تفصيل وسائل الشيعة الى تحصيل الشريعة تأليف الفقية المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفي سنة 1104 ه الجزء السادس عشر تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
بقية ابواب جهاد النفس وما يناسبه 60 - باب حد التكبر والتجبر المحرمين [ 20814 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر قال: فاسترجعت، فقال: مالك تسترجع ؟ فقلت: لما سمعت منك، فقال: ليس حيث تذهب إنما أعنى الجحود
الباب ب 60 فيه 7 أحاديث
1 - الكافي 2: 234 / 7، ومعاني الأخبار: 241 / 3. (*)
[ 6 ]
[ 20815 ] 2 - وعن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن حر، عن عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحق. [ 20816 ] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن على بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الاعلى بن أعين قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق، قلت: وما غمص الخلق وسفه الحق ؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله، فمن فعل ذلك فقد نازع الله عزوجل رداءه. [ 20817 ] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن غير واحد، عن على ابن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن عبد الاعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الكبر ؟ قال: أعظم الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس، قلت وما تسفه الحق ؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله ورواه الصدوق في (معاني الاخبار) عن محمد بن على ماجيلويه عن عمه، عن محمد بن على الكوفى، عن ابن بقاح، عن سيف بن عميرة، عن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام، والذى قبله عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن على بن الحكم والذى قبلهما عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن على بن الحسين السعد آبادى عن
أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، والاول بهذا السند عن ابن فضال، عن ابن مسكان، عن يزيد بن فرقد، عمن سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول وذكر مثله. [ 20818 ] 5 - وعنه عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إننى آكل الطعام الطيب وأشم الرائحة الطيبة، وأركب الدابة الفارهة، ويتبعني الغلام فترى في هذا شيئا من التجبر فلا أفعله ؟ فأطرق أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: انما الجبار الملعون من غمص الناس وجهل الحق قال عمر فقلت: أما الحق فلا أجهله، والغمص لا ادرى ما هو قال من حقر الناس وتجبر عليهم فذلك الجبار. [ 20819 ] 6 - محمد بن على بن الحسين في (معاني الاخبار) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن على بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار من (1) في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، قلت: جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر، فقال: ليس بذلك إنما الكبر انكار الحق والايمان الاقرار
بالحق ورواه في (عقاب الاعمال) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادى، عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (2).
[ 20820 ] 7 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما - يعنى أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، قال: قلت: إنا نلبس الثوب الحسن فيدخلنا العجب، فقال: انما ذلك فيما بينه وبين الله عزوجل. 61 - باب تحريم حب الدنيا المحرمة ووجوب بغضها [ 20821 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن درست ابن أبي منصور، عن رجل، وعن هشام بن سالم جميعا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأس كل خطيئة حب الدنيا. [ 20822 ] 2 - وعنه وعن على بن محمد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقرى، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن
الزهري، عن محمد بن مسلم قال: سئل على بن الحسين (عليه السلام) أي الاعمال أفضل ؟ قال: ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل من بغض الدنيا فان لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب فأول ما عصي الله به الكبر - إلى أن قال: - ثم الحرص ثم الحسد وهى معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب
7 - معاني الاخبار: 241 / 2. وتقدم ما يدل على المقصود في الباب 23، وفي الاحاديث 4، 5، 6 ومن الباب 29 من ابواب احكام الملابس، وفي الحديث 4 من الباب 106 من ابواب احكام العشرة. الباب 61 فيه 6 احاديث 1 - الكافي 2: 238 / 1. 2 - الكافي 2: 239 / 8. (*)
[ 9 ]
العلو والثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الانبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا دنياوان: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة. [ 20823 ] 3 - وبهذا الاسناد عن المنقرى، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إن الدنيا عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته، وجعلتها ملعونة ملعونة، ما فيها إلا ما كان فيها لي، يا موسى ان عبادي الصالحين زهدوا في الدنيا بقدر علمهم (1) وسائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم، وما من أحد عظمها فقرت
عينه بها، ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها. محمد بن علي بن الحسين في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمد مثله (2). [ 20824 ] 4 - وفي (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن درست، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة. [ 20825 ] 5 - محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في (كنز الفوائد) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من احب دنياه أضر بآخرته. [ 20826 ] 6 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن عبد الله بن
3 - الكافي 2: 239 / 9. (1) في نسخة زيادة: بي. (2) عقاب الاعمال: 263 / 1. 4 - الخصال: 25 / 87. 5 - كنز الفوائد: 16. 6 - الزهد: 49 / 130، واورده عن المعاني في الحديث 11 من الباب 62 من هذه الأبواب، وعن الكافي في الحديث 1 من الباب 8 من ابواب مقدمات التجارة. (*)
[ 10 ]
المغيرة، عن إسماعيل ابن أبي زياد رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل عن الزهد في الدنيا، فقال: (ويحك حرامها فتنكبه) (1). أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2). 62 - باب استحباب الزهد في الدنيا وحد الزهد [ 20827 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد الجريري (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا دائها ودوائها، وأخرحه منها سالما إلى دار السلام. ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن بشير، عن سيف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يستحي من طلب المعاش خفت مؤنته، ورخا باله، ونعم عياله، ومن زهد في الدنيا وذكر مثله (2).
(1) في المصدر: حرامها فتكبته. (2) يأتي الحديث 11 من الباب 71، وفي الحديث 1 من الباب 37 من ابواب الأمر بالمعروف، وفي الحديثين 5، 6 من الباب 4 من ابواب مقدمات النكاح، وفي الحديث 2 من الباب 14 من ابواب آداب التجارة. وتقدم ما يدل عليه في الحديثين 4، 8 من الباب 8 من ابواب قرأة القرآن. الباب 62 فيه 16 حديثا 1 - الكافي 2: 104 / 1. (1) في المصدر: الهيثم بن واقد الجزري. (2) ثواب الاعمال: 199 / 1. (*)
[ 11 ]
[ 20828 ] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن
عطية، عن أبي حمزة قال: ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين (عليهما السلام) إلا ما بلغني عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا تكلم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته، قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة، فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين (عليه السلام) فكتب ما فيها ثم أتيت علي بن الحسين (صلوات الله عليه) فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصححه وكان ما فيها: بسم الله الرحمن الرحيم: كفانا الله واياكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين، وبطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا (1)، واحذروا ما حذركم الله منها، وازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان - إلى أن قال: - وليس يعرف تصرف أيامها، وتقلب حالاتها، وعاقبة ضرر فتنها إلا من عصمه الله، ونهج سبيل الرشد، وسلك طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد، فكرر الفكر، واتعظ بالصبر، وزهد في عاجل بهجة الدنيا، وتجافى عن لذتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة، وسعى لها سعيها... الحديث. [ 20829 ] 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن علامة الراغب في ثواب الآخرة
2 - الكافي 8: 14 / 2، واورد قطعة منه في الحديث 3 من الباب 38 من ابواب الامر بالمعروف. (1) في المصدر زيادة: المائلون إليها، المفتون بها، المفتتنون بها، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد، وهشيمها البائد غدا. 3 - الكافي 2: 105 / 6. (*)
[ 12 ]
زهد في عاجل زهرة الدنيا أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه مما قسم الله له فيها وإن زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من غبن حظه من الآخرة. [ 20830 ] 4 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان من اعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا. [ 20831 ] 5 - وعنه عن أبيه، وعن علي بن محمد القاساني جميعا (1)، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يجد الرجل حلاوة الايمان (2) حتى لا يبالى من أكل الدنيا ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا. [ 20832 ] 6 - وبالاسناد عن المنقرى، عن على بن هاشم بن البريد، عن أبيه ان رجلا سأل علي بن الحسين (عليه السلام) عن الزهد فقال: عشرة أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا، ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله: (ليكلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) (1).
4 - الكافي 2: 104 / 3. 5 - الكافي 2: 104 / 2. (1) في المصدر زيادة: عن القاسم بن محمد. (2) وفي المصدر زيادة: في قلبه.
6 - الكافي 2: 104 / 4، واورده صدره في الحديث 13 من الباب 75 من ابواب الدفن. (1) الحديد 57: 23. (*)
[ 13 ]
ورواه الصدوق في (معاني الاخبار) عن محمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصهباني، عن سليمان بن داود المنقري (2). ورواه في (الخصال) عن أبيه عن سعد نحوه (3). [ 20833 ] 7 - وبالاسناد عن المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط، وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة. [ 20834 ] 8 - وعن على بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاسانى، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خير ازهده في الدنيا، وفقهه في الدين، وبصره عيوبها، ومن أوتيهن فقد أوتى خير الدنيا والآخرة، وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق، قلت: جعلت فداك مماذا ؟ قال: من الرغبة فيها، وقال الا من صبار كريم، فانما هي أيام قلائل الا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الايمان حتى تزهدوا في الدنيا، قال: وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله (1) فلم يشتغلوا بغيره. قال: وسمعته يقول: إن القلب إذا صفا ضاقت به الارض حتى يسمو. [ 20835 ] 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
(2) معاني الاخبار: 252 / 4.
(3) الخصال: 437 / 26. 7 - الكافي 2: 105 / 5، واورده في الحديث 5 من الباب 8 من ابواب مقدمة العبادات. 8 - الكافي 2: 105 / 10. (1) في المصدر زيادة: وكان عند اهل الدنيا كأنه قد خولط وانما خالط القوم حلاوة حب الله. 9 - الكافي 2: 107 / 15. (*)
[ 14 ]
عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - إن على بن الحسين (عليه السلام) قال: الا وكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ألا إن الزاهدين في الدنيا قد اتخذوا الارض بساطا، والتراب فراشا، والماء طيبا، وقرضوا من الدنيا تقريضا... الحديث. [ 20836 ] 10 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن فضالة بن أيوب، عن أبي المعزا، عن زيد الشحام، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إنى لا ألقاك إلا في السنين، فأوصني بشئ حتى آخذ به، قال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، وإياك أن تطمح إلى من فوقك، وكفى بما قال الله عزوجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا " (1) وقال: " ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم " (2) فان خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنما كان قوته من الشعير، وحلواه من التمر، ووقوده من السعف إذا وجده، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فان الخلائق لم يصابوا بمثله قط.
أقول: وقد روى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد أحاديث كثيرة جدا في هذا المعنى وفي غيره من أنواع جهاد النفس، وكذلك روى ورام بن أبي فراس في (كتابه) وصاحب (مكارم الاخلاق)، وصاحب (روضة الواعظين) والديلمي في (الارشاد) والرضى في (نهج البلاغة) وغيرهم وتركنا ذكرها للاختصار.
[ 20837 ] 11 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الاخبار) عن أبيه، عن على بن إبراهيم عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قيل لامير المؤمنين (عليه السلام): ما الزهد في الدنيا ؟ قال: تنكب حرامها. [ 20838 ] 12 - وعن محمد بن الحسن عن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مالك بن عطية، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الزهد في الدنيا قصر الامل وشكر كل نعمة، والورع عما حرم الله عليك. [ 20839 ] 13 - وبالاسناد عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الجهم بن الحكم، عن إسماعيل ابن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن
لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عزوجل. [ 20840 ] 14 - وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) عند قبر وهو يقول: إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره [ 20841 ] 15 - وفي (المجالس) عن محمد بن أحمد الاسدي، عن
11 - معاني الاخبار: 251 / 1، واورده عن الزهد في الحديث 6 من الباب 61 من هذه الابواب، وعن الكافي في الحديث 1 من الباب 8 من ابواب مقدمات التجارة. 12 - معاني الاخبار: 251 / 2. 13 - معاني الاخبار: 251 / 3، واورده عن الكافي والتهذيب في الحديث 2 من الباب 8 من ابواب مقدمات التجارة. 14 - معاني الاخبار: 343 / 1. 15 - أمالي الصدوق: 188 / 7، واورده في الحديث 3 من الباب 24 من ابواب الاحتضار. (*)
[ 16 ]
أحمد بن محمد بن الحسن العامري، عن إبراهيم بن عيسى بن عبيد السدوسى، عن سليمان بن عمرو، عن عبد الله بن الحسن بن علي (1)، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن صلاح أول هذه الامة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشح والامل. [ 20842 ] 16 - وفي (عيون الاخبار) وفي (الامالي) عن محمد بن القاسم المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، (عن الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) عن آبائه، عن الصادق (عليه السلام) (1) أنه
سئل عن الزاهد في الدنيا، قال الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك حرامها مخافة عقابه. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
(1) وفي المصدر: عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي. 16 - عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 312 / 81، وامالي الصدوق: 293 / 4. (1) في الامالي: عن محمد بن علي بن الناصر، عن ابيه، عن محمد بن علي، عن ابيه الرضا، عن موسى بن جعفر (عليهم السلام). (2) تقدم في الحديثين 11، 31 من الباب 4، وفي الحديث 15 من الباب 15، وفي الحديث 5 من الباب 20، وفي الحديث 16 من الباب 21، وفي الحديث 3 من الباب 61 من هذه الابواب، وفي الحديث 1 من الباب 23 من ابواب الاحتضار، وفي الحديث 12 من الباب 20 من ابواب مقدمة العبادات. (3) يأتي في الباب 63 من هذه الابواب. (*)
[ 17 ]
63 - باب استحباب ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا [ 20843 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مالى وللدنيا إنما مثلى كراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ثم راح وتركها. [ 20844 ] 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم): في طلب الدنيا إضرار بالآخرة وفي طلب الآخرة إضرار بالدنيا فأضروا بالدنيا فانها أحق بالاضرار. [ 20845 ] 3 - وعنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام إن في كتاب علي (عليه السلام): إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها، وفي جوفها السم الناقع يحذرها الرجل العاقل ويهوى إليها الصبى الجاهل. [ 20846 ] 4 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) - قال: يا علي إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، يا علي أوحى
الله إلى الدنيا أخدمى من خدمني، واتعبي من خدمك، يا علي ان الدنيا لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء، يا على ما أحد من الاولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا
إلا قوتا. [ 20848 ] 5 - قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. [ 20848 ] 6 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) - في وصيته لمحمد بن الحنفية - قال: ولا مال اذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوا خفض الدعة، الحرص داع إلى التقحم في الذنوب. [ 20849 ] 7 - وفي (المجالس) (والخصال) عن محمد بن أحمد الاسدي، عن عبد الله بن سليمان، وعبد الله بن محمد الوهبى وأحمد بن عمير ومحمد بن أيوب (1) كلهم عن عبد الله ابن هاني بن عبد الرحمن (2)، عن أبيه، عن عمه إبراهيم، عن ام الدرادء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أصبح معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما خيرت (3) له الدنيا، يا ابن جعشم يكفيك منها ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فان يكن بيت يكنك فذاك، وإن يكن دابة تركبها فبخ بخ، وإلا فالخبز وماء الجرة (4)، وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب. * (هامش) 5 - الفقيه 4: 271 / 828. 6 - الفقيه 4: 276. 7 - أمالي الصدوق: 315 / 3، والخصال: 161 / 211. (1) في المصدرين: محمد بن ابي ايوب... (2) في الخصال: محمد بن بشر بن هاني بن عبد الرحمن (3) في الخصال: حيزت.
(4) في الامالي: البحر، وفي الخصال: الجر. (*)
[ 19 ]
[ 20850 ] 8 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك. [ 20851 ] 9 - قال: وقال (عليه السلام): كل مقتصر عليه كاف. [ 20852 ] 10 - قال: وقال (عليه السلام): الزهد بين كلمتين من القرآن، قال الله تعالى: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " (1) ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتى فقد استكمل (2) الزهد بطرفيه. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4). 64 - باب كراهة الحرص على الدنيا. [ 20853 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة الازدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
8 - نهج البلاغة 3: 196 / 192. 9 - نهج البلاغة 3: 248 / 395. 10 - نهج البلاغة 3: 258 / 439. (1) الحديد 57: 23. (2) في المصدر: اخذ. (3) تقدم في الحديثين 9، 13 من الباب 4، وفي الباب 62 من هذه الابواب، وفي الحديثين 1، 4 من الباب 17 من ابواب مقدمة العبادات، وفي الحديث 3 من الباب 19 من ابواب الاحتضار.
(4) يأتي في باب 64 من هذه الابواب، وفي البابين 15، 16 من ابواب النفقات. الباب 64 فيه 4 احاديث 1 - الكافي 2: 238 / 7. (*)
[ 20 ]
قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفا كان ابعد لها من الخروج حتى تموت غما، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا، وقال: لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت. [ 20854 ] 2 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن عمرو فيما أعلم، عن أبي علي الحذاء، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أبعد ما يكون العبد من الله عزوجل إذا لم يهمه إلا بطنه وفرجه. [ 20855 ] 3 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن سنان، عن حفص بن قرط، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كثر اشتباكه في الدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها [ 20856 ] 4 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن محمد بن هارون الفامي (1)، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرم الحريص خصلتين ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد
اليقين. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)،
2 - الكافي 2: 241 / 14. 3 - الكافي 2: 241 / 16. 4 - الخصال: 69 / 104. (1) في المصدر: أحمد بن هارون الفامي. (2) تقدم في الحديث 2 من الباب 48، وفي الأحاديث 1، 20، 21 من الباب 49، وفي الحديثين = (*)
[ 21 ]
ويأتي ما يدل عليه (3) 65 - باب كراهة حب المال والشرف. [ 20857 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حماد بن بشير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها، أحدهما في أولها، والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم. وعنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام نحوه (1). [ 20858 ] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الشيطان يدير ابن آدم في كل شئ، فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته. [ 20859 ] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله
= 10، 12 من الباب 55، وفي الحديث 2 من الباب 61، وفي الحديث 15 من الباب 62،
وفي الباب 63 من هذه الأبواب، وفي الحديث 7 من الباب 23 من ابواب الاختصار، وفي الحديث 16 من الباب 5 من أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 9 من الباب 31 من الباب 31 من أبواب الدعاء. (3) يأتي في الباب 65، وفي الحديث 6 من الباب 76 من هذه الأبواب. الباب 65 فيه احاديث 1 - الكافي 2: 238 / 2. (1) الكافي 2: 238 / 3. 2 - الكافي 2: 238 / 4. 3 - الكافي 2: 238 / 6، وأورده بسند آخر عن الخصال في الحديث 5 من الباب 6 من أبواب ما تجب فيه الزكاة. (*)
[ 22 ]
ويعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن أبي وكيع، عن أبي اسحاق السبيعى، عن الحارث الاعور، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2). 66 - باب كراهة الضجر والكسل. [ 20860 ] 1 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إنه قال في وصيته لبعض ولده: وإياك والكسل والضجر فانهما يمنعانك حظك
من الدنيا والآخرة. [ 20861 ] 2 - وبإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه. عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام - قال: يا علي لا تمزح فيذهب بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإياك وخصلتين: الضجر والكسل
(1) تقدم في الحديث 6 من الباب 8، وفي الحديث 8 من الباب 14، وفي 3 من الباب 49، وفي الباب 50، وفي الحديث 2 من الباب 61 من هذه الأبواب، وفي الحديث 1 من الباب 2 من أبواب الذكر. الباب 66 فيه 4 أحاديث 1 - الفقيه 4: 292 / 882، وأورده في الحديث 5 من الباب 18 من أبواب مقدمات التجارة، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 19 من هذه الأبواب، وقطعه منه في الحديث 8 من الباب 83 من أبواب أحكام العشرة، وأخرى في الحديث 1 من الباب 22 من أبواب مقدمة العبادات. 2 - الفقيه 4: 256، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 80 من أبواب أحكام العشرة. (*)
[ 23 ]
، فانك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقا، يا علي من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة. [ 20862 ] 3 - وفي (العلل) عن أحمد بن عيسى العلوي (1)، عن محمد بن إبراهيم بن أسباط، عن أحمد بن محمد بن زياد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن عيسى بن جعفر العلوي عن آبائه، عن عمر بن على، عن أبيه على بن أبي طالب عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال: علامة الصابر في ثلاث: أولها أن لا يكسل، والثانية أن
لا يضجر، والثالثة أن لا يشكو من ربه عزوجل، لانه إذا كسل فقد ضيع الحقوق، وإذا ضجر لم يؤد الشكر، وإذا شكا من ربه عزوجل فقد عصاه. [ 20863 ] 4 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من (كتاب المشيخة للحسن بن محبوب). عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى عليه السلام (في حديث) أنه قال لبعض ولده: اياك والمزاح فانه يذهب بنور إيمانك، ويستخف مروتك، وإياك والضجر والكسل فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة. أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في التجارة إن شاء الله (1).
3 - علل الشرائع: 498 / 1. (1) في المصدر: أحمد بن محمد بن عيسى العلوي الحسيني. 4 - مستظرفات السرائر: 80 / 9 وأورده في الحديث 5 من الباب 18 من إبواب مقدمات التجارة وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 22 من أبواب مقدمة العبادات. (1) يأتي في الحديث 3 من الباب 13، وفي البابين 18، 19 من أبواب مقدمات التجارة، وفي الحديثين 4، 5 من الباب 95 من هذه الأبواب، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث 1 من الباب 1 من أبواب آداب القاضي. وتقدم ما يدل عليه في الحديث 6 من الباب 1 من أبواب نواقض الوضوء، وفي الحديث 22 من الباب 18، وفي الحديث 3 من الباب 21 من أبواب أحكام شهر رمضان. (*)
[ 24 ]
67 - باب كراهة الطمع. [ 20864 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن حسان، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: ما اقبح بالمؤمن ان تكون له رغبة تذله. [ 20865 ] 2 - وعنهم، عن ابن خالد، عن أبيه، عمن ذكره بلغ به أبا جعفر عليه السلام قال: بئس العبد عبد يكون له طمع يقوده، وبئس العبد عبد له رغبة تذله. [ 20866 ] 3 - وعن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: قال على بن الحسين عليهما السلام: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في ايدى الناس. [ 20867 ] 4 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض اصحابه، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن موسى بن سلام، عن سعدان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: الذى يثبت الايمان في العبد ؟ قال الورع، والذي يخرجه منه: الطمع. [ 20868 ] 5 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن امير المؤمنين عليه
الباب 67 فيه 9 أحاديث 1 - الكافي 2: 241 / 1. 2 - الكافي 2: 241 / 2. 3 - الكافي 2: 241 / 3، وأورده في الحديث 4 من الباب 36 من أبواب الصدقة. 4 - الكافي 2: 241 / 4. 5 - الفقيه 4: 280. (*)
[ 25 ]
السلام - في وصيته لمحمد ابن الحنفية قال: إذا أحببت أن تجمع خير الدنيا والآخرة فاقطع طمعك مما في أيدى الناس. [ 20869 ] 6 - وبإسناده عن الحسن بن راشد، عن أبي حمزة الثمالى، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: علمني يا رسول الله شيئا، فقال عليك باليأس مما في أيدى الناس فانه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إياك والطمع فانه الفقر الحاضر الحديث. [ 20870 ] 7 - وفي (المجالس) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن أحمد ابن يحيى الاشعري، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام ما ثبات الايمان ؟ قال: الورع، فقيل: ما زواله ؟ قال: الطمع. [ 20871 ] 8 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع. [ 20872 ] 9 - الحسن بن محمد الطوسى في (المجالس) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن علي، عن سهل (1)، عن موسى بن عمر بن يزيد، عن معمر ابن خلاد، عن علي بن موسى الرضا،
6 - الفقيه 4: 294 / 890 وأورده عن المحاسن في الحديث 7 من الباب 33 من هذه الأبواب. 7 - أمالي الصدوق: 238 / 11. 8 - نهج البلاغة 3: 202 / 219.
9 - أمالي الطوسي 2: 122. (1) في المصدر: الحسن بن علي بن سهل العاقولي. (*)
[ 26 ]
عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: جاء خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أوصني وأقله لعلي أحفظ، فقال: اوصيك بخمس: باليأس مما في أيدى الناس فانه الغنى الحاضر، وإياك والطمع فانه الفقر الحاضر، وصل صلاة مودع، وإياك وما تعتذر منه، وأحب لاخيك ما تحب لنفسك. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2). 68 - باب كراهة الخرق. [ 20873 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن حدثه، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قسم له الخرق حجب عنه الايمان. ورواه الصدوق في (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن على بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي (1)، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (2) مثله (3).
(2) تقدم في الحديث 27 من الباب 4، وفي الحديث 10 من الباب 49 من هذه الابواب، وفي الباب 36 من ابواب الصدقة، وفي الحديث 6 من الباب 29 من ابواب احكام الملابس. ويأتي ما يدل عليه في الحديث 11 من الباب 31 من ابواب النكاح المحرم. الباب 68 فيه حديثان
1 - الكافي 2: 242 / 1. (1) في الامالي زيادة: عن ابيه. (2) في المصدر: محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى. (3) امالي الصدوق: 171 / 4. (*)
[ 27 ]
[ 20874 ] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان الخرق خلقا يرى ما كان في شئ من خلق الله أقبح منه. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1). 69 - باب تحريم اساءة الخلق [ 20875 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. [ 20876 ] 2 - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أبى الله لصاحب الخلق السئ بالتوبة، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال: إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه. [ 20877 ] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن سوء الخلق ليفسد الايمان كما يفسد الخل العسل.
2 - الكافي 2: 242 / 2.
(1) تقدم في الباب 3، وفي الحديثين 1، 2 من الباب 27 من هذه الابواب. ويأتي ما يدل عليه في الحديث 5 من الباب 91 من هذه الابواب. الباب 69 فيه 8 احاديث 1 - الكافي 2: 242 / 1. 2 - الكافي 2: 242 / 2. 3 - الكافي 2: 242 / 3. (*)
[ 28 ]
[ 20878 ] 4 - وعنهم، عن ابن خالد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عثمان، عن الحسين بن مهران، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ساء خلقه عذب نفسه. ورواه الصدوق في (المجالس) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع مثله (1). [ 20879 ] 5 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يحيى بن عمرو، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عزوجل إلى بعض أنبيائه الخلق السئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل. [ 20880 ] 6 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق، فان صاحبه كلما
خرج من ذنب دخل في ذنب. [ 20881 ] 7 - وفي (عيون الاخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (1) عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
4 - الكافي 2: 242 / 4. (1) امالي الصدوق: 171 / 3. 5 - الكافي 2: 242 / 5، وعيون اخبار الرضا عليه السلام 2: 37 / 96 بسند آخر، واورده في الحديث 18 من الباب 104 من ابواب العشرة. 6 - الفقية 4: 256. 7 - عيون اخبار الرضا عليه السلام 2: 31 / 41، واورده في الحديث 17 من الباب 104 من ابواب العشرة. (1) تقدم في الحديث 4 من الباب 54 من ابواب الوضوء. (*)
[ 29 ]
وآله: عليكم بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فان سوء الخلق في النار لا محالة. [ 20882 ] 8 - عبد الله بن جعفر في (قرب الاسناد) عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال علي عليه السلام: ما من ذنب إلا وله توبة، وما من تائب إلا وقد تسلم له توبته ما خلا السئ الخلق لانه لا يتوب (1) من ذنب إلا وقع في غيره أشر منه. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2). 70 - باب تحريم السفه وكون الانسان ممن يتقى شره. [ 20883 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي الحسين موسى عليه
السلام في رجلين يتسابان، فقال: البادي منهما أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يتعد المظلوم.
8 - قرب الاسناد: 22. (1) في المصدر: لا يكاد يتوب. (2) تقدم في الحديثين 2، 14 من الباب 4، وفي الحديث 3 من الباب 16 من هذه الابواب، وفي الحديث 4 من الباب 106، وفي الحديث 1 من الباب 107، وفي الحديث 8 من الباب 136، وفي الحديث 1 من الباب 137 من ابواب احكام العشرة، وفي الحديث 14 من الباب 5 من ابواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 6 من الباب 29 من ابواب احكام الملابس. ويأتي ما يدل عليه في الحديث 2 من الباب 76 من هذه الابواب، وفي الحديث 1 من الباب 30 من ابواب مقدمات النكاح، وفي الباب 12 من ابواب الاطعمة المباحة. الباب 70 فيه 9 احاديث 1 - الكافي 2: 243 / 3، واورده في الحديث 1 من الباب 158 من ابواب العشرة. (*)
[ 30 ]
[ 20884 ] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي المعزا، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تسفهوا فان أئمتكم ليسوا بسفهاء. وقال أبو عبد الله عليه السلام. من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بمثل ما أتى إليه حيث احتذى مثاله. [ 20885 ] 3 - وعن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقى، عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يكون السفه
والغرة (1) في قلب العالم. [ 20886 ] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن السفه خلق لئيم يستطيل على من دونه، ويخضع لمن فوقه. [ 20887 ] 5 - وعنهم، عن ابن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - ان النبي صلى الله عليه وآله قال: إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه. وبالاسناد عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1). [ 20888 ] 6 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن صفوان، عن عيص بن
2 - الكافي 2: 243 / 2. 3 - الكافي 1: 28 / 5. (1) الغرة: الغفلة، انظر (مجمع البحرين - غرر - 3: 422). 4 - الكافي 2: 243 / 1. 5 - الكافي 2: 245 / 1، واورده في الحديث 8 من الباب 71 من هذه الابواب. (1) الكافي 2: 245 / 8. 6 - الكافي 2: 243 / 4. (*)
[ 31 ]
القاسم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبغض خلق الله عبد اتقى الناس لسانه. [ 20889 ] 7 - وعنهم، عن سهل، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله شر الناس يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم. [ 20890 ] 8 - وعن على، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شر الناس عند الله يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم. [ 20891 ] 9 - وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من خاف الناس لسانه فهو في النار. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2). 71 - باب تحريم الفحش ووجوب حفظ اللسان. [ 20892 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن أبي المعزا، عن أبي بصير، عن
7 - الكافي 2: 246 / 4. 8 - الكافي 2: 246 / 2. 9 - الكافي 2: 246 / 3. (1) تقدم في الحديث 18 من الباب 4، وفي الحديثين 8، 10 من الباب 26، وفي الحديثين 7، 8 من الباب 49 من هذه الابواب. (2) يأتي في الحديثين 8، 11 من الباب 71 من هذه الابواب. الباب 71 فيه 11 حديثا 1 - الكافي 2: 234 / 1. (*)
[ 32 ]
أبي عبد الله عليه السلام قال: من علامات شرك الشيطان الذي لا يشك فيه أن يكون فحاشا لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه. [ 20893 ] 2 - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة يرفعه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله يبغض الفاحش المتفحش. [ 20894 ] 3 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الفحش والبذاء والسلاطة (1) من النفاق. [ 20895 ] 4 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يبغض الفاحش البذي السائل الملحف. [ 20896 ] 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعائشة: يا عائشة ان الفحش لو كان مثالا لكان مثال سوء. [ 20897 ] 6 - وعن الحسن بن محمد، عن معلى بن محمد، عن (هامش) * 2 - الكافي 2: 244 / 4. 3 - الكافي 2: 245 / 10. (1) السلاطة: حدة اللسان (الصحاح - سلط - 3: 1134). 4 - الكافي 2: 245 / 11.
5 - الكافي 2: 245 / 12 و 244 / 6، وأورده مثله في الحديث 4 من الباب 49 من ابواب أحكام العشرة. 6 - الكافي 2: 245 / 13. (*)
[ 33 ]
أحمد بن محمد، عن بعض رجاله قال: قال: من فحش على أخيه المسلم نزع الله منه بركة رزقه، ووكله إلى نفسه وأفسد عليه معيشته. [ 20898 ] 7 - وعنه عن معلى بن محمد، عن أحمد بن غسان، عن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي مبتدئا: يا سماعة ما هذا الذي كان بينك وبين جمالك ؟ إياك أن تكون فحاشا أو سخابا أو لعانا، فقلت: والله لقد كان ذلك إنه ظلمني، فقال: إن كان ظلمك لقد أوتيت عليه، إن هذا ليس من فعالي ولا آمر به شيعتي، استغفر ربك ولا تعد، قلت: استغفر الله ولا أعود. [ 20899 ] 8 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن حماد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن من أشر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه. [ 20900 ] 9 - وعن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يحب الحيي الحليم الغني المتعفف، ألا وإن الله يبغض الفاحش البذئ السائل الملحف. [ 20901 ] 10 - وعن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن الحياء
7 - الكافي 2: 245 / 14.
8 - الزهد: 9 / 16، وأورد مثله في الحديث 5 من الباب 70 من هذه الأبواب. 9 - الزهد: 10 / 20. (1) الزهد: 10 / 21، وأورد صدره عن الكافي في الحديث 4 من الباب 110 من أبواب أحكام العشرة. (*)
[ 34 ]
والعفاف والعي: عي اللسان لا عي القلب من الايمان، والفحش والبذاء والسلاطة من النفاق. [ 20902 ] 11 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي افضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد، يا علي من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار، يا علي شر الناس من أكرمه الناس اتقاء فحشه وأذى شره، يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك هنا (1)، وفي أحاديث العشرة (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 72 - باب تحريم البذاء وعدم المبالاة بالقول. [ 20903 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
11 - الفقيه 4: 254 / 821. (1) تقدم في الحديث 1 من الباب 3، وفي الحديث 14 من الباب 4، وفي الأحاديث 1، 8، 10 من الباب 26، وفي الأحاديث 5، 7، 8، 15 من الباب 49، وفي الباب 70 من هذه الأبواب. (2) تقدم في الأبواب 117، 118، 119، 120 من أبواب أحكام العشرة.
وتقدم ما يدل على المقصود في الحديث 2 من الباب 54 من أبواب الوضوء، وفي الباب 11 من أبواب آداب الصائم، وفي الحديث 10 من الباب 31، وفي الحديث 10 من الباب 32 من أبواب الصدقة، وفي الحديث 21 من الباب 5 من أبواب ما تجب فيه الزكاة. (3) يأتي في البابين 72، 73، وفي الحديث 2 من الباب 97 من هذه الأبواب، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث 1 من الباب 32 من أبواب الشهادات. الباب 72 فيه 5 أحاديث 1 - الكافي 2: 243 / 2، وأورد مثله عن الفقيه في الحديث 15 من الباب 49 من هذه الأبواب. (*)
[ 35 ]
ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم الرجل لا يبالى ما قال ولا ما قيل له فهو شرك الشيطان (1). [ 20904 ] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذئ قليل الحياء لا يبالى ما قال ولا ما قيل له فانك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان، قيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما تقرء قول الله عزوجل: (شاركهم في الاموال والاولاد) (1).. الحديث. ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن عثمان بن عيسى،
مثله (2). [ 20905 ] 3 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البذاء من الجفاء، والجفاء في النار. [ 20906 ] 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو، وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم
السلام في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام قال: يا علي حرم الله الجنة على كل فاحش بذئ لا يبالي ما قال ولا ما قيل له، يا علي طوبى لمن طال عمره وحسن عمله. [ 20907 ] 5 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن الحسن بن محبوب، عن علي ابن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحياء من الايمان، والايمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
73 - باب تحريم القذف حتى للمشرك مع عدم الاطلاع [ 20908 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن أعلى الاشعري (1)، عن أحمد بن النضر، عن عمرو ابن نعمان الجعفي قال: كان لابي عبد الله عليه السلام صديق لا يكاد يفارقه " إلى أن قال " فقال يوما لغلامه: يا ابن الفاعلة أين كنت ؟ قال: فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده فصك بها جبهة نفسه ثم قال: سبحان الله تقذف امه قد كنت أرى أن لك ورعا، فإذا ليس لك ورع فقال: جعلت فداك ان أمه سندية مشركة، فقال: أما
5 - الزهد: 6 / 10، وأورد صدره عن الكافي في الحديث 2 من الباب 110 من أبواب أحكام العشرة. (1) تقدم في الحديث 8 من الباب 49، وفي الحديث 15 من الباب 59، وفي الباب 71 من هذه الأبواب، وفي الحديث 9 من الباب 9 من أبواب صلاة المسافر. (2) يأتي في الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الباب 19 من أبواب القذه. الباب 73 فيه 4 أحاديث 1 - الكافي 2: 244 / 5. (1) في المصدر زيادة: عن محمد بن سالم. (*)
[ 37 ]
عملت أن لكل أمة نكاحا تنح عنى فما رأيته يمشى معه حتى فرق بينهما الموت. [ 20909 ] 2 - قال: وفي رواية اخرى إن لكل أمة نكاحا يحتجزون به عن الزنا. [ 20910 ] 3 - وعن علي بن محمد، عن على بن العباس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم، فقال: الكف عنهم أجمل، ثم قال: يابا حمزة والله إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا، ثم قال: نحن أصحاب الخمس (1) وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا الحديث. [ 20911 ] 4 - محمد بن على بن الحسين في (العلل) عن محمد بن الحسن، عن الصفار عن العباس بن معروف، عن عاصم، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يفتري على الرجل من جاهلية العرب، فقال: يضرب حدا، قلت: يضرب حدا ! قال: نعم إن ذلك يدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في أحاديث التقية (1) وفي الحدود (2).
2 - الكافي 2: 244 / ذيل حديث 5. 3 - الكافي 8: 285 / 431، وأورد قطعة منه في الحديث 19 من الباب 4 من أبواب الأنفال. (1) في المصدر زيادة: والفئ. 4 - علل الشرائع: 393 / 6، وأورده في الحديث 2 من الباب 36 من أبواب الأمر بالمعروف، ونحوه في الحديث 7 من الباب 17 من أبواب حد القذف. (1) يأتي في الباب 36 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الباب 83 من أبواب نكاح العبيد والإماء. (2) يأتي في الباب 1 من أبواب حد القذف. وتقدم ما يدل عليه في الباب 46 من هذه الأبواب. (*)
[ 38 ]
74 - باب تحريم البغي [ 20912 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب وأبي يعقوب السراج (1) جميعا، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: أمير المؤمنين عليه السلام أيها الناس إن البغي يقود أصحابه إلى النار، وإن أول من بغى على الله عناق بنت آدم، فأول قتيل قتله الله عناق، وكان مجلسها جريبا (2) في جريب، وكان لها عشرون أصبعا في كل أصبع ظفران مثل المنجلين، فسلط الله عليها أسدا كالفيل، وذئبا كالبعير، ونسرا مثل البغل (3)، وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وأمن ما كانوا. ورواه السيد الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا (4). [ 20913 ] 2 - وعنه عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن مسمع أبي سيار إن أبا عبد الله عليه السلام كتب إليه في كتاب: انظر أن لا تكلمن بكلمة بغي أبدا وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك. [ 20914 ] 3 - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
الباب 74 فيه 12 حديثا 1 - الكافي 2: 246 / 4. (1) في المصدر: ويعقوب السراج (2) الجريب: ستون ذراعا في ستين ذراعا (مجمع البحرين - جرب - 2: 22). (3) في المصدر زيادة: فقتلنها. (4) لم نجده في نهج البلاغة المطبوع. 2 - الكافي 2: 246 / 3. 3 - الكافي 2: 246 / 2. (*).
[ 39 ]
عبد الله عليه السلام قال: يقول ابليس لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي
فانهما يعدلان عند الله الشرك. [ 20915 ] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام (1) إن أعجل الشر عقوبة البغي. [ 20916 ] 5 - وعنهم، عن سهل، وعن على بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالى: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أسرع الخير ثوابا البر، وإن أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن ينصرف من الناس ما يعمى عنه من نفسه، أو يعير الناس بما لا يستطيع تركه، أو يؤذى جليسه بما لا يعنيه. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) وفي (الخصال) عن أبيه، عن علي بن موسى، عن أحمد بن محمد (1)، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن على ابن فضال، عن عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن يزيد (2)، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله مثله (3).
4 - الكافي 2: 246 / 1. (1) في المصدر زيادة: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله). 5 - الكافي 2: 332 / 1، واورده عن امالي الطوسي في الحديث 11 من الباب 36 من هذه الابواب. (1) في الخصال: احمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي. (2) في عقاب الاعمال: الحسين بن زيد، وفي الخصال: الحسين بن زيد، عن ابيه. (3) عقاب الاعمال: 324 / 1، والخصال: 110 / 81. (*)
[ 40 ]
وعن على بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي عبد الرحمن الاعرج وعمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، وعن علي بن الحسين عليهما السلام نحوه (4). [ 20917 ] 6 - وبالاسناد الآتي (1) عن أبي عبد الله عليه السلام - في وصيته لاصحابه - قال: وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين فانه من بغي صير الله بغيه على نفسه، وصارت نصرة الله لمن بغي عليه، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله. [ 20918 ] 7 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا علي أربعة أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافاك بالاحسان إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه. [ 20919 ] 8 - قال: ومن ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله لو بغى جبل على جبل لجعله الله دكا، أعجل الشر عقوبة البغي، وأسرع الخير ثوابا البر. [ 20920 ] 9 - وفي (عقاب الاعمال) عن محمد بن الحسن عن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى عمر بن أبان، عن
(4) الكافي 2: 333 / 4. 6 - الكافي 8: 8. (1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.
7 - الفقيه 4: 256 / 821. 8 - الفقيه 4: 272 / 828. 9 - عقاب الاعمال: 324 / 2. (*)
[ 41 ]
أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن أسرع الشر عقوبة البغي. [ 20921 ] 10 - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكا. [ 20922 ] 11 - وعن أبيه، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر ابن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أعجل الشر عقوبة البغي. [ 20923 ] 12 - وبهذا الاسناد قال: دعا رجل بعض بنى هاشم إلى البراز فأبى أن يبارزه، فقال له علي عليه السلام: ما منعك أن تبارزه ؟ فقال: كان فارس العرب وخشيت أن يغلبنى، فقال: إنه بغى عليك، ولو بارزته لقتلته، ولو بغى جبل على جبل لهلك الباغى. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).
10 - عقاب الاعمال: 324 / 3. 11 - عقاب الاعمال: 325 / 4. 12 - عقاب الاعمال: 325 / 5، واورده عن الكافي في الحديث 2 من الباب 31 من ابواب جهاد العدو.
(1) تقدم في الحديثين 10، 23 من الباب 49 من هذه الابواب، وفي الحديث 18 من الباب 2 من ابواب الدعاء، وفي الباب 31 من ابواب جهاد العدو، وفي الحديث 7 من الباب 19، وفي الحديث 10 من الباب 146 من ابواب احكام العشرة. ويأتي ما يدل عليه في الاحاديث 3، 6، 8 من الباب 41 من ابواب الامر بالمعروف، وفي الحديث 10 من الباب 8 من ابواب فعل المعروف، وفي الحديث 16 من الباب 4 من ابواب الإيمان. (*)
[ 42 ]
75 - باب كراهة الافتخار [ 20924 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالامس نطفة، ثم هو غدا جيفة. [ 20925 ] 2 - وعن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: آفة الحسب الافتخار والعجب. [ 20926 ] 3 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: آفة الحسب الافتخار. [ 20927 ] 4 - وبهذا الاسناد قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فقال: يا رسول الله انا فلان ابن فلان حتى عد تسعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنك عاشرهم في النار [ 20928 ] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى عن عيسى بن الضحاك قال: قال أبو جعفر عليه
السلام: عجبا للمختال الفخور، وإنما خلق من نطفة، ثم يعود جيفة،
وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به. [ 20929 ] 6 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام قال: يا على آفة الحسب الافتخار، ثم قال: يا علي إن الله قد اذهب بالاسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم. [ 20930 ] 7 - وفي (معاني الاخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه
السلام: قال ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالانساب، والطعن بالاحساب، والاستسقاء بالانواء (1) [ 20930 ] 8 - وفي (العلل) عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم ابن هاشم، عن جعفر بن محمد بن إبراهيم الهمداني، عن العباس بن عمر (1)، عن إسماعيل ابن ذبيان (2) يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: افتخر رجلان عند أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: أتفتخران بأجساد بالية، وأرواح في النار، ان يكن لك
6 - الفقيه 4: 258، 262 / 824. 7 - معاني الأخبار: 326 / 1، وأورده في الحديث 1 من الباب 10 من أبواب صلاة الإستسقاء. (1) النوء: النجم حال الغروب، والجمع أنواء (القاموس - نوأ - 1، 31). 8 - علل الشرائع: 393 / 8. (1) في المصدر: العباس بن العاص.... (2) في المصدر: إسماعيل بن دينار. (*)
[ 44 ]
عقل فان لك خلقا، وإن يكن لك تقوى فان لك كرما، وإلا فالحمار خير منك، ولست بخير من أحد. [ 20932 ] 9 - وفي (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن المختار رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: من وضع شيئا للمفاخرة حشره الله يوم القيامة اسود. [ 20933 ] 10 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ما لابن آدم والفخر، وأوله نطفة، وآخره
جيفة، ولا يزرق نفسه ولا يدفع حتفه. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1). 76 - باب تحريم قسوة القلب [ 20943 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لمتان: لمة من الشيطان ولمة من الملك، فلمة الملك الرقة والفهم، ولمة الشيطان السهو والقسوة.
9 - عقاب الأعمال: 304 / 1. 10 - نهج البلاغة 3: 260 / 454. (1) تقدم في الحديث 10 من الباب 49، وفي الحديث 5 من الباب 55، وفي الحديث 15 من الباب 59 من هذه الأبواب، وفي الحديثين 4، 5 من الباب 32 من أبواب تروك الإحرام، وفي الحديث 10 من الباب 1 من أبواب بقية كفارات الإحرام، وفي الحديث 7 من الباب 110 من أبواب أحكام العشرة. الباب 76 فيه 6 أحاديث 1 - الكافي 2: 248 / 3. (*)
[ 45 ]
[ 20935 ] 2 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن إسماعيل بن دبيس، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا خلق الله العبد في أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر
والجبرية فقسا قلبه، وساء خلقه، وغلظ وجهه، وظهر فحشه، وقل حياؤه، وكشف الله ستره، وركب المحارم فلم ينزع عنها الحديث. [ 20936 ] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمرو بن عثمان، عن علي ابن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله به موسى: يا موسى 7 لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسى القلب مني بعيد. [ 20937 ] 4 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الامل، وحب البقاء وفي (الخصال) بالسند الآتى (1) مثله (2). [ 20938 ] 5 - وفي (العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعد الخفاف، عن الاصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
[ 20939 ] 6 - وفي (الخصال) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقى، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من (1) الشقاء جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والاصرار على الذنب. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2). 77 - باب تحريم الظلم [ 20940 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله. [ 209941 ] 2 - وعنه، عن ابن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا الظلم فانه ظلمات يوم القيامة.
6 - الخصال: 242 / 96، وأورده في الحديث 2 من الباب 48 من هذه الأبواب. (1) في المصدر زيادة: علامات. (2) تقدم في الحديث 8 من الباب 49 من هذه الأبواب، وفي الباب 30، وفي الحديث 3 من الباب 91 من أبواب الدفن، وفي الحديث 19 من الباب 119، وفي الحديث 1 من الباب 120 من أبواب أحكام العشرة، وفي الحديث 6 من الباب 29 من أبواب أحكام الملابس، وفي الحديث 3 من الباب 21 من أبواب أحكام شهر رمضان. ويأتي ما يدل عليه في الحديثين 6، 8 من الباب 41 من أبواب الأمر والنهي.
الباب 77 فيه 17 حديثا 1 - الكافي 2: 249 / 4. 2 - الكافي 2: 249 / 11. (*)
[ 47 ]
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1). [ 20942 ] 3 - وعنه عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من أحد يظلم مظلمة إلا أخذه الله بها في نفسه وماله، فأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر له. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم مثله (1). [ 20943 ] 4 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده. [ 20944 ] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحجال، عن غالب ابن محمد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ان ربك لبالمرصاد " قال: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحجال مثله (2).
[ 20945 ] 6 - وعنهم، عن أحمد، عن إسماعيل بن مهران، عن درست، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: يا بني اوصيك بما اوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به قال: يا بني اياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله. ورواه الصدوق في (المجالس) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران مثله (1). [ 20946 ] 7 - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من خاف القصاص كف عن ظلم الناس. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، مثله (1). وعنهم، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي
عبد الله عليه السلام مثله (2). [ 20947 ] 8 - وعن أبي على الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق ابن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من
أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما. [ 20948 ] 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: أما إنه ما ظفر بخير من ظفر بالظلم، أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم، ثم قال: من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به الحديث. [ 20949 ] 10 - محمد بن علي بن الحسين في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن سماعة بن مهران، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم في الدنيا هو الظلمات
في الآخرة. [ 20950 ] 11 - وبالاسناد عن أحمد بن محمد، عن علي بن عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عزو جل يقول: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها ولاحد عنده مثل تلك المظلمة. [ 20951 ] 12 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن سنان، عن أبي خالد القماط، عن زيد بن علي بن الحسين، عن آبائه (1) عليهم السلام قال: يأخذ المظلوم
من دين الظالم أكثر مما (2) يأخذ الظالم من دنيا المظلوم. [ 20952 ] 13 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم، عن عثمان بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله الارقط، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من ارتكب أحدا بظلم بعث الله من ظلمه مثله أو على ولده أو على عقبه من بعده. [ 20953 ] 14 - وعن محمد بن علي ما جيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أعظم
الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حق. [ 20954 ] 15 - وعن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حسين بن عثمان ومحمد بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل يبغض الغني الظلوم. [ 20955 ] 16 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن حمويه (1)، عن أبي الحسين، عن ابن مقيل، عن أحمد بن محمد
(2) في الاصل زيادة: لم. 13 - عقاب الاعمال: 322 / 7. (1) في المصدر: يظلمه. 14 - عقاب الاعمال: 322 / 10. 15 - عقاب الاعمال: 322 / 12. (1) في المصدر: محمد بن ابي حمزة. 16 - امالي الطوسي 2: 19. (1) في المصدر: ابن حمويه.. وقد ورد في ص 13 من الامالي اسمه: أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري. (*)
[ 51 ]
النخعي، عن مسعر بن يحيى بن الحجاج، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله عزوجل: اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري. [ 20956 ] 17 - أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن عبد الرحمن بن حماد، عمن ذكره، عن عبد المؤمن الانصاري، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لعنت سبعا لعنهم الله وكل نبي مجاب، قيل: ومن هم يا رسول الله ؟ قال: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمخالف لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمسلط با لجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم منتحلا (1) له، والمحرم ما أحل الله عز وجل. أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2).
17 - المحاسن: 11 / 33، واورده نحوه عن الكافي في الحديث 9 من الباب 49 من هذه الابواب. (1) في المصدر: مستحلا. (2) يأتي في البابين 78، 80 من هذه الابواب، وفي الباب 41 من ابواب الامر بالمعروف، وفي الحديث 4 من الباب 20 ابواب المزارعة. وتقدم ما يدل عليه في الحديث 7 من الباب 1، وفي الاحاديث 9، 14، 17، 19 من الباب 4، وفي الحديث 4 من الباب 37، وفي الحديثين 6، 7 من الباب 57، وفي الحديث 11 من الباب 71 من هذه الابواب، وفي الاحاديث 2، 4، 6، 10 من الباب 122 من ابواب احكام العشرة، وفي الاحاديث 1، 20، 21 من الباب 5 من ابواب ما يجب فيه الزكاة، وفي الحديث 13 من الباب 11 من ابواب آداب الصائم. (*)
[ 52 ]
78 - باب وجوب رد المظالم إلى أهلها واشتراط ذلك في التوبة منها، فان عجز استغفر الله للمظلوم. [ 20957 ] 1 - محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة ظلم
يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد. [ 20958 ] 2 - ورواه الصدوق في (الخصال) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله. ورواه في (المجالس) عن أبيه، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، مثله، وزاد: وقال: عليه السلام ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم (1). [ 20959 ] 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن وهب بن عبد ربه وعبيد الله الطويل، عن شيخ من النخع قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إني لم أزل واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا، فهل لي من توبة ؟ قال: فسكت، ثم أعدت عليه، فقال: لا حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه.
[ 20960 ] 4 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أكل من مال أخيه ظلما ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة. [ 20961 ] 5 - وعن على، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ظلم احدا وفاته فليستغفر الله له فانه كفارة له. محمد بن على بن الحسين في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم مثله. وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن ربعى بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام وذكر الذي قبله (1). [ 20962 ] 6 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير (1) حقه لم يزل الله معرضا عنه ماقتا لاعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته حتى يرد المال الذى أخذه إلى صاحبه.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في التجارة (2)، وغيره (3). 79 - باب اشتراط توبة من أضل الناس برده لهم إلى الحق. [ 20963 ] 1 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن هشام بن الحكم وأبي بصير جميعا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها، فأتاه الشيطان فقال له: ألا أدلك على شئ تكثر به دنياك وتكثر به تبعك ؟ فقال: بلى، قال: تبتدع دينا وتدعو الناس إليه، ففعل فاستجاب له الناس وأطاعوه، فأصاب من الدنيا، ثم إنه فكر فقال: ما صنعت ابتدعت دينا ودعوت الناس إليه، ما أرى لى من توبة إلا ان آتى من دعوته إليه فأرده عنه، فجعل يأتي اصحابه الذين أجابوه، فيقول: إن الذى دعوتكم إليه باطل، وإنما ابتدعته، فجعلوا يقولون: كذبت هو الحق، ولكنك شككت في دينك، فرجعت عنه، فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه، قال: لا أحلها حتى يتوب الله عزوجل علي، فأوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء: قل لفلان: وعزتي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه. ورواه في (العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن
(2) يأتي في الباب 47، وفي الحديث 5 من الباب 76 من ابواب ما يكتسب به. (3) يأتي في الحديث 4 من الباب 87 من هذه الابواب، وفي الحديث 6 من الباب 1، وفي الحديث 9 من الباب 2، وفي الحديث 8 من الباب 41 من ابواب الامر بالمعروف. وتقدم ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 1 من ابواب الغصب، وفي الباب 18 من ابواب اللقطة. الباب 79
فيه حديثان 1 - الفقيه 3: 375 / 1772. (*)
[ 55 ]
نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم (1). ورواه في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم عن أبى عبد الله عليه السلام وعن محمد بن حمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه (2) ورواه البرقى في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم مثله (3). [ 20964 ] 2 - وفي (عيون الاخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (1) عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله غافر كل ذنب إلا من أحدث دينا، ومن اغتصب أجيرا أجره أو رجل باع حرا. أقول: هذا محمول على الاصرار وعدم التوبة. 80 - باب تحريم الرضا بالظلم والمعونة للظالم وإقامة عذره [ 20965 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه
(1) علل الشرائع: 492 / 2. (2) عقاب الاعمال: 306 / 1. (3) المحاسن 207 / 70. 2 - عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 33 / 60، واورده في الحديث 4 من الباب 5 من ابواب
احكام الإجارة. (1) تقدم في الحديث 4 من الباب 54 من ابواب الوضوء. الباب 80 فيه 6 احاديث 1 - الكافي 2: 250 / 16، واورده في الحديث 2 من الباب 42 من ابواب ما يكتسب به. (*)
[ 56 ]
السلام قال: العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم. [ 20966 ] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أبي نهشل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له، ولم يأجره الله على ظلامته. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أبي نهشل مثله (1). [ 20967 ] 3 - وبالاسناد الآتي عن أبي عبد الله عليه السلام - في وصيته لاصحابه - قال: وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو عليكم فيستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة وليعن بعضكم بعضا فان أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام. [ 20968 ] 4 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام -
قال: يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه، وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره.
2 - الكافي 2: 250 / 18. (1) عقاب الاعمال: 323 / 14. 3 - الكافي 8: 8. (1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة. 4 - الفقيه 4: 255 / 821. (*)
[ 57 ]
[ 20969 ] 5 - وفي (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى (1)، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أعان ظالما على مظلوم لم يزل الله عليه ساخطا حتى ينزع من معونته. [ 20970 ] 6 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة ويظاهر للقوم الظلمة. أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في التجارة (1) وغيرها (2). 81 - باب تحريم اتباع الهوى الذى يخالف الشرع. [ 20971 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس بشئ أعدى للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم.
5 - عقاب الاعمال: 323 / 17.
(1) في المصدر: محمد بن عيسى. 6 - نهج البلاغة 3: 236 / 350. (1) يأتي في البابين 42، 32، وفي الحديث 45، وفي الباب 47 من ابواب ما يكتسب به. (2) يأتي في الحديث 9 من الباب 2، وفي الباب 11، وفي الاحاديث 4، 5، 6 من الباب 39، وفي الحديث 7 من الباب 41 من ابواب الامر بالمعروف، وفي الباب 2 من ابواب القصاص في النفس. وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث 7 من الباب 57 من هذه الابواب. الباب 81 فيه احاديث 1 - الكافي 2: 251 / 1. (*)
[ 58 ]
[ 20972 ] 2 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنما أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى، وطول الامل، أما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة. [ 20973 ] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا، قال: وكان عليه السلام يقول لا تدع النفس وهواها، فان هواها
في رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكف النفس عما تهوى دواؤها. أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2). 82 - باب وجوب اعتراف المذنب لله بالذنوب واستحقاق العقاب. [ 20974 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن
2 - الكافي 2: 252 / 3، واورده عن نهج البلاغة في الحديث 7 من الباب 32 من هذه الابواب، واورد مثله عن الخصال في الحديثين 5، 6 من الباب 24 من ابواب الاحتضار. 3 - الكافي 2: 252 / 4. (1) في المصدر: وكان أبو عبد الله (عليه السلام). (2) يأتي في الحديث في الحديث 6 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف. وتقدم ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 32، وفي الحديثين 10، 22 من الباب 49 من هذه الأبواب، وفي الحديث 12 من الباب 23 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الباب 24 من أبواب الاحتضار. الباب 82 فيه 8 أحاديث 1 - الكافي 2: 311 / 1. (*)
[ 59 ]
ابن أبي عمير، عن علي الاحمسي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: كفى بالندم توبة. [ 20975 ] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا والله ما أراد الله من الناس إلا خصلتين: ان يقروا له بالنعم فيزيدهم، وبالذنوب فيغفرها لهم. [ 20976 ] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنه والله ما خرج عبد من ذنب باصرار، وما خرج عبد من ذنب إلا بإقرار. [ 20977 ] 4 - وعن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران بن الحجاج السبيعي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اذنب ذنبا فعلم ان الله مطلع عليه إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، غفر له وإن لم يستغفر. [ 20978 ] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يحب العبد ان يطلب إليه في الجرم العظيم، ويبغض العبد ان يستخف بالجرم اليسير.
2 - الكافي 2: 311 / 2. 3 - الكافي 2: 312 / 4. 4 - الكافي 2: 312 / 5. 5 - الكافي 2: 312 / 6. (1) في المصدر: عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم. (*)
[ 60 ]
[ 29979 ] 6 - محمد بن على بن الحسين في (المجالس)، عن أبيه،
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن معاذ الجوهري، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام قال: قال الله عزوجل: من اذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهولا يعلم ان لي ان أعذبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبدا، ومن اذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو يعلم ان لي أن اعذبه أو اعفو عنه عفوت عنه. [ 20980 ] 7 - وعن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان، عن عبد الرحمن بن اعين، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال: لقد غفر الله لرجل من اهل البادية بكلمتين دعا بهما قال: اللهم إن تعذبني فأهل ذلك انا، وان تغفر لى فأهل ذلك انت، فغفر الله له. ورواه الطوسى في (مجالسه) عن أبيه، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن محمد بن على بن الحسين بن بابويه بالاسناد مثله (1). [ 20981 ] 8 - أحمد بن محمد بن خالد البرقى في (المحاسن) عن أبيه، عمن ذكره، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله عزوجل من أذنب ذنبا فعلم أن لي أن أعذبه وأن لى أن أعفو عنه عفوت عنه. ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن بكر، عن زكريا بن محمد، عن
محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن مسلم (1). أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2). 83 - باب وجوب الندم على الذنوب. [ 20982 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن. [ 20983 ] 2 - وعنه، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الرجل ليذنب الذنب فيدخله الله به، الجنة قلت يدخله الله بالذنب الجنة ؟ قال: نعم إنه يذنب فلا يزال خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه الله فيدخله الجنة. [ 20984 ] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سهل، عن حماد، عن ربعي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الندم على الشر يدعو إلى تركه.
(1) ثواب الأعمال: 213 / 1. (2) يأتي في الباب 83 من هذه الأبواب. وتقدم ما يدل على الإقرار بالذنب في الباب 48 من هذه الأبواب، وفي الباب 26 من أبواب الطواف. الباب 83
فيه 8 أحاديث 1 - الكافي 2: 183 / 6. 2 - الكافي 2: 311 / 3. 3 - الكافي 2: 312 / 7. (*)
[ 62 ]
[ 20985 ] 4 - وعنه، عن علي بن الحسين الدقاق، عن عبد الله بن محمد، عن أحمد بن عمر، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه، الا غفر الله له قبل أن يستغفر، وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن يحمده. [ 20 986 ] 5 - محمد بن علي بن الحسين قال: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله الندامة توبة. [ 20987 ] 6 - وفي (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي الجهضمي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كفى بالندم توبة [ 20988 ] 7 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: أربع من كن فيه كمل إيمانه، ومحصت عنه ذنوبه: من وفى لله بما جعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيح عند الله وعند الناس، ويحسن خلقه مع أهله. [ 20989 ] 8 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
المفيد، عن الحسين ابن محمد التمار، عن محمد بن القاسم الانباري، عن
أبيه، عن الحسين بن سليمان الزاهدي (1) قال: سمعت ابا جعفر الطائي الواعظ يقول: سمعت وهب بن منبه يقول: قرأت في زبور داود أسطرا منها ما حفظت، ومنها نسيت، فما حفظت قوله: يا داود، اسمع مني ما أقول والحق أقول: من أتاني وهو (2) مستحي عن المعاصي التي عصاني بها غفرتها له وأنسيتها حافظيه الحديث. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3). 84 - باب وجوب ستر الذنوب وتحريم التظاهر بها [ 20990 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي، عن العباس مولى الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع با لسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له. ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار عن محمد بن عيسى، عن عباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول وذكر مثله (1).
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن * (هامش) (1) في المصدر: الحسين بن سلمان الزاهد... (2) في المصدر زيادة: يحبني أدخلته الجنة، يا داود اسمع مني ما أقول والحق أقول: من أتاني وهو... (3) تقدم في الحديث 11 من الباب 47، وفي الباب 82 من هذه الأبواب. ويأتي ما يدل عليه في الحديث 9 من الباب 85، وفي الحديث 4 من الباب 87، وفي الحديث 3 من الباب 94 من هذه الأبواب. الباب 84 فيه حديث واحد 1 - الكافي 2: 312 / 1. (1) ثواب الأعمال: 213 / 1 (*)
[ 64 ]
اليسع بن حمزة، عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر نحوه (2). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4). 85 - باب وجوب الاستغفار من الذنب والمبادرة به قبل سبع ساعات [ 20991 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن فضيل بن عثمان، المرادي (1) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن إلا هالك: يهم العبد بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته، وإن هو عملها كتب الله له عشرا، ويهم بالسيئة أن يعملها فان لم يعملها لم يكتب
عليه شئ، وإن هو عملها أجل سبع ساعات، وقال: صاحب الحسنات لصحاب السيئات، وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى ان يتبعها بحسنة تمحوها فان الله عزوجل يقول: " ان الحسنات يذهبن السيئات " (2) أو
(2) الكافي 2: 312 / 2. (3) تقدم في الحديث 2 من الباب 39 من أبواب الصدقة، وفي الحديثين 4، 5 من الباب 154 من أبواب أحكام العشرة. (4) يأتي في الباب 16 من أبواب مقدمات الحدود، وفي الحديث 1 من الباب 4، وفي الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف. الباب 85 فيه 18 حديثا 1 - الكافي 2: 313 / 4 (1) في المصدر: فضل بن عثمان المرادي. (2) هود 11: 114. (*)
[ 65 ]
الاستغفار فان قال: " أستغفر الله الذى لا إله الا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والاكرام وأتوب إليه " لم يكتب عليه شئ وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم. [ 20992 ] 2 - وبالاسناد عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عمل سيئة اجل فيها سبع ساعات من النهار فان قال " أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " ثلاث مرات لم تكتب عليه، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وعن أبي علي
الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان، عن أبي أيوب عليه مثله (1). [ 20993 ] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عدة من أصحابنا رفعوه قالوا قال: لكل شئ دواء ودواء الذنوب الاستغفار. [ 20994 ] 4 - وعن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل، فان استغفر الله لم تكتب عليه. [ 20995 ] 5 - وعنه، عن أبيه، وعن أبي علي الاشعري ومحمد بن يحيى
2 - الكافي 2: 318 / 5. (1) الكافي 2: 317 / 2. 3 - الكافي 2: 318 / 8، وأورده في الحديث 2 من الباب 92 من هذه الأبواب. 4 - الكافي 2: 317 / 1، الزهد: 70 / 187. 5 - الكافي 2: 317 / 3، وأورد ذيله في الحديث 1 من الباب 90 من هذه الأبواب ولم نعثر عليه في كتاب الزهد. (*)
[ 66 ]
جميعا، عن الحسن بن إسحاق، (1) عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا أجله الله سبع ساعات، فان استغفر الله لم يكتب عليه شئ، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتب عليه سيئة الحديث. [ 20996 ] 6 - وبالاسناد عن علي بن مهزيار، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن حفص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من مؤمن يذنب ذنبا إلا أجله الله سبع ساعات من النهار، فان هو
تاب لم يكتب عليه شئ، وإن هو لم يفعل كتب عليه سيئة، فأتاه عباد البصري فقال له: بلغنا أنك قلت: ما من عبد يذنب ذنبا الا أجله الله سبع ساعات من النهار، فقال: ليس هكذا قلت، ولكني قلت ما من مؤمن وكذلك كان قولي. ورواه الحميري في (قرب الاسناد) عن هارون بن مسلم، عن عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام نحوه (1). ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن النضر بن سويد (2) والذي قبله عن فضالة والذي قبلهما عن ابن أبي عمير مثله. [ 20997 ] 7 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن أبيه، عن الحميري عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن علي بن
(1) في المصدر: الحسين بن إسحاق. 6 - الكافي 2: 318 / 9. (1) قرب الإسناد: 2. (2) الزهد 69: 85. 7 - أمالي الصدوق: 376 / 5. (*)
[ 67 ]
سليمان النوفلي، عن فطر بن خليفة، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فا ستغفروا لذنوبهم " (1) صعد ابليس جبلا بمكة يقال له: ثور فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقال: نزلت هذه الآية فمن لها ؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، فقال: لست لها، ثم قام آخر فقال مثل ذلك، فقال لست لها فقال الوسواس
الخناس: أنا لها، قال: بماذا ؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا وقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة. [ 20998 ] 8 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن جعفر، عن محمد بن مسلم وغيره، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن خيار العباد فقال: الذين إذا احسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا أعظوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا. [ 20 999 ] 9 - وفي (الخصال) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يقترف في يوم وليلة أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: " أستغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم بديع السماوات والارض ذا الجلال والاكرام وأسأله أن يتوب
(1) آل عمران 3: 135. (2) في المصدر زيادة: فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا. 8 - أمالي الصدوق: 19 / 4، وأورده عن الكافي في الحديث 22 من الباب 4 من هذه الأبواب. 9 - الخصال: 540 / 12، وأورد نحوه عن الكافي في الحديث 3 من الباب 47 من هذه الأبواب. (*)
[ 68 ]
علي " الا غفرها الله له، ثم قال: ولا خير فيمن يقارف كل يوم وليلة أربعين كبيرة. [ 21000 ] 10 - وفي (العلل) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد ابن خالد، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن
سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا أراد الله عزوجل بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة فينسيه الاستغفار ويتمادى به، وهو قول الله عزوجل " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " (1) بالنعم عند المعاصي. [ 21001 ] 11 - وفي (ثواب الاعمال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار. [ 21002 ] 12 - وعن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن جعفر، عن الحسن بن علي بن بقاح، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله (1) والاستغفار لكم حصنين حصينين من العذاب، فمضى أكبر الحصنين وبقي الاستغفار فأكثروا منه فإنه ممحاة للذنوب، قال الله عزوجل: " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " (2)
10 - علل الشرائع: 561 / 1، وأوره صدره عن الكافي في الحديث 3 من الباب 90 من هذه الأبواب / (1) الأعراف 7: 182. 11 - ثواب الأعمال: 197 / 1. 12 - ثواب الأعمال: 197 / 3. (1) في المصدر زيادة: يقول: مقامي فيكم. (2) الأنفال 8: 33. (*)
[ 69 ]
ورواه الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا نحوه (3). [ 21003 ] 13 - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام علمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة، فقال فكتب بخطه أعرفه: أكثر من تلاوة إنا أنزلناه، ورطب شفتيك بالاستغفار. [ 21004 ] 14 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب أستغفر الله ورواه ابن طاووس في رسالة (محاسبة النفس) نقال من كتاب الدعاء لمحمد بن الحسن الصفار بإسناده إلى الصادق عليه السلام مثله (1). [ 21005 ] 15 - الحسن بن محمد الطوسي في مجالسه عن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن الحسن المقري، عن عبد الله بن محمد البصري، عن عبد العزيز بن يحيى، عن موسى بن زكريا، عن أبي خالد، عن العتبي، عن الشعبي قال: سمعت علي ابن أبي طالب عليه السلام يقول: العجب ممن يقنط ومعه الممحاة، قيل: وما الممحاة ؟ قال: الاستغفار.
(3) نهج البلاغة 3: 169 / 88. 13 - ثواب الاعمال: 197. 14 - ثواب الاعمال: 197. (1) امالي الطوسي 1: 86، واورده في الحديث 7 من الباب 23 من ابواب الذكر. (1) في الصدر: محمد بن الحسين المقرئ. (*)
[ 70 ]
[ 21006 ] 16 - وعن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن محمد بن طاهر، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسن بن زياد، عن محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال: فإذا عمل العبد سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: لا تعجل وأنظره سبع ساعات، فان مضت سبع ساعات ولم يستغفر، قال: اكتب فما أقل حياء هذا العبد. [ 21007 ] 17 - وعن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن علي اخي دعبل بن علي، عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: تعطروا بالاستغفار لا تفضحنكم روايح الذنوب. [ 21008 ] 18 - أحمد بن أبي عبد الله البرقى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربع من كن فيه كان في نور الله الاعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله الا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصابه خيرا قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه. ورواه الصدوق (في ثواب الاعمال) عن أبيه، عن علي بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن على، عن
16 - امالي الطوسي 1: 210.
17 - امالي الطوسي 1: 382. 18 - المحاسن: 7 / 19، واورده عن الفقيه في الحديث 8 من الباب 73 من ابواب الدفن. (*)
[ 71 ]
عبد الله بن على، عن علي بن علي اللهبى (1)، عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه عليهم السلام (2). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3) ويأتي ما يدل عليه (4). 86 - باب وجوب التوبة من جميع الذنوب والعزم على ترك العود أبدا [ 21009 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة، قلت: وكيف يستر عليه ؟ قال: ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحى إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه، ويوحى إلى بقاع الارض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب. ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن أحمد بن ادريس،
(1) في ثواب الاعمال: علي بن ابي علي اللهبي. (2) ثواب الاعمال: 198 / 1. (3) تقدم في الحديث 3 من الباب 16، وفي الحديث 8 من الباب 43، وفي الحديث 7 من الباب 71 من هذه الابواب، وفي الباب 18 من ابواب الاغسال المسنونة، وفي البابين 28، 29 من ابواب الحيض، وفي الحديث 16 من الباب 2، وفي الحديث 1 من الباب 59 من ابواب الدعاء، وفي الحديث 2 من الباب 1 من ابواب الصوم المندوب.
(4) يأتي في الحديثين 4، 5 من الباب 87، وفي الحديث 3 من الباب 88، وفي البابين 89، 92 من هذه الابواب. الباب 86 فيه 16 حديثا 1 - الكافي 2: 314 / 1. (*)
[ 72 ]
عن أحمد بن محمد مثله الا أنه قال: العبد المؤمن (1). وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم (2) عن جده الحسن بن راشد، عن معاوية بن وهب مثله (3). [ 21010 ] 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل " من جائه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف " (1) قال: الموعظة التوبة. [ 21011 ] 3 - وبالاسناد عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1) قال: هو الذنب الذى لا يعود فيه أبدا: قلت: وأينا لم يعد ؟ فقال: يا ابا محمد ان الله يحب من عباده المفتن التواب. [ 21012 ] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1) قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه، قال محمد بن فضيل: سألت عنها أبا الحسن عليه السلام فقال:
(1) ثواب الاعمال: 205 / 1. (2) استظهر المصنف انه: القاسم بن يحيى. (3) الكافي 2: 316 / 12. 2 - الكافي 2: 314 / 2. (1) البقرة 2: 275. 3 - الكافي 2: 314 / 4 واورده عن الزهد في الحديث 4 من الباب 89 من هذه الابواب. (1) التحريم 66: 8. 4 - الكافي 2: 314 / 3. (1) التحريم 66: 8. (*)
[ 73 ]
يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون. [ 21013 ] 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا رفعه قال: ان الله اعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع اهل السماوات والارض لنجوا بها: قوله عزوجل " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " (1) فمن احبه الله لم يعذبه وقوله: " فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم " (2) وذكر الآيات وقوله: " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " (3) الآية. [ 21014 ] 6 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة
ظلماء فوجدها، فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها. ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن علي بن المغيرة عن ابن مسكان، عن أبي عبيدة (1). أقول: الفرح هنا مجاز وهو ظاهر [ 21015 ] 7 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الله عزوجل يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها. [ 21016 ] 8 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن محمد بن سنان، عن يوسف أبي يعقوب بياع الارز، عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ. [ 21017 ] 9 - محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الاعمال) عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن جعفر، عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أوحى الله إلى داود النبي عليه السلام يا داود ان عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيى منى عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين [ 21018 ] 10 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط، عن يحيى بن بشير، عن المسعودي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه وبقاع الارض أن تكتم عليه ونسيت الحفظة ما كانت كتبت (1) عليه. [ 21019 ] 11 - وعن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان لله فضولا من رزقه ينحاه من شاء من خلقه والله باسط يده عند كل فجر لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له ويبسط يده عند مغيب الشمس لمذنب النهار هل يتوب فيغفر له. (21020) 12 - وفي (معاني الاخبار) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن
الحسين، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل " ثم تاب عليهم " (1) قال: هي الاقالة. [ 21021 ] 13 - وفي (عيون الاخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (1) عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل المؤمن عند الله تعالى كمثل ملك مقرب وإن المؤمن عند الله لاعظم من ذلك وليس شئ أحب إلى الله تعالى من مؤمن تائب ومؤمنة تائبة. [ 21022 ] 14 - وعن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن رزيق البغدادي، عن علي ابن محمد بن عنبسة، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا عليه السلام عن آبائه (1) عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التائب من الذنب كمن لاذنب له.
12 - معاني الاخبار: 215 / 1. (1) التوبة 9: 117. 13 - عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 29 / 33. (1) تقدمت في الحديث 4 من الباب 54 من ابواب الوضوء. 14 - عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 74 / 347. (1) اضاف في المصدر: عن علي بن ابي طالب. (*)
[ 76 ]
[ 21023 ] 15 - وفي (الخصال) عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن سعد، عن القاسم بن محمد عن المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل يزداد في كل يوم إحسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت.
[ 21024 ] 16 - علي بن موسى بن طاووس في (مهج الدعوات) عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اعترفوا بنعم الله ربكم وتوبوا إلى الله من جميع ذنوبكم فان الله يحب الشاكرين من عباده. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2). 87 - باب وجوب اخلاص التوبة وشروطها. [ 21025 ] 1 - محمد بن على بن الحسين في (معاني الاخبار) عن أبيه، عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن
15 - الخصال: 41 / 29. 16 - مهج الدعوات: 227. (1) تقدم في الحديث 3 من الباب 16، وفي الحديثين 10، 14 من الباب 40، وفي الحديث 3 من الباب 77، وفي الباب 83 من هذه الابواب، وفي الحديث 8 من الباب 36، وفي الحديث 2 من الباب 39 من ابواب الاحتضار، وفي الحديث 20 من الباب 18 من ابواب احكام شهر رمضان. (2) يأتي في الابواب 87، 89، 93، وفي الحديث 3 من الباب 95، وفي الباب 95، وفي الباب 96 من هذه الابواب، وفي الحديثين 10، 11 من الباب 86 من ابواب ما يكتسب به، وفي الباب 10 من ابواب النكاح المحرم، وفي الباب 30 من ابواب حد السرقة. الباب 87 فيه 5 احاديث 1 - معاني الاخبار: 174 / 1. (*)
[ 77 ]
الاخير عليه السلام عن التوبة النصوح ما هي ؟ فكتب عليه السلام أن
يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك. [ 21026 ] 2 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان وغيره جميعا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: التوبة النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل. [ 21027 ] 3 - قال الصدوق: وقد روى أن التوبة النصوح هو أن يتوب الرجل من ذنب وينوى أن لا يعود إليه أبدا. [ 21028 ] 4 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام ان قائلا قال بحضرته: أستغفر الله، فقال: ثكلتك امك أتدرى ما الاستغفار الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عزوجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشو بينهما لحم جديد، والسادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: أستغفر الله. ورواه الديلمي في (الارشاد) مرسلا (1).
[ 21029 ] 5 - الحسن بن علي بن شعبة في (تحف العقول) عن كميل بن زياد أنه قال لامير المؤمنين عليه السلام العبد يصيب الذنب فيستغفر الله (1) فقال: يا ابن زياد التوبة، قلت: ليس ؟ قال: لا، قلت: كيف ؟ قال: ان العبد إذا أصاب ذنبا قال: استغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك ؟ قال: الشفتان واللسان يريد ان يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة ؟ قال: تصديق القلب واضمار أن لا تعود إلى الذنب الذى استغفر منه، قلت: فإذا فعلت ذلك فأنا من المستغفرين ؟ قال: لا لانك لم تبلغ إلى الاصل بعد، قلت: فأصل الاستغفار ما هو ؟ قال: الرجوع إلى التوبة عن الذنب الذى استغفرت منه وهي أول درجة العابدين وترك الذنب والاستغفار اسم واقع لستة معان، ثم ذكر الحديث نحوه. أقول: وتقدم ما يدل على وجوب الاخلاص (2). 88 - باب استحباب صوم الاربعاء والخميس والجمعة للتوبة، واستحباب الغسل والصلاة لها (21030) 1 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الاخبار) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1)
5 - تحف العقول: 196، 197. (1) في المصدر زيادة: منه فما حد الاستغفار. (2) تقدم في الحديث 31 من الباب 4، وفي الباب 86 من هذه الابواب، وفي الباب 8 من ابواب مقدمة العبادات.
الباب 88 فيه 3 احاديث 1 - معاني الاخبار: 174 / 2. (1) التحريم 66: 8. (*)
[ 79 ]
قال: هو صوم يوم الاربعاء والخميس والجمعة. [ 21031 ] 2 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلى ركعتين. [ 21032 ] 3 - الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) قال: قال عليه السلام ما من عبد أذنب ذنبا فقام فتطهر وصلى ركعتين واستغفر الله الا غفر له وكان حقا على الله ان يقبله لانه سبحانه قال: ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما (1). أقول: وتقدم ما يدل على استحباب الغسل المتوبة في الطهارة (2). 89 - باب جواز تجديد التوبة وصحتها مع الاتيان بشرائطها وان تكرر نقضها. [ 21033 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، اما والله انها ليست الا لاهل الايمان، قلت: فان عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة، قال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر
2 - نهج البلاغة 3: 225 / 299. 3 - إرشاد القلوب: 46. (1) النساء 4: 110. (2) تقدم في الباب 18 من ابواب الاغسال المسنونة. الباب 89 فيه 5 احاديث 1 - الكافي 2: 315 / 6. (*)
[ 80 ]
منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته ؟ ! قلت: فانه فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب ويستغفر، فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فاياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله. [ 21034 ] 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام إن الله يحب العبد المفتن التواب ومن لا يكون ذلك منه كان أفضل. [ 21035 ] 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من مؤمن إلا وله ذنب يهجره زمانا ثم يلم به وذلك قول الله عزوجل " إلا اللمم " (1) وسألته عن قول الله عزوجل " الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم " (2) ؟ قال: الفواحش الزنا والسرقة واللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه.
[ 21036 ] 4 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: " توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1) قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يتب ويعد ؟ فقال: يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب.
2 - الكافي 2: 316 / 9. 3 - الكافي 2: 320 / 3، واورد ذيله في الحديث 11 من الباب 46 من هذه الابواب. (1 و 2) النجم 53: 32. 4 - الزهد: 72 / 191، واورده عن الكافي في الحديث 3 من الباب 86 من هذه الابواب. (1) التحريم 66: 8. (*)
[ 81 ]
[ 21037 ] 5 - الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله في كل يوم سبعين مرة يقول: أستغفر الله ربي وأتوب إليه وكذلك أهل بيته عليهم السلام وصالح أصحابه، يقول الله تعالى " واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه " (1) قال: وقال رجل يا رسول الله إني أذنب فما أقول إذا تبت ؟ قال: استغفر الله، فقال: انى أتوب ثم أعود فقال: كلما أذنبت استغفر الله، فقال: إذن تكثر ذنوبي فقال: عفو الله أكثر فلا تزال تتوب حتى يكون الشيطان هو المدحور. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 90 - باب استحباب تذكر الذنب والاستغفار منه كلما ذكره [ 21038 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن أبي علي الاشعري ومحمد بن يحيى جميعا، عن الحسين بن إسحاق، عن
علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له، وان الكافر لينساه من ساعته. [ 21039 ] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة بياع الاكسية، عن أبي عبد الله عليه السلام * 0 هامش) * 5 - إرشاد القلوب: 45. (1) هود 11: 90. (2) تقدم في الباب 86 من هذه الأبواب. (3) يأتي في الباب 92 من هذه الأبواب. الباب 90 فيه 4 أحاديث 1 - الكافي 2: 317 / 3، وإورد صدره في الحديث 5 من الباب 85 من هذه الأبواب. 2 - الكافي 2: 318 / 6، وأورد مثله عن أمالي الطوسي في الحديث 9 من الباب 23 من أبواب الذكر. (*)
[ 82 ]
قال: إن المؤمن ليذنب الذنب فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر منه فيغفر له وإنما يذكره ليغفر له، وان الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته. ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن بعض أصحابنا، عن علي بن شجرة. عن عيسى بن راشد، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1). [ 21040 ] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار.... الحديث. [ 21041 ] 4 - وعنهم، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بعض أصحابه قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الاستدراج ؟ فقال: هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عندها النعم فيلهيه عن الاستغفار فهو مستدرج من حيث لا يعلم. وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام وذكر نحوه (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
(1) الزهد: 74 / 197. 3 - الكافي 2: 327 / 1، وأورده عن العلل في الحديث 10 من الباب 85 من هذه الأبواب. 4 - الكافي 2: 327 / 2. (1) الكافي 2: 327 / 3. (2) تقدم في الحديث 12 من الباب 4، وفي الباب 85 من هذه الأبواب، وفي الباب 23 من أبواب الذكر. ويأتي ما يدل عليه في الباب 92 من هذه الإبواب. (*)
[ 83 ]
91 - باب استحباب انتهاز فرص الخير والمبادرة به عند الإمكان. [ 21042 ] 1 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام - قال: يا علي بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك. وفي (الخصال) بالسند الآتي (1) مثله (2).
وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن موسى بن القاسم، عن محمد بن سعيد ابن غزوان، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عليهم السلام مثله (3). [ 21043 ] 2 - وفي (المجالس) وفي (معاني الاخبار) عن الحسن بن عبد الله العسكري عن محمد بن أحمد القشيري، عن أحمد بن عيسى الكوفي، عن موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) في قول الله عزوجل: " ولا تنس نصيبك من الدنيا " (1) قال: لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة.
الباب 91 فيه 5 حديثا 1 - الفقيه 4: 257 / 822. (1) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (خ). (2) الخصال: 239 / 86. (3) الخصال: 238 / 85. 2 - أمالي الصدوق: 189 / 10 ومعاني الأخبار 325 / 1 (1) القصص 28: 77. (*)
[ 84 ]
[ 21044 ] 3 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان والفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير [ 21045 ] 4 - قال: وقال عليه السلام: اضاعة الفرصة غصة. [ 21046 ] 5 - قال: وقال عليه السلام: من الخرق المعاجلة قبل
الامكان، والأناة بعد الفرصة. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1). 92 - باب استحباب تكرار التوبة والاستغفار كل يوم وليلة من غير ذنب ووجوبه مع الذنب. [ 21047 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد عن أبان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوب إلى الله عز
3 - نهج البلاغة 3: 155 / 20. 4 - نهج البلاغة 3: 178 / 118. 5 - نهج البلاغة 3: 239 / 363. (1) تقدم في الباب 27 من أبواب مقدمة العبادات. ويأتي ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 97 من هذه الأبواب، وفي البابين 2، 9 من أبواب فعل المعروف. الباب 92. فيه 8 أحاديث 1 - الكافي 2: 317 / 4. (*)
[ 85 ]
وجل في كل يوم سبعين مرة قلت: أكان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه ؟ قال: لا، ولكن كان يقول: أتوب إلى الله، قلت: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب ولا يعود ونحن نتوب ونعود: قال الله المستعان. [ 21048 ] 2 - وعن عدة من أصحابنا رفعوه قالوا: قال: لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار.
[ 21049 ] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال: أستغفر الله مائة مرة في يوم غفر الله له سبعمأة ذنب ولا خير في عبد يذنب في يوم سبعمائة ذنب. 5) [ 21050 ] 4 - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله كل يوم سبعين مرة من غير ذنب. [ 21051 ] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليؤجرهم عليها من غير ذنب. ورواه الصدوق في (معاني الاخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن على بن رئاب مثله (1).
2 - الكافي 318 / 8، وأورده في الحديث 3 من الباب 85 من هذه الأبواب 3 - الكافي: 318 / 10. 4 - الكافي 2: 325 / 1. 5 - الكافي 2: 326 / 2. (1) معاني الأخبار: 383 / 15. (*)
[ 86 ]
[ 21052 ] 6 - عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الاسناد) عن محمد بن الوليد، عن عبد الله ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام (في
حديث) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب. [ 21053 ] 7 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن فضالة، عن القاسم بن بريد العجلى عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنه كان يقال: من أحب عباد الله إلى الله المحسن التواب. [ 21054 ] 8 - وعن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: اني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة، ثم قال لي: خمسة آلاف كثير. 93 - باب صحة التوبة في آخر العمر ولو عند بلوغ النفس الحلقوم قبل المعاينة، وكذا الاسلام [ 21055 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن بكير (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام أو عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث - إن الله عزوجل قال لآدم عليه السلام: جعلت لك أن من عمل من ذريتك سيئة ثم استغفر
6 - قرب الإسناد: 79. 7 - الزهد: 70 / 186. 8 - الزهد: 74 / 199. وتقدم ما يدل عليه في الأبواب 23 - 26 من أبواب الذكر، وفي البابين 85، 86 من هذه الأبواب. الباب 93 فيه 11 حديثا 1 - الكافي 2: 319 / 1، وأورد قطعة منه في الحديث 8 من الباب 6 من أبواب مقدمة العبادات. (1) في المصدر: ابن بكير. (*)
[ 87 ]
غفرت له، قال: يا رب زدني، قال: جعلت لهم التوبة أو بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه، قال: يا رب حسبي. ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن ابن أبي عمير مثله (2). [ 21056 ] 2 - وبالاسناد عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا بلغت النفس هذه وأهوى بيده إلى حلقه لم يكن للعالم توبة، وكانت للجاهل توبة. ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) (1) كالذي قبله. [ 21057 ] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم قال: إن السنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته، ثم قال: إن الشهر لكثير، ثم قال: من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال: وإن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال إن يوما لكثير، من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته. [ 21058 ] 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب في حديث ان رجلا شيخا كان من المخالفين عرض عليه ابن أخيه الولاية عند موته فأقر بها وشهق ومات، قال فدخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فعرض علي ابن السرى هذا الكلام على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: هو رجل من أهل الجنة،
قال له علي بن السرى: إنه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك، قال: فتريدون منه ماذا ؟ قد والله دخل الجنة. [ 21059 ] 5 - علي بن إبراهيم في (تفسيره)، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أعطى الله ابليس ما أعطاه من القوة، قال آدم: يا رب سلطت إبليس على ولدي، وأجريته منهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته، فمالي ولولدي ؟ قال: لك ولولدك السيئة بواحدة، والحسنة بعشر أمثالها قال: يا رب زدنى، قال: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم، قال: يا رب زدنى، قال: أغفر ولا أبالي، قال: حسبي الحديث. [ 21060 ] 6 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: إن سنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وإن شهرا لكثير، من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثم قال: وان يوما لكثير، من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه، ثم قال: وإن ساعة لكثير، من تاب (1) وقد بلغت نفسه هاهنا وأشار بيده إلى حلقه تاب الله عليه. ورواه في (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن سلمة بياع السابري، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وذكر نحوه إلا أنه قال: من تاب في سنة ثم قال: من تاب في شهر،
5 - تفسير القمي 1: 42، وأورد ذيله في الحديث 5 من الباب 9 من أبواب أعداد الفرائض، وقطعة منه وفي الحديث 8 من الباب 6 من أبواب الركوع. 6 - الفقيه 1: 79 / 354، وأورده في الحديث 2 من الباب 39، وقطعة منه في الحديث 8 من الباب 36 من أبواب الاحتضار، وقطعة أخرى في الحديث 6 من الباب 22 من أبواب فعل المعروف. (1) في المصدر زيادة: قبل موتة. (*)
[ 89 ]
ثم قال: من تاب في يوم (2). ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن محمد بن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام مثل الرواية الاخيرة (3). [ 21061 ] 7 - قال الصدوق: وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال: انى تبت الآن " (1) قال عليه السلام: ذاك إذا عاين أمر الآخرة. [ 21062 ] 8 - وفي (المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث - إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا رجلا من اليهود وهو في السياق إلى الاقرار بالشهادتين فأقر بهما ومات، فأمر الصحابة أن يغسلوه ويكفنوه ثم صلي عليه، وقال: الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار.
[ 21063 ] 9 - وفي (العلل وعيون الاخبار) عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوري (1)، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لابي
الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لاي علة غرق الله عزوجل فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده ؟ قال: لانه آمن عند رؤية البأس والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف قال الله تعالى: " فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا " (2) وقال: عزوجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " (3) الحديث.... [ 21064 ] 10 - وعن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن عمه محمد بن شاذان، عن الفضل ابن شاذان، عن محمد بن أبي عمير قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: أخبرني عن قول الله عزوجل لموسى عليه السلام: " اذهبا إلى فرعون إنه طغى " (1) فقال عليه
السلام: أما قوله: " قولا له قولا لينا " (2) إلى أن قال: - وقد علم الله أن فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله يقول " حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله الا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين " (3) فلم يقبل الله إيمانه، وقال: الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين (4). [ 21065 ] 11 - وفي (عقاب الاعمال) باسناد تقدم في عيادة المريض (1) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث -
(2) غافر 40: 84 - 85. (3) الأنعام 6: 158. 10 - علل الشرائع: 67 / 1. (1 و 2) طه 20: 43 - 44. (3 و 4) يونس 10: 90 - 91. 11 - عقاب الأعمال: 347. (1) تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الحتضار. (*)
[ 91 ]
قال: إني نازلت ربي في امتي فقال لي: إن باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور، ثم أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنه من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: وإن السنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وشهر كثير، من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه، ثم قال: وجمعة كثير، من تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه، ثم قال: ويوم كثير، من تاب قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه، ثم قال: وساعة كثيرة، من تاب وقد بلغت نفسه هذه وأومأ بيده إلى حلقه تاب
الله عليه (2). أقول: وقد تقدم ما يدل على ذلك في التلقين (3)، وغيره (4). 94 - باب استحباب الاستغفار في السحر [ 21066 ] 1 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: إن الله عزوجل إذا أراد أن يصيب أهل الارض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون بجلالي ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالاسحار لانزلت عذابي.
(2) قد وردت الأحاديث المختلفة في قبول التوبة بعد ظهور صاحب الزمان (عليه السلام) وعدمه ولم أجمعها في باب مفرد، ولا أوردتها في هذا الباب بعنون المنافاة، لأن ذلك بمنزلة العبث، فإنه في ذلك الوقت يسأل عن ذلك المهدي (عليه السلام) وقد حققت المقام في رسالة الرجعة (منه قده). (3) تقدم في الباب 39 من أبواب الاحتضار. (4) تقدم في الحديث 8 من الباب 69، وفي البابين 86، 90 من هذه الأبواب. الباب 94 فيه 3 أحاديث 1 - علل الشرائع: 521 / 1 وأورده في الحديث 5 من الباب 8 من أبواب أحكام المساجد، وعن الفقيه وثواب الأعمال والمحاسن في الحديث 1 من الباب 27 من أبواب الذكر. (*)
[ 92 ]
[ 21067 ] 2 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أبي عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ان الله جل جلاله إذا رأى أهل قرية قد اسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله يا أهل معصيتي لولا من فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي والمستغفرين بالاسحار خوفا مني لانزلت بكم عذابي ثم لا أبالي. [ 21068 ] 3 - وفي (المجالس) عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه مثله وزاد. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ساءته سيئة وسرته حسنته فهو مؤمن. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1). 95 - باب انه يجب على الانسان أن يتلافى في يومه ما فرط في أمسه، ولا يؤخر ذلك إلى غده [ 21069 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليه السلام
2 - علل الشرائع: 522 / 3، واورد نحوه في الحديث 3 من الباب 8 من ابواب احكام المساجد، وفي الحديث 15 من الباب 17 من ابواب الامر بالمعروف. 3 - امالي الصدوق 166 / 8، واورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 83 من هذه الابواب، وعن صفات الشيعة في الحديث 10 من ابواب القنوت، وفي الباب 25 من ابواب الدعاء، وفي الحديث 9 من الباب 4 من ابواب اداب الصائم. الباب 95 فيه 5 احاديث
1 - الكافي 2: 327 / 1. (*)
[ 93 ]
قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن، مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا، فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه وفرحت بما استقبلته منه، وإن كنت فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه، وأنت من غد في غرة، لا تدرى لعلك لا تبلغه وإن بلغته لعل حظك فيه التفريط مثل حظك في الامس، " إلى أن قال ": وإنما هو يومك الذى أصبحت فيه، وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت فيما فرطت في الامس الماضي مما فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها ومن سيئات أن لا تكون أقصرت عنها " إلى أن قال: " فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الايام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته، فاعمل أو دع والله المعين على ذلك. (21070) 2 - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن هشام ابن سالم، عن بعض اصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن النهار إذا جاء قال: يا ابن آدم اعمل في يومك هذا خيرا أشهد لك به عند ربك يوم القيامة، فإني لم آتك فيما مضى ولا آتيك فيما بقى، فإذا جاء الليل قال مثل ذلك. [ 21071 ] 3 - وعن وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن القاسم بن محمد عن سليمان المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل (1)، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله ثم قال: قال أبي علي بن أبي طالب عليه السلام: لا خير في العيش إلا لرجلين: رجل يزداد في كل يوم خيرا، ورجل يتدارك منيته (2) بالتوبة الحديث.
2 - الكافي 2: 329 / 12. 3 - الكافي 2: 330 / 15، واورده في الحديث 1 من الباب 51 من هذه الابواب. (1) في المصدر زيادة: وما عليك الا يثني عليك الناس. (2) في النسخة: سيئته (هامش المخطوط). (*)
[ 94 ]
محمد بن على بن الحسين في (المجالس) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد، عن القاسم بن محمد مثله (3). [ 21072 ] 4 - وفي (معاني الاخبار) عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن يحيى (1)، بإسناده المذكور في جامعه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المغبون من غبن عمر ساعة بعد ساعة. [ 21073 ] 5 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة. وفي (المجالس) عن محمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق عليه السلام نحوه (1). ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي ابن أسباط، عن مولى لبني هاشم، عن أبي عبد الله عليه السلام (2). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).
امالي الصدوق: 530 / 2.
4 - معاني الاخبار: 342 / 2. (1) في المصدر: محمد بن نحيى العطار، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الاشعري. 5 - معاني الاخبار: 342 / 3. (1) امالي الصدوق: 531 / 4. (2) لم نجده في الكافي المطبوع. (3) تقدم في الحديثين 11، 15 من الباب 86، وفي الباب 91 من هذه الابواب. (4) يأتي في الباب 96 من هذه الابواب. (*)
[ 95 ]
96 - باب وجوب محاسبة النفس كل يوم وملاحظتها وحمد الله على الحسنات وتدارك السيئات [ 21074 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنا استزاد الله، وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه. ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن حماد بن عيسى مثله (1). [ 21075 ] 2 - وعنه، عن أبيه، وعلي بن محمد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله جل ذكره، فإذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فان للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف
سنة، ثم تلا قوله تعالى: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون) (1).
الباب 96 فيه 13 حديثا 1 - الكافي 2: 328 / 2. (1) الزهد: 76 / 203. 2 - الكافي 8: 143 / 108، و 2: 119 / 2، واورد صدره في الحديث 1 من الباب 65 من ابواب الدعاء، وفي الحديث 3 من الباب 36 من ابواب الصدقة. (1) السجدة 32: 5. (*)
[ 96 ]
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه، عن الصفار، عن على بن محمد القاساني، عن حفص بن غياث مثله (2). [ 21076 ] 3 - محمد بن إدريس في (آخر السرائر) نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك (1) وما كان الخوف لك شعارا، والحزن لك دثارا، ابن آدم انك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله فأعد جوابا. ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد عن أحمد بن محمد بن الحسن (2)، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب مثله (3).
[ 21077 ] 4 - محمد بن على بن الحسين في (معاني الاخبار وفي (الخصال) عن علي بن عبد الله الاسواري، عن أحمد بن محمد بن قيس، عن عمرو بن حفص (1)، عن عبد الله بن محمد بن أسد (2)، عن الحسين بن
(2) امالي الطوسي 1: 34. 3 - مستطرفات السرائر: 83 / 21. (1) في نسخة: همتك (هامش المخطوط). (2) في الامالي: أبو الحسن احمد بن محمد بن الوليد. (3) امالي الطوسي 1: 114. 4 - معاني الاخبار: 334، والخصال: 525. (1) في الخصال: عمر بن حفص. (2) في المصدرين: عبيد الله بن محمد بن اسد. (*)
[ 97 ]
إبراهيم، عن محمد بن سعيد (3)، عن ابن جريح، عن عطاء (4)، عن أبي ذر - في حديث - قال: قلت: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فاني لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستجمام للقلوب، وتفريغ لها الحديث.... [ 21078 ] 5 - وفي (معاني الاخبار) عن علي بن عبد الله بن بابويه، عن علي بن أحمد الطبري عن أبي سعيد الطبري، عن خراش، عن مولاه
أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لذكر الله بالغدو والآصال خير من حطم السيوف في سبيل الله عزوجل - يعني: من ذكر الله بالغدو - وتذكر ما كان منه في ليله من سوء عمله واستغفر الله وتاب إليه انتشر (1) وقد حطت سيئاته، وغفرت ذنوبه، ومن ذكر الله بالآصال وهي العشيات وراجع نفسه فيما كان منه يومه ذلك من سرفه على نفسه واضاعته لامر ربه فذكر الله واستغفر الله تعالى وأناب راح إلى أهله وقد غفرت له ذنوبه. [ 21079 ] 6 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم.
(3) في المصدرين: يحيى بن سعيد. (4) في المصدرين زيادة: عبيد بن عمير الليثي. 5 - معاني الأخبار: 411 / 100. (1) في المصدر: فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم الله له، انتشر. 6 - نهج البلاغة 3: 199 / 208. (*)
[ 98 ]
[ 21080 ] 7 - محمد بن الحسن في (المجالس والاخبار) بإسناده الآتى (1) عن أبي ذر - ره - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب فانه أهون لحسابك غدا، وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهز للعرض الاكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية - إلى أن قال: - يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمن حلال أو من حرام، يا أبا ذر من لم يبال من أين اكتسب المال
لم يبال الله من أين أدخله النار (2). [ 21081 ] 8 - الحسن بن علي العسكري عليهما السلام في (تفسيره) عن آبائه، عن على عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أكيس الكيسين من حاسب نفسه، وعمل لما بعد الموت، فقال رجل: يا أمير المؤمنين كيف يحاسب نفسه ؟ قال: إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه، وقال: يا نفسي إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبدا، والله يسألك عنه بما أفنيته، فما الذى عملت فيه أذكرت الله أم حمدته ؟ أقضيت حوائج مؤمن فيه أنفست عنه كربة ؟ أحفظته بظهر الغيب في أهله وولده ؟ أحفظته بعد الموت في مخلفيه أكففت عن غيبة أخ مؤمن أعنت مسلما ؟ ما الذى صنعت فيه ؟ فيذكر ما كان منه، فان ذكر أنه جرى منه خير حمد الله وكبره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيرا استغفر الله وعزم على ترك معاودته.
7 - أمالي الطوسي 2: 147. (1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم 49. (2) من بعد قوله الى أن قال الى أخر الحديث غير موجود في امالي الطوسي المطبوع. 8 - تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 38. (*)
[ 99 ]
[ 21082 ] 9 - علي بن موسى بن طاووس في كتاب (محاسبة النفس) قال: روينا في الحديث النبوى المشهور: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الاكبر. [ 21083 ] 10 - قال: وروى يحيى بن الحسن بن هارون الحسينى في أماليه بإسناده إلى الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لا يكون العبد مؤمنا حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه، والسيد عبده... الحديث. [ 21084 ] 11 - قال: ورويت بإسنادى إلى محمد بن على بن محبوب في كتابه بإسناده إلى جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم: يا ابن آدم أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد فافعل في خيرا، واعمل في خيرا، أشهد (1) لك يوم القيامة، فانك لن تراني بعدها أبدا. [ 21085 ] 12 - قال: ورأيت في كتاب مسعدة بن زياد من اصول الشيعة فيما رواه عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال: الليل إذا أقبل نادى مناد بصوت يسمعه الخلائق إلا الثقلين يا ابن آدم اني خلق جديد، انى على ما في شهيد فخذ مني فإني لو طلعت الشمس لم أرجع إلى الدنيا، ولم تزدد في من حسنة، ولم تستعتب في من سيئة، وكذلك يقول النهار إذا أدبر الليل. [ 21086 ] 13 - قال: ورويت بإسنادي من أمالي الشيخ المفيد بإسناده عن
علي بن الحسين عليهما السلام قال: ان الملك الحافظ على العبد يكتب في صحيفة أعماله فأملوا في أولها خيرا، وفي آخرها خيرا، يغفر لكم ما بين
ذلك. 97 - باب وجوب زيادة التحفظ عند زيادة العمر خصوصا أبناء الاربعين فصاعدا. [ 21087 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن داود، عن سيف، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عزوجل إلى ملكيه قد عمرت عبدي هذا عمرا فغلظا وشددا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره. ورواه الصدوق في (المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن سيف ابن عميرة (1) مثله (2). ورواه في (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى (3)، عن علي بن الحكم مثله (4).
= وتقدم ما يدل عليه في الباب 95 من هذه الأبواب. ويأتي ما يدل عليه في الحديثين 1، 2 من الباب 98 من هذه الأبواب. الباب 97 فيه 7 أحاديث 1 - الكافي 8: 108 / 84. (1) في الأمالي: سيف التمار. (2) أمالي الصدوق: 40 / 1. (3) في المصدر زيادة: محمد بن السندي. (4) الخصال: 545 / 24. (*)
[ 101 ]
[ 21088 ] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا أتت على الرجل أربعون سنة قيل له: خذ حذرك فانك غير معذور، وليس ابن الاربعين أحق بالحذر من ابن العشرين، فان الذى: يطلبهما واحد وليس براقد، فاعمل لما أمامك من الهول، ودع عنك فضول القول. ورواه الصدوق في (الخصال) بإسناده الذى قبله (1). [ 21089 ] 3 - وعنه، عن علي بن الحكم، عن حسان، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خذ لنفسك، خذ منها في الصحة قبل السقم، وفي القوة قبل الضعف، وفي الحياة قبل الممات. [ 21090 ] 4 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة. [ 21090 ] 5 - محمد بن علي بن الحسين قال: سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل " أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر " (1) فقال: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة. وفي (المجالس) مرسلا مثله (2).
6 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن اسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ثلاث من لم تكن فيه فلا يرجى خيره ابدا: من لم يخش الله في الغيب، ولم يرع في الشيب، ولم يستح من العيب. [ 21093 ] 7 - وفي (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن سيف التمار، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه، فإذا طعن في واحد وأربعين فهو في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع (1). 98 - باب وجوب عمل الحسنة بعد السيئة [ 21094 ] 1 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الاخبار) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله (1)، عن محمد بن سنان، عن المفضل ابن عمر، عن يونس بن ظبيان
6 - امالي الصدوق: 336 / 8. 7 - الخصال: 545 / 23. (1) في نسخة: الترح وهو ضد الفرح (هامش المخطوط).
الباب 98 فيه 5 احاديث 1 - معاني الاخبار: 236 / 1، واورد صدره في الحديث 8 من الباب 2 من ابواب افعال الصلاة. (1) في المصدر زيادة: عن ابيه. (*)
[ 103 ]
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث: من أحب ان يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده، ومن خلا بعمل فلينظر فيه، فان كان حسنا جميلا فليمض عليه، وإن كان سيئا قبيحا فليجتنبه، فان الله أولى بالوفاء والزيادة، ومن عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر، ومن عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية. [ 21095 ] 2 - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ويل لمن غلبت آحاده أعشاره، فقلت له: وكيف هذا قال: أما سمعت الله عزوجل يقول: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالحسنة فلا يجزى إلا مثلها " (1) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة، فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات، ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته. [ 21096 ] 3 - وفي (المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل ابن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن اسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله عزوجل أوحى إلى عيسى عليه السلام: ما أكرمت
خليقة بمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي، اغسل بالماء منك ما ظهر، وداو بالحسنات ما بطن، فانك إلي راجع شمر، فكلما هو آت قريب، واسمعني منك صوتا حزينا.
[ 21097 ] 4 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: سمعته يقول: ما أحسن الحسنات بعد السيئات، وما أقبح السيئات بعد الحسنات. [ 21098 ] 5 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن إسماعيل ابن محمد الكاتب، عن أحمد بن جعفر المالكي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن حبيب بن ميمون (1)، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتق الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن، وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2). 99 - باب صحة التوبة من المرتد [ 21099 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب وغيره، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي
4 - امالي الصدوق: 209 / 1، والكافي 2: 331 / 18. 5 - امالي الطوسي 1: 189. (1) في المصدر: حبيب، عن ميمون بن ابي شبيب. (2) تقدم في الحديث 1 من الباب 85 من هذه الابواب. ويأتي ما يدل عليه في الحديث 17 من الباب 46 من ابواب ما يكتسب به. الباب 99 فيه حديث واحد 1 - الكافي 2: 334 / 1. (*)
[ 105 ]
جعفر عليه السلام قال: من كان مؤمنا فعمل خيرا في إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحسب له كل شئ كان عمله في ايمانه، ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره. أقول: ويدل عليه عموم أحاديث التوبة وإطلاقها، وتقدم ما يدل على ذلك خصوصا أيضا (1)، ويأتي ما يدل على التفصيل في الحدود (2). 100 - باب وجوب الاشتغال بصالح الاعمال عن الاهل والمال (21100) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة، عن جابر عن عبد الاعلى، وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبد الاعلى، عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من
أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنت عليك حريصا شحيحا، فمالي عندك ؟ فيقول: خذ مني كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم محاميا
(1) تقدم في الحديث 10 من الباب 47 من هذه الابواب، وفي الباب 30 من ابواب مقدمة العبادات. (2) ياتي في الاحاديث 3، 5، 6 من الباب 1، وفي الباب 3، وفي الحديث 41 من الباب 10 من ابواب حد المرتد. الباب 100 فيه حديثان 1 - الكافي 3: 231 / 1. (1) في الامالي: ابراهيم بن عبد الاعلى. (*)
[ 106 ]
فماذا عندكم ؟ فيقولون: نوديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهدا، وإن كنت لثقيلا، فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى اعرض أنا وأنت على ربك الحديث. ورواه الصدوق مرسلا (3). ورواه الطوسي في (الامالي) عن أبيه، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن عباد، عن عمه، عن أبيه، عن جابر مثله (4). [ 210101 ] 2 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) وفي (معاني الاخبار) عن محمد بن على ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء:
فخليل يقول له: أنا معك حيا وميتا وهو عمله، وخليل يقول له: أنا معك حتى تموت وهو ماله فإذا مات صار للوارث، وخليل يقول له: أنا معك إلى باب قبرك ثم اخليك وهو ولده. وفي (الخصال) عن أبيه، عن الحميرى، عن هارون بن مسلم مثله (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
(2) - في المصدر: وان كنت علي. (3) لم نجده في الفقيه المطبوع. (4) امالي الطوسي 1: 357. 2 - امالي الصدوق: 95 / 3، ومعاني الاخبار: 232 / 1. (1) الخصال: 114 / 92. (2) تقدم في الحديث 6 من الباب 4 من هذه الابواب. ويأتي ما يدل على المقصود في الباب 101 من هذه الابواب. (*)
[ 107 ]
101 - باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله والائمة عليهم السلام. [ 21102 ] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن على بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعرض الاعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله أعمال العباد كل صباح، أبرارها وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله عزوجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله " (1) وسكت.
[ 21103 ] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ان الاعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبرارها وفجارها. [ 21104 ] 3 - وعنه، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله الطائى، عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (1) قال: هم الائمة عليهم السلام. [ 21105 ] 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه وآله: فقال له رجل: كيف نسوءه ؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه
ذلك، فلا تسوؤا رسول الله صلى الله عليه وآله وسروه. ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن عثمان بن عيسى (1). ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله (2)، وكذا الذي قبله. [ 21106 ] 5 - وعنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الزيات، عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولاهل بيتي، فقال: أو لست أفعل إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ كتاب الله عزوجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (1) قال: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام. ورواه الصفار في (بصائر الدرجات) عن إبراهيم بن هاشم (2) وكذا الذي قبله. [ 21107 ] 6 - وعن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي عبد الله بن الصلت (1)، عن يحيى بن مساور، عن أبي جعفر عليه السلام
(1) الزهد: 16 / 32. (2) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع. 5 - الكافي 1: 171 / 4. (1) التوبة 9: 105. (2) بصائر الدرجات: 449 / 2. 6 - الكافي 1: 171 / 5. (1) في المصدر: ابي عبد الله الصامت. (*)
[ 109 ]
أنه ذكر هذه الآية " فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (2) قال: هو
والله علي بن أبي طالب عليه السلام. [ 21108 ] 7 - محمد بن على بن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، " إلى أن قال: " وأما مفارقتي إياكم فان أعمالكم تعرض علي كل يوم، فما كان من حسن استزدت الله لكم، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم الحديث. [ 21109 ] 8 - قال: وروي أن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الائمة عليهم السلام كل يوم أبرارها وفجارها، فاحذروا، وذلك قول الله عزوجل: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (1). (21110) 9 - وفي (معاني الاخبار) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أبي سعيد الآدمي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن أبا الخطاب كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرض عليه أعمال أمته كل خميس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس هكذا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها، فاحذروا، وهو قول الله عزوجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
(2) التوبة 9: 105. 7 - الفقيه 1: 121 / 582. 8 - الفقيه 1: 122 / 583. (1) التوبة 9: 105. 9 - معاني الاخبار: 392 / 37، وبصائر الدرجات: 444 / 4، بسند آخر الى قوله: المؤمنين.
(1) في المصدر زيادة: عن ابيه. (*)
[ 110 ]
والمؤمنون " (2) وسكت قال أبو بصير: إنما عنى الائمة عليهم السلام. [ 21111 ] 10 - وعن علي بن عبد الله بن بابويه، عن علي بن أحمد الطبري، عن أبي سعيد الطبري، عن خراش، عن مولاه أنس قال قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، أما حياتي فتحدثوني وأحدثكم، وأما موتي فتعرض علي أعمالكم عشية الاثنين والخميس، فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه، وما كان من عمل سيئ استغفرت الله لكم. [ 21112 ] 11 - قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة. [ 21113 ] 12 - وفي (عيون الاخبار) بأسانيد تقدمت في اسباغ الوضوء (1) عن الرضا عن آبائه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: ان أعمال هذه الامة ما من صباح إلا وتعرض على الله تعالى. [ 21114 ] 13 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن أبي القاسم بن سبيل بن الوكيل، عن ظفر بن حمدون، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمري، عن محمد بن عبد الحميد وعبد الله بن الصلت، عن حنان بن سدير (1)، وعن إبراهيم الاحمري عن عبد الله بن حماد، عن
(2) التوبة 9: 105. 10 - معاني الاخبار: 410 / 97. 11 - معاني الاخبار: 411 / 99، واورده في الحديث 10 من الباب 22 من هذه الابواب.
12 - عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 44 / 156. (1) تقدمت في الحديث 4 من الباب 54 من ابواب الوضوء. 13 - امالي الطوسي 2: 22. (1) في المصدر زيادة: عن ابيه. (*)
[ 111 ]
سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في نفر من أصحابه: إن مقامي بين أظهركم خير لكم، وإن مفارقتي إياكم خير لكم " إلى ان قال: " أما مقامي بين أظهركم خير لكم فإن الله يقول: " ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " (2) يعني يعذبهم بالسيف، وأما مفارقتي إياكم خير لكم فان أعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيئ استغفرت لكم. [ 21115 ] 14 - وبالاسناد عن إبراهيم الاحمري، عن محمد بن الحسين (1) ويعقوب بن يزيد وعبد الله بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور وأيوب والقاسم ومحمد بن عيسى ومحمد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: قول الله عزوجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (2) قال: إيانا عنى. [ 21116 ] 15 - وعن أبيه، عن محمد بن محمد، عن على بن بلال، عن علي بن سليمان، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السيارى، عن محمد بن خالد البرقي، عن سعيد بن مسلم، عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال مبتدئا من قبل نفسه: يا
داود لقد عرضت علي أعما لكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك إنى علمت أن صلتك له أسرع
(2) الانفال 8: 33. 14 - امالي الطوسي 2: 23. (1) في المصدر: محمد بن الحسن. (2) التوبة 9: 105. 15 - امالي الطوسي 2: 27، وروى نحوه الصفار في البصائر: 449 / 3. (*)
[ 112 ]
لفناء عمره وقطع أجله، قال داود: وكان لي ابن عم معاندا ناصبيا خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما صرت في المدينة أخبرني أبو عبد الله عليه السلام بذلك (1). [ 21117 ] 16 - على بن موسى بن طاووس، في رسالة (محاسبة النفس) قال: رأيت ورويت في عدة روايات متفقات أن يوم الاثنين ويوم الخميس تعرض فيهما الاعمال على الله وعلى رسوله وعلى الائمة عليهم السلام. ثم إنه روى في ذلك أحاديث كثيرة من كتاب التبيان للشيخ ومن كتاب ابن عقدة ومن كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميرى ومن كتاب محمد بن العباس بن مروان فيما نزل من القرآن في النبي والائمة عليهم السلام. ومن كتاب محمد بن عمران المرزبانى. أقول: وتقدم ما يدل على عرض الاعمال يوم الخميس في الصوم المندوب (1). [ 21118 ] 17 - محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر (1)، عن أبي
الحسن عليه السلام قال: سئل عن قول الله عزوجل: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (2) قال: إن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا.
(1) فيه صلة الناصبي عند ضرورته وقرابته، وكأنه للتقية ودفع ضرره، لما مر في الصدقة (منه قده). 16 - محاسبة النفس: 16. (1) تقدم في الحديثين 2، 8 من الباب 7 من ابواب الصوم المندوب. 17 - بصائر الدرجات: 444 / 2. (1) في المصدر: احمد بن عمير. (2) التوبة 9: 105. (*)
[ 113 ]
[ 21119 ] 18 - وعن أحمد بن محمد، علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كل عشية خميس فليستحيى أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح. (21120) 19 - وعن أحمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البخترى وغير واحد قال: تعرض الاعمال يوم الخميس على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الائمة عليهم السلام. [ 21121 ] 20 - وعن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن بريد العجلى قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسألته عن قول الله عزوجل " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " (1) قال: إيانا عنى. [ 21122 ] 21 - وعن أحمد بن موسى، عن الحسن بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في قوله تعالى: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (1) قال: هم الائمة عليهم السلام. [ 21123 ] 22 - وعن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن عبد الكريم أو عمن رواه، عن عبد الكريم بن يحيى، عن بريد العجلي قال: قلت لابي جعفر
عليه السلام: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (1) فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر فتوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى علي وهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد. [ 21124 ] 23 - وعن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشا، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله عزوجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " (1) ما المؤمنون ؟ قال: من عسى أن يكون إلا صاحبك [ 21125 ] 24 - وعن الهيثم النهدي، عن أبيه، عن عبد الله بن أبان قال: قلت للرضا عليه السلام ادع الله لى ولمواليك، فقال: (والله إنى لاعرض أعمالهم على الله في كل خميس) (1). [ 21126 ] 25 - وعنه، عن محمد بن علي، عن سعيد الزيات، عن عبد الله بن أبان قال: قلت للرضا عليه السلام إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم، فقال: والله إنى لاعرض أعمالهم على الله في كل يوم. تم كتاب الجهاد بقلم مؤلفه محمد الحر
(1) التوبة 9: 105. 23 - بصائر الدرجات 449 / 1. (1) التوبة 9: 105. 24 - بصائر الدرجات: 450 / 8. (1) في المصدر: والله ان اعمالكم لتعرض علي في كل خميس. 25 - بصائر الدرجات: 450 / 11، باختلاف في المتن ولكنه اورد المتن بسند آخر في ص 535 / 37. (*)
[ 115 ]
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يلحق به. فهرس أنواع الابواب إجمالا: أبواب الامر والنهى وما يناسبها.
أبواب فعل المعروف.
[ 116 ]
تفصيل الابواب
[ 117 ]
(أبواب الامر والنهي وما يناسبهما) 1 - باب وجوبهما وتحريم تركهما [ 21127 ] 1 - محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي ابن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبى سعيد الزهري، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف، والنهي عن المنكر. ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن علي بن النعمان مثله (1). [ 21128 ] 2 - وبإسناده قال: قال أبو جعفر عليه السلام: بئس القوم
قوم يعيبون الامر بالمعروف، و النهي عن المنكر.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد (1)، وكذا الذى قبله. [ 21129 ] 3 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا مر بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا: " اتقوا الله " يرفع بها صوته. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد ابن عيسى مثله (1). وعن علي، عن أبيه، عن بعض أصحابه عن غياث نحوه (2). (21130) 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم. [ 21131 ] 5 - وبالاسناد عن الرضا عليه السلام أنه سمعه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا امتي تواكلت (1) الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله.
التهذيب 6: 176 / 354. 3 - الكافي 5: 59 / 12. (1) التهذيب 6: 180 / 370. (2) الكافي 5: 61 / 4. 4 - الكافي 5: 61 / 3، والتهذيب 6: 176 / 352. (1) في المصدر: محمد بن عمر بن عرفة. 5 - الكافي 5: 59 / 13. (1) في نسخة: تواكلوا (هامش المخطوط). (*).
[ 119 ]
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد (2)، وكذا الذي قبله. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عيسى مثله (3). [ 21132 ] 6 - وعنهم، عن ابن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يكون في آخر الزمان قوم ينبغ (2) فيهم قوم مراؤن " إلى أن قال: " ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عزوجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الابرار في دار الاشرار، والصغار في دار الكبار، إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الارض وينتصف من الاعداء، ويستقيم الامر الحديث. ورواه الشيخ كالذي قبله (3). [ 21133 ] 7 - وعنهم عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمان بن أبى
(2) التهذيب 6: 177 / 357. (3) عقاب الاعمال: 304 / 1. 6 - الكافي 5: 55 / 1، واورد صدره في الحديث 6 من الباب 2 وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 3، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب. (1) في التهذيب: بشير بن عبد الله. (2) في نسخة: يتبع (هامش المخطوط).
(3) التهذيب 6: 180 / 372. 7 - الكافي 5: 57 / 6. (*)
[ 120 ]
نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنه انما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك، وانهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، واعلموا أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يقربا أجلا ولن يقطعا رزقا الحديث. ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن علي ابن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن حبشي مثله (1). (21134) 8 - وعنهم، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلى الشيعة: ليعطفن ذوو السن منكم والنهي على ذوى الجهل وطلاب الرئاسة، أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين. (21135) 9 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما قدست امة لم يؤخذ لضعيفها من قويها غير متعتع (1). ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم مثله (2).
(21136) 10 - وعنه، عن أبيه، عن علي بن اسباط، عن أبي إسحاق الخراساني، عن بعض رجاله. قال إن الله أوحى إلى داود أني قد غفرت ذنبك، وجعلت عار ذنبك على بني إسرائيل، فقال: كيف يا رب وأنت لا تظلم ؟ قال: انهم لم يعاجلوك بالنكرة أقول: المراد بالذنب مخالفة الاولى أو ترك الندب، ولعل الانكار عليه كان مطلوبا على وجه الندب من بعض أنبياء بني إسرائيل لئلا ينافي العصمة الثابتة بالادلة القطعية. (21137) 11 - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة (1)، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن محمد (2)، عن أبي عبد الله عليه السلام إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الاسلام ؟ قال: الايمان بالله، قال: ثم ماذا قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا ؟ قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: فقال: الرجل: فأخبرني أي الاعمال أبغض إلى الله، قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا ؟ قال: ثم قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا ؟ قال: الامر بالمنكر والنهي عن المعروف وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه، وحذف
صدره (3). ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن محمد بن سنان * (هامش * 10 - الكافي 5: 58 / 7. 11 - الكافي 5: 58 / 9، والتهذيب 6: 176 / 355. (1) في المصدر: الحسين بن محمد، عن سماعة. (2) في التهذيب زيادة: بن طلحة (هامش المخطوط). (3) الكافي 2: 220 / 4. (*)
[ 122 ]
وعبد الله بن المغيرة جميعا، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (4). (21138) 12 - وعن على بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر ؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله ؟ فقال: نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ؟ فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال: نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ؟ !. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (1)، وكذا الذي قبله. ورواه الحميري في (قرب الاسناد) عن هارون بن مسلم مثله (2). (21139) 13 - وبهذا الاسناد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل ليبغض المؤمن الضعيف الذى لا دين له، فقيل: وما المؤمن الضعيف الذى لا دين له ؟ قال: الذى لا ينهى عن المنكر. (21140) 14 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن عثمان بن
عيسى، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ويل لمن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف.
(21141) 15 - أحمد بن أبي عبد الله في (المحاسن) عن النوفلي، عن السكوني (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذى نفسي بيده ما أنفق من نفقة أحب من قول الخير. (21142) 16 - وعن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الاصفهاني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله. (21143) 17 - وعن علي بن أسباط رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله من قال خيرا فغنم، أو سكت على سوء فسلم. (21144) 18 - محمد بن الحسن الطوسي قال: روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم
البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء. ورواه المفيد في (المقنعة) أيضا مرسلا (1). (21145) 19 - محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: من ألفاظ رسول
15 - المحاسن: 15 / 41. (1) (عن السكوني) ليس في المصدر. 16 - المحاسن: 15 / 42. 17 - المحاسن: 15 / 43. 18 التهذيب 6: 181 / 373. (1) المقنعة: 129. 19 - الفقيه 4: 272، واورده في الحديث 3 من الباب 16 من هذه الابواب وفي الحديث 5 من الباب 1 من ابواب فعل المعروف. (*)
[ 124 ]
الله صلى الله عليه وآله الدال على الخير كفاعله. وفي (ثواب الاعمال) مرسلا مثله (1). (21146) 20 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد رفعه قال: قال أبو جعفر عليه السلام: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله، فمن نصرهما أعزه الله، ومن خذلهما خذله الله. ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب بن يزيد (1). ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (2).
وفي (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى مثله (3). (21147) 21 - وعن محمد بن على ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه، عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو أشار به فهو شريك، ومن أمر بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك.
(1) ثواب الاعمال: 15. 20 - ثواب الاعمال: 192 / 1، واورده عن الكافي والتهذيب في الحديث 2 من الباب 8 من هذه الابواب. (1) الكافي 5: 59 / 11. (2) التهذيب 6: 177 / 357. (3) الخصال: 42 / 32. 21 - الخصال: 138 / 156. (1) لم يرد في الاصل، وذكر المصنف في الهامش: كذا في اربع نسخ (بخطه ره). (*)
[ 125 ]
(21148) 22 - وبإسناده عن الاعمش، عن جعفر بن محمد عليه السلام (في حديث شرايع الدين) قال: والامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجبان على من أمكنه ذلك، ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه. وفي (عيون الاخبار) بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون نحوه وأسقط قوله: ولا على أصحابه (1). (21149) 23 - وفي (معاني الاخبار) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن
محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ان الله يبغض المؤمن الضعيف الذى لا زبر له، وقال: هو الذى لا ينهى عن المنكر. قال الصدوق: وجدت بخط البرقي أن الزبر العقل. (21150) 24 - على بن إبراهيم، في (تفسيره) عن أبيه، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يباعدا رزقا. (21151) 25 - الحسن بن محمد الطوسى في (مجالسه) عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن الحسين بن سهيل الضبى، عن عبد الله بن شبيب، عن أحمد بن عيسى العلوى، عن الحسن، عن أبيه،
22 - الخصال: 609، واورده عن عيون اخبار الرضا (عليه السلام) في الحديث 8 من الباب 2 من هذه الابواب. (1) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 125. 23 - معاني الاخبار: 344 / 1. 24 - تفسير القمي 2: 36. 25 - امالي الطوسي 1: 54. (*)
[ 126 ]
عن جده قال: كان يقال: لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في مقدمة العبادات (1)، وغيرها (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 2 - باب اشتراط الوجوب بالعلم بالمعروف والمنكر وتجويز التأثير والامن من الضرر.
(21152) 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول وسئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو على الامة جميعا ؟ فقال: لا، فقيل له: ولم ؟ قال: إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعيف الذى لا يهتدي سبيلا إلى أي من أي يقول من الحق إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله عزوجل قوله: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " (1) فهذا خاص غير عام، وكما قال الله عزوجل: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " (2) ولم يقل: على أمة موسى ولا على كل قومه، وهم يومئذ أمم مختلفة، والامة واحد فصاعدا، كما قال الله عز
(1) تقدم في الاحاديث 8، 19، 20، 22، 23، 32 من الباب 1 من ابواب مقدمة العبادات. (2) تقدم في الحديث 3 من الباب 49 من ابواب احكام الملابس، وفي الحديث 1 من الباب 9، وفي الباب 61 من ابواب جهاد العدو، وفي الحديث 11 من الباب 4، وفي الحديث 22 من الباب 49 من ابواب جهاد النفس. (3) يأتي في البابين 2، 3، وفي الحديث 6 من الباب 41 من هذه الابواب. الباب 2 فيه 10 احاديث 1 - الكافي 5: 59 / 16. (1) آل عمران 3: 104. (2) الاعراف 7: 159. (*)
[ 127 ]
وجل: " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله " (3) يقول: مطيعا لله عزوجل، وليس
على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له ولا عدد ولا طاعة، قال مسعدة: وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وسئل عن الحديث الذى جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر، ما معناه ؟ قال: هذا على أن يأمره بعد معرفته، وهو مع ذلك يقبل منه وإلا فلا. ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن هارون بن مسلم وذكر المسألتين (4). ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب كذلك (5). (21153) 2 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل صاحب المقري (1) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ، أو جاهل فيتعلم، فأما صاحب سوط أو سيف فلا. ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل البصري مثله (2). (21154) 3 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن يزيد،
(3) النحل 16: 120. (4) الخصال: 6 / 16. (5) التهذيب: 6: 177 / 360. 2 - الكافي 5: 60 / 2، والتهذيب 6: 178 / 362. (1) في نسخة من التهذيب: المصري وفي نسخة: المنقري (هامش المخطوط) وفي التهذيب والكافي: صاحب المنقري وفي الخصال: البصري.
(2) الخصال: 35 / 9. 3 - الكافي 5: 60 / 3. (*)
[ 128 ]
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا مفضل من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يوجر عليها، ولم يرزق الصبر عليها. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم (1) وكذا الذي قبله. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (2). (21155) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن محفوظ الاسكاف، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث انه أنكر على رجل أمرا فلم يقبل منه فطأطأ رأسه ومضى. (21156) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الدهقان، عن عبد الله بن القاسم وابن أبي نجران جميعا، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان المسيح عليه السلام يقول: إن التارك شفاء المجروح من جرحه شريك جارحه لا محالة " إلى أن قال: " فكذلك لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتجهلوا، ولا تمنعوها أهلها فتأثموا، وليكن أحدكم بمنزلة الطبيب المداوي إن رأى موضعا لدوائه وإلا أمسك (21157) 6 - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله عن أبي عصمة قاضي مرو (1)، عن أبي
(1) التهذيب 6: 178 / 363. (2) عقاب الاعمال: 296 / 1.
4 - الكافي 5: 61 / 5. 5 - الكافي 8: 345 / 545، واورد صدره في الحديث 2 من الباب 4 من ابواب الاحتضار. 6 - الكافي 5: 55 / 1، واورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 1، واخرى في الحديث 1 من الباب 3، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب. (1) في المصدر زيادة: عن جابر. (*)
[ 129 ]
جعفر عليه السلام قال: يكون في آخر الزمان قوم ينبع فيهم قوم مراؤن ينفرون (2) وينسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف، ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لانفسهم الرخص والمعاذير " إلى أن قال: " هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد (3). أقول: الضرر هنا محمول على فوات النفع ويمكن حمله على وجوب تحمل الضرر اليسير، وعلى استحباب تحمل الضرر العظيم، ويظهر من بعض الاصحاب حمله على حصول الضرر للمأمور والمنهي كما إذا افتقر إلى الجرح والقتل. (21158) 7 - محمد بن على بن الحسين في (عيون الاخبار) عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن الريان بن الصلت قال: جاء قوم بخراسان إلى الرضا عليه السلام فقالوا: إن قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة، فلو نهيتهم عنها، فقال: لا أفعل قيل: ولم ؟ قال: لاني سمعت أبي عليه السلام يقول: النصيحة خشنة. (21159) 8 - وبأسانيده الآتية عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام أنه كتب إلى المأمون: محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله " إلى
أن قال: " والامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجبان إذا أمكن ولم يكن خيفة على النفس.
(2) في نسخة من التهذيب: ينعرون (هامش المخطوط) وفي التهذيب والكافي: يقرؤون. (3) التهذيب 6: 180 / 372. 7 - عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 290 / 38. 8 - عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 121 / 1، واورده عن الخصال في الحديث 22 من الباب 1 من هذه الابواب. (1) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (ب). (*)
[ 130 ]
(21160) 9 - الحسن بن علي بن شعبة في (تحف العقول) عن الحسين عليه السلام قال: ويروى عن علي عليه السلام اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الاحبار، إذ يقول، " لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم " (1) وقال: " لعن الذين كفروا من بني اسرائيل " إلى قوله: " لبئس ما كانوا يفعلون " (2) وإنما عاب الله ذلك عليهم لانهم كانوا يرون من الظلمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون، والله يقول: " فلا تخشوا الناس واخشون " (3) وقال: " المؤمنون بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " (4) فبدا الله بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هيهنا وصعبها، وذلك أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع رد المظالم، ومخالفة الظالم وقسمة الفئ والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها.
أقول: قد عرفت وجهه (5). (211612) 10 - محمد بن علي بن الفتال في (روضة الواعظين) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال: عالم بما يأمر به تارك لما ينهى عنه، عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهى، رفيق فيما يأمر، رفيق فيما ينهى.
9 - تحف العقول: 237. (1) المائدة 5: 63. (2) المائدة 5: 78، 79. (3) المائدة 5: 44. (4) التوبة 9: 71. (5) عرفت وجهه في ذيل الحديث 6 من هذا الباب. 10 - روضة الواعظين: 365 في الحديث 3 من الباب 10 من هذه الابواب. وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث 22 من الباب 1 من هذه الابواب. (*)
[ 131 ]
3 - باب وجوب الامر والنهى بالقلب ثم باللسان ثم باليد، وحكم القتال على ذلك واقامة الحدود. (21162) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث) قال: فانكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فان اتعظوا والى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم،
هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا، ولا باغين مالا ولا مرتدين بالظلم ظفرا حتى يفيؤا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (1). (21163) 2 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما جعل الله بسط اللسان وكف اليد، ولكن جعلهما يبسطان معا ويكفان معا. أقول: وتقدم ما يدل على حكم القتال في الجهاد (1).
الباب 3 فيه 12 حديثا 1 - الكافي 5: 55 / 1، واورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 1، وصدره في الحديث 6 من الباب 2، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب. (1) التهذيب 6: 180 / 372. 2 - الكافي 5: 55 / 1، واورده في الحديث 1 من الباب 61 من ابواب جهاد العدو. (1) تقدم في الحديث 1 من الباب 5، وفي الباب 61 من ابواب جهاد العدو. (*)
[ 132 ]
(21164) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن سنان، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل ملخصه أن ابليس احتال على عابد من بني إسرائيل حتى ذهب إلى فاجرة يريد الزنا بها، فقالت له إن ترك الذنب أيسر من طلب التوبة، وليس كل من طلب التوبة وجدها، فانصرف وماتت من ليلتها فأصبحت وإذا على بابها مكتوب: احضروا فلانة فإنها من أهل الجنة
فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها، فأوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء ولا أعلمه الا موسى بن عمران أن ائت فلانة فصل عليها، ومر الناس فليصلوا عليها، فاني قد غفرت لها، وأوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدى فلانا عن معصيتي. (21165) 4 - محمد بن الحسن قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ترك انكار المنكر بقلبه ولسانه " ويده " (1) فهو ميت بين الاحياء، في كلام هذا ختامه. ورواه المفيد في (المقنعة) أيضا مرسلا (2). (21166) 5 - محمد بن على بن الحسين في (العلل) وفي (عيون الاخبار) عن محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن سعيد الكوفى، عن علي بن الحسن ابن على بن فضال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: لم سمي الحواريون الحواريين ؟ فقال: أما عند الناس " إلى ان قال: " وأما عندنا فسموا الحواريون الحواريين لانهم كانوا
مخلصين في انفسهم، ومخلصين لغيرهم من اوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير الحديث. (21167) 6 - وفي (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عبد الله،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي عبد الله الخراساني، عن الحسين ابن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ايما ناشئ نشأ في قومه ثم لم يؤدب على معصية كان الله اول ما يعاقبهم به أن ينقص في (1) أرزاقهم. (21168) 7 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أحد سنان الغضب لله قوى على قتل أشداء الباطل. (21169) 8 - قال: وروى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلي الفقيه قال: إني سمعت عليا عليه السلام يقول يوم لقينا أهل الشام: أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونور في قلبه اليقين. ورواه ابن الفتال في (روضة الواعظين) مرسلا (1).
(21170) 9 - قال الرضي: وقد قال عليه السلام في كلام له يجري
هذا المجرى: فمنهم المنكر للمنكر بقلبه ولسانه ويده فذلك المستكمل لخصال الخير، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه التارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير، ومضيع خصلة، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة، ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الاحياء وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنقية في بحر لجي، وأن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق، وأفضل من ذلك كلمة عدل عند إمام جائر. (21171) 10 - قال: وعن أبي جحيفة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول ان أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم، ثم بألسنتكم، ثم بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه أسفله. ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره مرسلا (1). (21172) 11 - محمد بن ادريس في آخر (السرائر) نقلا من رواية أبي القاسم بن قولويه عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من مشي إلى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين الجن والانس، ومثل أعمالهم. (21173) 12 - الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام في تفسيره عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث قال:
9 - نهج البلاغة 3: 243 / 374. 10 - نهج البلاغة 3: 244 / 375. (1) تفسير القمي 1: 213.
11 - مستطرفات السرائر: 141 / 1. 12 - تفسير الامام العسكري (عليه السلام) 480 / 307. (*)
[ 135 ]
لقد أوحى الله إلى جبرئيل وأمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفار والفجار، فقال جبرئيل: يا رب أخسف بهم إلا بفلان الزاهد ليعرف ماذا يأمره الله فيه، فقال: اخسف بفلان قبلهم، فسأل ربه فقال: يا رب عرفني لم ذلك وهو زاهد عابد، قال: مكنت له وأقدرته فهو لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، وكان يتوفر على حبهم في غضبي، فقالوا: يا رسول الله فكيف بنا ونحن لا نقدر على انكار ما نشاهده من منكر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أو ليعمنكم عذاب الله، ثم قال: من رأى منكم منكرا فلينكر بيده إن استطاع، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنه لذلك كاره. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك هنا (1) وفي الجهاد (2)، ويأتي ما يدل عليه هنا (3)، وعلى اقامة الحدود في محله (4). 4 - باب وجوب انكار العامة على الخاصة وتغيير المنكر إذا عملوا به. (21174) 1 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة إذا عملت الخاصة بالمنكر سرا من غير أن
(1) تقدم ما يدل على ذلك بعمومه في البابين 1، 2 من هذه الابواب. (2) تقدم ما يدل عليه في الباب 61 من ابواب جهاد العدو.
(3) يأتي ما يدل على المقصود في الابواب 4، 5، 6، 7 من هذه الابواب. (4) يأتي في الباب 1 من ابواب مقدمات الحدود وابواب الحدود. الباب 4 فيه 3 احاديث 1 - علل الشرائع: 522 / 6، وقرب الاسناد: 26. (*)
[ 136 ]
تعلم العامة، فإذا عملت الخاصة بالمنكر جهارا فلم تغير ذلك العامة استوجب الفريقان العقوبة من الله عزوجل وفي. (عقاب الاعمال) عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم مثله، وزاد قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن المعصية إذا عمل بها العبد سرا لم يضر إلا عاملها، فإذا عمل بها علانية ولم يغير عليه أضرت بالعامة، قال جعفر بن محمد عليه السلام: وذلك انه يذل بعمله دين الله ويقتدى به أهل عداوة الله (1). (21175) 2 - وبهذا الاسناد قال: قال على عليه السلام ان الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة وذكر الحديث الاول، ثم قال: وقال لا يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدوانا ولا مقتولا ولا مظلوما إذا لم ينصره لان نصرته على المؤمن فريضة واجبة إذا هو حضره، والعافية أوسع ما لم تلزمك الحجة الظاهرة، قال: ولما جعل التفضل في بني إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهى فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه حتى ضرب الله عزوجل قلوب بعضهم ببعض، ونزل فيهم القرآن حيث يقول عزوجل: " لعن الذين كفروا
من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه " (1) الآية. ورواه الحميري في (قرب الاسناد) عن هارون ابن مسلم مثله إلى قوله:
(1) عقاب الاعمال: 310 / 2. 2 - عقاب الاعمال: 311 / 3، واورده عن قرب الاسناد في الحديث 1 من الباب 4 من ابواب مقدمات الحدود. (1) المائدة 5: 78، 79. (*)
[ 137 ]
الحجة الظاهرة (2)، وكذا كل ما قبله. (21176) 3 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أقر قوم بالمنكر بين أظهرهم لا يغيرونه إلا أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1). 5 - باب وجوب انكار المنكر بالقلب على كل حال، وتحريم الرضا به ووجوب الرضا بالمعروف (21177) 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل صاحب المقرى (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حسب المؤمن غيرا إذا رأى منكرا أن يعلم الله عزوجل من قلبه إنكاره. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم بالاسناد إلا أنه قال: حسب المؤمن عزا إذا رأى منكرا أن يعلم الله من نيته أنه له كاره (2). (21178) 2 - محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار،
(2) قرب الاسناد: 26. 3 - عقاب الاعمال: 310 / 1. (1) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الباب 1، وفي الحديث 12 من الباب 3 من هذه الابواب. ويأتي ما يدل على المقصود في الباب 5، وفي الحديث 1 من الباب 8 من هذه الابواب. الباب 5 فيه 17 حديثا 1 - الكافي 5: 60 / 1. (1) في نسخة من التهذيب: المصري (هامش المخطوط) وفي التهذيب والكافي: المنقري. (2) التهذيب 6: 178 / 361. 2 - التهذيب 6: 170 / 327. (*)
[ 138 ]
عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده. (21179) 3 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير، عن (1) زياد النهدي عن عبد الله بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: حسب المؤمن نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله. ورواه أيضا مرسلا (2). ورواه في (الخصال) عن أبيه عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير (3). ورواه في (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن
عبد الله بن جعفر الحميرى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير (4) مثله (5). (21180) 4 - وفي (عيون الاخبار) وفي (العلل) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لابي الحسن على بن موسى الرضا
عليه السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق عليه السلام قال إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائها فقال عليه السلام: هو كذلك، فقلت: قول الله عزوجل " ولا تزر وازرة وزر أخرى " (1) ما معناه ؟ قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين عليه السلام يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضى شيئا كان كمن أتاه، ولو أن رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزوجل شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم عليه السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم الحديث.
(21181) 5 - وفي (العلل) و (التوحيد) و (عيون الاخبار) بهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: لاي علة أغرق الله عزوجل الدنيا كلها في زمن نوح عليه السلام وفيهم الاطفال ومن لا ذنب له، فقال: ما كان فيهم الاطفال لان الله عزوجل أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم، ما كان الله ليهلك بعذابه من لا ذنب له، وأما الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيبهم لنبي الله نوح عليه السلام وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين، ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شاهده وأتاه. (21182) 6 - وفي (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن (1) الانعام 6: 164، الإسراء 17: 15، فاطر 35: 18، الزمر 39: 7. 5 - علل الشرائع: 30 / 1، التوحيد: 392 / 2، وعيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 75 / 2. 6 - الخصال: 107 / 72. (*)
[ 140 ]
محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: العامل بالظلم والراضي به والمعين عليه شركاء ثلاثة. (21183) 7 - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الساعي قاتل ثلاثة: قاتل نفسه، وقاتل من سعى به، وقاتل من سعى إليه. (21184) 8 - الحسن بن محمد الطوسى في (مجالسه) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل عن الفضل بن محمد، عن هارون بن عمرو
المجاشعى، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، وعن المجاشعي، عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الانك في النار، يعني الرصاص، وما ذاك إلا لما يرى من البلاء والاحداث في دينهم ولا يستطيعون له غيرا. (21185) 9 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن محمد بن مسلم (1) رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنما يجمع الناس الرضا والسخط، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه. (21186) 10 - وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن أهل السماوات والارض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا
مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكانوا من أهل النار. (21187) 11 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة له يذكر فيها أصحاب الجمل: فوالله لو لم يصيبوا من المسلمين إلا رجلا واحدا معتمدين لقتله بلا جرم لحل
لى قتل ذلك الجيش كله إذ حضروه ولم ينكروا ولم يدفعوا عنه بلسان، ولا يد، دع ما أنهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدة التي دخلوا بها عليهم. (21188) 12 - وقال عليه السلام: الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به. (21189) 13 - محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن محمد بن هاشم، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين " (1) وقد علم أن قد قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا، وإنما قيل لهم: ابرأوا من قتلتهم فأبوا. (21190) 14 - وعن محمد بن الارقط، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي: تنزل الكوفة ؟ فقلت: نعم، فقال: ترون قتلة الحسين عليه السلام بين أظهركم ؟ قال: قلت: جعلت فداك ما بقي منهم أحد، قال: فأنت إذا لا ترى القاتل إلا من قتل، أو من ولى القتل ؟ ! ألم تسمع إلى قول الله: " قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم فلم
11 - نهج البلاغة 2: 104 / 167. 12 - نهج البلاغة 3: 191 / 154. 13 - تفسير العياشي 1: 209 / 164، واورده في الحديث 4 من الباب 39 من هذه الابواب. (1) آل عمران 3: 183. 14 - تفسير العياشي 1: 209 / 165. (*)
[ 142 ]
قتلتموهم إن كنتم صادقين " (1) فأي رسول قتل الذين كان محمد صلى الله عليه وآله بين أظهرهم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، وإنما رضوا قتل
أولئك فسموا قاتلين. (21191) 15 - وعن الحسن بياع الهروي يرفعه عن أحدهما عليهما السلام في قوله: " لا عدوان إلا على الظالمين " قال: إلا على ذرية قتلة الحسين عليه السلام. (21192) 16 - وعن إبراهيم، عمن رواه، عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت: " فلا عدوان إلا على الظالمين " قال: لا يعتدى الله على أحد إلا على نسل ولد قتلة الحسين عليه السلام. أقول: تقدم وجهه وعلته (2)، والاعتداء مجاز. (21193) 17 - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " أو كالذى يبة فاخلف فانبت خرنوبا، قال: فضحكوا واستهزأوا به فشكاهم إلى ية على عروشها " (1) قال: إن الله بعث إلى بنى إسرائيل نبيا يقال له: ارميا " إلى أن قال " فأوحى الله إليه أن قل لهم ان البيت بيت المقدس، والغرس بنو إسرائيل، عملوا بالمعاصى فلاسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم، فان بكوا إلي لم أرحم بكاءهم وإن دعوني لم أستجب دعاءهم ثم
(1) آل عمران 3: 183. 15 - تفسير العياشي 1: 86 / 214. (1) البقرة 2: 193. 16 - تفسير العياشي 1: 87 / 216. (1) البقرة 2: 193. (2) تقدم وجهه في الاحاديث 4، 5، 11، 12، 13، 14، من هذا الباب. 17 - تفسير العياشي 1: 140 / 466. (1) البقرة 2: 259. (2) في المصدر زياد: انى يحيى الله بعد موتها فقال... (*)
[ 143 ]
لا خربنها مأة عام، ثم لاعمرنها، فلما حدثهم اجتمع العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ؟ فعاود لنا ربك " إلى أن قال " ثم أوحى الله قل لهم: لانكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فسلط الله عليهم بخت نصر فصنع بهم ما قد بلغك الحديث. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4). 6 - باب وجوب اظهار الكراهة للمنكر، والاعراض عن فاعله (21194) 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب إلا انه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أدنى الانكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة (1). (21195) 2 - وعن محمد بن يحيى، عن الحسين، عن على بن مهزيار، عن النضر بن سويد، عن درست، عن بعض أصحابه، عن أبي
(3) تقدم في الاحاديث 1، 4، 8، 9، 10، 12، من الباب 3 من هذه الابواب. (4) يأتي في الحديث 12 من الباب 38، وفي الحديثين 5، 6 من الباب 39، وفي الحديث 6 من الباب 41. وما يناسب المقصود في البابين 17، 18 من هذه الابواب. الباب 6
فيه حديثان 1 - الكافي 5: 58 / 10. (1) التهذيب 6: 176 / 356. 2 - الكافي 5: 58 / 8. (*)
[ 144 ]
عبد الله عليه السلام قال: إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا إلى المدينة فوجدا فيها رجلا يدعو ويتضرع " إلى أن قال: فعاد أحدهما إلى الله، فقال: يا رب إنى انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك ويتضرع إليك فقال: امض لما أمرتك به، فان ذا رجل لم يتمعر (1) وجهه غيظا لى قط. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2). 7 - باب وجوب هجر فاعل المنكر والتوصل إلى ازالته بكل وجه ممكن (21196) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الاعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤنة من الناطق علينا بما نكره، فإذا عرفتم من عبد اذاعة فامشوا إليه فردوه عنها، فان قبل (1) منكم وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه، فان الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى فالطفوا في حاجتى كما تلطفون في حوائجكم، فان هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم الحديث. (21197) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن صفوان بن
(1) تمعر لونه: تغير غضبا (الصحاح - معر - 2: 818). (2) يأتي في الباب 7، وفي الحديث 5: من الباب 37 من هذه الابواب. الباب 7 فيه 5 احاديث 1 - الكافي 2: 176 / 5، واورد صدره في الحديث 5 من الباب 32 من هذه الابواب. (1) في الأصل: قبلوا. 2 - الكافي 8: 158 / 150. (*)
[ 145 ]
يحيى عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لآخذن البرئ منكم بذنب السقيم، ولم لا أفعل ويبلغكم عن الرجل ما يشينكم ويشينني فتجالسونهم وتحدثونهم فيمر بكم المار فيقول: هؤلاء شر من هذا، فلو أنكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون زبرتموهم ونهيتموهم كان أبر بكم وبى. (21198) 3 - وعنهم، عن سهل، عن ابن محبوب، عن خطاب بن محمد، عن الحارث بن المغيرة أن أبا عبد الله عليه السلام قال له: لاحملن ذنوب سفهائكم إلى علمائكم " - إلى أن قال: - ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون وما يدخل علينا به الاذى أن تأتوه فتؤنبوه وتعذلوه وتقولوا له قولا بليغا، قلت: جعلت فداك إذا لا يقبلون منا ؟ قال: اهجروهم واجتنبوا مجالسهم. ورواه ابن إدريس في آخر (السراير) نقلا من كتاب (المشيخة) للحسن بن محبوب، عن أبي محمد، عن الحارث بن المغيرة مثله (1). (21199) 4 - محمد بن الحسن قال: قال الصادق (عليه السلام) لقوم من أصحابه: إنه قد حق لي أن آخذ البرئ منكم بالسقيم، وكيف لا يحق لي ذلك وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه ولا تهجرونه
ولا تؤذونه حتى يترك. ورواه المفيد في (المقنعة) أيضا مرسلا (1). (21200) 5 - وفي (المجالس والاخبار) بالاسناد الآتي (1) عن
هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو أنكم إذا بلغكم عن الرجل شئ تمشيتم إليه فقلتم: يا هذا إما أن تعتزلنا وتجتنبنا، وإما أن تكف عن هذا، فان فعل وإلا فاجتنبوه. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 8 - باب وجوب الغضب لله بما غضب به لنفسه (21201) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: اوحى الله إلى شعيب النبي (عليه السلام): اني معذب من قومك مأة ألف: أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء الاشرار، فما بالاخيار ؟ فأوحى الله عزوجل إليه: داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
(21202) 2 - وعنهم، عن أحمد، عن يعقوب بن يزيد رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله، فمن نصرهما نصره الله ومن خذلهما خذله الله. ورواه الشيخ بإسناده، عن أحمد بن أبي عبد الله (1)، وكذا الذي قبله.
(2) تقدم ما يدل على بعض المقصود في البابين 1، 4 من هذه الابواب. (3) ياتي في الابواب 8، 15، 17، 37، 38 من هذه الابواب. الباب 8 فيه 4 احاديث (1) الكافي 5: 55 / 1، والتهذيب 6: 180 / 372، واورده في الحديث 6 من الباب 2، واورد صدره في الحديث 6 من الباب 1، وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 3 من هذه الابواب. (2) الكافي 5: 59 / 11، واورده في الحديث 20 من الباب 1 من هذه الابواب. (1) التهذيب 6: 177 / 357. (*)
[ 147 ]
(21203) 3 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: قال موسى بن عمران (عليه السلام): يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ؟ فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والبريئة أيديهم الذين يذكرون جلالي ذكر آبائهم - إلى أن قال: - والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا جرح. (21204) 4 - محمد بن على بن الحسين في (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي
عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهم السلام) قال: دخل موسى بن جعفر (عليه السلام) على هارون الرشيد وقد استخفه الغضب على رجل فأمر أن يضرب ثلاثة حدود، فقال: انما تغضب لله، فلا تغضب له بأكثر مما غضب لنفسه. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2). 9 - باب وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر (21205) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
(3) المحاسن: 16 / 45. (4) امالي الصدوق: 27 / 2. (1) تقدم في الحديثين 7، 12 من الباب 3، وفي البابين 6، 7 من هذه الابواب، وفي الاحاديث 1، 14، 20 من الباب 53 من ابواب جهاد النفس. (2) ياتي ما يدل على بعض المقصود في الابواب 15، 17، 18 من هذه الابواب. الباب 9 فيه 3 احاديث (1) الكافي 5: 62 / 1، والتهذيب 6: 178 / 364. (*)
[ 148 ]
محمد، عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن عمار، عن عبد الاعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما نزلت هذة الاية: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) (1) جلس رجل من المسلمين يبكي، وقال: أنا عجزت عن نفسي، كلفت أهلي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسبك أن تأمرهم بما تأمر
به نفسك، وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك (21206) 2 - وعنهم عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، في قول الله عزوجل: (قوا انفسكم وأهليكم نارا) (1) قلت: كيف أقيهم ؟ قال تأمرهم بما أمر الله، وتنهاهم عما نهاهم الله، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد (2) وكذا الذي قبله. (21207) 3 - وعن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن عثمان عن سماعة، عن أبى بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) (1) كيف نقي أهلنا ؟ قال: تأمرونهم وتنهونهم. الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن النضر بن سويد، عن زرعة، عن أبي بصير وذكر الحديث (2) والذى قبله.
ورواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد (3)، وكذا الذى قبله.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك عموما (4)، ويأتي ما يدل على عليه (5). 10 - باب وجوب الاتيان بما يأمر به من الواجبات، وترك ما ينهى عنه من المحرمات (21208) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء) (1) قال: كانوا ثلاثة أصناف: صنف ائتمروا وأمروا فنجوا، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا. ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن سهل بن زياد نحوه (2). (21209) 2 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: - في وصيته لولده محمد بن الحنفية: - يا بنى اقبل من
(3) تفسير القمي 2: 277. (4) تقدم في الباب 1 من هذه الابواب. (5) ياتي في البابين 19، 20 من هذه الابواب. الباب 10 فيه 12 حديثا (1) الكافي 8: 158 / 151. (1) الاعراف 7: 165. (2) الخصال: 100 / 54. (2) الفقيه 4: 277. (*)
[ 150 ]
الحكماء مواعظهم، وتدبر أحكامهم، وكن آخذ الناس بما تأمر به، وأكف الناس عما تنهى عنه، وأمر بالمعروف تكن من أهله، فان استتمام الامور عند الله تبارك وتعالى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. (21210) 3 - وفي (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال: عامل (1) بما يأمر به، تارك لما ينهى عنه، عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهى، رفيق فيما يأمر، رفيق فيما ينهى. (21211) 4 - وفي (المجالس) عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله الصادق (عليه السلام): بم يعرف الناجى ؟ فقال: من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فانما ذلك مستودع. (21212) 5 - وعن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عبد الله بن عامر، عن الحسين بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) - في حديث وصف المؤمن والمنافق - قال: والمنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي. (21213) 6 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
(3) الخصال: 109 / 79، واورده عن الكافي في الحديث 10 من الباب 2 من هذه الابواب. (1) في نسخة: عالم (هامش المخطوط). (4) امالي الصدوق: 293 / 7.
(5) امالي الصدوق: 399 / 12، واورده عن الكافي في الحديث 11 من الباب 49 وصدره عن كتب اخرى في الحديث 12 من الباب 4 من ابواب جهاد النفس. (6) نهج البلاغة 3: 166 / 73. (*)
[ 151 ]
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم. (21214) 7 - قال: وقال (عليه السلام) لرجل سأله أن يعظه: لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل - إلى أن قال: - ينهى ولا ينتهى ويأمر بما لا يأتي... الحديث. (21215) 8 - قال: وقال (عليه السلام): (وأمروا بالمعروف وائتمروا به) (1)، وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، وإنما أمرنا (2) بالنهي بعد التناهى. (21216) 9 - قال: وقال (عليه السلام) - في خطبة له: - فانا لله وإنا إليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر مغير، ولا زاجر مزدجر، لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به. (21217) 10 - الحسن بن محمد الديلمى في (الارشاد) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قيل له: لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله ولا ننهى عن المنكر حتى ننتهي عنه كله ؟ فقال: لا بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وان لم تنتهوا عنه كله. (21218) 11 - قال: وقال (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار، ثم ترمى،
فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء ؟ فقال: خطباء أمتك، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون. (21219) 12 - محمد بن الحسن في (المجالس والاخبار) باسناده الآتي (1) عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - في وصيته له - قال: يا أبا ذر يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم ؟ فيقولون: إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2). 11 - باب تحريم اسخاط الخالق في مرضاة المخلوق حتى الوالدين ووجوب العكس. (21220) 1 - محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله. (21221) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
(12) امالي الطوسي 2: 140. (1) ياتي في الفائدة الثانية من الخاتمة رقم (49). (2) تقدم في الحديث 19 من الباب 21، وفي الحديث 1 من الباب 37، وفي الباب 38 من ابواب جهاد النفس، وفي الحديث 7 من الباب 1 من ابواب احكام العشرة. وياتي ما يدل عليه في الحديث 6 من الباب 41 من هذه الابواب. الباب 11 فيه 12 حديثا (1) الكافي 2: 276 / 4. (2) الكافي 2: 276 / 2 و 5: 62 / 1. (*)
[ 153 ]
إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزوجل كان حامده من الناس ذاما، ومن آثر طاعة الله عزوجل بما بغضب الناس كفاه الله عزوجل عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغي كل باغ، وكان الله له ناصرا وظهيرا. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (2). (21222) 3 - وعنهم عن أحمد، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتب رجل إلى الحسين (عليه السلام): عظني بحرفين، فكتب إليه: من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو، وأسرع لمجئ ما يحذر. (21223) 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): من أرضى سلطانا جائرا بسخط الله خرج من دين الله. (21224) 5 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزوجل كان حامده من الناس ذاما. ورواه الصدوق في (الخصال) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن
(1) في نسخة من التهذيب: عن ابي عبد الله (عليه السلام). (2) التهذيب 6: 179 / 366. (3) الكافي 2: 276 / 3. (4) الكافي 2: 277 / 5. (5) الكافي 2: 276 / 2 و 5: 63 / 3. (*)
[ 154 ]
أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني مثله (1). (21225) 6 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن صفوان بن يحيى (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تسخطوا الله برضى أحد من خلقه، ولا تتقربوا إلى الناس بتباعد من الله. (21226) 7 - قال: ومن ألفاظ رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ورواه الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا عن علي (عليه السلام) (1). (21227) 8 - وفي (عيون الاخبار) بأسانيده السابقة في اسباغ الوضوء (1) عن الرضا عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: لا دين لم دان
بطاعة مخلوق في معصية الخالق. (21228) 9 - وبإسناده يأتي في فعل المعروف إلى غير اهله (1)، عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أرضى سلطانا بما أسخط الله خرج من دين الله.
(1) الخصال: 3 / 6. (6) الفقيه 4: 288 / 864. (1) في المصدر زيادة: عن ابي الصباح الكناني. (7) الفقيه 4: 273، واورده عن المعتبر في الحديث 7 من الباب 59 من ابواب وجوب الحج. (1) نهج البلاغة: 193 / حكمه 165. الكافي: 175 / 17. (8) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 43 / 149. (1) تقدم في الحديث 4 من الباب 54 من ابواب الوضوء. (9) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 69 / 318. (1) ياتي في الحديث 6 من الباب 3 من ابواب فعل المعروف. (*)
[ 155 ]
(21229) 10 - وبإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام) - في كتابه إلى المأمون - قال: وبر الوالدين واجب وإن كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق ولا لغيرهما فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وفي (الخصال) بإسناده عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) - في حديث شرايع الدين - مثله (1). (21230) 11 - وفي (كتاب التوحيد) عن علي بن أحمد الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل البرمكى، عن الحسين بن
الحسن بن بردة، عن العباس بن عمرو الفقيمى، عن إبراهيم بن محمد العلوي، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: سمعته (عليه السلام) يقول: ما (1) اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع، وقال: من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوقين ومن أسخط الخالق فقمن أن يسلط الله عليه سخط المخلوق... الحديث. ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار، وعن محمد بن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد مثله (2). (21231) 12 - علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن جعفر بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن الحسين بن على بن أبي حمزة (1)، عن أبيه، عن
(10) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 124. (1) الخصال: 608 / 2. (11) التوحيد: 60 / 18. (1) كذا صوبه المصنف بعد ان كتبها (من) و في المصدر: من. (2) الكافي 1: 107 / 3. (12) تفسير القمي 2: 55. (1) في المصدر: الحسن بن علي بن ابي حمزة. (*)
[ 156 ]
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عزوجل: (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا) (2) قال: ليس العبادة هي السجود والركوع إنما هي طاعة الرجال، من أطال المخلوق في معصية الخالق فقد عبده.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3). 12 - باب كراهة التعرض للذل. (21232) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسين (1)، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي الحسن الاحمسي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع الله عزوجل يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (2) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ثم قال: إن المؤمن أعز من الجبل إن الجبل يستقل
(2) مريم 19: 81، 82. (3) تقدم في الباب 59 من ابواب وجوب الحج، وفي الحديث 8 من الباب 1 من ابواب جهاد العدو، وفي الباب 3، وفي الحديث 5 من الباب 7، وفي الحديث 1 من الباب 36 من ابواب جهاد النفس. وياتي ما يدل عليه في الحديث 1 من الباب 49 من ابواب ما يكتسب به، وفي الحديث 17 من الباب 10 من ابواب صفات القاضي. الباب 12 فيه 4 احاديث (1) الكافي 5: 63 / 1. (1) في التهذيب: محمد بن الحسن (هامش المخطوط). (2) المنافقون 63: 8. (*)
[ 157 ]
منه بالمعاول، والمؤمن لا يستقل من دينه شئ. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن الحسن مثله (3).
(21233) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عزوجل فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه، أما تسمع لقول الله عزوجل: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (1) فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله بالايمان والاسلام. وعن محمد بن أحمد، عن (2) عبد الله بن الصلت، عن يونس عن سعدان، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله إلى قوله: ولا يكون ذليلا (3). (21234) 3 - وعن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن كل شئ إلا إذلال نفسه. (21235) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن خلاد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام)
قال: ما احب أن لي بذل نفسي حمر النعم، وما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا أكافئ بها صاحبها. أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (1) 13 - باب كراهة التعرض لما لا يطيق، والدخول فيما يوجب الاعتذار (21236) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قيل له وكيف يذل نفسه ؟ قال: يتعرض لما لا يطيق. ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله (1). (21237) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قلت: بما يذل نفسه ؟ قال (1): يدخل فيما يعتذر منه.
(1) ياتي في الباب 13 من هذه الابواب، وفي الباب 1 من ابواب الدين، وفي الباب 53 من ابواب الشهادات. وتقدم ما يدل عليه في الابواب 1، 2، 3 من ابواب الملابس، وفي الباب 32 من ابواب الصدقة. الباب 13 فيه 4 احاديث (1) الكافي 5: 63 / 4. (1) التهذيب 6: 180 / 368.
(2) الكافي 5: 64 / 5. (1) في التهذيب زيادة: لا (هامش المخطوط). (*)
[ 159 ]
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (2). (21238) 3 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان والحسين بن المختار، عن أبى بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياك وما تعتذر منه فإن المؤمن لا يسئ ولا يعتذر، والمنافق يسئ كل يوم ويعتذر. (21239) 4 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الاستغناء عن العذر أعز من الصدق به. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1). 14 - باب استحباب الرفق بالمؤمنين في أمرهم بالمندوبات، والاقتصار على ما لا يثقل على المأمور ويزهد في الدين وكذا النهي عن المكروهات (21240) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا عمر لا تحملوا على شيعتنا وارفقوا بهم، فان الناس لا يحتملون ما تحملون. (21241) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
(2) التهذيب 6: 180 / 369. (3) الزهد: 5 / 7. (4) نهج البلاغة 3: 231 / 329.
(1) تقدم في الباب 12 من هذه الابواب. الباب 14 فيه 9 احاديث (1) الكافي 8: 334 / 522. (2) الكافي 2: 35 / 1. (*)
[ 160 ]
الحسن بن محبوب عن عمار بن أبي الاحوص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله وضع الايمان على سبعة أسهم: على البر، والصدق، واليقين، والرضا، والوفاء، والعلم، والحلم، ثم قسم ذلك بين الناس، فمن جعل فيه السبعة الاسهم فهو كامل محتمل، وقسم لبعض الناس السهم، ولبعضهم السهمين، ولبعضهم الثلاثة حتى انتهوا إلى سبعة ثم قال: لا تحملوا على صاحب السهم سهمين، ولا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهظوهم، ثم قال كذلك حتى انتهى إلى سبعة. (21242) 3 - وعن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن فضال، عن حسن بن الجهم، عن أبي اليقظان عن يعقوب بن الضحاك، عن رجل (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - أنه جرى ذكر قوم، قال: فقلت له: إنا لنبرأ منهم إنهم لا يقولون ما نقول، قال: فقال: يتولونا ولا يقولون ما تقولون تبرأون منهم ؟ قلت: نعم، قال: فهو ذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم - إلى أن قال: - فتولوهم ولا تبرأوا منهم إن من المسلمين من له سهم، ومنهم من له سهمان، ومنهم من له ثلاثة أسهم، ومنهم من له أربعة أسهم، ومنهم من له خمسة أسهم، ومنهم من له ستة أسهم، ومنهم
من له سبعة أسهم، فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين ولا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة، ولا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الاربعة ولا صاحب الاربعة، على ما عليه صاحب الخمسة، ولا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة، ولا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة، وسأضرب لك مثلا، إن رجلا
(3) الكافي 2: 35 / 2. (1) في المصدر: عن رجل من اصحابنا سراج وكان خادما لابي عبد الله (عليه السلام). (*)
[ 161 ]
كان له جار وكان نصرانيا فدعاه إلى الاسلام وزينه له فأجابه، فأتاه سحيرا فقرع عليه الباب، فقال: من هذا ؟ قال: أنا فلان، قال: وما حاجتك ؟ قال توضأ والبس ثوبيك ومر بنا إلى الصلاة، قال: فتوضأ ولبس ثوبيه وخرج معه، قال: فصليا ما شاء، الله ثم صليا الفجر، ثم مكثا حتى أصبحا، فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله، فقال له الرجل: أين تذهب ؟ النهار قصير، والذي بينك وبين الظهر قليل، قال: فجلس معه إلى أن صلى الظهر، ثم قال: وما بين الظهر والعصر قليل، فاحتبسه حتى صلى العصر، قال: ثم قام وأراد أن ينصرف إلى منزله فقال له: ان هذا آخر النهار وأقل من أوله، فاحتبسه حتى صلى المغرب، ثم أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له: إنما بقيت صلاة واحدة، قال: فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ثم تفرقا، فلما كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب، فقال: من هذا ؟ قال: أنا فلان، قال: وما حاجتك ؟ قال: توضأ والبس ثوبيك واخرج فصل، قال: اطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني، وأنا إنسان مسكين وعلي عيال، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أدخله في شئ أخرجه منه، أو قال: أدخله من
مثل ذه وأخرجه من مثل هذا. (21243) 4 - وعن أحمد بن محمد، عن الحسن بن موسى، عن أحمد بن عمر، عن يحيى بن أبان، عن شهاب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الخلق لم يلم أحد أحدا، فقلت: أصلحك الله فكيف ذلك ؟ فقال إن الله خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءا، ثم جعل الاجزاء أعشارا، فجعل الجزء عشرة أعشار، ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء، وفي آخر عشرى جزء حتى بلغ به جزءا تاما، وفي آخر جزءا وعشر جزء، وفي آخر جزءا وعشري جزء، وآخر جزءا وثلاثة أعشار جزء حتى بلغ به جزئين تامين،
(4) الكافي 2: 37 / 1. (*)
[ 162 ]
ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزءا، فم لم يجعل فيه إلا عشر جزء لم يقدر أن يكون مثل صاحب العشرين، وكذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الاعشار (1)، وكذلك من تم له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزئين ولو علم الناس ان الله عزوجل خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا. (21244) 5 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن عثمان، عن محمد بن حماد الخزاز، عن عبد العزيز القراطيسى قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شئ حتى ينتهى إلى العاشرة، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو
فوقك، وإذا رأيت من هو اسفل منك بدرجة فارفعه (1) إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فان من كسر مؤمنا فعليه جبره. ورواه الصدوق في (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن ابي عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن ابي عثمان مثله (2). وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن الحسين بن معاوية، عن محمد بن حماد نحوه وزاد في الروايتين: وكان المقداد في الثامنة وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة (3).
(1) في المصدر: صاحب الثلاثة الاعشار. (5) الكافي 2: 37 / 2. (1) في المصدر: فارفقه. (2) الخصال: 447 / 48. (3) الخصال: 448 / 49. (*)
[ 163 ]
(21245) 6 - وعنه عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن سدير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن المؤمنين على منازل، منهم على واحدة، ومنهم على اثنتين، ومنهم على ثلاث، ومنهم على أربع، ومنهم على خمس، ومنهم على ست ومنهم على سبع، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو، وعلى صاحب الثنتين ثلاثا لم يقو، وعلى صاحب الثلاث أربعا لم يقو، وعلى صاحب الاربع خمسا لم يقو، وعلى صاحب الخمس ستا لم يقو، وعلى صاحب الست سبعا لم يقو، وعلى هذه الدرجات.
(21246) 7 - وعنه عن أحمد عن علي بن الحكم، عن محمد بن سنان، عن الصباح بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أنتم والبراءة يبرأ بعضكم من بعض، إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض، وبعضهم أكثر صلاة من بعض، وبعضهم أنفذ بصرا (1) من بعض وهي الدرجات. (21247) 8 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمد الاصفهاني، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى (عليه السلام) قال: لا تعيرن أحدا بذنب، وإن أحب الامور إلى الله ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة، ورأس الحكمة مخافة الله عزوجل.
(21248) 9 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عمار بن أبي الاحوص قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إن عندنا قوما يتولون بأمير المؤمنين (عليه السلام) ويفضلونه على الناس كلهم، وليس يصفون ما نصف من فضلكم، أنتولاهم ؟ فقال لي: نعم في الجملة، أليس عند الله ما لم يكن عند رسول الله (صلى الله عليه
وآله)، ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الله ما ليس لنا، وعندنا ما ليس عندكم، وعندكم ما ليس عند غيركم إن الله وضع الاسلام على سبعة أسهم: على الصبر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم، ثم قسم ذلك بين الناس، فمن جعل فيه هذه السبعة الاسهم فهو كامل محتمل، ثم قسم لبعض الناس السهم، ولبعضهم السهمين، ولبعض الثلاثة الاسهم ولبعض الاربعة الاسهم، ولبعض الخمسة الاسهم، ولبعض الستة الاسهم، ولبعض السبعة الاسهم، فلا تحملوا على صاحب السهم سهمين، ولا على صاحب السهمين ثلاثة أسهم، ولا على صاحب الثلاثة أربعة أسهم، ولا على صاحب الاربعة خمسة أسهم ولا على صاحب الخمسة ستة أسهم، ولا على صاحب الستة سبعة أسهم فتثقلوهم وتنفروهم، ولكن ترفقوا بهم وسهلوا لهم المدخل، وسأضرب لك مثلا تعتبر به إنه كان رجل مسلم، وكان له جار كافر، وكان الكافر يرافق المؤمن (1)، فلم يزل يزين له الاسلام حتى أسلم، فغدا عليه المؤمن فاستخرجه من منزله فذهب به إلى المسجد ليصلي معه الفجر جماعة، فلما صلى قال له: لو قعدنا نذكر الله حتى تطلع الشمس، فقعد معه، فقال له: لو تعلمت القرآن إلى أن تزول الشمس وصمت اليوم كان أفضل، فقعد معه وصام حتى صلى الظهر والعصر، فقال له: لو صبرت حتى تصلي المغرب والعشاء الآخرة كان
(9) الخصال: 354 / 35. (1) في المصدر زيادة: فأحب المؤمن للكافر الاسلام. (*)
[ 165 ]
أفضل، فقعد معه حتى صلى المغرب والعشاء الآخرة ثم نهضا، وقد بلغ مجهوده، وحمل عليه ما لا يطيق، فلما كان من الغد غدا عليه وهو يريد مثل
ما صنع بالامس، فدق عليه بابه، ثم قال له: اخرج حتى نذهب إلى المسجد، فأجابه أن انصرف عني فان هذا دين شديد لا أطيقه، فلا تخرقوا بهم، أما علمت أن امارة بني امية كانت بالسيف والعسف والجور، وأن إمامتنا (2) بالرفق والتألف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد، فرغبوا الناس في دينكم وفي ما أنتم فيه. 15 - باب وجوب الحب في الله، والبغض في الله، والاعطاء في الله والمنع في الله. (21249) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد، وعن على بن إبراهيم، عن أبيه، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل ايمانه. (21250) 2 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سعيد الاعرج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أوثق عرى الايمان أن تحب في الله، وتبغض في الله وتعطي في الله، وتمنع في الله.
(2) في المصدر: إمارتنا. وتقدم ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 10 من هذه الابواب، وما يدل عليه بعمومه في الباب 27 من ابواب جهاد النفس. الباب 15 فيه 21 حديثا (1) الكافي 2: 101 / 1، والمحاسن: 263 / 330. (2) الكافي 2: 102 / 2، والمحاسن: 263 / 328. (*)
[ 166 ]
ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) وفي (المجالس) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب مثله (1). (21251) 3 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ود المؤمن للمؤمن (1) في الله من أعظم شعب الايمان ألا ومن أحب في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله. ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن محبوب (2) وكذا الذى قبله وكذا الحديث الاول. (21252) 4 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبى بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد اضاء نور وجوههم ونور أجسادهم ونور منابرهم على كل شئ، حتى يعرفوا به، فيقال: هؤلاء المتحابون في الله. ورواه البرقي في (المحاسن) عن الحسن بن علي الوشاء نحوه. وعن أبيه مرسلا عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه (1). ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن
أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن (عليه السلام) نحوه (2). (21253) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن على، عن عمر بن جبلة (1)، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المتحابون في الله يوم القيامة على ارض زبرجدة خضرا في ظل عرشه عن يمينه - وكلتا يديه يمين - وجوههم أشد بياضا، وأضوء من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، يقول الناس: من هؤلاء ؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله (21254) 6 - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالى، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: إذا جمع الله الاولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: اين المتحابون في الله ؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين ؟ فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، قال: ويقولون: وأي ضرب انتم من الناس ؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قال: فيقولون: أي شئ كانت أعمالكم ؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، قال: فيقولون: نعم أجر العاملين.
(21255) 7 - وعنهم، عن أحمد، عن علي بن حسان، عمن ذكره، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث من علامات المؤمن: علمه بالله، ومن يحب، ومن يبغض. ورواه البرقي في (المحاسن) (1) وكذا الحديثان قبله. (21256) 8 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قد يكون حب في الله ورسوله، وحب في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله وما كان في الدنيا فليس بشئ. ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد مثله (2). (21257) 9 - محمد بن على بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو، وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، (عليهم السلام) - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) - قال: يا علي من أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في الله.
(21258) 10 - وفي (عيون الاخبار) بأسانيده الآتية (1) عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) - في كتابه إلى المأمون - قال: وحب أولياء الله عزوجل واجب، وكذلك بغض أعدائهم والبراءة منهم ومن أئمتهم. (21259) 11 - وفي كتاب (الاخوان) بإسناده عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله عمودا من زبرجد أعلاه معقود بالعرش، وأسفله في تخوم الارضين السابعة عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف مقصورة، في كل مقصورة سبعون ألف حوراء، قد أعد الله ذلك للمتحابين في الله، والمتباغضين في الله. (21260) 12 - الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) عن الباقر (عليه السلام) قال: احبب حبيب آل محمد (صلى الله عليه وآله) وإن كان فاسقا زانيا، وابغض مبغض آل محمد (صلى الله عليه وآله) وإن كان صواما قواما. (21261) 13 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه.
(21262) 14 - وعنه (عليه السلام) قال: من أوثق عرى الايمان أن تحب لله، وتبغض لله، وتعطى في الله، وتمنع في الله.
(10) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 124. (1) تاتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز (ب). (11) مصادقة الاخوان: 50 / 5. (12) إرشاد القلوب: 256، واورده عن امالي الطوسي في الحديث 19 من الباب 17 من هذه الابواب. (13) الزهد: 17 / 34. (14) الزهد: 17 / 35. (*)
[ 170 ]
(21263) 15 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن صباح الحذاء، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - في حديث - قال: إذا كان يوم القيامة ينادى مناد من الله عزوجل يسمع آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: أين جيران الله جل جلاله في داره ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون: ما كان عملكم في دار الدنيا فصرتم اليوم جيران الله تعالى في داره ؟ فيقولون: كنا نتحاب في الله، ونتوازر في الله تعالى قال: فينادي مناد من عند الله تعالى: صدق عبادي خلوا سبيلهم، فينطلقون إلى جوار الله في الجنة بغير حساب، ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): فهؤلاء جيران الله في داره يخاف الناس ولا يخافون ويحاسب الناس ولا يحاسبون.
(21264) 16 - أحمد بن محمد بن خالد في (المحاسن) عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن فضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحب والبغض، أمن الايمان هو ؟ فقال: وهل الايمان إلا الحب والبغض، ثم تأول هذه الآية: (و... حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون) (1). ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير (2)،
(15) امالي الطوسي 1: 100، واورد صدره في الحديث 15 من الباب 19 من ابواب جهاد النفس. وقطعة منه في الحديث 10 من الباب 112 من ابواب احكام العشرة. (16) المحاسن: 262 / 326. (1) الحجرات 49: 7. (2) في الكافي: حماد. (*)
[ 171 ]
عن حريز مثله (3). (21265) 17 - وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة زياد الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - أنه قال له: يا زياد ويحك وهل الدين إلا الحب ؟ ألا ترى إلى قوله: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) (1) أولا ترى قول الله لمحمد (صلى الله عليه وآله): (حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم) (2) وقال: (يحبون من هاجر إليهم) (3) فقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين. (21266) 18 - وعن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان،
عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ويل لمن يبدل نعمة الله كفرا، طوبى للمتحابين في الله. (21267) 19 - وعن محمد بن خالد الاشعري، عن إبراهيم بن محمد الاشعري، عن حسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أحب الله وأبغض عدوه لم يبغضه لوتر وتره في الدنيا ثم جاء يوم القيامة بمثل زبد البحر ذنوبا كفرها الله له. (21268) 20 - وعن علي بن محمد القاسانى، عمن ذكره، عن
(3) الكافي 2: 102 / 5. (17) المحاسن: 262 / 327. (1) آل عمران 3: 31. (2) الحجرات 49: 7. (3) الحشر 59: 9. (18) المحاسن: 265 / 340. (19) المحاسن: 265 / 341. (20) المحاسن: 266 / 345، واورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 16 من ابواب العشرة. (*)
[ 172 ]
عبد الله بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حب الابرار للابرار ثواب للابرار، وحب الابرار للابرار فضيلة للابرار، وحب الفجار للابرار زين للابرار، وبغض الابرار للفجار خزي على الفجار. ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بسنده عن عبد الله بن القاسم الجعفري مثله (1). (21269) 21 - وبهذا الاسناد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: من وضع حبه في غير موضع فقد تعرض للقطيعة. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1) ويأتي ما يدل عليه (2). 16 - باب استحباب اقامة السنن الحسنة، واجراء عادات الخير والامر بها وتعليمها، وتحريم اجراء عادات الشر. (21270) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد البرقي، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي
(1) مصادقة الاخوان: 50 / 4. (21) المحاسن: 266 / 346. (1) تقدم في الحديثين 1، 3 من الباب 8 من هذه الابواب، وفي الباب 5 من ابواب المستحقين للزكاة، وفي الحديث 3 من الباب 122 من ابواب العشرة، وفي الباب 97 من ابواب المزار، وفي الحديث 31 من الباب 4 وفي الحديثين 1 و 2 من الباب 94 من ابواب جهاد النفس، وفي الحديثين 2، 35 من الباب 1 من ابواب الصوم المندوب. (2) ياتي في الباب 17، وفي الحديثين 1، 2 من الباب 18 من هذه الابواب، وفي الباب 30 من ابواب ما يكتسب به، وفي الباب 19 من ابواب آداب المائدة. الباب 16 فيه 11 حديثا (1) الكافي 1: 27 / 3. (*)
[ 173 ]
بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من علم خيرا فله مثل أجر من عمل به قلت: فان علمه غيره يجرى ذلك له ؟ قال: إن علمه الناس كلهم جرى له، قلت: فان مات ؟ قال: وإن مات. (21271) 2 - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن
العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به، ولا ينقص اولئك من اجورهم شيئا، ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص اولئك من أوزارهم شيئا. (21272) 3 - محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الاعمال) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الدال على الخير كفاعله. (21273) 4 - وعن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد (1)، عن أبي عبد الله البرقي عمن رواه، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يتكلم الرجل بكلمة حق يؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها، ولا يتكلم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلا كان عليه وزر من أخذ بها. (21274) 5 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
(2) الكافي 1: 27 / 4. (3) ثواب الاعمال: 15، واورده في الحديث 19 من الباب 1 من هذه الابواب، وفي الحديث 5 من الباب 1 من ابواب فعل المعروف. (4) ثواب الاعمال: 160 / 1. (1) في المصدر: احمد بن محمد. (5) ثواب الاعمال: 160 / 1. (*)
[ 174 ]
الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن ميمون القداح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما عبد من عباد الله سن سنة هدى كان له مثل أجر من عمل بذلك من غير أن ينقص
من اجورهم شئ، وأيما عبد من عباد الله سن سنة ضلال كان عليه مثل وزر من فعل ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم شئ (1). (21275) 6 - وفي (الامالي) عن محمد بن علي، عن على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنة هدى سنها فهي يعمل بها بعد موته، وولد صالح يستغفر له. ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عيسى (1). ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد مثله (2). (21276) 7 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن ابن محبوب، عن إسماعيل الجعفي (1) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من استن بسنة عدل فاتبع كان له أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شئ، ومن استن سنة جور فاتبع كان عليه مثل وزر من عمل به
(1) في نسخة: شيئا (هامش المخطوط). (6) امالي الصدوق: 38 / 7، واورده في الحديث 1 من الباب 1 من ابواب احكام الوقوف والصدقات. (1) الكافي 7: 56 / 1. (2) التهذيب 9: 232 / 909. (7) المحاسن: 27 / 8. (1) في المصدر: إسماعيل الجعفري. (*)
[ 175 ]
من غير أن ينتقص من أوزارهم شئ.
(21277) 8 - وعن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن أبيه سيف بن عميرة، عن أبي جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تمسك بسنتي في اختلاف أمتي كان له أجر مائة شهيد. (21278) 9 - وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن محمد البجلي، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من عمل باب هدى كان له أجر من عمل به ولا ينقص اولئك من اجورهم، ومن عمل باب ضلال كان عليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص اولئك من أوزارهم. (21279) 10 - وعن الحسن بن علي بن يقطين، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن سن على نفسه سنة حسنة أو شيئا من الخير ثم حال بينه وبين ذلك حائل إلا كتب الله له ما أجرى على نفسه أيام الدنيا (21280) 11 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن علي (عليه السلام) - في خطبة له - قال: وما احدثت بدعة إلا تركت بها سنة، فاتقوا البدع، والزموا المهيع (1) إن عوازم الامور أفضلها، وإن محدثاتها شرارها.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في الوقوف (2). 17 - باب وجوب حب المؤمن وبغض الكافر وتحريم العكس (21281) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري جميعا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله الجنة بحبكم، وإن الرجل ليبغضكم وما يعلم ما أنتم عليه فيدخله الله ببغضكم النار. (21282) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وابن فضال جميعا عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لاخيه. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر مثله (1). (21283) 3 - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن
(2) ياتي في الاحاديث 2، 3، 4، 5، 10 من الباب 1 من ابواب احكام الوقوف والصدقات، وفي الحديث 1 من الباب 20 من ابواب إحياء الموات. وتقدم ما يدل عليه في الحديث 21 من الباب 1 من هذه الابواب، وفي الحديث 3 من الباب 30 من ابواب الاحتضار، وفي الحديث 1 من الباب 5 من ابواب جهاد العدو. الباب 17 فيه 19 حديثا (1) الكافي 2: 103 / 10.
(2) الكافي 2: 104 / 15. (1) المحاسن: 263 / 333. (3) الكافي 2: 104 / 14، والمحاسن: 264 / 334. (*)
[ 177 ]
مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المسلمين يلتقيان فأفضلهما أشدهما حبا لصاحبه. (21284) 4 - وعنهم، عن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن يحيى فيما اعلمه عن عمرو بن مدرك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاصحابه: أي عرى الايمان أوثق ؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصوم، وقال بعضهم: الحج والعمرة، وقال بعضهم: الجهاد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل ما قلتم فضل، وليس به، ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في الله، وتوالي أولياء الله، والتبرى من أعداء الله. ورواه البرقي في (المحاسن) بالاسناد المذكور مثله (1). ورواه الصدوق في (معاني الاخبار) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن علي بن يحيى، عن على بن مروك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2). (21285) 5 - وعن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران السبيعي، عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له. (21286) 6 - وبالاسناد الآتي (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في
وصيته لاصحابه - قال: أحبوا في الله من وصف صفتكم، وابغضوا في الله من خالفكم، وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم، ولا تبذلوها لمن يرغب عن صفتكم. (21287) 7 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الاخبار) و (عيون الاخبار) و (المجالس) و (صفات الشيعة) و (العلل) عن محمد بن القاسم الاسترابادي (1)، عن يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار (2)، عن أبويهما عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه (عليهم السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله احبب في الله وابغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنه لن (3) تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا، فقال الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم أنى قد واليت في الله، وعاديت في الله، ومن ولى الله حتى أو إليه، ومن عدوه حتى أعاديه ؟ فأشار له رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فقال:
أترى هذا ؟ قال: بلى، قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، وال ولي هذا ولو انه قاتل ابيك وولدك، وعاد عدوه هذا ولو انه أبوك أو ولدك.
(7) معاني الاخبار: 399 / 58، وعيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 291 / 41، وامالي الصدوق: 19 / 7، وصفات الشيعة: 45 / 65، وعلل الشرائع: 140 / 1. (1) في نسخة: محمد بن ابي القاسم الاسترآبادي. (2) في المعاني: علي بن محمد بن سنان. (3) في نسخة: لا (هامش المخطوط). (*)
[ 179 ]
(21288) 8 - وفي كتاب (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن الصلت (1) عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من حب الرجل دينه حبه لاخوانه. (21289) 9 - وفي (صفات الشيعة) عن محمد بن موسى بن المتوكل، (عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،) (1) عن الحسن بن علي الخزاز قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال، فقلت: بماذا ؟ قال: بموالاة أعدائنا، ومعاداة أوليائنا إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الامر فلم يعرف مؤمن من منافق. (21290) 10 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا، لانهم منا خلقوا من
طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا - إلى أن قال: - من رد عليهم فقد رد على الله، ومن طعن عليهم فقد طعن على الله، لانهم عباد الله حقا، وأولياؤه صدقا، والله وإن احدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله فيهم لكرامته على الله عزوجل. (21291) 11 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادى، عن
(8) الخصال: 3 / 4. (1) جليل القدر ممدوح كما ذكره الصدوق في اول كتاب إكمال الدين. (منه. قده). (9) صفات الشيعة: 8 / 14. (1) ليس في المصدر. (10) صفات الشيعة: 3 / 5. (11) صفات الشيعة: 7 / 11. (*)
[ 180 ]
أحمد بن محمد بن رضه، ولا اغتم الا اغتممنا لغمه، ولا يفرح الا خالد، عن ابن فضال، عن الرضا (عليه السلام) قال: من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله، ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله، وحق على الله أن يدخله نار جهنم. (21292) 12 - وفي (المجالس) و (صفات الشيعة) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين بن زيد (1)، محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل (2)، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من أحب كافرا فقد أبغض الله، ومن أبغض كافرا فقد أحب الله، ثم قال (عليه السلام): صديق عدو الله عدو الله. (21293) 13 - وفي (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحبنا وأبغض عدونا في الله من غير ترة وترها إياه في شئ من الدنيا ثم مات على ذلك فلقي الله وعليه مثل زبد البحر ذنوبا غفرها الله له. (21294) 14 - وعن أبيه، عن سعد (1)، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي
(12) امالي الصدوق: 484 / 8، وصفات الشيعة: 9 / 15. (1) في الامالي: الحسين بن زيد. (2) ورد السند في صفات الشيعة هكذا: ابي، عن العلاء بن الفضيل، عن ابي عبد الله (عليه السلام). (13) ثواب الاعمال: 204 / 1. (14) ثواب الاعمال: 220 / 1. (1) ليس في المصدر. (*)
[ 181 ]
عبد الله (عليه السلام) قال: من فضل الرجل عند الله محبته لاخوانه، ومن عرفه الله محبة اخوانه أحبه الله، ومن أحبه الله وفاه أجره يوم القيامة. (212295) 15 - وعن أبيه، عن على بن الحسين الكوفي (1)، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: ان الله عزوجل إذا أراد أن يصيب أهل الارض بعذاب يقول: لولا الذين يتحابون في، ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالاسحار لولاهم لانزلت عليهم عذابي. (21296) 16 - وفي (عيون الاخبار) بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن
الرضا (عليه السلام) - في كتابه إلى المأمون - قال: وحب أولياء الله واجب وكذلك بغض أعداء الله، والبراءة منهم ومن أئمتهم. وفي (الخصال) بإسناده عن الاعمش عن الصادق (عليه السلام) - في حديث شرائع الدين - نحوه (1). (21297) 17 - وفي (عيون الاخبار) عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن أبيه، عن إبراهيم، بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) - في حديث - قال: إنما وضع الاخبار عنا في الجبر والتشبيه الغلاة الذين صغروا عظمة الله، فمن أحبهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن قطعهم فقد
(15) ثواب الاعمال: 211 / 1، واورده في الحديث 3 من الباب 8 من ابواب احكام المساجد. (1) في المصدر: علي بن الحسن الكوفي. (16) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 124 / 1. (1) الخصال: 607 / 9. (17) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 142 / 45. (*)
[ 182 ]
وصلنا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن جفاهم فقد برنا، ومن برهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن ردهم فقد قبلنا، ومن قبلهم فقد ردنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن الينا، ومن صدقهم فقد كذبنا، ومن كذبهم فقد صدقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا، يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا.
(21298) 18 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من (جامع البزنطي) عن أبي جعفر وأبي الحسن (عليهما السلام) لا لوم على من أحب قومه وإن كانوا كفارا، قال: فقلت له: فقول الله: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله) (1) فقال: ليس حيث تذهب إنه يبغضه في الله ولا يواده ويأكله ولا يطعمه غيره من الناس أقول: الحب في أوله محمول على المجاز أو على اجتماع حبه وبغضه باعتبارين. (21299) 19 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن القاسم بن سهل بن الوكيل (1)، عن ظفر بن حمدون، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمري، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عمرو بن شمر، عن يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين (عليه السلام) قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: إني وجدت في كتب أبي أن عليا
(18) مستطرفات السرائر: 58 / 25. (1) المجادلة 58: 22. (19) امالي الطوسي 2: 20، واورده عن الارشاد في الحديث 12 من الباب 15 من هذه الابواب. (1) في المصدر: أبو القاسم بن شبل بن اسد الوكيل وفي نسخة مصححة منه: أبو القاسم علي بن شبل بن اسد الوكيل. (*)
[ 183 ]
(عليه السلام) قال: لابي: يا ميثم احبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صواما قواما، فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية) (2) ثم التفت إلي وقال: هم والله أنت وشيعتك،
وميعادك وميعادهم الحوض غدا، غرا محجلين متوجين، فقال: أبو جعفر (عليه السلام): هكذا هو عندنا في كتاب علي (عليه السلام). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتى ما يدل عليه (4). 18 - باب وجوب حب المطيع وبغض العاصى وتحريم العكس (21300) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن العرزمي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك فان كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك، وإذا كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك والمرء مع من أحب. ورواه البرقي في (المحاسن) مثله (1).
(2) البينة 98: 7. (3) تقدم في البابين 8، 15 من هذه الابواب، وفي الحديثين 28، 31 من الباب 4، والحديثين 33، 36 من الباب 46 من ابواب جهاد النفس، وفي الحديث 39 من الباب 1 من ابواب مقدمة العبادات. (4) ياتي في الباب 18 من هذه الابواب. الباب 18 فيه 6 احاديث (1) الكافي 2: 103 / 11. (1) المحاسن: 263 / 331. (*)
[ 184 ]
ورواه الصدوق في (العلل) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن العرزمي (2). ورواه في كتاب (الاخوان) بإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (3). (21301) 2 - وعنهم، عن أحمد، عن أبي علي الواسطي عن الحسين بن أبان، عمن ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو أن رجلا أحب رجلا لله لاثابه الله على حبه إياه، وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار، ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لاثابه الله على بغضه وإن كان المبغض في علم الله من اهل الجنة. ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بسنده مثله (1). أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن أبي علي مثله (2). (21302) 3 - وعن بعض أصحابنا، عن صالح بن بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الرجل ليحب ولي الله وما يعلم ما يقول فيدخله الله الجنة، وإن الرجل يبغض ولي الله وما يدرى ما يقول فيموت فيدخل النار. (21303) 4 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه السلام): طبعت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليهاء.
(21304) ورواه الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جبلت القلوب على حب من نفعها، وبغض من ضرها. أقول: هذا القسم مستثنى من الحكم السابق (1) لانه غير اختياري لكن قد تكون اسبابه اختيارية فيدخل تحت القدرة. (21305) 6 - وفي (عيون الاخبار) عن جعفر بن نعيم الشافاني، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الثقفي (1)، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، (ومن خذل ظالما فهو عادل) (2)، انه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا تنال ولاية الله إلا بالطاعة... الحديث. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3).
(5) الكافي 8: 152 / 140. (1) السابق في العنوان، وفي الاحاديث 1، 2، 3 من نفس الباب. (6) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 235 / 7. (1) في المصدر: إبراهيم بن محمد الهمداني. (2) في المصدر: ومن خذل عادلا فهو ظالم. (3) تقدم في الحديث 12 من الباب 3، وفي الابواب 8، 15، 17 من هذه الابواب، وفي الحديث 11 من الباب 4 من ابواب جهاد النفس.
وياتي ما يدل علي المقصود في البابين 37، 39 من هذه الابواب. (*)
[ 186 ]
19 - باب استحباب الدعاء إلى الايمان والاسلام مع رجاء القبول وعدم الخوف (21306) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن النصر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبي خالد القماط، عن حمران قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): أسألك أصلحك الله ؟ قال: نعم، فقلت: كنت على حال وأنا اليوم على حال اخرى، كنت أدخل الارض فادعو الرجل والاثنين والمرأة فينقذ الله من يشاء، وأنا اليوم لا أدعو أحدا، فقال: وما عليك أن تخلي بين الناس وبين ربهم، فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه، ثم قال: ولا عليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ، نبذا قلت: أخبرني عن قول الله عزوجل: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) (1) قال: من حرق أو غرق، ثم سكت، ثم قال: تأويلها الاعظم أن دعاها فاستجابت له. (21307) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): قول الله عزوجل في كتابه: (ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعا) (1) قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى ؟ قال: ذاك تأويلها الاعظم.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم مثله (2). (21308) 3 - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله عزوجل: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) (1) فقال: من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها. ورواه البرقي في (المحاسن) (2) وكذا الذى قبله. ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه (3)، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى مثله (4). (21309) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لابي جعفر الاحول: أتيت البصرة ؟ قال: نعم، قال: كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الامر ودخولهم فيه ؟ فقال: والله إنهم لقليل، ولقد فعلوا وإن ذلك لقليل، فقال: عليك بالاحداث فانهم أسرع إلى كل خير... الحديث.
ورواه الحميرى في (قرب الاسناد) عن محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخالق مثله (1). (21310) 5 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن الحسين بن علي الكلبي، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) ان رجلا قال له: أوصني، فقال: أوصيك ان لا تشرك بالله شيئا (1)، ولا تعص والديك - إلى ان قال: - وادع الناس إلى الاسلام، واعلم أن لك بكل من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب. (21311) 6 - محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال) عن محمد بن مسعود، عن محمد بن أحمد النهدي، عن معاوية بن حكيم، عن شريف بن سابق التفليسي، عن حماد السمندري، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إني أدخل إلى بلاد الشرك وان من عندنا يقولون: إن مت ثم حشرت معهم، قال: فقال لي: يا حماد إذا كنت ثم تذكر امرنا وتدعو إليه ؟ قلت: نعم، قال: فإذا كنت في هذه المدن مدن الاسلام تذكر أمرنا وتدعو إليه ؟ قال: قلت: لا، فقال لي: إنك إن مت ثم حشرت
أمة وحدك يسعى نورك بين يديك. ورواه الطوسى في (الامالى) كما مر في الجهاد (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك عموما (2) وخصوصا (3)، ويأتي ما يدل
(1) قرب الاسناد: 60. (5) الزهد: 20 / 44. (1) في الممصدر زيادة: وان قطعت واحرقت بالنار. (6) رجال الكشي 2: 634 / 635. (1) مر في الحديث 6 من الباب 36 من ابواب جهاد العدو. (2) تقدم في الابواب 1، 2، 3، 9 من هذه الابواب. (3) تقدم في الباب 10 من ابواب جهاد العدو. (*)
[ 189 ]
عليه (4)، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبين وجهه (5). 20 - باب تأكد استحباب دعاء الاهل إلى الايمان مع الامكان (21312) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إن لي أهل بيت وهم يسمعون منى، أفأدعوهم إلى هذا الامر ؟ فقال: نعم، إن الله يقول في كتابه: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) (1). ورواه البرقى في (المحاسن) عن علي بن النعمان (2). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3). 21 - باب عدم وجوب الدعاء إلى الايمان على الرعية،
وعدم جوازه مع التقية (21313) 1 - محمد بن يعقوب، عن أبي على الاشعري، عن محمد بن
(4) ياتي في الباب 20 من هذه الابواب. (5) ياتي في الباب 21 من هذه الابواب. الباب 20 فيه حديث واحد (1) الكافي 2: 168 / 1. (1) التحريم 66: 6. (2) المحاسن: 231 / 180. (3) تقدم في الباب 9، وبعمومه في البابين 1، 19 من هذه الابواب. الباب 21 فيه 6 احاديث (1) الكافي 2: 169 / 3. (*)
[ 190 ]
عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن مروان، عن الفضيل قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ندعو الناس إلى هذا الامر ؟ فقال: يا فضيل إن الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه حتى دخله في هذا الامر طائعا أو كارها. (21314) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن كليب بن معاوية الصيداوي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم والناس إن الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة فتركه وهو يجول لذلك ويطلبه، ثم قال: لو انكم إذا كلمتم الناس قلتم: ذهبنا حيث ذهب
الله، وأخترنا من اختار الله، اختار الله محمدا وأخترنا آل محمد (صلى الله عليه وآله). (21315) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن ثابت أبي سعيد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا ثابت ما لكم وللناس ؟ كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم، فوالله لو أن أهل السماء وأهل الارض اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا كفوا عن الناس، ولا يقول أحدكم: أخي وابن عمي وجاري، فان الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه، فلا يسمع بمعروف إلا عرفه، ولا بمنكر إلا أنكره ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره. (21316) 4 - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اجعلوا امركم هذا لله،
ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى السماء، ولا تخاصموا بدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب إن الله عز وجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (1) وقال: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) (2) ذروا الناس، فإن الناس أخذوا عن الناس، وإنكم أخذتم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) ولا سواء
وإني سمعت أبي (عليه السلام) يقول: إذا كتب الله على عبد أن يدخله في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (3). (21317) 5 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا تخاصموا الناس، فان الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا. (21318) 6 - وبالاسناد عن أبي بصير، قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): أدعو الناس إلى ما في يدي ؟ فقال: لا، قلت: إن استرشدني أحد ارشده ؟ قال: نعم، ان استرشدك فارشده، فان استزادك فزده، وإن جاحدك فجاحده (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
(1) القصص 28: 56. (2) يونس 10: 99. (3) فيه ذم تقليد غير المعصوم في رأيه لا في روايته (منه. قده). (5) المحاسن: 203 / 49. (6) المحاسن: 232 / 184. (1) في هذه الاحاديث دلالة على بطلان التفويض لا على إثبات الجبر، كما لا يخفى (منه. قده). (2) تقدم ما يدل على وجوب الدعاء الى الاسلام عند القتال في الباب 10 وعلى كيفية الدعاء في الباب 11 من ابواب جهاد العدو. (*)
[ 192 ]
22 - باب وجوب بذل المال دون النفس والعرض وبذل النفس دون الدين (21319) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من المال، والمال زينة من زينة الدنيا حسنة. وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد مثله (1). (21320) 2 - وعن على بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) أصابه: إذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم، واعلموا أن الهالك من هلك دينه، والحريب من حرب دينه، ألا وإنه لا فقر بعد الجنة، ألا وإنه لا غنى بعد النار، ولا يفك أسيرها، ولا يبرأ ضريرها. (21321) 3 - وعن محمد بن على بن معمر رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال. (21322) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن محمد بن
الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن
الحسن بن علي الخزاز قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: قال عيسى بن مريم (عليه السلام) للحواريين: يا بنى إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم، كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم. (21323) 5 - أحمد بن أبي عبد الله في (المحاسن) عن محمد بن إسماعيل رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا على أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها اللهم أعنه - إلى أن قال: - والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك. ورواه الكليني والشيخ والصدوق كما مر في جهاد النفس (1). أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2). 23 - باب عدم جواز الكلام في ذات الله والتفكر في ذلك، والخصومة في الدين والكلام بغير كلام الائمة (عليهم السلام). (21324) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن
(5) المحاسن: 17 / 48. (1) مر في الحديث 2 من الباب 4 من ابواب جهاد النفس. (2) ياتي في الباب 29 من هذه الابواب، وفي الحديث 41 من الباب 12 من ابواب صفات القاضي. الباب 23 فيه 32 حديثا (1) الكافي 1: 72 / 2، والتوحيد: 456 / 9. (*)
[ 194 ]
خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الله يقول: (وان إلى ربك المنتهى) (1) فإذا انتهى الكلام إلى الله فامسكوا. ورواه البرقى في (المحاسن) عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير مثله (2). (21325) 2 - وعن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا محمد ان الناس لا يزال بهم المنطق حتى يتكلموا في الله، فإذا سمعتم ذلك فقولوا: لا إله الا الله الواحد الذي ليس كمثله شئ ورواه البرقى في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله (1). (21326) 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا زياد إياك والخصومات، فانها تورث الشك، وتحبط العمل، وتردى صاحبها، وعسى أن يتكلم بالشئ فلا يغفر له إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى انتهى كلامهم إلى الله فتحيروا حتى أن كان الرجل ليدعى من بين يديه، فيجيب من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه. وفي رواية اخرى حتى تاهوا في الارض. ورواه الصدوق في (المجالس) عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر
الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، نحوه (1). وفي (التوحيد) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (2) وكذا الحديثان قبله. (21327) 4 - وعنهم عن ابن خالد، عن محمد بن عبد الحميد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إياكم والتفكر في الله، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظم خلقه. ورواه الصدوق في (التوحيد) عن أبيه، عن سعد عن محمد بن عبد الحميد مثله (1). (21328) 5 - وعنهم، عن ابن خالد، عن بعض أصحابه، عن الحسين بن مياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نظر في الله كيف هو ؟ هلك. ورواه البرقى في (المحاسن) مثله (1). (21329) 6 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة بن اعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان ملكا عظيم الشان كان في مجلس له فتناول الرب تبارك.
وتعالى ففقد فما يدرى أين هو ؟ ! (21330) 7 - وعن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): تكلموا في خلق الله، ولا تكلموا في الله، فان الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا تحيرا (1). ورواه الصدوق في كتاب (التوحيد) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، والذي قبله عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير مثله (2). (21331) 8 - قال الكليني في رواية اخرى عن حريز: تكلموا في كل شئ، ولا تتكلموا في ذات الله. (21332) 9 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحمن بن عتيك القصير (1) قال: سألت أبا جعفر (2) (عليه السلام) عن شئ من الصفة ؟ فرفع يده إلى السماء ثم قال: تعالى الجبار، تعالى الجبار، من تعاطى ماثم هلك.
(7) الكافي 1: 72 / 1.
(1) في التوحيد: لا يزيد إلا تحيرا (هامش المخطوط). (2) التوحيد: 454 / 1. (8) الكافي 1: 72 / 1. (9) الكافي 1: 74 / 10. (1) في التوحيد والمحاسن: عبد الرحيم القصير. (2) في المحاسن: ابا عبد الله (عليه السلام). (*)
[ 197 ]
ورواه الصدوق في كتاب (التوحيد) عن أبيه، عن على بن إبراهيم، عن أبيه نحوه (3) ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (4). (21333) 10 - وعنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: فقلت له: جعلت فداك اني سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لاصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد، وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق، وهذا نعقله وهذا لا نعقله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما قلت: ويل لهم ان تركوا ما أقول، وذهبوا إلى ما يريدون. (21334) 11 - محمد بن على بن الحسين في (المجالس) عن محمد بن الحسن، عن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اليسع، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم والتفكر في الله فان التفكر في الله لا يزيد إلا تيها، ان الله لا تدركه الابصار ولا يوصف بمقدار. ورواه في (التوحيد) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن
عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع مثله (1). (21335) 12 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن
(3) التوحيد: 456 / 8. (4) المحاسن: 237 / 207. (10) الكافي 1: 130 / 4. (11) امالي الصدوق: 340 / 3. (1) التوحيد: 457 / 14. (12) امالي الصدوق: 340 / 4، واورده عن الكافي في الحديث 5 من الباب 135 من ابواب العشرة. (*)
[ 198 ]
أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والخصومة في الدين، فانها تشغل القلب عن ذكر الله، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن وتستجيز الكذب. (21336) 13 - وفي كتاب (التوحيد) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: تكلموا في كل شئ، ولا تكلموا في الله. (21337) 14 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: اذكروا من عظمة الله ما شئتم، ولا تذكروا ذاته فإنكم لا تذكرون منه شيئا إلا وهو أعظم منه. (21338) 15 - وبالاسناد عن ابن رئاب، عن بريد العجلي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه فقال: ما جمعكم ؟ قالوا: اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته، قال: لن تدركوا التفكر في عظمته.
(21339) 16 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن الصيقل، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تكلموا فيما دون العرش، ولا تكلموا فيما فوق العرش، فإن قوما تكلموا في الله فتاهوا حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه.
ورواه البرقى في (المحاسن) عن الحسن بن على بن فضال مثله (1). (21340) 17 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دعوا التفكر في الله فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها، لان الله لا تدركه الابصار، ولا تبلغه الاخبار. (21341) 18 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد، عن على بن النعمان، وصفوان بن يحيى، عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل عليه قوم من هؤلاء الذين يتكلمون في الربوبية، فقال اتقوا الله وعظموا الله، ولا تقولوا ما لا نقول، فانكم إن قلتم وقلنا متم ومتنا، ثم بعثكم الله وبعثنا فكنتم حيث شاء الله وكنا.
(21342) 19 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن ضريس الكناسى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) إياكم والكلام في الله تكلموا في عظمته ولا تكلموا فيه فإن الكلام في الله لا يزيد إلا تيها. (21343) 20 - وعن على بن أحمد بن عمران، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد (1)، عن بعض
(1) المحاسن: 238 / 211. (17) التوحيد: 457 / 13. (18) التوحيد: 457 / 15. (19) التوحيد: 457 / 17. (20) التوحيد: 457 / 18. (1) في المصدر زيادة: عن علي بن حسان الواسطي. (*)
[ 200 ]
أصحابنا، عن زرارة قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): إن الناس قبلنا قد أكثروا في الصفة، فما تقول ؟ قال: مكروه أما تسمع الله يقول: (وإن إلى ربك المنتهى) (2) تكلموا فيما دون ذلك. (21344) 21 - وعن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: الخصومة تمحق الدين، وتحبط العمل، وتورث الشك. (21345) 22 - وبالاسناد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون إن المسلمين هم
النجباء. (21346) 23 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لا يخاصم إلا رجل ليس له ورع أو رجل شاك. (21347) 24 - وعن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن فضيل، عن أبي عبيدة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا أبا عبيدة إياك وأصحاب الخصومات والكذابين علينا، فانهم تركوا ما أمروا بعلمه، وتكلفوا علم السماء... الحديث.
(21348) 25 - وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم وجدال كل مفتون فان كل مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته، فإذا انقضت مدته أحرقته فتنته بالنار. (21349) 26 - وعن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عيسى قال: قرأت في كتاب علي بن هلال (1) عن الرجل - يعنى: أبا الحسن (عليه السلام) - أنه روي عن آبائك (عليهم السلام) أنهم نهوا عن الكلام في الدين، فتأول مواليك
المتكلمون بأنه انما نهى من لا يحسن أن يتكلم فيه فأما من يحسن أن يتكلم فلم ينهه، فهل ذلك كما تأولوا أم لا ؟ فكتب (عليه السلام): المحسن وغير المحسن لا يتكلم فيه، فإن اثمه أكبر من نفعه. (21350) 27 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن نجية القواس، عن علي بن يقطين قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): مر أصحابك أن يكفوا ألسنتهم ويدعوا الخصومة في الدين، ويجتهدوا في عبادة الله عزوجل. (21351) 28 - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن العباس بن عامر، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يخاصم إلا شاك أو من لا ورع له.
(25) التوحيد: 459 / 25، واورده عن الزهد في الحديث 8 من الباب 120 من ابواب العشرة. (26) التوحيد: 459 / 26. (1) في المصدر: علي بن بلال. (27) التوحيد: 460 / 29. (28) التوحيد: 460 / 30. (*)
[ 202 ]
(21352) 29 - وبالاسناد عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمر بن العزيز عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: متكلمو هذه العصابة من شر من هم منه من كل صنف. (21353) 30 - على بن موسى بن طاووس في كتاب (كشف المحجة) نقلا من كتاب عبد الله بن حماد الانصاري من أصل قرئ على الشيخ
هارون بن موسى التلعكبرى، عن عبد الله بن سنان قال: أردت الدخول على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لى مؤمن الطاق: استأذن لي على أبي عبد الله (عليه السلام)، فدخلت عليه فأعلمته مكانه، فقال: لا تأذن له علي، فقلت: جعلت فداك انقطاعه إليكم، وولاؤه لكم، وجداله فيكم، ولا يقدر أحد من خلق الله أن يخصمه، فقال: بلى يخصمه صبي من صبيان الكتاب، فقلت: جعلت فداك هو أجدل (1) من ذلك وقد خاصم جميع أهل الاديان فخصمهم، فكيف يخصمه غلام من الغلمان، وصبي من الصبيان ؟ فقال يقول له الصبى: أخبرني عن إمامك أمرك أن تخاصم الناس ؟ فلا يقدر أن يكذب علي، فيقول: لا، فيقول له: فأنت تخاصم الناس من غير أن يأمرك إمامك، فأنت عاص له فيخصمه يا ابن سنان لا تأذن له، علي فان الكلام والخصومات تفسد النية وتمحق الدين. (21354) 31 - وعن عاصم الحناط (1)، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا أبا عبيدة إياك وأصحاب الكلام والخصومات
ومجالستهم، فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه، وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه، حتى تكلفوا علم السماء يا أبا عبيدة خالط الناس بأخلاقهم وزايلهم بأعمالهم، يا أبا عبيدة إنا لا نعد الرجل فقيها حتى يعرف لحن القول، وهو قول الله:
(ولنعرفنهم في لحن القول) (2). (21355) 32 - وعن جميل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: متكلمو هذه العصابة من شرار من هم منهم. أقول: والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد وردت أحاديث كثيرة أيضا في النهى عن الكلام في القضاء والقدر في الامر بالكلام في البداء (1). 24 - باب وجوب التقية مع الخوف إلى خروج صاحب الزمان (عليه السلام) (21356) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) قال: بما صبروا على التقية (ويدرءون بالحسنة السيئة) (1) قال: الحسنة التقية، والسيئة: الاذاعة.
(2) محمد 47: 30. (32) كشف المحجة: 19. (1) تقدم ما يدل على ترك الخصومة في الدين في الحديثين 4، 5 من الباب 21 من هذه الابواب، وما يدل عليه بعمومه في الباب 135 من ابواب العشرة، وفي الحديث 1 من الباب 71 من ابواب المزار. وياتي ما يدل على ترك الخصومه في الحديث 71 من الباب 13 من ابواب صفات القاضي. الباب 24 فيه 36 حديثا (1) الكافي 2: 172 / 1. (1) القصص 28: 54. (*)
[ 204 ]
(21357) 2 - ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله، وزاد وقوله: (ادفع بالتى هي أحسن السيئة) (1) قال: التى هي أحسن: التقية. (21358) 3 - وبالاسناد عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الاعجمي (1) قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا با عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له... الحديث. (21359) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن القيام للولاة ؟ فقال: قال أبو جعفر (عليه السلام): التقية من دينى ودين آبائى، ولا إيمان لمن لا تقية له. (21360) 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: وأي شئ أقر لعيني من التقية، إن التقية جنة المؤمن. ورواه البرقى في (المحاسن) عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح نحوه (1).
(2) المحاسن: 257 / 297. (1) المؤمنون 23: 96. (3) الكافي 2: 172 / 2، والمحاسن: 259 / 309، واورد ذيله في الحديث 3 من الباب 25 من هذه الابواب. (1) في نسخة ابن عمر الاعجمي (هامش المخطوط).
(4) الكافي 2: 174 / 12. (5) الكافي 2: 174 / 14. (1) المحاسن: 258 / 301. (*)
[ 205 ]
(21361) 6 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): احذروا عواقب العثرات. (21362) 7 - وعن أبي على الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: التقية ترس المؤمن، والتقية حرز المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له... الحديث. (21363) 8 - وعنه، عن الحسن بن على الكوفى، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتقوا على دينكم، وأحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير، ولو أن الطير يعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شئ إلا أكلته، ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم انكم تحبونا اهل البيت لاكلوكم بألسنتهم، ولنحلوكم في السر والعلانية رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا. ورواه البرقى في (المحاسن) عن عدة من أصحابنا النهديان وغيرهما عن عباس بن عامر مثله (1). (21364) 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن
يحيى بن عمران الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء، عن حبيب بن بشير
(6) الكافي 2: 175 / 22. (7) الكافي 2: 175 / 23، واورده في الحديث 41 من الباب 8 من ابواب صفات القاضي. (8) الكافي 2: 172 / 5. (1) المحاسن: 257 / 300. (9) الكافي 2: 172 / 4. (*)
[ 206 ]
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الارض شئ أحب إلي من التقية، يا حبيب انه من كانت له تقية رفعه الله يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب ان الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد مثله (1). (21365) 10 - وعن على، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ولا تستوى الحسنة ولا السيئة) (1) قال: الحسنة التقية والسيئة: الاذاعة. وقوله عزوجل: (ادفع بالتى هي أحسن السيئة) (2) قال: التى هي أحسن: التقية (فإذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم) (3) (21366) 11 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الكنانى (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - انه قال: يا أبا عمر أبي الله إلا أن يعبد سرا، أبى الله عزوجل لنا ولكم في دينه الا التقية. (21367) 12 - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن
(1) المحاسن: 256 / 294. (10) الكافي 2: 173 / 6، والمحاسن: 257 / 297. (1 و 3) فصلت 41: 34. (2) المؤمنون 23: 96. (11) الكافي 2: 173 / 7، ولم نعثر عليه في المحاسن المطبوع. واورده في الحديث 17 من الباب 9 من ابواب صفات القاضي. (1) في المصدر: ابي عمرو الكناني. (12) الكافي 2: 175 / 17. (*)
[ 207 ]
محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كلما تقارب هذا الامر كان أشد للتقية. ورواه البرقى في (المحاسن) عن علي بن فضال، والذى قبله عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (1). (21368) 13 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: التقية ترس الله بينه وبين خلقه. (21369) 14 - وبإسناده الآتى (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رسالته إلى أصحابه قال: وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام بالتقية التى أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم... الحديث.
(21370) 15 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الاخبار) عن أبيه، عن على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما عبد الله بشئ أحب إليه من الخبء، قلت: وما الخبء ؟ قال: التقية. (21371) 16 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن
الحسين، عن علي بن اسباط عن على بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا - قال: اصبروا على المصائب وصابروهم على التقية، ورابطوا على من تقتدون به - واتقوا الله لعلكم تفلحون) (1). (21372) 17 - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه، عن سفيان بن سعيد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل (عليه السلام) - إلى أن قال: - وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
كان إذا أراد سفرا دارى بعيره (1) وقال (عليه السلام): أمرني ربي بمداراة الناس، كما أمرني باقامة الفرائض، ولقد أدبه الله عزوجل بالتقية، فقال: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقها إلا الذين صبروا) (2) الآية، يا سفيان من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من القرآن، وإن عز المؤمن في حفظ لسانه ومن لم يملك لسانه ندم... الحديث (3). (21373) 18 - وفي (العلل) عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن إبراهيم بن علي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لا خير فيمن لا تقية له، ولقد قال يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) (1) وما سرقوا. (21374) 19 - وعنه، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن محمد بن نصير (1)، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقية دين الله عزوجل، قلت من دين الله ؟ قال: فقال:
أي والله من دين الله، لقد قال يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) (2) والله ما كانوا سرقوا شيئا. (21375) 20 - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن على السكرى (1)، عن محمد بن زكريا الجوهرى، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: المؤمن علوى - إلى أن قال - والمؤمن مجاهد، لانه يجاهد أعداء الله عزوجل في دولة الباطل بالتقية، وفي دولة الحق بالسيف. (21376) 21 - وفي (الخصال) عن أبيه عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي يقول:
(1) يوسف 12: 70. (19) علل الشرائع: 51 / 2. (1) في المصدر: محمد بن ابي نصر. (2) يوسف 12: 70. (20) علل الشرائع: 467 / 22. (1) في المصدر: الحسن بن علي السكوني. (21) الخصال: 22 / 75. (*)
[ 210 ]
يا بني ما خلق الله شيئا أقر لعين أبيك من التقية. (21377) 22 - وبإسناده عن الاعمش، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) - في حديث شرايع الدين - قال: ولا يحل قتل احد من الكفار والنصاب في التقية إلا قاتل اوساع في فساد وذلك إذا لم تخف على
نفسك ولا على أصحابك، واستعمال التقية في دار التقية واجب ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه. (21378) 23 - وفي (صفات الشيعة) عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق (عليه السلام) انه قال: لا دين لمن لا تقية له، ولا ايمان لمن لا ورع له. (21379) 24 - سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن المعلي بن خنيس قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا معلي اكتم أمرنا ولا تذعه فانه من كتم أمرنا ولا يذيعه (1) أعزه الله في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه يقوده إلى الجنة، يا معلي إن التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلي إن الله يحب ان يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية، والمذيع لامرنا كالجاحد له.
(22) الخصال: 607 / 9، واورده عن تحف العقول في الحديث 10 من الباب 12 من ابواب جهاد العدو، وعن العيون في الحديث 6 من الباب 5 من ابواب حد المرتد. (23) صفات الشيعة: 3 / 3. (24) بصائر الدرجات: مخطوط، ومختصر بصائر الدرجات: 101، واورده عن الكافي والمحاسن في الحديث 6 من الباب 32 من هذه الابواب. (1) في المصدر: ولم يذعه. (*)
[ 211 ]
(21380) 25 - وعنهما، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبي كان يقول: أي شئ أقر للعين من التقية، إن التقية جنة المؤمن. (21381) 26 - علي بن محمد الخزاز في كتاب (الكفاية) عن محمد بن على بن الحسين عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن (علي بن معبد، عن الحسين بن خالد) (1)، عن الرضا (عليه السلام) قال: لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية، قيل: يابن رسول الله إلى متى ؟ قال: إلى قيام القائم، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا... الحديث ورواه الطبرسي في (اعلام الورى) عن علي بن إبراهيم (2) ورواه الصدوق في (إكمال الدين) عن أحمد بن زياد بن جعفر مثله (3). (21382) 27 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم مولانا علي بن محمد (عليه السلام) من مسائل داود الصرمي قال: قال لي: يا داود لو قلت: إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا.
(25) بصائر الدرجات: مخطوط، ومختصر بصائر الدرجات: 104. (26) كفاية الاثر: 270. (1) في إعلام الورى: علي بن الحسين بن خالد. (2) إعلام الورى: 434. (3) إكمال الدين: 371 / 5. (27) مستطرفات السرائر: 67 / 10، واورده عن الفقيه في الحديث 2 من الباب 57 من ابواب ما يمسك عنه الصائم. (*)
[ 212 ]
(21383) 28 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن الامام علي بن محمد (عليه السلام) عن آبائه قال: قال الصادق (عليه السلام): ليس منا من لم يلزم التقية، ويصوننا عن سفلة الرعية. (21384) 29 - وبهذا الاسناد قال: قال سيدنا الصادق (عليه السلام): عليكم بالتقية فانه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره. (21385) 30 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن)، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا خير فيمن لا تقية له، ولا إيمان لمن لا تقية له. (21386) 31 - وعن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن حبيب (1) عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (إن أكرمكم عند الله أتقكم) (2) قال: أشدكم تقية. (21387) 32 - محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن الحسن بن
(28) امالي الطوسي 1: 287. (29) امالي الطوسي 1: 299. (30) المحاسن: 257 / 299. (31) المحاسن: 258 / 302. (1) استظهر المصنف انه: عبد الله بن جندب. (2) الحجرات 49: 13.
(32) تفسير العياشي 1: 166 / 24. (*)
[ 213 ]
زيد بن علي (1)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له، ويقول: قال الله: (إلا أن تتقوا منهم تقاة) (2). (21388) 33 - وعن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (تجعل بيننا وبينهم سدا... فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) (1) قال: هو التقية. (21389) 34 - وعن المفضل قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قوله: (اجعل بينكم وبينهم ردما) (1) قال التقية (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) (2) قال إذا عملت بالتقية لم يقدروا لك على حيلة، وهو الحصن الحصين، وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا. (21390) 35 - قال: وسألته عن قوله: (فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء) (1) قال: رفع التقية عند الكشف فانتقم من أعداء الله. (21391) 36 - وعن حذيفة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ولا تلقوا
(1) في المصدر: الحسين بن زيد بن علي. (2) آل عمران 3: 28. (33) تفسير العياشي 2: 351 / 85. (1) الكهف 18: 94 - 97. (34) تفسير العياشي 2: 351 / 86. (1) الكهف 18: 95. (2) الكهف 18: 97.
(35) تفسير العياشي 2: 351 / ذيل حديث 86. (1) الكهف 18: 98. (36) تفسير العياشي 1: 87 / 218. (*)
[ 214 ]
بأيديكم إلى التهلكة) (1) قال: هذا في التقية. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 25 - باب وجوب التقية في كل ضرورة بقدرها، وتحريم التقية مع عدمها، وحكم التقية في شرب الخمر ومسح الخفين ومتعة الحج. (21392) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد عن ربعي، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: التقية في كل ضرورة، وصاحبها أعلم بها حين تنزل به. (21393) 2 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن إسماعيل الجعفي ومعمر بن يحيى بن سالم ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا: سمعنا أبا جعفر (عليه السلام) يقول: التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له. ورواه البرقي في (المحاسن) عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن محمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي وعدة من أصحابنا مثله (1).
(1) البقرة 2: 195. (2) تقدم في الحديث 9 من الباب 14 من هذه الابواب، وفي الباب 25 من ابواب مقدمة العبادات، وفي الحديث 4 من الباب 6 من ابواب صلاة الجماعة. (3) ياتي في الابواب 25 - 36 من هذه الابواب.
الباب 25 فيه 10 احاديث (1) الكافي 2: 174 / 13، واورده عن الفقيه في الحديث 7 من الباب 12 من ابواب الايمان. (2) الكافي 2: 175 / 18. (1) المحاسن: 259 / 308. (*)
[ 215 ]
(21394) 3 - وعنه عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابي عمر الاعجمي (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - انه قال: لا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شئ إلا في النبيذ والمسح على الخفين. ورواه البرقى في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير (2). ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن سهل بن زياد، عن اللؤلؤي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن جندب، عن أبي عمر الاعجمي مثله وزاد: إن تسعة أعشار الدين في التقية (3). (21395) 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقية من دين الله قلت: من دين الله ؟ قال: اي والله من دين الله، ولقد قال يوسف: (أيتها العير إنكم لسارقون) (1) والله ما كانوا سرقوا شيئا، ولقد قال إبراهيم: (إنى سقيم) (2) والله ما كان سقيما. ورواه البرقى في (المحاسن) مثله (3). (21396) 5 - وعن على، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة
(3) الكافي 2: 172 / 2، واورد صدره في الحديث 2 من الباب 24 من هذه الابواب.
(1) في نسخة: ابن عمر الاعجمي (هامش المخطوط). (2) المحاسن: 259 / 309. (3) الخصال: 22 / 79. (4) الكافي 2: 172 / 3. (1) يوسف 12: 70. (2) الصافات 37: 89. (3) المحاسن: 258 / 303. (5) الكافي 3: 32 / 2، واورده في الحديث 1 من الباب 38 من ابواب الوضوء، وفي الحديث 1 من = (*)
[ 216 ]
قال: قلت له: في مسح الخفين تقية ؟ فقال: ثلاثة لا أتقى فيهن أحدا: شرب المسكر، ومسح الخفين ومتعة الحج قال زرارة: ولم يقل الواجب عليكم أن لا تتقوا فيهن أحدا. (21397) 6 - وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - إن المؤمن إذا أظهر الايمان ثم ظهر منه ما يدل على نقضه خرج مما وصف وأظهر وكان له ناقضا إلا أن يدعي أنه انما عمل ذلك تقية، ومع ذلك ينظر فيه، فان كان ليس مما يمكن أن تكون التقية في مثله لم يقبل منه ذلك، لان للتقية مواضع من أزالها عن مواضعها لم تستقم له وتفسير ما يتقى مثل أن يكون قوم سوء ظاهر حكمهم وفعلهم على غير حكم الحق وفعله، فكل شئ يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لا يؤدي إلى الفساد في الدين فانه جائز. (21398) 7 - محمد بن عمر الكشي في كتاب (الرجال) عن نصر بن الصباح، عن إسحاق بن يزيد بن محمد البصري (1)، عن جعفر بن محمد بن
الفضيل (2)، عن محمد بن على الهمداني (3)، عن درست بن أبي منصور قال: كنت عند أبي الحسن موسى (عليه السلام) وعنده الكميت بن زيد، فقال للكميت: أنت الذي تقول: فالآن صرت إلى امي * ة والامور لها (4) إلى مصائر
= الباب 22 من ابواب الاشربة المحرمة. (6) الكافي 2: 134 / 1. (7) رجال الكشي 2: 465 / 364. (1) في المصدر: أبو يعقوب: إسحاق بن محمد البصري. (2) في المصدر: جعفر بن محمد بن الفضيل. (3) في المصدر: جعفر بن علي الهمداني. (4) في نسخة: إلى (هامش المخطوط). (*)
[ 217 ]
قال: قلت ذاك والله ما رجعت عن ايماني، وإني لكم لموال، ولعدوكم لقال ولكني قلته على التقية، قال: أما لئن قلت ذلك إن التقية تجوز في شرب الخمر. (21399) 8 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن ابن مسكان، عن عمر بن يحيى بن سالم (1)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: التقية في كل ضرورة. وعن النضر، عن يحيى الحلبي، عن معمر مثله. وعن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة نحوه (2). (21400) 9 - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج) عن
أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) - في حديث - ان الرضا (عليه السلام) جفا جماعة من الشيعة وحجبهم فقالوا: يا ابن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد الحجاب الصعب ؟ قال: لدعواكم انكم شيعة امير المؤمنين (عليه السلام) وانتم في اكثر أعمالكم مخالفون، ومقصرون في كثير من الفرائض، وتتهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتقون حيث لا تجب التقية، وتتركون التقية حيث لا بد من التقية.
(8) المحاسن: 259 / 307. (1) في المصدر: معمر بن يحيى بن سالم. (2) المحاسن: 259 / ذيل حديث 307. (9) الاحتجاج: 441. (*)
[ 218 ]
(21401) 10 - العياشي في (تفسيره) عن عمرو بن مروان الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رفعت عن أمتي أربع خصال: ما اضطروا إليه، وما نسوا، وما أكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وذلك في كتاب الله قوله: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) (1) وقول الله: (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (2). أقول: ويأتي ما يدل على بعض المقصود في أحاديث ذبيحة الناصب (3)، وفي الاشربة المحرمة (4) وغير ذلك (5)، وتقدم ما يدل على ذلك في الطهارة (6) والحج (7).
(10) تفسير العياشي 1: 160 / 534، واورده عن الكافي في الحديث 2 من الباب 56 من ابواب جهاد النفس. (1) البقرة 2: 286. (2) النحل 16: 106. (3) ياتي في الحديثين 5، 6 من الباب 28 من ابواب الذبائح. (4) ياتي في الباب 22 من ابواب الاشربة المحرمة. (5) ياتي في البابين 26، 29 من هذه الابواب، وفي الباب 12 من ابواب الايمان، وفي الباب 11 من ابواب آداب القاضي. (6) تقدم في البابين 32، 38 من ابواب الوضوء. (7) تقدم في الحديث 5 من الباب 3 من ابواب اقسام الحج، وتقدم ما يدل على التقية في الباب 24 من هذه الابواب، وفي الحديث 1 من الباب 71 من ابواب المزار، وفي الباب 56 من ابواب جهاد النفس. (*)
[ 219 ]
26 - باب وجوب عشرة العامة بالتقية (21402) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن درست الواسطي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف، ان كانوا ليشهدون الاعياد، ويشدون الزنانير (1)، فأعطاهم الله أجرهم مرتين. (21403) 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام الكندي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اياكم أن تعملوا عملا نعير به، فإن ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زينا، ولا تكونوا عليه شينا، صلوا في عشائرهم، وعودوا مرضاهم،
واشهدوا جنائزهم، ولا يسبقونكم إلى شئ من الخير فأنتم أولى به منهم، والله ما عبد الله بشئ أحب إليه من الخبء، قلت: وما الخبء ؟ قال التقية. (21404) 3 - وعن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن حمزة، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام)، خالطوهم بالبرانية (1)، وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الامرة صبيانية.
الباب 26 فيه 4 احاديث (1) الكافي 2: 173 / 8، واورده عن العياشي في الحديث 15 من الباب 29 من هذه الابواب. (1) الزنانير: جمع زنار وهو ما يشده النصارى والمجوس على اوساطهم، شعارا لهم يعرفون به، انظر (القاموس المحيط - زنر - 2: 41). (2) الكافي 2: 174 / 11. (3) الكافي 2: 175 / 20. (1) البرانية: الظاهر، والجوانية: الباطن (مجمع البحرين - برر - 3: 220). (*)
[ 220 ]
(21405) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه فحدثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2). 27 - باب وجوب طاعة السلطان للتقية (21406) 1 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن أحمد بن
زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم (1)، عن أبيه، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال لشيعته: لا تذلوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم، فان كان عادلا فاسألوا الله بقاه، وإن كان جائرا فاسألوا الله إصلاحه، فان صلاحكم في صلاح سلطانكم، وإن السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم، فاحبوا له ما تحبون لانفسكم، واكرهوا له ما تكرهون لانفسكم. (21407) 2 - وعن محمد بن علي بن بشار، عن علي بن إبراهيم
(4) الخصال: 25 / 89. (1) تقدم في الحديث 9 من الباب 14، وفي الحديث 31 من الباب 23، وفي الحديث 16 من الباب 24 من هذه الابواب، وفي الابواب، 1، 2، 3 من ابواب احكام العشرة، وفي الباب 6، وفي الحديث 3 من الباب 10، وفي الحديث 2 من الباب 56 من ابواب صلاة الجماعة. (2) ياتي في الباب 32 من هذه الابواب. الباب 27 فيه 3 احاديث (1) امالي الصدوق: 277 / 21. (1) في نسخة زيادة: عن ابيه (هامش المخطوط) وكذلك المصدر. (2) امالي الصدوق: 277 / 20. (*)
[ 221 ]
القطان، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن بكر، عن محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طاعة السلطان واجبة، ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله عزوجل، ودخل في نهيه، ان الله عزوجل
يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (1). (21408) 3 - وفي (عيون الاخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسن المدنى، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) - في حديث طويل - قال: لولا أنى سمعت في خبر عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ما أجبت. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2). 28 - باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية وقضاء حقوق الاخوان المؤمنين (21409) 1 - الحسن بن على العسكري (عليهما السلام) في (تفسيره) في قوله تعالى: (وعملوا الصالحات) (1) قال: قضوا الفرائض كلها بعد
(1) البقرة 2: 195. (3) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 76 / 5. (1) تقدم ما يدل عليه عموما في الباب 24، وخصوصا في الباب 57 من ابواب ما يمسك عنه الصائم. (2) ياتي في الحديث 10 من الباب 45 من ابواب ما يكتسب به، وفي الحديث 2 من الباب 11 من ابواب آداب القاضي. الباب 28 فيه 13 حديثا (1) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 320 / 161. (1) البقرة 2: 25. (*)
[ 222 ]
التوحيد واعتقاد النبوة والامامة، قال: وأعظمها فرضان: قضاء حقوق الاخوان في الله، واستعمال التقية من أعداء الله عزوجل. (21410) 2 - قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد لا رأس له - إلى أن قال: - وكذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه فانه يفوت ثواب حقوقهم فكان كالعطشان يحضره الماء البارد فلم يشرب حتى طغا (1)، وبمنزلة ذى الحواس الصحيحة لم يستعمل شيئا منها لدفع مكروه، ولا لانتفاع محبوب، فإذا هو سليب كل نعمة مبتلى بكل آفة. (21411) 3 - قال: وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): التقية من أفضل أعمال المؤمن، يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين، وقضاء حقوق الاخوان أشراف أعمال المتقين، يستجلب مودة الملائكة المقربين، وشوق الحور العين. (21412) 4 - قال: وقال الحسن بن علي (عليه السلام): إن التقية يصلح الله بها أمة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، فان تركها أهلك أمة تاركها شريك من أهلكهم، وإن معرفة حقوق الاخوان يحبب إلى الرحمن، ويعظم الزلفى لدى الملك الديان، وإن ترك قضائها يمقت إلى الرحمن ويصغر الرتبة عند الكريم المنان. (21413) 5 - قال: وقال الحسين بن على (عليه السلام): لولا التقية ما عرف ولينا من عدونا ولولا معرفة حقوق الاخوان ما عرف من السيئات شئ إلا عوقب على جميعها.
(2) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 320 / 162. (1) طغا الرجل: مات (القاموس - طغو - 4: 357). (3) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 320 / 163.
(4) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 321 / 164. (5) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 321 / 165. (*)
[ 223 ]
(21414 6 - قال: وقال علي بن الحسين (عليه السلام): يغفر الله للمؤمن كل ذنب، ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية، وتضييع حقوق الاخوان. (21415) 7 - قال: وقال محمد بن على (عليه السلام): أشرف أخلاق الائمة (1) والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية، وأخذ النفس بحقوق الاخوان. (21416) 8 - قال: وقال جعفر بن محمد (عليه السلام): استعمال التقية بصيانة الاخوان، فان كان هو يحمي الخائف فهو من أشرف خصال الكرم، والمعرفة بحقوق الاخوان من أفضل الصدقات والزكاة والحج والمجاهدات. (21417) 9 - قال: وقال موسى بن جعفر (عليه السلام) لرجل: لو جعل اليك التمني في الدنيا ما كنت تتمنى ؟ قال: كنت أتمنى أن أرزق التقية في ديني، وقضاء حقوق إخواني (1)، فقال: أحسنت اعطوه ألفي درهم. (21418) 10 - قال: وقال رجل للرضا (عليه السلام): سل لى ربك التقية الحسنة، والمعرفة بحقوق الاخوان، والعمل بما أعرف من ذلك، فقال: الرضا (عليه السلام): قد أعطاك الله ذلك لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم.
(6) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 321 / 166.
(7) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 321 / 167. (1) في نسخة: الامة (هامش المخطوط). (8) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 322 / 168. (9) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 322 / 169. (1) في المصدر زيادة: قال: فما بالك لم تسال الولاية لنا اهل البيت ؟ قال: ذاك اعطيته وهذا لم اعطه فانا اشكر الله علي ما اعطيت، واسال ربي عزوجل ما منعت. (10) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 323 / 170. (*)
[ 224 ]
(21419) 11 - قال: وقيل لمحمد بن على (عليه السلام): إن فلانا اخذ بتهمة فضربوه مأة سوط، فقال محمد بن على (عليه السلام): انه ضيع حق أخ مؤمن، وترك التقية، فوجه إليه فتاب. (21420) 12 - قال: وقيل لعلى بن محمد (عليه السلام): من اكمل الناس ؟ قال: أعلمهم بالتقية وأقضاهم لحقوق إخوانه - إلى ان قال: - في قوله تعالى: (والهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) (1) قال: الرحيم بعباده المؤمنين من شيعة آل محمد، وسع لهم في التقية يجاهرون باظهار موالاة اولياء الله، ومعاداة اعدائه إذا قدروا، ويسرون بها إذا عجزوا. (21421) 13 - ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ولو شاء لحرم عليكم التقية، وامركم بالصبر على ما ينالكم من أعدائكم عند اظهاركم الحق، ألا فأعظم فرائض الله عليكم بعد فرض موالاتنا ومعاداة أعدائكم استعمال التقية على انفسكم وأموالكم (1)، ومعارفكم وقضاء حقوق اخوانكم، وان الله يغفر كل ذنب بعد ذلك ولا يستقصى، وأما هذان فقل من ينجو منهما إلا بعد مس عذاب شديد إلا أن يكون لهم مظالم على النواصب
والكفار فيكون عقاب هذين على اولئك الكفار والنواصب قصاصا بمالكم عليه من الحقوق، وما لهم إليكم من الظلم، فاتقوا الله ولا تتعرضوا لمقت الله بترك التقية، والتقصير، في حقوق إخوانكم المؤمنين. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
(11) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 324 / 171. (12) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 324 / 172 و 574 / 336. (1) البقرة 2: 163. (13) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 574 / 337. (1) في المصدر: واخوانكم. (2) تقدم في الباب 24، وفي الحديث 9 من الباب 25 من هذه الابواب، وفي الباب 122 من ابواب احكام العشرة. (3) ياتي ما يدل علي بعض المقصود في الباب 29 من هذه الابواب. (*)
[ 225 ]
29 - باب جواز التقية في اظهار كلمة الكفر كسب الانبياء والائمة (عليهم السلام) والبراءة منهم وعدم وجوب التقية في ذلك وان تيقن القتل. (21422) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين. ورواه الصدوق في (المجالس) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن المنذر بن محمد،
عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) مثله (1). (21423) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يروون أن عليا (عليه السلام) قال على منبر الكوفة: ايها الناس انكم ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منى فلا تبروؤا منى، فقال: ما أكثر ما يكذب (1) الناس على علي (عليه السلام)، ثم قال: إنما قال: انكم ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منى وإني لعلى دين محمد (صلى الله عليه وآله)، ولم يقل: ولا تبرؤوا منى، فقال له السائل:
الباب 29 فيه 21 حديثا (1) الكافي 1: 373 / 28. (1) امالي الصدوق: 492 / 12. (2) الكافي 2: 173 / 10. (1) ياتي وجه التكذيب (منه. قده). (*)
[ 226 ]
أرايت ان اختار القتل دون البراءة، فقال: والله ما ذلك عليه، وماله إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل الله عزوجل فيه: (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (2) فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) عندها: يا عمار إن عادوا فعد، فقد انزل الله عذرك، وامرك ان تعود إن عادوا. ورواه الحميرى في (قرب الاسناد) عن هارون بن مسلم مثله (3).
(21424) 3 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن محمد بن مروان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما منع ميثم رحمه الله من التقية ؟ فوالله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1). (21425) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن، عن عبد الله بن أسد، عن عبد الله بن عطا قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): رجلان من أهل الكوفة اخذا فقيل لهما: ابرءا من أمير المؤمنين (عليه السلام) فبرئ واحد منهما، وأبي الآخر فخلى سبيل الذي برئ وقتل الآخر، فقال: أما الذي برئ فرجل فقيه في دينه، وأما الذى لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة. (21426) 5 - وعنه، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن خالد بن نافع، عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رجلا أتى النبي
(2) النحل 16: 106. (3) قرب الاسناد: 8. (3) الكافي 2: 174 / 15. (1) النحل 16: 106. (4) الكافي 2: 175 / 21. (5) الكافي 2: 126 / 2، واورده في الحديث 4 من الباب 92 من ابواب احكام الاولاد. (*)
[ 227 ]
(صلى الله عليه وآله) فقال: أوصني فقال: لا تشرك بالله شيئا وإن أحرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالايمان، ووالديك فأطعهما... الحديث
(21427) 6 - عبد الله بن جعفر الحميرى في (قرب الاسناد) عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن التقية ترس المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له، فقلت له: جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1) قال: وهل التقية الا هذا. (21428) 7 - محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال) عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعى بني أمية - عبيد الله بن زياد - إلى البراءة منى ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك ؟ قال: إذا والله يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر فداك في الله قليل فقال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي... الحديث. ورواه الراوندي في (الخرائج والجرائح) عن عمران عن أبيه ميثم مثله (1). (21429) 8 - الحسن محمد الطوسى في (مجالسه) عن أبيه، عن
محمد بن محمد، عن محمد بن عمر الجعابى، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن يحيى بن زكريا يابن شيبان، عن بكر بن مسلم (1)، عن محمد بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ستدعون إلى سبى فسبوني، وتدعون إلى البراءة مني فمدوا الرقاب فاني على الفطرة. (21430) 9 - وعن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن علي أخي دعبل بن على الخزاعي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) انه قال: انكم ستعرضون على سبي، فإن خفتم على أنفسكم فسبوني، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تفعلوا فإني على الفطرة. (21431) 10 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مند حق البطن (1)، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني فأما السب فسبوني فانه لي زكاة، ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرأوا منى فإني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الايمان والهجرة. (21432) 11 - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج)
(1) في المصدر: بكير بن سلم. (9) امالي الطوسي 1: 374. (10) نهج البلاغة 1: 101 / 56. (1) مند حق البطن: واسعها. (لسان العرب - دحق - 10: 95).
(11) الاحتجاج: 238. (*)
[ 229 ]
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على بعض اليونان قال: وآمرك أن تصون دينك، وعلمنا الذى أودعناك، فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد (1) ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فان الله يقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا ان تتقوا منهم تقاة) (2) وقد اذنت لكم في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه وفي إظهار البراءة إن حملك الوجل عليه وفي ترك الصلوات (3) المكتوبات ان خشيت على حشاشة (4) نفسك الآفات والعاهات، فان تفضيلك أعداءنا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا، وإن اظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح فينا ولا ينقصنا ولئن تبرأ منا ساعة بلسانك وانت موال لنا بجنانك لتبقى على نفسك روحها التى بها قوامها، ومالها الذى به قيامها، وجاهها الذى به تمسكها، وتصون من عرف بذلك أولياءنا واخواننا، فان ذلك أفضل من ان تتعرض للهلاك، وتنقطع به عن عمل في الدين، وصلاح اخوانك المؤمنين، وإياك ثم إياك أن تترك التقية التى أمرتك بها فانك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض لنعمتك ونعمتهم للزوال، ومذل لهم في أيدى اعداء دين الله، وقد أمرك الله باعزازهم فانك ان خالفت وصيتى كان ضررك على إخوانك ونفسك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا. ورواه العسكري في (تفسيره) عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) مثله (5).
(1) في المصدر زيادة: ويقابلك من اهلها بالشتم واللعن، و التناول من العرض والبدن.
(2) آل عمران 3: 28. (3) المراد ترك ما زاد على الايماء، لما تقدم في صلاة الخوف وغيره (منه. قده). (4) الحشاشة: بقية الروح (الصحاح - حشش - 3: 1002). (5) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 175 / 84. (*)
[ 230 ]
(21433) 12 - محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - انه قيل له: مد الرقاب أحب اليك ام البراءة من علي (عليه السلام) ؟ فقال: الرخصة أحب الي، أما سمعت قول الله عزوجل في عمار: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1). (21434) 13 - وعن عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته فقلت له: ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك ان تدعى إلى البراءة من على (عليه السلام)، فكيف نصنع ؟ قال: فابرأ منه، قلت: أيهما أحب اليك ؟ قال: ان تمضوا على ما مضى عليه عمار بن ياسر، أخذ بمكة فقالوا له: ابرأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبرأ منه فأنزل الله عزوجل عذره: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1). (21435) 14 - وعن عبد الله بن يحيى (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم، فقيل له: وما كلفهم قومهم ؟ فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج. (21436) 15 - وعن درست، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما
(12) تفسير العياشي 2: 272 / 74.
(1) النحل 16: 106. (13) تفسير العياشي 2: 272 / 76. (1) النحل 16: 106. (14) تفسير العياشي 2: 323 / 8. (1) في المصدر: عبيدالله بن يحيى. (15) تفسير العياشي 2: 323 / 9، واورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 26 من هذه الابواب. (*)
[ 231 ]
بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف، إنهم كانوا يشدون الزنانير، ويشهدون الاعياد فآتاهم الله أجرهم مرتين. (21437) 16 - وعن الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على إجهار الكفر اعظم أجرا منهم على إسرار الايمان. (21438) 17 - فخار بن معد الموسوي في كتاب (الحجة على الذاهب إلى تكفير أبى طالب) بإسناده إلى ابن بابويه، عن أبيه، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن أحمد بن هلال، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - ان جبرئيل (عليه السلام) نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك: ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله بالجنة. (21439) 18 - وعن عبد الحميد بن التقي الحسيني، عن الشريف أبي
علي الموضح عن محمد بن الحسن العلوي، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي (1)، عن عبد الله بن أبي الصقر عن الشعبي يرفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب مؤمنا مسلما يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش، ثم ذكر
(16) تفسير العياشي 2: 323 / 10. (17) الحجة على الذاهب: 17. (18) الحجة على الذاهب: 24. (1) السند في المصدر هكذا: عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن احمد بن محمد العطار، عن أبو عمر حفص بن عمر بن الحرث النمري، عن عمر بن ابي زائدة.... إلى آخره. (*)
[ 232 ]
لعلي (عليه السلام) أبياتا في رثاء أبيه والدعاء له. (21440) 19 - وبإسناده عن ابن بابويه، عن محمد بن القاسم المفسر عن يوسف بن محمد بن زياد، عن العسكري (عليه السلام) - في حديث - قال: إن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه. (21441) 20 - علي بن الحسين المرتضى في رسالة (المحكم والمتشابه) نقلا من تفسير النعماني بإسناده الآتي (1) عن على (عليه السلام) قال: وأما الرخصة التي (صاحبها فيها بالخيار) (2) فإن الله نهى المؤمن أن يتخذ الكافر وليا، ثم من عليه باطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر - إلى أن قال: - قال الله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه) (3) فهذه رحمة تفضل الله بها على المؤمنين رحمة لهم ليستعملوها عند التقية في الظاهر، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله
يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه. (21442) 21 - محمد بن محمد المفيد في (الارشاد) قال: استفاض عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ستعرضون من بعدي على سبي فسبوني، فمن عرض عليه البراءة مني فليمدد عنقه، فان برئ مني فلا دنيا له ولا آخرة.
(19) الحجة علي الذاهب: 114. (20) المحكم والمتشابه: 36. (1) ياتي في الفائدة الثانية / من الخاتمة برقم (52). (2) في المصدر: يعمل بظاهرها عند التقية ولا يعمل بباطنها. (3) آل عمران 3: 28. (21) إرشاد المفيد: 169. (*)
[ 233 ]
أقول: وتقدم ما يدل على بعض المقصود (1)، ويأتي ما يدل عليه (2)، وما تقدم في حديث مسعدة من تكذيب رواية النهي عن البراءة راويه عامي ويحتمل الحمل على إنكار النهي التحريمي خاصة، وعلى التقية في الرواية، ولا يخفى على اللبيب ما فيه من الحكمة (3). 30 - باب وجوب التقية في الفتوى مع الضرورة. (21443) 1 - محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال) عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن إسماعيل بن عمار، عن ابن مسكان عن أبان بن تغلب قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إنى أقعد في المسجد فيجئ الناس فيسألوني فان لم اجبهم لم يقبلوا منى، وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال
لى: انظر ما علمت أنه من قولهم فأخبرهم بذلك. (21444) 2 - وعن حمدويه وإبراهيم ابني نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير عن حسين بن معاذ (1)، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بلغني أنك تقعد في الجامع
(1) تقدم في الحديث 10 من الباب 25 من هذه الابواب، وفي الباب 56 من ابواب جهاد النفس. وتقدم ما يدل على التقية مطلقا في الابواب 24، 25، 27، 28 من هذه الابواب. (2) ياتي في الباب 31 من هذه الابواب. (3) تقدم في الحديث 2 من هذا الباب. الباب 30 فيه حديثان (1) رجال الكشي 2: 622 / 602. (2) رجال الكشي 2: 524 / 470. (1) في نسخة: حسن بن معاذ (هامش المخطوط). (*)
[ 234 ]
فتفتي الناس ؟ قلت: نعم، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إنى أقعد في المسجد فيجئ الرجل فيسألني عن الشئ فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بمودتكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدرى من هو، فأقول: جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا، فادخل قولكم فيما بين ذلك، قال: فقال لى: اصنع كذا فانى كذا أصنع. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 31 - باب عدم جواز التقية في الدم.
(21445) 1 - محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان عن شعيب الحداد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: انما جعلت التقية ليحقن بها الدم، فإذا بلغ الدم فليس تقية. ورواه البرقى في (المحاسن) عن أبيه ومحمد بن عيسى اليقطينى عن صفوان بن يحيى نحوه (1). (21446) 2 - محمد بن الحسن الطوسى بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب - يعنى ابن يزيد - عن الحسن بن علي بن فضال، عن
(2) تقدم في الباب 25 من هذه الابواب. (3) ياتي في الباب 31 من هذه الابواب، وفي الاحاديث 2، 3، 7، 17، 46 من الباب 9 من ابواب صفات القاضي، وفي الباب 11 من ابواب آداب القاضي. الباب 31 فيه حديثان (1) الكافي 2: 174 / 16. (1) المحاسن: 259 / 310. (2) التهذيب 6: 172 / 335. (*)
[ 235 ]
شعيب العقرقوفي، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لم (1) تبق الارض إلا وفيها منا عالم يعرف الحق من الباطل قال: إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم، فإذا بلغت التقية الدم فلا تقية وأيم الله لو دعيتم لتنصرونا لقلتم: لا نفعل إنما نتقى، ولكانت التقية أحب إليكم من آبائكم وأمهاتكم، ولو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن
ذلك ولا قام في كثير منكم من اهل النفاق حد الله. 32 - باب وجوب كتم الدين عن غير أهله مع التقية. (21447) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (1). (21448) 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية عن حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: وددت والله اني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدى: النزق (1)، وقلة الكتمان. ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن الحميرى عن
محمد بن الحسين، عن ابن محبوب مثله (2). (21449) 3 - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن
مروان، عن أبي اسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شئ: الصبر والكتمان. ورواه البرقى في (المحاسن) عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن حسين بن المختار، عن أبي أسامة مثله الا أنه قال: كثرة الصبر (1). (21450) 4 - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - انه اوصى جماعة فقال: ليقو شديدكم ضعيفكم، وليعد غنيكم على فقيركم، ولا تبثوا سرنا، ولا تذيعوا أمرنا. (21451) 5 - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الاعلى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنه ليس احتمال امرنا التصديق له والقبول فقط، من احتمال امرنا ستره وصيانته عن غير أهله فاقرئهم السلام وقل لهم: رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا، حدثوهم بما يعرفون، واستروا عنهم ما ينكرون... الحديث. (21452) 6 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
(2) الخصال: 44 / 40. (3) الكافي 2: 176 / 2. (1) المحاسن: 255 / 285. (4) الكافي 2: 176 / 4، واورد قطعة منه في الحديث 18 من الباب 9 من ابواب صفات القاضي. (5) الكافي 2: 176 / 5، واورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 7 من هذه الابواب. (6) الكافي 2: 177 / 8، واورده عن البصائر في الحديث 24 من الباب 24 من هذه الابواب. (*)
[ 237 ]
أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا معلى اكتم امرنا ولا تذعه فانه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار يا معلى إن التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية، يا معلى إن المذيع لامرنا كالجاحد له. ورواه في (المحاسن) عن أبيه، ومثله إلا أنه ترك ذكر العبادة في السر والعلانية (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 33 - باب تحريم تسمية المهدى (عليه السلام)، وسائر الائمة (عليهم السلام) وذكرهم وقت التقية، وجواز ذلك مع عدم الخوف. (21453) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن القاسم - شريك المفضل - وكان رجل صدق قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خلق في
(1) المحاسن: 255 / 286. (2) تقدم في الحديثين 1، 9 من الباب 24، وفي الاحاديث 1، 11، 14، 16، 17، 18، 19 من الباب 29 من هذه الابواب. (3) ياتي في الحديث 1 من الباب 33، وفي الباب 34 من هذه الابواب.
الباب 33 فيه 23 حديثا (1) الكافي 8: 374 / 562. (*)
[ 238 ]
المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم، اولئك ليسوا منا، ولا نحن منهم، أنطلق فاداري وأستر فيه تكون ستري، هتك الله ستورهم يقولون: امام، والله ما أنا بإمام إلا من أطاعني، فأما من عصاني فلست له بامام، لم يتعلقون باسمى ألا يكفون اسمي من أفواههم ! فو الله لا يجمعني الله واياهم في دار. (21454) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عنبسة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم وذكر علي وفاطمة (عليهما السلام)، فان الناس ليس شئ أبغض إليهم من ذكر علي وفاطمة (عليهما السلام). (21455) 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث الخضر (عليه السلام) - انه قال: واشهد على رجل من ولد الحسن لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جورا إنه القائم بأمر الحسن بن علي (عليه السلام). ورواه الصدوق في كتاب (إكمال الدين) و (في عيون الاخبار) عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن سعد والحميري و محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس كلهم عن أحمد بن محمد البرقي مثله (1). (21456) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن
الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صاحب هذا الامر لا يسميه باسمه إلا كافر.
ورواه الصدوق في (اكمال الدين) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن محبوب، عن علي بن الريان - وفي نسخة: علي بن زياد (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه (2) (21457) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عن ابن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) وسئل عن القائم (عليه السلام) ؟ فقال: لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه. ورواه الصدوق في (اكمال الدين) عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد، عن جعفر بن محمد بن مالك مثله (1). (21458) 6 - وعن علي بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن أحمد العلوى، عن داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكري (عليه السلام) يقول: الخلف من بعدى الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ قلت: ولم جعلني الله فداك ؟ قال: لانكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه، قلت: كيف نذكره ؟ قال: قولوا الحجة من آل محمد
ورواه الصدوق في (اكمال الدين) عن أبيه عن سعد، عن محمد بن أحمد العلوى مثله (1).
(21459) 7 - وعن علي بن محمد، عن أبي عبد الله الصالحي قال: سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) أن أسال عن الاسم والمكان، فخرج الجواب: إن دللتم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلوا عليه. أقول: هذا دال على اختصاص النهي بالخوف وترتب المفسدة. (21460) 8 - وعن محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميرى عن محمد بن عثمان العمرى - في حديث - أنه قال له: أنت رأيت الخلف ؟ قال: اي والله - إلى أن قال: - قلت: فالاسم، قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن احلل ولا أحرم، ولكن عنه (عليه السلام) فان الامر عند السلطان، ان أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا - الى أن قال: - وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك. أقول: هذا أوضح دلالة في ان وجه النهي التقية والخوف.
(21461) 9 - محمد بن علي بن الحسين في كتاب (اكمال الدين) وفي كتاب (التوحيد) عن على بن أحمد الدقاق وعلي بن عبد الله الوراق، عن محمد بن هارون (1)، عن عبد العظيم الحسني، عن سيدنا علي بن محمد (عليه السلام) أنه عرض عليه اعتقاده واقراره بالائمة (عليهم السلام) - إلى أن قال: - ثم أنت يا مولاي، فقال له (عليه السلام): ومن بعدى ابني
(7) الكافي 1: 268 / 2. (8) الكافي 1: 265 / 1، واورد صدره في الحديث 4 من الباب 11 من ابواب صفات القاضي. (9) إكمال الدين: 379 / 1، والتوحيد: 81 / 37. (1) في الاكمال زيادة: عن ابي تراب عبد الله بن موسى الروياني وفي التوحيد: أبو تراب عبيدالله بن موسى الروياني. (*)
[ 241 ]
الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ قلت: وكيف ذلك ؟ قال: لانه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا - إلى أن قال: - فقال (عليه السلام): هذا ديني ودين آبائي. أقول: هذا لا ينافي الحمل على التقية والتخصيص بوقت الخوف كما يظن، لما تقدم من التصريح بوجوب التقية إلى أن يخرج صاحب الزمان (عليه السلام) (2)، ولكن التقية في هذه المدة لا تشتمل جميع الاشخاص والاماكن، لما مر أيضا (3)، فهذا من جملة القرائن على ما قلنا، لان هذه المدة هي مدة التقية. (21462) 10 - وفي كتاب (اكمال الدين) عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أبي أحمد محمد بن زياد الازدي، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث أوصاف الامام الثاني عشر
وغيبته قال: تخفى على الناس ولادته، ولا تحل لهم تسميته حتى يظهره الله فيملاء الارض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما. (21463) 11 - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق (عليه السلام) انه قيل له: من المهدى من ولدك ؟ قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته. وعن علي بن محمد الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن
(2) تقدم في الحديث 25 من الباب 24 من هذه الابواب. (3) مر في الحديثين 6 و 10 من الباب 25 من هذه الابواب. وفي الحديث 8 من هذا الباب. (10) إكمال الدين: 368 / 6. (11) إكمال الدين: 333 / 1. (*)
[ 242 ]
أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (1). (21464) 12 - وعن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمد بن مسعود، وحيدر بن محمد عن محمد بن مسعود، عن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسين الدقاق (1) وإبراهيم بن محمد قالا: سمعنا علي بن عاصم الكوفي يقول: خرج في توقيعات صاحب الزمان (عليه السلام): ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس. أقول فيه وفي أمثاله دلالة على ما قلنا في العنوان لاختصاصه بالمحفل وهو مظنه التقية والمفسدة، وبالناس وكثيرا ما يطلق هذا اللفظ
على العامة (2) فهو قرينة أيضا. (21465) 13 - وعن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن همام، عن محمد بن عثمان العمري قال: خرج توقيع بخط أعرفه: من سماني في مجمع من الناس فعليه لعنة الله. ورواه المفيد في (الارشاد) (1). والطبرسي، في (أعلام الورى) نحوه (2). (21466) 14 - وعن محمد بن أحمد السناني (1)، عن محمد بن أبي
(1) إكمال الدين: 338 / 12. (12) إكمال الدين: 482 / 1. (1) في المصدر: علي بن الحسن الدقاق... (2) تقدم إطلاقه على العامة هنا في حديث عنبسة (منه. قده). (13) إكمال الدين: 483 / 3. (1) لم نجده في ارشاد المفيد المطبوع. (2) إعلام الورى: 451. (14) إكمال الدين: 377 / 2. (1) في المصدر: محمد بن احمد الشيباني. (*)
[ 243 ]
عبد الله، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم الحسني، عن محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) في ذكر القائم (عليه السلام) قال: يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، وتحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه... الحديث. (21467) 15 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن محمد بن إبراهيم الكوفي ان أبا محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) بعث إلى بعض من سماه شاة مذبوحة وقال: هذه من عقيقة ابني محمد. (21468) 16 - وعنه، عن الحميري، عن محمد بن أحمد العلوي، عن أبي غانم الخادم قال: ولد لابي محمد (عليه السلام) مولود فسماه محمدا، وعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدى وخليفتي عليكم وهو القائم... الحديث (21469) 17 - وعن محمد بن محمد بن عصام، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علان الرازي عن بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد (عليه السلام) قال: ستحملين ولدا واسمه محمد وهو القائم من بعدى. (21470) 18 - وعن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن الحسين بن إسماعيل القطان (1)، عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سعيد، عن العباس بن أبي عمرو عن صدقة بن أبي موسى،
(15) إكمال الدين: 432 / 10. (16) إكمال الدين: 431 / 8. (17) إكمال الدين: 408 / 4. (18) إكمال الدين: 305 / 1. (1) في المصدر: الحسن بن إسماعيل، عن ابي عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان... (*)
[ 244 ]
عن أبي نصرة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله عن فاطمة (عليها السلام) انه وجد معها صحيفة من درة فيها اسماء الائمة من
ولدها فقرأها - إلى أن قال: - أبو القاسم محمد بن الحسن حجة الله على خلقه القائم، أمه جارية اسمها نرجس. (21471) 19 - وعن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن إسماعيل بن مالك، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنبر: يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان - وذكر صفة القائم وأحواله إلى أن قال - له اسمان: اسم يخفى، واسم يعلن، فأما الذى يخفى فأحمد، وأما الذي يعلن فمحمد... الحديث. (21472) 20 - وبأسانيده الكثيرة عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء من ولدها فعددت اثنى عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي. ورواه في (الفقيه) بإسناده عن الحسن بن محبوب (1). ورواه الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب مثله (2).
(21473) 21 - وعن على بن الحسن بن شاذويه (1) وأحمد بن هارون
الفامى (2) جميعا عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك (3)، عن درست، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر، عن أبى جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله أنه رأى قدام فاطمة (عليها السلام) لوحا يكاد ضوؤه يغشى الابصار، فيه اثنى عشر إسما، قال: فقلت: أسماء من هؤلاء ؟ قالت: أسماء الاوصياء أولهم ابن عمى وأحد عشر من ولدى، آخرهم القائم، قال جابر: فرأيت فيه محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع، وعليا عليا عليا عليا في أربعة مواضع. ورواه في (عيون الاخبار) أيضا (4). (21474) 22 - وعن على بن محمد بن أحمد الدقاق (1)، عن محمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران، عن عمه الحسين بن زيد (2)، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت: لو عهدت الينا في الخلف من بعدك، فقال: الامام بعدى ابني موسى،
(21) إكمال الدين: 311 / 2، إعلام الورى: 394. (1) في الاكمال: على بن الحسين بن شاذويه. (2) في المصدر: احمد بن هارون القاضي. (3) في المصدر زيادة: عن مالك السلولي. (4) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 46 / 5. (22) إكمال الدين: 334 / 4. (1) في المصدر: علي بن احمد بن محمد الدقاق. (2) في المصدر: الحسين بن يزيد النوفلي. (*)
[ 246 ]
والخلف المأمول المنتظر محمد بن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى. الفضل بن الحسن الطبرسي في (اعلام الورى) عن المفضل بن عمر مثله (3). (21475) 23 - وبإسناده عن ابن بابويه، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أبي محمد بن همام، عن محمد بن عثمان العمرى، عن أبيه، عن أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) في الخبر الذى روى عن آبائه (عليهم السلام) ان الارض لا تخلو من حجة لله على خلقه، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال: إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل: يابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال: ابني محمد (1)، هو الامام والحجة بعدى، فمن مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية. ورواه على بن عيسى في (كشف الغمة) نقلا عن الطبرسي في (اعلام الورى) (2). أقول: والاحاديث في التصريح باسم المهدى محمد بن الحسن (عليهما السلام) وفي الامر بتسميته عموما وخصوصا تصريحا وتلويحا فعلا وتقريرا في النصوص والزيارات والدعوات والتعقيبات
(3) إعلام الورى: 429. (23) إعلام الورى: 442. (1) قد صرح باسمه (عليه السلام) جماعة من علمائنا في كتب الحديث، والاصول، والكلام، وغيرها، منهم العلامة، والمحقق، والمقداد، والمرتضى، والمفيد، وابن طاوس، وغيرهم، والمنع نادر، وقد حققناه في رسالة مفردة. (منه. قده).
(2) كشف الغمة 2: 528. (*)
[ 247 ]
والتلقين وغير ذلك كثيرة جدا، قد تقدم جملة من ذلك (3)، ويأتي جملة اخرى (4) وهو دال على ما قلناه في العنوان. 34 - باب تحريم اذاعة الحق مع الخوف به (21476) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) - في حديث - قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ولاية الله أسرها إلى جبرئيل (عليه السلام)، وأسرها جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وأسرها (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) وأسرها على (عليه السلام) إلى من شاء الله ثم أنتم تذيعون ذلك من الذى أمسك حرفا سمعه قال أبو جعفر (عليه السلام) في حكمة آل داود: ينبغى للمسلم أن يكون مالكا لنفسه، مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه، فاتقوا الله ولا تذيعوا حديثنا. (21477) 2 - وعن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من استفتح نهار باذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس.
(3) تقدم في الحديث 3 من الباب 37 من ابواب الاحتضار، وفي الباب 20، وفي الحديثين 5، 6 من الباب 21 من ابواب الدفن، وفي الحديث 6 من الباب 48 من ابواب الذكر، وفي الحديث 2 من الباب 81 من ابواب المزار. (4) ياتي في الحديثين 3، 4 من الباب 64 من ابواب احكام الاولاد.
الباب 34 فيه 22 حديثا (1) الكافي 2: 178 / 10. (2) الكافي 2: 276 / 12. (*)
[ 248 ]
(21478) 3 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن على الوشاء، عن عمر بن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) طوبى لعبد نؤمة عرفه الله ولم يعرفه الله الناس اولئك مصابيح الهدى، وينابيع العلم، تنجلي عنهم كل فتنه مظلمة، ليسوا بالمذاييع البذر (1)، ولا بالجفاة المرائين. (21479) 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الاصبهاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وذكر نحوه وزاد: وقال: قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا بالخير تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلا مرائين مذاييع، فان خياركم الذين إذا نظر إليهم ذكر الله، وشراركم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبة المبتغون للبراء المعايب. (21480) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عمن أخبره قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم... الحديث. (21481) 6 - وبالاسناد عن عثمان بن عيسى، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إن كان في يدك هذه شئ فان استطعت أن لا تعلم هذه
فافعل، قال: وكان عنده إنسان فتذاكروا الاذاعة، فقال: احفظ لسانك تعز، ولا تمكن الناس من قياد رقبتك فتذل.
(21482) 7 - وبالاسناد عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عزوجل عير قوما بالاذاعة في قوله عزوجل: (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به) (1) فاياكم و الاذاعة. (21483) 8 - وبالاسناد عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ويقتلون الانبياء بغير حق) (1) فقال: أما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن أذاعوا عليهم وأفشوا سرهم فقتلوا. ورواه البرقي في (المحاسن) عن عثمان بن عيسى (2) وكذا الذي قبله. (21484) 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان من أمرنا مستور مقنع بالميثاق، فمن هتك علينا أذله الله. (21485) 10 - وعن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى جميعا، عن
علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: نفس المهموم لنا المغتم
لمظلمتنا تسبيح، وهمه لامرنا عبادة، وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله. قال لي محمد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئا أحسن منه. (21486) 11 - وعنه، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن نصر بن صاعد، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: مذيع السر شاك، وقائله عند غير أهله كافر، ومن تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج، قلت: ما هو ؟ قال: التسليم. (21487) 12 - وعن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد الخزاز، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من اذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا. قال: وقال للمعلى بن خنيس: المذيع لحديثنا كالجاحد له.
(21488) 13 - وبالاسناد عن يونس، عن ابن مسكان، عن ابن ابي يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من اذاع علينا حديثنا سلبه الله الايمان. (21489) 14 - (وبالاسناد عن يونس) (1)، عن يونس بن يعقوب، عن بعض اصحابه، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ما قتلنا من اذاع حديثنا قتل خطأ، ولكن قتلنا قتل عمد.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب مثله (2). (21490) 15 - وبالاسناد عن يونس، عن العلا، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: يحشر العبد يوم القيامة وما ندا دما (1) فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب إنك تعلم أنك قبضتني وما سفكت دما، فيقول: بلى ولكنك سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه فنقلت عليه حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه. (21491) 16 - وبالاسناد عن يونس، عن ابن مسكان (1)، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وتلا هذه الآية: (ذلك بأنهم كانوا
يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) (2) قال: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداء ومعصية. (21492) 17 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
(2) المحاسن: 256 / 292. (15) الكافي 2: 275 / 5. (1) ما ندا دما: اي لم يصب منه شيئا ولم ينله منه شئ، كانه نالته نداوة الدم وبلله (النهاية - ندا - 5: 38). (16) الكافي 2: 275 / 6، والمحاسن: 256 / 291. (1) في نسخة: ابن سنان (هامش المخطوط)، وكذلك المصدر. (2) البقرة 2: 61. (17) الكافي 2: 275 / 9. (*)
[ 252 ]
أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطأ. ورواه البرقي في (المحاسن) عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، والذي قبله عن ابن مسكان (2) مثله. (21493) 18 - وعن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن رجل، عن أبى خالد الكابلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: المذيع لما أراد الله ستره مارق من الدين.
(21494) 19 - أحمد بن محمد بن خالد البرقى في (المحاسن) عن ابن الديلمي، عن داود الرقي ومفضل وفضيل - في حديث - قالوا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تذيعوا أمرنا ولا تحدثوا به الا أهله، فان المذيع علينا أمرنا أشد علينا مؤنة من عدونا، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرنا. (21495) 20 - وعن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الناطق علينا بما نكره أشد مؤونة علينا من المذيع. (21496) 21 - وعن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان بن خالد قال: قال لى أبو عبد الله (عليه السلام): يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله.
(21497) 22 - وعن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن مختار، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حديث فقال: هل كتمت علي شيئا قط ؟ فبقيت أتذكر، فلما رأى ما بى، قال: أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس إنما الإذاعة أن تحدث به غير أصحابك. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، وقد روى النعماني في كتاب
(الغيبة) أحاديث كثيرة في هذا المعنى. 35 - باب جواز اقرار الحر بالرقية مع التقية وان كان سيدا. (21498) 1 - محمد بن يعقوب، عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج فبعث إلى رجل من قريش فأتاه، فقال له يزيد: أتقر لى أنك عبد لى إن شئت بعتك، وإن شئت إسترققتك - إلى أن قال: - فقال له يزيد: ان لم تقر لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياى بأعظم من قتل الحسين (عليه السلام)، قال: فأمر به فقتل، ثم ارسل إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له مثل مقاله للقرشي، فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل
(22) المحاسن: 258 / 306. (1) تقدم في الحديث 1 من الباب 7، وفي الاحاديث 1، 9، 23 من الباب 24، وفي الحديث 11 من الباب 29، وفي الباب 32، وفي الحديث 1 من الباب 33 من هذه الابواب، وفي الباب 47، وفي الحديث 3 من الباب 145 من ابواب احكام العشرة، وفي الحديث 16 من الباب 1 من ابواب المواقيت. وياتي ما يدل عليه في الحديث 41 من الباب 8 من ابواب صفات القاضي. الباب 35 فيه حديث واحد (1) الكافي 8: 234 / 313. وعلق المصنف بقوله: (هذا في الروضة) بخطه ره. (*)
[ 254 ]
بالامس ؟ فقال له يزيد: بلى، فقال علي بن الحسين: قد أقررت لك بما
سألت، أنا عبد مكره فان شئت فأمسك، وإن شئت فبع، فقال له يزيد: أولى لك، حقنت دمك، ولم ينقصك ذلك من شرفك. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك عموما (1). 36 - باب وجوب كف اللسان على المخالفين وعن أئمتهم مع التقية (21499) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أيسر ما رضي الناس به منكم، كفوا ألسنتكم عنهم. (21500) 2 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن محمد بن الحسن، عن الصفار عن العباس بن معروف، عن عاصم، عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يفتري على الرجل من جاهلية العرب ؟ قال: يضرب حدا، قلت: حدا ؟ قال: نعم، إن ذلك يدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله). (21501) 3 - علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أبيه، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن قول النبي (صلى الله عليه وآله): إن الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في
(1) تقدم في الباب 24 من هذه الابواب. الباب 36 فيه 3 احاديث (1) الكافي 8: 341 / 537. (2) علل الشرائع: 393 / 6، واورده في الحديث 4 من الباب 73 من ابواب جهاد النفس، واورد نحوه عن التهذيب في الحديث 7 من الباب 17 من ابواب حد القذف.
(3) تفسير القمي 1: 213. (*)
[ 255 ]
ليلة ظلماء، قال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله، وكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله عن سب آلهتهم لكى لا يسب الكفار إله المؤمنين، فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعملون، فقال: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله) (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في جهاد النفس (2). 37 - باب تحريم مجاورة أهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا ومحبة بقائهم. (21502) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن منصور بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الحميد بن علي الكوفي، عن مهاجر الاسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر عيسى بن مريم (عليه السلام) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها، فقال: أما انهم لم يموتوا إلا بسخطة ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها قال: فدعا عيسى فنودي من الجو أن نادهم، فقام عيسى (عليه السلام) بالليل على شرف (1) من الارض، فقال: يا أهل القرية فأجابه منهم مجيب: لبيك، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم ؟ قال: عبادة الطاغوت، وحب الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب - إلى أن قال: - كيف عبادتكم للطاغوت ؟