألا إني هادم غدا ، ووافق ذلك جنازة رجل من بني بكر ، فاتبعها من كان يريد اتباعها ، ومن كان لا يريد اتباعها ، وكسرت (7) له وسادة عند المقدام (8) ، ثم علاه رجال من وراء الستور ، وفرغ الناس من جنازتهم ، فالذاهب في منى ، والذاهب في بئر ميمون ، لا يرون إلا أنه سيصيبهم صاخة (9) من
(1) عفن كسمع : فسد من ندوة إصابته ، ورفت كنصر وضرب : تكسروبلى . (2) لعل الصواب " السواري " جمع " سارية " ، والصارية : عمود يركز في وسط السفينة يعلق به الشراع ، وفي الازرقي " انصب لهم حول الكعبة الخشب واجعل عليها الستور " . (3) سقط من هنا " صعد " أ ونحوه . (4) استوفى آراءهم ، والكلمة مشتبهة . (5) مشتبهة مع " يطيل " . (6) انظر هل هو " يشد أبنيته " . (7) كسر الوسادة : ثناها واتكأ عليها . (8) الصواب عندي " المقام " . (9) كذا في " ص " فإن كانت بتشديد الخاء فهي الصيحة الشديدة ، أو الداهية ، وإن كانت بتخفيفها فهي الداهية . (*)
[ 126 ]
السماء ، [ فلما ] (1) أتي الناس ، فقيل : ادخاوا ، فقد والله هدم ، دخل الناس ، وحفر حتى هدمها عن ربض في الحجر ، فإذا هو آخذ بعضه
ببعض لا يستحق (2) ، فدعا مكبرة (3) قريش ، فأراهم إياه ، وأخذ ابن مطيع العتلة (4) من شق الربض الذي يلى دار بني حميد (5) ، فأنفضه (6) أجمع أكتع ، ثم بناها ، حتى سماها (7) ، وجعل لها بابين موضوعين في الارض ، شرقيا ، وغربيا ، يدخل الناس من هذا الباب ، ويخرجون من هذا ، فبناها ، فلما فرغ من بنائها ، كان في المسجد حفرة منكرة ، وجراثيم (8) وقعاد (9) نافاب (10) الناس إلى بطحه (11) ، فجعل الرجل يبطح على مائة بعير ، وادى (12) من ذلك ، حتى أن الرجل ليخرج في حلته ، وقميصه إلى ذي طوى ، فيأتي في طرف ردائه ببطحاء ، يحتسب في ذلك الخير ، حتى إذا مل الناس أخذ يقوته ،
(1) لعله سقط من هنا كلمة " فلما " . (2) كذا في " ص " . (3) في ص " كأنه مكبرة " ولعل الصواب " كبرة " يقال : كبرتهم ، أي أكبرهم . (4) العصا الضخمة من حديد يهدم بها الحائط . (5) لعل الصواب " بني جمح " . (6) كذا في " ص " وكأنه بمعنى حركه . (7) كذا في " ص " وكأنه بمعنى أعلاها ، من اسمي الشئ إذا أعلاه . (8) جمع جرثوم ، وهو التراب المجتمع في أصول الشجر ، والمراد هنا التراب المجتمع مطلقا ، وقال في النهاية : وفي حديث ابن الزبير : " كانت في المسجد جراثيم " أي كان فيه أماكن مرتفعة عن الارض ، مجتمعة من تراب أو طين ، أراد أن أرض المسجد لم تكن مستوية . (9) لعل صوابه " وهاد " جمع " وهدة " وهي الارض المنخفضة ، والهوة في الارض . (10) كأن الصواب " فندب الناس " . (11) البطح بمعنى التبطيح : إلقاء الحصى في البيت والتمهيد والتسهيل .
(12) كذا في " ص " . (*)
[ 127 ]
فبطح حتى استوى ، فقال : يا أيها الناس إني أرى أن تعتمروا من التنعيم مشاة ، فمن كان موسرا بجزور نحرها ، وإلا فبقرة ، وإلا فشاة ، قال : فذكرت يوم القيامة من كثرة الناس ، دبت الارض سهلها وجبلها ، ناسا كبارا ، وناسا صغارا ، وعذارى ، وثيبا ، ونساء ، والحلق ، قال : فأتينا البيت فطفنا معه ، وسعينا بين الصفا والمروة ، ثم نحرنا وذبحنا ، فما رأيت الرؤوس ، والكرعان (1) ، والاذرع في مكان أكثر منها يومئذ (2) . ] 9148 - عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني من رأى تلك القواعد تحرك بالعتلة ، فيكاد البيت يتحرك ، قال : كأنها الابل البوارك 9149 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس - أو غيره - عن ابن عباس قال : الحجر من البيت ، قال : (وليطوفوا بالبيت العتيق) (3) قال : وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه . [ 9150 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير [ قال ] وفد الحارث بن عبد الله (4) على عبد الملك في خلافته ، فقال عبد الملك : ما أظن أبا خبيب (5) سمع من عائشة ما كان يزعم
(1) هو جمع الكراع ، مستدق الساق والطرف من كل شئ . (2) أخرج الازرقي معناه من طريق سعيد بن سالم عن ابن جريج 1 : 131 . (3) سورة الحج ، الاية : 29 . (4) هو ابن أبي ربيعة . (5) يعني عبد الله بن الزبير . (*)
[ 128 ]
أنه سمعه منها ، قال : وكان الحارث مصدقا لا يكذب ، قال (1) : سمعتها تقول ماذا ؟ قال : سمعتها تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن قومك استقصروا من بنيان البيت ، وإني لولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه ، فإن بدا لقومك أن يبنوه من بعدي فهلم لاريك ما تركوا منه ، فأراها قريبا من سبعة أذرع ، هذا (2) حديث عبد الله بن عبيد ، وزاد عليه الوليد بن عطاء قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : وجعلت له بابين موضوعين (3) في الارض ، شرقيا وغربيا ، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها ؟ قالت : لا ، قال : تعززا لان لا يدخلوها إلا من أرادوا ، فإن الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه حتى يرتقي ، حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه ، فسقط ، قال عبد الملك للحارث : أنت سمعتها تقول هذا ؟ قال : نعم ، فنكت بعصاه ساعة ، ثم قال : وددت أني تركته وما تحمل (4) . ] 9151 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : ألم ترى أن قومك استقصروا عن قواعد إبراهيم ؟ قالت : أفلا ترده يارسول الله على قواعد إبراهيم ؟ قال : إن قومك حديثو عهد بكفر ، أو أنهم حديثون بكفر . ] 9152 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبيدالله بن أبي يزيد
(1) أي عبد الملك بن مروان . (2) في " ص " " هارا " وكان عندي في الاصل " هاذا " . (3) في " ص " " ما بين موضعين " خطأ ، وفي " م " كما أثبت . (4) أخرجه " م " من طريق محمد بن بكر عن ابن جريج 1 : 430 . (*)
[ 129 ]
قال : حدثني أبي أن عمر قدم مكة ، فأرسل إلى شيخ من بني زهرة يسأله عن وليد من ولادة (1) الجاهلية ، قال : وكانت نساء الجاهلية ليس لهن عدة ، قال : فأخبرني أنه ذهب مع الشيخ إلى عمر ، فوجده جالسا في الحجر ، فسأله ، فقال : أما النطفة فمن فلان ، وأما الولد فعلى فراش فلان ، فقال عمر : صدقت ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالفراش ، قال : فلما قام الشيخ قال عمر : تعالا (2) حدثني عن بناء الكعبة ، قال : إن قريشا تقووا (3) لبناء الكعبة في الجاهلية ، فعجزوا واستقصروا ، وتركوا بناءها بعضها في الحجر ، فقال عمر : صدقت (4) . ] [ 9153 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يحدث أن عائشة كان بينها وبين أخيها عبد الرحمن
(1) في مسند الحميدي و " هق " " عن ولاد من ولاد الجاهلية " . (2) كذا في " ص " فإن كان محفوظا فالخطاب للشيخ ووالد عبيدالله الراوي ، وإلا فالصواب " تعال " . (3) أي تشددوا والتزموا أن لا ينفقوا في بنائها إلا من كسب طيب . واعلم أن الحديث رواه الحميدي في مسنده بهذا الاسناد ولفظه : " إن قريشا تقوت لبناء الكعبة " وقد نقله الحافظ في الفتح عن جامع سفيان بن عيينة بلفظ : " تقربت لبناء الكعبة ، أي بالنفقة الطيبة " فكتبت في تعليقاتي على مسند الحميدي أن كلمة " تقوت " محرفة ، وصوابها " تقربت " كما في الفتح 3 : 286 ولكن ترجح الان عندي أن ما في مسند الحميدي هو الصواب لوجود " تقووا " في رواية المصنف عن ابن عيينة هنا ، وأن ما في الفتح هو المصحف ، ثم وجدت في " أخبار مكة " للازرقي أيضا " تقوت " ولفظه :
" تقوت في بنائها فعجزوا واستقصروا " الخ ، أخرجه عن جده عن ابن عيينة بهذا الاسناد 1 : 99 . (4) أخرجه الحميدي بهذا الاسناد سواء 1 : 15 والطرف الاول منه أخرجه ابن ماجه - ص 145 و " هق " 7 : 402 . (*)
[ 130 ]
شئ ، فحلف أن لا يكلمها ، فأرادته على أن يأتيها ، فأبى ، فقيل لها : إن له ساعة من الليل يطوفها ، فرصدته بباب الحجر ، حتى إذا مر بها أخذت بثوبه ، ثم اجترته ، حتى دخلت الحجر ، ثم قالت : فلان عنك حر ، وفلان عنك حر ، والذي أنا في بيته ، فجعلت تحلف له ، وتعتذر إليه . ] [ 9145 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثني كثير بن أبي كثير عن أم كلثوم بيت عمرو بن أبي عقرب عن عائشة أنها سألته أن يفتح لها الكعبة ليلا ، فأبى عليها - زعموا شيبة بن عثمان فقالت عائشة لام كلثوم : إنطلقي تدخلي (1) الكعبة ، فدخلت الحجر . ] [ 9155 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ما أبالي أفي الحجر صليت أم في جوف البيت (2) . ] [ 9156 - عبد الرزاق عن معمر عن بعض أصحابه أن عائشة صلت في الحجر وقالت : لاصلين في البيت - يعني الحجر - وإن رغم أنف فلان - لبعض الحجبة - وكان منعها أن تدخل البيت ليلا . ] [ 9157 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرني أبي قال : سمعت مرثد بن شرحبيل يحدث أنه حضر ذلك ، قال : أدخل ابن الزبير على عائشة سبعين رجلا من خيار قريش ومكبرتهم (3) ، فأخبرتهم
(1) كذا في " ص " والصواب عندي " ندخل " . (2) أخرجه سعيد ابن منصور كما في " القرى " ص 465 . (3) المكبرة بفتح الباء وضمها : الطعن في السن ، ولعل المراد ذوو مكبرتهم ، أي الطاعنون في السن ، وفي المجمع : " خيار قريش وكبراتهم " .
[ 131 ]
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : لولا حداثة عهد قومك بالشرك لبنيت البيت على قواعد إبراهيم وإسماعيل ، وهل تدرين لما قصروا عن قواعد إبراهيم ؟ قالت : لا ، قال : قصرت (1) بهم النفقة ، قال : فكانت الكعبة قد وهت من حريق (2) أهل الشام ، قال : فهدمها وأنا يومئذ بمكة ، فكشف عن ربض (3) في الحجر ، آخذ بعضه ببعض ، فتركه مكشوفا ثمانية (4) أيام ليشهد عليه ، قال : فرأيت ربضه ذلك كخلف (5) الابل ، خمس حجارات ، وجه حجر ، ووجه حجران (6) ، قال : ورأيت الرجل يأخذ العتلة فيهزها من ناحية الركن فيهتز الركن الاخر ، قال : ثم بنى على ذلك الربض ، وصنع به بابين لاصقين بالارض ، شرقيا وغربيا ، فلما قتل ابن الزبير هدمه الحجاج من نحو الحجر ، ثم أعاده على ما كان عليه ، فكتب إليه عبد الملك : وددت أنك (7) تركت ابن الزبير وما تحمل (8) ، قال : قال مرثد : وسمعت ابن عباس يقول : لو وليت منه ما ولي الحجر ابن الزبير * (الهامش) * (19 قال الحافظ : بتشديد الصاد ، أي النفقة الطيبة . (2) كذا في الفتح نقلا عن هنا ، وفي " ص " " تحريم " وهو لا معنى له . (3) الربض : الاساس . (4) في المجمع : " ثلاثة أيام " وفي الفتح كما هنا .
(5) الخلف ككتف ، وهي الحوامل من النوق ، واحدتها بهاء . (6) في " ص " " حجرات " وفي الفتح " حجران " ثم اعلم أنه في الفتح كما هنا ، وفي المجمع " خمس حجارات ، وجه حجر ، ووجه حجر ، ووجه حجر ، ووجه حجران " 3 : 290 . (7) في " ص " " اترك " . (8) في المجمع " وما عمل " .
[ 132 ]
أدخلت الحجر كله في البيت ، فلم يطاف به إن لم يكن من البيت (1) ؟ ] [ باب ما تشد إليه الرحال ، والصلاة في مسجد قباء ] 9158 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد ، مسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، ومسجد الاقصى (2) . [ 9159 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل من غفار عن سعيد بن أبي سعيد قال : لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل : من أين جئت (3) ؟ قال : من الطور ، قال : لو لقيتك ما تركتك تذهب ، ثم حدثه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد ، مسجد الحرام ، والمسجد الاقصى ، ومسجدي هذا . ] 9160 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار عن طلق بن حبيب أن ابن عمر كان يقول : تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسجد
(1) أخرجه الطبراني في الكبير ، قاله الهيثمي 3 : 290 . (2) أخرجه " خ " 3 : 42 من طريق ابن عيينة عن الزهري وأخرجه " م " أيضا .
(3) كذا في " ص " والنص عندي مضطرب ، والصواب " عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من أين جئت ؟ قال : قلت : من الطور " هكذا رواه مالك في الموطأ من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة 1 : 31 هذا إذا كان الحديث موصولا عن أبي هريرة عند المصنف من هذه الطريق ، وإلا فصوابه عن سعيد بن أبي سعيد ، قال لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا [ منهم ] فقال : من أين جئت . . . . إلى آخره . (*)
[ 133 ]
الاقصى ، قال ابن جريج : وأقول أنا : كان ابن عطاء (1) يقول : تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد ، وذكر مثله ، كان عطاء ينكر الاقصى ، ثم عاد فعده معها . 9161 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال طاووس : ترحل الرحال إلى مسجدين ، مسجد مكة ، ومسجد المدينة . 9162 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت عن بصرة ابن أبي بصرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد ، مسجد الحرام ، ثم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومسجد بيت المقدس (2) . 9163 - عبد الرزاق عن الثوري عن يعقوب بن مجمع بن جارية عن أبيه قال : جاء عمر بن الخطاب فقال : لو كان مسجد قباء في أفق من الافاق ضربنا إليه أكباد المطي (3) . [ 9164 - عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن ابن المسيب قال : بينا عمر في نعم من نعم الصدقة مر به رجلان ، فقال : من أين جئتما ؟ قالا : من بيت المقدس ، فعلاهما ضربا
بالدرة ، وقال : حج كحج البيت ؟ قالا : يا أمير المؤمنين ! إنا جئنا من أرض كذا وكذا ، فمررنا به ، فصلينا فيه ، فقال : كذلك إذا ،
(1) كذا في " ص " والصواب عندي حذف كلمة " ابن " . (2) حديث بصرة أخرجه " د " " ت " " س " كما في التهذيب ، قلت : وأخرجه مالك في الموطأ مطولا موصولا 1 : 131 . (3) تقدم عند المصنف من حديث ابن جريج منقطعا ، وأخرجه ابن الجوزي . (*)
[ 134 ]
فتركهما . ] 9165 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن ابن المسيب قال : جاء رجل ، فاستأذن عمر إلى بيت المقدس ، فقال عمر : تجهز ، فإذا فرغت فآذني ، فلما فرغ جاءه ، قال : اجعلها عمرة (1) . 9166 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن جابر عن الشعبي عن شقيق قال : قال ابن مسعود : لو كان بيني وبين بيت المقدس فرسخان ما أتيته . [ 9167 - عبد الرزاق عن الثوري قال : حدثني جابر قال : سمعت الشعبي يقسم بالله : ما رد محمد صلى الله عليه وسلم عن بيت المقدس إلا عن سخطة ، يعني على بيت المقدس . ] 9168 - عبد الرزاق قال : أخبرني أبي قال : قلت للمثنى : إني أريد أن آتي المدينة ، قال : لا تفعل ، سمعت عطاء قال - وسأله رجل ، فقال له - : طواف سبعا بالبيت خير من سفرك إلى المدينة . 9169 - عبد الرزاق عن صاحب له قال : قلت للثوري : إني
أريد أن آتي المدينة ، قال : لا تفعل . 9170 - قال عبد الرزاق : وأخبرني من سمع عطاء يقول : طواف سبع خير لك من سفرك إلى المدينة ، قلت : فآتي جدة (2) ؟ قال : لا ، إنما
(1) يعني بذلك أن اذهب إلى بيت المقدس وأحرم من هناك بالعمرة . (2) مهملة النقط في " ص " والاغلب أنها " جدة " بالجيم ، ويحتمل أن يكون " حدة " بالمهملة . (*)
[ 135 ]
أمرتم بالطواف ، قال : قلت : فأخرج إلى الشجرة (1) فأعتمر منها ؟ قال : لا ، قال : وقال بعض العلماء : ما زالتا قدماي منذ قدمت مكة ، قال : قلت : فالاختلاف أحب إليك أم الجوار ؟ قال : بل الاختلاف . 9171 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عرفجة قال : قلت لابن عمر : إني أريد أن آتي الطور ، قال : إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد ، مسجد الحرام ، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، والمسجد الاقصى ، ودع عنك الطور فلا تأته . [ باب رؤية البيت 9172 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني محمد ابن علي قال : حدثت أنه من نظر إلى البيت تعظيما له ، ومعرفة لحقه ، كتب له بها حسنة ، ومحي عنه بها سيئة ، ومن جاءه زائرا له ، تعظيما له ، ومعرفة له ، تحاتت ذنوبه ، حين ينظر إليه ، كما يتحات الورق عن الشجر (2) . ] [ 9173 - قال عبد الرزاق عن ابن مجاهد عن عطاء ومجاهد قالا : النظر إلى البيت عبادة (3) ، وتكتب له بها حسنة ، وتصلي
(1) صورة الكلمة في " ص " صورة " السحرة " والذي عندي أنها " البحرة " ومحتمل أن تكون " الشجرة " والمراد شجرة الحديبية أي موضعها . (2) أخرجه الازرقي من قول ابن السائب المدني كما في " القرى " ص 305 . [ (3) أخرجه ابن الجوزي والازرقي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا كما في " القرى " ص 205 وروي عن عطاء نحوه ، وفي لفظ " يعدل عبادة سنة " . ] (*)
[ 136 ]
عليه الملائكة مادام ينظر إليه . ] 9174 - عبد الرزاق عن ابن مبارك قال : أخبرني أبان بن عبد الله البجلي عن عطاء مثله . 9175 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر قال : بلغني أن لكل نظرة تنظر إلى البيت حسنة . [ باب خراب البيت ] 9176 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في آخر الزمان يظهر ذو السويقتين (1) على الكعبة - قال : حسبت أنه قال : - فيهدمها (2) ، قال معمر : وبلغني عن بعضهم أن الكعبة تهدم ثلاث مرات ، ترفع في الثالثة أو الرابعة ، فاستمتعوا منها (3) . 9177 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن صالح - مولى التوأمة - أنه سمع أبا هريرة أنه رفعه - أظنه قال : - أتركوا الحبشة ما تركوا (4)
(1) تثنية " سويقة " وهي تصغير " ساق " أي له ساقان دقيقان ، كذا في الفتح 3 : 299 . (2) أخرجه البخاري من طريق يونس عن ابن شهاب ولفظه : " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " 3 : 299 .
(3) أخرج ابن حبان هذا الطرف الاخير منه من حديث ابن عمر مرفوعا ولفظه : " استمتعوا من هذا البيت فإنه هدم مرتين ويرفع في الثالثة " ص 241 . (4) وفي حديث عبد الله بن عمرو عند " د " " ما تركوكم " . (*)
[ 137 ]
فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة (1) . [ 9178 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية أن علي بن أبي طالب قال : استكثروا من هذا الطواف بالبيت قبل أن يحال بينكم وبينه ، فإني (2) به أصمع أصعل (3) يعلوها (4) يهدمها بمسحاته (5) ] 9179 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت سليمان الاحول يحدث عن مجاهد وغيره أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كأني أنظر إليه أصيلع ، أفيدع (6) قد علاها بمسحاته (7) ، قال ابن جريج : وسمعت غيره من أشياخه (8) وأهل البلد أن الحبشة مخربوها . [ 9180 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كأني أنظر إليه أصيلع ، أفيدع ، قائما عليها بمسحاته ، قال مجاهد : فنظرت حين هدمها
(1) أخرجه " د " من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، وأخرجه أبو قرة في السنن من حديث أبي هريرة ، كما في الفتح . (2) في سنن سعيد بن منصور والفتح " فكأني به " . (3) الاصمع : الصغير الاذنين ، والاصعل : الصغير الرأس . (4) في الفتح " قاعد عليها " وفي سنن سعيد " جالسا عليها " . (5) المسحاة بكسر الميم : المجرفة ، أخرجه سعيد بن منصور في سننه ، وأبو عبيد
في غريب الحديث من حديث علي ، كما في " القرى " ص 294 والفتح 3 : 299 . (6) تصغير أفدع ، والفدع : زيغ بين القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد ، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها ، رجل أفدع : بين الفدع ، كذا في النهاية . (7) أخرجه أحمد والطبراني ، كما في المجمع 3 : 298 والفتح . (8) كذا في " ص " ولعل الصواب " أشياخنا " . (*)
[ 138 ]
ابن الزبير - وهي تهدم - هل أرى صفته (1) . ] 9181 - عبد الرزاق عن عمرو (2) فلم أره . [ 9182 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد قال : لما أراد ابن الزبير هدمها هربنا من مكة فلبثنا ثلاثا ، ونحن نخاف أن ينزل علينا العذاب . ] [ 9183 - عبد الرزاق عن معمر قال : بلغني أن الحصين بن نمير حين نصب المنجنيق على الكعبة طلعت سحابة بيضاء نحو أبي قبيس ، فرعدت ، ثم صعقت ، فاحترقت المنجنيق ، واحترق تحته سبعون رجلا . ] [ 9184 - عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم (3) الكندي قال : سمعت سلمان يقول : ليخربن هذا البيت على يد رجل من ولد ابن الزبير (4) . ] 9185 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن كعب أنه قال في الكعبة : تهدمونها أيتها الامة ثلاث مرات ، ثم ترفع في الرابعة ، فاستمتعوا منها .
(1) أخرجه الفاكهي من طريق مجاهد ، وزاد في آخره " فلم أرها " كذا في
الفتح ، 3 : 299 وهذه الزيادة رواها المصنف فيما يلي عن شيخ له آخر . (2) كذا في " ص " ولعل الصواب " معمر " . (3) مصغرا ، ذكره الحافظ في " تعجيل المنفعة " . (4) كذا في " ص " والحديث موقوف ، وفيه نظر . (*)
[ 139 ]
باب المؤمن أعظم حرمة من البيت 9186 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عبد الله ابن عثمان أن سعيد بن ميناء أخبره قال : إني لاطوف بالبيت مع عبد الله بن عمرو بعد حريق البيت ، إذ قال : أي (1) سعيد أعظمتم ما صنع البيت ؟ قال : قلت : وما أعظم منه ؟ قال : دم المسلم يسفك بغير حقه . 9187 - عبد الرزاق عن هشيم عن يعلى بن عطاء عن عبد الرحمن ابن زياد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نظر إلى أخيه المسلم نظرة يخيفه بها ، أخافه الله يوم القيامة . [ باب الحرم وعضد عضاهه 9188 - عبد الرزاق قال : قلت لمعمر (2) قال : قلت للزهري : أبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن إبراهيم حرم مكة ، وإني أحرم المدينة ؟ قال : قد سمعت من ذلك ، ولكن بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الناس لم يحرموا مكة ، ولكن الله حرمها فهي حرام إلى يوم القيامة ، وإن من أعتى (3) الناس على الله يوم القيامة رجل قتل في الحرم ، ورجل قتل غير قاتله ، ورجل أخذ بذحول (4) أهل الجاهلية . ]
(1) في " ص " " إلى " .
(2) كذا في " ص " ولعل الصواب " سمعت معمر " . (3) من العتو ، وهو الاستكبار ومجاوزة الحد . (4) جمع ذحل بالفتح : وهو الثأر . (*)
[ 140 ]
[ 9189 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني حسن بن مسلم عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يوم الفتح فقال : إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والارض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ، فلم تحل لاحد قبلي ، ولا لاحد بعدي ، ولم تحل لاحد قط ، إلا ساعة من الدهر ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ، لا ينفر صيدها (1) ، ولا يعضد (2) شوكها ، ولا يختلى (3) خلاها (4) ، ولا تحل لقطتها ، إلا لمنشد (5) ، فقال العباس بن عبد المطلب : إلا الاذخر ، يارسول الله ! إنه لا بد منه ، إنه للقين (6) ، وللبيوت ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : إلا الاذخر ، فهو حلال (7) . ] 9190 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال أبو الزبير : سمعت عبيد بن عمير يذكر هذا أجمع ، وزاد فيه : ولا يخاف آمنها . 9191 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عبد الكريم
(1) في الصحيح : هو أن ينحيه من الظل ينزل مكانه 4 : 33 وقيل : هو كناية عن الاصطياد . (2) العضد : القطع . (3) في " ص " " لا يختلل " . (4) الخلا مقصورا ، هو الرطب من النبات ، واختلاؤه : قطعه واحتشاشه ، كذا في الفتح 4 : 34 .
(5) أي لمعرف . (6) هو الحداد ، وقيل : كل ذي صناعة يعالجها بنفسه . (7) أخرجه سعيد بن منصور من طريق الاعمش عن مجاهد مرسلا ، قاله الحافظ في الفتح . وأخرجه " خ " من طريق منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس موصولا في مواضع ، منها في 4 : 33 . (*)
[ 141 ]
بخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه عن مجاهد ، أو قال : سمعت عكرمة يذكر عن ابن عباس (1) . [ 9192 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المسجد يوم الفتح ، أمر بتلك الاصنام - قال حسبت أنه قال : كانت حول الكعبة - فنكبت (2) على وجوهها ، ثم أمر بها فسحبت ، حتى أخرجت من المسجد الحرام ، وهو يقول : (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) (3) قال : ثم خطب ، ثم قال : إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والارض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ، لم تحل لاحد قبلي ، ولا لاحد بعدي ، وإنما أحلها الله لي ساعة من النهار ، لا ينفر صيدها ، ولا يعضد شوكها ، ولا يختلى خلاها (4) ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ، قال : فقال العباس : إلا الاذخر ، يا رسول الله ! فإنه لبيوتنا (5) ، وصاغتنا (6) ، وقيوننا (7) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إلا الاذخر ، فإنه حلال . ]
(1) أخرجه البخاري من طريق خالد عن عكرمة عن ابن عباس 4 : 33 . (2) في " ص " " فتليت " والصواب إما " فنكبت " أو " فنكست " . (3) سورة الاسراء ، الاية : 81 .
(4) في " ص " هنا وفيما سبق " خلاوها " والخلا مقصور ، وفي بعض الروايات بالمد . (5) في " ص " " ليفوتنا " خطأ ، والصواب إما " لبيوتنا " أو " لسقوفنا " . ففي بعض طرق حديث ابن عباس " لسقوف بيوتنا " كما في " هق " 5 : 195 . (6) الصاغة جمع صائغ . (7) في " ص " بالفاء في أوله ، والصواب بالقاف جمع " قين " وقد سقط واو العطف أيض من " ص " أو الصواب " قبورنا " كما في بعض طرق ا لحديث عند " هق " وغيره . (*)
[ 142 ]
9193 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم - حسبته - يوم الفتح : لا يختلى خلاها ، ولا ينفر صيدها ، ولا يعضد عضاهها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ، فقال العباس : إلا الاذخر ، يا رسول الله ! فقال : إلا الاذخر . باب الدوحة وهي الشجرة العظيمة 9194 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال لي عطاء : في الدوحة تقتل في الحرم بقرة ، يعني تقطع (1) . 9195 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني مزاحم بن سباع (2) أن عبد الله بن عامر كان يقطع الدوحة من حائط كان في شعب منى ، والشجرة ، والسلم ، ويغرم عن كل دوحة بقرة (3) . 9196 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح قال : في الدوحة خمسة دنانير ، أو ستة ، يتصدق بها بمكة .
(1) في " ص " " فقطع " خطأ . (2) لم أجده في التهذيب ولاعند ابن أبي حاتم ، وابن جريج يروي عن مزاحم بن أبي
مزاحم . (3) قال أبو حنيفة : في الغصن فما فوقه إلى الدوحة قيمة ذلك إن بلغ هديا ، وإن لم يبلغ فقيمة طعام يتصدق به ، لكل مسكين نصف صاع حنطة ، أو صاع تمر أو شعير ، كذا في المحلى 7 : 361 . (*)
[ 143 ]
9197 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت (1) إسماعيل ابن أمية يقول : أخبرني خالد بن مضرس (2) أن رجلا من الحجاج (3) قطع شجزا في منزله بمنى - أو قال شجرة - قال : فانطلقت به إلى عمر بن عبد العزيز ، وأخبرته خبره ، فقال : صدق ، كانت قد ضيقت علينا منازلنا ، ومساكننا ، قال : فتغيظ عليه عمر ثم ما . . . (4) إلا دينه . 9198 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب رأى رجلا يقلع سمرة فقال : لا يعضد عضاهها (5) . [ باب ما ينزع من الحرم ] 9199 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في السواك ينزع من الحرم ، كان لا يرى به بأسا . 9200 - عبد الرزاق عن محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لا بأس بالسواك والعصى تأخذه من الحرم ، قال : وكرهه عطاء . 9201 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال :
(1) كتب الناسخ هنا " عطاء " سهوا ثم أعلم فوقه بخط معقوف يشير إلى أنه غلط .
(2) ذكره ابن أبي حاتم ولم يزد على أن سماه . (3) في " ص " " الحاج " . (4) هنا في " ص " كلمة لم أستطع قراءتها . (5) أخرجه " هق " مطولا من طريق عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر 5 : 696 . (*)
[ 144 ]
لا بأس بنزع الميس (1) ، والصغابيس (2) ، والسواك من البشامة (3) ، في الحرم ، قال : لا نراه أراد بقوله : لا يختلى خلاها إلا للماشية . قال عمرو : وبورق السنا (4) للمشي (5) ، ولعمري لئن كان من أصله أيلغ لينتز عن كما تنتزع منه الصغابيس والنهيس (6) ، وأما التجارة فلا . 9202 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : كره عطاء وعمرو ما نبت على ماءك في الحرم من شجر الحرم ، فراجع عكرمة عطاء فقال : بلئن حرم علي ما نبت على مائي في الحرم ليحرمن على قطني (7) فإنه تنبت فيه الغريبة ، وتنبت فيه الخضر (8) ، والنجم ، (9) فإذا لايستطيع الناس خضرهم (10) ، فقال : أحل لك ما نبت على ماءك ؟ وإن لم تكن أنت أنبته ؟
(1) بالفتح : شجر حرجى أوراقه مسننة ، له ثمار تؤكل ولكنها غير مرغوب فيها ، يزرع للزينة (المنجد) . (2) صغار القثاء ، وقيل : هي نبت ينبت في أصول الثمام يشبه الهليون ، يسلق مع الخل والزيت ويؤكل ، كذا في النهاية ، وقوله يسلق ، أي يغلى بالنار ويطبخ بالماء . (3) البشامة : شجر طيب الرائحة ، يعرف حبه بحب البلسان . (4) في " ص " وكذا في المحلى " السنى " وهو النبات المعروف المستعمل للاسهال . (5) المشي كغني : الدواء المسهل ، ومشى بطنه : استطلق . (6) كذا في " ص " فإن كان محفوظا فهو من أرض كثيرة المناهس ، أي كثيرة المراتع .
(7) كذا في " ص " والقطني بالكسر والتشديد : واحدة القطاني ، كالعدس ، والحمص ، واللوبيا . (8) الخضر جمع خضرة بالضم ، وهي البقل . (9) النجم : ما طلع من النبات على غير ساق ، وهو خلاف الشجر . (10) أي بقولهم . (*)
[ 145 ]
9203 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : كره عطاء لي أن أقرب لبعيري غصنا أو لشاتي ، قال : وأقول : ضمنته إن كسرته ، وذلك اختلاء . قال ابن جريج : وسأله ابن أبي حسين ، يعني عطاء ، قال : بسط (1) بساطي على بيت في الحرم فينزلون عليه ؟ قال : نعم . 9204 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء أن عمر بينا هو يخطب بمنى ، إذ هو برجل من أهل اليمن يعضد من شجر (2) ، فأرسل إليه فقال : ما تصنع ؟ قال : أقطع علفا لبعيري ، ليس عندي علف (3) قال : هل تدري أين أنت ؟ قال : لا ، قال : فأمر عمر له بنفقة (4) . باب ما يكره من حجارة الحرم وقطع الغصن 9205 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح كره أن يؤخذ من حجارة الحرم ، فيصنع عرى للغرائر يربط عليها . 9206 - أخبرنا عبد الرزاق عن عمربن حبيب قال : كره مجاهد أن يخرج من (5) حجارة الحرم شئ .
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " أبسط " على صيغة المتكلم . (2) في " ص " " شبر " خطأ ، وفي " هق " " يعضد شجرا " .
(3) في " ص " " علفا " خطأ . (4) أخرجه " هق " من طريق مطر عن عطاء عن عبيد بن عمير أن عمر ، فذكره 5 : 196 وتقدم عند المصنف مختصرا من طريق ابن أبي نجيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر ، فذكره . (5) في " ص " " عن " . (*)
[ 146 ]
9207 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني منصور بن عبد الرحمن عن محمد بن عباد بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقطعوا الاخضر من عرنة ونمرة (1) . 9208 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عضد الشجر ، قال : إنه حتمة للدواب في الجدب . 9 . 92 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت عن الحسن أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقطعوا الشجر ، فإنه عصمة للمواشي في الجدب . [ باب الكراء في الحرم ، وهل تبوب دور مكة ؟ والكراء بمنى 9210 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : كان عطاء ينهى عن الكراء في الحرم ، وأخبرني أن عمر بن الخطاب كان ينهى أن تبوب دور مكة ، لان (2) ينزل الحاج في عرصاتها ، فكان أول (3) من بوب داره سهيل بن عمرو (4) ، فأرسل إليه عمربن الخطاب في ذلك ، فقال : أنظرني يا أمير المؤمنين ! إني كنت امرءا تاجرا ا ، فأردت أن
(1) في " ص " " مرة " خطأ .
(2) في الفتح " لانها " . (3) كذا في الفتح وفي " ص " " أبوك " خطأ . (4) كذا في الفتح وهو الصواب ، وفي " ص " " بن عمير " . (*)
[ 147 ]
أتخذ بابين يحبسان ظهري ، قال : فذلك إذا ا (1) . ] [ 9211 - عبد الرزاق [ عن معمر ] (2) عن منصور عن مجاهد أن عمر بن الخطاب قال : يا أهل مكة ! لا تتخذوا لدوركم أبوابا ، لينزل البادي حيث شاء (3) ، قال : وأخبرني منصور عن مجاهد قال : نهى عن إجارة بيوت مكة ، وبيع رباعها (4) ، قال : وأخبرني معمر ، وأخبرني بعض أهل مكة ، قال : لقد استخلف معاوية وما لدار بمكة باب ، قال معمر : وأخبرني من سمع عطاء يقول : (سواء العاكف فيه والباد) (5) قال : ينزلون حيث شاءوا (6) . ] [ 9212 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قرأت كتابا من عمربن عبد العزيز إلى عبد العزيز بن عبد الله يأمره أن لا يكرى بمكة شئ (7) . ] 9213 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني حجير عن طاووس قال : الله يعلمه أني سألته عن مسكن لي ، فقال : كل كراءه
(1) نقله الحافظ مختصرا 3 : 291 . (2) كذ افي الفتح وقد سقط قوله : " عن معمر " من " ص " . (3) أخرجه مسدد في مسنده عن فضيل عن منصور كما في " المطالب العالية " . (4) أخرج الطحاوي من طريق إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد نحوه من قوله 2 : 224 . (5) سورة الحج ، الاية : 25 . (6) أخرج الطحاوي من طريق عبد الملك عن عطاء قال : (سواء العاكف
فيه والباد) قال : الناس في البيت سواء ، ليس أحد أحق به من أحد 2 : 225 فهذا فيه تخصيص البيت . (7) أخرج عنه أبو ذر الهروي نحوه ، كما في " القرى " ص 226 . (*)
[ 148 ]
قال ابن جريج : ولايرى به عمرو بن دينار بأسا ، قال : وكيف يكون به بأس والربع (1) يباع فيؤكل ثمنه (2) ، وقد ابتاع عمر بن الخطاب دار السجن بأربعة آلاف دينار عن عبد الرحمن بن فروخ (3) ، وقال الثوري عن أبيه : عن (4) نافع [ بن ] (5) عبد الحارث اشترى من صفوان بن أمية دار السجن بثلاثة آلاف ، فإن عمر رضي فالبيع بيعه ، وإن عمر لم يرض بالبيع ، فلصفوان أربع مئة درهم ، فأخذها عمر (6) . 9214 - عبد الرزاق عن ابن مجاهد عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لا يحل بالبيع دور مكة ولاكراءها (7) . [ 9215 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال : بلغني أن عائشة استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ كنيفا (8) بمنى ،
(1) في " ص " " الربيع " . (2) به يقول أبو يوسف والطحاوي . (3) كذا في " ص " ومعناه أن عمرو بن دينار رواه عن عبد الرحمن بن فروخ ، قلت : رواه عن عمرو بن دينار ابن عيينة أيضا ، ففي التهذيب : وقد رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبد عبد الرحمن بن فروخ قال : اشترى ، فذكره 6 : 252 . (4) كذا في " ص " والاسناد إن كان محفوظا من سقوط رجل فالصواب " أن " بدل " عن " وإلا فالصواب " عن فلان أن نافع بن عبد الحارث " .
(5) أسقطه الناسخ ولابد منه . (6) علقه البخاري في (البيوع) كما في التهذيب 6 : 252 . (7) بهذا يقول أبو حنيفة والثوري ، وفي الفتح : روى عبد الرزاق من طريق إبراهيم ابن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر : لا يحل بيع بيوت مكة ولا إجارتها 3 : 291 . (8) الكنيف : كل ماستر من بناء أو حظيرة ، كذا في " القرى " . (*)
[ 149 ]
فلم يأذن لها (1) ] . باب المقام وذكر ما فيه مكتوب 9216 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال : مكتوب في المقام : بيت الله الحرام بمكة ، منازل أهله في الماء واللحم ، تكفل الله برزق أهله ، يأتيه من ثلاثة سبل : أهل الوادي ، وأسفله ، والثنية ، لا يخلو أمن أهله (2) . 9217 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع طاووسا يخبر عن ابن عباس قال : مكتوب في المقام : بيت الله الحرام ، مبارك لاهله في اللحم والماء ، على الله رزق أهله من ثلاثة سبل ، لا يحله أول من أهله . 9218 - عبد الرزاق عن معمر وابن جريج عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة إسماعيل قالت لابراهيم - قال ابن جريج في حديثه : إنها قالت لابراهيم - : انزل نطعمك ، قال إبراهيم : وما طعامكم ؟ قالت : اللحم ، قال : فما شرابكم ؟ قالت : الماء ، قال : اللهم بارك لهم في اللحم والماء ، قال : فما هما (2) لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه (3) .
9219 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : بلغني أنهم
(1) أخرجه سعيد بن منصور والازرقي كما في " القرى " ص 438 . (2) كذا في " ص " . (3) تقدم في الحديث الطويل . (*)
[ 150 ]
وجدوا في مقام إبراهيم ثلاثة صفوح ، في كل صفح منها كتاب ، في الصفح الاول : أنا الله ذو بكة (1) ، صنعتها يوم صنعت الشمس والقمر ، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء ، وباركت لاهلها في اللحم واللبن (2) ، ومكتوب في الصفح الثاني : أنا الله ذو بكة ، خلقت الرحم ، وشققت لها من اسمي ، من وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته ، وفي الصفح الثالث : أنا الله خلقت الخير والشر ، فطوبى لمن كان الخير على يده ، وويل لمن كان الشر على يده . [ باب الحجر وما فيه مكتوب 9220 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال مجاهد : [ مكتوب ] (3) في الحجر : أنا الله ، ذو بكة ، صنعتها يوم صنعت الشمس والقمر ، حففتها بسبعة أملاك حنفاء ، مبارك لاهلها في اللحم واللبن ، ولا يحلها أول من أهلها ، وقال : لا تزول حتى يزول الاخشبان ، والاخشبان : الجبلان العظيمان (4) . 9221 - قال عبد الرزاق : حدثنا معمر عن رجل عن مجاهد قال :
(1) بكة : من أسماء مكة ، وقيل : بكة موضع البيت ، وسميت بكة لانها تبك أعناق الجبابرة ، أي تدقها . (2) في " السيرة لابن هشام " : عن ابن إسحاق قال : حدثت أن قريشا وجدوا في
الركن كتابا بالسريانية ، فذكر هذا الكتاب (1 : 104 على هامش زاد المعاد) . (3) ظني أنه سقط من " ص " . (4) ذكره ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق قال : حدثت أن قريشا وجدوا في الركن كتابا بالسريانية ، فذكره 1 : 104 . (*)
[ 151 ]
وجد في حجر بمكة : أنا الله ، ذو بكة ، صنعتها يوم صنعت الشمس والقمر ، لا تزول حتى يزول الاخشبان ، باركت لاهلها في السمن والسمين ، يأتيها رزقها من ثلاثة سبل ، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء ، أول من يحلها لاهلها . ] [ باب ما يبلغ الالحاد (ومن دخله كان آمنا) (1) ] 9222 - عبد الرزاق عن الثوري عن عثمان بن الاسود قال : سمعت مجاهدا يقول : بيع الطعام بمكة إلحاد (2) . 9223 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني إبراهيم يرفعه إلى فاطمة السهمية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : الالحاد في الحرم ظلم الخادم فما فوق ذلك . 9224 - عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب عن ابن سابط قال : إنه لا يسكنها سافك دم ، ولا تاجر ربا . ولا مشاء بنميمة . [ 9225 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قالت لعطاء : وما (من دخله كان آمنا) (1) ؟ قال : يأمن فيه كل شئ دخله ، قال : وإن أصاب فيه دما ؟ فقال : إلا أن يكون قتل في الحرم ، فقتل (3) فيه ،
(1) سورة آل عمران ، الاية : 97 .
(2) مراده عندي احتكار الطعام . (3) غير واضح في " ص " ولعله " " فيقتل " . (*)
[ 152 ]
قال : وتلا (عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) (1) فإن كان قتل في غيره ، ثم دخل ، أمن ، حتى يخرج منه ، فقال لي : أنكر ابن عباس قتل ابن الزبير سعدا - مولى عتبة وأصحابه - قال : تركه في الحل ، حتى إذا دخل الحرم أخرجه منه فقتله . قال له سليمان ابن موسى : فعبد أبق فدخله ، فقال : خذه فإنك لا تأخذه لتقتله . ] 9226 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس في قوله : (كان آمنا) قال : من قتل أو سرق في الحل ، ثم دخل في الحرم ، فأنه لا يجالس . ولا يكلم ، ولا يؤوى (2) ، ولكنه يناشد (3) حتى يخرج ، فيقام عليه ما أصاب (4) ، فإن قتل أو سرق في الحل فأدخل الحرم ، فأرادوا أن يقيموا عليه ما أصاب ، أخرجوه من الحرم إلى الحل ، فأقيم عليه ، وإن قتل في الحرم أو سرق ، أقيم عليه في الحرم . [ 9227 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : عاب ابن عباس ابن الزبير في رجل أخذ في الحل ، ثم أدخله الحرم ، ثم أخرجه إلى الحل فقتله ، قال : أدخله الحرم ثم أخرجه ، يقول (5) : أدخله بأمان ، وكان الرجل أتهمه ابن الزبير في بعض الامر ، وأعان عليه عبد الملك ، فكان ابن عباس لم ير عليه قتلا ، قال : فلم يمكث
(1) سورة البقرة . الاى ة : 191 . (2) كذا في " القرى " وفي " ص " " لا يؤذي " خطأ . (3) في " القرى " : يأتيه الذي يطلبه فيقول : أي فلان !
أخرج من الحرم . (4) أخرجه سعيد بن منصور كما في " القرى " ص 596 . (5) هذا هو الصواب عندي ، وفي " ص " " يقوله " . (*)
[ 153 ]
ابن الزبير بعده . إلا قليلا ، حتى هلك . ] [ 9228 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت ابن أبي حسين يحدث عن عكرمة بن خالد قال : قال عمر : لو وجدت فيه قاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه . ] [ 9229 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال أبو الزبير : قال ابن عمر : لو وجدت فيه قاتل عمر ما ندهته (1) . ] 9230 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : بلغنا أن تبعا سار إلى الكعبة ، وهو يريد هدمها ، وسار معه أحبار اليهود ، حتى إذا كانوا بمر (2) أو بسرف - وإن رجالا من العلماء ليقولون : بلغ التنعيم - أظلمت عليهم الارض ، فدعا الاحبار فسألهم ، فقالوا : أحدثت نفسك في هذا البيت بشئ ؟ قال : نعم ، حدثت نفسي بهدمه ، قالوا : فلذلك كانت هذه الظلمة ، فعاهد الله تبع لئن تكشفن عنه تلك الظلمة ليعظمن الكعبة ، وليكسونها ، فكشف الله تلك الظلمة ، فسار تبع حتى إذا بلغ أنصاب الحرم ، نزل عن دابته ، ثم خلع نعليه تعظيما للحرم ، وتوبة مما أراد ، قال : حتى دخل مكة راجلا ، حافيا ، فطاف بالبيت ، وكسا الكعبة الوصائل ، فسترت (3) بها ، ثم أنزل ثقله (4) ومطبخه في
(1) أخرجه سعيد بن منصور كما في " القرى " ، قال في النهاية : ما ندهته أي ما زجرته . النده : الزجر بصه ومه .
(2) أي مر الظهران . (3) في " ص " " فسرت " . (4) في " ص " " فقله " . (*)
[ 154 ]
شعب عبد الله بن عامر (1) بن كريم ، فسمي المطابخ من ذلك اليوم إلى يوم الناس هذا ، وأنزل سلاحه في شعب عبد الله بن الزبير فسمي بقعيقعان (2) من ذلك اليوم إلى يوم الناس ، وأنزل خيله في شعب بني مخزوم ، فسمي ذلك الشعبان أجياد الاصغر ، وأجياد الاكبر ، إلى يوم الناس هذا . وذكروا أنه إنما أشار عليه بهدم الكعبة رجلان من هذيل ، فلما كشف الله تلك الظلمة أمر (3) تبع بهما ، فأخرجا من الحرم ، وصلبا ، وقد زعم بعض علمائنا : أن أول من كسى الكعبة إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم بذلك . قال عبد الرزاق : وسمعت أبي يحدث عن بعض مشيختهم نحوه . [ باب القول في السفر ] 9231 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن عبد الله ابن سرجس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا يقول : اللهم إني أعوذ بك من وعثاء (4) السفر ، وكآبة (5) المنقلب ، ومن الحور بعد الكور (6) ، وسوء المنظر في الاهل والمال (7) ، فقال محمد بن ثور
(1) أقحم الناسخ في " ص " بين " بن " و " عامر " كلمة " بني مخزوم " خطأ . (2) غير واضح في " ص " . (3) في " ص " " مر " . (4) أي شدته ومشقته .
(5) بفتح الكاف والمد ، وهي تغير النفس بالانكسار من شده الهم والحزن ، والمنقلب بفتح اللام : المرجع . (6) أي من فساد الامور بعد صلاحها ، وأصل الحور نقض العمامة بعد لفها ، وأصل الكور من تكوير العمامة ، وهو لفها وجمعها . (7) أخرجه " م " و " ت " 4 : 242 من طريق حماد بن زيد عن عاصم ، قال " ت " :
[ 155 ]
لمعمر (1) : ما الحور بعد الكور ؟ يا أبا عروة ! قال : لا تكون كسبا (2) ، يقول : كان رجلا صالحا ، ثم رجع على عقبه . 9232 - أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير أن علي (3) الازدي أخبره أن ابن عمر علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ، ثم قال : (سبحان الذي سخر لنا هذا - حتى - إنا إلى ربنا لمنقلبون) (4) اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الاهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وأفر (5) المنقلب ، وسوء المنظر في الاهل ، وإذا رجع قالهن ، وزاد فيه : آئبون ، ؟ ؟ ؟ ، عابدون ، لربنا (6) حامدون (7) .
= ومعنى قوله : الحور بعد الكون أو الكور - وكلاهما له وجه - ويقال : إنما هو الرجوع من الايمان إلى الكفر ، ومن الطاعة إلى المعصية . (1) في " ص " " لعمر " خطأ . (2) كذا في " ص " . (3) كذا في " ص " وفي " د " " عليا " .
(4) سورة الزخرف ، الاية : 13 و 14 . (5) كأنه في " ص " " أفر " أو " أمر " . (6) في ص " لنا " خطأ . (7) أخرجه " م " و " ت " 4 : 245 من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير بنقص يسير ، وحسنه ، وأخرجه " خ " مقتصرا على ذكر القول عند الرجوع من طريق نافع عن ابن عمر 11 : 147 وأخرجه " د " من طريق المصنف دون قوله : اللهم إني أعوذ بك . . . الخ ص 350 وزاد فيه ما سيأتي عن ابن جريج في آخر الباب . (*)
[ 156 ]
9233 - عبد الرزاق عن الثوري عن الاعمش عن إبراهيم قال : كانوا يقولون إذا خرجوا مسافرين يقولون : ربنا تبلغ (1) مغفرتك عنا ورضوانا ، بيدك ا لخير ، إنك على كل شئ قدير ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الكبر (2) والاهل ، اللهم هون علينا السفر ، واطولنا الارض ، اللهم إنا نعوذبك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب . 9234 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبي أيوب الثقفي عن موسى ابن عقبة عن طاووس قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : الحمد لله الذي خلقني ولم أكن شيئا مذكورا ، اللهم أعني على هول الدنيا ، وبوائق (3) الدهر ، ومصائب الليالي والايام ، اللهم اصحبني في سفري ، واخلفني في أهلي ، ولك فدللني (4) وذلك (4) على خلق صالح فقومني ، وإليك يا رب فحببني ، وإلى الناس فلا تكلني ، رب للمستضعفين فأنت (4) ، رب أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت (4) له نور السموات والارض ، وكشفت به الظلمات ، وصلحت (4) بهه أمر الاولين والاخرين ،
أن تحلل علي سخطك ، أو تنزل علي غضبك ، لك العتبى عندي ما استطعت ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
(1) كذا في " ص " وفي المجمع عن البراء قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج لسفر قال : اللهم بلاغا يبلغ خيرا مغفرة منك ورضوانا ، بيدك الخير ، إنك على كل شئ قدير ، إلى آخر الحديث ، أخرجه أبو يعلى 10 : 130 . (2) كذا في " ص " . (3) في " ص " " بواريق " . (4) كذا في " ص " . (*)
[ 157 ]
9235 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من سفر فمر بفدفد (1) أو نشز (2) من الارض ، كبر ثلاثا ، ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير ، ثم قال : آئبون ، تائبون ، عابدون ، ساجدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الاحزاب وحده (3) . 9236 - عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال : صحبت ابن عمر في سفر ، فكان إذا طلع الفجر رفع صوته [ يقول ] (4) : سمع سامع (5) بحمد الله وبرحمته ، وحسن بلائه (6) علينا ، اللهم صاحبنا (7) فأفضل علينا (8) ، عائذ (9) بك من النار (10) .
(1) قال الحافظ : الاشهر تفسيره بالمكان المرتفع ، وقيل : هو الارض المستوية ، وقيل : الفلاة الخالية من الشجر ، وقيل : غليظ الاودية ذات الحصى - الفتح 11 : 148 . (2) النشز بالفتح : المكان المرتفع .
(3) أخرجه مالك ، ومن طريقه " خ " 11 : 147 . (4) زدته أنا . (5) قال النووي : روي بفتح الميم مع التشديد وكسرها مع التخفيف ، ومعنى التشديد : بلغ سامع قولي هذا لغيره ، وقال مثله تنبيها على الذكر في السحر ، والدعاء في ذلك ، ومعنى التخفيف : شهد شاهد ، وهو أمر بلفظ الخبر ، أي ليشهد الشاهد على حمدنا لله 2 : 349 . (6) إنعامه . (7) قال النووي : احفظنا ، وحطنا ، وأكلانا . (8) أنعم علينا . (9) في " ص " بالرفع ، أي أنا عائذ ، وفي " م " بالنصب ، قال النووي : أي أقول هذا في حال استعاذتي من النار . (10) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا 2 : 349 . (*)
[ 158 ]
9237 - عبد الرزاق عن عمر بن ذر عن يزيد الفقير أن ابن عمر كان إذا كان عشية الصبح وهو مسافر قال : قلت مرات : سمع سامع بحمد الله ونعمته علينا ، اللهم صاحبنا ، وأفضل علينا عائذا بالله من جهنم . 9238 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا في حج أو عمرة ، فمر بفدفد أو نشز كبر ثلاثا ، ثم ذكر مثل حديث عبد الله (1) بن عمر . [ 9239 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن علي بن حسين أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على كل سنام بعير شيطان ، فاذكروا الله كما أمرتم ، ثم امتهنوها
لانفسكم (2) والله يحمل عليها (3) . ] 9240 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من سفر قال : آئبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون (4) .
(1) كذا في " ص " ولكن الذي أحال عليه حديث عبيدالله . (2) كذا في المجمع والحصن الحصين ، وفي " ص " " امتهنوا لانفسها " خطأ . (3) في " ص " " عليهما " والصواب " عليها " والحديث أخرجه أحمد والطبراني عن أبي لاس الخزاعي مرفوعا ، وذكره البخاري تعليقا . (4) أخرجه " ت " من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن الربيع بن البراء بن عازب عن أبيه مرفوعا ، قال " ت " : وروى الثوري هذا الحديث عن أبي إسحاق عن البراء ، لم يذكر فيه " عن الربيع " ورواية شعبة أصح 4 : 243 قال المبار كفوري : لا يظهر وجه الاصحية ، قلت : هو بين لاخفاء فيه ، فإن أبا إسحاق عن البراء جادة ، فسلك الثوري الجادة ، وأما = (*)
[ 159 ]
9241 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع من سفر قال : آئبون ، تائبون ، إن شاء الله عابدون ، إن شاء الله لربنا حامدون ، اللهم إنا نعوذبك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الاهل والمال (1) . 9242 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن صالح بن كيسان عن سالم قال : كانوا يقولون إذا أقبلوا من حج أو عمرة : آئبون إن شاء الله ، تائبون ، عابدون ، ساجدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الاحزاب وحده . 9243 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد قال : أخبرني أبو
الزبير عن جابر بن عبد الله مثله . 9244 - عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن سليمان عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الاشعري قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأشرفنا على واد ، فرفع الناس أصواتهم ، أخذ الناس يكبرون ويهللون ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : اربعوا (2) على أنفسكم ، إنكم لا تدعون
= شعبة فلم يسلك الجادة ، بل زاد " عن الربيع " فدل هذا على أنه حفظه ، وكم من حديث رجحوه وصححوه على غيره على هذا الاصل ، راجع الفتح وغيره ، ولكن المباكفوري لما رأى أن في هذا برهانا على رجحان شعبة على الثوري في الحفظ لم يستطع أن يستسيغه ، لانه يهدم ما بناه المباركفوري في حديث إخفاء التأمين . (1) أخرجه الطبراني في الاوسط ، قال الهيثمي : في الرواية الاولى من لم أعرفهم ، وفي الثانية أبو سعد البقال ، وهو متروك 10 : 130 ، قلت : رجال إسناد المصنف معروفون وليس فيه أبو سعد ، لكن إبراهيم بن يزيد الخوزي . (2) أي ارفقوا ولا تجهدوا أنفسكم ، كذا في الفتح . (*)
[ 160 ]
أصم (1) ولا غائبا ، إنه سميع قريب ، إنه معكم (2) . [ 9245 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا (3) كبروا ، وإذا هبطوا سبحوا ، وضعت الصلاة على ذلك (4) . ] 9246 - عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أيوب وعاصم - أو أحدهما - عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الاشعري قال : كان الناس يكبرون إذا علوا الثنايا ، وإذا هبطوا ، فكانوا يرفعون أصواتهم رفعا شديدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنكم لا تدعون أصم ولا
غائبا ، ولكنكم تدعون سميعا بصيرا ، إنه معكم ، وأمرهم بالسكون . [ باب ذكر الغيلان (5) والسير بالليل ] 9247 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا هشام بن حسان عن
(1) في " ص " " أصما " خطأ ، قال الحافظ : وقع في بعض نسخ البخاري " أصما " وكأنه لمناسبة " غائبا " . (2) أخرجه " خ " من طريق غير واحد عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى في مواضع منها 11 : 147 وفي (التوحيد) و (القدر) . (3) جمع ثنية : وهي العقبة . (4) أخرجه " د " من طريق المصنف في حديث علي المذكور سابقا ، ولم يشر " د " إلى أنها من قول ابن جريج ، راجع ص 350 . (5) جمع " غول " وهي جنس من الجن والشياطين ، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا ، أي تتلون تلونا في صور شتى ، وتغولهم : أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا غول ولا صفر " وأبطله ، وقيل : = (*)
[ 161 ]
الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أخصبتم فأمكنوا الدواب أسنمتها (1) ، ولا تعدوا المنازل ، وإذا أجدبتم فسيروا (2) ، وعليكم بالدلجة (3) ، فإن الارض تطوى بالليل ، ولا تنزلوا على جواد الطريق (4) ، فإنها مأوى الحيات والسباع ، وإياكم وقضاء الحاجة عليها ، فإنها [ من ] (5) الملاعن ، وإذا تغولت الغيلان لكم فأذنوا (6) . 9248 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن ابن المنكدر قال : ذكرت
= قوله : " لاغول " ليس نفيا لعين الغول ووجوده ، وإنما فيه إبطال زعم العرب تلونه بالصور المختلفة واغتياله ، فيكون المعنى بقوله : " لا غول " أنها لا تستطيع أن تضل أحدا ،
ويشهد له الحديث " لا غول ولكن السعالى " والسعالى سحرة الجن ، أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ، كذا في النهاية 3 : 190 قلت : ويؤيده الحديث الثالث من الباب . (1) في الزوائد " فأمكنوا الركب أسسها " وهو محرف عندي . (2) في حديث أبي هريرة عند " د " : إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الابل حقها ، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا السير ، وفي حديث يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن عن جابر عنده نحو هذا ، وقال بعد قوله : " حقها " : ولا تعدوا المنازل . قال المحشي : أي لا تجاوزوا المنزل المتعارف إلى منزل آخر استسراعا ، لان فيه إتعاب الانفس والبهائم - ص 347 ومعنى قوله : فأمكنوا الدواب أسنمتها . . . . . (3) قال في النهاية : هي سير الليل ، يقال : أدلج بالتخفيف ، إذا سار من أول الليل ، وادلج : إذا سار من آخره ، والاسم : الدلجة بالضم والفتح ، قلت : أخرج " د " من حديث أنس مرفوعا " عليكم بالدلجة فإن الارض تطوى بالليل " - ص 347 . (4) أخرج " د " من حديث أبي هريرة المتقدم ذكره : " فإذا أردتم التعريس فتنكبوا عن الطريق " ص 347 والتعريس : نزول المسافر في آخر الليل . ورواه أبو يعلى من حديث جابر ، وفيه : " ولا تصلوا على جواد الطريق ولا تنزلوا عليها " كذا في الزوائد 3 : 213 . (5) ظني أنها سقطت من " ص " . (6) أخرجه أبو يعلى - ورجاله رجال الصحيح - من حديث جابر ، قال الهيثمي : ورواه أبو داود وغيره باختصار كثير 3 : 213 . (*)
[ 162 ]
الغيلان عند ابن عباس فقال : ذلك قرن قد هلك . [ 9249 - عبد الرزاق عن الثوري عن الشيباني عن أسير بن عمرو (1) قال : ذكر عند عمر الغيلان ، فقال : إنه لا يتحول شئ عن خلقه الذي خلق له ، ولكن فيهم سحرة من سحرتكم ، فإذا رأيتم [ من ] (2)
ذلك شيئا فأذنوا . ] 9250 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن عاصم عن أبي العديس (3) عن عمر قال : فرقوا عن المنية ، واجعلوا الرأس رأسين (4) ، ولا تلبثوا بدار معجزة (5) ، وأصلحوا شاويكم مثاويكم (6) وأخيفوا الهوام [ قبل ] (7) أن تخيفكم (8) .
(1) هو يسير بن عمرو ، يقول فيه أهل الكوفة : " أسير " كما في التهذيب ، ووقع في " ص " " أسير بن عمر " خطأ . (2) أحسب أنه سقط من " ص " . (3) هو أبو العديس منيع بن سليمان الاسدي ، ذكره ابن حبان في " الثقات " وذكره الحافظ للتمييز . (4) قال في النهاية : يقول : إذا اشتريتم الرقيق أو غيره من الحيوان فلا تغالوا في الثمن ، واشتروا بثمن الرأس الواحد رأسين ، فإن مات الواحد بقي الاخر ، فكأنكم قد فرقتم مالكم عن المنية 3 : 214 . (5) أي لا تقيموا في موضع تعجزون فيه عن الكسب ، وقيل : بالثغر مع العيال ، والمعجزة بفتح الجيم وكسرها مفعلة من العجز ، وهو عدم القدرة ، كذا في النهاية : 3 : 78 . (6) كذا في " ص " أصلحوا شاويكم مثاويكم " ، وفي الباب الذي يليه " أصلحوا مثاويكم " وكذا في النهاية ، والمثوى : المنزل ، أي أصلحوا منازلكم ، وظني أن " شاويكم " من سبق قلم الناسخ ، وليحرر . (7) استدركته من النهاية ومما سيأتي . (8) أي اخترسوا منها ، فإذا ظهر منها شئ فاقتلوه ، المعنى : اجعلوها تخافكم ، = (*)
[ 163 ]
9251 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن عجلان عن أبان
ابن صالح عن خالد بن معدان (1) عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله رفيق يحب الرفق ، ويرضاه ، ويعين عليه مالا يعين على العنف ، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فانزلوا بها منازلها ، وإن كانت الارض جدبة فانجوا عليها بنقيها (2) ، وعليكم بسير الليل ، فإن الارض تطوى بالليل ما لا تطوي بالنهار ، وإياكم والتعريس على الطريق ، فإنه طريق الدواب ومأوى الحيات (3) . 9252 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت عن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا (4) .
= واحملوها على الخوف منكم ، لانها إذا رأتكم تقتلونها فرت منكم ، كذا في النهاية 2 : 6 . (1) كذا في الاصابة " عن أبان بن صالح عن خالد بن معدان " ووقع في " ص " " عن ابن خالد بن معدان " خطأ . (2) معناه : فانجوا عليها بإسراع السير قبل أن يفنى نقيها (وهو بالكسر : المخ) من الهزال . (3) راجع حديث الحسن في أول الباب ، وقد أخرج حديث معدان هذا أبو علي ابن السكن وابن قانع في الصحابة من طريق ابن عجلان عن أبان بن صالح عن خالد ابن معدان عن أبيه ، وأخرجه الطبراني من طريق ابن جريج عن زياد عن خالد بن معدان عن أبيه ، كما في الاصابة 3 : 444 قلت : وفي الزوائد عن خالد بن معدان عن أبيه ، فذكره بعين هذا اللفظ ، إلا أنه ليس فيه " بنقيها " وأحسب أن بعض الناسخين أو الناشر أسقطه ، راجع 3 : 213 قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح . (4) أخرجه البزار عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا ، ورجاله ثقات ، إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب ، قاله الهيثمي 10 : 134 قلت وقد رواه المصنف
عن الحسن البصري مرسلا في أول الباب . (*)
[ 164 ]
[ باب الحملان على الضعيف والسفر قطعة من العذاب ] 9253 - عبد الرزاق عن الثوري عن الاعمش عن مسلم البطين قال : قال عمر : إذا اشترى أحدكم جملا فليشتره طويلا عظيما ، فإن أخطأه خيره لم يخطه سوقه ، ولا تلبسوا نساءكم القباطي ، فإنه إن لا يشف يصف (1) ، وأصلحوا مثاويكم ، وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم ، فإنه لا يبدو منه مسلم . [ 9254 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي (2) عثمان عن سلمان قال : لو يعلم الناس حملان على الله على الضعيف (3) ما غالوا في الظهر (4) . ] 9255 - عبد الرزاق عن الاسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه ، وشرابه ، فإذا قضى أحدكم حاجته من وجهه فليعجل الرجوع إلى أهله (5) .
(1) شف الثوب : إذا بدا ما وراءه ولم يستره ، والقباطي : ثياب رقاق ضعيفة النسج ، فإذا لبستها المرأة لصقت بأردافها فوصفتها ، فنهى عن لبسها ، وأحب أن يلبسن الثخان الغلاظ ، كذا في النهاية 2 : 247 . (2) في " ص " " ابن " والصواب عندي " أبي " وهو النهدي ، ثم وجدت في سنن سعيد ابن منصور ما حققت . (3) كذا في " ص " وفي سنن سعيد " لو يعلم الناس ما عون الله للضعيف " ونص " ص " عندي محرف .
(4) أخرجه سعيد بن منصور عن مروان عن سليمان التيمي 3 ، رقم : 2846 وفيه : " ما غالوا بالظهر " . (5) أخرجه الشيخان من طريق مالك عن سمي عن أبي صالح . (*)
[ 165 ]
باب من أحق بالامامة في السفر وصلاة ركعتين إذا قدم من سفر أو رجع (1) 9256 - عبد الرزاق عن ثور بن يزيد عن مهاجر بن حبيب الزبيدي (2) قال : اجتمع أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير ، فقال سعيد لابي سلمة : حدث فإنا سنتبعك ، قال أبو سلمة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمهم أقرأهم ، وإن كان أصغرهم ، فإذا أمهم فهو (3) أميرهم ، قال أبو سلمة ، فذاكم أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) . 9257 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث قال : إذا خرجت مسافرا فصل ركعتين في بيتك ، وإذا جئت من سفرك فصل ركعتين في بيتك . 9258 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن ماالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر صلى في المسجد ركعتين (5) .
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " أو حج " . (2) لم أجده فيما عندي . (3) في " ص " " هو " . (4) أخرج " هق " من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا " إذا كان ثلاثة في سفر
فليؤمروا أحدهم " 5 : 257 وأخرجه " د " من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة وعن أبي سعيد أيضا - ص 351 . (5) أخرجه الشيخان من طريق ابن جريج عن الزهري . (*)
[ 166 ]
9259 - عبد الرزاق عن الثوري عن مالك عن مغول عن يسير العجلي أن ابن عباس قدم من سفر ، فصلى على بساط في بيته ركعتين . [ باب [ ما ] يقول إذا نزل منزلا ] 9260 - عبد الرزاق عن ابن عجلان (1) عن يعقوب بن عبد الله بن الاشج عن ابن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات كلها ، من شر ما خلق ، لم يضره شئ ، حتى يرتحل منه (2) . 9261 - قال عبد الرزاق : وأما مالك فذكره عن يعقوب (3) بن عبد الله ابن الاشج عن بسر بن سعيد عن سعد (4) عن خولة ابنة حكيم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
(1) كذا في " ص " " عبد الرزاق عن ابن عجلان " . (2) أخرجه " م " و " ت " من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب عن يعقوب بن عبد الله بن الاشج عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت الحكيم السلمية مرفوعا ، قال " ت " : وروى مالك بن أنس هذا الحديث أنه بلغه عن يعقوب بن الاشج ، فذكر نحو هذا الحديث ، وروى ابن عجلان هذا الحديث عن يعقوب ابن عبد الله بن الاشج ، ويقول : عن سعيد بن المسيب عن خولة ، وحديث الليث أصح من رواية ابن عجلان 4 : 242 قلت : فلعل ابن عجلان رواه تارة موقوفا على ابن المسيب كما في " ص " وتارة عنه عن سعد عن خولة ، وقد رواه أحمد من طريقه فقال : عن سعيد
ابن المسيب عن سعد عن خولة ، وأما مالك فقال : عن الثقة عن يعقوب عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص عن خولة 3 : 144 وقد وقع في طبعة الحلبي " بشر " بالمعجمة و " سعيد " بالياء بعد العين . (3) في " ص " " إسحاق " وهو من أخطاء النساخ عندي . (4) في " ص " " سعيد " خطأ ، ففي الموطأ " سعد بن أبي وقاص " . (*)
[ 167 ]
9262 - عبد الرزاق قال : أخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد الجريري قال : بلغني أنه من قرأ هذه الاية (الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) (1) إلى آخر السورة ، لم يصبه سرق ، قال (2) : سمعت أبي إذا نزل منزلا يقول وهو على رحله : نزلنا خير منزل * وخيره لنازل بحمد ذي القوافل أبره واتقاه * أشبعه وأرواه فلا يزال يقولها ، حتى يفرغ من حله . 9263 - عبد الرزاق عن عبد الله بن كثير (3) عن شعبة قال : أخبرني حمزة (4) - رجل من بني ضبة - قال : سمعت أنسا يقول : كنا إذا نزلنا منزلا لم نزل نسبح حتى تحل الرحال . [ 9264 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن علي بن حسين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على كل سنام بعير شيطان ، فإذا ركبتم فاذكروا الله كما أمرتم ، ثم امتهنوها لانفسكم ، والله يحمل عليها (5) . ]
(1) سورة الاسراء ، الاية : 111 .
(2) القائل عندي عبد الرزاق . (3) إن كان محفوظا فلعله القاري الطويل المذكور في الجرح والتعديل . (ط) هو حمزه بن عمرو العائذي ، من رجال التهذيب . (5) تقدم في (باب القول في السفر) بهذا الاسناد ، وتقدم تخريجه هناك ، وأخرجه " هق " = (*)
[ 168 ]
9265 - عبد الرزاق عن معمر قال : حدثني من سمع طاووسا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه . [ باب صلاة الجماعة في السفر وكيف تسليم الحاج 9266 - عبد الرزاق عن معمر قال : بلغني أن قوما كانوا في السفر ، فكانوا لا يصلون جماعة ، ولا يستنزلون (1) في المنزل ، فطمست أبصارهم ، فبدا لهم الخضر صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه بشأنهم ، فدع لهم ، فرد الله عليهم أبصارهم . ] 9267 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن ليث عمن سمع ابن عمر يقول للحاج إذا قدم : أعظم الله أجرك - أو عظم أجرك - وتقبل نسكك ، وأخلف لك نفقتك . 9268 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الاعمش عن زيد بن وهب : إذا كنتم في سفر ثلاثة ، فأمروا أحدكم ، وإذا مررتم براع فنادوا ثلاثا ، فإن أجابكم أحد ، وإلا فانزلوا فحلوا ، واحلبوا ، واشربوا ، ثم صروا . 9269 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال :
= أيضا من حديث عمرو بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاس الخزاعي قال : حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل الصدقة ، ضعاف ، فقلنا ، يارسول الله ! ما نرى أن تحملنا هذه ،
فقال : ما من بعير إلا على ذروته شيطان ، فذكره 5 : 252 . (1) كذ في " ص " . (*)
[ 169 ]
قال عمر : سافروا تصحوا ، وترزقوا (1) . 9270 - عبد الرزاق عن معمر - أظنه - عن الزهري - ابن الاعرابي شك - عن عبد الله بن عبد الرحمن (2) بن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب أن يخرج يوم الخميس إذا أراد أن يسافر (3) .
(1) تقدم في الحج نحوه من مرسل صفوان بن سليم ولفظه : " حجوا تستغنو ، واغزوا تصحوا " راجع رقم : 8819 ونقله في الكنز بلفظ : " سافروا تصحوا " وأخرج الطبراني في الاوسط من حديث أبي هريرة مرفوع : " اغزوا تغنموا ، وصوموا تصحوا ، وسافروا تستغنوا " . ورجاله ثقات إلا واحدا ، فهو إما مجهول أو متكلم فيه ، راجع الزوائد 5 : 324 . (2) كذا في " ص " وفي الصحيح : " عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك " . (3) أخرجه " خ " من حديث معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه 6 : 70 . (*)
[ 171 ]
[ كتاب الجهاد بسم الله الرحمن الرحيم باب وجوب الغزو ] 9271 - أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر قال : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري قال : أخبرنا عبد الرزاق
عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أواجب الغزو على الناس كلهم ؟ فقال هو وعمرو بن دينار : ما علمنا . 9272 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني داود بن أبي عاصم (1) أن الغزو أواجب على الناس أجمعين ؟ فسكت ، فقد علم لو أنكر ما قلت لبين لي (2) ، فقلت لابن المسيب : تجهزت لا ينهزني إلا ذلك ، حتى رابطت ، قال : قد أجزأت عنك . [ 9273 - عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري قال :
(1) من رجال التهذيب . (2) هكذا النص في " ص " فليتأمل . (*)
[ 172 ]
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني رجل جبان لا أطيق لقاء العدو ، فقال : ألا أدلك على جهاد لا قتال فيه ؟ فقال : بلى يارسول الله ! قال : عليك بالحج والعمرة (1) . 9274 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد الكريم الجزري قال : أنبئت أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثل حديث معمر . 9275 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز قال : سمعت مكحولا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أهل بيت [ لا ] (2) يخرج منهم غاز ، أو يجهزون غازيا ، أو يخلفونه في أهله ، إلا أصابهم الله بقارعة قبل الموت (3) . 9276 - عبد الرزاق عن إسماعيل بن عبد الله عن ابن عون عن إسحاق بن سويد عن حريث قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كذب عليكم ثلاثة أسفار ، كذب (4) عليكم الحج ، والعمرة ، والجهاد في سبيل الله ، وأن يبتغي الرجل بفضل ماله ، والمستنفق ،
والمتصدق ، يقول : عليكم بالحج ، والعمرة ، والجهاد (5) .
(1) تقدم في الحج برقم : 8810 . (2) سقطت من " ص " ولا بد منه ، وفي المجمع " لا يغزو " . (3) أخرجه الطبراني في الاوسط من حديث واثلة بن الاسقع ، وفيه سود بن عبد العزيز وهو ضعيف ، قاله الهيثمي 5 : 284 قلت : وليس سويد بن عبد العزيز في إسناد المصنف ، لكنه مرسل ، وفي رواية الطبراني " قبل القيامة " بدل " قبل الموت " . (4) أطال ابن الاثير في تفسيره فراجعه ، وملخصه أن " كذب " هنا كلمة اغراء ، أي عليك بالحج ، وقيل : معناه وجب ، و " كذب " فعل ماض . (5) هذا تفسير " كذب عليكم " . . . . الخ . (*)
[ 173 ]
9277 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان وغيره قال : كذب عليكم الحج والعمرة ، يقول : عليكم بالحج والجهاد . 9278 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن (1) عبد الرحمن بن الحارث عن مكحول عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بالجهاد في سبيل الله ، فإنه باب من أبواب الجنة ، يذهب الله به الغش (2) والهم (3) . [ 9279 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن عبد الملك بن عمير قال : حدثني الحواري بن زياد (4) قال : كنت جالسا عند عبد الله ابن عمر ، فجاءه رجل شاب فقال : ألا تجاهد ؟ فسكت وأعرض عنه ، فقال ابن عمر : إن الاسلام بني على أربع دعائم ، إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، لا يفرق بينهما ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، وإن الجهاد والصدقة من العمل الحسن . ]
9280 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن أبي إسحاق عن صلة ابن زفر عن حذيفة قال : بني الاسلام على ثمانية أسهم ، شهادة
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " إبراهيم عن " وإبراهيم هو الاسلمي ، وعبد الرحمن هو ابن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة . (2) كذا في " ص " وفي المجمع " الهم والغم " . (3) أخرجه الطبراني في الاوسط ، وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك ، قاله الهيثمي 5 : 272 قلت : إسناد المصنف ليس فيه عمرو بن الحصين ، ولكنه غير محفوظ من تصرف الناسخين . (4) الحواري بالحاء المهملة ، ذكره ابن أبي حاتم ، وقال : روي عن عمر بن الخطاب وعنه جعفر بن أبي وحشية . (*)
[ 174 ]
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، والحج ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر (1) ، وقد خاب من لا سهم له (2) . 9281 - عبد الرزاق عن رجل عن مكحول أنه كان يستقبل القبلة ، ثم يحلف عشرة أيمان أن الغزو لواجب عليكم ، ثم يقول : إن شئتم زدتكم ، قال عبد الرزاق : وسمعت الاوزاعي - أو أخبرت عنه - أنه سمعه من مكحول . 9282 - عبد الرزاق عن الثوري عن الاعمش عن إبراهيم [ عن عابس ] (3) بن ربيعة عن عمر قال : إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال إلى الحج والعمرة ، فإنه أحد الجهادين (4) . [ 9283 - عبد الرزاق عن الثوري عن معاوية بن إسحاق عن عباية
ابن رفاعة عن علي بن حسين قال : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقال : ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه ؟ الحج (5) . ]
(1) سقط من " ص " ذكر الجهاد في سبيل الله ، وهو ثابت في المجمع ، ولا بد منه فإن الحديث مسوق له . (2) أخرجه البزار عن حذيفة مرفوعا وفيه : الاسلام سهم ، بدل ذكر الشهادتين ، قال الهيثمي : في إسناده يزيد بن عطاء ، وثقه أحمد وغيره ، وضعفه جماعة ، كذا في المجمع 1 : 38 قلت : إسناد المصنف ليس فيه يزيد لكنه مرسل إن كانت النسخة محفوظة . (3) سقط من " ص " هنا وهو ثابت في الحج . (4) تقدم في الحج بهذا الاسناد برقم : 8808 . (5) تقدم في الحج بهذا الاسناد برقم : 8809 . (*)
[ 175 ]
باب الرجل يغزو وأبوه كاره له 9284 - عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس (1) عن عبد الله بن عمرو (2) قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أريد الجهاد ، فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما جهاد (3) . 9285 - عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو (2) قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني جئت لابايعك على الهجرة ، وتركت : أبوي (4) يبكيان ، قال : فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما (5) . 9286 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن جحادة قال : سمعت الحسن يقول : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أريد
الجهاد ، فقال : هل لك من حوبة (6) ؟ قال : نعم ، قال : فاجلس
(1) هو الشاعر ، اسمه السائب بن فروخ . (2) هذا هو الصواب ، وفي " ص " " عمر " خطأ . (3) أخرجه الشيخان من طريق شعبة عن حبيب بن أبي ثابت ، ولفظهما في آخره " ففيهما فجاهد " وفي رواية الاعمش عن حبيب عند مسلم " فإن فيهما المجاهد " (المصدر الميمي) وأخرجه " " من طريق الثوري - ص 342 و " ت " من طريقهما 3 : 20 . (4) في " ص " " أبواي " . (5) أخرجه " د " عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري - ص 342 و " هق " 9 : 26 . (6) يعني ما يأثم به إن ضيعه ، من الحوب بالفتح والضم (لغتان) وهو الاثم ، وقيل : الحوبة ههنا الام والحرم ، ومنه الحديث : اتقوا الله في الحوبات ، يريد النساء المحتاجات اللاتي لا يستغنين عمن يقوم عليهن ويتعهدهن - النهاية 1 : 302 . (.)
[ 176 ]
عندها 9287 - عبد الرزاق عن الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مسلم بن يسار قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية ، وعنده شاب كان يأخذ بيده إذا قام ، فسأله أن يبعثه في السرية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل تركت في أهلك من كهل ؟ قال : لا ، إلا صبية صغارا ، قال : فارجع إليهم ، فإن فيهم مجاهدا حسنا . 9288 - عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن في الوالدين إذا أذنا في الغزو ، قال : إن كنت ترى هواهما في الجلوس فاجلس ، وسئل ما بر الوالدين ؟ قال : أن تبذل لهما ما ملكت ، وأن تطيعهما
في ما أمراك به ، إلا أن تكون معصية . 9282 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال : سألت عبيد بن عمير هل يغزو الرجل وأبواه كارهان ذلك ، أو أحدهما ؟ قال : لا . 9290 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن محمد بن طلحة أن رجلا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! يا رسول الله إني أريد الغزو ، وقد جئنك أستشيرك ، قال : هل لك من أم ؟ قال : نعم ، قال الزمها فإن الجنة عند رجلها ، ثم الثانية ، ثم الثالثة كذلك (1) . [ 9291 - عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال :
(1) أخرجه " هق " من حديث حجاج عن ابن جريج عن محمد بن طلحة بن عبد الله ابن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة رضي الله عنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره 9 : 26 . (.)
[ 177 ]
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقاتلوا من ناحية من جبل ، فانصرف الرجل عنهم ، وبقي (1) رجل ، فقاتلهم ، فرموه ، فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أبعد ما نهينا عن القتال ؟ فقالوا : نعم ، فتركه ، ولم يصل عليه . ] [ 9292 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الشيباني قال : سمعت رجلا ، حين هزمنا الجماجم (2) ، فذكرناه لاصحابنا ، فقالوا : هذا المعرور بن سويد قال : ذكر لعمر رجل خرج من الصف فقتل ، فقال عمر : لان أموت على فراشي خير لي من أن أقاتل أمام صف ، يعني أنه خرج من الصف إلى جماعة العدو يقاتل . ]
9293 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل سمع الحسن يقول : قال رجل والنبي صلى الله عليه وسلم في الصف : ألا أحمل عليهم ؟ يا رسول الله ! قال : أتحمل لتقتلهم ؟ قال : نعم ، قال : إجلس حتى يحمل (3) أصحابك (4) . [ 9294 - عبد الرزق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : أشد حديث (5) سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قوله في سعد
(1) غير واضحة في " ص " . (2) وقعة دير الجماجم كانت سنة ثلاث وثمانين ، انهزم فيها ابن الاشعث والقراء وانتصر منهم الحجاج . (3) في " ص " " يحملك " خطأ . (4) سيأتي من وجه آخر عن الحسن برقم 9308 . (5) كذا في " شرح الصدور " نقلا عن هنا ، وفي " ص " أمثل حديثا " وهو تحريف للنص . (.)
[ 178 ]
ابن معاذ (1) ، وقوله في أمر القبر ، لما (2) كانت غزوة تبوك ، قال : لا يخرج معنا إلا رجل مقو (3) قال : فخرج رجل على بكر له صعب ، فصرعه ، فمات ، فقال الناس : الشهيد ، الشهيد ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن ينادي في الناس ، لا يدخل الجنة عاص (4) . ] [ 9295 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن مالك بن أبي حمزة (5) عن أبيه عن جده قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر : من رأى المشركين أن أكثبوكم فارموهم بالنبل ، ولا تسلموا السيوف حتى
(1) يعني به قوله صلى الله عليه وسلم : لقد تضايق على هذا الرجل الصالح قبره حتى فرج الله عنه ، رواه أحمد من حديث جابر ، وفي مرسل الحسن ، حتى صار مثل الشعرة ، أخرجه هناد في
الزهد ، وأخرج ابن سعد بن حديث سعيد المقبري : لقد ضم ضمة اختلفت فيها أضلاعه ، وروى أحمد من حديث عائشة : لو كان أحد منها ناجيا لنجا منها سعد بن معاذ . وروي نحوه عن غير واحد من الصحابة ، راجع شرح االصدور - ص 42 . (2) ظني أنه سقطت الواو العاطفة قبل كلمة " لما " والحاصل أن مجاهدا ذكر حديثين هما أشد حديث سمعه ، الاول قوله صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ ، والثاني قوله في الذي صرح فمات في غزوة تبوك . (3) في " ص " " مقوى " وفي النهاية : لا يخرجن معنا إلا رجل مقو ، أي ذو دابة قوية ، وقد أقوى يقوي فهو مقو 3 : 331 . (4) أخرجه سعد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد ، قاله الحافظ 6 : 58 وهو في المجلد الثالث من سنن سعيد ، انظر رقم : 2480 ولفظه أوضح من لفظ المصنف . (5) كذا في " ص " والصواب عندي " إبراهيم عن مالك بن حمزة " وإبراهيم لعله الخوزي ، ومالك هو ابن حمزة بن أبي أسيد ، فقد رواه " د " من طريق إسحاق بن نجيج عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي - ص 361 ومن طريقه " هق " 9 : 155 وأخرجه " د " من حديث عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد أيضا ، وأخرجه " خ " من طريق أبي أحمد الزبيري عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن حمزة والمنذر ابني أبي أسيد 7 : 217 . (.)
[ 179 ]
يغشوكم (1) . يعني غشوكم (2) . ] [ 9296 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو : ولا يقاتل أحد منكم ، فعمد رجل منهم ، فرمى العدو وقاتلهم ، فقتلوه ، فقيل للنبي
صلى الله عليه وسلم : أستشهد فلان ، فقال : أبعد ما نهيت عن القتال ؟ قالوا : نعم ، قال : لا يدخل الجنة عاص . ] [ باب الطعام يؤخذ بأرض العدو 9297 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري سمعته يقول : لا يؤخذ الطعام بأرض العدو إلا بإذن الامام ، قال الزهري : فإن أذن له الامام ، فأخذ منه شيئا ، فباعه بذهب أو ورق ، ففيه الخمس . ] 9298 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في أخذ الطعام بأرض العدو ، قال : كانوا يرخصون لهم في الطعام والعلف ، ما لم يعقدوا به مالا . [ 9299 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عون عن خالد
(1) أخرجه " د " ص 361 ومعنى يغشوكم : يزدحموا ويهجموا عليكم ، ومعنى أكثبوكم : إذا دنوا وقربوا منكم ، كذا في الخير الجاري والفتح ، وأما ما في البخاري من تفسير عن بعض الرواة ب " أكثروكم " فهو تفسير لا يعرفه أهل اللغة ، صرح به الحافظ . (2) هذا تفسير " أكثبوكم " وهو في " د " أيضا . (.)
[ 180 ]
ابن الدريك (1) عن ابن محيريز عن فضالة بن عبيد الانصاري قال : إن هؤلاء يريدون أن يستزلوني عن ديني ، ولا والله لاموتن وأنا على ديني ، ما بيع منه بذهب أو (2) فضة من طعام أو غيره ففيه خمس الله ، وسهام المسلمين (3) . ] [ 9300 - عبد الرزاق عن أبي جعفر عن ربيع بن أنس عن أبي العالية أن سلمان أتي بسلة فيها خبز وجبن ، يعني ومال ، قال : فرفع
المال ، وأكل الخبز والجبن (4) . ] [ 9301 - عبد الرزاق عن الثوري عن عيسى عن الربيع عن أبي العالية عن سلمان مثله . ] [ 9302 - عبد الرزاق عن سفيان قال : كان يقال : إذا كانوا بأرض العدو أكلوا ، فإذا قدموا به أرض المسلمين دفعوه إلى الامام ، ولا يبيعوه في أرض العدو ، فإن باعوه بذهب أو فضة ففيه الخمس . ] 9303 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لسليمان بن موسى : رجل حمل إلى أهله طعاما ، قال : لا بأس بذلك . 9304 - عبد الرزاق عن الثوري عن أشعث عن رجل عن عبد الله
(1) كذا في " هق " وفي " ص " " أبي الدريك " خطأ . (2) في " ص " " ولا " والصواب عندي " أو " . (3) أخرجه " هق " من طريق معاذ بن معاذ عن ابن عون ، ومن حديث أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك أيضا 9 : 60 . (4) أخرجه " هق " من طريق يعقوب بن القعقاع عن الربيع بن أنس عن سويد خادم سلمان ، وليس فيه ذكر المال ، بل ذكر الخبزو الجبن فقط 9 : 60 . (.)
[ 181 ]
ابن أبي أوفى قال : لم يخمس الطعام يوم خيبر (1) . 9305 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن كهمس قال : قلت للحسن : ما كنتم تصيبون في الطريق ؟ قال : التبن والحطب ، قال : قلت : الرجل يمر بالثمار ؟ قال : يأكل ولا يحمل . 9306 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني سليمان بن موسى قال : لا يبقى الطعام في أرض العدو ، ولا يستأذن (2) فيه
الامير ، يأخذه من سبق إليه ، إلا أن ينهى الامير عنه ، فيترك بنهيه ، فإن باع من الطعام شيئا بورق أو ذهب فلا يحل له ، هو حينئذ من الغنائم ، قال : هذه السنة والحق عندنا . 9307 - عبد الرزاق عن إبراهيم قال : أخبرني سعيد (3) بن إسحاق عن خالد بن أبي عمر (4) أنه سأل ابن المسيب والقاسم بن محمد عما يجد السريه في مطامير (5) الروم ، قال (6) : أما الذهب والفضة ، والثياب والطعام (7) ، فيطرح في المغانم (8) ، وأما ما كان من طعام
(1) أخرجه " هق " من طريق هشيم عن الشيباني وأشعث عن محمد بن أبي المجالد عن ابن أبي أوفى أتم مما هنا ، وفي آخره " كان أقل من ذلك ، وكان أحدنا إذا أراد منه شيئا أخذ منه حاجته " 9 : 60 . (2) في " ص " " ولا يستان " . (3) كذا في " ص " ولعل الصواب " سعد " وهو سعد بن إسحاق بن عجرة . (4) كذا في " ص " ولعل الصواب " خالد بن أبي عمران " . (5) جمع " مطمورة " وهي الحضيرة تحت الارض تخبأ فيها الحبوب ونحوها . (6) كذا في " ص " والظاهر " قالا " . (7) لعل لفظ " الطعام " هنا مزيد سهوا . " (8) أو " المقاسم " غير واضح في " ص " . (.)
[ 182 ]
وإن كثر ، زيت ، أو سمن ، أو عسل ، فهو لتلك السرية ، دون الجيش ، يأكلون ويهدون ، ولا يبيعون . 9308 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن كهمس أنه قال للحسن : أيحمل الرجل عل العدو ، أو يكون في الصف ؟ قال : بل يكون في الصف : فإذا نهضوا فانهض معهم ، قال : وقال الحسن ، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لرجل : كن في الصف ، فإذا حمل المسلمون فاحمل معهم (1) . 9309 - عبد الرزاق قال : أخبرنا صالح بن محمد عن مكحول وأبي عون عن أبي الدرداء أنه سئل عما يصيب السرية من أطعمة الروم ، قال : لهم ، يأكلون يرجعون به إلى أهليهم ، فإن باعوا منه شيئا ففيه الخمس ، وهم فيه سواء . [ باب هبة الامام ] 9310 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن أبي نجيح أن مجاهدا أخبره أن رجلا في غزوة خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم والغنائم بين يديه ، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم (2) : اعطني هذه - لكبة غزل - أشد بها عظم رجلي ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما نصيبي منها فهو لك . 9311 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال : لا يهب الامير من الغنائم شيئا إلا بإذن صاحبه ، إلا أن يجعل لدليل أو راع .
(1) تقدم من وجه آخر عن الحسن برقم : 9293 . (2) كذا في " ص " والصواب " فقال للنبي صلى الله عليه وسلم " (.)
[ 183 ]
9312 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن أنسا كان مع عبيد الله بن أبي بكرة في غزوة غزاها ، فأصابوا سبيا ، فأراد أن يعطيه من السبي قبل أن تقسم ، فقال أنس : لا ، ولكن اقسم ، وأعطني من الخمس ، فقال عبيد الله : لا ، إلا من جميع الغنائم ، فأبى أنس أن يقبل منه ، وأبى عبيد الله أن يعطيه من الخمس شيئا .
[ باب السهام للخيل 9313 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن ابن الاقمر (1) أو عن أبيه (2) وعن الاسود بن قيس عن الاقمر (3) قال : أغارت الخيل بالشام ، فأدركت العراب من يومها ، وأدركت الكوادن (4) من ضحى الغد ، فقال المنذر بن أبي حمصة (5) الهمداني - وهو على الناس - : لا أجل سهم من أدرك كمن لم يدرك ، فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب ، فكتب عمر ، هبلت (6) الوادعي (7)
(1) كذا في " هق " وغيره ، وهو كلثوم بن الاقمر . وفي " ص " " ابن الارقم " خطأ . (2) الضمير يرجع إلى إبراهيم ، والمعنى أن إبراهيم بن محمد بن المنتشر يرويه عن أبيه أو عن ابن الاقمر ، كما في سنن سعيد ويأتي نصه . (3) كذا في " ص " والصواب " عن ابن الاقمر " كما في " هق " وسنن سعيد . (4) جمع الكودن : هو البرذون البطئ كما في " هق " أو البرذون الهجين . (5) كذا في " ص " و " هق " وسنن سعيد بدون الياء ، وفي الاصابة " حميصه " . (6) أي ثكلت . (7) كذا في " ص " وفي الاصابة " الوداعي " (بتقديم الدال على الالف) ووداعة " = (.)
[ 184 ]
أمه ، لقد أدركت به (1) ، أمضوها على ما قال (2) . ] 9314 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد أنه سمع مكحولا يقول : لا سهم إلا لفرسين ، وإن (3) كان معه مئة فرس . 9315 - عبد الرزاق عن الثوري عن هاشم عن الحسن قال : لا سهم إلا لفرسين ، إذا كان مع الرجل أفراس فيكون لفرسين أربعة أسهم ، وللرجل سهم ، وسهام الخيل والبراذين سواء .
9316 - عبد الرزاق عن شيخ من أهل الشام أنه سمع مكحولا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا سهم من الخيل إلى لفرسين ، وإن
= و " وادعة " كلاهما بطنان من همدان ، وهما ابنا عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك ابن جشم بن حاشد بن خيوان بن نوف بن همدان ، راجع اللباب 3 : 255 و 264 . [ (1) في سنن سعيد " لقد أذكرت به " وفي " كتاب الخيل " لابن دريد كما في الاصابة " لقد اذكرني أمرا كنت أنسيته " 3 : 503 . ] (2) أخرجه سعيد من منصور عن ابن عيينة قال : سمعته من إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أو عن ابن الاقمر ، قال : وسمعته من الاسود بن قيس عن ابن الاقمر ، فذكره 3 ، رقم 2755 وأخرجه الامام الشافعي في الام ، حكاه ابن حجر في الاصابة 3 : 503 وفيه : عن الاسود بن قيس عن علي بن الارقم (والصواب الاقمر) وفي " هق " عن شريك عن الاسود بن قيس عن كلثوم بن الاقمر 9 : 51 وهذا هو الراجح ، أو يقال : إن الاسود رواه عنهما جميعا ، وعلي بن الاقمر من رجال التهذيب ، وكلثوم ذكره ابن أبي حاتم ، قيل : هما اخوان ، وقيل : لا قرابة بينهما لكنهما جميعا وادعيان . وأخرجه " هق " من طريق إسرائيل عن الاسود بن قيس فقال : عن كلثوم الوادعي عن منذر بن عمرو الوادعي ، وكان عمر بعثه على خيل الشم ، فهذا يدل على أن اسم أبي حمصة والد المنذر عمرو ، ولم يشر إليه الحافظ في الاصابة . (3) في " ص " " فإن " . (.)
[ 185 ]
كان معه ألف فرس ، إذا دخل بها أرض العدو (1) ، قال : قسم النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر للفارس سهمين ، وللراجل سهم (2) . [ 9317 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال : أسهم له في إمارة سعيد بن عثمان لفرسين ، لهما أربعة
أسهم ، وله سهم (3) . ] 9318 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول ، أن الخيل والبراذين سواء - أحسبه - رفعه . 9319 - عبد الرزاق عن معمر عن يزيد (4) بن يزيد بن جابر - أحسبه - عن مكحول قال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس العربي سهمين ، ولفارسه سهم (2) ، يوم خيبر ، قال يزيد : فحدثت معاوية ابن هشام بهذا الحديث ، فقبله . 9320 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
(1) أخرج سعيد بن منصور عن ابن عياش عن الاوزاعي مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسهم للرجل فوق فرسين وإن كان معه عشرة أفراس 3 ، رقم : 2757 . (2) كذا في " ص " والظاهر " سهما " . [ (3) قال البيهقي : في كتاب القديم رواية أبي عبد الرحمن عن الشافعي حديث شاذان عن زهير عن أبي إسحاق قال : غزوت مع سعيد بن عثمان فأسهم لفرسي سهمين ولي سهما ، قال أبو إسحاق : وبذلك حدثني هانئ بن هانئ عن علي رضي الله عنه 6 : 327 ففي هذا أن سعيد بن عثمان أسهم لابي إسحاق ، وقد روى سعيد بن منصور عن خديج عن أبي إسحاق قال : كنت مع سعيد بن عثامن ومعي فرسان ، فأعطاني لكل فرس سهمين ، أربعة أسهم 3 ، رقم : 2749 فتحقق بذلك أن في حديث المصنف خلطا واضطرابا . ] (4) في " ص " " زيد " خطأ . (.)
[ 186 ]
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للفارس سهمين (1) وللراجل سهما (2) . 9321 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال : إن أدرب الرجل (3) بأفراس كان لكل فرس سهمان ، قلت : وإن قاتل (4)
عليها العدو ، قال : نعم . أدرب : يعني دخل بها أرض العدو (5) . 9322 - عبد الرزاق عن معمر قال : بلغني أنه (6) جعل للفرس المقرف سهما ، وللرجالة سهما . 9323 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن صالح بن كيسان قال : قسم النبي صلى الله عليه وسلم لستة وثلاثين فرسا يوم النضير (7) ، لكل فرس سهمين :
(1) في " ص " " سهما " خطأ ، والصواب " سهمين " كما في " هق " من رواية عبد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر 6 : 325 . (2) أخرجه " هق " من طريق القعنبي عن عبد الله بن عمر العمري ، وتكلم فيه الشافعي فقال : كأنه سمع نافعا يقول : للفرس سهمين وللرجل سهما ، فقال : للفارس سهمين وللراجل سهما 6 : 325 . و 3) في " ص " " أدركت " خطأ ، والصواب " أدرب " بدليل أنه فسر " أدرب " في آخر الحديث . (4) كذا في " ص " " وإن قاتل " ولعل المعنى " إن أرب وقاتل " أو الصواب حذف الواو قبل " إن " . (5) في النهاية : أدرب الرجل : دخل الدرب ، وكل مدخل إلى الروم فهو درب . (6) كذا في " ص " ولعل الصواب ، بلغني عن عمر أنه " فسيأتي عن عمر أنه جعل للمقرف سهما . (7) كذا في " ص " وفي سنن سعيد " يوم خيبر " والصواب ما هنا ، والمراد " يوم بني قريظة " ففي " هق " : عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : لم يقع القسم ولا السهم إلا في غزاة بني قريظة ، وكانت الخيل يومئذ ستة وثلاثين فرسا 6 : 327 . (.)
[ 187 ]
وقسم يوم خيبر (1) لمئتي فرس ، لكل فرس سهمين (2) ، [ قلت : وإن قاتل ] (3) . [ 9324 - عبد الرزاق عن إبراهيم (4) قال : أخبرني صالح بن محمد عن مكحول أن الزبير حضر خيبر (5) بفرسين ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أسهم (6) . ] [ 9325 - عبد الرزاق عن عبد القدوس قال : حدثنا الحسن قال : كتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب : أنه كان في الخيل العراب موت وشدة ، ثم كانت بعدها أشياء ليست تبلغ مبالغ العراب ، براذين وأشباهها ، فأحب أن ترى فيها رأيك ، فكتب إليه عمر ، أن يسهم للفرس العربي سهمان ، وللمقرب (7) سهم ، وللبغل سهم . ]
(1) في سنن سعيد " حنين " وهو الظاهر من رسمه في " ص " ولكنه يحتمل أن يقرأ " خيبر " وفي " هق " من حديث ابن عباس وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قسم لمئتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين 6 : 326 فالصواب عندي إذن في كلا الكتابين " خيبر " بدل " حنين " . (2) أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عياش عن يحيى بن سعيد عن صالح بن كيسان 3 ، رقم : 2737 . (3) كذا في " ص " وهو سهو الناسخ . (4) هو ابن محمد بن أبي يحيى الاسلمي . (5) كذا في " هق " 6 : 328 و 9 : 52 وفي " ص " " حنين " خطأ . (6) ذكره الشافعي معلقا وقال : ذهب الاوزاعي إلى قبول هذا عن مكحول منقطعا ، كذا في " هق " 9 : 52 . (7) كمحسن ، من الفرس وغيره : ما يداني الهجنة ، أي أمه عربية لا أبوه ،
لان الاقراف من قبل الفحل والهجنة من قبل الام (قا) . (.)
[ 188 ]
باب سهم المولود 9326 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو عثمان ابن يزيد (1) قال : يعمل بن فينا ، ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : أنه إذا ولد للرجل ولد بعدما يخرج من أرض المسلمين وأرض الصلح ، فإن لذلك المولود سهما ، قال : وسموا الرجل الذي قضى به النبي صلى الله عليه وسلم لولده (2) باب سهم الرجل يموت بعد ما يدرك أرض العدو 9327 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو عثمان ابن يزيد قال : يعمل به فينا ، ويرفعونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا مات الرجل بعدما يدخل أرض العدو ، ويخرج من أرض المسلمين وأرض الصلح ، فإن سهمه لاهله (2) . [ باب سهمان أهل العهد 9328 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت ابن شهاب يقول : كان يهود يغزون مع النبي صلى الله عليه وسلم فيسهم لهم كسهام المسلمين (3) . ] 9329 - عبد الرزاق عن الثوري قال : أخبرني يزيد بن يزيد
(1) شيخ لابن جريج مجهول ، كذا في التقريب . (2) أخرجه أبو داود في مراسيله - ص 13 . (3) أخرجه " ش " عن حفص عن ابن جريج ، ومن طريقه " هق " 9 : 53 . (.)
[ 189 ]
ابن جابر عن الزهري مثله (1) . 9330 - عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن الشعبي قال :
سألته عن المشركين يغزون مع المسلمين ، ما لهم مع المسلمين ؟ قال : لهم ما صالحوا عليه ، ما قيل : لكن كذا وكذا ، فهو لهم . [ باب النفل 9331 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز أن مكحولا حدثه عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة الفهري قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفل الثلث (2) . ] 9332 - عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول أن حبيب بن مسلمة - وكان مريضا - كان ينفل السرايا حين يبدأ الثلث بعد الخمس (3) . 9333 - عبد الرزاق عن الثوري عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) قال " هق " عقيب ما روى ما قبله : " وكذلك رواه يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري 9 : 53 . (2) أخرجه " هق " من طريق أبي إسحاق الفزارى وأبي أحمد الزبيري عن سعيد ابن عبد العزيز ، وأخرجه " د " من وجه آخر عن مكحول وفيه شئ من التفصيل . (3) أخرجه سعيد بن منصور عن سفيان عن يزيد بهذا الاسناد مرفوعا 3 ، رقم : 2684 . (.)
[ 190 ]
نفل بالثلث بعد الخمس (1) . 9334 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش (2) بن أبي ربيعة قال : حدثني سليمان بن موسى عن محكول عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
ينفل [ في ] (3) مبدأه الربع ، وإذا قفل الثلث (4) . 9335 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : كنا في سرية ، فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرا لكل رجل منا ، ثم نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بعيرا بعيرا (5) . 9336 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد ، فكنت فيهم ، فأصبنا إبلا كثيرا ، فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرا لكل رجل منا ، ثم نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بعيرا بعيرا لكل إنسان .
(1) أخرجه " د " عن محمد بن كثير عن الثوري . (2) في " ص " " عبد الرحمن بن الحارث عن ابن عباس " خطأ ، والتصويب من " هق " . (3) زدته من " هق " . (4) أخرجه " هق " من طريق الدبري عن المصنف 2 : 313 ولكن فيه : عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة من طريق الفريابي عن الثروي ، ولم يذكر إسناده من جهة المصنف بل أحاله على ما قبله ، وأخرج " ت " من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة 2 : 382 ففيه أيضا زيادة " أبي سلام " فهذا يدل على أن في " ص " سقطا هنا . (5) أخرجه الشيخان من طريق مالك عن نافع ، ومن طريق حماد بن زيد عن أيوب عن نافع ، ومسلم من طريق الليث عن نافع ، وفي جميع هذه الطرق أن سهمانهم كانت اثنى عشر بعيرا ، اثني عشر بعيرا ، إلا في طريق مالك ، ففيه أحد عشر أيضا على سبيل الترديد . (.)
[ 191 ]
9337 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني سليمان بن موسى قال : كان الناس ينفلون بأكثر من الثلث ، حتى إذا كان عمر
بن عبد العزيز فكتب ، أنه لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نفل أكثر من الثلث ، فلم يزل يعمل به بعد . باب العسكر يرد على السرايا والسرايا ترد على العسكر 9338 - عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن قال : إذا خرجت السرية بإذن الامير فما أصابوا من شئ خمسه الامام ، وما بقي فهو لتلك السرية ، وإذا خرجوا بغير إذنه خمسه الامام ، وكان ما بقي بين الجيش كلهم (1) . 9339 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : قلت : الامام يبعث السرية فيصيبوا المغنم ؟ قال : إن شاء الامام خمسه ، وإن شاء نفلهم كله (2) . 9340 - عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال : العسكر يرد على السرايا ، والسرايا ترد على العسكر . [ باب لا نفل إلا من الخمس ولا نفل في الذهب والفضة ] 9341 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد عن داود بن أبي
(1) أخرجه سعيد بن منصور عن سفيان (ابن عيينة) عن هشام 3 ، رقم : 2668 . (2) أخرجه سعيد بن منصور عن سفيان وأبي عوانة عن منصور 3 ، رقم : 2669 و 2671 . (.)
[ 192 ]
عاصم عن ابن المسيب قال : لا نفل في غنائم المسلمين ، إلى في خمس الخمس . 9342 - عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال : ما كانوا ينفلون إلا من الخمس (1) .
9343 - عبد الرزاق عن الثوري عن ابن عون عن ابن سيرين عن أنس أن أميرا من الامراء أراد أن ينفله قبل أن يخمسه ، فأبى أن يقبله حتى يخمسه (2) . [ 9344 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني خالد بن يحيى ابن سعيد عن ابن المسيب ، أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ينفل إلا من الخمس . ] 9345 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال لي سليمان بن موسى : لا نفل حتى يقسم الخمس ، ولا نفل حتى يقسم أول المغنم في كتاب الله تعالى بين المؤمنين . 9346 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني سليمان بن موسى قال : لانفل إلا في عين معلوم ، ذهب ، أو (3) فضة . 9347 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني سليمان بن
(1) أخرج نحوه ماالك عن أبي الزناد عن ابن المسيب ومن طريقه " هق " 6 : 314 وأخرجه سعيد عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب 3 ، رقم : 2689 . (2) تقدم عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين مطولا برقم ، 9312 . (3) هذا هو الصواب عندي وفي " ص " " ولا " . (.)
[ 193 ]
موسى قال : لا نفل في أول شئ يصاب من المغانم ، قال : معلوم ذلك ، يعمل به فيما مضى حتى اليوم . [ باب المتاع يصيبه العدو ثم يجده صاحبه ] 9348 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : ما أحرزه المشركون ، ثم أصابه المسلمون ، فهو لهم ما لم يكن حرا أو معاهدا ،
لا يرد إلى صاحبه . 9349 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن مثل قول الزهري . 9350 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : المتاع يصيبه العدو من المسلمين ، ثم يفيئه الله عليهم ؟ قال : إن لم يكن مضت فيه سنة رد إليه أحب (1) ما لم يقسم ، فإن قسم فلا شئ له (2) 9351 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال : سمعنا أن ما أحرز العدو فهو للمسلمين ، يقتسمونه . 9352 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت نافعا - مولى ابن عمر - يزعم أن عبد الله بن عمر ، ذهب العدو بفرسه ، فلما هزم * (هامش) (1) كذا في " ص " ولعله زيادة من سهو الناسخ ، أو جملة معترضة وقد سقط بعضها ، وهي " هو أحب إلي " . (2) أخرجه سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريج ، ولفظه أتم 3 ، رقم : 2781 . (.)
[ 194 ]
العدو ، وجد خالد بن الوليد فرسه ، فرده إلى عبد الله بن عمر (1) . 9353 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : أبق لي غلام يوم اليرموك ، ثم ظهر عليه المسلمون ، فردوه إلي . 9354 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال : ما عرف (2) قبل أن يقسم فإنه يرده إلى أهله ، وما لم يعرف حتى تجري فيه السهام لم يردوه (3) . [ 9355 - عبد الرزاق عن معمر قال : بلعني عن قتادة - وما أدري لعلي قد سمعته منه - أن عليا قال : هو فئ المسلمين لا يرد (4) . ]
9356 - عبد الرزاق عن معمر قال : سمعت بعض أهل الكوفة يقول : يرد إن عرف قبل القسم أو بعده . 9357 - عبد الرزاق عن الثوري عن رجل عن الحكم قال : المسلم يرد على أخيه . 9358 - عبد الرزاق عن الثوري عن سماك بن حرب عن تميم ابن طرفة أن العدو أصابوا ناقة [ رجل ] (5) من المسلمين ، فاشتراها رجل
(1) أخرج البخاري هذه القصة من طريق موسى بن عقبة عن نافع ، وهو أتم مما هنا . (2) في " ص " " أعرف " . (3) أخرج " هق " من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذويب عن عمر نحوه 9 : 112 قال " هق " : قبيصة لم يدرك عمر (4) أخرجه " هق " بالاسناد السابق عن قتادة ، قال " هق " : قتادة عن علي منقطع 9 : 112 . (5) استدركته من " هق " . (*)
[ 195 ]
من المسلمين من العدو ، فعرفها صاحبها ، وأقام عليها البينة ، فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفع إليه الثمن الذي اشتراها به من العدو ، وإلا خلى بينها وبين المشتري (1) . [ 9359 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال : حدثنا مكحول أن عمر بن الخطاب قال : ما أصاب المشركون من مال المسلمين ثم أصابه المسلمون بعد ، فإن أصابه صاحبه قبل أن تجري عليه سهام المسلمين ، فهو أحق به ، وإن جرت عليه سهام المسلمين ، فلا سبيل إليه إلا بالقيمة . ]
9360 - عبد الرزاق قال : سمعت هشاما يحدث عن محمد أن رجلين احتكما إلى شريح في أمة سبيت من المسلمين ، ثم اشتراها رجل من العدو ، فقال شريح (2) : أحق من رد على المسلم أخوه ، قال الاخر : إنها قد حبلت مني ، فقال شريح : أعتقها ، قضاء الامير (3) ، يعني عمر بن الخطاب . 9361 - عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن ابن سيرين مثله . [ 9362 - عبد الرزاق عن عثمان بن مطر وابن عيينة عن سعيد عن قتادة أن مكاتبا أسره العدو ، ثم اشتراه رجل ، فسأل بكر بن قرواش عنه (4) عليا ، فقال علي عليه السلام : قل فيها يا بكر بن
(1) أخرجه " هق " من طريق ابن المبارك عن الثوري ، قال الشافعي : تميم بن طرفة لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم 9 : 112 . (2) في " ص " " جريج " خطأ . (3) أي هذا قضاء الامير . (4) في " ص " " عليه . " (*)
[ 196 ]
قرواش ! قال : الله أعلم ، فقال علي : أنا عبد الله وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن افتكه سيده فهو على بقية كتابته (1) ، و [ إن ] (2) أبى سيده أن يفكه فهو للذي اشتراه . ] 9363 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال : إذا أصاب العدو شيئا من متاع المسلمين فهو لصاحبه ما لم يقسم ، فإن اقتسموه فصاحبه أحق بثمنه (3) . 9364 - عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة قال : سئل إبراهيم
عن أهل الذمة يسبيهم العدو ، ثم يصيبهم المسلمون ؟ قال : لا يسترقوا . 9365 - عبد الرزاق عن الثوري في رجل يجد سلعته في يد رجل ، فيقول : اشتريتها من العدو ، قال : إذا اشتراها ببينة أخذها صاحبها بالثمن ، فإن أقام البينة على الشراء ، ولم يعلم كم الثمن ، فالقول قول المشتري . 9366 - عبد الرزاق عن الثوري قال في المشرك : إذا أخذ شيئا من متاع المسلمين ، ثم باعه قبل أن يحرزه إلى أرض الشرك ، فبيعه باطل ، يأخذه صاحبه حيث وجده . 9367 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : نساء حرائر أصابهن العدو ، فابتاعهن رجل ، أيصيبهن ؟ قال : ولا يسترقهن ،
(1) في " ص " " كاتبه " خطأ . (2) سقطت من " ص " . (3) رواه ابن حزم من طريق هشيم عن المغيرة دون قوله " بثمنه " 7 : 301 . (*)
[ 197 ]
ولكن يعطيهن أنفسهن بالذي أخذه به ، لا يزاد عليهن ، قال : وقال في ذلك عبد الكريم : إن كانت من أهل الذمة فكذلك أيضا . 9368 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء في الحر يسبيه العدو ، ثم يبتاعه المسلمون ، مثل قوله في النساء ، وقال عمرو بن دينار مثل ذلك . [ باب هل يقام الحد على المسلم في بلاد العدو ] 9369 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سئل عطاء عن المسلم يسبيه العدو ، فيقتل هنالك مسلما ، ثم يسبيه المسلمون بعد ، أو
يزني هنالك ؟ قال : ما أرى عليه من شئ فيما أحدث هنالك . 9370 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني بعض أهل العلم أن عمر بن الخطاب كتب : أن لا يحد أمير جيش ، ولا أمير (1) سرية رجلا (2) من المسلمين حتى يطلع الدرب قافلا ، فإني أخشى أن تحمله الحمية على أن يلحق بالمشركين (3) . [ 9371 - عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال : كان شرحبيل بن السمط على جيش ، فقال
(1) في " ص " " أمراء " . (2) في " ص " " رجل " . (3) أخرجه " ش " عن ابن مبارك عن أبي بكر بن أبي مريم عن حكيم بن عمير عن عمر ، حكان ابن التركماني في الجواهر النقي 9 : 105 وأخرجه " هق " من طريق أبي يوسف عن بعض أصحابه عن ثور عن حكيم بن عمير أن عمر كتب إلى عمير بن سعد ، فذكره 9 : 105 . (*)
[ 198 ]
لجيشه : إنكم نزلتم أرضا كثيرة النساء والشراب - يعني الخمر - فمن أصاب منكم حدا فليأتنا ، فنطهره ، فأتاه ناس ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إليه : أنت - لا أم لك - الذي يأمر الناس أن يهتكوا ستر الله الذي سترهم به . ] [ 9372 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : أصاب أمير الجيش - وهو الوليد بن عقبة - شرابا فسكر ، فقال الناس لابي مسعود وحذيفة بن اليمان : أقيما عليه الحد ، فقالا : لا نفعل ، نحن بإزاء العدو ، ونكره أن يعلموا ، فيكون جرأة منهم علينا وضعفا بنا (1) . ]
[ 9373 - عبد الرزاق عن رجل أنه سمع أبا بكر الهذلي أنه سمع الحسن قال : سرق رجل من المسلمين فرسا ، فدخل أرض الروم ، فرجع مع (2) المسلمين بها ، فأرادوا قطعه ، فقال علي بن أبي طالب : لا تقطعوا حتى يخرج من أرض الروم . ] [ باب عقر الشجر بأرض العدو 9374 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال لي عطاء : قد قال : (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة) (3) وقاله عمرو
(1) كذا نقله ابن التركماني في الجوهر ، وفي " ص " " فيكون جرة منهم علينا وصعفاتنا " . (2) هذا هو الصواب عندي ، وفي " ص " " من " بدل " مع " . (3) سورة الحشر ، الاية : 5 . (*)
[ 199 ]
ابن دينار ، قال ابن جريج : وقال مجاهد (من لينة) النخلة ، نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل ، وقالوا : إنما هي في مغانم المسلمين ، فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعها ، وتحليل من قطعها عن الاثم ، وإنما قطعها وتركها بإذنه . ] [ 9375 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث الجيوش إلى الشام ، وبعث أمراء ، ثم بعث يزيد بن أبي سفيان ، فقال له وهو يمشي : إما [ أن ] (1) تركب ، وإما أن أنزل ، قال أبو بكر - رضوان الله عليه - : ما أنا براكب ، وما أنت بنازل ، إني احتسبت خطاي في سبيل الله - ويزيد يومئذ على ربع من الارباع - [ قال ] (1) : إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم [ لله ] (1) ، فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم [ له ] (1) ،
وستجد قوما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر ، وتركوا منها أمثال العصائب ، فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف ، [ و ] (1) إني موصيك بعشر (2) : لا تقتلن (3) امرأة ، ولا صبيا ، ولا كبيرا ، ولا تعقرن نخلا ، ولا تحرقنها (4) ، ولا تجبن ، ولا تغلل (5) الذين فحصوا عن
(1) زدتها من الموطأ و " هق " . (2) كذا في الموطأ و " هق " وفي " ص " " بعشرة " فإن كان محفوظا فالمعنى بعشرة أمور . (3) في " ص " " لا تقتلهن " خطأ . (4) في " ص " " لا تحرقها " وفي الموطأ " لا تحرقن نحلا ولا تفرقنه " . (5) قلت : قد سقط من " ص " " ولا تخربن عامرا ، ولا تعقرن شاة ، ولا بعيرا إلا لمأكلة " والحديث أخرجه مالك عن يحيى بن سعيد 2 : 6 ومن طريقه = (*)
[ 200 ]
رؤوسهم الشمامسة ، والذين حبسوا أنفسهم ، الذين في الصوامع . ] 9376 - عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيع يزيد بن أبي سفيان ، ثم ذكر نحو حديث ابن جريج . 9377 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : كان أبو بكر إذا بعث جيوشه إلى الشام قال : إنكم ستجدون قوما قد فحصوا عن رؤوسهم بالسيوف (1) ، وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع ، فذرهم بخطاياهم (2) . 9378 - عبد الرزاق عن معمر عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان ، ثم ذكر نحو حديث معمر عن الزهري (3) . [ 9379 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الوصفاء (4) والعسفاء (5) ، والعسيف : الاجير . ]
= " هق " 9 : 89 وأخرجه سعيد بن منصور من وجه آخر ، وراجع ما علقنا عليه 3 ، رقم : 2369 . (1) كذا في " ص " وظني أنه سقط من هنا شئ ، والصواب ما في حديث ابن جريج عن يحيى بن سعيد ، ولعل صوابه " فاقلعوها بالسيوف " كما في سنن سعيد بن منصور من وجه آخر . (2) كذا في " ص " وليس في حديث يونس بن يزيد عن الزهري عند " هق " بل فيه : " فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له " 9 : 85 . (3) أخرجه " هق " من طريق ابن المبارك عن معمر عن أبي عمران الجوني ، وساق لفظه 9 : 90 . (4) جمع الوصيف وهو الغلام دون المراهق ، والخادم . (5) أخرجه " هق " من طريق خالد بن زيد ووهيب بن حماد عن أيوب عن رجل عن أبيه مرفوعا 9 : 91 . (*)
[ 201 ]
9380 - عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع مثله (1) ، وزاد : ولها يقول حسان بن ثابت : وهان (2) على سراة بني لوي * حريق بالبويرة مستطير 9381 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عقر الشجر ، فإنه عصمة للدواب في الجدب . [ 9382 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي الزناد قال : أخبرنا المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمررنا بامرأة قد قتلت ، لها خلق ، والناس عليها ، ففرجوا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما كانت هذه لتقاتل ، ثم قال : إذهب فالحق خالدا ، وقل
له : لا تقتل ذريه ولا عسيفا (3) . ] 9383 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي فزارة عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين بامرأة مقتولة فقال :
(1) هذا يدل على أن في أصل المصنف هذا الحديث مروي من وجه آخر ، وهو ساقط في أصلنا ، وقد رواه الشيخان من حديث الليث وجويرية بن أسماء عن نافع ، ومن طريق سفيان وابن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع . (2) في " ص " " لهان " خطأ ، والسراة جمع سري ، وهو الرئيس ، والبويرة بالموحدة مصغر بورة ، وهي الحفرة ، وهي هنا مكان معروف بين المدينة وتيماء ، وهي من جهة قبلة مسجد قباء إلى جهة الغرب ويقال لها البويلة (باللام) أيضا ، كذا في الفتح 7 : 234 والمستطير : المشتعل . (3) هذا لفظ حديث رباح بن ربيع عند " د " رواه المرقع بن صيفي بن رباح عن أبيه عن جده - ص 362 وحديث حنظلة الكاتب أخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق ابن مهدي عن الثوري كما في موارد الظمآن - ص 398 والمرقع بن صيفي وسمع هذا الحديث منهما جميعا . (*)
[ 202 ]
ألم أنه (1) عن هذا ؟ فقال رجل : أردفتها ، فأرادت أن تقتلني ، فقتلتها ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفنها . 9384 - عبد الرزاق عن هشيم عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان ، إلا من عدا منهم بالسيف . [ باب البيات ] 9385 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيدالله بن
عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال : حدثني الصعب بن جثامة قال : قلت : يارسول الله ! إنا نصيب في البيات من ذراري المشركين ، قال : هم منهم (2) ، قال : [ و ] (3) أخبرني ابن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث إلى ابن أبي حقيق ، نهى حينئذ عن قتل النساء والصبيان (4) . [ 9386 - عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية إلى خيبر ، فأفضى القتل إلى الذرية ، فبلغ ذلك
(1) في " ص " " أنهه " . (2) أخرجه الشيخان ، البخاري عن ابن المديني ، ومسلم عن يحيى بن يحيى وغيره ، كلهم عن ابن عيينة عن الزهري . (3) زدتها أنا ، وقائل أخبرني هو الزهري . (4) أخرجه " هق " من طريق الشافعي عن ابن عيينة عن الزهري 9 : 78 وكان الزهري لا يحدث بالحديث الاول إلا أتبعه بهذا الثاني ، كما في " هق " . (*)
[ 203 ]
النبي صلى الله عليه ولم ، فقال : ما يحملكم على قتل الذرية ؟ قالوا : أو ليسوا (1) أولاد المشركين ؟ قال : أو ليس خياركم أولاد المشركين ؟ قال : ثم خطبنا ، فقال : ألا كل مولود يولد على الفطرة ، حتى يعرب عنه لسانه . ] 9387 - عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز عمن حدثه عن حبيب بن مسلمة أنه بيت عدوا من الاعداء ليلا . [ 9388 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن كعب بن الاشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ، ويؤذيه ، فأمر
النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر ، فجاءوا به (2) وهو في مجلس قومه بالعوالي ، فلما رآهم ذعر (3) منهم ، فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئناك لحاجة (4) ، قال : فيدنوا بعضكم (5) ، فيحدثني بحاجته ، قال : فدنا منه بعضهم ، فقالوا جئناك نبايعك (6) أدراعا عندنا ، فقال : والله لئن فعلتم ، لقد جهدتم منذ نزل هذا الرجل بين أظهركم - أو قال : بكم - قال : فواعدوه أن يأتوه بعد هدوء (7)
(1) في " ص " " أو ليس " . (2) كذا في " ص " والظاهر " فجاءوه " . (3) أي لحقه الذعر ، وهو الخوف . (4) في " ص " " بحاجة " . (5) في " ص " " لبعضكم " . (6) يريد نبيعك . (7) الهدوء : السكون ، ويكون في سكون الحركة والصوت وغيرهما ، والهدء (بالضم والفتح) من الليل : هزيع منه ، أي طائفة منه ، والصواب عندي هنا " هدء " دون " هدوء " . (*)
[ 204 ]
من الليل ، قال : فجاءوه ، فقام إليهم ، فقالت امرأته : ما جاءك هؤلاء هذه الساعة بشئ مما تحب ، قال : إنهم قد حدثوني بحاجتهم ، فلما دنا منهم اعتنقه أبو عبس ، وعلاه محمد بن مسلمة (1) بالسيف ، فطعنه في خاصرته بخنجره ، فقتلوه ، فلما أصبحت يهود غدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : قتل صاحبنا غيلة (2) ، فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يهجوه في أشعاره ، ويؤذيه ، قال : ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم ، قال - حسبته - قال : فذلك الكتاب مع
علي (3) ، وقال الزهري أو غيره : فقال قائل ممن (4) كان يدعي الاسلام (5) لابي عبس (6) : قتلتم كعبا غيلة ، قال : فحلف أبو عبس : لا يراه أبدا يقدر على قتله إلا قتله ، قال : فكان إذا رآه عدا في أثره ، حتى يعجزه الاخر . ] [ باب قتل أهل الشرك صبرا وفداء الاسرى 9389 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال : كان يكره
(1) في " ص " " مسلم " خطأ . (2) الغيلة بالكسر : الخديعة ، يقال : قتله غيلة ، أي خدعه فذهب به إلى موضع فقتله . [ (3) في طبقات ابن سعد : ثم دعاهم إلى أن يكتبوا بينه وبينهم صلحا - أحسبه - قال : وكان ذلك الكتاب مع علي رضي الله عنه بعد ، والحديث من طريق الزهري عن ابن كعب ابن مالك ، أخرجه " د " و " ت " قاله الحافظ في الفتح 7 : 236 وأخرجه ابن سعد من طريق معمر عن الزهري موقوفا عليه 2 : 33 . ] (4) في " ص " " مما " خطأ . (5) في " ص " " بالاسلام " . (6) في " ص " " لابي قبيس " . (*)
[ 205 ]
قتل أهل الشرك صبرا ويتلو (فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء) (1) قال : وأقول : ثم نسختها (فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم) (2) ونزلت - زعموا - في العرب خاصة ، وقتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا . ] [ 9390 - عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس قال : أخبرني أبو الهيثم (3) عن إبراهيم التيمي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلب عقبة بن أبي
معيط إلى شجرة ، فقال : أمن بين قريش (4) ؟ قال : نعم ، قال : فمن للصبية ؟ قال : النار (5) . ] [ 9391 - عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري أنه بلغه عن أبي بكر الصديق أنه كتب إليه في الامير : يعطي به كذا وكذا ، فقال : اقتلوه ، قتل رجل من المشركين أحب إلي من كذا وكذا . ] 9392 - عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني رجل من أهل الشام ممن كان يحرس عمر بن عبد العزيز ، قال : ما رأيت عمر بن عبد العزيز قتل أسيرا قط ، إلا واحدا من الترك ، قال : جئ بأسرى
(1) سورة محمد صلى الله عليه وسلم ، الاية : 4 . (2) سورة النساء ، الاية : 89 . (3) ذكره ابن حجر في كنى التهذيب . (4) في تاريخ ابن كثير من طريق الشعبي قال : أتقتلني يا محمد من بين قريش ؟ 3 : 306 وفي المراسيل " أنا من قريش ؟ " (كذا في الطبعة الهندية) والصواب " أنا من بين قريش ؟ " وفي " ص " " أمر بين قريش ؟ " وصوابه " أمن " . (5) أخرجه " د " في مراسيله - ص 14 . (*)
[ 206 ]
من الترك ، قال : فأمر بهم أن يسترقوا ، فقال (1) رجل من جاء بهم : يا أمير المؤمنين ، لو كنت رأيت هذا - لاحدهم - وهو يقتل في المسلمين لكثر بكاؤك عليهم ، قال : فدونك ! فاقتله ، قال : فقام إليه ، فقتله (2) . 9393 - عبد الرزاق عن معمر عن من سمع الحسن يقول : لا
يقتل الاسارى إلا في الحرب ، نهيب بهم . [ 9394 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس قال : فادى النبي صلى الله عليه وسلم بأسارى بدر ، فكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف ، وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء ، فقام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا ، قال : من للصبية يا محمد ! قال : النار . ] 9395 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن المهلب عن عمران بن حصين قال : كانت بنو عامر أسروا رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من ثقيف ، وأخذوا ناقة كانت (3) تسبق عليها الحاج ، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو موثق ، فقال : يا محمد ! يا محمد ! فعطف عليه ، فقال : على ما أحبس ، وتؤخذ
(1) هذا هو الظاهر ، وفي " ص " " فأمر " وكأن الناسخ أعاد ما قبله بيسير . (2) روى سعيد : أنه أتى بأسير من أرض فارس مجوسي ، فبينا عمر يحاوره قال : أما والله لرب رجل من المسلمين قد قتلته ، فأمر به عمر فضربت عنقه ، وقال : لا أستبقيه على ما قال 3 ، رقم : 2653 . (3) في " ص " " كانوا " . (*)
[ 207 ]
سابقة الحاج ؟ قال : بجريرة (1) حلفائك من بني عامر ، وكانت بنو عامر من حلفاء ثقيف ، ثم أجاز النبي (2) صلى الله عليه وسلم ، فدعاه أيضا يا محمد ! فأجابه ، فقال : إني مسلم ، فقال : لو قلت ذلك وأنت تملك أمرك ، أفلحت كل الفلاح ، قال : ثم أجاز النبي صلى الله عليه وسلم ، فناداه أيضا ، فرجع إليه ، فقال : أطعمني فإني جائع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذه
حاجتك ، فأمر له بطعام ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم فادى الرجل بالرجلين الذين أسرا من أصحابه ، قال : فأغار ناس على ناحية من المدينة ، فأصابوا ناقة ، وأصابوا امرأة أيضا ، فذهبوا بهم إلى رحالهم ، فقامت المرأة من بعض الليل إلى إبلهم ، وكانوا يريحونها عند أفنيتهم ، فكلما دنت من بعير لتركبه رغا ، حتى جاءت إلى ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي ناقة ذلول ، فلم ترغ ، جتى قعدت في عجزها ، ثم صاحت بها ، قال : ونذر بها (3) القوم ، فركبوا في طلبها ، فنذرت - وهي منطلقة ، وهم في أثرها - إن الله أنجاها عليها (4) لتنحرنها ، قال : فنجت ، فلما قدمت المدينة ، أتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل : هذه ناقتك ، جاءت عليها فلانة ، أنجاها الله عليها ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة ، فسألها كيف ، صنعت ؟ فأخبرته : فنذرت وهم في طلبي ، إن الله أنجاني عليها أن أنحرها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بئس ما جزيتها إذا ، لا وفاء لنذر
(1) الجريرة : الجناية . (2) أجاز الموضع : سلكه وخلفه . (3) نذر به : علمه فحذره واستعد له . (4) في " ص " " عليهم " . (*)
[ 208 ]
في معصية الله ، ولا فيما لا يملك ابن آدم (1) . 9396 - عبد الرزاق عن الثوري وإسرائيل - أو أحدهما - عن أبي إسحاق عن حارثة (2) بن مضرب عن فرات بن حيان أنه أخذ أسيرا ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله ، فقال : إني مسلم ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فتركه ، وقال : إن منكم رجالا أكلهم إلى إيمانهم ، منهم فرات بن حيان (3) .
9397 - عبد الرزاق عن عثمان الثقفي (4) وسمعته يحدث معمرا قال : كنت مع مجاهد في غزاة ، فأبق أسير لرجل ممن كان معنا ، فتبعه رجل ، فقتله ، فعاب ذلك عليه مجاهد . 9398 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لاسارى بدر : لا يقتلن أحدا (5) منكم إلا بضربة رجل أو بفداء . [ 9399 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن زكريا عن الشعبي عن [ عبد الله بن مطيع عن ] (6) مطيع بن الاسود - وكان اسمه العاص
(1) أخرجه " م " من طريق ابن علية عن أيوب 2 : 44 والحميدي من طريق ابن عيينة عن أيوب 2 : 365 . (2) في " ص " " الحارث " ثم وجدت في تاريخ البخاري كما صححته . (3) أخرجه البخاري في تاريخه (4 \ 1 \ 128) وذكر ابن حجر فرات ابن حيان في الاصابة ، وروي عن علي نحو هذا الحديث 3 : 201 . (4) هو عثمان بن المغيرة ، الذي يقال له عثمان الاعشى ، يروي عن مجاهد وغيره ، وعنه إسرائيل والثوري شيوخ المصنف ، ويحتمل أن يكون عثمان بن محمد بن المغيرة ، وكلاهما من رجال التهذيب . (5) كذا في " ص " ولعل الصواب " لا يفلتن أحد " . (6) سقط من " ص " وهو ثابت في مسند الحميدي عن ابن عيينة عن زكريا عن الشعبي ، وكذا في " م " من ثلاثة أوجه عن زكريا عن الشعبي . (*)
[ 209 ]
فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعا - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح : لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرا (1) ]
[ 9400 - عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لاسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا ، فكلمني في هؤلاء النتنى (2) ، لتركتهم (3) . ] 9401 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : لما أسر النبي صلى الله عليه وسلم أساري بدر ، فكان (4) فيهم أبو وداعة بن صبارة (5) السهمي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن له ابنا كيسا ، وهو بمكة ، وهو المطلب بن [ أبي ] وداعة ، فكان أول من جاء بفداء أبيه (6) . [ 9402 - عبد الرزاق عن معمر يعني عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال : نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
(1) أخرجه الحميدي بهذا الاسناد سواء 1 : 258 و " م " من طريق غير سفيان عن زكريا 2 : 104 . (2) في " ص " " النتنا " وهو جمع " نتين " كقتيل وقتلى . (3) أخرجه " خ " من طريق المصنف وزاد في آخره " له " وأخشى أن يكون الناسخ أسقطه في " ص " وأخرجه الحميدي عن ابن عيينة عن الزهري 1 : 254 . (4) كذا في " ص " . (5) كذا في " ص " وفي الاصابة " صبيرة " ، وكذا في الاستيعاب ، وفي كنى الاصابة " صبر " وفي طبقات ابن سعد " ضبيرة " . (6) في " ص " " أباه " وفي المغازي لابن إسحاق كما في الاصابة : فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن له ابنا كيسا تاجرا ذا مال ، كأنكم به جاء في فداء أبيه ، فكان كذلك 3 : 425 . (*)
[ 210 ]
فقال : إن ربك يخيرك ، إن شئت أن تقتل هؤلاء الاسارى ، وإن شئت أن تفادي بهم ، وتقتل من أصحابك مثلهم ، فاستشار أصحابه ،
فقالوا : نفاديهم ، ونتقوى بهم ، ويكرم الله بالشهادة من يشاء (1) . ] [ 9403 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : سمعت عمرو بن ميمون الاودي يقول : ثنتان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذنه للمنافقين ، وأخذه من الاسارى . ] [ 9404 - عبد الرزاق عن عباد بن كثير عن ليث قال : قلت لمجاهد : إنه بلغني أن بن عباس قال : لا يحل الاسارى ، لان الله تبارك وتعالى قال : (فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) (2) قال مجاهد : لا يعبأ بهذا شيئا ، أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كلهم ينكر هذا ، ويقول : هذه منسوخة ، إنما كانت في المدة التي كانت بين نبي الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ، فأما اليوم فلقول الله تعالى : (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (3) فإن كانوا من مشركي العرب لم يقبل منهم إلا الاسلام ، وإن أبوا قتلوا ، فأما من (4) سواهم فإذا أسروا فالمسلمون فيهم بالخيار ، إن شاءوا قتلوا ، وإن شاءوا استحيوا ،
(1) أخرجه " ت " و " ن " وابن ماجه من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي نحوه ، قال ابن كثير : غريب جدا ، ومنهم من رواه مرسلا عن عبيدة 3 : 298 قلت : رواه ابن سعد من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا 2 : 22 . (2) سورة محمد صلى الله عليه وسلم ، الاية : 4 . (3) سورة التوبة ، الاية : 5 . (4) في " ص " " ما " . (*)
[ 211 ]
وإن شاءوا فادوا ، إذا لم يتحولوا عن دينهم ، فإن أظهروا الاسلام
لم يفادوا . ] 9405 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد وجويبر عن الضحاك في قوله (فإما منا بعد ، وإما فداء) (1) قالا : نسخها (اقتلوا المشركين) (2) الاية ، وقاله السدي . [ 9406 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى يوم بدر كل رجل من أصحابه الاسير الذي أسر ، فكان هو يفاديه بنفسه . ] 9407 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو محمد أن عكرمة بن خالد حدثه ، أن سهيل بن عمرو (3) حمل بفداء (4) أسرى بدر ، وحمل النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره بما تريد قريش في غزوه ، وكان (5) فادى أبا وداعة بأربعة آلاف . [ باب حمل السلاح والقرآن إلى أرض العدو ] 9408 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال : كره حمل السلاح إلى أرض العدو ، قلت : أتحمل الخيل إليهم ؟ فأبى ذلك ، فقال : أما ما تقووا (6) به في القتال فلا يحمل إليهم ، وأما غيره
(1) سورة محمد صلى الله عليه وسلم ، الاية : 4 . (2) سورة التوبة ، الاية : 5 . (3) في " ص " " سهل بن عمر " . (4) في " ص " " بفداه " . (5) هنا في " ص " واو عاطفة . (6) في " ص " " أما يتقووا به " . (*)
[ 212 ]
فلا بأس ، وقاله عمرو بن دينار . 9409 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : نهى عمر بن عبد
العزيز أن يحمل الخيل إلى أرض الهند . 9410 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، مخافة أن يناله العدو (1) . 9411 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، قال : وكتب فيه (2) عمر بن عبد العزيز إلى الامصار . [ باب القتل بالنار 9412 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : حرق (3) خالد بن الوليد ناسا من أهل الردة ، فقال عمر لابي بكر : أتدع هذا الذي يعذب بعذاب الله ، فقال أبو بكر : لا أشيم (4) سيفا سله الله على المشركين . ]
(1) أخرجه الشيخان من حديث مالك عن نافع ، و " م " من طريق ابن علية عن أيوب عن نافع . (2) أو " به " مشتبهة في " ص " . (3) في " ص " " حرف " . (4) أي لا أغمد . (*)
[ 213 ]
[ 9413 - عبد الرازق عن معمر عن أيوب عن عكرمة أن عليا قتل قوما كفروا بعد إسلامهم ، وأحرقهم بالنار ، فبلغ ذلك ابن عباس فقال : لو كنت لقتلتهم ، ولم أحرقهم ، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من بدل - أو قال : من رجع عن - دينه فاقتلوه ، ولا تعذبوا
بعذاب الله ، يعني النار ، قال : فبلغ قول ابن عباس عليا فقال : ويح ابن عباس (1) . ] [ 9414 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد (2) عن عبد الرحمن عن عبد الله (3) قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله (4) . ] [ 9415 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد عن عبيد بن عمير - أو ابن عمر - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل الذباب في النار إلا النحل ، وكان ينهي عن قتلهن ، وإحراق الطعام (5) . ] 9416 - عبد الرزاق عن منصور عن إبراهيم : كره أن يحرق
(1) أخرجه البخاري من طريق ابن عيينة دون قوله : فبلغ . . . . الخ . (2) كذا في " د " وهو الصواب ، وفي " ص " " سعيد " . (3) كذا في " ص " وفي " د " زيادة " عن أبيه " فهل أسقطه الناسخ - وهو الراجح - أو رواه الثوري مرسلا . (4) أخرجه " د " في أواخر السنن من طريق أبي إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني - ص 714 . (5) تقدم في الحج ، ومر منا تخريجه ، انظر رقم : 8417 . (*)
[ 214 ]
العقرب بالنار ، لانه مثلة . [ 9417 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن جريج قال : - حسبت - عن مجاهد قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقال : إن أخذتم هبار
ابن الاسود فاجعلوه بين شعبتين من حطب ، ثم ألقوا فيها النار ، ثم قال : سبحان الله ، ما ينبغي لاحد أن يعذب بن عذاب الله ، إن وجدتموه فاقطعوا يده ، ثم رجله ، ثم اقطعوا يده ثم رجله ، قال : فلم تصبه تلك السرية وأصابته نقلة (1) إلى المدينة ، قال : وكان رجلا سبابا ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل : هذا هبار بن الاسود يسب فما يسب ، قال : فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يمشي حتى قام عليه ، وكان هبار مسلما ، فقال له : سب من سبك ، سب من سبك (2) . 9418 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزناد قال : أخبرني حنظلة بن عبد الله (3) الاسلمي أن حمزة بن عمرو الاسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ورهطا معه سرية إلى رجل
(1) كذا في سنن سعيد بن منصور ، أي رحلة . (2) أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح ولم يذكر مجاهدا 3 ، رقم 2630 وأخرجه علي بن حرب في فوائده ، وثابت في الدلائل ، وغيره ، كلهم من طريق ابن أبي نجيح ، قاله الحافظ في الاصابة 3 : 597 وراجع ما علقته على سنن سعيد . (3) كذا في " ص " وهو إن لم يكن مما وهم فيه الدبري راوي الكتاب عن المصنف فصوابه " عن ابن جريج قال : أنا زياد عن أبي الزناد قال : أخبرني حنظلة بن علي " كما في مسند أحمد عن عبد الرزاق عن ابن جريج 3 : 494 ومما يدل على أن " حنظلة بن عبد الله " خطأ وصفة بالاسلمي ، فإنه ليس أسلميا وهو متأخر ، وإنما الاسلمي حنظلة بن علي ، وقد رواه أحمد عن محمد بن بكر عن ابن جريج أيضا هكذا ، ورواه " هق " من طريق الضحاك بن مخلد عن ابن جريج مثله . (*)
[ 215 ]
من عدوه ، فقال لهم : إن قدرتم على فلان فأحرقوه في النار ، فانطلقوا حتى إذا تواروا منه (1) ناداهم ، فأرسل (2) إليهم ، فردهم ، فقال
لهم : إن قدرتم عليه فاقتلوه ، ولا تحرقوه بالنار ، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار (3) . 9419 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزناد قال : أخبرني عامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى ناس ، وأمرهم أن يقتلوهم كلهم إن قدروا عليهم ، فجاء البشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره أنهم صبحوهم فجعلوا يقتلونهم ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتشر (4) [ و ] يتبسم لما هو يخبره ، فبينما هو كذلك قال الرجل : فمر رجل فسعى (5) حتى رقي (6) في شجرة طويلة ضخمة ، فرميناه بالنبل وهو فيها ، ثم أوقدنا نارا ، وأحرقنا الشجرة ، قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر له الاحراق بالنار ، قال الرجل : فسقط الرجل ، فإذا هو قد كانت النبل قتلته . ] [ باب دعاء العدو ] 9420 - عبد الرزاق عن المثنى بن الصباح عن طاووس قال :
(1) أو " عنه " غير واضح في " ص " . (2) في مسند أحمد " أو أرسل " وهو الصواب . (3) أخرجه " د " من وجه آخر عن ابن جريج ، وأخرجه أحمد عن المصنف 3 : 494 و " هق " . (4) كذا يظهر من رسمه في " ص " . (5) في " ص " " فسعا " . (6) في " ص " " رقا " . (*)
[ 216 ]
سمعته يقول : أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن فقال : إنك ستأتي على ناس من أهل الكتاب ، فادعهم (1) إلى التوحيد ،
فإن أقروا بذلك ، فقل إن الله قد فرض عليكم خمس صلوات بالليل والنهار ، فإن أقروا بذلك فقل : إن الله قد فرض عليكم صيام شهر في إثني عشر شهرا ، فان أقروا بذلك فقل : إن الله قد فرض عليكم زكاة في أموالكم ، تؤخذ من أغنيائكم ، فإن أقروا بذلك (2) فخذ من أموالهم ، واجتنب كرائم أموالهم ، وإياك ودعوة المظلوم ، فإنه لاحجاب دوني (3) . 9421 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقاتل بني قريظة (4) حتى دعاهم إلى الاسلام ، فأبوا ، فقاتلهم . 9422 - عبدالرزق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بني النضير إلى أن يعطوا عهدا يعاهدونه عليه ، فأبوا ، فقاتلهم . 9423 - عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن أبي النجود قال : كتب خالد بن الوليد إلى مهران بن زادان وآخر معه قد سماه : أما بعد ! فإني أدعوكم إلى الاسلام ، فإن أبيتم فإني أدعوكم إلى إعطاه الجزية ،
(1) في " ص " " فادعوهم " . (2) في " ص " هنا زيادة " فإذا أقروا بذلك " . (3) أخرجه الشيطان من حديث ابن عباس ، ولفظهما في آخره " فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " . (4) في ص " بنى قريضة " خطأ . (*)
[ 217 ]
فإن أبيتم فإن عندي قوما يحبون القتال كما تحب فارس شرب الخمر (1) .
[ 9424 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عمر بن ذر عن يحيى بن إسحاق عن عبد الله (2) بن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث عليا بعث خلفه رجلا ، فقال : اتبع عليا ، ولا تدعه من ورائه ، ولكن اتبعه وخذ بيده ، وقل له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقم حتى يأتيك ، قال : فأقام ، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : لا تقاتل قوما حتى تدعوهم (3) . ] قال عبد الرزاق : وسمعته أنا من يحى بن إسحاق . 9425 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال : كنا ندعو (4) العدو ، وندع (5) . 9426 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : قد علموا ما يدعون إليه .
(1) أخرج " هق " نحوه من طريق ابن إسحاق في قصة ورود خالد من جهة أبي بكر الصديق الحيرة 9 : 187 وفي سنن سعيد نص كتاب لخالد إلى مرازبة فارس 3 ، رقم : 2468 وأما كتاب خالد إلى مهران فأخرجه الطبراني وإسناده حسن أو صحيح ، قاله الهيثمي 5 : 31 . (2) في " ص " " أبي عبد الله " خطأ . (3) أخرجه الطبراني في الاوسط عن أنس ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن يحيى القرقساني وهو ثقة ، قاله الهيثمي 5 : 305 قلت : ورواية المصنف أتم منه ولكن إسناده معضل . (4) في " ص " " ندع " في الموضعين . (5) أخرجه سعيد بن منصور عن إسماعيل بن إبراهيم وخالد بن عبد الله عن التيمي 3 ، رقم : 2471 ورقم : 2474 . (*)
[ 218 ]
9427 - عبد الرزاق عن الثوري عن صاحب له عن رجل عن ابن عباس قال : ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوما إلا دعاهم (1) . [ 9428 - عبد الرزاق عن الثوري ومعمر عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة الاسلمي عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه (2) بتقوى الله ، وبمن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا بسم الله في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تغلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، إذا أنت لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى ثلاث (3) خصال أو خلال (4) : فأيتهن ما أجابوك منها ، فاقبل منهم ، وكف عنهم ، وادعهم إلى الاسلام ، فإن هم أجابوا ، فاقبل منهم ، وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى التحول (5) من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين ، وعليهم ما على المهاجرين ، فإن هم أبوا أن يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين ، فأخبرهم أنهم يكونون (6) كأعراب المسلمين ، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولايكون لهم في الفئ والغنيمة شئ ، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ،
(1) أخرج أحمد وأبو يعلى والطبراني عن ابن عباس " ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم " (الزوائده : 304) قلت : أخرجه " هق " من طريق الطبراني من حديث الثوري عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس 9 : 107 . (2) كذا في " م " و " ت " و " هق " وفي " ص " " خاصته " . (3) في " ص " " ثلاثة " . (4) كذا في " ت " وفي " ص " " خصال " معادا .
(5) كذا في " ت " وفي " ص " " التحويل " . (6) كذا في " ت " وفي " ص " " يكونوا " . (*)
[ 219 ]
فإن هم أبوا أن يدخلوا في الاسلام ، فسلهم إعطاء الجزية ، فإن فعلوا فاقبل منهم ، وكف عنهم ، فإن أبوا ، فاستعن بالله ، وقاتلهم ، وإن حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك (1) ، وذمم أصحابكم ، فإنكم أن تخفروا ذمتكم وذمة آبائكم (1) أهول عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن حاصرت أهل حصن ، فأرادوك على أن تنزلوهم (2) على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله ، ولكن أنزلهم على حكمك ، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا (3) . ] 9429 - عبد الرزاق عن الثوري عن الاعمش عن أبي وائل قال : كتب إلينا عمر - ونحن بخانقين - : إذا حصرتم قصرا فلا تقولوا : انزلوا على حكم الله وحكمنا ، ولكن أنزلوهم على حكمكم ، ثم اقضوا فيهم ما شئتم ، فإذا لقي رجل رجلا فقال له : مترس (4) فقد أمنه ، وإذا قال : لاتدهل (5) فقد أمنه ، وإذا قال : لا تخف ،
(1) ليس في " ت " " ذمة أبيك " ولا " ذمة آبائكم " وهو في مرسل سعيد بن أبي هلال عند سعيد بن منصور . (2) كذا في " ت " وغيره ، وفي " ص " " ينزلوك " خطأ . (3) أخرجه " م " من طريق يحيى بن آدم ووكيع عن سفيان و " ت " من طريق ابن مهدي وأبي أحمد عنه 2 : 401 .
(4) معناه بالفارسية : لا تخف . (5) في التاج : قال الليث : لادهل (كذا) بالنبطية معناها : لا تخف ، كذا في ما علقه المصحح على السنن الكبرى . (*)
[ 220 ]
فقد أمنه ، فإن الله يعلم الالسنة (1) . ] 9430 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني حبيب الوليد (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشا قال : انطلقوا بسم الله ، وبالله ، وفي سبيل الله ، تقاتلون من كفر بالله ، أبعثكم على أن لا تغلوا ، ولا تجبنوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا تحرقوا كنيسة ، ولا تعقروا نخلا (3) ، وبعث إنسانا إلى إنسان أن (4) يكذب عليه باليمن ، فقال : حرقوه ، ثم قال : لا تعذب بعذاب الله . [ 9431 - عبد الرزاق عن معمر عن الاعمش عن شقيق قال : كتب إلينا عمر - ونحن بخانقين - : أن الاهلة بعضها أكبر من بعض ، فإذا رأيتم الهلال فلا تفطروا حتى يشهد (5) رجلان أنهما رأياه بالامس ، وإذا حاصرتم أهل حصن فلا تنزلوهم على حكم الله وحكم رسوله ، ولكن أنزلوهم على حكمكم ، ثم احكموا فيهم بما شئتم ، ولا تقولوا :
(1) أخرجه " هق " من طريق جعفر بن عون والثوري عن الاعمش بشئ من الاختصار 9 : 96 وأخرجه سعيد بن منصور من طريق أبي شهاب وأبي معاوية عن الاعمش 3 ، رقم : 2583 ورقم : 2584 وأخرج البخاري تعليقا " قال عمر : إذا قال : مترس فقد آمنه ، إن الله يعلم الالسنة كلها " 6 : 173 . (2) كذا في " ص " . (3) أخرج " هق " من حديث ابن عباس ومن حديث علي نحو هذا ، غير أنه ليس
فيهما " ولا تحرقوا كنيسة " راجع " هق " 9 : 90 . (4) كذا في " ص " والصواب " كان يكذب " أو " يكذب " بحذف " أن " . (5) في " ص " " يشهدوا " . (*)
[ 221 ]
لا تخف ، ولا تدهل ، ومترس ، فإن الله يعلم الالسنة (1) . ] 9432 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن بكير بن عبد الله بن الاشج قال : أتى رجل من أهل الشام ابن المسيب فقال له : يا أبا محمد ! أحدثك بما نصنع في مغازينا ؟ قال : لا ، قال فحدثني ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصنعون ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حل (2) بالقرية ، دعا أهلها إلى الاسلام ، فإن اتبعوه ، خلطهم بنفسه وأصحابه ، وإن أبوا دعاهم إلى إعطاء الجزية ، فإن أعطوها قبلها منهم ، وإن أبوا آذنهم على سواء ، وكان أدناهم إذا أعطاهم العهد وفوا له أجمعون (3) . 9433 - عبد الرزاق عن فضيل عن ليث عن مجاهد قال : يقاتل أهل الاوثان على الاسلام ، ويقاتل أهل الكتاب على إعطاء الجزية (4) . [ 9434 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى جذيمة ، فدعاهم إلى الاسلام ، فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، وجعلوا يقولون : صبأنا ، صبأنا ، وجعل خالد بهم قتلا وأسرا (5) ، ودفع إلى [ كل ] رجل منا أسيرا ،
(1) أخرجه سعيد بن منصور 3 ، رقم : 2583 وقد تقدم ، ولفظه " وإذا قلتم : لا بأس ، أولا تدهل ، أو مترس ، فقد أمنتموهم " . (2) كذا في سنن سعيد ، وفي " ص " " دخل " .
(3) كذا في سنن سعيد ، وفي " ص " " أجمعين " ، أخرجه سعيد بن منصور بهذا الاسناد 3 ، رقم : 2461 . (4) أخرجه " هق " من طريق " ش " عن وكيع عن فضيل بن عياض 9 : 186 . (5) سقطت كلمة من هذه الفقرة ، وفي الصحيح : " فجعل خالد يقتل منهم ويأسر " . (*)
[ 222 ]
حتى إذا كان يوم ، أمرنا أن يقتل كل رجل منا أسيره - فقال عبد الله ابن عمر - فقلت : والله لاأقتل أسيري ، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ، فقدمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفع (1) ، يعني يديه ، فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، مرتين (2) . ] 9401 - عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة عن طلحة ابن عبيدالله (3) بن كريز قال : كتب عمر بن الخطاب : أيما رجل دعارجلا من المشركين ، وأشار إلى السماء فقد أمنه الله ، فإنما نزل بعهد الله وميثاقه (4) . [ باب الجوار (5) وجوار العبد والمرأة ] 9402 - عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان عن فضيل الرقاشي قال : شهدت قرية من قرى فارس يقال لها " شاهرتا " فحاصرناها شهرا ، حتى إذا كان ذات يوم وطمعنا أن نصبحهم ، انصرفنا عنهم عند المقيل ، فتخلف عبد نا ، فاستأمنوه ، فكتب إليهم في سهم أمانا ، ثم رمى به إليهم ، فلما رجعنا إليهم خرجوا
(1) كذا في " ص " وفي الصحيح : " فقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرناه له فرفع يديه " . (2) أخرجه البخاري من طريق المصنف وابن المبارك عن معمر 8 : 42 . (3) في " ص " " عبد الله " خطأ .
[ (4) أخرجه سعيد بن منصور عن مروان بن معاوية عن موسى بن عبيدة 3 ، رقم : 2582 ورواه من وجه آخر وفيه " فنزل إليه على ذلك ، فقتله ، لقتلته به " وأخرجه مالك من وجه آخر . ] (5) بكسر الجيم : الامان والعهد ، وإعطاء الرجل ذمة ، فيكون بها جاره فيجيره . (*)
[ 223 ]
في ثيابهم ، ووضعوا أسلحتهم ، فقلنا : ما شأنكم ؟ فقالوا : أمنتمونا ، وأخرجوا إلينا السهم ، فيه كتاب أمانهم ، فقلنا : هذا عبد ، والعبد لا يقدر على شئ ، قالوا : لا ندري عبدكم من حركم ، وقد خرجوا (1) بأمان ، قلنا : فارجعوا بأمان ، قالوا : لا نرجع إليه أبدا ، فكتبنا إلى عمر بعض قصتهم ، فكتب عمر : أن العبد المسلم من المسلمين ، أمانه أمانهم ، قال : ففاتنا ما كنا أشرفنا عليه من غنائمهم (2) . [ 9437 - عبد الرزاق عن الثوري عن الاعمش عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة قالت : إن كانت المرأة لتأخذ على المسلمين ، تقول : تؤمن (3) . ] [ 9438 - عبد الرزاق عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أن أم هانئ جاءت برجلين (4) فأراد علي قتلهما ، فأتت
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " وقد خرجنا " . (2) أخرجه " هق " من طريق شعبة بن الحجاج عن عاصم مختصرا 9 : 94 وأخرجه سعيد بن منصور عن أبي شهاب عن عاصم مطولا ، وعن أبي معاوية عن عاصم مختصرا 3 ، رقم : 2592 و 2593 . (3) أخرجه " هق " من طريق أبي أسامة عن الثوري 9 : 95 وقوله : " تقول : تؤمن " تفسير لقولها " لتأخذ على المسلمين " وأخرجه سعيد بن منصور عن أبى شهاب عن الاعمش 3 ، رقم : 2595 وأخرجه " د " من طريق ابن عيينة عن منصور عن إبراهيم
- ص 380 . (4) كذا في " ص " ولعله مصحف ، صوابه : " أجارت رجلين " ففي طريق ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي مرة عن أم هانئ قالت : " أجرت حموين لي من المشركين " وفي طريق سعيد بن أبي هند عن أبي مرة عند سعيد بن منصور " إني أجرت رجلين من أحمائي " 3 ، رقم : 2594 . (*)
[ 224 ]
النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت ذلك له ، فقال : قد أجرنا ما (1) أجارت أم هانپئ (2) . 9439 - عبد الرزاق عن مالك عن ميمون بن ميسرة (3) عن أبي ، مرة مولى عقيل عن أم هانئ أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، فقالت : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، فقالت : أي رسول الله ! زعم ابن أمي أنه قاتل فلانا ، رجلا أجرته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد أجرنا ما (1) أجارت أم هانئ . ] 9440 - عبد الرزاق عن الثوري عن وائل بن داوود عن عبد الله البهي (4) أن زينب قالت : يا رسول الله ! إن أبا العاص بن الربيع إن أقرب فابن عم ، وإن أبعد فأبو ولد (5) ، وإني قد أجرته ، فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم (6) . 9441 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار أن حسن بن محمد بن علي أخبره أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ، وكان زوجا لبنت خديجة ،
(1) كذا في " ص " وفي عامة الروايات " قد أجرنا من أجرت " . (2) الحديث أخرجه الشيخان من طريق أبي النضر عن أبي مرة عن أم هاني ، وأخرجه
" ت " من طريق ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي مرة عن أم هانئ 2 : 390 و " هق " 9 : 95 . (3) ذكره ابن أبي حاتم ، وقال : روى عن أبي هريرة (كذا) وعنه يعلى بن عطاء . (4) بفتح الموحدة وكسر الهاء وتشديد التحتانية ، من رجال التهذيب . (5) كذا في " ص " و " هق " ولعل الصواب " فأبو ولدي " . (6) أخرجه " هق " من طريق محمد بن كثير عن الثوري 9 : 95 . (*)
[ 225 ]
فجئ به النبي صلى الله عليه وسلم في قد (1) ، فحلته زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم . 9442 - عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس أن زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم أجارت زوجها أبا (2) العاص بن الربيع ، فأمضى النبي صلى الله عليه وسلم جوارها . ] 9443 - عبد الرزاق عن معمر قال : سمعت الاعمش يقول : التقت خيلان ، خيل للديلم ، وخيل للعرب ، فانكشفت الخيل ، فإذا صريع بينهم ، قال : فأقبلت العرب ، وحسبت أنه منهم ، وقال (3) : لا بأس ، فلما غشوه (4) ، إذا هم برجل من الديلم ، فقال بعضهم : والله لقد آمناه ، وقال بعضهم : والله ما آمناه ، وما كنا نرى إلا أنه منا ، فأجمع رأيهم على أنهم قد آمنوه . [ 9444 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد المقبري قال : لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر قامت زينب ، فقالت : إنه ذكر زوجي قد جئ به ، وإني قد أجرته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا الامر مالي به من علم ، وإنه ليجير على القوم أدناهم (5) . ]
(1) بالكسر : السير يقد من جلد .
(2) في " ص " " أبي " خطأ . (3) كذا في " ص " والظاهر " قالوا " . (4) في " ص " " غشوهم " . (5) أخرج " هق " بسند موصول عن أم سلمة نحوه ، ومن حديث يزيد بن رومان منقطعا ، ثم قال : حدثنا به الحاكم في المستدرك عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة 9 : 95 . (*)
[ 226 ]
9445 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن المسلمون (1) يد على من سواهم ، تتكافأ دماؤهم وينعقد (2) بذمتهم أدناهم ، لا يقتل مسلم بكافر ، ولاذو عهد في عهده ، وأدناهم على أقصاهم (3) ، والمتسيري (4) على القاعد ، والقوي على الضعيف (5) ، يقول : في الغنائم . [ 9446 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن شهاب وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز جوار زينب ابنته . ] [ باب سهم العبد ] 9447 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال لنا عمرو بن شعيب : لاسهم لعبد مع المسلمين ، قال : وأخبرنا عند ذلك عمرو ابن شعيب أن عبدا وجد ركزة (6) على زمن عمر بن الخطاب ، فأخذها
(1) كذا في " ص " والظاهر " المسلمين " . (2) كذا في " ص " وفي " هق " " يسعى " وكذا في " د " . (3) كذا في " ص " وفي " هق " " يسعى بذمتهم أدناهم ، يرد عليهم أقصاهم ، ترد سراياهم على قعدتهم " وفي " د " " ويجير عليهم أقصاهم " .
(4) الذي يخرج مع السرية ، وفي " هق " " ومتسرعهم على قاعدهم " والصواب ما في " ص " فإنه هكذا في " د " . (5) أخرجه " هق " من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بشئ من الاختصار 9 : 51 وأخرجه " د " من طريق يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب . ومن طريق ابن إسحاق ببعضه - ص 378 وأخرج " ت " بعضه . (6) قال ابن الاثير : أي القطعة العظيمة من الذهب ، وتجمع علي ركاز . (*)
[ 227 ]
منه عمر ، فابتاعه منه ، وأعتقه ، وأعطاه منها مالا ، وجعل سائرها في مال المسلمين . 9448 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال لي عطاء : بلغنا أنه يقال : لا يلحق عبد في ديوان ، ولا تؤخذ منه زكاة . [ 9449 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار أن حسن بن محمد أخبره : أن بعض الغفاريين ، خالد بن (1) الغفاري (2) أخبره أن عبيدا لهم شهدوا بدرا ، فكان عمر بن الخطاب يعطيهم ثلاثة آلاف ، ثلاثة آلاف ، كل سنة . ] 9450 - عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن فضالة ابن عبيد أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة قال : وفينا مملوكون . قال : فلم يقسم لهم . 9451 - عبد الرزاق عن الثوري عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال : كتب نجدة (3) إلى ابن عباس يسأله عن المملوك والمرأة هل يعطون من الخمس ؟ قال : ليس لهم من الخمس شئ (4) . 9452 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو بكر
(1) كذا في " ص " ولعل الصوب " عن بعض الغفاريين أن خالدا . . . الخ " أو نحوه .
(2) ذكروا في الصحابة خالد بن سيار الغفاري ، وخالد بن عبادة الغفاري ، ويحتمل أن يكون خالد بن الطفيل بن مدرك . (3) بفتح النون وسكون الجيم بعدها دال مهملة ، هو ابن عامر الحروري . (4) أخرجه مسلم من طريق إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن يزيد بن هرمز عن ابن عباس 2 : 117 . (*)
[ 228 ]
عمن أخبرهه عن ابن المسيب قال : كان يحد (1) العبد والمرأة من غنائم القوم ، قال : وأقول قال ابن عباس في العبد والمرأة يحضران البأس : ليس لهما سهم معلوم ، إلا أن يحذيا من غنائم القوم . 9453 - عبد الرزاق عن إبراهيم (2) عن الحجاج عن عمرو بن شعيب عن ابن المسيب عن عمر قال : ليس للعبد نصيب من الغنائم ، قال الحجاج : وأخبرني عطاء عن ابن عباس مثله . 9454 - عبد الرزاق عن إبراهيم قال : أخبرني محمد بن زيد (3) عن عمير مولى آبي اللحم قال : حضرت خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يسهم لي ، وأعطاني من خرثي (4) المتاع (5) . [ 9455 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وإسماعيل بن أمية أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي (6) القربي ، وعن قتل الصبيان ، وعن العبيد ، هل كانوا يعطون من الغنائم شيئا ؟ فكتب إليه ابن عباس : كتبت لي في سهم ذي القربى ، فإن كان لنا حتى حرمناه قومنا ، وكتبت في قتل الصبيان ، فإن كنت تعلم منهم
(1) كذا في " ص " وصوابه عندي " يحذى " أي يعطى شيئا . (2) هو الاسلمي . (3) هو محمد بن زيد بن المهاجر التيمي من رجال التهذيب ، ووقع في " ص " " محمد
ابن يزيد " خطأ . (4) بالضم : أثاث البيت ، وأردء المتاع ، وسقطه . (5) أخرجه " د " و " ت " 2 : 380 من طريق بشر بن المفضل عن محمد بن زيد عن عمير ، وابن ماجه وأحمد والحاكم . (6) كذا في " ص " ولعل الصواب " ذوي القربى " . (*)
[ 229 ]
ماكان صاحب موسى يعلم ، وإلا لا يحل لك قتلهم ، [ وكتبت في العبيد هل كانوا يعطون من الغنائم شيئا ] (1) وإنهم كانوا يحذون الشئ من غير أن يضرب لهم سهم (2) . [ باب هل يسهم للاجير ] 9456 - عبد الرزاق عن الثوري عن أشعث عن الحسن وابن سيرين قالا : لاسهم للاجير . [ 9457 - عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد قال : أخبرني أبو سلمة الحمصي أن عبد الرحمن بن عوف قال لرجل من فقراء المهاجرين : أتخرج معي يا فلان للغزو ؟ قال نعم ، فوعده ، فلما حضره الخروج دعاه ، فأبى أن يخرج معه ، فقال له عبد الرحمن : أليس قد وعدتني ؟ أتكذبني ؟ وتخلفني ؟ قال : ما أستطيع أن أخرج ، قال : ما الذي يمنعك ؟ قال : عيالي وأهلي ، قال : فما الذي يرضيك حتى تخرج ؟ قال : ثلاثة دنانير ، على أن يخرج معه ، فخرج معه ، فلما هزموا العدو ، وأصابوا الغنائم ، قال لعبد الرحمن : أعطني نصيبي من الغنائم ، فقال له عبد الرحمن : سأذكر أمرك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه الثلاثة دنانير حظه ونصيبه من
غزوه ، من أمر دنياه وآخرته (3) ] .
(1) سقط من " ص " ولابد منه . (2) أخرجه " م " من طريق ابن عيينة عن سعيد المقبري عن يزيد بن هرمز ، ومن حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز ، ومن حديث قيس بن سعد عن يزيد 2 : 117 . (3) أخرج " د " نحو هذه القصة ليعلى بن منية من حديثه ، وأخرجه " هق " أيضا = (*)
[ 230 ]
[ باب الجعائل (1) ] 9458 - عبد الرزاق عن معمر قال : سألت الزهري عن الجعائل ، قال : إذا أخذه الرجل بدينه (2) يتقوى به فلا بأس . [ 9459 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن ابن عمر قال : كان القاعد يمنح (3) الغازي ، فأما أن يبيع الرجل غزوه فلا أدري ما هو (4) . ] 9460 - عبد الرزاق عن الثوري عن الزبير بن عدي عن شقيق ابن العيزار الاسدي (5) قال : سألت ابن عمر عن الجعائل ، فقال : لم أكن لارتشي إلا ما رشاني الله ، قال : وسألت ابن الزبير فقال : تركها أفضل ، فإن أخذتها فأنفقها في سبيل الله (6)
= وفي آخره : " ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا - وأظنه قال - والآخرة إلا دنانيره التي سمى " 6 : 33 1 و 9 : 29 وحديث ابن منية عند سعيد بن منصور أيضا 3 ، رقم : 2349 . (1) جمع جعيلة أو جعالة بالفتح ، والجعل الاسم بالضم ، والمصدر بالفتح ، يقال : جعلت كذا جعلا وجعلا ، وهو الاجرة على الشئ فعلا أو قولا ، والمراد في الحديث أن يكتب الغزو على الرجل ، فيعطي رجلا آخر شيئا ، ليخرج مكانه ، أو يدفع المقيم إلى
الغازي شيئا ، فيقيم الغازي ويخرج هو ، قلت : وسيأتي تفسير له آخر . (2) كذا في " ص " . (3) في " ص " " يمنع " ، والصواب عندي " يمنح " أي يدفع إليه منيحة . (4) ذكر في النهاية أثر الابن عمر لفظه : " لاأغزو على أجر ، ولا أبيع أجري من الجهاد " 1 : 194 . (5) ذكره ابن أبي حاتم وقال : روى عن ابن عمرو ابن الزبير ، وعنه الزبير بن عدي . (6) أخرجه " هق " من حديث عبد الله بن الوليد عن سفيان عن الزبير بن عدي بتمامه 9 : 27 . (*)
[ 231 ]
9461 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن عبيد بن الاعجم قال : سألت ابن عباس عن الجعائل ، فخرج علينا (1) من كل أربعة واحد ، ومن كل ثلاثة واحد (2) ؟ قال : إن جعلتها في كراع أو سلاح فلا بأس ، وإن جعلته في عبد ، أو أمة ، أو غنم فهو غير طائل (3) . 9462 - عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : كانوا يعطون أحب إليهم من أن يأخذوا ، هذا (4) في الجعالة (5) . 9463 - عبد الرزاق عن ابن عيينة بن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال : كان مسروق يجعل عن نفسه (6) إذا خرج البعث . 9464 - عبد الرزاق عن كثير بن عطاء (7) الجندي قال :
(1) كذا في " ص " ولعل الصواب " يخرج عنا " . (2) في النهاية : قيل : الجعل أن يكتب البعث على الغزاة ، فيخرج من الاربعة والخمسة رجل واحد ، ويجعل له جعل .
(3) قال ابن الاثير : أي إن الجعل الذي يعطيه للخارج إن كان عبدا أو أمة يختص به فلا عبرة ، وإن كان يعنيه في غزوه بما يحتاج إليه من سلاح أو كراع فلا بأس به 1 : 194 والاثر أخرجه " هق " من طريق شعبة عن أبي إسحاق بهذا الاسناد مختصرا 9 : 27 . (4) غير واضح في " ص " وفي " هق " مكانه " يعني " . (5) أخرجه " هق " تعليقا 9 : 27 . (6) أي يبعث عن نفسه رجلا ويجعل له جعلا - هذا ما ظهر لي . (7) كذا في " ص " وفي الجرح والتعديل : كثير بن سويد الجندي يماني ، روى عن عبد الله بن زبيب ، روى عنه معمر ، ونحوه في تاريخ البخاري ، فهذا يدل على أنه سقط من الاسناد " عن معمر " ولا شك ، وأما قوله " بن عطاء " فيحتمل أن يكون تحريفا ، لكن في الاصابة قال ابن منده ، روى حديثه عبد الله بن المبارك عن معمر عن كثير بن عطاء عنه ، ثم ساق من طريق عبد الرزاق عن معمر عن كثير بن عطاء ، حدثني عبد الله بن ربيب = (.)
[ 232 ]
حدثني عبد الله بن زبيب (1) الجندي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الوليد ، يا عبادة (2) بن الصامت ، إذا رأيت الصدقة كتمت ، وقلت (3) ، واستؤجر في الغزو ، وعمر الخراب ، وخرب العامر ، والرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجر ، فإنك والساعة كهاتين ، وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (4) . باب الشعار 9465 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة : يا أصحاب سورة البقرة (5) . 9466 - عبد الرزاق عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه مثله .
= الجندي فذكر الحديث بلفظه 3 : 132 فهذا يدفع احتمال التحريف ، فالذي يغلب
على الظن أنه ينسب مرة إلى أبيه ومرة إلى جده ، كما زعم العلامة المعلمي فيما علقه على الجرح والتعديل (2 / 2 / 51) . (1) مصغرا كما في الاصابة ، بالزاي ثم الموحدة ثم المثناة التحتانية ثم الموحدة ، كما ضبطه ابن ماكولا والذهبي ، وفي " ص " زينب " خطأ ، لم يذكره ابن أبي حاتم في " من يبتدئ اسم أبيه بالزاي " وقد ذكره البخاري فيهم ، وقد صحف الناسخون اسم أبيه فكتبوه " زينب " ولم يتنبه له المصحح ، قال البخاري : عبد الله بن زبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبادة ، روى عنه كثير بن سويد ، مرسل ، وذكره ابن أبي حاتم في عبد الله بن رثاب (في الاصابة رباب) روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، ويقال : ابن زبيب ، روى معمر عن كثير بن سويد عنده . (2) في " ص " " يا أبا عبادة " خطأ . (3) لم ينقله ابن مندة حين نقل هذا الحديث من هنا ، راجع الاصابة 3 : 132 . (4) أخرجه ابن مندة ، حكاه عنه ابن حجر في الاصابة 3 : 132 . (5) أخرجه سعيد بن منصور عن يعقوب بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة 3 ، رقم : 2875 . (.)
[ 233 ]
9467 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن أبي إسحاق قال : سمعت المهلب بن أبي صفرة يقول : أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن بيتم (1) الليلة فقولوا ، (حم لا ينصرون) (2) . [ باب السلب والمبارزة 9468 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : بارز البراء بن مالك أخو أنس مرزبان الزأرة (3) فقتله ، وأخذ سلبه ، فبلغ سلبه ثلاثين ألفا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فقال لابي طلحة : إنا كنا لا نخمس السلب (4) ، وإن سلب البراء قد بلغ مالال
كثيرا ، ولا أراني إلا خامسه (5) . ] 9469 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : استلقى البراء بن مالك على ظهره ، فترنم ، فقال له أنس : اذكر الله
(1) كذا في " د " وفي " ت " " إن بيتكم العدو " أي إن قصدكم بالقتل ليلا واختلطتم معهم . (2) أخرجه " ت " من طريق وكيع عن الثوري هكذا موصولا 3 : 24 وأخرجه " د " أيضا . (3) قال ابن الاثير : الزأرة : الاجمة ، لزئير الاسد فيها ، والمرزبان : الرئيس المقدم . (4) في " ص " " السلف " خطأ . (5) أخرجه سعيد بن منصور من طريق ابن عون ويونس وهشام عن ابن سيرين 3 ، رقم : 2691 وأخرجه " هق " من طريق ابن المبارك عن هشام ، ومن طريق حماد بن زيد عن أيوب كلاهما عن ابن سرين عن أنس بن مالك ، وأخرجه من حديث قتادة عن أنس أيضا 6 : 310 و 311 وأخرجه الطحاوي من طريق ابن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين ، ورواه من حديث مكحول عن أنس أيضا 2 : 132 و 133 . (.)
[ 234 ]
يا أخي ! فاستوى جالسا ، وقال : أي أنس " أتراني أموت على فراشي ، وقد قتلت مئة من المشركين مبارزة ، سوى ما شاركت في قتله (1) . [ 9470 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الكريم (2) عن عكرمة قال : قام رجل من بني قريظة فقال (3) : من يبارز ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قم يا زبير " فقالت صفية : أ وحيدي (4) يا رسول الله " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أيهما [ علا ] (5) صاحبه قتله ، فعلاه الزبير ، [ فقتله ] (5) فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه (6) . ]
9471 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت نافعا - مولى عبد الله بن عمر - يقول : لم نزل نسمع منذ قط (7) إذا التقى المسلمون والكفار ، فقتل رجل من المسلمين رجلا من الكفار ، فإن سلبه له ، إلا أن يكون في معمعة (8) القتال .
(1) أخرجه البغوي بإسناد صحيح عن ابن سيرين عن أنس ، كما في الاصابة 1 : 143 وفيه " وقد قتلت مئة منفردا سوى من شاركت في قتله " . (2) في " ص " " عبد الرحمن " خطأ ، والصواب " عبد الكريم " كما في " هق " . (3) في " ص " " قال فقام قال " خط . (4) وفي " هق " " واحدي " . (5) سقط من " ص " واستدركته من " هق " . (6) أخرجه " هق " من طريق عبد الله بن الوليد عن سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة مرسلا ، وقد روي موصولا بذكر ابن عباس فيه 6 : 308 وأخرجه سعيد ابن منصور عن شريك عن عبد الكريم عن عكرمة 3 ، رقم : 2677 وأخرجه الطحاوي من طريق شريك عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس 2 : 130 . (7) " قط " ظرف زمان لا ستغراق الماضي ، والمعنى : منذ ما مضى من سنى . (8) المعمعة : شدة الحر ، صوت الابطال في الحرب ، والاثر ذكره ابن حزم عن ابن جريج عن نافع تعليقا 7 : 336 وزاد : " فإنه لا يدري أحد قتل أحدا " . (.)
[ 235 ]
[ 9472 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني محمد بن أبي ليلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يخمس السلب (1) . ] 9473 - عبد الرزاق عن الثوري عن الاسود بن قيس عن سحر ابن علقمة العبدى - قال أبو سعيد : وجدت في كتاب غيري " شبر " (2)
وهو الصواب - قال : كنا بالقادسية ، فخرج رجل منهم عليه السلاح والهيئة ، قال : مرد ، ومرد ، يقول : رجل ورجل (3) ، فعرضت على أصحابي أن يبارزوه ، فأبوا ، وكنت رجلا قصيرا ، قال : فقدمت (4) إليه ، فصاح صوتا ، وكبرت وهدر (5) ، وكبرت ، فاحتمل بي فضرب (6) ، قال : ويميل به فرسه ، قال فأخذت خنجره ، فوثبت على صدره ، فذبحته ، قال : وأخت منطقة له وسيفا ، ورايتين (7) ودراعا (8) ، وسوارين ، فقوم اثنى عشر ألفا ، فأتيت به سعد بن مالك ، فقال : رح إلي (9) ، ورح بالسلب ، قال : فرحت إليه ، فقام على المنبر ، فقال : هذا سلب شبر بن علقمة ، خذه
(1) أخرج " د " و " هق " من طريقه من حديث عوف بن مالك وخالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في السلب للقاتل ، ولم يخمس السلب 6 : 310 . (2) ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل . (3) هذا تفسير " مرد ومرد " . (4) كذا في " ص " ولعله " فتقدمت " . (5) من هدر الرعد ، صوت . (6) كذا في " ص " . (7) في " ص " " رايين " . (8) كذا في " ص " . (9) حضرني رواحا . (.)
[ 236 ]
هنيئا مريئا ، فنفلنيه كله (1) . 9474 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال :
لقي البراء بن مالك يوم بني (2) مسيلمة رجلا (3) - يقال له حمار اليمامة ، وكان رجلا طولا - في يده سيف أبيض ، وكان البراء رجلا قصيرا ، فضرب البراء رجليه بالسيف ، فكأنه أخطأه ، فوقع على قفاه ، قال : فأخذت سيفه ، وأغمت سيفي . 9475 - عبد الرزاق عن الثوري قال : إذا لم يكن معك سلاح ، إلا سلاح العدو ، فقاتل به ، ثم رده إلى المغانم . 9476 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى الانصار قال : سمعت أبا قتادة يقول : بارزت رجلا يوم حنين (4) ، فقتلته ، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه (5) .
(1) أخرجه سعيد بن منصور عن أبي الاحوص وابن عيينة عن الاسود بن قيس عن شبر بن علقمة 3 ، رقم : 2675 و 2676 وأخرجه " هق " من طريق الشافعي عن ابن عيينة 6 : 311 وأخرجه الطحاوي عن يونس عن ابن عيينة عن الاسود بن قيس ، ووقع في المطبوعة " عن رجل من قومه يقال له بشر بن علقمة " 2 : 141 ووقع مثله في أحد طريقي سعيد بن منصور ، وكذا في المحلى ، والصواب في جميع المواضع " شبر بن علقمة " . (2) كذا في " ص " . (3) في " ص " " رجل " . (4) في " ص " " خيبر " والصواب " حنين " كما في الموطأ والصحيحين . (5) أخرجه مالك ، ومن طريقه الشيخان عن يحيى بن سعيد بهذا الاسناد في حديث طويل بلفظ آخر ، وأخرجه الطحاوي من طريق ابن عيينة عن يحيى مختصرا جدا 2 ، 130 وأخرجه ابن ماجه أيضا - ص 309 . (.)
[ 237 ]
[ 9477 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن رجل عن عكرمة - مولى ابن عباس - أن النبي صلى الله عليه وسلم سبه رجل من المشركين ، فقال : من يكفيني عدوي ؟ فقال الزبير : أنا ، فبارزه الزبير ، فقتله ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سلبه (1) . ] 9478 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : فتحت الاهواز ، وأميرهم أبو موسى ، أو غيره ، فدعا مجزأة ، أو شقيق بن ثور - شك أبو بكر ، فقال : انظر لي رجلا من قومك ، أبعثه في مبعث ، فقال : لئن كان هذا الامر الذي تريد خيرا ، ما أحب أن يسبقني إليه أحد من قومي ، ولئن كان غير ذلك ، ما أحب أو أوقع فيه أحدا من قومي ، فابعثني ، قال : إنا دللنا على سرب (2) يدخل منه إلى المدينة ، قال : فبعثه في أناس - قال : ولا أعلمه إلا قال - وعليهم البراء بن مالك ، قال : فدخل مجزأة أو شقيق السرب ، فلما خرج رموه بصخرة ، فقتلوه ، ودخل الناس ، حتى كثروا ، وفتحها الله عليهم ، قال : سمعنا أنه كان غلاما ابن عشرين . [ باب ذكر الخمس وسهم ذي القربى 9479 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال : سلك علي بالخمس طريقهما (3) . ]
(1) سيأتي معادا في (باب من سب النبي صلى الله عليه وسلم . . . . . الخ) ص 307 . (2) السرب بفتحتين : الحفيرة تحت الارض ، وبالفتح والكسر : الطريق . (3) يعني طريق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقد أخرجه الطحاوي من طريق ابن = (.)
[ 238 ]
[ 9480 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن ابن عباس سئل
عن سهم ذي القربى ، قال : كان لنا ، فمنعناه ، قومنا ، فدعانا عمر فقال : ينكح فيه أياماكم ، ويعطى فيه غارمكم ، فأبينا (1) ، فأبى عمر رضي الله عنه . ] [ 9481 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله : * (فأن لله خمسه) * (2) [ خمسة ] أخماس : للرسول ، ولذي القربى ، واليتامى ، والمساكين ، وابن السبيل . 9482 - عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم الجدلي قال : سألت الحسن بن محمد بن على ابن الحنفية عن قول الله تعالى : * (واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن لله خمسة) * (2) قال : هذا مفتاح كلام ، لله (3) الدنيا ، والاخرة ، وللرسول ، ولذي القربى ، فاختلفوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين السهمين ، قال قائل : سهم ذي القربى لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال قائل : سهم ذي القربى لقرابة الخليفة ، واجتمع رأي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا هذين السهمين في الخيل ، والعدة في سبيل الله ، وكان ذلك في خلافة أبي بكر وعمر (4) ، قلت : له [ . . . . . . قال ] (5) = المبارك عن ابن إسحاق عن أبي جعفر قال : سلك به والله سبيل أبي بكر وعمر 2 : 135 ] (1) أخرجه الطحاوي من طريق مالك عن الزهري عن يزيد بن هرمز 2 : 36 وأخرج " م " أوله أعني قوله : " كان لنا فمنعناه قومنا " 2 : 117 . (2) سورة الانفال ، الاية : 41 . (3) كذا في شرح معاني الاثار وفي " ص " مفتاح كلام الله الدنيا . . . الخ " . (4) أخرجه الطحاوي من طريق ابن المبارك عن الثوري ، وانتهى حديثه إلى هنا 2 : 136 . [ (5) سقط من " ص " مقول " قلت له " ثم " قول " وفي حديث ابن اسحاق عن أبي =
[ 239 ]
إنه كان يكره أن يدعى عليه خلافهما . ] [ 9483 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر قال [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] : من قتل قتيلا فله كذا وكذا ، فقتلوا سبعين ، وأسروا سبعين ، فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين فقال : يا رسول الله ! إنك وعدتنا : من قتل قتيلا فله كذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا ، فقد جئت بأسيرين ، فقام سعد ابن عبادة فقال : يا رسول الله ! إنه (1) لم تمنعنا زهادة في الاخرة ، ولا جبن عن العدو ، ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون ، وإنك إن تعط هؤلاء ، لم (2) يبق لاصحابك شئ ، قال : فجعل هؤلاء يقولون ، وهؤلاء يقولون ، فنزلت * (يسئلونك عن الانفال ، قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * (3) قال : فسلموا الغنيمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم نزلت * (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسة) * (4) . ] 9484 - عبد الرزاق عن عن معمر عن محمد بن السائب نحوه . [ 9485 - عبد الرزاق عن الثوري عن مطرف عن الشعبي قال :
= جعفر قلت : فما منعه (يعنى ما منع عليا أن يعمل فيه برأيه) قال : كره والله أن يدعي عليه خلاف أبي بكر وعمر ، رواه الطحاوي 2 : 136 فهذا هو المراد هنا أيضا . ] (1) في " ص " " إنك " خطأ . (2) في " ص " " لا " فإن كانت محفوظة فالصواب إذ ا " يبقى " وإلا فالصواب " لم يبق " (3) سورة الانفال ، الاية : 1 . (4) سورة الانفال ، الاية : 41 . (.)
[ 240 ]
كان سهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعى الصفي (1) ، إن شاء عبدا ، وإن شاء فرسا ، يختاره قبل الخمس ، ويضرب له سهمه ، إن شهد ، وإن غاب ، وكانت صفية بنت حيي من الصفي . ] 9486 - عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة قال : سمعت يحيى بن الجزار ، وسألت : كم كان سهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كان خمس الخمس . باب بيع المغانم 9487 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أكره بيع الخمس حتى يقسم . 9488 - عبد الرزاق عن معمر عن الاعمش عن سعيد بن جبير رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، إلا أنه قال : يوم خيبر . 9489 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الاهلية ، وعن الحبالى أن يقربن ، وعن بيع المغانم حتى تقسم ، وعن أكل كل ذي ناب من السباع (2)
(1) في " ص " " الصيف " خطأ . (2) أخرج " هق " من طريق الاعمش وعبد الله بن أبي نجيح - وأحدهما يزيد على الاخر - عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يوقع على الحبالى حتى يضعن حملهن ، وقال : زرع غيرك ، وعن بيع المغانم قبل أن تقسم ، وعن أكل الحمر الانسية ، = (.)
[ 241 ]
9490 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الكريم بن أبي المخارق
عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . 9491 - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني أبو عثمان بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم دعى بالفاق (1) . [ باب الغلول 9492 - عبد الرزاق عن معمر عن همام (2) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غزا نبي من الانبياء فقال : لا يغزو معي من تزوج امرأة لم يبن بها (3) ، ولا رجل له غنم ينتظر ولادها ، ولا رجل العصر - فقال (4) للشمس : إنك مأمورة ، وأنا مأمور ، اللهم احبسها علي ساعة ، فحبسها الله عليه ساعة ، ثم فتح الله عليه ، ثم وضعت الغنيمة ، فجاءت النار ، فلم تأكلها ، فقال : إن فيكم غلولا ، فليبايعني من كل قبيلة رجل ، قال : فلصقت يده بيد رجلين ، أو ثلاثة ، فقال : إن فيكم الغلول ، قال : فأخرجوا مثل رأس بقرة من ذهب ،
= وعن كل ذي ناب من السباع ، هذ لفظ ابن أبي نجيح ، وزاد الاعمش " يوم خيبر " وقال : وعن بيع الخمس حتى يقسم ، وقال في موضع آخر : وعن شرى الغنم حتى يقسم 9 : 125 . (1) كذا في " ص " . (2) في " ص " " هشام " خطأ . (3) أي لم يدخل بها . (4) كذا في " ص " . (.)
[ 242 ]
فألقوه في الغنيمة ، ثم جاءت النار فأكلتها ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم تحل لاحد قبلنا ، وذلك أن الله تعالى رأى ضعفنا ، فطيبها
لنا ، وزعموا أن الشمس لم تحبس لاحد قبله ولا بعده (1) . ] [ 9493 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غنم مغنما بعث مناديا : لا يغلن رجل مخيطا ، فما دونه ، ألا لا يغلن رجلا بعيرا ، فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء ، ألا لا يغلن فرسا ، فيأتي به يوم القيامة على ظهره له حمحمة (2) . ] [ 9494 - عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال : جاء عقيل بن أبي طالب فقالت له امرأته (3) ، قد علمنا أنك قاتلت ، فهل جئتنا بشئ ؟ قال : هذه إبرة خيطي يها ثيابك ، قال : فبعث النبي صلى الله عليه وسلم مناديا : ألا لا يغلن رجل إبرة فما دونها ، فقال : عقيل لامرأته : ما أرى إبرتك إلا قد فاتتك . ] 9495 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله : * (واعلموا أنما غنمتم من شئ) * (4) قال : المخيط من الشئ . [ 9496 - عبد الرزاق عن معمر عن بديل العقيلي عن عبد الله بن شقيق قال : أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى ، وهو
(1) أخرجه البخاري من طريق ابن المبارك عن معمر عن همام 6 : 135 . [ (2) روى البخاري حديث أبي هريرة في تعظيم الغلول ، وقوله لا ألفين أحدكم يوم القيامة . . . . . . . . على رقبته فرس له حمحمة . . . . الخ 6 : 113 والحمحمة : صوت الفرس عند العلف وهو دون الصهيل ، قاله الحافظ . ] (3) في " ص " " امرأة " . (4) سورة الانفال ، الاية : 41 . (.)
[ 243 ]
واقف على فرسه ، وجاءه رجل من بلقين وقال : استشهد غلامك ،
أو قال : مولاك فلان ، قال : بل هو الان يجر إلى النار في عباءة غلها الله ورسوله (1) . ] [ 9497 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمر بن محمد ابن جبير بن مطعم عن محمد بن جبير بن مطعم أن أباه أخبره أنه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين ، علقه الاعراب يسألونه ، فاضطر إلى سمرة ، فخطفت رداءه ، وهو على راحلته ، فوقف ، فقال : ردوا علي ردائي ، أتخشون علي البخل ؟ فلو كان عدد هذه العضاه (2) نعما لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوا (3) بخيلا ، ولا جبانا ، ولا كذبا (4) . ] [ 9498 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن عجالن عن عمرو ابن شعيب قا : لما كان عند قسم الخمس ، أتاه رجل يستحله خياطا أو مخيطا ، فقال : ردوا الخياط والمخيط ، فإن الغلول عار ونار وشنار ، قال : ثم رفع شعرات أو وبرة من بعيره فقال : ما لي مما أفاء الله عليكم
[ (1) أخرج البخاري حديث عبد الله بن عمرو في كركرة ، وكان قد غل عباءة 6 : 114 وأخرج مسلم و " ت " من حديث عمر قال : قيل : يا رسول الله إن فلانا قد استشهد ، قال : كلا ! قد رأيته في النار بعباءة قد غلها 2 : 388 وأما حديث رجل من بلقين فأخرج الطحاوي طرفا منه ، وليس فيه ذكر الغلول 2 : 312 والطف الذي عند المصنف أخرجه أحمد في سمنده ، هذا ولعله سقط من نص لحديث في " ص " شئ ، وقصة مدعم في وادي القرى نحو هذا ، أخرجها " د " ص 370 . ] (2) بكسر العين : أم غيلان ، وقيل : كل شجر ذات شوك . (3) كذا في " ص " وفي الصحيح " لا تجدوني " . (4) أخرجه البخاري وفيه " كذوبا " ولعل " كذابا " من تصرفات الناسخين . (.)
[ 244 ]
ولا مثل هذه ، [ إلا ] الخمس ، وهو مردود عليكم (1) ] 9499 - عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول (2) . 9500 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الملك بن عمير عن أبي مسلم الخولاني قال : أربع في أربع لا يقبلن في حج ، ولا عمرة ، ولا جهاد ، ولا صدقة ، الخبان (3) والسرقة ، والغلول ، ومال اليتيم . [ 9501 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني يحيى بن سعيد أن محمد بن يحيى بن حبان الانصاري أخبره أن أبا عمرة (4) - مولى الانصار - أخبره أنه سمع زيد بن خالد الجهني يقول : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ، فمات رجل من أشجع ، فلم يصل النبي صلى الله عليه وسلم عليه ، فذهبوا ينظرون في متاعه فوجدوا فيه خرزا من خرز يهود ،
(1) أخرج الطحاوي في معناه عن حديث عبادة بن الصامت مرفوعا 2 : 140 وحديث عن عبادة بلفظ آخر عند ابن ماجه - ص 210 وأما اللفظ الذي هنا فأخرجه الطبراني في الاوسط من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص إلا قوله : أتاه رجل يستحله خياطا أو مخيطا ، راجع الزوائد 5 : 339 وأخرجه " هق " تاما مع زيادة من طريق إبراهيم بن بشار عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار وابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 9 : 104 . (2) أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعا 1 : 8 و " د " من حديث أبي المليح عن أبيه ، وابن باجه من حديث أنس . (3) كذا في " ص " ولعل الصواب " الخيانة " . (4) في " ص " " أبا عمر " خطأ . (.)
[ 245 ]
ما يساوي درهمين (1) ] ، 9502 - قال عبد الرزاق : وأخبرنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن يحيى بن حبان أن أبا عمرة أخبره أنه سمع زيد بن خالد الجهني يحدث مثله . [ 9503 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني يحيى بن سعيد أن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين أتى القبائل في منازلهم ، يدعو لهم ، ويسلم عليهم ، فترك قبيلة من تلك القبائل ، لم يأتها ، وإنهم التمسوا فيهم ، فوجدوا في برذعة رجل (2) عقدا من جزع قد غله ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم (3) ، فصلى عليهم ، كما يصلي عل الميت (4) . ] [ 9504 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم ابن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : كان رجل عن ثقل (5) النبي صلى الله عليه وسلم يقال له كركرة ، فمات ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو في النار ، فذهبوا ينظرون إليه ، فوجدوا عليه كساء قد غلة (6) . ]
(1) أخرجه " د " من طريق يحيح القطان وبشر بن المفضل عن يحيى بن سعد - ص 370 . (2) في المجمع " رجل منهم " وما في " ص " يحتمل " رحل " . (3) في المجمع " فردوها فأتاهم فصلى عليهم " ولم يذكر " كما يصلي على الميت " . (4) أخرجه الطبراني من حديث أبي بردة بن نيار ، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة وهو ثقة ، قاله الهيثمي 5 : 339 . (5) الثقل : العيال وما يثقل حمله من الامتعة . (6) أخرجه البخاري عن ابن المديني عن ابن عيينة 6 : 114 . (.)
[ 246 ]
[ 9505 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ، في رجل كان يمسك برأس دابته عند القتال : استشهد فلان ، فقال : إنه الان يتقلب في النار ، قيل : ولم ؟ يا رسول الله ! فقال : غل شملة يوم خيبر ، فقال رجل من القوم : يا رسول الله ! إني أخذت شراكين يوم كذا وكذا ، قال : شراكان من نار (1) . [ 9506 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال : يا رسول الله ! إن فلانا غل كذا وكذا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أي فلان " هل فعلت ؟ قال : لا . قال : فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي أخبره ، فقال : يا رسول الله ! احفروا هاهنا ، فحفروا ، فاستخرجوا قطيفة ، فقالوا : يا رسول الله " استغفر له ، فقال ، دعونا من أبي خرء ، يعني العذرة . ] 9507 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن مطرف عن الضحاك بن مزاحم في قوله : * (أفمن اتبع رضوان الله كمن بآء بسخط من الله) * (2) قال : من غل . باب كيف يصنع بالذي يغل 9508 - عبد الرزاق عن معمر عن عمرو عن الحسن قال : كان
(1) قصته تشبه قصة مدعم ، أخرجها الشيخان من طريق مالك عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة ، وكان مدعم يحل رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخرجه " د " - ص 370 . (2) سورة آل عمران ، الاية : 162 . (.)
[ 247 ]
يؤمر بالرجل إذا غل ، فيحرق رحله (1) ، ويحرم نصيبه من الغنيمة . 9509 - عبد الرزاق عن الثوري عن يونس بن عبيد قال : كان يؤمر بالرجل إذا غل ، يؤمر برحله ، فيبرز ، فيحرق ، قال : وقال عمرو عن الحسن ، ويحرم نصيبه من المغنم . 9510 - عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد قال : أخبرني صالح ابن محمد أنه شهد رجلا يقال له زياد ، يتبع (2) غلا في سبيل الله ، في أرض الروم ، فاستفتي فيه سالم بن عبد الله ، وعمر بن عبد العزيز ، ورجاء بن حيوة ، فكلهم (3) أشاروا أن يجلد جلدا (4) وجيعا ، ويجمع متاعه إلا الحيوان فيحرق ، ثم يخلى سبيله في سراويله ، ويعطى سيفه قط (5) . 9511 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن يزيد بن يزيد بن (6) جابر عن مكحول قال : يجمع رحله فيحرق . 9512 - عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول مثله . 9513 - عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير أن النبي
(1) في " ص " " رحله فيحرق " مقلوبا ، أو الصواب " فيبرز رحله فيحرق " كما في ما سيأتي . (2) كذا في " ص " . (3) في " ص " " وكلهم " . (4) في " ص " " خالدا " . (5) أخرجه " د " من طريق أبي إسحاق عن صالح بن محمد - ص 371 وبين سياقيهما اختلاف يسير ، وصالح بن محمد منكر الحديث ، قاله البخاري . (6) في " ص " " عن " خطأ . (*)
[ 248 ]
صلى الله عليه وسلم قال : لا تتمنوا لقاء العدو ، فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون (1) بهم ، واسألوا الله العافية ، فإذا جاءوكم يبرقون (2) ويرجعون (3) ويصيحون ، فالارض الارض (4) جلوسا ، ثم تقولوا : اللهم ربنا وربهم ، نواصينا ونواصيهم بيدك ، وإنما تقتلهم أنت ، فإذا دنوا منكم فثوروا إليهم (5) ، واعلموا أن الجنة تحت البارقة (6) . 9514 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن أبي النضر (7) كاتب عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له : عبد الله بن أبي أوفى ، أنه كتب إلى عمر بن عبيدالله (8)
(1) في " ص " " ستبلون " وفي سنن سعيد " عسى أن تبتلوابهم " . (2) كذا في " ص " وفي سنن سعيد " يعزفون " أي يصوتون ويغنون . (3) كذا في سنن سعيد أيضا والترجيع : ترديد الصوت في الحلق . (4) في " ص " " فالارض أرض " والصواب عندي ما أثبت ، والمعنى : فالزموا الارض ، فالزموا الارض ، كرره تأكيدا ، وفي سنن سعيد " فعليكم بالارض " . (5) في سنن سعيد " فثوروافي وجوههم " والمعنى : هيجوا ، أو ثبوا إليهم . (6) أخرجه سعيد بن منصور من طريق الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير مرسلا كما هنا ، وفي نسخته التي عندي " الابارقة " وهو عندي من أوهام الناسخين أو بعض رواة الكتاب " والابارقة " إنما هي في مرسل أبي عبد الرحمن الحبلي عن سعيد بن منصور ، والبارقة قال الحافظ : قد تطلق البارقة ، ويراد بها نفس السيف 6 : 22 وأما الابارقة فارجع لتخريجه إلى الفتح ، قلت : وفي مجمع الزوائد أكثر ما في هذا الحديث من حديث جابر ابن عبد الله 5 : 227 . (7) هنا في " ص " " عن " مزيدة خطأ ، وظني أنه سقط عقيب كلمة " كاتب " " لعمر
ابن عبيدالله " . (8) في " ص " " عمرو بن عبد العزيز " خطأ ، والصواب " عمر بن عبيدالله " كما في الصحيح 6 : 30 و 95 و 96 وغير ذلك . (*)
[ 249 ]
حين سار إلى الحرورية ، يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيامه التي لقي (1) فيها العدو ينتظر ، حتى إذا مالت الشمس ، قام فيهم ، فقال : يا أيها الناس ! لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية ، فإن لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الاحزاب ، اهزمهم ، وانصرنا عليهم (2) ، وذكر أيضا (3) أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مثل ذلك فقال : اللهم ربنا وربهم ، ونحن عبادك ، وهم عبادك ، ونواصينا ونواصيهم بيدك ، انصرنا عليهم (4) . 9515 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان (5) عن شيخ من أهل المدينة قال : حدثني كاتب عبيدالله بن معمر (6) قال : كتب عبد الله بن أبي أوفى إلى عبيدالله بن معمر ، ثم ذكر نحو حديث ابن أبي أوفى (7) عن موسى بن عقبة عن أبي النضر (8) .
(1) كذا في " ص " والاظهر " يلقي " أو " انتظر " فيما يليه . (2) أخرجه البخاري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة 6 : 95 ومسلم من طريق ابن جريج عن موسى . (3) أي ذكر أبو النضر ، كما في " هق " 9 : 152 . (4) انتهى حديث الشيخين إلى قوله : وانصرنا عليهم . قال الحافظ : وروى الاسماعيلي في هذا الحديث من وجه آخر : اللهم أنت ربنا ، فذكره إلى آخره 6 : 96 قلت : وأخرجه
" هق " بتمامه من طريق معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن موسى 9 : 152 . (5) هو التيمي . (6) هو والد عمر بن عبيدالله ، فيحتمل أن يكون سالم (أبو النضر) كاتبا لعبيدالله أولا ، فقد كان عبيدالله والي البصرة ، ثم يكون كاتبا لعمر حين ولي قتال الحرورية . (7) كذا في " ص " والصواب عندي " حديث ابن جريج " . (8) أخرج سعيد بن منصور عن جرير بن عبد الحميد عن أبي حيان التيمي عمن = (*)
[ 250 ]
9516 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن اسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت ابن أبي أوفى يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب : اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، مجري السحاب ، هازم الاحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم (1) . 9517 - عبد الرزاق عن ابن التيمي عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي العدو قال : اللهم أنت عضدي ، ونصيري ، وبك أحول ، وبك أصول ، وبك أقاتل (2) . 9518 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد (3) عن عبد الله (4) بن يزيد عن عبد الله بن عمروقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تتمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاثبتوا ، واذكروا الله ، وإن أجلبوا (5) وصاحوا ، فعليكم بالصمت (6) .
= حدثه عن عبد الله بن أبي أو في نحوه 3 ، رقم : 2504 . (1) أخرجه الحميدي بهذا الاسناد سواء 2 : 314 والبخاري من طريق الفزاري وعبدة عن إسماعيل 7 : 286 . (2) أخرجه سعيد بن منصور عن مروان بن معاوية عن عمران بن حدير عن أبي
مجلز مرسلا كما هنا 3 ، رقم : 2508 وأخرجه " د " من حديث قتادة عن أنس مرفوعا - ص 353 وقوله : أنت عضدي ، أي قوتي ، وقوله : بك أحول (بالمهملة) أي أحتال ، أو أدفع وأمنع . (3) في " ص " " بن أبي زياد " خطأ . (4) هو أبو عبد الرحمن الحبلي . (5) اجلبوا : تجمعوا وتألبوا ، وأجلب عليه : صاح به واستحثه . (6) أخرجه " هق " من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، وفيه " صيحوا " بدل " صاحوا " 9 : 153 . (*)
[ 251 ]
[ باب الفرار من الزحف ] 9519 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : الفرار من الزحف ؟ قال : الفار غير المتحرف للقتال ، ولا المتحيز للفئة ، قول الله ، قلت : إن فر رجل في غير زحف ، قال : لا بأس بذلك ، إنما ذلك في الزحف . 9520 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله : * (إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) * (1) حتى * (وبئس المصير) * (1) قال : يرون أن ذلك في يوم بدر ، ألا ترى أنه يقول : * (ومن يولهم يومئذ دبره) * (2) . 9521 - عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال : إنما كان هذا يوم بدر ، ولم يكن للمسلمين فئة (3) ينحازون (4) إليها . [ 9522 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن أبا عبيد (5) الثقفي استعمله عمر على جيش ، فقتل في أرض فارس هو وجيشه ، فقال
عمر : لو انحازوا إلي كنت لهم فئة (6) . ]
(1) سورة الانفال ، الآية : 15 - 16 . (2) سورة الانفال ، الآية : 16 ، والاثر أخرجه " د " عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت في يوم بدر * (ومن يولهم يومئذ دبره) * - ص 255 . (3) الطائفة التي تقيم وراء الجيش ، فإن كان عليهم خوف أو هزيمة إلتجئوا إليهم . (4) أي ينضمون ويرجعون إليها . [ (5) في " ص " " أبا عبد " خطأ ، والصواب " أبا عبيد " وهو والد المختار الثقفي . ] (6) أي بمنزلة الفئة وملجأ لهم ، والاثر أخرجه " هق " من حديث شعبة عن سماك عن سويد عن عمر 9 : 77 . (*)
[ 252 ]
[ 9523 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير عن غير واحد أن عمر بن الخطاب قال للمسلمين : أنا فئتكم ، فمن انحاز منكم فإلى الجيوش . ] [ 9524 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قال عمر : أنا فئة كل مسلم (1) . ] [ 9525 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار أنه بلغه أن ابن عباس قال : جعل على المسلمين على الرجل عشرة من الكفار (2) ، في قوله : * (إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله) * (3) فإن لقي
(1) أخرجه " هق " من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح 9 : 77 وسعيد بن منصور عن ابن علية عن ابن أبي نجيح 3 ، رقم : 2526 . [ (2) سقط في " ص " عقيب هذا شئ من النص ، فإن الموجود عقيبه لا يرتبط بما
قبله بل يخالفه ، وقد روى البخاري من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية * (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) * فكتب عليهم أن لايفر العشرون من المئتين ، فأنزل الله عزوجل * (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) * فخفف عنهم وكتب عليهم أن لايفر مئة من مئتين ، وقد روى " د " من حديث عكرمة عن ابن عباس قال : نزلت * (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) * فشق ذلك على المسلمين حين فرض الله عليهم أن لايفر واحد من عشرة ، ثم إنه جاء تخفيف فقال : * (الآن خفف الله عنكم) * . قرأ أبو توبة (شيخ أبى داود) إلى قوله : * (يغلبوا مائتين) * قال : فلما خفف الله عنهم من العدة ، نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم - ص 355 فهذان الحديثان يدلان على ما سقط من نص الكتاب . ] (3) سورة الانفال ، الآية : 66 . (*)
[ 253 ]
رجل رجلين ففر ، أو رجلا ففر ، فهي كبيرة ، وإن لقي ثلاثة ، ففر منهم ، فلا بأس (1) ] . 9526 - عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم في قوله : * (إن يكن منكم عشرون صابرون) * (2) قال : كان هذا واجبا (3) عليهم ، أن لايفر واحد من عشرة ، فخفف الله عنهم . 9527 - عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن عطاء مثله . [ باب فضل الجهاد ] 9528 - عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل كلم يكلمها المسلم في سبيل الله يكون كهيئتها إذا أصيبت ، يفجر دما ، قال : اللون لون الدم ، والريح
ريح المسك (4) . 9529 - عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ،
(1) أخرج " هق " معناه من حديث ابن عيينة عن عطاء عن ابن عباس 9 : 76 ورواه الطبراني باللفظ الذي عند " هق " عن ابن عباس مرفوعا ورجاله ثقات ، قاله الهيثمي 5 : 328 . (2) سورة الانفال ، الآية : 65 . (3) في " ص " " واجب " . (4) أخرجه " م " من طريق المصنف 2 : 133 ومن غير هذا الوجه . (*)
[ 254 ]
ولا يجدون سعة فيتبعوني ، ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي (1) . 9530 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كالقائم الصائم ، وتكفل الله للمجاهد في سبيله أن يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرجعه سالما بما أصاب من أجر أو غنيمة (2) . 9531 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كلم في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى ، ريحه ريح المسك ، ولونه لون الدم . [ 9532 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد (3) عن أبي هريرة قال : قال رسول االله صلى الله عليه وسلم : لولا أن رجالا من المؤمنين
لاتطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ، ولا أجد ما أحملهم عليه ، ما خرجت سرية تغزو في سبيل الله إلا وأنا معهم ، والله لوددت أن (4) أقتل في سبيل الله ، ثم أحيى ، ثم أقتل ، ثم أحيى ، ثم أقتل (5) . ]